بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال الشيخ الحافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله تعالى واستعينه على نيل الرضا واستمد لطفه فيما قضى وبعد اني باليقين اشهد شهادة الاخلاص لا يعبد بالحق مألوه سوى الرحمن من من جل عن عيب وعن نقصان وان خير خلقه محمدا من جاءنا بالبينات والهدى رسوله الى جميع الخلق بالنور والهدى ودين الحق صلى عليه ربنا والال والصحب دواما سرمدا نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد انتهينا الى قول الحافظ رحمه الله تعالى واستعينه على نيل الرضا واستمد لطفه فيما قضى هنا يسأل حافظ رحمه الله تعالى ربه سبحانه وتعالى ان يعينه على نيل الرضا اي يسأل ربه سبحانه وتعالى ان يوفقه للرضا بتدبير الله وبقضاء الله عز وجل ويحتمل ايضا انه يستعين ربه ويسأله ان يوفقه الى ما يحبه ربه ويرضاه ولا شك ان هذا من افضل ما يدعو به العبد ربه وكما جاء عند احمد وابي داود من حديث عن معاذ ابن جبل رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ يا معاذ اني احبك فلا تدع ان تقول في كل صلاة اللهم اعني على على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك وقد قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ان اعظم الدعاء وافضل الدعاء ان تسأل الله عز وجل ان يعينك ان ان تسأل الله عز وجل ان يعينك على طاعته وان يحبب اليك الايمان ويزينه في قلبك. فهنا حافظ الله تعالى يقول واستعينه على نيل الرضا اي استعين بالله واطلب العون من الله عز وجل على ان يعطيني الرضا سواء سواء بالمصائب او بما الله عز وجل من امور الدنيا من حوادث وما شابهها انه يرظى بقظاء الله وقدره. وكذلك ان ان ينيله رضا وان يمده بالرضا الرضا على كل شيء يتعلق يتعلق بحافظ من جهة من جهة ربه ومن جهة رسوله ومن جهة دينه ومن جهة المصائب التي التي تعتريه. ولا شك ان من رظي بالله ربا وبالاسلام دين محمد صلى الله عليه وسلم فقد طعم الايمان كما جاء في صحيح مسلم انعم رضي الله تعالى عنه ان قال ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه فيدخل ايضا هذا في هذا المعنى. ثم قال واستمد لطفه فيما قضى. هذه العبارة قد تكون محل اشكال قد تكون محل اشكال لان العبد يسأل ربه دائما ان يرفع عنه المصائب وان يدفعها ولا يسأل ربه ان ان ان لا يسأل ربه ان يلطف به فيما اصابه من مصيبة كانه كانه يسأل المصيبة ويسأل الله عز وجل ان يلطف به في هذه المصيبة. كما يقول بعض العوام اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه. فهذه العبارة غير صحيحة. لان العبد مأمور ان يسعى ربه ان يدفع عنه البلاء. وان يدفع عنه المصائب هذا محتمل والامر الاخر الذي يدل عليه هذا المعنى انه قال واستمد لطفه فيما قظى اي اذا قظيت قظاء وانزلت بي قظاء فانك يا ربي تلط بي في هذا القضاء ان تلطبي هذا القضاء ولطف الله بالعبد في قضائه يتعلق بامرين يتعلق قبل القضاء ويتعلق بعد القضاء يتعلق قبل القضاء ويتعلق بما بعد القضاء. اما قبل القضاء فمن لطف الله عز وجل بالعبد اذا قظى قظاء ان يلطف به ان يهون عليه هذه القضية وهذه المصيبة وهذا القضاء الذي قظى الذي قظاه. فان كان الله قد قظى ان ينزل بك عقوبة شديدة فان من لطف الله بك ان يخففها ان يخفف هذا القضاء والا ينزله بهذه بهذه الشدة فهذا لطف متعلق بما قبل القضاء. اما بعد القضاء فلطف الله عز وجل بك ان يوفقك للصبر. وان الرضا وان يوفقك للتسليم فهذا كله من لطف الله عز وجل. والعبد ينظر ينظر ويتأمل في مصائبه التي تعتريه يجد ان الله سبحانه وتعالى ينطو به لطفا خفيا لا يراه ولا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. فكثير من الناس تنجو به المصائب ويرى ان هذه المصيبة قد دفعت وخففت عليه وهذا هو لطف الله سبحانه وتعالى. ثم بعد نزول المصيبة وبعد نزول القضاء يجد ان قلبه انشرح واطمئن بقضاء الله وقدره فهذا ايضا من لطف الله عز وجل بالعبد ان ينزل عليك الصبر والسلوان وان يجعلك صابرا راضيا وهذا الذي قصده حافظ رحمه الله تعالى قصد وقال واستمد لطفه اي يا ربي اسألك اللطف فيما يتعلق قبل القضاء وفيما يتعلق بما بعد القضاء فما كان بعد القضاء فاسألك يا ربي ان ترزقني الصبر والرضا بقضائك وقدرك ولا شك ان العبد مع المصيبة له احوال اما ان يكون ساخطا وهذا حال الخالقين الخاسرين واما ان يكون صابرا وهذا هو الواجب على كل مكلف واما ان يكون راضيا وهذه منزلة ينزلها الله لمن شاء من عباده. واما ان يكون شاكرا مثنيا على الله عز وجل بهذا بهذه المصيبة وهذا درجات الصديقين الا وهي اعلى درجات اعلى درجات اعلى درجات الصبر فيما يتعلق المصائب. اما المعايب اما المعايب فان العبد لا يؤمر بالرضا بها اجماعا. المعاني ما يتعلق بالذنوب والخطايا فالعبد مأمور ان يكرهها وان يبغضها وان لا يرظى بها والا يصبر على فعلها ايضا وانما يجب عليه ان يتركها وان يهجرها وان يبغضها وان يكرهها وان يفارقها. اما فانه يلزمه الصبر وكذلك الكمال ان يرظى وان يشكر فهذي اعلى درجات الصبر في مسألة المصيبة. واما المعائب فانه لا يلزمه الرضا من جهة المصيبة ولكنه يلزمه الرضا من جهة من جهة فعل الله عز وجل لان المعايب لها متعلقان متعلق ومتعلق ومتعلق بالله عز وجل فما يتعلق بجهة ربنا سبحانه وتعالى ان الله قضاها وارادها كونا فان العبد يرظى من هذه الجهة واما يتعلق بمخلوق فانه يكرهه ولا ولا يرضاه كما قال تعالى ولا يرظى لعباده الكفر. فالله لا يرظى لنا الكفر ولا يرظى لنا المعاصي وكذلك لا يرظى شيئا من ذلك لان الله سبحانه وتعالى لا يرضاه. قال وبعد اني باليقين اشهد لما انهى المقدمة الاولى وهو اثنى على الله عز وجل وحمده وشكره وسبحه وعظمه سبحانه وتعالى وسأله الاعانة والامداد بلطفه الرضا بقضائه وقدره انتقل الى الى قوله وبعد. واصل في واصل بعد انها يؤتى بها بقوله اما بعد تعاظى عن اما بالواو لمراعاة النظر لمراعاة النظم والا والا السنة ان يقول اما بعد كما كان يفعل ذلك في خطبه فكان النبي يقول اما بعد الا ان حافظ رحمة تعالى لم لم لم يأتي النظم على ما يريد فقال وبعد فاتعاظ اما بقوله بالواو وقوله بعد بعد هذه يؤتى بها اهل الفصل بالفصل عما قبلها عما بعدها وها معناها اي مهما يكن من شيء بعد ما ذكرت فهو ما سيأتي فهي جملة يؤتى بها للفصل عن ما قبلها يعني يفصل عما قبلها عن الذي عن الذي بعدها. فيقول اني باليقين اشهد اني باليقين اشهد. هنا بدأ رحمه الله تعالى ليبين معتقده ولا شك ان من دعا الناس الى خير يلزمه اولا يلزمه قبل ان يدعو ان يؤمن وان يعلم فكذلك يجب على المسلم اذا دعا الى خير لابد ان يؤمن بهذا الخير الذي دعا اليه وان يعمل به فاخذ ناظم ناظم هذه الابيات والحافظ على تعالى يبين انه قبل ان يدعوك انه قد امتثل ما في هذا النظم من معتقد واصول صحيحة فقال وبعد اني بيقيني اشهد واليقين اصله اليقين في اللغة من الثبات والاستقرار يقول يقن الماء اي استقر وثبت في مكانه وسمي اليقين يقينا لان لان الموقن قد استقر الايمان في قلبه وثبت فلا فلا يعتريه شك ولا يعتريه زوال. وكذلك الموقن وكذلك الموقن واليقين احد من احد مراتب احد مراتب العلم فان العلم اه فان العلم مراتب اولها العلم وثانيها اليقين وثالثها عين اليقين ورابعها حق اليقين فاليقين له ثلاث مراتب اما اولها اليقين وثانيها عين اليقين وثالثها حق اليقين هذه مراتب اليقين واليقين هو كل علم لا يعتريه شك ولا ريب اليقين هو ثبات العلم في القلب وعدم زواله وعدم اعتراء شك يزيله او يخالطه فهذا عن اليقين فقوله اني باليقين اي اني بهذا المعتقد موقن ثابت مستقر لا يتغير ويتبدل ولا يزول ولا يزول والاعتقاد هو ان يعتقد العبد الاعتقاد الصحيح الموافق للحق ودون شك ودون ريب. اني باليقين اشهد والشهادة هنا تتضمن الحضور وتضمن العلم والاخبار هذا معنى الشهادة فهي بمعنى الحضور والاخبار والشهود. يقال شهد اذا حضر ويقال شهد فاذا اخبر ويقال شهد اذا علم فقوله واني باليقين اشهد اي انني اشهد شهادة موقن لا يعتريه شك ولا ريب انه شهادة الاخلاص اني باليقين اشهد شهادة الاخلاص الا يعبد. اي اؤكد هذه الشهادة بانها هي شهادة الاخلاص الاخلاص هي معنى قوله لا اله الا الله وسمي بسهولة الاخلاص لان الناطق بها والشاهد بها يخلص توحيده من شرك من الكفر فانت عندما تقول لا اله فانت تنفي جميع الالهة جميعها لا تنفيها وتبطلها وتثبت العبادة لله عز وجل هذا الذي اراده الناظم رحمه الله تعالى وقد اراد ان يأتي بمعنى اراد ان يأتي بقول لا اله الا الله لكن لم يسعفه النظم فاتى فاتى بمعناها اني باليقين اشهد شهادة الاخلاص. اولا الشهادة تتضمن اربعة امور تتضمن الشهادة اربعة امور. الامر العلم لابد ان يكون الشاهد عالم بما يشهد. الامر الثاني تتضمن ايضا الاخبار. فلابد ان يكون الشاهد مخبرا بشهادته الامر الثالث ان يلتزم ان يلتزم الامر الثالث قبل الاخبار الامر الثاني قبل الاخبار النطق بالشهادة علم ثم نطق ثم اخبار ثم التزام معنا هذه الشهادة. هذه مراتب الشهادة. العلم ثم النطق بهذه الشهادة ثم الاخبار بها. ثم الالتزام بمعنى هذه الشهادة فقوله اني باليقين اشهد اي اشهد شهادة تتضمن هذه الامور الاربعة علم وكلام واخبار والتزام بمعنى هذه الشهادة شهادة اخلاص اي ليست اي شهادة شهادة على بيع او شراء وانما هي اعظم شهادة يشهدها العبد وهي شهادة التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله اني باليقين اشهد شهادة الاخلاص وصل الشهادة بقوله الاخلاص لانها تخلص صاحبها من الكفر وتخلص صاحبها من الشرك وشوائبه ويكون بذلك خالصا كما جاء في صحيح البخاري ابي هريرة قلت يا رسول الله من اسعد الناس بمن احق الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا الا الله خالصا من قلبه فمن شهد شاة الاخلاص وهو خالصا مخلصا لها من جميع شوائب الشرك ومن جميع شوائب المخالفة لها يكون قد حققنا على وجه التحقيق الكامل على وجه التحقيق الكامل. شاة الاخلاص الا يعبد الا يعبد بالحق لا يعبد الا يعبد بالحق مألوه سوى الرحمن مألوه سوى الرحمن. وهذا معنى قول لا اله قوله الا يعبد هو بمعنى قول لا اله فقولنا الا يعبد اي ليس هناك معبود اي ليس هناك معبود اسم ان هنا محذوف تقديره ضمير الشأن انه لا معبود بحق لا معبود بحق الا الله سبحانه وتعالى. وهذا معنى قوله لا اله الا الله الا انه لم يستطع ان ينظم هذه الكلمة فنظم معناها رحمه الله تعالى الا يعبد بالحق مألوه سوى الرحمن. فقوله الا يعبد هذا نفي هذا نفي لكل معبود يعبد دون الله عز وجل ان عبادته ان عبادته باطلة وان المعبود الذي يعبد بحق هو من؟ هو الله سبحانه وتعالى وهذا معنى قولك لا اله الا الله فلا اله نافية لجميع الالهة لتعبد لله عز وجل وفي قولك الا الله اثبات العبادة لله عز وجل وحده. والخبر محذوف وتقديره بحق بحق اي لا اله بحق الا الله الا ان الناظم هنا صرح بما حذف بما حذف من خبر لا فقال معبود بحق الا الله لا معبود بحق مألوه سوى سوى رحماني فقال الا يعبد بالحق مألوه سوى الرحمن من جل عن عيب وعن نقصان اي ان المعبود الواحد الاحد الذي عبادته حق وكل معبود سواه فعبادته باطلة هو المألوف والمألوف اصلها من الاله المألوه اصلها من الاله مثل مكتوب من الكتاب وكذلك اصلها اله والاله والمألوف فعبر عن الاله بقوله المألوه الذي هو المعبود سبحانه وتعالى وحده فقوله الحق مألوه سوى الرحمن اي ان جميع من عبد من دون الله فعبادته باطلة. وخص اسم الرحمن اسم الرحمن اولا مراعاة للنظم بان الرحمن يتضمن يتضمن رحمته الواسعة سبحانه وتعالى ومن كان مسبغا على عباده بنعمه والائه فهو الذي يعبد بحق سبحانه وتعالى وهذا الاسم يعود ايضا الى لفظ الجلالة الله. قال هنا سوى الرحمن من جل عن عيب وعن نقصان اي ان ربنا سبحانه وتعالى متنزه عن المعائب وعن العيوب وعن النقائص والعيب والنقائص مترادفة العيب والنقص مترادفان ومنهم من قال ان النقص هو الخسران والعيب يتعلق قالوا ما شابه ذلك والله سبحانه وتعالى منزه عن كل عيب في اسمائه وفي صفاته سبحانه وتعالى ومنزه ايضا عن كل نقص عن كل ناقص يبخسه سبحانه وتعالى فله الكمال المطلق في اسمائه وفي صفاته بخلاف غيره مما يعبد من دون الله عز وجل فكل اله يعبد من دون الله ففيه العيب والنقص. سواء كان سواء كان حيا او جمادا من شجر او حجر فانه يعتريه النقص ويعتريه ويعتريه العيب. اما ربنا سبحانه وتعالى فله الكمال المطلق. والغنى المطلق والقوة المطلقة والقدرة المطلقة سبحانه وتعالى. قال وان خير خلقه محمدا من جاءنا بالبينات والهدى بعدما شهد بان لا اله الا الله وان لا معبود بحق الا الله ثنى بالشهادة الاخرى وهي شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيأتي زيادة معنى وايظاح لمعنى الشهادتين من جهة شروطها ومن جهة اركانها ومن بيان حقيقتها ومقتضاها الا انه هنا ذكر في باب المقدمة والمقدمة يؤتى بها دائم بالحمد والثناء ويؤتى بالشكر لله عز ويؤتى بالشهادتين ثم مع ذلك يدخل في مضمون ما اراد وقصد فقال وان محمدا وان محمد وان خير خلقه محمد من جاءنا بالبينات والهدى. خيرية محمد صلى الله عليه وسلم محل اجماع بين اهل العلم. خيرية محمد صلى الله عليه وسلم محل اجماع بين اهل العلم ولا شك ان محمد هو سيد البشر وهو وهو اكرمهم واتقاهم واعلمهم واعظمهم قدرا عند الله عز وجل وقد جاء في الصحيح ابي هريرة انس سيد ولد ادم ولا فخر وجاء النص في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خير البشر صلى الله عليه وسلم. واما كونه خير الخلق فالصحيح كما نقل القاضي عياض وغيره ان خير الخلق واكرم الخلق على الله عز وجل ومحمد صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر الحاكم في ذلك في ذلك حديثا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ادم لما خلقه الله وجل قال اسألك بحق محمد فقال وما ادراك بحق محمد؟ قال رأيت مكتوب عليه عرشك لا اله الا الله محمدا رسول الله فعلمت انك لا تكبو على عرشك الا من هو احب خلقك لك الا ان هذا الاثر فيه عبد الله بن زيد بن اسلم وهو متروك ولا يقبل خبره وقد جاء عن جاء ابن عبد الله فيما رواه عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر ان محمد صلى الله عليه وسلم هو افضل الخلق واشرفهم على الله عز وجل وهذا كما ذكرت نقل فيه القاضي عياض الاجماع على ذلك وان افضل الخلق واكرم الخلق واشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وبعض اهل العلم ترى انه لا يطلق هذه العبارة وانما يطلق ما جاء فيه النص. والنص جاء انه قال انا سيد ولد ادم انا سيد ولد ادم انا