بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى يقول في كتابه الادب المفرد باب اكرام الضيف وخدمته اياه بنفسه قال حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الله ابن داوود عن فضيل ابن غزوان عن ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الى نسائه فقلن ما معنا الا الماء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يضم او يضيفها هذا فقال رجل من الانصار انا فانطلق به الى امرأته فقال اكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت ما عندنا الا قوت للصبيان. فقال هيئي طعامك واصلحي سراجك ونومي صبيانك اذا ارادوا عشاء فهيئت طعامها واصلحت سراجها ونومت صبيانها ثم قامت كانها اتصلح سراجها فاطفأته؟ وجعلا يريانه انهما يأكلان وباتا طاويين فلما اصبح غدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال صلى الله عليه وسلم لقد ضحك الله او عجب من فعالكما. وانزل الله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الامام البخاري رحمه الله تعالى باب اكرام الضيف وخدمته اياه اياه بنفسه هذه الترجمة وتراجم عديدة بعدها عقدها رحمه الله تعالى لبيان هذه الخصلة العظيمة والخلة الكريمة والادب الرفيع الا وهو اكرام الضيف وخدمته والاحسان اليه وهذا الادب جاءت به الشريعة وحث عليه الاسلام وندب اليه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهو من سنن النبيين ومن شيم الصالحين ومن خلق الاخيار والافاضل والنبلاء من الناس بل ان وصاحب الخلق الكريم يفرح بضيفه ويسر بمقدمه وكان بعضهم يضع في الطريق اشارة او نارا او علامة تدل على مكانه حتى يهتدي الضيف الى مكانه ويسر بمقدم الضيف سرورا عظيما فاكرام الضيف هذا ادب من اداب الاسلام العظيمة وهو من سنن وهو من سنن النبيين وقد ذكر الله عز وجل قصة خليله ونبيه ابراهيم الخليل عليه السلام مع اضيافه وذكر جل وعلا كرم ابراهيم وحسن معاملته لاظيافه في قوله سبحانه وتعالى هل هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام. قوم منكرون فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين فقربه اليهم قال الا تأكلون وهذه القصة تعد ونموذجا رفيعا ومثالا عليا لاكرام الضيف والحفاوة به وحسن ضيافته وقراءة كما صنع هذا النبي الكريم عليه صلوات الله وسلامه قال هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين قيل في معنى المكرمين اي الذين اكرمهم ابراهيم الخليل عليه السلام وهذا مدح من الله عز وجل وثناء على نبيه في اكرامه لضيفه وقيل المكرمين اي عند الله وهذا ايضا يتضمن الثناء على ابراهيم الخليل عليه السلام من جهة ان الله عز وجل يسر له ان يكون اضيافه ملائكة ان يكون اضياء اضيافهم ملائكة من عباد الله المكرمين ثم في السياق بيان كرامة الضيف واكرام الضيف كيف ينبغي ان يكون وان اكرام الضيف يكون بالقول ويكون بالفعل بالقول بحسن الكلام وطيب اللقاء والقاء السلام والاحتفاء بالضيف واسماعه عبارات الترحيب الجميلة اللطيفة وايضا حسن المعاشرة له والمحادثة معه والانبساط اليه ومؤانسته بالخطاب وادخال السرور عليه ومواساته ايضا في شأنه وفي حاله وفي مصابه او ما يشغل باله ان وجد فكل ذلكم داخل في اكرام الضيف اكراما قوليا وسيأتي عند المصنف رحمه الله في ابواب تأتي لاحقة ذكر العبارات الواردة بالترحيب وان النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول للقادم مرحبا كان يقول مرحبا وهذا مر معنا وسيأتي ايضا فالترحيب بالضيف وملاطفته وحسن استقباله والبشاشة في في وجهه وملاقاته بالوجه الطليق كل ذلك اكرام له والاكرام الفعلي بتقديم الضيافة له وتعجيلها ومراعاة وظعه وحاجته للطعام والغذاء قال عز وجل فراغ الى اهله راغ الى اهله اي ذهب ذهابا سريعا ذهب ذهابا سريعا وايضا يتضمن هذا اللفظ اضافة الى الذهاب السريع كونه خفيا يعني ذهب بسرعة وبصفة لا يشعر بها الضيف واحضر الطعام فجاء بعجل حنيذ ثم ايظا من اكرامه لهم قربه اليهم يقدم القرى والظيافة الى الظيف يأتي بها الى المكان الذي هو فيه فلا يعنيه ولا يكلفه وايضا خدمة الضيف ابراهيم قليل الرحمن قام بهذا الامر بنفسه فراغ الى اهله وبنفسه قربه اليهم وهذا ما سيأتي عند المصنف قال وخدمته اياه بنفسه وخدمته