بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال حافظ الحكمي رحمه الله تعالى لا تبلغوا الاوهام كن هذاته ولا يكيف فاته باق فلا يفنى ولا يبيد ولا يكون غير ما يريد منفرد بالخلق والارادة وحاكم جل بما اراده فمن يشأ وفقه بفضله ومن يشأ اظله بعدله فمنهم الشقي والسعيد وذا مقرب وذا طريد لحكمة من بالغة قضاها يستوجب الحمد على اقتضاها. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين ما بعد لما بين رحمه الله تعالى شيئا من اسماء الله عز وجل واتبعه بشيء من صفاته اتبع كذلك ما يتعلق بحقيقة هذه الصفات وان اسماء الله وان صفاته سبحانه وتعالى حقيقية تؤخذ منها المعاني الكاملة التامة وان مع تحقيق كمال معناها وتحقيق كمال حقيقتها فان ادراك مثل هذه الحقائق لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى لا يحاط بعلمه ولا يحاط بسمعه ولا يحاط بشيء من صفاته سبحانه وتعالى فلا تدرك العقول وان بلغت ما بلغت بالادراك والفهم كمال ربها سبحانه وتعالى. كما قال تعالى لا تدركه الابصار وهو اللطيف الخبير فالله سبحانه وتعالى لا يمكن لعقل ولا يمكن لبصر ولا يمكن لفهم ان يدرك كمال ما يليق بالله عز وجل وانما اهل السنة اخذوا من اسماء الله ومن صفاته ان لها حقائق وان وان المتبادر من الفاظها والمراد وان المتباهى من الفاظها هو المراد فربنا سبحانه وتعالى انزل قرآنا بلسان عربي مبين يفهمه العرب ويفهمه من فهم لغة العرب فاخبر الله عز وجل انه سميع ففهم المسلمون ان له سمع وان سمعه احاط بالمسموعات جميعا واخبر ربنا انه بصير ففهم المسلمون ايضا ان له بصر يرى به المبصرات سبحانه وتعالى واما ان تكيف او تبلغ الاوهام كنها هذه الصفات وتبلغ حقيقة هذه الصفات على الوجه على وجه الكمال فلا يدرك ذلك الا ربنا سبحانه وتعالى ولذلك قال رحمه الله تعالى لا تبلغ الاوهام لا تبلغ الاوهام كن هذاته اي لا تبلغ الاوهام والوهم يأتي معنا ما ما ما يطرأ على العقل من الخيال الواسع من الخيال الواسع ولذلك يسمى الوهم بالطريق الواسع يطلق الوهم على الطريق الواسع ويطلق ايضا على ما لا يقطع به على ما لا يقطع به من الشك والظن الظن الشك الوهم دونه وهو ان يتوهم شيئا وهو بخلافه فالوهم هو الخيال الواسع الذي يتطرأ الذي يطرأ ويطرق العقول. فربنا سبحانه وتعالى لا تبلغ الاوهام وان بلغت ما بلغت من الخيال الواسع ومن الفهم العظيم لا تبلغ كنه ذاته. اي حقيقة ذات سبحانه وتعالى ولذلك قال بعض اهل العلم ان كل شيء يقع في ذهنك ان الله مثله فالله بخلافه. اي شيء يقع في قلبك او في عقلك على ان لله في كنه صفاته او كيفية صفاته انه على هذه الصورة او على هذا المثال فالله سبحانه وتعالى بخلافه. لانه يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فنحن عندما نثبت السمع لا يعني ذلك ان نبلغ بهذي بهذه الصفة ان نمثلها سمع المخلوقين او ان نكيفها على صفة معينة سواء كان لها مثال في الواقع او كان او لم يكن لها مثال انما هي في الخيال والاوهام الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء. ولذلك الناس في هذا المقام في مقام التفويض على على اقسام القسم الاول من فوض جميع ايات الصفات تفويضا معنويا وتفويضا كيفية ففوضوا الكيفيات وفوضوا المعاني وهؤلاء يسمى اولئك باهل التفويض باهل التفويض لانهم قالوا لا نفهم هذه المعاني