بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال الامام حافظ الحكمي رحمه الله تعالى كلم موسى عبده تكليما ولم يزل بخلقه عليما كلامه عن الاحصاء والحصر والنفاد والفناء لو صار اقلاما جميع الشجر والبحر تلقى فيه سبعة ابحر والخلق تكتبه بكل ان فنت وليس القول منه فاني. والقول في كتابه المفصل بانه كلامه المنزل الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ما زال الحافظ رحمه الله تعالى يقرر شيئا من صفات الله عز وجل فبعد ما انهى صفة العلم وصفة السمع والبصر انتقل بعد ذلك رحمه الله تعالى الى تقرير صفة لله عز وجل وصفة الكلام لربنا سبحانه وتعالى اجمع عليها اهل السنة. فاهل السنة مجمعون على ان الله سبحانه يتكلم كلاما يليق بجلاله. وان كلامه بحرف وصوت وان كلامه بحرف وصوت وان كلامه ايضا متعلق بمشيئته وهذه اربع مسائل في مسألة الكلام المسألة الاولى اثبات كلام الله عز وجل المسألة الثانية انه يتكلم بمشيئته المسألة الثالثة انه يتكلم بحرف المسألة الرابعة انه يتكلم بصوت وهذه المسائل الاربع خالف فيها طوائف عدة من اهل البدع والضلال. فهناك من خالف اصل الكلام ولم يثبت الكلام لله عز وجل. وهناك من اثبت المشيئة ولم يرى ان الله يتكلم بمشيئته. وهناك من نفى الصوت والحرف واما اهل السنة فاجمعوا اجمعوا على اثبات هذه الصفات ان الله يتكلم كلاما يليق بجلاله وانه يتكلم بحرف وصوت وان كلامه متعلق بمشيئته. وادلة ذلك كثيرة من كتاب الله عز وجل كما قال تعالى وكلم الله موسى تكليما. وكما قال تعالى وكلمه ربه ذلك وناداهما ربهما والايات في هذا المعنى كثيرة. بل عاد ربنا سبحانه وتعالى على العجل الذي اتخذه بعض اليهود واشركوا به مع الله عز وجل انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا ونفي صفة الكلام عن ربنا سبحانه وتعالى تنقصا له. فان من صفات الكمال اثبات الكلام. ومن صفات النقص ان يسلب المتكلم هذه الصفة فهنا ذكر الحافظ رحمه الله تعالى هذا المعنى بقوله كلم موسى عبده تكريما اي كلم الله موسى عبده تكليما. وذكر موسى هنا على وجه الخصوص لان الله سبحانه وتعالى ذكر ذلك في كتابه في قوله وكلم الله موسى تكليما. وقد اصطفاه ربه برسالات وبكلامه الله سبحانه وتعالى اصطفى موسى بالرسالة واصطفاه ايضا بكلامه. لكن هل هذا التكليم الذي وقع لموسى عليه السلام خاص به او هناك غيره من الانبياء يخصه. اما موسى عليه السلام فقد خصه الله بالكلام المباشر كلمه الله مباشرة وسمع الله وسمع موسى كلام ربه مباشرا تارة من غير واسطة ولكن ليست هذه خاصة موسى فقط بل ان الله اعطى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ما هو اعظم مما خص بموسى عليه السلام. فموسى كلم في الدنيا كلما في الدنيا وعلى وعلى الارظ اما رسولنا صلى الله عليه وسلم فكلما في السماء. عندما كلمه ربه وفرض عليه خمسين صلاة كان ذلك بلا واسطة كلمه ربه سبحانه وتعالى بلا واسطة. كذلك ثبت الكلام للابوين ادم وحواء في قوله تعالى وهداهما الم انهكما عن تلكما الشجرة. فنداء الله لهما اثبات لكلامه لهما سبحانه وتعالى. الله سبحانه وتعالى ادم وكلم موسى وكلم حواء عندما ناداهما وكلا محمدا صلى الله عليه وسلم وسمع الملائكة كلامه سبحانه وتعالى. فهنا نثبت ان الله يتكلم وقد سمع كلامه هؤلاء وسمعه ايضا من لا نعلم بحالهم من من ملائكة الله عز وجل الذين يعلمهم الا ربنا سبحانه وتعالى. اذا قوله وكلما موسى وكلم كلم موسى عبده تكليما فيه استدلال بهذه الاية على اثبات صفة الكلام لان الله ذكر وكلم الله موسى تكليما. وفي قوله تكليما نفي للمجاز نفي للمجاز. الذي يدعيه المبطلون ويدعيه المتكلمون فان فان عند اهل اللغة والبلاغة ان الكلام اذا اذا اثبت بك مصدر افاد الحقيقة وانتفى المجاز عنه. اذا اثبت واثبت فيه المفعول المطلق وهو قول وكل الله موسى ثم اكده بقوله تكليما نفى المجاز التي الذي قد يتعرض للاذهان. حيث ان هناك من يقول قد يكون كلام ليس حقيقي وانما هو مجازي. فاثبت الله في هذه الصفة انه كلمه تكليما حتى ينفي المجاز ولذلك حاول بعض المبتدعة وبعض اهل الضلال ان يغير سياق هذه الاية. فقال وكلم وكلم الله موسى تكليما وقطعها احدهم على ابي العلاء رحمه الله تعالى فقال الله يقول وكلم الله موسى تكليما فجعل المتكلم موسى والمكلم الله. فقاله ابو العلاء هب اني سلمت لك ذلك. ما تفعل في قوله تعالى وكلمه ربه وكلمه ربه فلا احتمال غير ذلك. فهذا الدليل وهو قول وكلم الله موسى تكليما من اصلح الادلة على اثبات كلام الله عز وجل. واثبات الكلام لله سبحانه وتعالى هو صفة قائمة بذات ربنا سبحانه وتعالى وصفة الكلام صفة الكلام من جهة من جهة من جهة معناها نقول هي صفة ذاتية فعلية صفة ذاتية فعلية معنى كونها ذاتية اي انها قائمة بذات الله عز وجل. ومعنى كونها فعلية ان متعلق بمشيئة الله سبحانه وتعالى فالله يتكلم متى شاء وكيفما شاء سبحانه وتعالى. فنقول ويعبر عنه بعض بقوله ان الكلام قديم النوع حادث الاحاد قديم النوع حادث الاحاد اي من جهة كون ربنا متكلما فان ازلي مع ذاته هو متصل بذلك. ولا يعني انه انه متعلق بمشيئته ان الكلام حدث له قبل حدث له بعد بعد ان لم يكن متكلما. بل هذا قول باطل وربنا سبحانه وتعالى متكلما وما زال متكلما وتعالى وانما يتكلم متى شاء وكيف ما شاء سبحانه وتعالى. وقد سمع كلامه رسله وانبياؤه وملائكته وممن سمعه ادم وموسى ومحمد صلى الله عليه وسلم. هذا ما يتعلق بان الكلام من جهة نوعه هو قديم قديم النوع ومن جهة افراده هو حادث الاحاد حادث الاحاد. ومعنى قولنا قديم النوع اي ان متصف بصفة الكمال ازلا بصفة ازلا بصفة الكلام ازلا. واما من واما معنى قولنا انه حادث الاحاد ان القظايا تتكلم فيها ربنا من جهة تجددها ووقوعها هي حادثة ومعنى حادثة اي متجددة. فقوله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في تكلم به ربنا لما جاءت المجادلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم الله عندئذ بكلامه وهو قوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها فهذا كلام من جهة احاده هو حادث اي متجدد فكلام الله تجدد والله لا يزال يتكلم ولا يزال يتكلم سبحانه وتعالى وكلامه ينقسم الى قسمين كلام شرعي وكلام كوني كلام شرعي وكلام كوني اما الشرعي ما يتعلق بشريب