الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد بعد مواصلة لما بدأناه فيما يتعلق في علوم الاعتقاد وما يتعلق بمعرفة عقائد اهل السنة والجماعة وقد انهينا بفضل الله عز وجل كتاب اللمعة ووعدنا ان نواصل في مباحث تتعلق بمباحث ومن لمع الاعتقاد التي يحتاجها المسلم. ويلزمه ان يعرفها وان يكون جعل اطلاع تام بها ما يذكره اهل السنة في ابواب العقائد. وقد وفق الحافظ حافظ ابن احمد ابن علي الحكمي رحمه الله تعالى في نظم كتاب اتى على كتب كثيرة. فنظم كتابه المسمى والموسوم بسلم الاصول او بسلم الاصول الى علم الاصول وهذا الكتاب يجمع كتبا كثيرة يجمع لمعة الاعتقاد ويجمع كتاب التوحيد ويجمع ايضا مباحث اخرى من العقيدة الطحاوية وكذلك الواسطية. فقد اتى على ما يتعلق بتوحيد الالوهية. واتى على ما يتعلق توحيد الربوبية واتى على ما يتعلق بتوحيد الاسماء والصفات واتى على مباحث تتميز باهل السنة عن اهل البدع من محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والترضي عنهم وكذلك تتعلق بالايمان وكرامات الاولياء ما شابه ذلك وان كانت بعض هذه المباحث لم يذكرها ابن قدامة في لمعته فاحببنا ان نواصل ما لم يذكره ابن قدامة رحمه الله تعالى. فيعد هذا الدرس درسا متواصلا مع لمعة الاعتقاد. الا لاننا اخترنا كتاب سلم الوصول الى علم الاصول انه جمع كتبا كثيرة ومباحث كثيرة يحتاجها طالب العلم يحتاجها طالب العلم في علم الاعتقاد وفي المعتقد. وعلى هذا باذن الله عز وجل سيكون درسنا في هذه الليلة في هذا الكتاب المبارك مع عمدة الفقه لابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى. اولا مؤلف الكتاب الذي هو سلم الاصول او سلم الاصول هو الحافظ والحافظ الامام الاصولي اللغوي الاديب الاريب امام زمانه رحمه الله تعالى نبغ رزق ذكاء وذكاء حتى فاق اقرانه وفاق بل فاق مشايخه رحمه الله تعالى هو الحافظ حافظ ابن احمد ابن علي الحكمي ولد في سلام من مدينة مظايا عام في اربع وعشرين من رمضان عام اثنين واربعين بعد المئتين والالف وبعدما نشأ هذا الابن وهذا الامام وهذا العالم في قرية سلام انتقل مع والده بعد ذلك الى قرية الى مدينة وحفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين او يتجاوز يتجاوز شيئا يسيرا. وقد قرأ القرآن قبل ذلك مجودا مجودا واتقنه واحسنه ثم حفظ على اخيه الاكبر محمد بعظ الكتب فحفظ الاصول الثلاثة والقواعد الاربع ومباحث في علم الفرائض وشيئا من كتاب التوحيد رحمه الله تعالى حتى وفق رحمه الله تعالى بان هبط واديهم ونزل في ناديهم وجد في بلادهم الشيخ الامام عبدالله القرعاوي رحمه الله تعالى وذلك ان الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله تعالى ارسله داعية ومعلما وقاضيا ومفتيا الى بلاد الجنوب وذلك لكثرة ما نقل له من جهل عظيم بين تلك بين اهل تلك البلاد. وهذا الجهل ازاله الله عز وجل بل ازال اكثره على يد الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله تعالى. فما ان سمع الشيخ حافظ رحمه الله تعالى واخوه بنزول الشيخ عبد الله الى هذه البلاد الا وبعث اليه الا وبعث اليه ان يرسلهم بعض الكتب التي تتعلق بالتوحيد فارسل اليهم كتاب التوحيد فحفظوه وقرأوه واصبح آآ يحفظ في منطقتهم. بل راسلوا الى ان يزورهم في بلادهم في جاظع لما زار وكان يسكن صامتة لما زارهم ورأى حافظ توسم فيه النباغة والذهانة والذكاء ورأى منه عجب العجاب من جهة حفظه قاله حيث انه كان صغير السن وهو ما يقارب خمسة عشر عاما وقد حفظ الشيء الكثير من كتب العلم ومن متونه. فلما رآه بهذه الدرجة من الحفظ والاتقان كلم والده ان يرسله معه الى صامد. الا ان والديه رفظا ذلك لانهما بحاجة له فهو الذي يقوم على حوائجهم وهو الذي يرعى الغنم لهم فكان الشيخ عبد الله امره طلب منهم ان يوجد لهم من يرعى الغنم لهم ويدفع قيمته الا ان والدته تمسكت بولدها وبعد ذلك ما ان مضت سنة. الا وتوفيت والدة الشيخ حافظ رحمه الله تعالى فاذن له والده ان يذهب الى الشيخ يومين او ثلاثة ايام في الاسبوع فكان يذهب هو هو واخوه محمد الاكبر وهو من علماء تهامة رحمه الله تعالى ايضا وكان يتعلمان عنده ومكث مع ذلك سنة وفي نهاية تلك السنة عام الف ومئتين وستين او مئتين وستين آآ بعد ذلك توفي والده رحمه الله تعالى وما ان توفي والدي رحمه الله تعالى الا ونازل الشيخ عبدالله لازم ملازمة في رحله وفي سفره وفي مدرسته حتى بين اقرانه بل كان اقرانه يعودون اليه في مسائل وفي املاء ما يمليه الشيخ رحمه الله تعالى بل يصححون ما اخطأوا فيه على هذا الغلام الصغير وهو ابن سبعة عشرة سنة فلما بلغ تسعة عشر سنة ورأه الشيخ بهذه المنزلة العالي من العلم امره ان ان ينضم او يؤلف كتابا يحفظه طلاب وحثه ان يكون نظما ليسهل ليسهل حفظه فالف هذه المنظومة منظومة سلم الوصول الى علم الاصول على هيئة الرجز على بحر الرج وذلك ليسهل حفظه ولان النفوس ايضا تتشوف الى ما هو اسهل ارفق بها فنظم هذا المتن الذي هو في احدى عشر فصلا ومقدمة وخاتمة وهما يقارب بالتسعين بيتا بعد المائتين واجاد فيه وافاد. فكان الطلاب يحفظونه رحمهم الله تعالى. ثم بعد ذلك شرحه شرحا وافيا في كتابه الموسوم بمعارج القبول وقد توسع في شرحه حتى انه يذكر من ذلك الادلة الكثيرة عند كل مسألة بل قد تراه يستقرأ النصوص كلها عند بعض مباحث هذا الفن او هذه العقيدة. فبعد ذلك رحمه الله تعالى عين مدرسا ومديرا لمعهد سامطة. ثم بعد ذلك بعد عام الف ومئتين وسبعة وسبعين ذهب حاجا الى مكة واصابه بمرض الزكاء الانفلونزا او ما شابه ذلك ثم مات رحمه الله ولم يتجاوز الخمس والثلاثين عاما. وله من ذلك المصنفات الكثيرة. وعندما تقرأ مثل سيرة هذا الرجل العظيم. وهذا الامام الهمام فيذكرك بحال السلف وما كان عليه الاهل الرعيل الاول والقرون الاولى من حفظ وبركة في اوقاتهم وبركة في اعمارهم. فكان رحمه الله تعالى يدأب ليلا ونهارا في تصنيف الكتب وجمعها بل بل ذكر ابن عمه انه كان يكتب الليل كله فاذا خشي ان ينام ربط يده بخيط حتى اذا نام مسك مسك وقبظ الخيط يده ثم يصحى ويفيق ثم يكمل تأليفه وتصنيفه ولك ان تتأمل في خمس سنة يؤلف لنا هذه المتون وهذه الاصول الكثيرة التي تدل على ان الله سبحانه وتعالى طرح له القبول واعطاه فهما ودهانة وذكاء وزكاء حتى نفع الله عز وجل بعلمه. فانتشر علمه بين الناس. انتشر علمه بين الناس. ومن ذلك هذا الكتاب الذي هو معارج القبول في شرح سلم الوصول وهو من اوسع ومن احسن الكتب في باب العقيدة فقد مضى فيها جميع ما الفه شيخ الاسلام عبد الوهاب فنظم كتاب التوحيد