ولا نفهم هذه الحقائق ولا نعلم كيفية هذه الصفات. فعندما يخبرون بان الله سميع يقول هو سميع لكن لا ندري ما معنى السمع ولا ندري كيفية السمع وهؤلاء احد الطوائف الضالة وهم طائفة المفوظة الذين يفوظون ويسمون ايظا باهل قيل لان الناس اما اهل تخييل واما اهل تجهيل واما اهل تعطيل. فالمعطلتهم الجهمية والتخييل هم الفلاسفة والتجهيل هم المفوضة فقالوا نجهل المعاني ونجهل الكيفيات وهذا لا شك انه قول باطل مخالف لظاهر كتاب الله عز وجل ومخالف ايضا لسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم. ورسولنا صلى الله الله وسلم عندما نزل عليه هذا القرآن لم يبين لاصحابه ان المعنى المتبادل الى اذهانهم انه لا يراد. وانما بما يفهمون بما يعقلون. ولكنه بين ايضا ان ما يقع في قلوبكم من اثبات صفات الله عز وجل. فان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلا يلزم من اثبات حقيقة الصفة واثبات حقيقة معنى الصفة ان نثبت المماثلة بين الخالق والمخلوق الطائفة الاخرى وهي طائفة اهل السنة ومن اتبع محمدا صلى الله عليه وسلم وكان وفق هديه ووفق هدي اصحابه وما عليه الامة الى يومنا هذا انهم انهم يفوضون الكيفيات واما المعاني فيثبتونها ويؤمنون بها فيقول يقولون ان الله سميع ونعقل معنى السمع وهو ادراك المسموعات والله بصير ونعقل معنى البصر والله عليم ونعقل معنى العلم والله كلم ونعقل معنى الكلام فهي معان معروفة ومعلومة لدينا لان الله كلمنا بلساننا سبحانه وتعالى بلسان عربي مبين يفهم يفهم منه الخطاب. واما كيفية هذه الصفات فنحن لا نعلمها وعندما نقول لا نعلم الكيفيات ليس معنى ذلك ان نعطل الله من من كيفية صفاته او كيفية اسماء او كيفية ما ما اتصى به سبحانه وتعالى فان الصفات لها ايضا لها كيفيات. فالله يسمع بكيفية ويبصر ايضا بكيفية ويستوي بكيفية ولكن هذه الكيفية نحن عنها بها جاهلون ولا نعلم حقيقة هذه الكيف ولذلك لما سئل مالك رحمه الله تعالى عن الاستواء قال الكيف مجهول. وفي وفي ضبط الكيف غير معلوم. اي ليس معلوما لنا بل هو مجهول لنا لا نعلم ولم نر الله عز وجل حتى نكيف حتى نكيف صفاته سبحانه وتعالى. فكما انا لم نرى ذاته فنكيف ذاته سبحانه وتعالى كذلك فصفاته سبحانه وتعالى لا يمكن لنا ان نكيفها لكننا نثبت ان لصفاته كيفيات وان لها معان تليق بجلاله سبحانه وتعالى على وجه الكمال فله من السمع كماله وله من البصر ايضا كماله واتمه وله من العلم كماله واحاطته التامة سبحانه وتعالى فاذا قوله لا تبلغ الاوهام كله ذاته اي لا تبلغ العقول وان بلغت ما بلغت واتسعت الخواطر واتسعت الاوهام فلو بلغت ما بلغت لا تدرك كنها ذاته اي لا تدرك حقيقة هذه حقيقة هذه الصفات. فعندنا مثلا ولله المثل الاعلى هذه المخلوقات التي نراها. فالسماء مثلا السماء مثلا يراها الجميع. يراها كل مبصر. ومع ذاك لا ايمكن لكل مبصر ان يحيط بهذا المخلوق بان يحيط بهذا المخلوق. فانت ترى السماء وانما ترى جزءا منها ترى جزءا منها على قدر ما يحيط به بصرك. وهناك افاق اخرى لا يعلمها الا من الا الله سبحانه وتعالى. فاذا كان هذا في المخلوق فمن باب اولى ما يتعلق بحق الله سبحانه وتعالى بصفات الله عز وجل فان ادراك حقيقتها على الكمال لا يمكن لاحد ان يدركه كما قال الحافظ لا تبلغ الاوهام كنها ذاتي. واحسن من هذه العبارة واكمل قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فتأمل نفى المثلية واثبت السمع والبصر. اثبت حقيقة السمع والبصر. ونفى ما يتعرض للاذهان او او او ما يطرأ على الاذهان ان سمعه كسمع المخلوقين او ان بصره كبصر المخلوقين فاثبت انه له سمع وله بصر ومع ذلك هو ايضا ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى. والقاعدة في هذا الباب ان الله ليس ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله فله الكمال المطلق سبحانه وتعالى له الكمال المطلق سبحانه فقال بعد ذلك ولا يكيف الحجى صفاته اي ولا يكيف الحجى اهل العقول واهل الحجا وهم العقول الذي وسمي لحجة لانه يمنع صاحبه من الوقوع في الزلل والوقوع في الظلال. ولذلك العاقل يسمى عاقل انه عقل نفسه عما يكون سببا لهلاكها او سببا لضياعها او سببا لفسادها. فسمي عاق لذلك لا يؤاخذ المجنون بافعاله عدم تكليفه ولعدم وجود العقل. كذلك الحجا سمي حجا لانه كالعقل او كالحاجز والمانع يسمى حجا يمنعك من السقوط يمنعك من الزلل هو كذلك الحجاب. فسمي العقل مانعا لانه يمنع ويكون كالحجاء او كالحجر الذي يمنع من السقوط منه. قال ولا لا تبلغ ولا يكيف الحجى صفاته كما ذكرنا ان لصفات الله كيفيات وان كيفيات صفاته سبحانه وتعالى لا يعلمها الا هو لا يعلمها الا هو. ومن اطلعه الله عز وجل على رؤية بصفاته على رؤية صفاته. فهناك من ملائكة الله عز وجل من رأوا شيئا من صفات ربنا سبحانه وتعالى يعلمون كيفية هذه الصفات ما نحن فلم نرى ربنا ولن يرى احد ربه ما دام حيا حتى يموت فاذا مات رأى ربه حتى محمد صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه الا ولم يرى ربه حتى فلما اسري به انما رأى نورا صلى الله عليه وسلم وانما يرى العبد ربه اذا مات اذا كان من اهل الجنة اذا كان من اهل الجنة فانه ينعم ويمتع وتتلذذ ابصاره برؤية الله سبحانه وتعالى اذا لا يكيف الحجا صفاته فليس للعقول قدرة وليس للالباب آآ ادراك ان تدرك كيفية الصفات لعدم اطلاعها على صفات الله عز وجل انها تثبت ان الصفات لها معاني وان هذه المعاني على ما يليق بذات ربنا سبحانه وتعالى. ثم اخبر رحمه الله تعالى فقال فلا يفنى ولا يبيد وذلك ان الله له البقاء المطلق. وله الاخرية المطلقة. فربنا سبحانه وتعالى لا يفنى. ومعنى ذلك انه لا يدركه الفناء ابدا سبحانه وتعالى. حي لا يموت. هو الاول فلا يسبقه شيء وهو وهو الاخر فليس تبعده شيء وهو الظاهر فليس فوقه شيء وهو الباطن فليس تحته فليس تحته شيء فليس دونه شيء سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء من خلقه فقوله باق فلا يفنى اي ان الله لا يدركه الفناء ولا يلحقه فناء واما ما سوى الله سبحانه وتعالى فانه فانه محل الفناء الا ما استثناه ربنا ومحل لان يفنى الا ان هناك اشياء قد استثناها ربنا قال وتعالى فلا تفنى عند اهل السنة كالكرسي والعرش والقلم واللوح والجنة والنار وروح وارواح الشهداء وارواح بني ادم وعجب الذنب فهذه الثمان اشياء لا يلحقها ثناء بامر الله عز وجل والا هي تفنى لو شاء الله له لها ذلك. فثمانية اشياء ابقى الله لها البقاء. اما ربنا سبحانه وتعالى فحي لا يموت. وقيوم لا ينام سبحانه وتعالى. له الصمدية مطلقة سبحانه وتعالى. قال ولا يكون غير ما يريد. ولا يكون غير ما يريد. اي جميع ما في هذا الكون متعلق بارادة الله عز وجل. والارادة هنا المراد بها المشيئة العامة. ولم تأتي المشيئة في كتاب الله الا مشيئة وهي الارادة الكونية الارادة الكونية. وهنا المراد بقوله ولا يكون الا ما يريد. المراد هنا بالارادة الارادة الكونية وليس المراد بها الارادة الشرعية. وهي تقابل هنا المشيئة العامة وهي مشيئة الله عز وجل بما شاء وجوده وخلقه سبحانه وتعالى. وهذا الباب يتعلق بالارادة. الارادة عند الارادة لله عز وجل هي ارادتان هي ارادتان ارادة كونية وارادة وارادة شرعية ارادة كونية وارادة شرعية وله مشيئة عامة تندرج تحتها جميع الايرادات اذا هي مشيئة واحدة والايرادات بانواعها تنطوي وتدخل تحت المشيئة العامة الا ان المقسم الارادة الى قسمين ارادة شرعية وارادة كونية حتى لا يحصل حتى لا يحصل الخلط الذي حصل للمعتزلة الجهمية عندما خلطوا في هذا الباب ولم يفرقوا بين الارادة الشرعية وبين الارادة الكونية. وظنوا ان كل ما اراده الله فانه كبه ويرظاه فادخل تحت ذلك كفر الكافر ومعصية العاصي. واما وهذا قول الجبرية واما المعتز من وافقهم فقالوا وان الله لا يريد افعال العباد ولم يخلو الله لا الله لم يخلق افعال العباد وان اراد منهم شيء سبحانه وتعالى اراد من العاصي ان يطيع فعصاه فغلبت ارادة العاصي ارادة ربنا سبحانه وتعالى على وغلبة ارادة الشيطان ارادة الله عز وجل ولا شك ان هذا من اعظم من اعظم الظلال حيث انهم لم يفرقوا بين الارادة الكونية والارادة الشرعية. وظنوا ان كل ما يكون في هذا الكون ان الله يحبه ارضاه ولما رأى المعتزلة مثل هذا القول ظنوا انهم باثباتهم ان الله يريد لاعمال العباد انه كيف يريدها ويعذبها ويعذبهم عليه وهو الذي خلقها وهو الذي ارادها فيعذبهم على شيء هو الذي خلق واوجده. فقالوا ان الله لم يخلق افعاله العباد وكلا الطائفتين على ظلال عظيم. اما اهل السنة فاثبتوا ان لله ان لله ارادتين. ارادة عامة شاملة وهي ارادة الكونية وارادة خاصة وارادة الشرعية. والفرق بين الارادتين عند اهل السنة والجماعة ان الارادة الكونية لا بد ان لابد ان تقع لابد ان تقع فكل ما اراده الله كونا فانه واقع لا محالة. وان الفرق ايضا ان الفرق الثاني ان الارادة الكونية قد يحبها الله وقد لا يحبها وقد يرضاها ربنا وقد لا يرضاها فمثلا كفر اراده الله كولا وهل يحب كفر الكافر؟ قال تعالى ولا يرضى لعباده ولا يرظى لعباده الكفر الا ان الله اراد منه ان يكفر الله واراد ذلك لعلمه السابق لعلمه السابق ان هذا العبد سيكفر. وهذا ولذلك نقول ان جميع المشيئة والارادة المتعلقة باي شيء متعلقة بعلم الله السابق بعلم الله السابق. فالله علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. ثم امر القلم فكتمه وكان قيام الساعة ثم شاء ذلك سبحانه وتعالى ثم خلقه. فالله علم ان ذلك سيطيع وان الاخر سيعصي. انذاك سيؤمن وان ذاك يكفر فجرى القدر بعلم الله عز وجل سبحانه وتعالى فهي ارادتان الله اراد العباد جميعا ان يؤمنوا وان يسلموا وان يطيعوه سبحانه وتعالى فوفق من وفقه لطاعته وخذل وحرم من خذله بمعصيته والعباد يعذبون ويعاقبون على افعالهم لا على لا على علم الله فيهم ولا على خلق الله لما عملوا من المعاصي والذنوب لان الله جعلهم مشيئة وجعل لهم اختيارا وارادة على مشيئتهم وارادتهم. ولذلك تجد بعض الناس انه في مقام عندما يأتي الشرع تجده قد تجده جبري. وعندما يأتي الرزق تجده