الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. اللهم صلي وسلم. قال ابن خزيمة رحمه الله. باب ذكر اخبار الموجة عن عائشة رضي الله عنها في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم تسليما قبل نزول المنية بالنبي صلى الله عليه وسلم. اذ اذ اهل قبلتنا من الصحابة والتابعات والتابعين ومن بعدهم الى من شهد الى من شاهدنا من العلماء من اهل عصرنا لم يختلفوا ولم يشكوا ولم يرتابوا ان جميع المؤمنين. يرون خالقهم يوم القيامة عيانا وانما اختلف العلماء هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم خالقه عز وجل قبل نزوله المنية؟ المنية بالنبي صلى الله عليه وسلم لا انهم قد اختلفوا في رؤية المؤمنين خالقهم يوم القيامة تفهم المسألتين لا تغالطوا فتصدوا فتصدوا عن سواء السبيل. يقول ابراهيم قال حدثنا قال حدثنا داوود قال كنت متكئا عند عائشة رضي الله عنها فقالت يا ابا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد اعظم على الله قلت ما هن؟ قالت ما زعم ان محمدا رأى ربه فقد اعظم قال وكنت متكئا فجلست فقلت يا ام المؤمنين انظريني ولا تعجلي. الم يقل الله ولقد رأوه بالوفق المبين ولقد رأوا نزلة اخرى فقالت انا اول هذه الامة الامة سألوا عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل لم اره على فقال جبريل لم اره على صورته التي خلق غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والارض. قالت اولم تسمع ان الله يقول لا تدرك الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير قالت اولم تسمع ان الله يقول وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحي او من وراء حجاب. قرأت الى قوله علي حكيم قالت ان محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد اعظم على الله الفريا. والله تعالى يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت الى قوله والله يعصمك من الناس. قالت ومن زعم انه يخبر الناس بما يكون في غد فقد اعظم الله فقد اعظم على الله فريته والله تعالى يقول لا يعلم ما في السماوات والارض الغيب الا الله. حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا ابن ابي عدي قال حدثنا محمد بشار وابو موسى قال انا عبد الوهاب قال حدثنا داوود وحدثنا محمد البشار وابن موسى قال حدثنا يزيد ابن هارون قال حدثنا داوود ابن ابي هند حدثنا موسى قال حدثنا عبد الاله عن داوود وهذا حديث ابن ابي عدي عن عن الشعبية عن مسروق قال كنا عند عائشة رضي الله عنها فقالت يا ابا عائشة ثلاث من قال واحدة واحدة منهن فقد اعظم على الله من زعم ان محمدا رأى الله وقال ولا تعجليني. قالت قلت اليس اليس يقول الله فلقد رأوا نزلة اخرى؟ ولقد رآهم بالافق المبين. قالت انا اول هذه الامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها قال انما ذلك انما ذلك جبريل لما هو في صورته التي خلق عليها الا مرتين رآه منهبطا من السماء سادا يرظى خلقه ما بين السماء الى الارض. قالت او لم تسمع الله يقول لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. وما كان لبشر ان يكلمهم والله الا وحي نوم وراء حجاب. قرأ الى قوله علي حكيم. قالت ومن زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم يعلم ما في غد. فقد اعظم على الله فرية والله يقول لا يعلم ما في السماوات والارض غيب الا الله. ومن زعم ان محمدا كتم شيئا انزل عليه فقد اعظم على الله فريا. والله يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك زاد ابو نداوى ابو موسى في خلايا وقالت لو كان محمدا صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا مما انزل الله عليه لكتم هذه الاية واذ تقول للذي انعم الله علي وانعمت وانعمت عليه يمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مهدي وتخشى من الناس. حدثنا ابو داوود بهذه الزيادة. قال حدثنا ابن ابي داوود عن قال كنت قال قالت عائشة رضي الله عنها لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا مما انزل مما انزل الله لكتم هذه الاية على امته واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله الى قوله فلما قضى زيدون زوجناك الى قوله وكان امر الله مفعولا. قال لنا ابو موسى في خبر عبد الله على بعد قراءته علينا خبر عبد الوهاب عن عائشة رضي الله عنها نحوه. وكذا قال لنا في يزيد منها روح عن مسروق قال كنت عند عائشة رضي الله عنها فذكر نحوه اما بندار فانه قرأ علينا حديث يزيد يزيد بتمامه ليس في خبأ يزيد ذكر هذه الاية قوله ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم كافي من الاخر حديث. فيحسب ان ابا موسى انما اراد بقوله في خبر يزيد يزيد ابن هارون نحوه الى قول الى قول الامام انزل اليك دون هذه الزيادة التي ادرجها عبد الوهاب في خبر متصلة وميز ابن ابي عدي بين هذه الزيادة وبين الخبر المتصل فروى هذه الزيادة عن عن الشافعي عن عائشة رضي الله عنها ليس في هذه الزيادة ذكر مسروق. حدثنا يوسف بن عبد الله الصدفي قال حدثنا قال اخبرني عمر ابن الحارث عن عبد ربه ان عبد ربه ان عبد ربه بن سعيد حدثه ان داود ابن ابي هند حدثه عن ابي الشافعي المسروق من اجل انه سمع عائشة رضي الله عنها تقول اعظم الفرية على الله من قال ثلاثة من قال ان محمدا رأى ربه وان محمدا كسب شيئا من الوحي وان محمدا يعلم ما في غد وقال يا ام المؤمنين وما وما رآه قالت لا انما ذلك جبريل رآه مرتين في صلاته مرتين وقيلا له مرة سادا افق افاق السماء. حدثنا عمر ابن اسحاق الهمداني قال حدثنا عبدة عن سعيد عن ابي معشر عن ابراهيم عن مسروق. قال قالت عائشة رضي الله عنها ثلاث من قال واحدة منهن فقد اعظم الله فقد اعظم على الله الفية. من زعم انه يعلم ما في غد فقد اعظم على الله فريته والله يقول وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ومن زعم ان محمدا كتم شيئا من الوحي فقد اعظم على الله فري والله تعالى يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك الاية ومن زعم ان محمدا رأى ربه قد اعظم على الله والله يقول لا تدركوا الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. الله يقول وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء فقال مسروق لعائشة يا ام المؤمنين او لم يقل اولم يقل الله ولقد روى نزلة اخرى وقال الله تعالى ولقد رآه بالافق المبين فقالت عائشة رضي الله عنها انس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال رأيت جبريل نزل في الافق على خلقه وهيئته او خلقه وصورته سادا ما بين الافق. قال ابو بكر هذه لفظة عائشة احسب عائشة تكلمت بها. في وقت غضب كانت لفظة احسن منها. يكون فيها دركا لبغيتها كان اجمل بها ليس يحسن في لفظه ان يقول قائل او قائلة قد اعظم ابن عباس او ابو ذر وانس ابن مالك وجماعة من الناس الفرية على ربهم ولكن قد يتكلم المرء عند الغضب باللفظة التي يكون غيرها احسن منها واجمل منها واكثر ما فيها اكثر ما فيها لان عائشة رضي الله عنها وابا ذر وابن عباس رضي الله عنهم انس بن مالك رضي الله عنه قد اختلفوا هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقالت عائشة رضي الله عنها لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ربه وقال ابو ذرية ابن عباس رضي الله عنهما قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه وقد اعلنت في مواضع من كتبها ان النفي لا يوجب علما والاثبات يوجب العلم ولم تحكي عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خبرها انه لم ير ربه عز وجل وانما تأولت قوله عز وجل لا تدركوا الابصار وقوله وما كان لبشر ان يكلمه الله ان يكلمه الله الا وحي او من وراء حجاب ومن تدبر هاتين الايتين ووفق لادراك الصواب علما انه ليس في واحدة من الايتين ما يستحق من قال ما يستحق من قال ان محمدا رأى ربه الرمي بالفرية على الله فكيف بان يقال قد اعظم الفرية على الله لان قوله لا تدرك الابصار قد يحتمل معنيين على مذهب من يثبت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم قال عز وجل قد يحتمل بان يكون معنى قوله لا تدركوا الابصار على ما قال ترجمان القرآن لمولاه لمولاه عكرمة ذاك نوره الذي هو نوره اذا تجلى بنوره لا يدركه شيء والمعنى الثاني اي لا تدرك الابصار وابصار الناس لان الاعم والاظهر من لغة العرب ان الابصار انما يقع على ابصار جماعة لا احسب عربيا يخبر عن من طريق اللغة ان يقال لبصر امرئ واحد ابصار وانما يقال لبصر امرئ واحد بصر لا ولا سمعنا عربيا يقول لعيني امرئ واحد بصرين فكيف لو قلنا ان الابصار ترى ربنا ربنا في الدنيا لكنا قد قلنا الباطل والبهتان. فاما من قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه دون سائر الخلق فلم يطع ان سائر الابصار قد رأت ربها في الدنيا فكيف يكون يا ذوي الحجة من من ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم محمدا قد رأى ربه دون سائر الخلق مثبتا ان الابصار قد رأت ربها فتفهموا يا ذوي الحجة هذه نكتة تعلمون ان ابن عباس رضي الله عنهما وابا ذر وانس بن مالك ومن وافقهم لم يعظموا الفرية على الله لا ولا خالفوا حرفا من كتاب الله في هذه المسألة اما ذكرها وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب فلم يقل ابو ذر وابن عباس رضي الله عنهم عن اسماء الله ولا واحد منهم ولا احد ممن يثبت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم خالقه عز وجل ان الله كلمه في ذلك الوقت الذي كان يرى ربه فيه فيلزم ان يقال قد خالف قد خالفتهم هذه الاية ومن قال ان النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأى ربه لم يخالف قوله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحي او مما وراء حجاب وانما يكون مخالفا لهذه الاية من وانما يكون مخالفا لهذا الاية من يقول رأى رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه فكلمه الله في ذلك الوقت ابن عمر مع جلالته وعلمه ورعيه وفهمه وفقه وموضعه من الاسلام والعلم يلتمس علم هذه مسألة من ترجمان القرآن كابن عم النبي صلى الله عليه وسلم يرسل اليه يسأله هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه علما منه بمعرفة ابن عباس بهذه المسألة يقتبس هذا منه وقد ثبت عن ابن عباس اثباته ان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه وبيقين يعلم كل عالم ان هذا من الجنس الذي لا يدرك بالعقول والاراء والجنان والظنون ولا يدرك مثل هذا العلم الا من طريق النبوة. اما بكتاب او بقول نبي مصطفى ولا اظن احدا من اهل العلم يتوهم ان ابن عباس قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه برأي وظن له ولا ابو ذر له ولا انس ابن مالك نقول كما قال معمر ابن راشد لما ذكر اختلاف عائشة رضي الله عنها وابن عباس رضي الله عنهما في مسألة ما عائشة عندنا اعلم من ابن عباس؟ نقول عائشة الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله عالمة فقيهة كذلك ابن عباس رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم المصطفى صلى الله عليه وسلم له ان يرزق الحكمة والعلم او هذا المعنى من الدعاء وهو المسمى ترجمان القرآن ومن كان الفاروق رضي الله عنه يسأله عن بعض معاني القرآن فيقبل منه وان خالفه غيره ممن هو اكبر سنا منه واقدم صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم. واذا اختلفنا فمحال ان يقال قد اعظم ابن عباس النية على الله انه قد ثبت شيئا قد ثبت شيئا نفته عائشة رضي الله عنها والعلماء لا يطلقون هذه اللفظة وان غلط بعض العلماء في معنى اية من كتاب الله او خالف سنة او سننا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ المرأة تلك السنن فكيف يجوز ان يقول فكيف يجوز ان يقال اعظم الفلة على الله من يثبت شيئا لم ينفه كتاب ولا سنة فتفهموا هذا لا تغالطوا ذكر حكاية معمر الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. انك انت مغلوق عند الضحك كمل كمل. ذكر حكاية نعم وسمعت سمعت عمي يحكي عن الرزاق عن وفي عقب الخبر ليس ليس في عقب خبره ليس اسنادا من شرطنا. حدثني عمي قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا ابن عيينة عن مجاهد ابن سعيد عن الشعبي عبد الله بن الحارث قال اجتمع ابن عباس وكعب فقال ابن عباس ان بنو هاشم نزعم او نقول ان محمدا رأى ربه مرتين قال فكبر كلب حتى جاء حتى جاوبته الجبال وقال ان الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى صلى الله عليهما فرآه محمد صلى الله عليه وسلم بقلبه وكلمه موسى. قال مجالد قال الشعبي فاخبرني مسروق انه قال انه قال قال لعائشة اي امته هل رأى محمد ربه قد قال؟ قالت انك لتقول قولا انه ليقف منه شعري قال قلت اويدا قال فقرأت فقرأت عليها والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم الى قوله قاب قوسين او ادنى فقالت اين يذهب بك؟ انما رأى جبريل صلى الله عليه وسلم في صورة من حدثك ان محمدا رأى ربه قد كذب ومن حدثك انه يعلم الخمسة من الغيب فقد كذب. ان الله عند العلم والساعة الى اخر السورة. قال عبد الرزاق فذكرت هذا افذكرت هذا الحديث لمعمر؟ فقال ما عند نادي عالم ابن عباس من ابن عباس قال ابو بكر لو كنت ممن استحلوا امن استحلوا الاحتجاج بخلاف بخلاف اصلي. واحتجت بمثل مجالد لاحتجت ان بني هاشم قاطبة قد خالفوا عائشة رضي الله عنها في هذه المسألة وانهم جميعا جميعا كانوا يثبتون ان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه مرتين. فاتفاق بني هاشم عند من يجيز الاحتجاج بمثل مجالد اولى من انفراد عائشة رضي الله عنها بقول لم يتابعها صحابي يعلمه. ولا امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولا من المتابعات. وقد كنت قديما اقول لو ان عائشة حكت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كانت تعتقده في هذه المسألة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه جل وعلا وان النبي صلى الله عليه وسلم اعلن ذلك وذكر ابن رضي الله عنها رضي الله عنهما وانس بن مالك وابو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ربه لعلم كل عالم يفهم هذه الصناعة ان الواجب من العلم والفقه قبول قول من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى ربه اذ غير جائز ان تكون عائشة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لم ار ربي قبل ان يرى الله عز وجل ثم سمع غيرها النبي صلى الله عليه وسلم يخبر انه قد رأى ربه بعد رؤيته ربه. بعد رؤيته ربه فيكون الواجب عن طريق العلم قبول خبر من اخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه قد بينت هذا الجنس في المسألة التي امليتها في ذكري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. ساقا بخزيمة الله تعالى ما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها في في نفيها لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه وسياقه لاثر وما جاء في هذا الباب ومن باب من باب انكاره ورده واراد ان يبين ان قول عائشة قد اعظم الفرياء انه ليس بصحيح وذكر ذلك من وجوه فذكر اولا ما روي عن عائشة في ذلك فقال في انكار رؤية النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قبل نزول المنية بالنبي صلى الله عليه وسلم. اولا ذكر مسألة الخلاف. هل هل الخلاف في اثبات رؤية الله ام الخلاف في اثبات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته اذا لا خلاف بين اهل السنة ان المؤمن يرون ربهم لا خلاف بين السنة لا خلاف بين اهل السنة ان اهل الايمان يرون ربهم اذا ماتوا بعد بعثهم فهذا لا خلاف فيه من اكرمه الله بهذه الرؤية وانما الخلاف الذي قصده ابن خزيمة هو الخلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته لربه. هل رآه بعينه او لم يره او رآه بفؤاده فهذا هو محل الخلاف. فذكر هنا قول الشافعي المسروق انه قال كنت متكئا عند عائشة فقالت يا ابا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد اعظم على الله فريئة قلت ما هم؟ قالت ومن زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه. فقد اعظم فيقول فقد اعظم الله الدنيا وكنت متكئا فقلت يا اماه او يا ام المؤمنين انظريني ولا تحجلين الم يقل الم يقل الله ولقد رآه بالافق المبين ولقد رآه نزلة اخرى فقالت انا اول هذه الامة انا اول هذه الامة سأل عن هذه الاية فقال جبريل لم اره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين فالحديث فالشاهد في هذا الخبر ان عائشة قالت لم يرى ربه ومن قال انه رأى ربه فقد اعظم عن الله الفريئة واستدلت بنقلها واستدلت بفهمها اما النقل فقالت لقوله تعالى ولقد رآه نزلة قالت انه قال هو جبريل عليه السلام واما فهمها فقد استدلت بقوله تعالى تدركه الابصار فهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ففهمت ان الله لا يرى وان العبد لا يرى ربه في الدنيا ما دام في هذه الحياة الدنيا فان الله لا تدركه الابصار والا لا تحتج عيش الرؤية مطلقا وانما احتجاج ومتعلق بحال الحياة لا تدركه الابصار وهو اللطيف وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير وقالت واستدلت ايضا بقوله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب فاحتجت ان الله لا يكلمه بشر اما وحي او بوراء حجاب او يرسل رسولا وليس هناك صفة انه يكلمه مباشرة او انه يراه مباشرة انما ذكر الوحي وهو من وراء حجاب او اه وحي او يرسل رسولا فاستدلت ايضا بهذا على نفي رؤية الله عز وجل ثم ذكر ايضا حديث داوود وابن ابي هند وابو ذكر اسناد بقوله لعائشة وذكر معنى الحديث وما استدلت به في نفي رؤية محمد صلى الله عليه وسلم لربه ذكرت الاية تلاقي في ديك الاوصاف وذكرت ايضا ما كان شكر الله وحياه من وراء حجاب او يرسل رسولا ثم ذكر ايضا قصة زيد ابن ثابت وهي من كان كاتبا شيئا مما انزله الله لكتم هذه الاية واذ تقول الذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجا واتق الله وتخفي في نفسك ما الله يبدي وتخشى النفس او كان كاتما شيئا ما انزله الله عليك. لكتم هذه الاية وذكر ايضا آآ حديث كنت عند عائشة قال هنا تدعوا للشعب عن عائشة رضي الله عنها ليس فيها زيادة ذكر مسروق. يعني كأنه مرة يروي عن مسروق ولا تروي عن عائشة والصحيح انه في مسلم طريق مسروق عن عائشة من قال محمد رأى ربه وان محمدا كاتبا شيئا ما من الوحي او ان محمد يعلم ما في غد. هاي الثلاثين اعظم على الله الفريال قالت والوراء قال لا انما ذاك جبريل الحديث. وساق ايضا انه كاتم هذه الاية. يبلغ ما انزل اليك اه ثم اخذ يرد على هذا الاحتجاج. قال اولا والله يقول قال وهذه لفظة نحسب عائشة كلت بها في وقت غضب وهي قولها وهي قولها قد اعظم على الله الفرية يقول ابن خزيمة ان عائشة رضي الله تعالى عنها لعلها تتكلم بهذه اللفظة وقت غضب وهي قولها قد اعظم على الله الفريان وذلك ان ابن خزيمة يرى ان النبي رأى ربه وان ابن عباس وابا ذر وانس يثبتون هذه الرؤية وقد مر بنا ان الاثار في هذا الباب ليس منها شيء صحيح ليس منها شيء صريح مما صح منها انه رأى ربه بعيني رأسه. وانما في انه رآهم فؤاده او انه رآه بقلبه وليس فيها شيء انه رآه بعيني رأسه يقول ليس يحسب اللفظ ان يقول قال او قائله قد اعظم ابن عباس الفريان وابو ذر وانس بن مالك وجمعت من الناس على ربه ولكن قد يتكلم عند غضب باللفظة التي يكون غيرها احسن واجمل منها اكثر مما في هذا اكمل في هذا المعيش والغناء او ابا ذر وابن عباس اختلفوا وهذا هو الذي يريده انهم اختلفوا ثم رجح قول ابن عباس وانس وابي ذر بامور وايضا اه بقرينة احتجاج بني هاشم على ان محمد رأى ربه. اما صورة رده لهذه الاثار فقال اولا وانما ترد قوله عز وجل لا تدركوا الابصار وما كانوا سيكلمه الله احياء يقول اما قوليات الابصار هنا بالغ ابن خزيمة في رده ويتعجب من طريقة رده فانه قال ان الذي نفي هنا هو الابصار ونفي الجميع لا يلزم انه نفي واحد هذا احتجاج ابن خزيمة وهو ان قوله تعالى لا تدرك الابصار هو نفي للجميع ونفي الجميع لا يلزم النفي الواحد. وهذا احتجاج في غير محله فان قوله تعالى لا تدرك الابصار هذا يفيد العموم والابصار هنا تشمل المفرد والجميع تشمل الواحد والجميع فكل واحد يسمى انه ذو بصر فاذا نفى الجميع من باب اولى ان ينفي الواحد فالله يقول لكماله لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ولو ولو قل بطريقة احتجاجه لقيل ايضا ان الله عز وجل يدرك الابصار المجموعة وتعال الله عن هذا القول وهذا الفهم علوا كبيرا ولا يدرك البصر الواحد لان الذي اثبته هو ادراك الابصار ولم يثبت البصر الواحد على على نقيض ما احتج به ابن خزيمة فابن خزيمة يقول وهذا احتجاج غريب وليس له يعني آآ ولا يؤيده لا لغة ولا فاهم؟ ولكن كما قيل كما قال ان عائشة قالت قولها وقت الغضب كذلك ابن خزيمة قال بهذا القول في حال في حال ميلان قلبه وعقله الى تقوية قول من يرى ان ربه ان محمد رأى ربه والا نفي قوله تعالى لا تلك الابصار يشمل الواحد والجماعة ولم ولم يرد في الاية اشتراط الجميع حتى ينفى فهذا الاحتجال ابن خزيمة ليس في محله وليس لانه يقول لا تدرك الابصار قد يحتمل على مذهب من يثبت رؤية النبي وسلم خالقه عز وجل. قد يعني يكون معنى قولات الابصار على ناقات من القرآن لمولانا اكرمه ذاك نوره الذي هو نوره اذا تجلى بدون لا يدركه شيء. هذا قول والبعثة ولاة الابصار ابصار الناس لان الاعم والاظهر باللغة العربية من الابصار انما يقع على ابصار جماعة. ولا احسب عربيا يجيء بالطريقة غريب يجيء ان يقول لبصر امرئ واحد ابصارا وانما يقال لمصر امرئ واحد بصر ولو ولو سمعنا غريب يقول لعين امرئ واحدا لعل اعرابيا عربيا عربيا صحيح ان عربيا ليس غريبا ولا سمعنا عربيا يقول لعين امرئ واحد بصرين فكيف ابصر هذا احتجاج في غير محل العلوم لا تدركه الابصار جميعا واحد او عشرة او مئة ولو قلنا للابصار ترى ربنا كان قد قلنا الباطل والبهتان. فاما من قال انه قد رأى ربه دون سائر الخلق فلم يقل ان ان الابصار قد رأت ربها ونقول ان النبي صلى الله عليه وسلم بصره يدخل في عموم الابصار نفاها ربنا سبحانه وتعالى. لكن الجواب الصحيح على قوله تعالى بالابصار يحتمل بجوابين. الجواب الاول ان يقال هذا في الدنيا فلن يرى احد ربه سبحانه وتعالى وبهذا قال جابر اهل العلم والمعنى الاخر وهو الاصح والاقرب ان نفي الادراك لا يلزم نفي الايحاء نفي نفي الرؤيا فالادراك بمعنى الاحاطة والذي نفي هو احاطة الابصار بالله عز وجل. فالله اكبر واجل واعلى واعظم من ان يحيط به بصر فالمنفي هو للاحياء من منفي هنا الاحاطة للرؤية. ولذا قال تعالى في سورة الشعراء فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون فقال كلا فاثبت الرؤيا ونفى الادراك على هذا نقول ما ذكر ابن خزيمة هنا ليس بصحيح. واما ما ذكر من قوله تعالى وما كان لبشرا يكلمه الله الا وحي ومن وراء حجابه يرسل رسولا عاش بهذه الاية ان الله لا يمكن ان يكلم احدا مباشرة لكن اللي بيحج مباشرة فان كلمه فانه يكلمه من وراء حجاب واحتجاج عيشه احتجاج صحيح وهو يدل على عظيم فهمها ومعرفتها بلغة العرب لان الله عز وجل قال وما كان لبشر نفي نفي واثبت فقال الله الكريم الا وحي. وهذا زيادة التأكيد النفي بعد الا بعد الا بعد ما تفيد الاثبات يعني الا اذا جاءت بعد النفي تفيد الاثبات. يعني لن يكلم الله احدا الا بثلاث طرق اما ان يكون وحي او يرسل رسولا او من وراء حجاب كعائشة اخذت من هذا السياق الذي افاد نفي الكلام مطلقا نفي الوحي نفي ان يكلم الله بشرا وحيا انه لا يمكن ان يرى ربه الا بهذه الائمة الى ربه. لماذا؟ لانه قالوا ما في ما يكلم الله وحي الا وحي نكرر الله وحيا الا من وراء اجابة وهنا نفي نفي الرؤية او يرسي رسولا وهذا فيه ايضا نفي الرؤيا او او الا وحي وحي يوحي اليه والوحي يدخل فيه الالهام يدخل ما يقذف في روعة يدخل ما يعني ما ما ينزل به سلك اصوات الصلصلة او صوت الجرس او ما شابه ذلك او يرسل رسولا قد يكون بشر. جبريل عليه السلام يأتي بسورة بصورة بشر رسول فعائشة بهذا الفهم افادت ان ان الله لا يراه احد لان الله حصر الوحي في ثلاث طرق. وهي الرؤية الكلام من وراء حجاب او يرسى رسولا او وحي والوحي يشمل الرؤية ويشمل الالهام ويشمل ما يقذف في روعه. فقول عائشة هنا اصوب. اما قوله فلم يقل ابو ذر وابن عباس وانس ولا واحد ولا احد ان الله كان له في ذلك الوقت الذي كان يرى ربه فيه فيلزم ان يقال قد خالفتهم قد خالفتهم هذه الاية من قال ان الله عز وجل قد رأى ربه ولم لكن يعني هو يقول ان ان النبي رأى ربه دون ان يكلمه. الله عز وجل يعني اتى ورأى ربه دون ان يكلمه الله عز وجل وهذا وهذا انما حصل متى في ليلة الاسراء في ليلة الاسراء وفي ليلة المعراج والنبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به الى ربه الذي فيه مسألة الرؤية كلمه الله فيكون استدلال عائشة في محلها وان الله عز وجل لما كلم محمد صلى الله عليه وسلم كلمه من وراء حجاب فالقول ما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها لما قال ابن خزيمة رحمه الله تعالى يقول هنا فقد ثبت عن ابن عباس قد رأى ربه يقول الذي ثبت عن ابن عباس انه رآه دون ان يذكر عينه وانما قال رآه بفؤاده او رأى ربه مرتين في فؤاده برؤية القلب والفؤاد ولم يذكر ابن عباس ولم يثبت انه اثبت رؤية الله او رؤية محمد لربه ببصره او بعينه وذكر حكاية آآ معمر وان ابن عباس اعلم اعلم بالله من عائشة هذا فهمه لا شك ان عائشة عندها من العلم الكثير وابن عباس عنده العلم الكثير فقول معمر انه قال وعائشة وابن عباس اعلم عندنا من عائشة اما ان كان في تأويل القرآن وتفسير القرآن فنعم واما في مسألة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم فعائشة اعلم هذا من جهة التفصيل بينهما واما قول آآ نعم عن الشافعي المسروق وفيه آآ او ان فيه القول المجارد ان بنو هاش ان ان بنو هاشم نزع او نقول ان محمدا رأى ربه مرتين هذا الاثر في اسناده مجاهد بن سيد همدان وهو ضعيف وقول كعب ان الله قسم رؤيته وكلام بين محمد وموسى فرأى محمد صلى الله عليه وسلم بقلبه وكلمها موسى كل هذا ايضا انه رآه بقلب وفؤاد ولم ينص احد انه رآه بعينه ما ذكره ابن خزيمة في رد ما احتجت به عائشة نقول ليس بصحيح. ونقول ان احتجاج عائشة رضي الله تعالى عنها كان في محله وهو يدل على عظيم فهمها وفقها وعلى فهم وعلى عظيم تدبرها واصلح ما في هذا الباب ما جاء في الصحيح عن ابي ذر رضي الله تعالى عنه قال هل رأيت ربك؟ قال لا فهذا نص صريح صحيح انه لم يرى ربه. واما انه هذا في اول الامر ثم رآه نقول هي قصية وقصة واحدة وهي ليلة المعراج فلا يمكن ان ينفي ويثبتها فيقول رأيت من يقول لم ارى ثم يقول رأيته لانه سئل بعد ما صلى الله عليه وسلم سئل بعدما رجع الى بعد ما رجع من معراجه ومن اسرائه قال جبريل قال له ابو ذر؟ قال لا. نور انا اراه والنبي صلى الله عليه وسلم لم يعرج به مرة اخرى الى ربه سبحانه وتعالى وانما رأى ربه في المنام. فعلى هذا نقول ما احتج به ابن خزيمة ليس بصحيح. وهذه من من المآخذ نعوذ المبالغة في رد اقوال الخصم او المخالف بفهم لم نوفق له ابن خزيمة رحمه الله والله اعلم