اياه بنفسه فقام بذلك عليه صلوات الله وسلامه فاكرام الضيف بتعجيل الضيافة والقرا له وايضا ان يكون بطريقة خفية كما هو مستفاد من اللفظ المتقدم فراغ الى اهله لا ان يكون بصورة معلنة مثل ان يدخل الضيف في مجلس الانسان ثم امام الضيف يخرج المحفظة محفظة النقود ويبدأ مثلا يعد النقود ثم ينادي يا فلان تعال والضيف يشاهد ذلك كله تعال يا فلان المكان الفلاني تذهب وتأتي لنا كيت وكيت والمكان الفلاني تذهب وتأتي كيت وكيت الى اخره هذا يحرج الضيف يحرج الضيف ويدخل آآ لنفسه شيء من الحرج وهذا المعنى المح اليه العلماء وذكروه ومنهم العلامة ابن القيم رحمه الله ذكر هذا المعنى في كلام عظيم له عن هذه الاية الكريمة وهذه الاية الكريمة وبيان اصول الضيافة المستفادة منها بكتاب او رسالة قيمة له بعنوان الرسالة التبوكية وهي جديرة بالاطلاع عليها والوقوف على مظامينها فهي رسالة نفيسة جدا في الاداب والاخلاق وتقوى الله عز وجل والهجرة فالشاهد ان من كرامة الضيف ان يقدم له قراءة وضيافته ويراعى في الوقت نفسه شعور الضيف فلا يدخل عليه اي حرج وسيأتي ايضا في الحديث الذي ساقه المصنف تقرير لهذا المعنى وبيان له ومن اكرام الضيف ان ان تستمر كرامة الضيف الى ان يرحل الى ان يرحل ويغادر المكان والنفس معه سمحة والالفاظ جميلة وطلاقة الوجه مستمرة الى ان الى ان يغادر المكان يقول ابو عبيدة القاسم بن سلام زرت الامام احمد زرت الامام احمد في بيته فلما خرجت خرج معي خرج معي الى دابتي فقلت له في ذلك فقال قال الشعبي رحمه الله تعالى من تمام اكرام الضيف ان تمضي معه الى دابته من تمام اكرام الضيف ان تخرج معه الى دابته وان تأخذ بركاب دابته وان تأخذ بركاب دابته فهذا ايضا من ادب الظيافة يمشي معه الى الباب الى ان يصل دابته يأخذ بركاب الدابة هذا في زمانهم في زماننا لو سبقت ضيفك وفتحت له باب السيارة هذا نظير ذلك وهو من جملة الاحتفاء بالضيف والاحسان اليه هذا كله داخل تحت اكرام الضيف قولا وفعلا داخل تحت اكرام الضيف قولا وفعلا وهو ما عقد المصنف له هذه الترجمة وجملة من التراجم بعدها لبيان هذا الامر وايظاحه من خلال السنن المأثورة والاحاديث المنقولة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وقوله رحمه الله تعالى وخدمته اياه بنفسه هذا ابلغ ابلغ في الكرامة ان يقوم صاحب الدار على خدمة الضيف بنفسه وهذا اوقع في نفس الضيف وابلغ تأثيرا وايضا ابلغ تقوية الاخوة والمحبة وتنمية شعور المودة بين الاخوان اذا قام بهذا الامر بنفسه وباشره بنفسه قال وخدمته اياه بنفسه ومر معنا مثال ذلك في قصة نبي الله وخليله ابراهيم الخليل عليه صلوات الله وسلامه وضيف الانسان هو من ينزل عليه طلبا للقراء والضيافة والامر في هذا الباب يختلف حكمه من حيث حال الناس فوظع الناس في المدن التي يتوفر فيها الدور المعدة للكرا والايجار مثل الفنادق والشقق ونحوها وايضا المشتملة على الامكنة التي فيها بيع الطعام ويتوفر الطعام بشكل متيسر يجده في كل مكان الظيافة في مثل هذه الحال يختلف حكمها عن حكم الضيافة عندما ينزل الانسان على رجل في قرية لا يوجد فيها اماكن تبيع الطعام ولا يوجد ايضا فيها اماكن للسكنة ويكون مثلا الجو باردا او او الشمس حارة في الصيف ولهذا ذكر اهل العلم ان حكم الضيافة تارة يكون واجبا وتارة يكون مستحبا على حسب الحال والمكان تارة تكون فرض عين وتارة تكون فرض كفاية وتارة تكون امرا مستحبا مندوبا اليه مرغبا فيه ولهذا فرق الامام احمد رحمه الله تعالى وغيره من اهل العلم بين المدن والقرى والبوادي فرق بينها فالظيف الذي ينزل على اناس في قرية لا يوجد فيها مكان للطعام وبيعه ولا مكان للسكنة فالظيافة في مثل هذه الحال واجبة واما في المدن التي يتوفر فيها المساكن والمنازل والمطاعم واماكن بيع الغذاء فالظيافة فيها مندوب اليها ومستحبة وسيأتي بيان ذلك من خلال النصوص التي يسوقها المصنف رحمه الله تعالى اورد في هذه الترجمة حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الى نسائه وجاء في بعض الروايات ان الرجل جاء وقد بلغ به الجهد مبلغا اي اعياه التعب والسفر واشتدت به الحاجة الى الطعام والغذاء بلغ به الجهد مبلغا والحافظ ابن حجر يقول لما اقف على تسمية هذا الرجل فلم يذكر له اسم في الروايات التي