ونظم ايضا ادخل في ذلك ما يتعلق بالاصول الثلاثة وشروط اله الا الله واركانها وادخل ايضا الشهادة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وادخل ايضا عقيدة شيخ عقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية وادخل ايضا شيء من مباحث العقيدة الطحاوية واتى على بعض مباحث كتب الاعتقاد المنوسعة فهو وكتاب على على على اه قلة نظم ابياته الا انه جامع واسع اتى على جنب باحثي السنة وعلى مباحث عقائد اهل السنة فرحمه الله عز وجل واسكنه فسيح جناته وجزاه عنا خير الجزاء وبارك الله عز وجل في علمه ونفعنا به ويرزقنا العمل بما فيه من علم صالح ومن منهى معتقد صحيح. فعلم العقيدة من اهم العلوم التي يحتاجها المسلم بل لا للعبد ان يصحح فروعه الا اذا صحح عقيدته. ومتى ما فسد الاعتقاد فسد الفرع. متى ما فسد الاعتقاد فسد الفرع. ولا يصح ان ان يتعبد العبد بعبادة وعقيدته فاسدة وعقيدته فاسدة ولذلك نرى ان جميع اهل العقائد الفاسدة وان تعبدوا بعبادات كثيرة فانها لا تغني عنهم شيئا. ويأتي ربنا عليها ويجعلها هباء منثورا. لان اصولهم فاسدة. خاصة ما يتعلق توحيد الله عز وجل من افراده بالعبادة سبحانه وتعالى. فكثير من اهل البدع والضلال تراهم كثير الصيام والقيام وكثير الذكر والصدقة الا انهم في اصول الدين وفي علم الاعتقاد من اجهل خلق الله عز وجل. فتراهم يشركون بالله سبحانه وتعالى ويعبدون الاولياء والصالحين وتراهم في باب توحيد الاسماء والصفات معطلة جهمية لا يثبت لله اسما ولا يثبت لله عز وجل صفة فعلى هذا نقول كل ما يتعبدون به لله عز وجل بعد هذي الاعتقادات الفاسدة فانها لا تقبل منهم لانهم بهذا العمل وبهذا الاعتقاد الفاسد كفروا بالله عز وجل وعلى هذا يلزم المسلم ان تعلم معتقد اهل السنة والجماعة وان يحرص على فهمه وعلى معرفته وعلى ان يدين الله عز وجل بهذا المعتقد الصحيح وكما ذكرنا في درس في الماضي وسابق ان معتقد اهل السنة والجماعة انه معتقد واحد لا يتغير من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى ان يرث الله الارض ومن عليها فقدهم واحد وذلك لان اصولهم واحدة لا تتغير. فاصول اهل السنة لا تتغير وهي القواطع النقلية من كتاب الله عز وجل ومن سنة صلى الله عليه وسلم ومن اجماع السلف الصالح رظي الله تعالى عنهم. فهذه اصول اهل السنة وهذي الاصول لا تتغير وكلام الله لا يتبدل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ايضا لا يتبدل كما قال به رسولنا صلى الله عليه وسلم وامن به الصحابة رضي الله تعالى عنهم تراه يقول باهل السنة الى قيام الساعة وهم على هذا المعتقد الصحيح بخلاف اهل البدع فان اصولهم فاسدة كما ذكرنا وان آآ معظم اصول التي يقومون عليها قائمة على والعقول تتفاوت وتختلف من عقول فاسدة وعقول جاهلة وعقول متعالمة العقل يعتريه ما يعتريه من النواقص. فلما بنوا اصول على العقول ترى ان عقائدهم متغيرة من زمان الى زمان ومن مكان الى مكان لان العقل يتفاوت ويتغاير من شخص الى شخص بخلاف الذي يبني اعتقاده على النصوص فان نصوص الكتاب والسنة لا تتغير ولا تتبدل ولذلك ترى ان اهل البدع والضلال يكفر بعضهم بعضا ويلعن بعض هم بعض ويكفر تلك الطائفة تلك الاخرى ولذلك فانت عندما تقرأ في كتب العقائد وترى في في مباحث