شرعه وما يحبه ويرضاه سبحانه وتعالى من الشرائع والاوامر والنواهي فالقرآن من كلام الله الشرعي الذي فيه الامر بعبادته الامر بتوحيده الامر بطاعته و كلامه ايضا الذي فيه الشرائع والفرائض التي يفرضها الله عز وجل على عباده. واما الكلام الكوني فهو كل ما يتكلم به ربنا في حال هذا الكون وما يكون فيه من وقائع وحوادث فان الله تكلم به سبحانه وتعالى. فالله اذا اراد امرا انما يقوله كن يكون فاذا اراد الله شيئا قال له كن فكان ذلك الشيء الذي الذي اراده فكان ذاك الشيء الذي اراده. اذا هذا معنى الكلام كلام ينقسم الى قسمين كلام شرعي وكلام وكلام كوني. كلام يتعلق بشرعه وكلام يتعلق بقضائه وقدره وكونه الذي ربنا سبحانه وتعالى. قال ولم يزل بخلقه عليما. هنا اثبت ايضا صفة العلم. والكلام المتلازمان بل ان بل كلام ربنا من علمه انزله بعلمه فكلام الله والقرآن الذي انزله الله عز وجل هو من بعلم الله سبحانه وتعالى فالله تكلم بعلمه وما يعلمه في هذا الكون والخلق سبحانه وتعالى. ولذلك هذا القرآن هو كلام ربنا سبحانه وتعالى انزله الله بعلمه سبحانه وتعالى اي علمه وهذا الكلام الذي نقرأه ونسمعه ونتلوه هو من علم الله عز وجل فالله عالما والله متكلم سبحانه وتعالى الله عالم وهو متكلم سبحانه وتعالى وهذان الصفتان وهاتان الصفتان صفتان ذاتية متعلقة بذات الله عز وجل لا تنفك عنه ابدا الا ان الكلام يتجدد من جهة احاده فالله يتكلم متى شاء كيفما شاء سبحانه وتعالى. خالف ذلك خالف ذلك طوائف عدة المخالفون في صفة الكلام ينقسمون الى اقسام. اولهم غلاة غلاة الفلاسفة غلاة الفلاسفة القائلين بان كل كلام في الوجود هو كلام الله عز وجل. كلك في الوجود هو كلامه سواء علينا نثره او نظامه وهذا قول الفلاسفة متعبدة الجهمية ان كل كلام في الكون فهو كلام الله عز وجل الطائفة الثانية الذين قالوا ان الله لم يتكلم. وليس المتكلم وقالوا ان الكلام من صفات والله منزه ان يكون متكلما او ان يكون له صفة الكلام وهؤلاء هم الجهمية والمعتزلة الذين عطلوا الله من صفاته وقالوا ان الكلام الذي هو بين ايدينا وكلام الله انما هو خلق من خلقه ولا شك ان هذا من من اعظم الباطل من اعظم الباطل ولهم في ذلك حجج وادلة وشبه كلها داحضة وباطلة لا فيها بل يكفي ان العقل والنقل يبطل قولهم هذا. الله سبحانه وتعالى عاب على بني اسرائيل ان عبدوا لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا. فذمه بانه لا يتكلم. فكيف يعطل الله من من صفة الكمال والجمال التي بها ويشبه بالمعلومات التي لا تتكلم فاذا ذم الله العجل على انه لا يتكلم فان مفهوم ذلك ان الله متصفا بصفة الكمال قال وهي صفة الكلام له سبحانه وتعالى. لو لم يكن في ذلك نص لدل العقل على ان الله متكلم فان العقل يدل على ان المتكلم اكمل من غير المتكلم عندنا شخصان احدهما يحسن الكلام ويتكلم متى شاء واخر اصم لا يتكلم اخر وابكم لا يتكلم ولا ولا يسمع لا شك ان المتكلم السامع اكمل من الاصم الابكم من الاصم الابكم فان هذا يعتبر ناقصا ويعتبر هذا كاملا. فكيف وقد دلت النصوص الكثيرة على ان الله يتكلم. جاء الامر جاء الخبر بالنداء. وجاء الخبر بالمناجاة. وجاء الخبر بالقول والكلام. ومن اصدق من الله قيل ومن اصدق من الله حديثا وكلمه ربه وكلم الله موسى تكليما وناداهما ربهما اه وقربه نجيا كل هذه الايات وغيره لا كثيرة تدل على ان الله متكلم واجمع اهل السنة اجمعين اجمع اهل السنة جميعا على ان الله متكلم بل عبارتهم ان ان القرآن الذي هو بعظ كلام الله عز وجل انه منه بدأ واليه يعود في اخر الزمان وهذا بلا اجماع ولذلك لما قال الجعد ابن درهم لعنه الله عز وجل بان الله لم يتكلم ضحى به خالد عبد الله القسري وذبحه عند محرابه وعند منبره قال ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضحي بالجعد الدرهم فانه يقول بان الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ ابراهيم خليلا اقره الناس على ذبحه ولم ينكر ذلك احد. فكان اجماع السلف اجماع السلف على ان الله متصل بصفة الكلام. ولم لما ساق لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ايات الكلام وذكر احاديثه التي فيها ان ان الله يناجي عباده وما منكم من احد الا وسيكلمه ربه والاحاديث في هذا الموضوع كثيرة جدا تدل على انه يتكلم لم يستشكل هذا احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا من اتباع ولا من اتباعهم ولا من اتباع التابعين حتى وجد تلك النبزة وتلك الطائفة الضالة الفاجرة من فلاسفة وزنادقة وجهمية فعطل الله عز وجل عن كلامه تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. الطائفة الثالثة وهم متكيسة الاشاعرة نسميهم شيخنا متخنثة المعتزلة قالوا ان الله متكلم ولكن صفة الكلام للعجل هي صفة القائل هي صفة معنوية صفة معنوية قائمة بذاته معنوية قائمة بذاته ويعبر عنه بالكلام بالكلام النفساني ان الله يتكلم بكلام نفسان يعبر عنه جبريل يعبر عنه جبريل ان كان توراة عبر عنه بالعبرية وان كان انجيلا بالسريانية وان كان للقرآن عبر عنه بالعربية ويسمى هذا بانه بان القرآن الذي بين ايدينا والتوراة والانجيل انما هي عبارة وحكاية وهذا هو قول الاشاعرة والماتريدية فالاشاعر قالوا ان الله متكلم ولكن كلامه بلا حرف ولا صوت الى حرف الولاء ولا صوت ولا يتعلق بمشيئته وانما هو كلام قائم بذاته قائم بذاته يعبر عنه جبريل عليه السلام يسمى عندهم بالكلام النفساني. وقد رد شيخ الاسلام ابن تيمية على هذا القول من تسعين وجه. في رسالة موسومة بالتسعينية رد فيه على قول من تسعين من تسعين وجه رحمه الله تعالى وقد اجاد وافاد وجمع فيها الحجج والبراهين الدالة على بطلان قول الاشاعرة الدالة بطلان قول الاشاعرة فهؤلاء يقولون ان الله لم يتكلم وانما كلامه هو حكاية او عبارة هذا الكلام الذي نسمعه القرآن الذي بين ايدينا هو عبارة وحكاية عن كلام الله والا ربنا لم يتكلم ولا شك ان هذا القول وصف لله بالنقص. والكلام عندما يسمى كلام لا يسمى كلام الا اذا كان الا اذا كان ملفوظا. واما ما لا يتلفظ به يسمى خواطر يسمى اه نفس ولا يسمى كلاما في لغة العرب الا اذا تلفظ به المتكلم وياك تجد عندما يعرف النحات الكلام يقول هو لفظ مفيد مركب هو اللفظ المفيد المركب فاشترط ان يكون لفظا وان يكون مفيدا وان يكون مركبا حتى يسمى حتى يسمى كلام وقالوا ان الفرق بين الكلام والكلم ان الكلم هو كل قول كل وان كان اكثر من جملتين او جملتين فاكثر ولكنه لا يفيد اذا خلا من الافادة تم يسمى كلم اما اذا كان لفظا مفيدا مركبا فانه يسمى كلام. واذا كان كلمة واحدة او جملة واحدة وليس الوفود وليس يسمى قول فهناك قول وهناك كلام وهناك كذب اما القول فهو كل ما يتلفظ به القائل. واما الكلام فهو اللفظ المفيد المركب كما قال ابن مالك كلامنا لفظ مفيد كاستقم. اذا يشترط في الكلام ان يكون ان يكون ملفوظا. فاذا لم يكن ملفو فلا يسمى فلا يسمى كلاما. ولذلك اتى الاشاعرة ببيت باطل نسبوه الى الاخطر النصراني وهو قوله ان البيان لفي الفؤاد وانما جعل اللسان عليه دليل وظنوا ان بان هذا يدل على معنى قولهم وان المراد بالكلام هو البيان. قالوا ان الكلام لفي الفؤاد معير وغير قالوا ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان عليه دليل فقالوا سمي كلاما مع انه مع انه في الفؤاد وهذا قول باطل والذي وجد في كتاب الاخطر النصراني انما قوله ان البيان في الفؤاد انما البيان في الفؤاد وانما جعل اللسان عليه دليل. فصحيح البيان في الفؤاد وانما يعبر عن هذا ما يتكلم به هو من؟ هو اللسان واذا تكلم به اصبح اصبح كلاما والعجيب انه يحتجون بيت الشاعر النصراني والنصارى ان اضل الناس في صفة في صفة كلام الله عز وجل فهم يقولون ان عيسى كلمة الله عز وجل يقول ان عيسى هو هو الكلمة وهو كلام الله عز وجل فهو جزء من كلام فهو جزء من الله عز وجل حل في بطن مريم تعالى الله عن القول علوا كبيرا ثم امتزج اللاهوت والناسوت فاصبح عندنا مخلوقا هو هو عيسى عليه السلام فمركب من مزيج من مزيج الهي ومن مزيج انسي. فقالوا ان قوله ان الله خلق ادم خلق عيسى بكلمته ان عيسى هو الكلمة. واما اهل السنة فيقولون ان عيسى كلمته اي انه خلق بكلمة كن لا ان عيسى والكلمة وانما المعنى ان عيسى عليه السلام خلق بقوله تعالى كن فكان عيسى عليه السلام فكان عليه السلام عندما اتى جبريل عليه السلام فنفخ في درع مريم ثم استقرت تلك النفخة في رحمها حتى اتى عليها تسعة اشهر ثم خرج عيسى عليه السلام بامر لله عز وجل لا ان عيسى هو كلمة الله التي هي التي التي تكلم بها ربنا وانما هو اثر كلمة الله هو قول كن يا عيسى عيسى عليه عليه السلام اذا النصارى هم ضالون في باب الكلام والاحتجاج باقوال في هذا الباب ظلال عظيم. فعلى هذا قل هؤلاء هم الاشياء بما تريدية قالوا ان الله لم يتكلم لا بحرف ولا بصوت وان كلامه هو كلام معنوي قائم بذات الله عز وجل. جاء بعد ذلك السالمي الكرامية فقالوا ان الله متكلم ولكن كلامه لا يتجزأ ولا يتبعظ وانما يخرج جملة واحدة وايظا كلامه لا يتعلق بمشيئته وان الاصوات الاصوات التي يتكلم بها القراء هي قديمة مع الله عز وجل وهذا لا شك انه مكابر العقول وانه من اعظم الجهل والظلال فانت عندما تقرأ الف لام ميم يقولون صوتك هذا وقراءتك هذه قديمة. قديمة مع الله عز وجل. وهذا من اعظم الضلال ويقول ان الكلام الالف واللام ميم تخرج جملة واحدة لا تسبق الالف اللام ولا اللام الميم وانما تخرج جملة واحدة وهذا ايضا ظلال والذي عليه اهل السنة ان الله تكلم بحرف وان ان كلامه بحرف وصوت ومعنى وان كلامه سمعناه في كتابه سبحانه وتعالى كما هو فالله قال الف لام ميم فهذا كلامه آآ كذلك الرحمن عرش استوى نقول هذا كلامه فالالف سبقت اللام واللام سبقت وهكذا فنثبت ان الله متكلما كلاما يليق بجلاله. اما مسألة كيفية الكلام وكيف تكلم ربنا سبحانه تعالى فنقول الكيفية لا نعلمها. والله اعلم بكيفية كلامي وكيف تكلم سبحانه وتعالى. ولا يلزم من كونه متكلما ان يكون كلام بلسان او بشفتين او بلهوات فهذا لا نقوله ولا نلتزمه بل نثبت ان الله يتكلم وان كلامه الذي نسمعه هو كلامه سبحانه وتعالى في كتابه. ومع ذلك لا نكيف كيف تكلم. ولنا في خلقه مثال لنا في خلقه مثال الله سبحانه وتعالى اخبر ان الجلود يوم القيامة تتكلم وان الايدي وكلمت والايدي والارجل ويوم يختم على افواههم وتكلمنا ايديهم. فاخبر الله عز وجل ان الايدي تتكلم وليس معنى ذاك ان اليد يكون لها لسان ويكون لها شفتان ويكون لها او شفتين او يكون لها ايضا آآ لسان وشفتان ويكون لهات وانما تتكلم على طبيعتها هي وكذلك الجدار تكلم ذلك جبل احد يتكلم فهناك فهناك مخلوقات تتكلم وتسبح الله عز وجل وليس لها لسان شفتين كان في المدينة كان في مكة حجر يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم كلما مر عليه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الحجر كان يقول السلام عليك يا رسول الله ومع ذلك لم يكن له لسان ولم يكن له ولم يكن له شفتان وانما تكلم على حالته وطبيعته فهذا فاذا كان في المخلوق فمن باب اولى ما يتعلق بالخالق سبحانه وتعالى. قال رحمه الله تعالى كلامه جل عن الاحصاء هنا انتقل الى مسألة الكلام وصف كلام ربنا بعدة صفات انه ان الله يتكلم كلاما ازليا ابديا وان كلامه لا يفنى ولا ينتهي ولا يحصى ولا يحصر ولا يلحقه نفاد ولا فناء. فكلام ربنا لا يمكن وحصره وكلامه سبحانه وتعالى لا ينفد وكلامه لا يفنى وكلامه لا يحصر. ومعنى ذلك ان كلامه لا نهاية ولا يحاط بكلماته وقد علمنا ان صفات ربنا سبحانه وتعالى لا يحيط احد بها لا يستطيع عبد ان يحيط بصفات الله لا بسمعه ولا ببصره ولا بعلمه ولا بقوته ولا بقدرته ولا بكلامه ولا بعلمه سبحانه وتعالى كل صفات ربنا لا يمكن للمخلوق ان يحيط بها. ومن ذلك صفة الكلام. كلام البشر كلام الخلق ينتهي ويفنى ويكون كلام منه حق وباطل. اما كلام الله فلا يأتيه الباطل. فكلام الله لا يأتيه الباطل وكلام الله حق كله وكلام الله لا يفنى ولا ينفد ولا يحصر ولا ولا يحصى. كما قال تعالى سبحانه وتعالى قل لو كان مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا. اي لو جيء بالبحار مدادا يمد بعظها بعظا وهي وهي وكانت وكان الشجر كله اقلاما. لو ان كل شجرة في الارض اصبحت واصبحت البحار مدادا وحبرا. وبعد كل بحر يمد سبعة ابحر لنفدت البحار وتكسرت الاقلام وما نفد وما فنى كلام ربنا سبحانه وتعالى وهذا الذي اراده بقوله كلامه جل عن الاحصاء وجل عن الحصر والنفاد والفناء ثم اكد لنا بقوله لو صار اقلاما جميع الشجر لو صار اقلاما اي جميع الشجر اصبحت اقلام والبحر تلقى فيه سبعة ابحر البحر تلقى فيه اي ان هناك بحر عظيم آآ لجي وهذا البحر العظيم اللجي فيه سبعة ابحر اخرى تمد بالمياه وهذه البحار انقلبت الى مداد الى حبر تكتب به كلمات ربنا سبحانه وتعالى سبعة ابحر والخلق تكتب بكل ان الخلق كلهم يكتبونه في كل ثانية وفي كل لحظة وفي كل دقيقة فنت وليس منه بفاني تأمل وتخيل ان جميع الانس والجن معهم اقلام وانهم في كل ثانية يكتبون كلام الله وان وان الشجر كله اصبح اقلاما. وهذه الاقلام اصبحت تجري بكتابة كلام الله عز وجل. وهذه الاقلام تمداد كالبحار العظام لانكسرت الاقلام. وفنت وفنى المداد وكلام ربنا سبحانه وتعالى لا يفنى لا ينتهي ولا يحصر كما قال تعالى ولو ان في الارض ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمد من بعده سبعة ابحر ما كلمات الله ان الله عزيز حكيم. اي لو ان هذه الارض اصبحت اشجارها اقلام. ومدادها بحار لنفدت البحار وتكسرت الاقلام وكلام ربنا وكلام ربنا سبحانه وتعالى لا لا يفنى ولا ينفد ولا ينتهي ثم انتقل الان ذكر ما يتعلق بمسألة بمسألة الكلام الذي هو كلام الله مطلقا. ثم انتقل بعد قوله والقول في كتاب المفصل لانه كلامه المنزل. انتقل الى مسألة القرآن. لان الناس في هذا المقام اذكرونا اولا اثبات صفة الكلام لله على وجه العموم. ثم يثبتون على وجه الخصوص ما يتعلق بالقرآن. والذي والذي نفى صفة الكلام عن ربنا نفى ان يكون القرآن ايضا كلام الله عز وجل. اما اهل السنة فاثبتوا ان الله متكلم واثبتوا ان من كلام الذي تكلى به هو هذا القرآن كما من كلامه التوراة ومن كلامه الانجيل ومن كلامه الزبور ومن كلامه ما انزل على ابراهيم عليه السلام فكل هذا من كلام سبحانه وتعالى. نقف على مسألة ما يتعلق بالقرآن وكلام اهل وكلام اهل العلم ايضا في القرآن وما يتعلق بالمداد وما يتعلق بصوت القارئ وما يتعلق ايضا تصريف كلام الله عز وجل مسموعا ومتلوا ومقروءا هل هو هل يتغير بتغير احواله او لا؟ يأتي هذا معنا باذن الله عز وجل في الدرس القادم. اذا بهذا خلاصة هذا المسألة ان الله متكلم وان كلامه قديم له حادث الاحاد وان كلامه تعلق بمشيئته وانه يتكلم وصوت وان لكلامه معنى وانه يتكلم وان لكلامه معنى سبحانه وتعالى وانه سبحانه وتعالى لا ايعلم كيف يتكلم لا يعلم كيفية كيفية كلامه سبحانه وتعالى انما نعلم ان الله متكلم ونثبت له ما اثبته هو لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه اهل السنة وان من خالف هذه الصفة وهي ان الله لا يتكلم قد قصى ربنا وسلب وسلبه صفة كمال له وان من قال ان الله ومن قال ان الله لا يتكلم فقد اجمع السلف على كفره من قال ان القرآن مخلوق وان الله لا يتكلم فقد اجمع السلف على كفره وقد حكم عليه السلف كما قال ابن خزيمة حكمي من قال القرآن مخلوق ان يقتل ويلقى عند المزاب حتى تأكله الكلاب لانه كافر وكذلك قال غير واحد من ائمة المسلمين من ائمة المسلمين بل نقل الطبراني قبل نقل الطبري ونقل ايضا لالكائي ونقل غير واحد الاجماع على ان السلف مجمعون على ان قائل بان القرآن مخلوق انه كافر بالله العظيم والله تعالى اعلم