لهذا الحديث قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الى نسائه بعث الى نسائه اي بعث اليهن يسأل هل هناك طعام يمكن ان يقدم لهذا الضيف وهذا من كرم النبي عليه الصلاة والسلام بدأ بقراء الضيف واكرامه بنفسه ولكنه احب ان يتأكد هل في بيوتاته ما يمكن ان يقدم لهذا الضيف او لا فبعث الى نسائه اي سائلا عليه الصلاة والسلام هل من طعام يوجد يقدم الى هذا الضيف فقلنا اي نسوة النبي عليه الصلاة والسلام ما معنا الا الماء ما معنا الا الماء اي لا يوجد في بيتنا الا الماء لا يوجد اي طعام في بيت النبي عليه الصلاة والسلام وهذا يا اخوان يستفاد منه هو ان الدنيا على الله جل وعلا يستفاد منه هو ان الدنيا على الله جل وعلا فبيت النبي عليه الصلاة والسلام تمر اوقات لا يوجد فيه طعام ولا يوجد فيه غذاء لا يوجد فيه شيء يؤكل قال فقلنا ما معنى الا الماء اي لا يوجد عندنا الا الماء جاء في صحيح مسلم حتى قلنا كلهن مثل ذلك اي جميع زوجاته كل واحدة يصل اليها السؤال هل هناك طعام فتقول لا يوجد الا المال ليس عندنا الا الماء والسؤال طرح على جميع زوجات النبي عليه الصلاة والسلام وكلهن يقلن مثل ذلك اي ليس عندنا الا الماء فلما لم يجد صلوات الله وسلامه عليه في بيته ما يقدمه لهذا الضيف قال من يضم او يظيف هذا من يظم او يظيف هذا وجاء في رواية في صحيح مسلم الا رجل يضيف هذا الليلة يرحمه الله الا رجل والا تأتي للترغيب والحظ والحث الا رجل يظيف هذا الليلة يرحمه الله ففيه الحث على اكرام الضيف وقول النبي عليه الصلاة والسلام يرحمه الله في هذا السياق في هذا فائدة ان اكرام الضيف من اسباب نيل رحمة الله عز وجل من اسباب نيل رحمة الله عز وجل لان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا رجل يكرم هذا الليلة يرحمه الله فالظيافة سبب من اسباب نيل رحمة الله تبارك وتعالى قال فقال رجل من الانصار جاء في بعض الروايات في مسلم وغيره ان القائل ابو طلحة الانصاري رضي الله عنه وارضاه فقال رجل من الانصار انا اي انا اضمه او اضيفه او اقوم بضيافته قال رجل من الانصار انا فانطلق به الى امرأته يعني اخذ الضيف الى البيت انطلق به الى امرأته فقال اكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من البداية حث المرأة على حسن اكرام الضيف وهنا فيه ملمح جميل في تحريك الحفاوة بالضيف في البيت هنا قال ابو طلحة لزوجته اكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاخر ان يقول لزوجته اذا اذا جاءها ظيف اكرمي ضيفنا فانه مثلا عالم نفع الله به كذا او طالب علم او رجل من اهل الخير والفضل او شيئا من صفاته التي تحرك في المرأة الاهتمام بالضيف وهذا الامر مراعاته يفيد جدا في باب الحفاوة والاكرام والاحسان الى الضيف او ان يقول اه اكرمي هذا فان به من الجهد والحاجة ما لا تعلمين المهم ان يذكر مع حثها على اكرامه شيئا من الامور التي تحرك في المرأة زيادة الحفاوة والعناية بامر الضيف قال اكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما عندنا الا قوت الصبيان ما عندنا الا قوت الصبيان اي لا يوجد في البيت من الطعام الا طعام الصبيان وقوت الصبيان قد تكون ذكرت ذلك ولم تذكر طعامها وطعام زوجها على اعتبار ان الصبي نفسه تتعلق بالطعام اكثر وقد تكون هي وزوجها قد طعم وتناولا حاجتهما فلم يبق الا شيء اعد للصبيان قالت رضي الله عنها ما عندنا الا قوت الصبيان ما عندنا الا قوت الصبيان قال هيئي طعامك يعني الطعام الموجود عندك هيئة جهزيه ورتبيه اجعليه على هيئة جيدة هيئي طعامك واصلحي سراجك وفي لفظ عند البخاري رحمه الله في الصحيح واصبحي انسراجك اي اوقديه واصلحي سراجك ونومي صبيانك اذا ارادوا عشاء ونومي صبيانك اي لهو الصغير حتى ينام وهنا قال العلماء يحمل هذا الامر على ان انها علمت من صبيانها صبرا على الطعام علمت من صبيانها صبرا على الطعام وانه ليس بهم الى هذا الطعام حاجة شديدة تآثروا ضيفهما بهذا الطعام والا النفقة على الولد كما سيأتي اولى من من اه من صرفها الى اخر لكن علم من حال وصبيانهما ان انهما انهم يصبرون على الطعام فاثروا الضيف بهذا الطعام قال ونومي صبيانك اذا ارادوا عشاء قال فهيأت طعامها واصلحت سراجها ونومت صبيانها وهذا ايضا فيه صفات المرأة الصالحة وان المرأة الصالحة تشد من ازر زوجها في ابواب الخير وابواب البر وتكون عونا له وتسارع في ذلك قال فنومت فهيأت طعامها واصلحت سراجها ونومت صبيانها ثم قامت كانها تصلح سراجها فاطفأته فاطفأته قامت الى السراج كانها تريد اصلاح السراج فاطفأته وجاء لا يريانه انهما يأكلان وهذا يؤخذ منه مراعاة شعور الضيف مراعاة شعور الضيف والضيف في في هنا في هذه القصة ضيف جائع وبلغ به الجهد مبلغا واذا وضع امامها الطعام القليل والنور مضاء هم حوله اهل البيت ولا يشاركانه الطعام سيدخل عليه شيء من الحرج فاحب ورغب ان يأكل الطعام كله اثراه بالطعام كله مع ان بهما حاجة اليه اثراه بالطعام كله واحب ايضا الا يدخل عليه شيء من الحرج فعمدت الى هذه الطريقة ذهبت الى السراج كانها تصلحه فاطفأته وجعل يريانه انهما يأكلان وجعل يريان انهما يأكلان وهذا من المباح في المعاملة اكرام الضيف والاحسان اليه ومراعاة مشاعره قال وباتا طاويين اي جائعين باتا طاويين اي جائعين وهذا يعد مثلا رائعا في الايثار يعد مثلا رائعا في الايثار ينام جائعا ويقدم الطعام الذي عنده كله لضيفه بحيث ينام ضيفه شبعانا وينام هو طاويا جائعا وهذا هذه الحال العظيمة في الايثار عندما تقارن باحوال كثير من الناس الذين امتلأت بيوتهم بالاطعمة والنفوس بها شحيحة ويعرف حاجة الناس والاخرين الى هذا الطعام ولكنه تشح نفسه به وتبخل بتقديمه للمحتاجين وربما يشعر بان ضيفه او جاره او قريبه جائع ليس عنده طعام وينام متخما مشبعا ولا يبالي فرق بين هذه الحال ومثل هذه الاحوال وقراءة مثل هذه السير الفذة الرائعة الجميلة تعد بابا للانسان لمعرفة سير الاخيار ونهج الصالحين الابرار ليكونوا قدوة للانسان في ابواب الخير قال وباتا طاويين بات طاويين اي زائعين قال فلما اصبح اي ابو طلحة غدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم لقد ظحك الله او عجب من فعالكما قبل ان يخبره ابو طلحة بما حصل سبق الوحي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالامر قال ضحك الله او عجب من فعالكما ضحك او عجب هاتان الصفتان لله عز وجل نثبته ما له كما اثبتهما له رسوله عليه الصلاة والسلام الضحك والعجب يثبتان لله ويمران كما جاء في السنة سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام على الوجه اللائق بجلال الله وكماله سبحانه والقاعدة عند اهل السنة والجماعة في هذا الباب امراره كما جاء والايمان به كما ورد دون تحريض او تعطيل ودون تكييف او تمثيل قال لقد ظحك الله او عجبا وهذا فيه ايضا آآ اثبات اطلاع الله سبحانه وتعالى وعلمه المحيط وانه لا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية وهذا من اعظم الابواب عونا للانسان على فعل الخيرات واجتناب المنكرات عندما يستشعر رؤية الله له الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين فاستشعار رؤيته جل وعلا واطلاعه وعلمه بعباده هذا اكبر عون على فعل الخيرات واكبر زاجر على ترك المنكرات والبعد عنها قال من فعالكما بفتح الفاء من فعالكما بفتح الفائس اسم للفعل الحسن اسم للفعل الحسن مثل الجود والكرم والاحسان ونحوها يقال فلان كريم الفعال عندما تكون امورا حسنة كالجود والكرم والاحسان ونحو ذلك قال لقد ظحك الله او عجب من فعالكما وانزل الله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة اي حاجة اي يؤثر ضيفه على نفسه ولو كانت به حاجة الى ذلك الطعام او ذلك الغذاء او ذلك الشراب ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة وهذا انما يكون اذا وقي العبد شح نفسه وهو بخلها فاذا وقي من من البخل والشح وجد مثل هذا الايثار قال ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون اي هؤلاء الذين تحقق فلاحهم والفلاح هي اجمع كلمة اه قيلت في حيازة الخير في الدنيا والاخرة المفلح هو من حاز الخير وفاز به في دنياه واخراه وقاية العبد من شح نفسه من اعظم اسباب نيل الفلاح فالشاهد ان هذه قصة عظيمة جدا وكانت سببا لنزول هذه الاية الكريمة وفيها بيان حسن الظيافة وجمال الايثار الذي كان عليه صحابة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهم مثال عالي بالاخلاق والاداب رضي الله عنهم وارظاهم نعم قال رحمه الله تعالى باب جائزة الضيف قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثني الليث قال حدثني سعيد المقبوري عن ابي شريح العدوي رضي الله عنه وانه قال سمعت اذناي وابصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه فهو جائزته قال وما جائزته يا رسول الله؟ قال يوم وليلة والضيافة ثلاثة ايام فما كان رأى ذلك فهو صدقة عليه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ثم قال رحمه الله تعالى باب جائزة الضيف باب جائزة الضيف الجائزة العطية يقال اجزته كذا اي اعطيته اياه فالجائزة العطية فقوله باب جائزة الضيف اي العطية والكرامة والظيافة التي يقدمها المسلم لضيفه الجائزة هي الكرامة والضيافة والنزل الذي يقدمه المسلم لضيفه واورد هنا حديث ابي شريح العدوي رضي الله عنه قال سمعت اذناي وابصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال وهذه من ابي شريح فيها تأكيد تأكيد ظبط ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت اذناي وابصرت عيناي هذا فيه تأكيد انه حاظر وانه بنفسه سمع ذلك وكان ينظر الى النبي عليه الصلاة والسلام وهو يتحدث بذلك حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه جائزته ثم قال في اخره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ثلاث مرات يكرر عليه الصلاة والسلام هذه الجملة من كان يؤمن بالله واليوم الاخر ثم يذكر بعد ذلك من من خصال الخير واعمال البر ما يذكر صلوات الله وسلامه عليه وفي هذا ان الايمان بالله وباليوم الاخر هو اعظم ما يكون في ترغيب العبد لفعل الخيرات واجتناب المنكرات لان الايمان بالله يقتضي طاعة الله وامتثال امره جل وعلا فمن كان يؤمن بالله ربا خالقا رازقا امرا ناهيا يكرم جاره وليكرم ضيفه وليقل خيرا او ليصمت لان الله عز وجل دعا الى ذلك فمن الايمان به طاعته في ذلك وجل وعلا لا يأمر عباده الا بما فيه خير ولا ينهاهم الا عما فيه شر وذكر اليوم الاخر لانه يوم الجزاء والحساب فمن امتثل الاوامر اثيب ومن عصى ولم يطع اوامر الله تبارك وتعالى عوقب فاستحضار هذين الامرين الايمان بالله الذي هو المقصود تبارك وتعالى بالعبادة والتوجه واليوم الاخر الذي هو يوم الجزاء والحساب استحضار ذلك يحرك في العبد فعل الخيرات واجتناب المنكرات ولهذا تكررت هذه الجملة في الحديث وتكررت ايضا في مواضع عديدة في القرآن والسنة قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره فليكرم جاره واكرام الجار يتناول امورا عديدة قد سبق ان مر معنا عند المصنف رحمه الله ابوابا تتعلق بالجار واورد فيها احاديث عديدة عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه في هذا المعنى فاكرام الجار يتناول القاء السلام وطلاقة الوجه وحسن المعاملة وكف الاذى وغير ذلك من ابواب الاكرام التي يندب اليها وجاء في السنة النبوية الحث عليها قال ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه جائزته وهذا الشاهد من الحديث للترجمة قال فليكرم ضيفه جائزته والجائزة عرفناها العطية قال فليكرم ضيفه جائزته قالوا وما جائزته يا رسول الله؟ اي وما هي عطيته ما الذي يلزم في حق الضيف في هذا الباب باب الجائزة والعطية ما جائزته قال يوم وليلة والضيافة ثلاثة ايام يوم وليلة والضيافة ثلاثة ايام يوم وليلة هذا على وجه الوجوه على وجه الوجوب وثلاثة ايام على وجه الندب والاستحباب وقيل الثلاثة ايام كلها واجبة وقيل الثلاثة ايام كلها واجبة ومن اهل العلم من قال ان الظيافة فكلها مستحبة ومسنونة ولكن الاقرب والاظهر في دلالات النصوص ان الظيافة تجب يوما وليلة ان الظيافة تجب يوما وليلة ويكون ذلك مقيدا بالاماكن التي ليس فيها اماكن للسكنى وليس فيها اماكن للطعام ليس فيه اماكن للسكنة ولا اماكن للطعام والغذاء فتكون واجبة في مثل هذه الاماكن يوما وليلة ومن اهل العلم من جعلها واجبة ثلاثة ايام وفي هذا يقول المرداوي رحمه الله تعالى في منظومته الحافلة في في الاداب يقول ظيافة يوم اوجبا وليلة ضيافة يوم اوجبا وليلة وقيل ثلاثا وهي ندب باجود يعني باجود الاقوال ان ثلاثة ايام ندب وليست واجبة وان الواجب في الظيافة هو يوم وليلة وهذا يقيد بالاماكن التي ليس فيها ليس فيها آآ آآ اماكن للسكنة بالايجار وليس فيها ايضا اماكن لبيع الطعام وفي مثل القرى والبوادي ونحو ذلك. اما المدن التي في اماكن فمثل هذا لا يجب لكنه يستحب ويندب يستحب ويندب واذا كان الذي جاء الى المدن ليس معه نقود فما الحكم اذا كان ليس معه نقود ليس معه مال اصلا فهذا حكمه حكم ابن السبيل وابن السبيل حتى الزكاة المفروضة يعطى منها يعطى منها ابن السبيل اذا كان انقطع به السبيل وجاء الى بلد ولا مال معه فهذا وضعه اخر وحكمه اخر واما اذا كان صاحب مال وعنده مال وجاء في مدن والمدن فيها اماكن للسكنة واماكن للطعام والامر متوفر ففي مثل هذه الاماكن لا يقال ان الظيافة بمثل هذه الحال واجبة ومتعينة بل انها مستحبة ومندوب اليها ومرغب فيها اورد رحمه الله تعالى هنا اه حديث ابي شريح ومر معنا الحديث الى قوله فليكرم ضيفه جائزته قالوا وما جائزته يا رسول الله قال يوم وليلة والضيافة ثلاثة ايام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه فاليوم الاول بلينته فهذا يكون الامر فيه واجبا واو متعينا ويزاد في الاكرام والحفاوة واليومين الاخرين على قول انها واجبة ايضا وعلى قول انها مستحبة ويكرم الضيف في في هذين اليومين وما زاد على الثلاثة ايام صدقة صدقة من الصدقات وايضا سيأتي معنا ان اه الضيف ينبغي عليه ان لا يأثم ضيفه فيثوي عنده ويجلس عنده فوق ثلاث يؤثمه ويحرجه كما سيأتي ذلك في حديث النبي صلوات الله وسلامه عليه قال ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وهذا فيه ان من مقتضيات الايمان بالله واليوم الاخر حفظ اللسان وصيانة المنطق وان الواجب على المسلم ان يصون لسانه والا يتكلم بلسانه الا بكلام يدرك سلامته والا يجعل والا يرخي للسانه العنان يتكلم بما شاء ويهرب بكل كلام فهذا اخطر ما يكون على الانسان ولهذا يقول الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى ما حج ولا رباط ولا جهاد اشد من من حبس اللسان ما حج ولا رباط ولا جهاد اشد من حفظ اللسان فحفظ اللسان امر يحتاج الى مجاهدة تامة ومستمرة من الاب ولهذا اوتر عن بعظ الصحابة انه اخذ بلسان نفسه وقال والله الذي لا اله الا هو ما هناك شيء اشد حاجة الى طول حبس من اللسان وكان بعضهم يأخذ بلسان نفسه ويقول هذا الذي اوردني الموارد مع ان اقوالهم في اه مع انهم في رعاية لاقوالهم ومنطقهم وصيانة لالسنتهم لكنهم يدركون خطورة الامر فيقول عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وجاء في حديث اخر انه قال من صمت نجا فالذي يمنع نفسه من الحديث ولا يتحدث الا بكلام يرى ان فيه فائدة ومصلحة او كلام يتأكد انه ليس فيه زلل ولا مضرة فهذا الذي يفوز بالنجاة باذن الله تبارك وتعالى قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت نعم. قوله هنا يوم وليلة وثلاثة ايام نعم اليوم والليلة التي ذكرت في في في قول جائزته لا شك ان هذا يفيد خصوصية في اليوم والليلة من قال من اهل العلم ان الظيافة واجبة ثلاثة ايام قالوا اليوم والليلة الاولى يزاد بالحفاوة والاكرام يزاد في الحفاوة والاكرام وبقية الايام يعطيه من طعامه المعتاد هذا من قال بالوجوب في الايام الثلاثة ومن قال بان الواجب هو اليوم والليلة الاولى واليومان الباقيان مستحبان الامر في ذلك واضح نعم. قال رحمه الله تعالى باب الضيافة ثلاثة ايام قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا ابان ابن يزيد قال حدثني يحيى هو ابن ابي كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيافة ثلاثة ايام فما كان بعد ذلك فهو صدقة ثم عقد هذه الترجمة رحمه الله تعالى باب الضيافة ثلاثة ايام اي نزول الانسان ضيفا على اخيه هذا ثلاثة ايام سواء قيل ان الثلاثة واجبة او مستحبة او قيل اليوم الاول واجب واليومان الاخران مستحبان فهي ثلاثة ايام وهذا فيه تنبيه للضيف الا يحرج اه المظيف بان يثوي عنده ويبقى فترة اطول من ذلك ويصعب على صاحب البيت ان يطلب منه اه الخروج او عدم البقاء ويسبب له حرجا فالظيافة ثلاثة ايام وما فما كان بعد ذلك فهو صدقة فما كان بعد ذلك فهو صدقة اي صدقة من صاحب البيت اذا سمحت نفسه وطابت نفسه ورغب من من ضيفه ان يبقى او الح على ضيفه في البقاء او نحو ذلك فهذه الصدقة من الصدقات اما الضيافة فهي ثلاثة ايام. نعم قال رحمه الله تعالى باب لا يقيم عنده حتى يحرجه قال حدثنا اسماعيل قال حدثني مالك عن سعيد المقبوري عن ابي شريح الكعبي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة ايام فما بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له ان يثوي عنده حتى يحرجه ثم عقد هذه الترجمة باب لا يقيم اي الظيف عنده اي عند المظيف حتى يحرجه اي حتى يلحق به الحرج او ايظا حتى يؤثمه ان يوقعه في الاثم بان يغتاب ضيفه او يتكلم عليه او يتسخط منه او شيء من هذا القبيل قال لا يبقى لا يقيم عنده حتى يحرجه. وهذه الترجمة المعني بها الضيف نفسه المعني بها الضيف نفسه الضيف الضيف نفسه لانه اذا نزل ضيفا عند احد اخوانه فحده في الظيافة ثلاثة ايام حده في الضيافة ثلاثة ايام ولا يبقى بعد ذلك بل يستأذن ويمشي ويخرج من البيت ولا يبقى في البيت حتى يحرج صاحب البيت ويلحق عليه الحرج او الاثم واورد رحمه الله هنا حديث ابي شريح المتقدم وفيه زيادة وهي قوله ولا يحل له ان يثوي عنده حتى يحرجه ومعنى يثوي ان يقيم ويبقى عنده ولا يثوي عنده حتى يحرجه اي حتى يلحقه شيئا من الحرج نعم قال رحمه الله تعالى باب اذا اصبح بفنائه قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا سفيان عن منصور عن الشعبي عن المقدام ابي كريمة الشامي رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم فمن اصبح بفنائه فهو دين عليه ان شاء فان شاء اقتضاه وان شاء تركه ثم قال رحمه الله تعالى باب اذا اصبح بفنائه اذا اصبح الضيف بفنائه اي بفناء البيت بيت الانسان والفناء هو المكان المتسع امام البيت فاذا جاء الضيف فاصبح بفناء البيت امام البيت في المكان المتسع امام البيت فما الذي على وصاحب البيت اورد هنا حديث ابي كريمة الشامي وفي بعض النسخ كتبت السامي ونبه الشيخ الالباني رحمه الله ان الصواب الشامي قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم وهذا كما نبه اهل العلم اصلحوا حديث في وجوب الضيافة اصلحوا حديث في وجوب الضيافة قال ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم ايضا من اهل العلم من اخذ هذا الحديث باطلاقه واوجب الظيافة ليلة او يوم وليلة في المدن وغيرها ومنهم كالامام احمد وغيره من قيدها الامكنة التي لا يوجد فيها سكنة ولا يوجد فيها ايضا اماكن معدة لبيع الطعام ففي مثل هذه الحالة يكون الامر واجبا واما فيما دون ذلك فانه يكون مستحبا ومندوبا قال ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم فمن اصبح بفنائه فهو دين عليه فمن اصبح بفنائه اي الظيف من اصبح والضيف بفنائه اي امام بيته هو دين عليه يعني قراه وضيافته دين عليه. وامر في في ذمته ولازم ان ان ان يكرمه فهو دين عليه فان شاء اقتضاه وان شاء تركه وهنا الامر يتعلق بالظيف فهذا دين ووحق له ان لم يوفى ويعطى هذا الحق فالامر اليه ان شاء اقتضاه اي طالب بهذا الحق وان شاء تركه قال رحمه الله تعالى باب اذا اصبح الضيف محروما قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث عن يزيد ابن ابي حبيب عن ابي الخير عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله انك تبعثنا فننزل بقوم لا لا يقرونا. فما ترى في ذلك؟ فقال لنا ان نزلتم بقوم فامر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا. فان لم يفعلوا فخذوا منهم حقا الضيف الذي ينبغي لهم ثم عقد رحمه الله وهذه الترجمة باب اذا اصبح الضيف محروما اي حرمه المضيف او من لزمته الضيافة من اه ظيافته حرمه من الظيافة فلم يظيفه ولم يعطه قراه او نزله او ظيافته فما الذي عليه اورد حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله انك تبعثنا فننزل بقوم لا يقرون اي لا يضيفوننا. لا يقومون بحق الضيافة والمسافر قد يمر به اه قد يمر في طريقه بامكنة تشتد به الحاجة والضرورة الى الطعام والغذاء فيسأل عقبة رضي الله عنه اذا كانوا جاءوا الى بعض الامكنة ونزلوا ضيوفا ولكن اهل ذلك المكان لم يقوموا بحق الظيافة مع انهم بحاجة الى ذلك او مضطرين الى ذلك فما الذي عليهم في مثل هذه الحال قال فما ترى في ذلك؟ هذا هو السؤال فما ترى في ذلك فقال لنا صلى الله عليه وسلم ان نزلتم بقوم فامر لكم بما ينبغي للضيف اقبلوا. اذا قدموا لكم ما ينبغي للضيف اي ما ينبغي ان يقدم للضيف اقبلوا ذلك وارضوا به وان لم يفعلوا فان لم يفعلوا فخذوا منهم حق الظيافة خذوا منهم حق الظيافة الذي حق الضيف الذي ينبغي لهم. يعني خذوا في حدود ما ينبغي ان يقدم للضيف وهذا كما بين اهل العلم يحمل على المضطر والمضطرين اذا مر اه مكان او بقرية او هو مضطر الى الطعام وان لم يطعم ومضى ربما يتسبب في هلكة او مجاعة او نحو ذلك فيأخذ منه احق الظيافة اي الذي ينبغي للضيف في مثل هذه الحال نعم قال رحمه الله تعالى باب خدمة الرجل الضيف باب خدمة الرجل الضيف بنفسه قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا يعقوب عبدالرحمن عن ابي حازم قال سمعت سهل بن سعد رضي الله عنه ان ابا اسيد الساعدي رضي الله عنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم في عرسه وكانت امرأته خادمهم يومئذ وهي العروس فقالت او قال اتدرون ما انقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم انقعت له تمرات من الليل في طور ثم قال رحمه الله تعالى باب خدمة الرجل الضيف بنفسه اي مباشرة آآ الخدمة للضيف بنفسه وهذا كما تقدم هو ابلغ ما يكون في الكرامة والضيافة ان يباشر صاحب البيت خدمة الضيف بنفسه لا يترك هذا الامر للخدم ان وجدوا او للاولاد او نحو ذلك وانما يباشر ذلك بنفسه كرامة للضيف واحسانا اليه وحفاوة به ومر معنا قصة إبراهيم الخليل عليه السلام وفيها شاهد لذلك قال فراغ الى اهله وقال فقربه اليهم هذه خدمة للضيف باشرها بنفسه صلوات الله وسلامه عليه وايضا اه قصة ابي طلحة واهله مع ضيفهما واورد هنا عن سهل ابن سعد ان ابا اسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم في عرسه اي في وليمة عرسه في وليمة زواجه وكانت امرأته خادمهم يومئذ كانت امرأته خادمهم يومئذ يعني كانت زوجة اسيد زوجة ابي اسيد هي التي تقوم على الخدمة في يوم زواجها هي التي تقوم على الخدمة في يوم زواجها وهذا في زماننا ان صحت العبارة من رابع المستحيلات فالمهم يقول اان ابا اسيدنا الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم في عرسه وكانت امرأته خادمهم خادم بالتذكير يطلق على الذكر والانثى يقال على المرأة خادم والرجل خادم اه وهي العروس وهي العروس وهذا ايضا تأكيد على هذا المعنى انها كانت تباشر الخدمة مع انها في ليلة زفافها او يوم زفافها فقال اتدرون او قالت اتدرون ما انقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم انقعت له تمرات من الليل في تور التور اناء صغير من النحاس وعندما ينقع فيه التمر يعني يوضع في الوعاء ماء ويوضع فيه التمر من الليل اذا اصبح يكون الماء عذبا حلوا طيب المذاق واذا وضع الماء من الليل وشرب في الصباح في مثل هذا يصوغ شرابه ويكون طيبا بينما اذا بقي فترة طويلة يصل الى اه الاسكار او يتخمر فيحرم في مثل هذه الحال لكن اذا وضع من الليل وشرب في الصباح فهذا يعني آآ نقيع او نبيذ وهو طيب وحلو ولا بأس به قالت ما انقعت ما انقعت اتدرون ما انقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم انقعت له تمرات من الليل في تور وهذا فيه ايضا زيادة الحفاوة بالنبي عليه الصلاة والسلام او ايضا بابرز الظيوف يصوغ للانسان ان يحتفي مثلا بابرز ظيوفه بمزيد من من الاكرام ولا سيما اذا كان ما يسبب حرج للاخرين او لا يوجد في نفوسهم شيئا فلا بأس بذلك فهذا قدر زائد على الطعام المقدم في الوليمة واهتمام زائد بانها او انه وضع تمر في تور في اناء من النحاس وضع فيه الماء ووضع فيه التمر حتى يستطيب يلذ شربه في الصباح وقدمه للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهذا الحديث وكذلك حديث ابو ابوطلحة المتقدم يحمل على ما قبل الحجاب اما بعد الحجاب ليس المرأة ان تكون بمثل ذلك يعني مثل ما قامت به آآ ام طلحة ومثل ما قامت به زوجة ابي اسيد ان تباشر خدمة الرجال بنفسها وتجلس معهم معهم على الطعام او مع الضيف على الطعام هذا لا يجوز لانه بعد نزول الحجاب منع ذلك فتبقى المرأة في في في داخل البيت وتهيئ الطعام تهيأ الظيافة والذي يباشر التقديم للضيف والجلوس معه وتناول الطعام مع الرجل اما المرأة ليس لها ان تخالط الرجال اذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهم تحمل هذه الاحاديث على ما قبل اه الحجاب هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم افهمكم الله الصواب فهو من حق