اهل الملل والنحل وترى ما ما هم علم الضلال ترى ان كل طائفة تفترق الى اكثر من عشرين فرقة. فالرافضة مثلا تفترقون الى اكثر من عشرين فرقة وكذلك الخوارج وكذلك المرجية وكذلك الجهمية وكذلك المعتزلة تجدهم على على فرق كثيرة بل وتراهم يكفر بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا اما اهل السنة فمنذ ان الف او جمع في كتب الاعتقاد تراهم على عقيدة واحدة لا يزيدون عليها قدر انملة. فما يعتقده كما يعتقد الامام احمد رحمه الله تعالى يعتقده اهل السنة في اخر الزمان وكذلك ما يعتقده اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نرى ان اهل السنة يعتقدون ولا يزيدون على ذلك شيئا فهم يثبتون لله ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يثبتون فلا يتعرضون ما اثبتوا بتحريف ولا بتعطيل ولا بتكييف وانما يقولون كما قال الزهري من الله البيان ومن رسوله البلاغ وعلى عباده التسليم وعلى عباده هذه التسليم وكما قال الشافعي رحمه الله تعالى امنت بالله وما جعلني الله على امنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله عز وجل امنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما جاء في عبد الله بن عمرو وابو معاوية وابي هريرة وعوف ابن مالك وانس ابن مالك في ان اتفترق الى ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهذه الواحدة هي ما كان عليه محمد صلى الله عليه واصحابه. فهذا من من مميزات ومن خصائص اهل السنة والجماعة انهم لا يختلفون ولا يخالفون لا يختلفون في الكتاب ولا يخالفون بخلاف اهل البدع فانهم مختلفون مخالفون مغايرون لما في كتاب الله وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم. فهذه من اعظم خصائص اهل الحق والتوحيد انهم على سبيل واحد وعلى طريق واحد وهذا الذي ذكره ربنا سبحانه وتعالى في قوله ولا تتبعوا السبل فاهل على سبل كثيرة واما اهل السنة فعلى سبيل واحد وعلى طريق واحد والله امرك ان تدعوه في كل صلاة بقولك اهدنا الصراط مستقيم فهو صراط واضح لين مستقيم عليه سالكون وسالكهم خيرة خلق الله عز وجل الذين انعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين انهم السالكون لهذا هم السالكون لهذا الصراط ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وحسن اولئك رفيقا. فهؤلاء هم السالكون لهذا الصراط هم رسل الله وانبياؤه والصديقون والشهداء والصالحون وكفى بهؤلاء شرفا ان ان تصاحبهم وان ترافقهم في هذا الطريق. فمن كان امامه رسول وامام نبي الانبياء ويسبقه صديق وصالح وشهيد لا شك ان طريقه طريق طريق موفق ومسدد وهو معنى قوله اهدنا الصراط صراط المستقيم. فباذن الله عز وجل سنبتدأ شرح هذا الكتاب في شرح المنظومة منظومة سلم الوصول. الى علم الاصول فنذكر ما يتعلق بباحثها باذن الله عز وجل. فنكتفي هذه الليلة بهذه المقدمة عن هذا الكتاب. ونبتدأ باذن الله عز وجل في الدرس القادم عن شرح هذه المنظومة وهل سيكون شرحها شرحا مختصرا باذن الله عز وجل يتعلق بالنظم فقط ولا يتجاوزه الى غيره باذن الله عز وجل ونسأل الله عز وجل الاعانة والسداد ويجعل عملنا خالصا صوابا على ما يرضيه سبحانه وتعالى والله تعالى اعلم واحكم وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد