الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا وانفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال ابن خزيمة رحمه الله باب ذكر البيان ان النار انما تأخذ من اليسار للموحدين وتصيبهم على قدر ذنوبهم وخطاياهم وحوباتهم التي كانوا ارتكبوها في الدنيا مع الدليل على ضد قول من زعم من لم يتبحر ممن لم يتبحر العلم ما فهم اخبار النبي صلى الله عليه وسلم ان النار لا تصيب اهل التوحيد ولا تمسهم وانما يصيبهم حرها واذاها وغمها وشدتها مع الدليل على انه قد يدخل النار بارتكاب المعاصي في الدنيا اذا لم يتفظل الله ولم يتكرم بغفرانها من كان في الدنيا يعمل الاعمال الصالحة من الصيام الزكاة والحج والغزو وكيف يأمن يا ذوي الحجى النار من يوحد الله ولا يعمل من الاعمال الصالحة شيئا حدثنا قال حدثنا اسماعيل ابراهيم الاسدي قال اخبرنا محمد ابن اسحاق قال حدثني عبيد الله ابن غيرة ابن معيقين عن سلام عمرو بن عبد العتواري احد بني ليث وكان في حجر ابي سعيد قال سمعت ابا سعيد خضري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوضع الصراط بين ظهراني جهنم عليه حسد كالسعدان ثم يستجيز الناس فناجم مسلم مجروح به ثم ناج ومحتبس ومنكوس فيها. فاذا فرض الله من قضاء بين العباد يفقد المؤمنون رجالا كانوا معهم في الدنيا يصلون صلاتهم ويزكون زكاتهم ويصومون صيامهم ويحجون حجهم ويغزون غزوهم فيقولون اي رب ربنا عباد من عبادك كانوا معنا في الدنيا يصلون صلاتنا ويزكون زكاتنا ويصومون صيامنا ويحجون حجنا ويغزون غزونا لا نراهم قال فيقال اذهبوا الى النار فمن وجدتم فيها منهم فاخرجوه فيجدونهم قد اخذتهم على قدر اعمالهم فمنهم من اخذته الى قدميه ومنهم من اخذته الى نصف ساقيه ومنهم من اخذته الى ركبتيه. ومنهم من ازرته ومنهم من اخذته الى ثدييه. ومنهم من اخذته الى عنقه ولم تغش الوجه فيستخرجونه منها فيطرحونه في ماء الحياة قيل وما ماء الحياة يا نبي الله؟ قال غسل اهل الجنة فينبتون فيها كما تنبت الزرعة في غثاء السيل. ثم يشفع الانبياء في من كان يشهد ان لا اله الا الله مخلصا فيستخرجونهم منها. ثم يتحنن الله برحمته على من فيها فما يترك فيها عبد في قلبه مثقال ذرة من الايمان الا اخرجه منها. حدثنا محمد ابن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسار عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بطوله. ام ليته في كتاب الاهوال وفي الخبر فيعرفونهم بصور ما تكن بصورهم فمنهم من اخذته النار الى انصاف اخذته الى كعبيه فيخرجونهم. قال ابو بكر وقال هشام وسعد عن زيد ابن اسلم في هذا الخبر في هذا الاسناد. فيجد الرجل فيجد الرجل لقد اخذته النار الى قدميه والى انصاف ساقيه والى ركبتيه والى حقويه فيخرجون فيخرجون منها بشرا كثيرا هرجت ايضا في كتاب الاهوال وفي خبر ابي ما ثبت عن ابي نظرة عن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن اقوام تصيبهم النار بذنوبهم وبخطاياهم قد امنيته قبل حدثنا باسم معاذ العقدي. قال حدثنا يزيد بن زراعين قال حدثنا سعيد وحدثنا موسى قال حدثنا روح ابن عبادة قال حدثنا سيدنا عن قتادة عن ابي نظرة عن سمرة جندب. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منهم من تأخذه النار الى الكعبة ومنهم من تأخذه الى ركبتيه. ومنهم من تأخذه الى حجته ومنهم من وفضيلته وقوته وهذا حديث يزيد بن زريع لم يذكر ابو موسى الكعبين وقال احدهما حقويه وقال الاخر حجته قال ابو بكر قد روينا اخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم يحسب كثير من اهل الجهل والعناد انها خلاف هذه الاخبار التي ذكرناها مع كثرتها وصحة سندها وعدال ناقليها في الشفاعة وفي اخراج بعضها للتوحيد من النار بعدما ادخلوها بذنوبهم وخطاياهم وليست بخلاف تلك الاخبار عند نادى بحمد الله ونعمته واهل الجهل الذين ذكرتم في هذا الفصل صنفان صنف منهم الخوارج والمعتزلة انكرت اخراج احد من النار ممن يدخل وانكرت هذه الاخبار التي ذكرناها في الشفاعة والصنف الثاني الغالية من المرجية التي تزعم ان النار حرمت على من قال لا اله الا الله تتأول هذه الاخبار التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللفظة على خلاف تأويلها. اول ما نبدأ بذكر الاخبار باسانيد يوم والفاضي متونها ثم نبين معانيها بعون الله ومشيئته ونشرح ونوضح انها ليست بمخالفة الاخبار. التي ذكرناها في الشفاعة وفي اخراج ما قضى الله اخراجهم من اهل التوحيد من النار. فمنها الاخبار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار احد في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان عندي اخر الجزء السابع عندي اخر جزء عندك؟ ايه فلوسا ابو خريب. طيب طيب. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال ابن خزيمة رحمه الله تعالى باب ذكر باب وذكر البيان ان النار انما تأخذ من اجساد الموحدين على قدر الذنوب وخطاياهم محل اتفاق بين اهل السنة الا جنس اهل الكباب لابد ان يدخل بعضهم النار. وان النار تأخذ منهم بقدر ذنوبهم ومعاصيهم حتى اذا هذبوا ولقوا اذن بالشفاعة فاخرجوا من النار ودخلوا الجنة والناس في هذا الباب في باب اه العصاة في باب فساق الملة ينقسم الى قسمين ولاة المعتزلة والخوارج وولاة المرجئة فالمعتزلة والخوارج يخلدون اصحاب الكبائر في النار وغلاة المرجئة يمنعون الموحدين من دخول النار فقال هنا على ضد مع الدليل على ضده قول من زعم ممن لم يتحرى العلم ولا فهم اخطاء سلم ان النار لا تصيب اهل التوحيد ولا تمسهم لا تصيبوا اهل التوحيد ولا تمسوا وانما يصيبهم حرها واذاها وغمها وشدتها عند المرور على الصراط اي تصيبهم فقط في قوله تعالى وان منكم وان منكم الا والده. فقالوا هذا الورود يكون في شبل الهم والغم وشيء من الحرارة ينجو بعدها الموحدين وهذا لا شك انه قول باطل فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة ان جنس اهلك ما يدخل النار فالزناة والزواني رآهم النبي صلى الله عليه وسلم في النار واكل ربا رآه النبي صلى الله عليه وسلم في النار. وكذلك آآ رأى غيرهم من اصحاب الذنوب والمعاصي واحاديث الشفاعة الكثيرة في هذا الباب تدل ايضا على ان اصحاب الكبائر يدخلون النار بل شاء الله عز وجل منهم. وان كان هناك منهم بل يغفر الله له ويرحمه لا يدخله النار ذكر هنا احاديث تدل على هذا المعنى فذكر حديث مؤمل بن هشام الاسدي حدثنا اخبار محمد بن اسحاق الله عن ابي سعيد قال يقول يوضع الصراط بين بين ظهراني جهنم عليه حسد استعداد اي كشوك السعدان ثم يستجيز الناس ان يمر الناس ويجيزون الصراط. فناج مسلم مخدوش قالهن مخدوج ثم ناج ومحتبس ومنكوس فيها فاذا فاغ الله من القضاء من العباد يتفقد رجالا كانوا معه في الدنيا يصلون صلاتهم ويزكون زكاتهم ويصومون صيام ويحجون حجهم ويرجون رجل فيقول اي ربنا عباد من عبادك كانوا معنا في الدنيا يصلون ويصومون ويحجون حجا ويغزون غزوا لا نراهم قال فيقال اذهبوا الى النار من وجدتم فيها منهم فاخرجوه فيجدونه قد اخذته. بمعنى ان اهل الجنة اذا اجتازوا الصراط وتساقط بعض الموحدين في النار قالوا يا ربنا اخوان لنا كانوا يصلون معنا ويزكون معنا ويصومون معنا ويحجون ويغزون معنا لا نراه. فقال فيأذن الله لهم بالشفاعة فيأتون النار فيخرجوا من عرفوه منهم ويعرفونهم بمواضع السجود وذكر ان من نار منهم من تأخذ الى حقويه ومنهم من تأخذ الى ساقيه ومنهم من تأخذه الى ركبتيه ومنهم تأخذه الى ثدييه ومنهم من اخذ الى عنقه ولم تغشى الوجه يعذبون على قدر ذنوبهم اما يعذبوا الاقدام اطراف الاصابع لا تمسها النار يعذبون الى الساقين والركب لا تمسها النار. يعذبون الى الى الحق والثديين والوجه لا تلمسه النار فعلى حسب ذنوبه يكون العذاب ثم قال وما ماء الحياة يا الذي قال غسل اهل الجنة فينبتون فيه اي ما يغتسل بها الجنة ويتطهرون فيه فينبتون فيه كما تنبت الزرعة في غثاء السيل ثم يشفع الانبياء من كان يشهد ان الله مخلصا فيستخرجونه منها ثم يتجلى الله برحمته على فيها فما يترك فيها عبد في قلب مثقال ذرة الا اخرجه منها. هذا الحديث اصله في مسلم اصله في مسلم الخدري لكن ليس بهذا اللفظ والا بلفظ قليل منه. وفي مسلم لكن ليس في في هذا اللفظ بالفاظه فليس فيه ذكر غسل الجنة وليس فيه آآ ثم يتجلى الله برحمته على من فيها اصل الحديث في الجملة حديث صحيح وهو في مسلم دون هذه الالفاظ ثم ساق من طريق محمد يحيى قال عبد الرزاق عن زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسار عن ابي سعيد الخدي بطوله هذا الحديث الذي مسلم عن طريق رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ان النار تأكلهم على قدر ذنوبهم فمنهم من تأخذ الى قدري ولم تأخذ الى ساقي ولتأخذ ركبتيه ومنهم من تأخذ الى حقويه ومنهم من تأخذ الى هدويه. فكل يؤخذ بقدر ذنبه ومعصيته ثم قال امليت في كتاب الاهوال هو كتاب لابن خزيم وفي الخبر فيعرفونهم بصورهم لا تأكل النار صور منهم من اخذت من النار الى انصاف ساقيه ولما خجل كعبيه فيخرجون من قال ابو بكر وقال خبر فيجد الرجل قد اخذه النار الى قدميه والى انصار ساقيه وركبتيه يلاحقيه فيخرجون بشرا كثيرا وايضا هو حديث صحيح مسلم من حديث زيد عن ابي سعيد الخدري وفيه ان النار تأخذ اهل التوحيد على قدر ذنوبهم. وهذا محل اتفاق بين اهل السنة خلافا للخوارج وخلافا للمرجئة. ثم روى من طريق رواه ابن عبادة ابن سعيد عن قتادة عن ابي ذر قال منهم من تأخذ النار كعبيه ومنهم من تأخذ ركبتيه ومن تأخذ الى حجزته منهم من تقضي له وتر اخوته قال حديث صحيح ايضا وقد روينا اخبار وسلم باحسب كلمة الجهال اهل الجهل عنادا انها آآ خلاف انها خلاف هذه الاخبار التي ذكرنا مع كثرتها وصحة سند وعدها وعادلة ناقليها الى الشفاعة وفي اخراج بعظ انه اهل التوحيد من النار بعدما ادخلوا بذنوبهم هو خطأ ليست بخلاف تلك الاخبار عندنا بحمد الله ولم يتواهل الجهل الذي ذكرتهم في هذا الفصل صنفان. بمعنى يقول آآ قد روينا صلى الله عليه وسلم في الجهال ان خلاف هذه الاخبار خلاف اخبار الشفاعة. مع كثرتها وصحتها وصحة اسنادها. من هذه الطوائف الخوارج المعتزلة فمثلا يحتج الخوارج المعتزلة بعموم بعموم دخول اهل النار النار لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يصدق السائق حين يصدق وهو من قال حيث نفت عنه الايمان فيحتج الخلاء بكل حديث نفى الايمان عن فاعله ويرون ان نفي الايمان عن فاعله دليل على كفره. فيأخذوا بهذه العبوات على تقليد المنفي عنه الايمان في نار جهنم المرجية ايضا يحتجون باحاديث تدل على ان التوحيد لا يدخل النار. مثل حديث من قال الله صادق من قلبه دخل الجنة. من قال الله خاص من قلبه دخل الجنة للحديث من شهد الله وحده ورسوله وعيسى عبد الله ورسوله كلمة حق الجنة حق النار حق. وادخله الله الجنة على ما كان من عمل. وتسمى باحاديث الوعد. اذا المعتزلة احتجوا باحاديث الوعيد والخواجة احتدوا باحاديث الوعد فهؤلاء الذي احتجوا واحد الوعيد قالوا ان من دخل النار لا يخرج منها والذين احتجوا بحي الوعد قالوا ان من حقق التوحيد فان النار عليه محرمة ولا يدخل النار ابدا او صنفان خوارج معتزلة ومرجئة واهل السنة بين هؤلاء وهؤلاء فهم بين الخوارج وبين المرجئة هم لا يخلدون اهل الكباب النار ولا يمنعون اهل الكعبة من دخول النار وهذا هو المذهب العدل الذي عليه اتفاق اهل السنة وهذا الذي آآ ساق الادلة لاجله ابن خزيمة رحمه الله تعالى على هذا الباب والله تعالى اعلم. واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد