بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال حافظ الحكمي رحمه الله تعالى الاول المبدي بلا ابتداء والاخر الباقي بلا انتهاء الاحد الفرد القدير الازلي الصمد البر المهيمن العلي علو قهر وعلو والشاني جل عن الاضداد والاعوان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ما زال الحافظ رحمه الله تعالى يذكر شيئا من اسماء الله عز وجل وقد سلك في هذه الاسماء ما رآه انه اسما لله عز وجل. ولعله اخذ ما روى الترمذي وغيره عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. في زيادة ان لله تسعة وتسعين اسما فزاد الاسماء التي ذكرها الوليد المسلم. فذكر ما في هذا الحديث وادخله في ضمن هذه المنظومة ومسألة هذه الاسماء التي جاءت في ابو هريرة الصحيح فيها ان زيادتها لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وان محل اجتهاد من بعض الرواة زادها وذكرها وجمعها من كتاب الله عز وجل او مما رآه اسما وظن انه اسما لله عز وجل. فهنا ذكر قوله باري دار البرايا منشئ الخلائق مبدعهم بلا مثال سابق. الباري هنا قال باري اصلها البارئ والباري هو المنفذ هو المنفذ وهو معنى الذي يفري وزنا يبري بمعنى يفري وزنا انا وهو المنفذ الخالق هذا معنى دار البرايا. واما البرايا فهم الخلائق جميعا. البرايا هم الخلائق لكثرتهم وتعداد خلقهم. منشئ الخلائق منشئ هو خبر عن ربنا سبحانه وتعالى. وذلك ان لفظ المنشأ لم يأتي في كتاب الله عز وجل ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يثبت هذا اسم لله عز وجل. وانما الذي جاء بصيغة الفعل الذي هو الذي انشأكم من نفس واحدة والفعل اذا اضيف الى الله عز وجل لم يؤخذ منه اسما على الصحيح وانما يفيد جواز اضافة ذلك الى الله صفة واخبارا عن ربنا سبحانه وتعالى. فالمنشأ ليس من اسماء الله لكن من صفاته الانشاء الله هو الذي هو الذي ينشئ الخلائق سبحانه وتعالى وهو الذي اوجدهم وانشأهم وابتدأ سبحانه وتعالى والخلائق هم كل ما سوى الله سبحانه وتعالى. فكل ما سوى الله فهو مخلوق خرج من ذلك اسماء الله وصفاته فهي من ذات الله عز وجل. واما ما عدا ذلك فانه مخلوق. كل ما دون الله سبحانه وتعالى فانه خلق لله عز وجل. من انس وجن وطير وسبع وبهائم. وجميع المخلوقات العلوية والسفلية هي من خلق الله سبحانه وتعالى. مبدعهم بلا مثال سابق. وقد مر بنا ان الابداع هو الانشاء على غير مثال سابق. وذكرنا ان هناك فرق بين الخلق والبري تصوير والابداع. فالخلق والابداع بينهما عموم وخصوص. فليس كل خالق مبدع وكل مبدع فهو خالق فالله سبحانه وتعالى بديع السماوات والارض. وهو الذي ابدع الخلائق كلها. وهو كذلك الخالق والخلق مر بنا ان لهم معنيان الخلق بمعنى التقدير المستقيم على الايجاد على غير مثال سابق. فاذا لان الخلق بمعنى الايجاد على غير مثال سابق اصبح بمعنى البديع لان المبدع هو الذي اوجد الشيء وليس له مثال سابق ولذا قال تعالى بديع السماوات والارض فليس للسموات والارض مثال سابق يحتذى به او يقتدى به وانما ربنا سبحانه وتعالى بغير مثال سابق. ولذلك اكد ذلك بقوله بلا مثال سابق فهذا معنى البديع وهو معنى ايضا الخلق هو تنقل من اعم الى اخص كالخالق والبارئ والمصور قلنا ان الخالق هو المقدر والبارئ والمنفذ هو الذي يميز بين خلقه بتصاويرهم وتخطيطهم واشكالهم. هذا معنى المصور ثم اكد ذلك بقوله بار البراء ومنشئ الخلائق بغير مثال سابق. قال هنا الاول المبدي الاول المبدي الاول المبدي بلا ابتداء. هذا الاسم وهو الاسم الاول هو من اسماء الله عز وجل. وجاء ذلك في كتاب الله عز وجل هو الاول والاول هو الذي لم يسبقه شيء هو الاول هو الذي لم يسبقه شيء. قال الخطاب رحمه الله قال الاول السابق للاشياء كلها. الاول السابق للاشياء كلها. وقال ابن جرير الاول قبل كل شيء وقال البيهقي الاول الذي ليس لابتدائه او وليه اوليس لابتدائه هو يقال الاول الذي ليس لابتدائي اوليس لا ابتداء لوجوده لا ابتداء لوجوده وهذه المعاني صحيحة فان معنى الاول الذي لم يسبقه شيء والذي له الاولية المطلقة له الاولية المطلقة واولية الله عز وجل هي اولية في ذاته واولية في اسمائه واولية في صفاته واولية في افعاله فله الاولية المطلقة فهو الاول بذاته ليس قبله شيء وليس معه شيء. فولا ولا ولا ابتداء لاوليته ليس هناك ابتداء لاوليته بل هو الاول ونقوله الاولية المطلقة نقول له الاولية المطلق كما قال تعالى هو هو الاول. وكذلك جاء في عن عمران ابن حصين رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان الله ولا شيء معه. كان الله ولا شيء معه. وفي رواية كان الله ولا شيء غيره ولا شيء غيره. وجاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة تفسير بقوله صلى الله عليه وسلم الاول الذي ليس قبله شيء. الاول الذي ليس قبله شيء. اذا او ولية الله عز وجل مطلقة فهو يأخذ اهل السنة من اسم الاول متعلق بذاته انه كذلك متعلق باسمائه وصفاته فلم فلم يكن لاسماء ولا صفاته او وليه يعني ليس هناك اولية ابتدأ بها ثم لم يكن قبلها لم يكن قبل متسمم بهذه الاسماء متصف بهذه الصفات فاته ازلية فصفاته ازلية لا تزال واولية لا ابتداء لها اي انها او ولية مطلقة او ولية اطلقه سبحانه وتعالى. فالله اسماؤه وصفاته او وليتها مطلقة ليس ليس قبلها شيء ولم يكن الله قبل هذه الاسماء خالية من اسمائها وخاليا من صفاته. وان كانت اثار هذه الصفات وافعال ربنا سبحانه وتعالى قد تتجدد قد تتجدد فمثلا الرزق والخلق قد يتجدد وان كان اسم الخلاق هو او ولي لله عز وجل وازلي صفة الخلق ايضا او ولية وازير الله عز وجل قد يكون في احاد هذه الصفة ما وجد بعد ذلك. فخلق السماوات والارض متجدد خلق الاراء خلق البشر وخلق ادم وخلق النطف وخلق هذه المخلوقات اللام التي تلد جيلا بعد جيل هي متجددة من جهة من جيل من جهة خلقها فمن جهة احاد الصفة هي متجددة ومن جهة نوعها فهي قديمة لا اولية اي ليس هي ليس قبلها او لم يكن قبلها سبحانه وتعالى خاليا من معنى هذه الصفة اذا قول البيهقي هنا الاول لا ابتداء لوجوده اي ان له الاولية المطلقة. قال بلا ابتداء اي ليس لاوليته ابتداء انه ابتدأ وكان قبل ذلك بلا اولية. وانما كانت اوليته مطلقة بلا ابتداء بلا ابتداء وهذا معنى ان له الاولية المطلقة ونطلقها كما اطلقها ربنا سبحانه وتعالى فنقول هو الاول. ثم قال بعد ذلك بلا ابتداء والاخر الباقي بلا انتهاء. اما الاسم الاول فهو اسم لله عز وجل. يؤخذ منه صفة الاولية ويثبت منه اسم الاول له سبحانه وتعالى. والاخر الباقي بلا انتهاء. هنا اخبر ان ان من اسماء الله عز جل ايضا الاخر وقد جاء ذلك في كتاب الله والاول والاخر. والاخر فسره نبينا صلى الله عليه وسلم بانه الذي ليس بعده ليس بعده شيء. وقال الخطابي الاخر هو الباقي بعد الاشياء بعد بعد فناء الخلق اخره والباقي بعد فناء الخلق. وقال البيهقي هو الذي لا نهاية لوجوده. وقال الزجاج ايضا الاخر هو المتأخر عن الاشياء كلها. اذا هذي المعاني الاربعة هي تؤخذ معنا الاخر. والنبي صلى الله عليه وسلم فسره بقوله الاخر الذي ليس بعده ليس بعده شيء ليس بعده شيء ونأخذ من من هذا الاحاطة الزمانية الاحاطة الزمانية الله محيط بخلقه اولا واخرا. فليس قبله شيء من جهة الاولية. وليس بعده شيء من جهة الاخرية وهذا يسمى الاحاطة الاحاطة الزمانية. فالله يفني الخلائق كلهم. ولا يبقى الا من شاء الله ان يبقيه كل من عليها ولذلك جاء في حديث ابي هريرة في السور العظيم الذي رواه الطبراني ان الله يقبض ارواح الخلق اجمعين. ثم ينادي اين الملوك لمن ملك اليوم فيقول يجيب نفسه سبحانه وتعالى لله الواحد القهار لله الواحد القهار فهو الاخر بعد كل شيء بعد كل شيء ومعنى ذلك ان ما سوى الله فانه يفنى فانه يفنى وليس مع ذاك ان الجنة والنار تفنيان وان المعنى ان الله سبحانه وتعالى هو الباقي بعد كل شيء وله وله الاخرية المطلقة له سبحانه ويؤخذ من ذلك اسم الاخر فيجوز ان تقول العبد الاخر وتقول العبد الاول ويؤخذ من صفة الاخر صفة الاخرية الاخرية الذي هو بعد الاشياء كلها سبحانه وتعالى. قوله الباقي الباقي هنا هو خبر عن ربنا سبحانه وتعالى وليس وليس هو اسم من اسماء الله عز وجل. وانما هو تفسير للاخر تفسير للاخر وهو الذي يبقى بعد الاشياء كلها. فما من شيء الا سيفنى ويزول الا ربنا سبحانه وتعالى كما قال تعالى كل شيء هالك الا وجهه كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. فهذا دليل على ان الجميع المخلوقات تنتهي وتفنى قال الاحد الفرد القدير الازلي الاخر الباقي بلا انتهاء اي انه لا يفنى ولا يبيد سبحانه وتعالى ولا يكون الا ما يريد فليس لاخريته نهاية ليس لاخريته نهاية لا من جهة ذاته ولا من جهة اسمائه ولا من جهة يأتي سبحانه وتعالى وهذا هو الاحاطة الاحاطة الزمانية. هناك احاطة مكانية ايضا في نفس الاية الظاهر والباطن ولهذا قال ابن القيم ان هذه الاسماء الاربعة هي جامع العلوم والمعرفة. وان العبد كلما استشعر معنى هذه الاسماء افادته تعظيم ربه سبحانه وتعالى وتوقيره واجلاله فان الله هو الاول الذي لم يسبقه شيء سبحانه وتعالى هو الاخر الذي ليس بعده شيء وهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء وهو الباطن الذي ليس دونه شيء فهي احاطتان احاطة زمانية واحاطة مكانية. وان الخلق جميعا لا يخرجون عن هذه الاحاطة. لا من جهة الزمان ولا من جهة المكان فالله محيط بعباده سبحانه وتعالى وليس هذا خاص بالذات بل هو ايضا لذاته ولاسمائه ولصفاته ولافعاله ومتى ما استشعر العبد ان الله هو الظاهر وانه فوق كل شيء وان كل شيء دونه استعظم ربه سبحانه وتعالى وزاد ثقة وتوكلا على الله سبحانه وتعالى وانه الباطن الذي لا يخفى عليه شيء وليس دونه شيء يفوت عليه سبحانه وتعالى وهو الاول والاخر اذا هذه الاسماء الاربعة الاول والاخر والظاهر والباطن افادت الاحاطتان الاحاطة الزمانية والاحاطة المكانية. ثم ذكر ايضا الاحد الفرد القدير الازلي. الصمد البر المهيمن العلي الاحد الاحد الفرد الاحد اسم من اسماء الله ولم يأتي ذكره في كتاب الله الا في اية واحدة وهي فقوله قل هو الله احد وهو اسم من اسماء الله يؤخذ منه احدية الله احدية الله وهو الذي انقطع عن النظير والقلين قطع النظير والقرين لا في ذاته ولا في صفاته ولا في اسمائه ولا في افعاله سبحانه وتعالى. فلا قرين له ولا نظير له ولا ند له ولا كفؤ له سبحانه وتعالى باحديته وكمال احديته. وهل الاحد والواحد معنى واحد نقول اختلف العلم في مسألة الاحد والواحد فمنهم من قال ان الاحد والواحد مترادفان وان معناه هما واحد وانه لا فرق بينهما. وذهب بعض اهل العلم الى ان بين الاحد والواحد فرق من جهة الاطلاق من جهة المعنى فقالوا من جهة الاطلاق ان الاحد في مقام الاثبات لا يطلق الا على الله عز وجل اذا انقطع للاظافة اما الواحد فيطلق على غير الله عز وجل. واما في مقام النفي فانه يطلق الاحد على الله وعلى غيره. واما من جهة المعنى قالوا ان الواحد هو متعلق بالذات والاحد متعلق بالمعاني الواحد متعلق بالذات والاحد متعلق واما الفرق الاول فيظهر عندما تقول في مقام النفي تقول لا واحدة في البيت ولا يصح ان تقول اذا اردت لفظ لا واحدة في البيت واردت الاحدية الذي بمعنى الواحد صح ذلك. لكن عندما تقول لا احد في البيت وتريد الواحد نقول لا يصح من جهة اللغة لا يصح لماذا؟ لان الاحد هنا ينفي الواحد وينفي الاثنين وينفي الثالث وينفي الاكثر من ذلك. فانت تنفي جنس الاحدية بخلاف الواحد فانت تنفي الواحد لا واحدة في البيت يعني اردت انه لا يوجد شخص واحد في البيت لكن عندما تقول لا احد في البيت فانك تريد لا يوجد احدا البتة فهو اعم من جهة النفي اعم من جهة النفي. اما في مقام الاثبات فان تقول هو احد ولا يطلق هذا كما ذكر شيخ الاسلام انه لا يطلق على مقام الاثبات الا وهو مع قطع الاظافة الا على الله قل هو الله احد قل هو الله احد فلم يثبت الا هذا اسم الله ولا يقولن فلان احد. لان هذا خاص بالله عز وجل ويراد بالاحادية هنا الاحادية المطلقة والفرد المطلق الذي يتعلق بذاته فلا نظير لها ولا شريك لها وكذلك اسمائه وكذلك صفاته فلا شبيه ولا مثيل لا لله في اسماء ولا في صفاته التشابه التماثل المطلق وان كان قد يوجد بعض التشاؤم من جهة الاشتراك اللفظي مع الاختلاف الاشتراكي الاشتراك المعنوي من جهة لا اشتراك ولا تشابه ولا تماثل واما من جهة اللفظ قد يحصل شيء من يحصل شيء من من التشابه. قال هنا عندنا الواحد متعلق بالذات والاحد متعلق بالصفات هذا قول قاله غيرها. قال الخطابي الواحد هو الفرد الذي لم يزل وقيل المنقطع المنقطع النظير المنقطع النظير. ثم قال اكد هذا الاحدية قوله الفرد والفرد هل هو اسم من اسماء الله عز وجل؟ نقول لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سمى الله بالفرد ولم يثبت ايضا في كتاب الله عز وجل ان الله سمى نفسه بالفرد. وعلى هذا نقول لا يسمى الله بالفرض وان كان معناه الفرض بمعنى الاحد والواحد والوتر الذي لا مثيل له ولا نظير له ولا ند له ولا كفؤ له هذا الذي اراد به الحافظ وقد وقد جاء ذكر الفرد في حديث ابي هريرة الذي ساقه الترمذي في ذكر اسماء الله عز وجل جاء ذكر اسم الفرد في سياق اسماء الله عز وجل لكن يبقى ان هذا الحديث كما في اول هذا اللقاء انه لا يصح للنبي صلى الله عليه وسلم وانما هو اجتهاد من بعض الرواة ادرجها في الحديث فظن انها من قول النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا نقول ان الفرد ليس من اسماء الله عز وجل ولا ولا يتعبد بالتعبيد باسمه بعبد الفرد وانما يقال عبد الاحد وعبد كل واحد عبد الواحد وقد جاء اسم الواحد في كتاب الله عز وجل هو الواحد القهار فالله الواحد القهار جاء ذلك في كتاب الله انه الواحد القهار فهو اسم لله عز وجل. اما الفرد فليس اسم لله عز وجل. فليس اسما لله سبحانه وتعالى لكن يجوز ان يخبر ربنا بانه بانه فرد بانه فرد. والفردية هنا هي فردية في ذاته من جهة ان ذاته لا شبيه لها ولا مثيل لها سبحانه وتعالى وكذلك اسماءه وكذلك اسماؤه وكذلك صفاته فلا نظير ولا مثيل ولا مثيل الى ولا كفلاء في له في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله سبحانه وتعالى. القدير الازلي ومن اسماء الله ايضا القديم والقادر والمقتدر. هذه ثلاث اسماء تثبت لله عز وجل القدير. والقادر والمقتدر وهي متقارب من جهة المعنى الا ان بعضها ابلغ من بعض من جهة من جهة المعنى فالمقتدر ابلغ من القدير والقاء والقدير ابلغ من القادر. القدير وابلغ من القادر والمقتدر ابلغها. وهو القدير على كل شيء. القدير الذي لا شيء ولا يمتنع عن امره وقدرته ذي سلطاني. فالله اذا اراد شيئا انما يقول له كن فيكون اسم القدير اسم القدير او اسم المقتدر او اسم القادر هو من اسماء الله عز وجل ويؤخذ منه صفة القدرة يؤخذ منه صفة القدرة اي ان الله له القدرة العظيمة وضد القدرة العجز ضد القدرة العجز. وصفة القدرة يثبتها اهل السنة ويوافقهم فيها الاشاعرة والماتوليدية فيثبتون صفة القدرة لله عز وجل وهي معنى الارادة انه قادر مريد سبحانه وتعالى وهذه صفة وهذه القدرة تدل على قوة الله وكمال الله عز وجل وعلى عظمة ربنا سبحانه وتعالى وان ما يشاؤه فهو عليه قدير ما يشافه عليه قدير والله على كل شيء. الله على كل شيء قدير سواء الذي شاءه والذي لم يشأه سبحانه وتعالى حتى الذي لم يشأه هو لو اراده لقدر عليه ربنا سبحانه وتعالى ولا يتعلق القدرة بمشيئة فقط بل نقول كما قال تعالى الله على كل شيء قدير فله القدرة المطلقة له القدرة المطلقة على ما اراد ربنا سبحانه وتعالى ولا يعجزه شيء ولا شيء في الارض ولا في السماء سبحانه وتعالى. الازلي الازلي اصلها اصلها لا يزال الازلي اصلها الذي لا يزال واختصرت الى من اصلها الذي وليس لم يزل لم يزل فقلبت الياء همزة فاصبح ازل ازل ثم اضيف الى مصدرها ازلي اي الذي له الاولية المطلقة. فالازلي هو المعنى الاول ومعنى وبمعنى الذي لم يسبقه شيء. وهنا عبر بعبارة اهل الكلام وهي الازلية. والا العبارة الشرعية عبارة الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء لكنه اكد الاحادية والفردية والقدرة وان جميعها هذه الصفات وهذه الاسماء ليست مكتسبة. ولذلك يخالف في ذلك الاشاعرة من وافقهم فيرون ان بعض صفات الله كانت بعد ان لم تكن كانت بعد ان لم تكن وانه لم يستفد اسم الخالق الا بعد وجود المخلوقين ولم يسند اسم الرب الا بعد وجود مربوبين وهذا قول باطل بل ربنا هو الخالق قبل ان يوجد مخلوق. وهو الرب قبل ان يوجد مربوب وهو السميع قبل ان يوجد ما يسمع وهو البصير قبل ان يوجد ما يبصر فصفاته وافعاله واقواله ازلية اولية له سبحانه وتعالى ولم يستفد ربنا صفة لم تكن فيه قبل قبل ذلك. وهذا امر مجمع عليه بين اهل السنة وهذا من تعظيم الله عز وجل ان نثبت لله عز وجل ان بصفاته او ولي ازلي سبحانه وتعالى. فهو العليم وعلمه ازلي وهو القدير قدرته ازلية وهو القهار وقهره ازلي سبحانه وتعالى. الصمد البر المهيمن العلي. الصمد الصمد جاء في تعريف الصمد وهو اسم من اسماء الله عز وجل باجماع اهل السنة وهو بل باجماع المسلمين ومن ينتسب الى الاسلام ان الصمد اسم من اسماء الله وقد جاء في كتاب الله في قوله تعالى الاحد الصمد. قل هو الله احد الله الصمد فالله الصمد الذي لم يلد ولم يولد. واختلف المفسرون في معنى الصمد. اكثر المفسرين كما جاء ابن عباس وسعيد وكذلك كمجاهد وعامة مفسري واكثرهم على ان الصمد الذي لا جوف له على ان الصمد الذي لا جوف له وجعل ابن عباس ايضا ان الصمد السيد الذي كمل في سؤدده الذي كمل كمل في سؤدده وقال وجاء ايضا ان السيد هو الذي هو الذي هو الذي يقصده الخلائق والذي يقصده الخلائق بحاجاتهم وسؤالهم ورغباتهم ولا شك ان هذه المعاني كلها صحيحة لكن المفسرين على ان الصمد الذي لا جوف الذي لا وقد فسرها ربنا بقوله الذي لم يلد ولم يولد ففسر الصمد بانه الذي لم يلد ولم يولد سبحانه وتعالى وهذا معنى انه لا جوف له وانه الكامل في غناه المستغني عما سواه سبحانه وتعالى. وهذا من الاختلاف من اختلاف التنوع لاختلاف تضاد فكلها تدل على معنى واحد سواء قلنا ان الصمد السيد الكامل في سؤدده سواء قلنا ان السيد الذي لا جوف له سواء قلنا السيد الذي يقصده الخلائق بالسؤال والرغبات والرهبات فكل هذا من المعاني الصحيحة. فالله له السيادة المطلقة وله الكمال المطلق سبحانه وتعالى. فالصمد اذا الذي لا جوف له. ومعنى لا جوف له اي انه مستغن عن كل شيء سبحانه وتعالى لا يطعم ولا يأكل سبحانه وتعالى هو الذي يطعم ولا يطعم سبحانه وتعالى. وعندما عندما يقول ان الله صمد فنعني بذلك كماله وانه مستغن عن جميع مخلوقاته سبحانه وتعالى وان الخلائق هي التي تقصده وتصمد اليه في حاجاتها وانه السيد الذي كمل في سؤدده. قال هنا كما ذكرنا انه يؤخذ منه اسم ويؤخذ من صفة الصمدية. البر البر هو الواسع. البر هو الواسع واسع الاحسان سمي برا لكثرة وسعة احسانه سبحانه وتعالى. وسعة عطفه وحنانه ولطفه بعباده سبحانه وتعالى. فهو والبر الرحيم فهو البر الرحيم. حتى ان لفظ البر عموما لفظ البر هو يؤخذ من السعة. يؤخذ من السعة ويؤخذ من البر يؤخذ ايضا البر من الصدق والطاعة. البر طاعة والبار الصادق المطيع. فكذلك البار هو المحسن. وسمي ربنا بالبر لسعة احسانه وسعة عطاءه لجميع مخلوقاته. فجميع المخلوقات جميع المخلوقات بلا استثناء قلبونا في بر الله عز وجل وفي احسان ربهم سبحانه وتعالى كما قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله فكل النعم من ربنا سبحانه وتعالى وهو الذي اسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ونعم الله لا تعد ولا تحصى. فهو الذي وسع وبسط وبسط احسانه على جميع مخلوقاته انسا وجنا وحوشا وبهائما كلها تتقلب في سعة رحمة الله وبر الله عز وجل واحسان الله سبحانه وتعالى. قال هنا المهيمن العلي المهيمن لها معنيان. اذا يؤخذ من اولا البر نقول البر اسم من اسماء الله. وقوله تعالى البر الرحيم دليل على انه من اسماء الله عز وجل ويؤخذ منه صفة البر وهي بمعنى الاحسان وسعة العطاء وكثرة العطاء. المهيمن المهيمن له معنيان. المهيمن قال قال ابن جرير هو الرهوة الشهيد هو الشهيد وقيل هو الرقيب وقيل هو الحافظ الرقيب والمعنيان متقاربان. فالله سبحانه وتعالى مهيمن على عباده شهيد عليم. وقد وصف الله كتابه انه مهيمنا على الكتب السابقة ومعنى مهيمن هنا اي انه شهيد عليهم يشهد على صحة ما في تلك الكتب ويشهد لاهلها واصحابها بالصدق والايمان. فكذلك ربنا مهيمن اي شهيد حفيظ طيب على عباده وعلى مخلوقاته سبحانه وتعالى فهو الذي يشهد على طاعة المطيع ويشهد على معصية العاصي هو الرقيب الحفيظ الذي يحفظ ويحصي اعمال العباد سبحانه وتعالى. ويؤخذ منها صفة الهيمنة صفة الهيمنة وهي الشهادة والحفظ رقابة والله هو الرقيب وهو الشهيد سبحانه وتعالى. العلي وهذا ايضا من اسماء الله. اذا هنا خمسة اسماء ثبتت الاحد والقدير والصمد والبر والمهيمن والعلي. ستة اسماء ساقها وكلها جاء الدليل في في كتاب الله عز وجل على اثباتها لله سبحانه وتعالى. العلي وذكر ان العلو علوان. علو قهر وعلو الشأن جل عن الاضداد والاعوان. صفة العلو اولا نأخذ من ذلك ان من اسماء الله العلي. فيجوز ان تقول عبد العلي وهذا اسم اسماء الله عز وجل ويؤخذ ايضا من صفة او من اسم العلي صفة العلو صفة العلو. والله سبحانه وتعالى له العلو المطلق له العلو المطلق. ومعنى علو المطلق انه علي في كل في كل شأنه سبحانه وتعالى. علي بذاته علي باسمائه علي بصفاته علي بافعاله علي باقواله. فصفاته احسن واكمل الصفات واعلى الصفات واسماؤه اعلى الاسماء واحسنها واكملها وذاته اعلى اعلى الذوات سبحانه وتعالى فله العلو المطلق واهل السنة يثبتون العلو بانواعه فيثبتون علو الذات ومعنى علو الذات عند اهل السنة ان الله سبحانه وتعالى لمستو على عرشه فوق عرش مستو سبحانه وتعالى اي مرتفع علي فوق عرشه سبحانه وتعالى وانه فوق السماوات سبحانه وتعالى تعالى ويثبتون ايضا علو القهر وان جميع المخلوقات تحت قهره وتحت قوته وتحت سلطانه. ويثبتون القدر وان الله قدره عالي بخلاف الجهمية وهذي احد المسائل التي خالف فيها الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم من اهل الحلول والاتحاد. فعامة هؤلاء يرون ان الله في كل مكان. ويحتجون بايات وهو معكم اينما كنت وهو الذي في السماء لا هو في الارض اله. قالوا هذه دلالة وادلة على ان الله في كل في كل مكان. وهذا من ابطل من ابطل الباطل وذلك ان قوله وهو معكم اينما كنتم انما المراد بذلك بعلمه سبحانه وتعالى والايات المحكمات الكثيرات الدالة على علو الله عز وجل قد تجاوز المئة اية تدل على علو الله اما صراحة واما تلميحا وتلويحا على ان الله سبحانه في العلو وقد ذكر ابن القيم ان علو الله دل عليه دل عليه النقل ودل عليه العقل ودلت عليه الفطرة فالادلة من كتاب الله كثيرة منها قوله تعالى يخافون ربهم من فوقهم وايات الاستواء الرحمن على العرش استوى وما شابه ذلك. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في الجار اين الله؟ فاشارت الى السماء وقوله صلى الله عليه وسلم عندما كان يشهد قومه اللهم اشهد فاشار السماء ثم نكت اصبعه على الناس وقال اللهم فاشهد هذا من جهة والادلة في ذلك كثيرة تتجاوز المئة دليل واما من جهة عقل فان العقول السليمة تعلم ان الشيء كلما كان اعلى كلما كان اقوى وامكن وكانت له المهابة وان من كان في السفل والدون كان دل على ضعفه وعدم قوته وقدرته. فالعقول ايضا تسلم على ان العلو لا لا ينزله ولا يكون فيه الا لا الا من له القوة له الكمال. حتى ان ملوك الدنيا واهل الدنيا اذا ارادوا ان ينزلوا منزلا لا ينزلون الاماكن التي فيها بالاودية وبالسفن وانما ينزلون الاماكن المرتفعة في الجبال ويقصدون عالي الاماكن حتى يرتفعوا على رعيتهم وهذا يدل على العقل انهم يطلبون علو القدر وعلو الشأن بهذا العلو. كذلك حتى في مقام القتال والحروب الذي في اعلى اقوى من الذي الذي في اسفل فهذا دل عليه اما الفطرة فان الفطرة دالة اذا سلمت من لوثات البدع والخرافات دالة على ان الله في السماء ولذلك لما اراد الجويني ان يقرر مسألة ان الله آآ في العلو المطلق وانه لا يشار الى جهة في علوه قاله ابو علي الهمذاني يا استاذ من تقريراتك واخبرنا عن فطرة اذا اراد الانسان البصر اذا اراد ان يرسل الله ويدعو الله رفع بصره الى السماء ثم القى كراسته وقال حير الهمذاني وهذا امر فطري حتى الصغير حتى الكبير حتى الذكر حتى الانثى اذا اراد ان يدعو ربه يلتفت مباشرة الى السماء وينظر الى السماء والنبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا يرفع بصره الى السماء صلى الله عليه وسلم. فالفطرة دالة ايضا على علو عز وجل وانه في العلي. اما قول الاشاعرة وان الله في العلو دون ان يحد دون ان يكون في جهة فهذا من التلاعب على النصوص فان اثبات العلو يدل على اي شيء على جهة واحدة وهي جهة السماء. اما قولهم انه في العلو ولا يقولون انه في السماء فهذا مناقضة لصراحة ولصريح العقل والنقل. بل النبي صلى الله عليه وسلم اشار الى ربه في السماء واقر الجالة اشارت الى السماء فهذا معنى العلي قال العلي علو قهر وعلو الشأن جل عن الاضداد اي ليس له ضد وليس له قرين وليس له مثيل وليس له كفؤ سبحانه وتعالى وليس له من يضاده سبحانه وتعالى لا في امره ولا في خلقه سبحانه وتعالى وليس له اعوان يحتاجهم. فيعينونه على قضاء على قضاء حوائج الخلق او على تدبيره. وتقديره سبحانه وتعالى وانما امر اذا اراد شيئا ان يقول كن فيكون اذا قرر شيخ الاسلام في مسألة الواسطة بين المخلوق والخالق وان من جعل بينه وبين الله وسائط وسائط غيرة شرعية وسائطة شركية انه انه وصف الله بثلاثة امور من السلب. وصف ان اتخاذ اتخاذه شفعاء وسائط يبلغون به او يبلغون حاجات الى الله عز وجل انه بهذا الاعتقاد استنقص الله سبحانه وتعالى. من جهة ان الله لا يعلم بحاله فاحتاج ان يجعله واسطة تخبر الله بحال هذا العبد وهذا استنقاص من جهة كمال علم الله عز وجل. الامر الثاني من جهة قدرة الله عز وجل وان الله غير قادر ان يقضي امرك الا بهذه الواصي بهذه الشفاعة. من جهة ثالثة ان الله عاجز جهة ان الله عاجز حتى يحتاج الى ظهير والى نصير الى هذا الذي تستشفع به عند الله عز وجل. الامر الرابع من جهة عدم غناه لان الذي يحتاج الى غيره يدل على على ضعفه وفقره والله الغني وجميع الخلائق فقراء يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. اذا جل ربنا وتنزه وتعالى عن الاضداد والاعوان. كذا قال نقف على كذا له العلو فوقية على عباده بلا كيفية. نقف نقف على قوله على عباده بلا كيفية. لان هذه العبارة تحتاج الى ايضاح لان اطلاق هنا نحن نثبت ان الله في العلو ولكن قوله بلا كيفية على مسألة اي مسألة الى كيفية؟ قال كذا له العلو الفوقية على عباده بلا كيفية. ما المراد هنا بلا كيفية؟ كيفية العلو؟ ها شيء بس بس خلاص لا تزيد لا تزيد خلك لا تزيد ثمن تخاف تطلع تجيب لنا شي خلك ها احد يعرف ها احسنت والمراد هنا في الاستواء ليس في العلو العلو نثبته انه في السماء سبحانه وتعالى. وان الله وان الله عال على خلقه فوق سماواته وانما بلا كيفية من جهة استواؤه سبحانه وتعالى العرش. كيف استوى؟ نقول الاستواء معلوم. والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة والكيف مجهول اي لا نعلم كيف استوفى فهذا مراده رحمه وتعالى بقوله بلا كيفية ولعل نذكره ان شاء الله في اللقاء القادم والله تعالى اعلم