بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى يقول في كتابه الادب المفرد في باب قول الرجل فلان جعد اسود او طويل قصير يريد الصفة ولا يريد الغيبة الحديث الثاني قال حدثنا موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال بئس اخو العشيرة. فلما دخل انبسط فقلت له فقال ان الله لا يحب الفاحش المتفحش بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان الامام البخاري رحمه الله تعالى عقد ترجمة عنوانها قول الرجل فلان جعد اسود او طويل قصير يريد الصفة ولا يريد الغيبة وكنا عرفنا ان الامام البخاري رحمه الله تعالى قصد بهذه الترجمة بيان جوازي ذلك وانه يجوز ان تذكر مثل هذه الالقاب لكن بشرط ان يكون اراد الصفة لم يرد عيب الشخص او ذمه او انتقاده او الاستهزاء او السخرية منه اراد الصفة وايضا شرط اخر وهو ان يكون الرجل لا يعرف الا بذلك لا ان يكون الرجل لا يعرف الا بذلك فاذا اذا اراد بذكر الرجل بهذه الالقاب صفته دون عيبه وذمه وايضا كون الرجل لا يعرف الا بهذه الصفة فانه لا بأس بذلك واورد رحمه الله جملة من النصوص الدالة على ذلك ومنها الحديث الثاني حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بئس اخو العشيرة بئس اخو العشيرة عندما استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وقيل انه عيينة بن حصن فلما استأذن اذن له النبي عليه الصلاة والسلام وقال بئس اخو العشيرة وهذا فيه بيان لحال هذا الرجل بيان لحال هذا الرجل قال بئس اخ العشيرة. اذن له وقال هذه الكلمة في بيان حال هذا الرجل بما عرف به بما عرف به فلما دخل انبسط اليه النبي عليه الصلاة والسلام فاستغربت عائشة من ذلك قالت يعني قلت فيه بئس اخ العشيرة ثم لما دخل انبسطت اليه وهششت له فقال عليه الصلاة والسلام ان الله لا يحب الفاحش المتفحش وجاء في بعض الروايات ان ابغض الناس الى الله من اتقاه الناس من فحشه او نحو ذلك والحديث سبق ان مر معنا في ترجمة ماضية عند المصنف وفيها مر معنا بيانا بيان المداراة وهي ترك الانسان لشيء من حظه الدنيوي محافظة على الدين محافظة على الدين وهي جائزة. فانبساط النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الرجل اتقاء له هذا مداراة وفرق بين المداراة والمداهنة. المداراة ان تترك شيئا من حظك الدنيوي لسلامة دينك. والمداهنة عكس ذلك المداهنة ان يتنازل عن دينه او جوانب من دينه من اجل دنياه. وهذه لا تجوز اما المداراة مداراة الناس حفظا على الدين محافظة عليه لا بأس بذلك. فالنبي عليه الصلاة والسلام هش له وانبسط لما دخل هذا الرجل مع انه قال فيهما قال اتقاء ما قد يكون من هذا الرجل من كلام قد لا يكون مناسبا كما جاء في الرواية الرواية الاخرى اتقاء فحشه يعني فحش الانسان قالت فقلت له اي قلت له في ذلك فقال ان الله لا يحب الفاحش المتفحش. ان الله لا يحب الفاحشة المتفحش نعم قال حدثنا محمد ابن كثير قال اخبرنا سفيان قال حدثني عبد الرحمن عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها انها قالت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سوده رضي الله عنها ليلة جمع وكانت امرأة ثقيلة ثبطة فاذن لها ثم ختم الترجمة بحديث عائشة رضي الله عنها قالت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة السودة ام المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة نلاحظ هنا الادب في كلام عائشة رضي الله عنها فاعل الاستئذان هي سودة رضي الله عنها لكنها قدمت الرسول عليه الصلاة والسلام قالت استأذن استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة وهذا من الادب حق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه راعته عائشة رضي الله عنها وارضاها قالت ليلة جمع وهذا الادب نلاحظه في احاديث الصحابة كثيرا عند ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ومر معنا نظائر لذلك مثل قولهم كنا جلوسا عند رسول الله لا يقولون كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا عند كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لان هذا يعطي منهم للرسول صلوات الله وسلامه عليه. فمراعاة هذه الالفاظ ظاهرة وبادية في كلام اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالت ليلة جمع ليلة جمع هي ليلة مزدلفة ويقال لها مزدلفة ويقال لها جمع وكل من الاسمين باعتبار افعال الناس في مزدلفة فباعتبار ان الناس يجتمعون فيها باعتبار ان الناس يجتمعون في مزدلفة يقال لها جمع ويقال لها مزدلفة لان الناس يزدلفون فيها الى الله اي يتقربون الى الله سبحانه وتعالى. الازدلاف التقرب والزلفة القربى فهم يزدلفون الى الله اي يتقربون اليه وفي بعض روايات هذا الحديث جاء بلفظ ليلة جمع وفي بعضها ليلة مزدلفة في صحيح مسلم جاء لفظه استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سودا ليلة مزدلفة تدفع قبل حطمة الناس تدفع قبل حطمة الناس حطمة الناس اي جمعهم وجمهرتهم هي بعد آآ بعد بعد الفجر عندما تصبح او عندما يظهر النور وتسهر وقبل ان تشرق الشمس الناس كلهم في ذلك الوقت ينصرفون الى الى منى فاستأذنت ان ان تدفع اي الى منى قبل حطمة الناس يعني قبل الجمع قبل نفير الناس كلهم و عللت ذلك عائشة رضي الله عنها قالت وكانت امرأة ثقيلة ثابتة ثقيلتي الجسم ثقيلة اي اي ثقيلة الجسم وتبطأ اي بطيئة الحركة وبطء الحركة من ثقل الجسم فهي وصفتها بهذين الوصفين ثقل الجسم وبطء الحركة وهذا ذكرته عائشة رضي الله عنها على وجه التعليل استئذان سودة رضي الله عنها من النبي صلى الله عليه وسلم بان تدفع قبل زحمة الناس في ذلك الوقت يعني بعد منتصف الليل فاذن النبي صلى الله عليه وسلم لها اذن لها بذلك والشاهد من الا الخبر قول عائشة عن سودة انها ثقيلة فقط ثقيلة الجسم ثبطة الحركة اي بطيئة الحركة. فوصفتها بهذين الوصفين هل وصفتها بهذين الوصفين على وجه الذم لها والانتقاد لها ابدا وانما وذكرت هذين الوصفين للتعريف او للتعليل او لذكر اه حال اه سبب اه آآ دفع سوداء رضي الله عنها في ذلك الوقت فاذا لم يرد ذكر هذه الاوصاف لم يرد به عيب الشخص وذمه وانما وانما قصد بذلك مقصد صحيح فلا بأس بذلك سواء قصد بذلك التعريف بالرجل او قصد بذلك بيان سبب الامر سبب مثلا تأخر الرجل عن ذهابه لامر ما فيقال لان الرجل جسمه ثقيل او وزنه ثقيل او مثلا رجل مع اخوانه تأخر عن مجيئه في فقيل الرجل معه ثقل في في جسمه مع بطء في الحركة لم يرد ذنبه وانما اراد التعريف فمثل هذا ليس غيبة لا لا يعد الذنب في مثل هذه الحالة غيبة فاذا ذكر الشخص بمثل هذه الالقاب لا يعد غيبة ان قصد الصفة او قصد التعريف به لامر يقتضي ذلك نعم قال رحمه الله تعالى باب من لم يرى بحكاية الخبر بأسا قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن ابي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين بالجعروانة ازدحموا عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عبدا من عباد الله بعثه الله الى قوم فكذبوه فكان يمسح الدم عن جبهته ويقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون قال عبدالله بن مسعود فكأني انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي الرجل يمسح عن جبهته ثم قال رحمه الله باب من لم يرى بحكاية الخبر بأسا حكاية الخبر هو من قولهم حكيت فلانا وحاكيته حكاية ومحاكاة اي فعلت مثل فعله اي فعلت مثل فعله حكيت فلان او حاكيت فلانا حكاية او محاكاة اي فعلت مثل فعله فهذه هي الحكاية الحكاية ان يفعل الانسان مثل فعل الاخر ان يفعل الانسان مثل فعل الاخر. يقال حكاية ويقال محاكاة ولكن استعمال محاكاة في الغالب في الامور القبيحة اعمال هذه اللفظة محاكاة غالبا تستعمل في الامور القبيحة ولهذا نلاحظ ان البخاري رحمه الله عبر بحكاية ولم يعبر بمحاكاة قال باب من لم يرى بحكاية الخبر ولم يقل بمحاكاة الخبر لان الغالب في استعمال لفظة محاكاة في الامر اه في الامر او في الامور القبيحة وقوله باب من لم يرى بحكاية الخبر بأسا اي ان حكاية فعل الانسان بان تفعل مثل فعله مريدا بذلك التعريف لا بأس بذلك وشاهدوا ذلك يأتي عند المصنف من فعل نبينا عليه الصلاة والسلام فاذا حكيت فعله قاصدا بذلك التعريف وبيان الامر وايظاحه فلا بأس بذلك اما من يحكي فعل الاخرين على وجه الاستهزاء بهم والتهكم والسخرية فان هذا حرام فان هذا حرام لا يجوز حكاية الفعل لا يخلو من حالتين اما ان يحكي فعل الانسان اي يفعل مثل فعله ليبين الامر وليوضحه فهذا لا بأس به والحالة الثانية ان يحكي فعله على وجه الاستهزاء به والسخرية منه وهذا لا يحل. مثل ان يمشي مشية اعرج على وجه السخرية به لا لا يحل او نحو ذلك من الاعمال هذا كله من الامور المحرمة التي لا لا تجوز وهي داخلة تحت قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا اتلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب واورد رحمه الله تعالى هنا حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين بالجعرانة ازدحموا عليه اي تزاحم عليه الناس تزاحم عليه الناس وكثر تدافعهم واجتماعهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان هذا يسبب شيئا من الاذى يسبب شيئا من الاذى فكان نبينا عليه الصلاة والسلام تلقى ذلك كله بالصبر والاحتمال صلوات الله وسلامه عليه ثم ذكر قصة نبي من انبياء الله ذكر قصة نبي من انبياء الله مع قومه مبينا صبره العظيم على قومه وما لقيه منهم من اذى وعنت وشدة قال ان عبدا من عباد الله بعثه الله الى قوم فكذبوه وشجوا رأسه فكذبوه وشجوا رأسه فكان يمسح الدم عن جبهته ويقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فكأني انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي الرجل يمسح عن جبهته جاء في صحيح مسلم ان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال كاني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الانبياء يحكي نبيا من الانبياء وهذه الرواية توضح ان قوله هنا ان عبدا من عباد الله هو نبي من انبياء الله هو نبي من انبياء الله كما يوضح ذلك الرواية الاخرى لهذا الحديث عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال ان عبدا من عباد الله بعثه الله الى قوم بعثه الله الى قومه حتى ايضا هنا قول بعثه الله يستفاد منها انه نبي من انبياء الله بعثه الله الى قوم فكذبوه وشجوا رأسه فكذبوه وشجوه. الشج يكون في الرأس الشج يكون في الرأس هذا في الاصل وقد يطلق توسعا على اي اي اه اه اثر في اثر دم يكون في سعر البدن قال فشجوه فكان يمسح الدم عن جبهته فكان يمسح الدم عن جبهته ويقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون هنا يظهر قوة صبر هذا النبي هذه الدعوة اتى بها ليس في وقت متراخي وبعيد عن الشجة بل فعل ذلك وقت الشجة وهذا يبين قوة صبره يعني يمكن للانسان ان يؤذى من اناس لكن وقت الاذى وفي شدة الم الاذى ما يحتمل ان يسامح او مثلا يدعو لهم لكن اذا جئته بعد يومين ثلاثة اربعة او بعد شهر وقد خف الالم الذي معه وقلت له سامح فلان او ادع الله له ربما يسامحه وربما ايضا يدعو له لكن هنا قوة في الصبر ان في وقت الشجة والدم يصب وينزل على على وجهته على وجهه يمسح الدم بيده ويقول اللهم اغفر لقومي فهذه قوة في الصبر قوة في الصبر عظيمة الصبر على الاذى قال يقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحكي فعله يحكي فعله ان يفعل مثل ما فعل يمر يده عليه الصلاة والسلام على جبهته بهذه الطريقة يحكي فعله وهذا يدل ان حكاية الفعل ان حكاية الفعل بان تفعل مثل فعل الرجل على وجه البيان للامر والايضاح والتعليم لا بأس بذلك اما على وجه السخرية والاستهزاء والتهكم فان هذا لا يحل ولا يجوز وهو داخل في عموم الادلة المانعة من السخرية بالمؤمنين قولا او فعلا نعم قال رحمه الله تعالى باب من ستر مسلما قال حدثنا بشر بن محمد قال اخبرنا عبد الله قال حدثنا ابراهيم ابن نشيط عن عقبة ابن علقمة عن ابي الهيثم قال جاء قوم الى عقبة بن عامر رضي الله عنه فقالوا ان لنا جيرانا يشربون يفعلون افنرفعهم الى الامام قال لا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى من مسلم عورة فسترها كان كمن احيا موؤدة من قبرها ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب من ستر مسلما اي فضل ذلك وان ستر المسلم امر مندوب اليه. وجاءت الشريعة بالتغيب فيه وثبت فيه احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها قوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة فستر المسلم باخفاء عيبه اذا اطلع عليه الانسان وعدم افشائه وعدم فضحه بين الناس فهذا امر جاءت الشريعة بالترغيب فيه والحث عليه من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. مثل ان يلاحظ الانسان على احد اخوانه زلة او خطأ فلا يذهب وينشر خطأه في في الناس ويقول رأيت فلانا يفعل كذا فيفشي او ينشر ما اطلع عليه من سر اخيه وعيب اخيه. وكما ان الانسان وكل انسان عرظة للخطأ لا يحب ان يظهر عيبه ممن اطلع على عيبه فليعامل اخوانه بمثل ذلك والاصل في التعامل مع المسلم مع الاخ المسلم ان يستر عيبه والا يهتك ستره والا يفضح بين اخوانه هذا هو الاصل ومن ستر مسلما ستره الله هذا هو الاصل اما اذا كان المقام اقتضى ان اه يعامل بغير ذلك لما يخشى على الناس منه من افساد واغواء واظلال وان يكون مثلا داعية الى ضلالته او داعيا الى فسوقه ويخشى على الناس منه فمثل هذا لا لا يشكر عليه بل يبلغ عنه الجهات المعنية بذلك حتى تكفه عن هذا الشر وعن هذا الاذى اورد الامام البخاري هنا حديثا سنده ضعيف سنده فيه كلام لا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام عن ابي الهيثم وابو الهيثم اسمه كثير قال عنه الذهبي لا يعرف قال عنه الذهبي لا يعرف فكثير هذا مجهول والحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلة اسناد هذا الرجل فلا يحتج بهذا الحديث لكن الباب من ستر مسلما هذا دل عليه احاديث صحاح ثابتة عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة وايضا في هذا المعنى ثبت احاديث اخرى صحاح عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال عن ابي الهيثم جاء قوم الى عقبة ابن عامر رضي الله عنه. فقالوا ان لنا جيرانا يشربون ويفعلون افنرفع افنرفعهم الى الامام يعني هل هل نخبر الامام ولي الامر بعمل هؤلاء نفضحهم ونخبر ولي الامر عنهم او نسترهم فقال عقبة لا اي لا تخبروا الامام سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى من مسلم عورة فسترها كان كمن احيا موؤدة من قبرها كان كمن احيا موؤدة من قبرها عرفنا ان الحديث بهذا السياق وبهذا اللفظ ظعيف لم يثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهذه المسألة المذكورة وهي عندما يرى الانسان منكر من المنكرات هل يبلغ عنه ولي الامر او مثلا هنا هل يبلغ عنه الهيئة المختصة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هل يبلغ عنه او لا يبلغ هنا ينظر في الامر اه اه ينظر في هذا الامر بحسب المصلحة والمفسدة وتطبق قاعدة الشريعة هنا فاذا كان من رأيته في منكر وامكن ان تعالج المنكر معه بالنصح والستر ولهذا نص بعض اهل العلم ان انه اولا يبدأ معه بالمناصحة بالمناصحة والتخويف بالله اتق الله يا فلان هذا حرام قال الله تعالى قال رسوله صلى الله عليه وسلم يبدأ معه بهذا فان انتفع فبها ونعمت وان لم ينتفع بذلك انتقل معه الى خطوة اخرى وهي التهديد يا فلان ان لم تكف انت ومن معك عن هذا العمل سابلغ عنك وساخبر عنك الهيئة او ولي الامر لان هذا العمل لا يجوز ولا يحل يخوفه ويهدده فاذا فعل هذا وفعل هذا ولم يستجب ويخشى على الناس من خطر هؤلاء افسادا وتخريبا ونشرا للفساد فان الواجب في مثل هذا هذه الحال والمتعين ان يخبر عنه حتى يمنع من مثل هذا الفساد والافساد فاذا المسألة هنا فيها تفصيل ينبغي ان ان يراعى وايضا معالجة هذا الامر ينبغي ان ان يكون بتدرج مناصحة اولا ثم تخويفا وتهديدا ثانيا ثم ان لم يفد لا هذا ولا ذاك يبلغ عنه ليعالج وضعه وليكف ايضا شره وفساده نعم قال رحمه الله تعالى باب قول الرجل هلك الناس قال حدثنا اسماعيل قال حدثني ما لك عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا سمعت الرجل يقول هلك الناس فهو اهلكهم ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة بهذا العنوان باب قول الرجل هلك الناس باب القول الرجل هلك الناس هذه الكلمة لا يخلو حال قائلها من امرين اما ان يقول هذه الكلمة تحزنا على حال الناس واسفا واقعهم وحالهم وحثا للدعاة والناصحين لمعالجة الامر فهذه حال والحالة والحالة الثانية ان يقول ذلك على وجه الاعجاب بنفسه وابراز نفسه وابراز مثلا صلاح نفسه وعجبا بنفسه وزهوا بنفسه او مثلا ايظا يقول ذلك على وجه اليأس والقنوط وسيطرة ذلك على قلبه وانه لم يبقى خير وعدم الخير ولا يوجد في الناس خير ولا مجال لوجوده يقولها على على هذه الحال ايضا هذه لا تجوز لا يقول سواء قال ذلك على وجه العجب او قال ذلك على وجه اليأس والقنوط من حال الناس وان الفساد عم وانتشر فلم يبقى له باقية ومثل هذه الكلمة عندما تقال وتردد تضر الناس ولا تنفعهم. تضر الناس ولا تنفعهم. بل ربما اصابتهم بقنوط ويأس فاضرت بهم ولهذا جاء النهي عن ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اورد الامام البخاري رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا سمعت الرجل يقول هلك الناس فهو اهلكه ام فهو اهلكهم وتروى ايضا اهلكهم بالفتح تروى بالظن وبالفتح اهلكهم واهلكهم ورواية الضم اشهر كما قال اهل العلم ومعنى اهلكهم بالظم اي اشدهم هلاكا من قال هلك الناس فهو اهلكهم اي اشدهم هلاكا ورواية الفتح من قال هلك الناس فهو اهلكهم اي كان سببا في هلاكهم عندما يقول في حقهم هذه اه هذه الكلمة هلك الناس فهو اهلكهم اي تسبب في هلاك الناس وانتشار الشر في الناس ولهذا لا ينبغي وهذا امر مستفاد من الحديث لا ينبغي على الداعية والخطيب والواعظ ان يكثر في موعظته من ذكر المنكرات وفسوها وانتشارها والبلد الفلاني فسد فيه المنكرات لم يبقى مكان الا وفيه كذا والا وفيه كذا وانتشر كذا وانتشر كذا يخرج الناس من موعظته وخطبته بماذا بشبه قنوط يخرجون ويقولون ما بقي خير يخرجون ويقولون ما بقي خير فيكون اهلكهم بذلك لكن يحذر من المنكرات ويقول الخير باق ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة واهل الخير كثيرون وهم الحمد لله موجودون ومتظافرون ولكن هذه بعظ المنكرات ويمكن نعالجها ومن اليسير ان شاء الله معالجتها فمثل هذا الاسلوب فيه تشريع للناس وحث لهم على الخير وترغيب فيه اما استعمال مثل هذه الالفاظ هلك الناس ابن القيم رحمه الله يقول وفي معنى هذه الكلمة فسد الناس وفسد الزمان ونحو هذه الكلمات هذه ينهى عنها ينهى عنها لما يترتب عليها من اضرار بالناس واهلاك لهم عندما يقال فسد الزمان او فسد الناس او هلك الناس او يقال ما بقي خير او ما يعبر عن بعض الكتاب اه جاهلية العصر او نحو ذلك من الكلام هذا كله لا يحل ولا يجوز. لانه يضر بالناس ويهلكهم ولا يفيدهم ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام اذا سمعت الرجل يقول هلك الناس فهو اهلكهم او فهو اهلكهم لان هذه كلمة تضر ولا تنفع وهذا نأخذ منه فائدة ينبغي ان تكون حاضرة في ذهن الواعظ والمعلم والداعي الى الله والخطيب الا وهي ان يراعي فيما يقوله للناس ما يفيدهم ليس المهم ان اخبر الناس بالحال والواقع ليس المهم ان اخبر الناس بالحال والواقع بينما المهم عند الواعظ والداعي هو نشر الخير في الناس وحثهم فيه وترغيبهم فيه من خلال الادلة ويخطئ من يجعل موعظة وخطبته سردا للمنكرات سردا للمنكرات وعدا لها هذا يضر ولا ينفع يمكن ان تذكر نموذج او مثال على ذلك ثم تبدأ بالعلاج المهم هو العلاج وذكر الادلة اما ان تكون الموعظة كلها سرد للمنكرات عد لها هذا يضر الناس ولا ينفعهم الواجب على الواعظ والمعلم والداعي ان تكون مهمته العلاج للتثبيط ولا ايضا ادخال القنوط او اليأس وبهذا نعلم ايضا الخطأ في نشر الاخبار التي تتعلق مثلا الجرائم وآآ المنكرات على شكل واسع عبر الاعلام او نحو ذلك بحيث ان الانسان احيانا لما يقرأ المنكرات التي تبرز المنكرات التي تبرز وتعد وتحصى ربما بعض الناس اصيب بيأس او قنوط وبالمقابل اعمال الخير واعمال البر لا تبرز مثل مثل هذا الابراز فمثل هذا لا يظر الناس ولا ينفعهم. هو داخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام اذا سمعت الرجل يقول هلك الناس فهو اهلكهم او اهلكهم نعم هناك كلمة للامام مالك رحمه الله في في معنى هذا الحديث رواها عنه ابو داوود قال مالك رحمه الله اذا قال ذلك تحزنا لما يرى في الناس فلا ارى فيه بأسا واذا قال ذلك عجبا بنفسه وتصاغرا للناس فهو المكروه الذي ينهى عنه اذا قال ذلك عجبا بنفسه وتصاغرا للناس فهو المكروه الذي ينهى عنه فاذا قال ذلك على وجه الاعجاب بنفسه وتصوير الناس والاحتقان لهم لا يجوز وايضا لا يجوز على الوجه الذي فبسطت اه بيانه وايظاحه قبل قليل. نعم قال رحمه الله تعالى باب لا يقل للمنافق سيد قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا معاذ ابن هشام قال حدثني ابي عن قتادة عن عبد الله ابن بريدة عن ابيه رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا للمنافق سيد فانه ان يك سيدكم فقد اسخطتم ربكم عز وجل ثم عقد هذه الترجمة قال باب لا يقال للمنافق سيد سيد فهذه الكلمة تطلق على المقدم في قومه وايضا المقدم في الاشياء كما قال عليه الصلاة والسلام وسيد الاستغفار ان تقول الى اخر الحديث فالسيد هو المقدم ومن ذلكم قول النبي عليه الصلاة والسلام قوموا لسيدكم يعني سعدا رضي الله عنه فالسيد هو المقدم السيد هو المقدم فهذه كلمة تعني التقديم ومجابهة الشخص بها على وجه الثناء والمدح قد تضره قد تضره وهي نوع من الاطراء الذي جاء النهي عنه والمنع منه ولما سمع عليه الصلاة والسلام كما في حديث عبد الله بن السخير لما قال له قوم انت سيدنا وابن سيدنا قال انما السيد الله قال انما السيد الله لان السيادة المطلقة لله رب العالمين. والسيد اسم من اسماءه الحسنى تبارك وتعالى وهي تعني كماله جل وعلا في صفاته ونعوته وعظمته وجلاله وكبريائه سبحانه وتعالى واطلاق هذه هذه اللفظة على المنافق وايضا الكافر لا تجوز لانها تفيد تقديما واي تقديم يكون منافق او كافر هو كافر بالله غير مؤمن به ولهذا جاء النهي عن ان يقال للمنافق سيد عن ان يقال للمنافق سيد ولو على المعنى السائغ ولو على المعنى السائق مثل ان يكون عظيما مثلا في قومه او كبيرا في قومه او نحو ذلك لا يطلق هذا اللقب على المنافق لا يقال في حق المنافق سيد واورد هنا حديث عبدالله بن بريدة عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا للمنافق سيد وهذا نهي صريح عن ذلك لا تقولوا للمنافق سيد فانه ان يك سيدكم فقد اسخطتم ربكم عز وجل اياكم اياكم سيدكم اي المنافق فقد اسخطتم الله اسخطتم الله قيل اسخطتم الله عز وجل لانكم عظمتم هذا المهين المنافق باطلاق هذا اللقب عليه او اسخطتم الله عز وجل لان السيادة يترتب عليها الطاعة. يترتب عليها الطاعة وفي طاعة المنافق سخط الله. جل وعلا قال فان يك سيدكم فقد اسخطتم ربكم عز وجل سواء اريد بسيدكم اي انكم سودتموه ولقبتموه بهذا اللقب فهذا فيه اسخاط للرب عز وجل لان فيه رفع من شأن المنافق المهين او ان المراد بذلك ان وصفه بالسيادة يعني الطاعة وفي هذا ايضا سخط الرب تبارك وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما ما يقول الرجل اذا زكي قال حدثنا مخلد بن مالك قال حدثنا حجاج بن محمد قال اخبرنا مبارك بن فضالة عن بكر ابن عبد الله المزني عن علي ابن ارطاه قال كان الرجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا زكي قال اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب ما يقول الرجل اذا زكي اذا اذا زكي اي اذا مدح واثني عليه واطري وذكرت مدائح له وثناء له ما الذي عليه ان يقول في مثل هذا المقام ما الذي عليه ان يقول في مثل هذا المقام كان في مجلس واخذ آآ اناس او بعضهم يثني عليه ويطريه ويمدحه فما الذي يناسب ان ان يقول ان يقوله في هذا المقام ونحن سبق ان مر معنا عند المصنف ابواب تتعلق بالثناء والمدح والتفصيل الذي في ذلك وهذا مر معنا قبل ابواب اه كثيرة عند المصنف رحمه الله تعالى. لكن هذه الترجمة في شأن المزكى المثنى عليه الممدوح ما الذي ينبغي ان يقوله عندما يثنى عليه عندما يكون في مجلس فيثنى عليه ويمدح اورد هنا آآ اثرا عنا عدي بن ارطة قال كان الرجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا زكي كان الرجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا زكي قال اللهم لا تؤاخذني بما يقول واغفر لي اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون وجاء في بعض المصادر مثل شعب الايمان للبيهقي زيادة واجعلني خيرا مما يظنون. واجعلني خيرا مما يظنون هذه كلمة كان يقولها اصحاب النبي صلوات صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عنهم اجمعين عندما يزكون ويثنى عليهم ويمدحون يقولون هذه الكلمة اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيرا مما يظنون ولنلاحظ هنا اولا التواضع وانكسار النفس وذلها بين يدي الله تبارك وتعالى هذا جانب والجانب الاخر اه فزع هؤلاء ولجوءهم الى الله فزع هؤلاء الاخيار ولجوءهم الى الله سبحانه وتعالى وتحقيق العبودية له جل وعلا. التي هي اساس سعادة العبد وفلاحه في الدنيا والاخرة فلما يجابه بمثل هذا الثناء يتذكر حاله وامره وانه عبد لله مأمور بطاعة الله عز وجل وما قام به من اعمال وطاعات هي فظل عليه ومنته وتوفيقه سبحانه وتعالى فيأتون بهذه الكلمات ملتجئين الى الله سبحانه. الكلمة الاولى اللهم لا تؤاخذني بما يقولون اللهم لا تؤاخذني بما يقولون اي انا لا ارضى ان اوترا وامدح ويثنى عليه فلا تؤاخذني بذلك لا تؤاخذني بما يقولون فهذا كلام لم اقله ولا ارظاه فلا تؤاخذني به لا تؤاخذني بما يقولونه اي في حقي من مدح وثناء واطراء هذه الجملة الاولى الثانية قال واغفر لي ما لا يعلمون واغفر لي ما لا يعلمون لان من يثني على اخر يثني عليه لما يراه اه باديا او ظاهرا من اعمال الخير وقد يكون عنده بعض التقصير لا يطلع عليه الناس قال ولا ولا تؤاخذني واغفر لي ما لا يعلمون واغفر لي ما لا يعلمون اي ما لا ما لا يعلمونه مما عندي من تقصير او نقص او نحو ذلك وكانوا يقولون ذلك رضي الله عنهم وهم اهل الجهاد والمجاهدة للنفس في طاعة الله والتقرب اليه والبعد عن مساخطه لكنهم رضي الله عنهم وارضاهم جمعوا كما قال الحسن بين امرين احسان ومخافة جمعوا بين امرين احسان في العمل ومخافة من الله سبحانه وتعالى. ولهذا يقول عبد الله بن ابي مليكة رظي الله عنه ادركت اكثر من ثلاثين ابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه فهم جمعوا بين احسان اي في الاعمال والطاعة والعبادة وفي الوقت نفسه خوف من الله والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون قال بينما المنافق جمع بين اساءة وامن يسيء في العمل وامن في الوقت نفسه من مكر من مكر الله فالصحابة كان الواحد منهم يقول اذا اثني عليه اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون واغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيرا مما يظنون ايجعل اعمالي وطاعاتي وشأني معك وتقربي اليك ومحافظتي على الطاعات خيرا مما يظنه اه الناس في فهذه دعوة عظيمة كان يقولها اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام عندما يثنى عليهم بخلاف غيرهم بخلاف غيرهم ممن ربما يطلب المدح لنفسه ممن ربما يطلب المدح لنفسه وربما اذا سمع المدح لنفسه طلب الاستزادة ربما قال ايهن زدنا من ذلك. طلب الاستزادة من المدح والثناء ورغب في ذلك على علاته وتقصيره وقلة طاعاته ففرق بين امثال هؤلاء وحال الصحابة الكرام رظي الله عنهم وارظاهم وهكذا من مضى على سنن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم يكرهون المدح ولا يرضونه لانفسهم وينهون عنه ويمنعون منه وقد سمعنا عددا من مشايخنا في مجالس كثيرة عندما يطرون او يمدحون او يثنى عليهم حتى بكلمات قليلة او يسيرة ينهون عن ذلك ويزجرون القائل عن ذلك فالشاهد ان الانسان اذا اثني عليه ومدح واطري الذي ينبغي عليه في مثل هذا المقام ان يمنع المثني وان لا لا يسمح له بهذا الثناء ويوقفه من هذا الثناء وان يقول هذه الكلمة تأسيا بالصحابة الكرام رظي الله عنهم اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيرا مما يظنون وهي كما قدمت تبين لنا الحالة الفاضلة الشريفة التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم الا وهي صلاح الاعمال والاستقامة على طاعة الله وفي الوقت نفسه الخوف من الله عز وجل وكراهية المدح والثناء والاطراء نعم قال حدثنا ابو عاصم عن الاوزاعي عن يحيى بن ابي كثير عن ابي قلابة ان ابا عبد الله قال لابي مسعود او ابو مسعود قال لابي عبدالله رضي الله عنهما ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في زعم قال بئس مطية الرجل قال حدثنا يحيى ابن موسى قال حدثنا عمر ابن يونس اليماني قال حدثنا يحيى بن عبدالعزيز عن يحيى ابن ابي كثير عن ابي قلابة عن ابي المهلب ان عبدالله بن عامر قال ابا مسعود ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا قال سمعته يقول بئس مطية الرجل وسمعته يقول لعن المؤمن كقتله ثم اه اورد رحمه الله هذا الحديث آآ حديث يحيى ابن ابي كثير عن ابي قلابة ان ابا عبد الله وهو حذيفة قال لابي مسعود او ابومسعود قال لابي عبد الله حذيفة ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في زعم يعني ما ما سمعته يقول في زعم قال بئس مطية الرجل هذا الحديث اورده المصنف رحمه الله تعالى من طريقين هذه الطريقة الاولى والطريقة الثانية ستأتي هذه الطريق فيها ان ابا ان ابا عبد الله هو حذيفة قال لابي مسعود او ابومسعود قال لابي عبدالله ولهذا اورده بعضهم في مسند حذيفة رضي الله عنه. ورده بعضهم في مسند حذيفة رضي الله عنه. قال ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ما في زعم يعني ماذا يقول في هذه الكلمة وهذه الكلمة الاصل فيها انها تقال في الامر الذي لا تعرف حقيقته. الاصل في هذه الكلمة انها انها تقال فالامر الذي لا تعرف فيها حقيقته يعني لا تتبين حقيقته الزعم يطلق في الامور التي لم تتبين حقيقتها والاصل في المتكلم والقائل ان يقول كلاما متبينا حقيقته فان لم يكن متبينا حقيقته فالواجب عليه ان يصمت قال عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت الكلام الذي لا يتبين الانسان حقيقته الواجب عليه ان لا يقوله ولهذا كفى بالمرء اثما ان يحدث بكل ما سمع. ويجعل متكأه زعم كذا وقيل كذا ويقال هذا لا يجوز بل الاصل في في الانسان والناقل للكلام ان يتبين حقيقة الكلام واني اتأكد منه فاذا تبين حقيقة وتأكد منه وكان من المصلحة نقله واداؤه وابلاغه وابلغه والا كف عن ذلك ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن مثل ذلك وقال بئس مطية الرجل. والمطية هي ماذا المركوب الذي يركب عليه فجعل النبي عليه الصلاة والسلام هذه الكلمة زعموا بمثابة المطية لاولئك الذين يعتنون بنقل الاخبار على عواهنها وعلاتها دون تأكد ودون تحقق ومطيتهم في ذلك زعموا. وكأنه يريد ان يبرئ عهدته من ذلك فيقول زعموا كذا او قيل كذا او يقال كذا ويستمر ماضيا في نقل الاخبار التي لم يتأكد منها ولم يستبن من صحتها ولم يستدم من صحتها فاذا هذه الكلمة زعموا هي كلمة تقال فيما لم يتبين المرء حقيقته والاصل فيما لم يتبين المرء حقيقته الا ينقله ولو ولو حتى بهذه الصيغة بصيغة زعمه. اذا النهي الوارد في هذا الحديث وقول النبي عليه الصلاة والسلام بئس مطية الرجل اي زعموا فيها تحذير المسلم من ان يرخي لنفسه العنان بنقل الاخبار دون توثق او تثبت او تأكد من الصحة ويجعل العهدة في ذلك على هذا اللفظ وانه زعموا كذا وقيل كذا هذا لا يليق بالمسلم بل الاصل في نقل المسلم للاخبار ان يتأكد من صحتها هذا اولا وان يتيقن من فائدة نقلها فاذا لم يتيقن من صحة الخبر لا يجوز ان ينقل واذا لم ايضا يتأكد من فائدة نقله لا ينقل لا ينقل اذا كان نقل الخبر يضر بالناس ولا يفيدهم نقله لا يجوز حتى وان كان الخبر في ذاته بصحيحا والقرآن جاء فيه النهي عن مثل ذلك بمثل قول الله تبارك آآ في مثل قول الله تبارك وتعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ومر معنا في بعظ الاثار عن علي بن ابي طالب رظي الله عنه قال لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا مذايع اي تنشرون الاخبار هكذا على عواهنها دون تأكد او دون تثبت فاذا الاخبار لا لا تنقل الا اذا تأكد الناقل من صحة الخبر وايضا تأكد من جدوى وفائدة نقل الخبر فان لم يتأكد من الصحة او لم يتأكد من جدوى نقل الخبر فلا ينقله يعني هذا لا يترتب عليه مصلحة مصلحة بل ربما يترتب عليه اه مضرة بالناس قال بئس مطية الرجل ثم اورد رحمه الله الحديث نفسه من طريق اخرى لكن هذه الطريق الثانية حكم عليها الشيخ الالباني رحمه الله بالشذوذ قال رواية شاذة بالمنكرة قال رواية شاذة بل من كرة الشذوذ والنكارة هنا لان يحيى ابن عبد العزيز لان يحيى بن عبد العزيز ليس مشهورا بالحفظ والضبط وقد رواه عن يحيى ابن ابي كثير عن ابي قلابة عن ابي المهلب ان ان عبد الله ابن عامر بينما الرواية السابقة عن الاوزاعي عن يحيى ابن ابي كثير عن ابي قلابة ان ابا عبد الله وهو حذيفة فهذه الرواية الثانية قال عنها الشيخ الالباني شاذة بل من كرة لان يحيى بن عبد العزيز ليس مشهورا بالحفظ والظبط وخالف او الاوزاعي وغيره من اه الحفاظ قوله عن ابي المهلب ان عبد الله ابن عامر الزيادة التي في اخر الحديث قال وسمعته يقول لعن المؤمن كقتله فهذه كما بين الشيخ الالباني رحمه الله انها صحيحة لغيرها لوجود ما يشهد لها عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه اه مناسبة الحديث للترجمة الترجمة آآ كما تقدم معنا باب ما يقول الرجل اذا زكي واورد فيها حديثا او اثرا واضحا وواضحة صلته بالترجمة ثم اورد بعد ذلك هذا الحديث من الطريقين في النهي عن لفظة زعموا ولا يظهر ارتباط واضح بين بين الحديث وبين الترجمة بين الحديث وبين الترجمة الا اذا قيل وهذا وجه فيه شيء من من البعد اه الا اذا قيل ان الثناء والمدح قد ايظا يدخله جانب الزعم والاعجاب بالشخص قد يجعله يمدحه بما فيه وبما ليس فيه وهذا يكثر في اه مدح مدح الناس سواء في وجه الانسان او في او بغير وجهه من امام او من ورائه فاحيانا يكون المدح بشيء من الزعم يعني باشياء تدعى في الممدوح ليست موجودة فيه وهذا نوع من الزعم فقد يكون الارتباط من هذه الجهة او من وجه اخر لم يتبين لي. اما علاقة ظاهرة واضحة اه بين الحديث وبين الترجمة باب ما يقول الرجل اذا زكي فلا يظهر شيء من ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى باب لا يقول لشيء لا يعلمه الله يعلمه قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا سفيان قال قال عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما لا يقولن احدكم لشيء لا يعلمه الله يعلمه والله يعلم غير ذلك. فيعلم الله ما لا يعلم. فذاك عند الله عظيم ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة في النهي عن هذا اللفظ باب لا يقول لشيء لا يعلمه الله يعلمه لا يقول لشيء لا يعلمه الله لا يعلمه لا يقول لشيء لا يعلمه اي العبد لا يقول لشيء لا يعلمه اي العبد لا يعلمه اي لا يعلمه موجودا او لا يعلمه ثابتا او لا يعلمه صحيحا لا يقول في امر لا يتيقن العبد العلم به الله يعلمه فهذا ينهى عنه وهذه كلمة استهان بها كثير من الناس مع انها كلمة عظيمة وخطيرة جدا وسيتبين لنا خطورتها من خلال الحديث الذي ساقه المصنف او الاثر الذي ساقه المصنف فبعض الناس يستهين بكلمة يعلم الله انه حصل كذا او علم الله ان انه حصل كذا يستهينون بهذه الكلمة وبعضهم يأتي بها عوضا عن اليمين بدل ان يحلف يتورع عن اليمين ويأتي بهذه الكلمة فيريد ان يبتعد عن اليمين متورعا ويأتي بدلها بهذه الكلمة ويقول يعلم الله ان هذا حصل. او علم الله ان هذا وجد او كان يتحاشى اليمين ويأتي بهذه اللفظة وهذي لفظة خطيرة جدا لا يجوز للمسلم ان يقولها الا في شيء متيقن تماما حصوله ووقوعه واورد هنا عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لا يقولن احدكم لشيء لا يعلمه الله يعلمه لا يقولن احدكم لشيء لا يعلمه اي لا يعلمه واقعا او حاصلا او موجودا ويقول الله يعلم علم الله انه يوجد كذا مثلا او حصل كذا والعبد لم يتيقن من وقوع هذا الشيء او وجوده او حصوله هذا لا يحل لماذا؟ قال لا يقولن احدكم لشيء لا يعلمه الله يعلمه والله يعلم غير ذلك والله يعلم غير ذلك ان يكون الامر على خلاف ما ذكر هذا الانسان والله يعلم غير ذلك فيكون العبد بهذا الامر ماذا فعل قال فيعلم الله ما لم يعلم اي ينسب الى الى علم الله شيئا آآ اه يعلم الله سبحانه وتعالى الامر على خلافة وهذا امر عظيم من جهة اولا الخطأ في حق الله سبحانه وتعالى وحق صفاته ينسب الى علم الله جل وعلا امر الله سبحانه وتعالى يعلم الامر على خلافه وقوعا ووجودا وهذا خطير من هذه الجهة ومن جهة اخرى ان هذا كذب على الله ان هذا كذب على الله سبحانه وتعالى وهذا ايضا خطير خطير للغاية ولهذا هذه الكلمة كلمة خطيرة لا يجوز للعبد ان يأتي بها الا ان اراد ان يأتي بها لا يأتي بها الا في امر متيقن تماما يقطع به تماما ويقول في مثل هذه الحال يعلم الله انني رأيت كذا مثلا في امر تيقن من رؤيته ومشاهدته. وعنده فيه يقين والله اعلم. وصلى الله وسلم على رسول الله