تجده قدري وهذا لا شك انه تخبط في باب القدر. واذا قوله ولا يكون غير ما يريد ان جميع ما في هذا الكون يكون بامر الله عز وجل. ويذكر ان عمرو ابن عبيد ابن باب المعتزل وهو رأس رؤوس معتزلة دخل عليه فقير من الاعراب في جرسه وفي مجلسه فقال يا عمرو قد قد سرقت لي قد سرقت لي ناقة فادعوا الله ان يردها لي يقول فرفع عمرو ابن عبيد وكان من اعبد اهل زمانه في الظاهر يظهر انه من اعبد الناس في زمانه. حتى غر به وخدع به ابو جعفر المنصور عندما قاله كلكم يمشي رويدا كلكم يطلب صيدا الا عمرو بن عبيدة. وذلك الرجل الذي اتته امرأة جميلة فعرضت نفسها لعبر البيت فنصح وذكرها فتابت توبة حتى قال زوجها افسد علي عمرو عبيد زوجتي كنت كل يوم كنت اصبي على عروس واصبحت زاهدة عابدة. هذا الرجل مع ما يظهر العبادة والزهد لما وقف ذلك الاعرابي عليه وقال ان دابتي قد سرقت فادعوا الله ان يردها عليه فرفع يديه ذلك المعتزل الضال مع انه على عباد لكنه رأس من رؤوس الظلام فقال اللهم ان عبدك هذا اللهم ان عبدك هذا قد سرقت ناقته وانت لا تريد ان تسرق وانت لا تريد ان تسرق. فقال الاعرابي لفطرته وسلامته. قال كف عني دعائك اذا كان لا يستطيع ان يمنع السارق فلن يستطيع ان يردها لي اذا كان ربي لا يستطيع ان يمنع السارق من السرقة فكيف سيسمح؟ فكيف سيرد السارق؟ فكيف سيرد الطريقة التي سرقت لانك بدعواك هذه تصف الله باي شيء بانه عاجز وان الله لم يرد ان تزف فالله ارادها لكن ارادها ارادة شرعية ولا كونية؟ نقول اراد ارادة كونية سبحانه وتعالى. اذا القول الحافظ هنا ولا يكون غير ما يريد اي جميع ما يكون في هذا الكون هو بارادة الله عز وجل ولا يخرج شيء عن ارادته سبحانه وتعالى. الا ان اهل السنة بينوا ان الارادة تنقسم الى قسمين ارادة كونية وارادة شرعية. والفرق بينهما نفرق بين الارادة القوى الشرعية بفروق. الفرق الاول ان الارادة الشرعية يحبها الله ويرضاها ان الارادة الشرعية يحبها الله ويرضاه. الارادة الكونية قد يحبها وقد لا يحبها. الفرق الثاني ان الارادة الكونية لابد ان تقع والارادة الشرعية قد تقع وقد لا تقع تجتمع الارادتان في اي شيء من يذكر؟ تجتمع الارادتان الارادة الكونية الشرعية ده ايش المخلوق لهذه الصفة من صفات الله عز وجل لا تؤخذ الارادة صفة تجتمع مرة في اي شيء ها في هذا مجلس الان في مجلسنا هذا اجتمعت الارادتان اي ارادة عبد المحسن لماذا؟ الكونية لماذا وقعت والشرعية لان مجلس مجلس علم. فهنا اجتمعت الارادتان الارادة الكونية والارادة الشرعية. فطاعة المطيع نقول اجتمعت في طاعة المطيع. اذا وقعت وخلقت فان الارادتين قد اجتمعتا فيها. الارادة الكونية والارادة الشرعية قال هنا منفرد بالخلق والارادة. منفرد بالخلق والارادة. وهذا رد على من على المعتزلة القدرية. لانهم يقولون ان العبد يخلق فعل نفسه وان الله لا يخلق افعال العباد وهذا لا شك انه من ابطل الباطل من ابطل الباطل. فالله عز وجل هو المنفرد بالخلق فليس هناك خالق غير الله سبحانه وتعالى. الله خالق كل شيء. فكل شيء دون الله فالله خالقه وفي قوله الله خالق كل شيء اجتمع فيه عموما عموم كل وعموم الشيء الذي جاءت فيها على سياق النكرة والنكرة جاءت على سياق ان على سياق الوصف تفيد اي شيء تفيد العموم تفيد العموم. فهنا اجتمع عمان كل وهي تفيد العموم شيء جاءت نكرة فتفيد ايضا العموم كل شيء في هذا الوجود الذي نراه والذي لا يراه الذي في السماء والذي في الارض هو من خلق الله عز وجل حتى اقوالنا وحتى افعالنا وحتى حركاتنا الله الذي خلقها سبحانه وتعالى. فالله خالق كل شيء وهو فعال لما يريد. قال هنا منفرد بالخلق والارادة منفرد بالخلق والارادة فلا يوجد خالق غير الله ولا ولا يوجد مريد يضاد الله يوجد مريد يوجد ما يوجد مريد يوجد انا مريد وانت تريد وفلان يريد وارادتنا لا تظاد ارادة ربنا سبحانه وتعالى وانما تمظي ارادتنا ومشيئتنا بما شاءه الله واراده الله لنا سبحانه وتعالى. فالله منفرد بالخلق والارادة حاكم حاكم جل بما ارادها اي حاكم تعاظم سبحانه وتعالى ما اراده. ففي هذه هذا الشطر من البيت او هذا البيت فيه رد على المعتزلة القائلين بان العبد يخلق فعل نفسه. لو نظرنا لماذا قال المعتزلة ان العبد يخلق فعل نفسه. هذا عندهم يقوم على اصل من اصولهم الخمسة لهم خمسة اصول من اصولهم. اصل العدل. والعدل بهذا بهذا الاصل ان الله لم يخلق افعال العباد وان العبد هو الذي خلق فعل نفسه ولا شك ان هذا يضاد من؟ قوله تعالى الله خالق كل شيء. فكأنه يقول ان افعال معصية العبد كفر العبد الله لم يخلقها ولم يردها ولم يشاؤها وانما الذي شاء ذلك هو من هو العبد هو الذي شاء ذاك هو العبد والذي خلق ذلك هو العبد ففروا من شيء ووقعوا في شر عظيم فروا من ان ان ان يصفوا الله كما زعموا بانه يعذب العباد على خلقه على خلقه لافعالهم فوقعوا بان جعلوا مع الله كان في خلقه وتدبيره سبحانه وتعالى وهذا يدل عليه شيء على عظيم التخبط عند المعتزلة. والا لو فقهوا المراد وان العبد له مشيئة وان الله وان الله له مشيئة سبحانه وتعالى وان مشيئة العبد وارادته لا تنفذ الا بما شاء الله له ان العبد انما يعذب ويعاقب على فعله لا على فعل الله فيه ولا على خلق الله عز وجل فيه. فانت عندما تأتي مثلا الى اي شخص من الناس وتضع امامه شيء هل هو وتخيره في اخذه من عدمه؟ هل هو الذي اخذ او غيره؟ عندما يمد يده ويأخذ هذا من الذي من الذي اخذ؟ هو نفسه انا عندما اخذ هذا الماء انا الذي اخترت وانا الذي شئت ان اخذ هذا الماء فان كان حلالا كان حلالا لي وان كان حراما كنت عاصيا باخذ بهذا الماء الذي ليس ملكا لي. فعندما يعاقب العبد يعاقب عليه شيء على فعل. لكن لو ان الله شاء اني لم اني لا اخذها هل استطيع؟ لا استطيع ولكن من يعلم ان الله شاء هذا او لم يشأ. هذا علم غيبي لا يعلمه الا الله. ولذلك جعل الله عز وجل لنا طريق طريق الخير وطريق الشر وهدينا هديناه النجدين اي بين له طريق الحق وطريق الباطل. وجعل الله للعباد مشيئة. وجعلهم ارادة. ثم ارسل رسلا. وانزل كتب لما حتى لا يكون الناس على الله حجة بعد الرسل حتى تقوم الحجة ولا يبقى لاحد العذر انني لم اعلم واني لم وانني لا ادري فالله اخبر ان هذه الشرائع هي شريعة الله واخبر بفرائضه واوامره واخبر ايضا ان هناك نواهي وامور محرمة على العبد ان يجتنبها اذا فعل وترك انما يعاقب على اي شيء على فعله وعلى عمله. واما ما يتعلق بعلم الله فلا يعلمه الا من الا ربنا سبحانه وتعالى. ولذلك عندما جاء احدهما قال سرقت بقدر الله قال هو امير المؤمنين ونحن نقطع يدك بقدر الله عز وجل احتج بالقدر في السرقة نقول لاحتجوا عليه ايضا بالقدر في قطع يده ولكن البشر في باب في باب القدر خاصة يأخذ دون منه ما يوافق اهواءهم فتجده في مثل في باب الرزق وتسمع دائما من نقول له اتق الله او يؤمر او ينصح فيقول لو ان لو ان الله شاء ان يهديني لهاداني ويتعلل باي شيء بان الله لم يشاء ان يهديه. لكنه تجده يقوم من الساعة السادسة صباحا ويسعى في طلب الرزق ويفعل الاسباب الكثيرة في جلب رزقه وفي المحافظة على صحته. نقول الذي يهدي هو الذي يرزق. والذي يهدي هو والذي يعافي فلماذا اخذت بالاسباب هناك وتركت الاسباب هنا؟ انما هو الهوى وانما هو النفس الامارة بالسوء نسأل الله العافية والسلامة. فكما انك طلبت اسباب الرزق فعليك ايضا تطلب اسباب الهداية. والله جعل للهداية اسبابا ما جعل الرزق اسبابا. قال وحاكم اي ان الله هو الحاكم الذي يحكم بين عباده ومن اسمائه الحكم ومن صفاته ان له الحكم سبحانه وتعالى وان صفاته تصدر عن حكمة بالغة سبحانه وتعالى جل بما اراده انه هو الذي يحكم ويفعل يشاء ما يريد من يشاء وفقه بفضله وهذا يسمى عند اهل العلم بمسألة بمسألة التوفيق والحرمان مسألة التوفيق والحرمان وهذا التوفيق هو محض فضل من الله عز وجل ليس للعباد فيه ليس للعباد فيه قدرة وانما ذلك محض فضل من الله والله اعلم حيث يجعل رسالته سبحانه وتعالى ولو علم الله في قلوبهم خيرا لاسمعهم. فالله يتفضل على من هو اهل للفضل. ويحرم ويمنع من هو اهل لذلك. فاذا هذا المهتدي فذلك فضل الله عز وجل. واذا اظل الظال ومنعه من الهداية هل ظلمه الله عز وجل؟ نقول لم يظلمه ربنا سبحانه وتعالى لماذا؟ لان الله منعه فضله ولم يمنعه حقه عندما يحتج محتج يقول لماذا لم يهدني ربي كما هدى فلان؟ نقول الله سبحانه وتعالى قد بينك طريق النجاة وبينك طريق النار. ارسل الرسل انزل الكتب وظح الطرق بينها وجعلك عقل ومشيئة واختيار. ثم جعلك مختارا. لم يجعلك مجبورا. ولم يجعلك ممنوعا عن عن عن سلوك الطريق الذي تريده. بل اذا تعطلت الارادة منك تعطل التكليف. عندما تتعطل ارادة من العبد يتعطل التكليف. فلا يعاقب العبد الا عندما يكون مكلفا وذلك يكون بمشيئته واختياره. فنقول عندما هدى الله ذلك هذا الرجل اخذ بالاسباب ومن الله عليه بفضله ومنته ان وفقه للهداية. واما انت يا من اظلك الله عز وجل فقد بين الله لك طريق الهداية ووظحه وهداه وبين وهداك هداية هداية دلالة وارشاد وهداية ايضا هداية عامة لان الهداية تنقسم الى هداية كما سيأتي معنا. ولكن الله حرمك فضله لانك لست اهلا ان تهدى الى الصراط المستقيم. اما لفساد في قلبك واما لفساد في اعمالك واقوالك والله اعلم اعلم بمن يصلح لهدايته ممن لا ممن لا يصلح ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولذلك تجد اثنان يسمعان حديث يخرج هذا موفقا قد لا قد نال قلبه وخشع والاخر يخرج وقد قسى قلبه نسأل الله العافية والسلامة واذكر في ذلك ان رجلا نصرانيا كان يأخذ كتبا عن الاسلام ويدعو الناس الى الاسلام يدعو الناس الى الاسلام وهو نصراني ويقول لم وفق الى الان الى الهداية لم وفق الان اهدأ يدعو الناس الاسلام ويقول هذا هو دين الحق وهذا هو الطريق الصحيح وهذا الطريق المستقيم لكنه خذل وحرم فلم يوفق ان يكون من المستقيمين او ان يكون من المهتدين كما هو حال بعض الناس تجد على الاسلام والاستقامة ثم يسلب الايمان ويزيغ قلبه ويزيغ قلبه بعد ذلك فيموت على الكفر والنفاق نسأل الله العافية والسلامة. فهذا هو محظوظ فضل من الله عز وجل يهدي من يشاء ويظل من يشاء سبحانه وتعالى. ولذلك الهداية تقسم الى اربعة او ثلاث اقسام اربعة اقسام في الدنيا ثلاث والرابعة في اخرة. هداية العامة هداية العامة وهذه الهداية لجميع الخلق اعطاها الله الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى وتأمل في هذه المخلوقات تجدها انها قد هديت الى ما يصلحها مثلا عندنا الان انثى الفيل عندما تريد ان تضع صغيرة اين تضعه هل تضعه منسدحة او مضطجعة؟ تضعه وهي واقفة. واذا ان تضعه لا تضعه في مكان صخري وانما تذهب الى مستنقع من الماء ثم تضعه حتى اذا وقع وقع في المنهدة الى ذلك هو الله سبحانه وتعالى الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. عندما تلد البهيمة اول ما يتجه الصغير لاي شيء يطلب اي شيء يطلب ذرعها وثديها من الذي دله؟ وعلمه ان الثدي في هذا المكان ويطلب ويطلب بطنها ويطلب بطنها من ويضربه حتى يقع فمه في ثديها ويمص من ذلك اللبن؟ من الذي دله؟ هو ربنا بخلاف بني ادم اه ابناء ادم واولاده هنا لا يمكن ان يرظى الا اذا دخلت امه ووظعته ووظعت الحليب في فمه والثدي في فمه. اما هذي البهائم هداها الله عز وجل مع انها مع انه لا لا تستطيعون ان تأخذ اللبن وتضعه في فمها ولا يستطيع الصغير ان ان يرى اللبن فيأخذه وانما يبحث بهداية الله العامة له يبحث عن موضع اللبن ثم يلتقي ويكتب ويشرب هذه تسمى هداية تسمى هداية عامة. الهداية الاخرى وهي هداية الدلالة والارشاد. هداية الدلالة والارشاد. وهي هداية الانبياء والرسل والدعاة والمصلحون. فهؤلاء هم الذين يدعون الناس الى الخير ويهدونهم الى الطريق المستقيم والى الطريق الصحيح. وهذه الهداية انما هي يملكها الرسل والانبياء وهم لا يملكون هداية انما هم مبلغون مبينون ومع الرسول الا البلاغ المبين. الهداية الثالثة هداية التوفيق والالهام. وهذا فظل الله عز وجل على من شاء ان يهديه. يسمع كلام الله خلق كثير. سمعه ابو جهل وسمعه ابو لهب. وسمعه كذلك ابن الخطاب بكر الصديق فامن الاثنان وكفر ابو لهب وكفر ابو جهل لعنهم الله مع انهم سمعوا نفس الكلام الذي سمعه ابو بكر الصديق الخطاب ومن اسلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اذا هنا هذه هداية التوفيق والالهام. اما هداية الدولة والارشاد حصلت لابي جولة ما حصلت بذات الدلالة والارشاد حصلت لابي جهل وابي لهب وكفار قريش كلها ما حصلت نقول حصلت سمعوا القرآن وسمعوا السنة وقال قولوا لا اله الا الله تفلحوا ولكن نسأل الله العافية والسلامة. اما من وفقه الله وهداه كبكر وعمر وعثمان وعلي وبقية الصحابة رضي الله تعالى عنهم. فانهم وفقوا والهموا الى اتباع محمد صلى الله عليه وسلم فهذه تسمى هلال التوفيق والالهام الهداية الرابعة وهي ثمرة الهداية السابقة وهدوا الى جنة وهدوا الى الطيب القول وهدوا الى صراط حميد اي عندما يهدى اهل الجنان الى الجنة نسأل الله من فضله وهذه الهداية ثمرة الهدايات السابقة هذا ما يتعلق مسألة فمن يشاء وفاق فضله ومن يشأ اظله بعدله فمن اظله الله فانما ظل بعدل الله عز وجل ومن اهتدى فانما اهتدى بتوفيق الله وفضل الله سبحانه وتعالى فله المنة اولا واخيرا. ونسأل الله ان يمن عليه بفضله ولا يعاملنا بعدله وان الى صراطه المستقيم وان يأخذ بقلوبنا وبأسماعنا وبابصارنا الى ما يحب ويرظى سبحانه وتعالى ونقف على هذا والله تعالى لم