السلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا وانفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا. يا عليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا والمستمعين. قال امام الائمة ابن خزيمة رحمه الله باب باب ذكر البيان ان الرجل الذي ذكرنا صفته وخبرنا انه اخر اهل النار خروجا من النار ممن يخرج من النار زحفا لا ممن يخرج بالشفاعة وهو اخر اهل الجنة دخول الجنة وان من يخرج من النار بالشفاعة يدخل الجنة قبله وان هذا الواحد يبقى بعدهم بين الجنة والنار يدخله الله بعد ذلك الجنة بفضله ورحمته لا بشفاعة احد ويعطيه تفضلا منه وكرما وجودا ما ذكر في الخبر من الجنة. مع الدليل على على ان الله عز وجل يخيب من النار ممن قد احرقتهم النار خلا اثار السجود منهم قبل القضاء بين جميع الناس. حدثنا محمد ابن يحيى قال حدثنا ابو اليمام قال حدثنا شعيب قال اخبرني سعيد المسيب ان ابا هريرة رضي الله عنهما رضي الله عنه اخبرهما ان الناس قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فذكر الحديث بطوله؟ خرجت في كتاب الاهوال وفي الخبر حتى اذا اراد الله حتى اذا اراد الله رحمة من اراد من اهل النار امر الله الملائكة لعن الله الملائكة ان يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم باثار السجود وحرم الله على النار ان تأكل اثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فينبتون كما تنبت الحبة في حميد السير ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو اخر اهل الجنة دخولا للجنة مقبل بوجهه على النار فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار فانه قد قشبني ريحها واحرقني ذكاؤها فيقول الله سبحانه وتعالى فهل عسيت ان فعلت فعل ذلك بك ان تسأل غير ذلك فذكر بعض الحديث وقال ثم يأذن الله في دخول الجنة فيقال له تمنى فيتمنى حتى اذا انتهت به الاماني قال الله لك ذلك ومثله معه. قال ابو سعيد الخدري لابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال قال الله لك ذلك وعشرة وامثاله قال ابو هريرة لم احفظ من النبي صلى الله عليه وسلم الا قوله لك ذلك ومثله معه. قال ابو سعيد اشهد اني سمعته يقول وعشرة امثاله. حدثنا محمد قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر الازهري عن عطاء ابن ابي هريرة وحدثنا محمدا قال حدثنا سليمان داوود الهاشمي قال اخبرنا ابراهيم بن سعد هذه شهادة يعني عطاء ما يزيد الاث لأن ابا هريرة اخبره قال قال الناس يا رسول الله قال الهاشمي وان الناس قالوا يا رسول الله قال محمد يحيى وساقى جميعا حديث بهذا الخبر غير انهما ربما اختلفا في اللفظة والشيء والمعنى واحد. مم اذن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول الامام الائمة زي ما هو تعالى باب ذكر البيان. وبالرجل الذي ذكرنا صفته وخبرنا انه اخر اهل النار خروجه للنار ممن يحمل النار زحفا لا ممن يخرج الشفاعة فهو اخر الجنة دخولا للجنة. والا يخلو الشفاعة يدخل الجنة قبل لو ان هذا الواحد يبقى بعده بين الجنة والنار ثم يدخله الله بعد ذلك الجنة بفضله. مراد رحمه الله تعالى ان الشفاعة التي يأذن الله عز وجل بها سبحانه وتعالى يخرج الله عز وجل بها من النار خلقا من الموحدين وان هناك من تتأخر شفاعته واخر ذلك وهذا الرجل الذي تتأخر او يتأخر خروجه من النار وكما نعلم ان النار لا يخلد فيها موحد ولا يبقى فيها مسلم وانما الذي يخلد فيها هم الكفرة وان الشفاعة ينالها اهل التوحيد فمن اذن الله عز وجل له بالشفاعة شفع لمن اذى له ان يشفع فيه فيشفع الرسل والانبياء والملائكة والصالحون والشهداء. ويخرج في بذلك خلق يخرج بذلك خلق كثير لا يعلم عددا ولا يحصيهم الا الله عز وجل. الا ان اخر من يخرج من النار هذا الرجل ويريد بهذا ابن خزيمة ان هذا الرجل مما له النار زحفا لا ممن يخرج بالشفاعة هو اخر اهل الجنة دخولا لكن يشكى على هذا ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا ربي ما بقي الا من حبسه القرآن المراد بذاك من حبسه القرآن بخلوده بالنار فافاد هذا الخبر وهو في الصحيح ان الشفاعة تأتي على جميع اهل النار فعلى هذا يقال الاقرب في مثل هذا ليقال ان الخارجين بالشفاعة يتفاوتون في خروجهم. فمنهم من يخرج بشفاعة الرسل ومنهم من يخوي شفيعة الانبياء ومنهم من يخبو شفاعة الصالحين والشهداء والصديقين وكل يخرج من يعرف ثم يرجع ثم فيكون هذا الرجل هو اخر من يخرج بالشفاعة وهو اخر رجل يبقى في النار من الموحدين. ثم اذا خرج لم يبقى في النار الا الكفرة ثم ذكر ان هذا الواحد يبقى بعده بين الجنة ثم يدخله الله بعد ذلك الجنة بفضل رحمته. ومع ذلك ان هذا الواحد الذي يخرج الشفاعة يخرجه الله عز وجل زحفا حتى يصل وينجو من النار ثم يسأل الله ان يدنيه من شجرة فيدنى اليها ثم بعد ذلك يدني الى اخرى وهكذا او يقال ان مثل هذا هو من كان من اهل الفترات الذي لم يعملوا خيرا قط وهذا ايضا فيه اشكال فيه اشكال لانها الفترات اما اما ان يجيئوا في العرصات واما ان لا يجيب من اجاب دخل الجنة ومن لم يجب دخل النار على كل حال هنا ان الذين يخرجون النار يخرجون بشفاعة الشافعين وان الذين يخلدوا من النار هم الكفرة وانه لا يبقى في النار بعد الشفاعة الا من حبسه القرآن كاقرب ما يقال في هذا ان هذا الرجل هو اخر من يخرج من اهل الجنة بالشفاعة وخروج يكون على ما ذكر في الحديث انه يقرب له شجرة ثم تقرب له شجرة اخرى ثم تقرب له الجنة ثم يدخل الجنة فيعطى عشر امثال الدنيا ذكر حديث شعيب عن الزهري عن سعيد عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول هل نرضى ربنا يوم القيامة؟ فذكر حديثه ثم قال حتى اذا اراد الله رحمة من اراد من اهل النار امر الله الملائكة يخرج من كان يعبد الله فيخرجونه ثم فياخد منا وقد انتهى فانت كما تنبت الحبة في نفسه ثم يفرق الله من القضاء ويبقى من اهل الجنة والنار وهو اخر اهل الجنة دخولا للجنة مقبلا بوجهه على الناف يقول يا رب اصرف وجهي عن النار فانه قد قشل ريحها واحرقني ذكاؤها. يقول سبحانه وتعالى فهل عسيتم فعل ان فعل ذلك بك ان لا ان غير ذلك وهذا من اهل التوحيد. هذا الرجل ليس من اهل الكفر لكنه ممن ارتكب الذنوب والكبائر ولم تكفر اهوال يوم القيامة والعراسة ولا العراسات ولا القبر ولا الدنيا ذنوبه وخطاياه. فشاء الله له ان يعذب فاذا فرغ الله من القضاء وكان لرجل ممن شفع له فيه لعظيم جرمه وذنبه فيؤخر في النار لعظيم جربه فاذا خرج اعطاه الله الشيء بعد الشيء حتى يعطيه ربنا سبحانه وتعالى مثل الدنيا وعشر امثالها فقول ابن خزيمة قلنا هذا الرجل يخرج بلا شفاعة فيه نظر قوله انه ياخذ بلا شفاعة فيه نظر ومع ذلك جاء في الحديث الصحيح يقول الله ان شفعت الرسل وشفعت الملائكة وشفيعة الانبياء وبقي ارحم الراحمين فيخرج اقواما لم يعملوا خيرا قط فلعل هذا يدخل في هؤلاء الذين لم يعملوا خيرا قط لكنهم في دائرة اهل التوحيد والله تعالى اعلم واحكم فتح بشارع طائر ابو هريرة ان الناس قال رسول الله ان ربنا قد مر معنا حديث الرؤيا والله تعالى اعلم