سيد ولد ادم ولم يذكر صلى الله عليه وسلم انه سيد الخلق اجمعين. فقال بعضهم انه يقتصر على ما جاء فيه النص ان يقول ان محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد ادم لكن نقول الصحيح ان اكرم الخلق وافضل الخلق واشرف المخلوقات هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وما خلق الله عز وجل خلقا اكرم اليه من محمد صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك خليله ابراهيم ثم كليمه موسى عليه السلام ثم عيسى عليه السلام ثم نوح عليه السلام ثم بعد ذلك سائر الانبياء. قال وان خير خلقه محمدا وخير المعنى اخير وافضل افضل خلق محمدا صلى الله عليه وسلم. من جاءنا والهدى اي ان محمد جاءنا والذي جاء بالبينات والبينات وكل ما يوضح الاشكال ويبين الطريق والرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء بذلك قل لي فجاء بالقرآن وجاء بالسنة التي اوضحت لنا الطريق المستقيم وبينته لنا ايما بيان واوضحت وايما ايضا فاصبحنا على الليل على البيضاء على البيظاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا الا هالك. والهدى هنا جان البينات والهدى الهدى والبينات مترادفان. ولكن عندما اجتمع افاد الهدى هو الدلالة على الحق والخير والبينات والمراد به كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهو فهو البينات ويدخل في ذلك كل ما اوضح الطريق بينه فانه يسمى بينة واعظم البينات التي جاء بها رسولنا صلى الله عليه وسلم هو القرآن اعظم بينة جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم هي كلام ربنا وكتاب ربنا سبحانه وتعالى وهو القرآن. وبعد ذلك جاء ما جاء من من سنته صلى الله عليه وسلم وتبينه لكلام الله عز وجل والهدى يشمل هذا كله يشمل هذا كله ويشمل العمل الصالح وسيرته وهديه الذي اتى به رسولنا صلى الله عليه وسلم قال بعد ذلك رسوله الى جميع الخلق بالنور والهدى ودين الحق. من خصائص نبينا صلى الله عليه وسلم انه رسول انه رسول الله الى جميع الخلق وما ارسلناك الا كافة للناس. ويقول تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث الى جميع الثقلين الانس والجن وبعث الى جميع العالمين فكل من بلغته دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن بها فانه كافر بالله عز وجل وقد جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال صلى الله عليه وسلم ما من يهودي ولا نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي الا كان من اهل النار وليس هذا الحكم خاص باليهود والنصراني بل نقول كل من بلغته دعوة محمد صلى الله عليه وسلم سواء كان يهوديا او نصرانيا او وثنيا او مشركا ولم يؤمن محمد وسلم فانه من اهل النار الا انه خص اليهود والنصارى لاي شيء لان اليهود والنصارى اهل كتاب ومنهم من هو مؤمن برسوله ومتبع لهديه شريعته فاذا بلغته دعوة محمد ولو كان على الدين القويم ولو كان على الطريق المستقيم والدين الصحيح الذي عليه موسى وعيسى ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فانه يكون كافرا بالله عز وجل فانه يكون كافر بالله عز وجل لانه عدم لان عدم ايمان محمد صلى الله عليه وسلم تكذيب له وتكذيب محمد تكذيب جميع بجميع المرسلين فلو قال قائل اذا امن هذا بعيسى وصدقه واتبع شريعته ولم يشرك بالله عز وجل شيئا وحقق شريعة عيسى او كذلك كشريعة موسى ولم يرو محمد صلى الله عليه وسلم نقول هذا كافر باجماع المسلمين وهو في نار جهنم خالدا فيها ابد الاباد. اما من مات قبل ان تبلغوا دعوة محمد او لم تبلغه دعوة محمد صلى الله عليه وسلم وكان على التوحيد والعقيدة الصحيحة فانه يكون من اهل الجنة ويحكم له انه من المسلمين من اهل جنتي ولو كان على دين اليهود او دين النصارى الذي لم يحرف ولم يبدل لكن بشرطين لا يدخل اليهن صلى بشرطين الشرط الاول ان يكون على الدين صحيح الذي جاء به موسى وعيسى والشرط الثاني الا تبلغوا دعوة محمد صلى الله عليه وسلم اما اذا بلغت دعوة محمد فانه يكون كافرا بالله خادم وخالد نار جهنم كذلك اذا كان على الدين المحرف الذي فيه ادعاء ان عزيم بن الله او انعيس ابن الله او ان عيسى او على معتقده الفاسد الباطل من تأليف عيسى وامه فهؤلاء كفار خالدون في نار جهنم لا يدخلونها ابدا الاباد. اذا خير الخلق واكرمهم على الله عز وجل هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي ارسله الى جميع الى جميع الخلق بالنور والهدى ودين الحق والرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالنور وجاء بالهدى وجاء بدين الحق والنور والمراد به القرآن والمراد به ايضا السنة وكذلك الهدى به الدلالة على الخير والدلالة على كل ما يقرب الى الله عز وجل. ودين الحق هو العمل الصالح وطاعة الله عز وجل. وكل هذه المعاني مترادفة النور والهدى الحق كلها قد تكون بمعنى انه جاء بالحق والبيان وجاء بما بما يقرب الى الله جل ويوضح الطريق ويبينه للمسلم حتى يكون على هدى وعلى بينة. فمحمد صلى الله عليه وسلم جاء بالنور والنور هو هذا الاسلام والايمان وهذا القرآن وهذه السنة. التي اضاءت واوضحت وانارت طريق العبد الى الله عز وجل وهي ايضا الهدى الذي اهتدى به المهتدون وسلكوا على وسلكوا بهذه الهداية طريق الجنة الى ان يموتوا على هذا الطريق ودين الحق اي هو الدين العام الذي هو طاعة الله عز وجل وهو العمل الصالح. واهل العلم يفسرون انه اذا اجتمع الهدى ودين الحق ان ان الهدى والعلم وان دين الحق والعمل ان الهدى هو العلم وان دين الحق هو العمل. اما عند اما اذا اتى كل واحد على حدة فانه او يشمل يشمل الاخر وكما قيل اذا افترقا اجتمعا واذا اجتمعا افترقا فيكون معنى الهدى هو العلم والدلالة على الخير والهدى واما دين الحق فيكون معناه هنا العمل الصالح وطاعة الله عز وجل. والا لو ذكر دين الحق وحده لشمل ولشمل ايضا العمل. فهنا اراد ان يجمع في اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم بانه جاء بالنور. والنور هو القرآن والسنة. والهدى ايضا ويطلق على القرآن والسنة ودين الحق ويدخل في ذلك القرآن والسنة. قال صلى عليه ربنا ومجدا الصلاة من الله عز وجل الصلاة من الله عز وجل لها عدة معاني جمهور اهل العلم على ان الصلاة من الله عز وجل بمعنى بمعنى الرحمة بمعنى الرحمة والمغفرة وذهب بعض اهل العلم كما هو مذهب ابي العالية وشيخ الاسلام ابن تيمية ان الصلاة من الله عز وجل معنى الثناء ومعنى صلى الله عليه لان الله سبحانه وتعالى يثني على نبيه وعلى رسوله في الملأ الاعلى فيكون معنى الصلاة من الله ثناؤه على عبده اذا قلت صلى الله عليك اي اثنى الله عليك في ملأه الاعلى. وبهذا قال ابو العالية وقد ذكر البخاري تعليقا في صحيحه وهو قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقال به اكثر المتأخرين ان الصلاة من الله بمعنى الثناء على الله سبحانه وتعالى. واما من الملائكة فالصلاة من الملائكة هي هي الاستغفار هو الرحمة واما من عامة الناس والبشر فبمعنى الدعاء. فانت عندما تصلي على النبي وسلم فانت تدعو له ان يبلغه الله عز وجل اعلى المنازل وان يبلغه الوسيلة التي اعطاه الله اياها. وكذلك الملك عندما تصلي عليك فان صلاته عليك هي بمعنى بمعنى انها انها تدعو لك بالرحمة والمغفرة وتستغفر لك وتدعو لك بالرحمة. اما من الله عز وجل فصلاته ثناؤه سبحانه وتعالى. كما قال تعالى هو الذي يصلي عليك ملائكته اي ان الله يثني على على رسله وعلى انبيائه وعلى عباده الصالحين يثني عليهم في الملأ الاعلى والله غير بين الصلاة وبين اين الرحمة مما افاد ان الرحمة غير مما افاد ان الرحمة غير الصلاة غير الصلاة. فالرحمة شيء والصلاة شيء. فالصحيح اذا صلاة الله ثناؤه على رسوله وعلى من صلى عليه ربنا سبحانه وتعالى. صلى عليه ربنا ومجده اي زاد في تشريفه وتكريمه اي اثنى عليه ثم اراد ان يوقد هذا الثناء او بقوله ومجد والتمجيد هي السعة سعة المدح والثناء سعة المدح والثناء اي فهو تشريفا واسعا وعظمه تعظيما عاليا. وقد فعل ربنا صلى الله عليه وسلم فقرن اسمه باسم نبيه صلى الله عليه وسلم ما ذكر الرسول ما ذكر الله الا ويذكر معه محمد صلى الله عليه وسلم وهذا من اعظم التشريف واعظم التكريم لرسوله صلى الله عليه وسلم فقد مجده وشرفه وعظمه ربنا سبحانه وتعالى والالي والصحب دوما سرمدا ايظا مما مما يصلى عليه عندما قال صلى عليه ربنا ومجدا اي وصلى ربنا ايضا على الال وقد اختلف اهل العلم في الال ما المراد بهم على عدة اقوال. القول الاول ان الال هم اهله ان الال. اصل الال من ال وهو اصل واهل فصغرت الى اهيل اي بمعنى الاهل. واهل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا هم ازواج وذريته. وادخلوا في ذلك ال عقيل وال جعفر وال عباس وال بنو هاشم قالوا هؤلاء هم ال النبي صلى الله عليه وسلم والحق بهم ايضا بنو المطلب الحق بهم ايضا بنو المطلب هذا القول الاول ان ال النبي صلى الله عليه وسلم هم بنو هاشم وبنو المطلب خاصة بنو المطلب خاصة وبنو هاشم. القول الثاني انهم طيش جميعا انهم قريش جميعا. والقول الثالث انه ان الال هم كل مؤمن ومؤمنة من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة فكل من كان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم واتبع وكان على طريقته وهديه وعلى ملته فانه يدخل في اله فانه يدخل في اله ورجح هذا القول الاخير من اهل العلم والقول الاول انه انه انه قرابته واهل بيته هو قول الجمهور. واقرب الاقوال في هذا ان اله هم اتباعه الى قيام الساعة. واذا قلنا ان ال واتباعه الى قيام الساعة فيدخل في هذا اصحابه رضي الله تعالى عنهم. ويدخل في ذلك ايضا من باب اولى اهل بيت صلى الله عليه وسلم من الذين امنوا واتبعوه صلى الله عليه وسلم. اما كفرة اهل بيته فليسوا من اله فابو لهب وكذلك من مات من من اهل بيتك عبدالمطلب وابي طالب وما شابه ذلك. هؤلاء ليسوا من اله صلى الله عليه وسلم. لان الله سبحانه وتعالى اخبر عندما قالوا انه من اهل قال انه ليس انه ليس من اهلك. فاذا كان الابن الذي هو من صلب الاب يخرج من اهل الرجل اذا كان كافرا فمن باب اولى من كان بعيدا فكل كافر من المشركين من ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم اي من ال من جهة النسب لا يدخل في اله من جهة الصلاة والثناء فانه يخرج بهذا يخرج عن اله وسلم بكفره وشركه. وهذا القول ان اله اتباع الى قيام الساعة كما جاء في عبدالله ابن ابي او في البخاري انه زي ما قال الا ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء ليسوا لي باولياء الا ان ولي الله ورسوله الذين امنوا. فاخرج ولاة هؤلاء لانهم كانوا على فجور او على كفر فقال ليسوا لي باولياء لكفرهم فافاد هذا ان اولياءه واله هم المؤمنون الصادقون الى قيام الساعة واذا كان كذلك فان اولى الناس بهذا الوصف هم اهل بيته صلى الله عليه وسلم فنقول اهل اله هم اهل بيتي على وجه التخصيص ثم يدخل بعد ذلك اصحابه ثم يدخل بعد ذلك ذلك جميع المؤمنين الى قيام الساعة يدخلون في اله والمؤلف او الناظم هنا رحمه الله تعالى اراد ان يبين ان الهم من هم اهل بيتي خاصة اهل بيته لانه عق بعد الال بالصحب وهذا منه رحمه تعالى اراد ان يبين انه يخالف اهل ندعي جميعا فاهل البدع في هذا المقام على على مقامين منهم من يذكر الصحب منهم من يذكر الصحب ويخرج الال. وهذا قول الناصبة وقد اندرثوا وقد اندثروا واندرسوا ولم يبق لهم باقية. والطائفة الثانية الذين يذكرون الان ولا يذكر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء من رافضة لعنهم الله عز وجل اراد الناظم ان يجمع بين الال والصحب ليدخل في ذلك جميع اصحاب النبي وسلم واهل بيته وان مذهب اهل السنة رضي الله تعالى عنهم ان يترضون عن ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وانهم يترضون عن اصحابه فهم يحبون ال بيته ويحبون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا هذا هو اهم هؤلاء هم ال النبي صلى الله عليه وسلم انهم آآ قرابته الذين هم ال عقيل وال جعفر وال عباس وان قلت بلو هاشم بن المطلب ويدخل معهم ايضا اصحابه ويدخل بذلك ازواج وذريته صلى الله عليه وسلم ويدخل بذلك جميع المؤمنين فان هذا يصدق عليه انهم كلهم انهم كلهم داخلين معنى او في مسمى اله صلى الله عليه وسلم لكن عند الاطلاق وعند عندما يجمع بين الال والصحب وبين عامة المؤمنين فان الالة يراد من هنا اهل بيته خاصة اما اذا اطلق الال وقال اللهم صلي على محمد وعلى اله الى قيام الساعة فان المراد بالال هنا هم اتباعه الذين على ملتهم على طريقته صلى الله عليه وسلم. قال هنا والصحب دوما سرمدا اي ويصلي ايضا على الصحابة والصحب جمع صاحب الصحابي كما مر بنا وكل من لقي النبي صلى الله عليه مؤمنا به ومات على ذلك ولو تخللته ردة على الصحيح. اذا الصحابي وكل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به مؤمنا به مات على ذلك ولو تخللته ردة اي ارتد ثم رجع الاسلام فانه يبقى على وصف الصحبة يسمى ويسمى صحابي ولو لقيه دقيقة لو لقي النبي صلى الله عليه وسلم لحظة او دقيقة من نهار او من جزء من من الزمان لقيه ورآه وهو مؤمن فانه يسمى صحابيا ويخرج بهذا من لقي النبي صلى الله عليه وسلم كالتنوخ لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر ثم اسلم بعد ذلك فلا يسمى صحابي وانما يسمى يسمى تابعي مخضرم يسمى اتى ابن خظرم لانه لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر ثم امن بعد ذلك وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث اسناده ضعف وهو تابعي ولو قيل من التاب الذي حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعه نقول التنوخي الذي هو رسول رسوله هرقل رسوله هرقل عندما ارسله او رسول كسرى عندما ارسله النبي لم سمع منه وحدث عنه لكنه عندما سمع منه كان تابعيا ولم يكن ولم يكن مؤمنا. ولذلك لما مات لم يسمي اهل العلم بالصحابي لانه لما لقي النبي لم يلق وهو وهو مؤمن دواما سرمدا اي انا نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ونثني عليهم دائما دواما سرمدا اي ان هذا حب وهذا الثناء وهذا الدعاء لا ينقطع ولا ينتهي الى قيام الساعة. سواء انت المصلي او غيرك من المصلين والمسلمين فما دام هناك مسلم وما دام هناك من يشهد ان لا اله الا الله فانه سيصلي على رسولنا وعلى اله وصحبه الى قيام الساعة وقيام الساعة به عندما تهب تلك الريح فتقبض ارواح المؤمنين حتى لا يبقى في الارض من يقول الله الله. نقف على قوله و وبعد هذا وبعد هذا النظم في الاصول لمن اراد منهج الرسول والله تعالى اعلم