استغفر الله واتوب اليه. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا ما وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال الامام حافظ الحكمي رحمه الله تعالى وبعد هذا النظم في الاصول لمن اراد منهج الرسول سألني اياه من لابد لي من امتثال تالي سؤله الممتثل فقلت مع عجزي ومع اشفاقي معتمدا على القدير الباقي مقدمة يعرف العبد بما خلق له وباول ما فرض الله تعالى عليه وبما اخذ الله تعالى عليه به الميثاق في في ظهر ادم عليه السلام وبما هو صائر اليه. قال رحمه الله اعلم بان الله جل وعلا اعلم بان الله جل وعلا لم يترك الخلق سدا وهملا بل بل خلق الخلق ليعبدوه وبالالهية يفردوه. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال الناظم رحمه الله تعالى وبعد هذه مقدمة بعد ان انهى المقدمة الاولى انتقل الى مقدمة اخرى فقال رحمه الله تعالى هذا النظم اي هذه الابيات وهذا اما ان يكون ما يتعلق في ذهنه من نظم ظمنه ذهنه فقال هذا النظم واما ان يكون قد قال هذا البيت بعدما انهى نظم هذه الابيات كاملة الاشارة هنا اما انها متعلقة اما في الاعيان او متعلقة لما في الاذهان فاذا قلنا ان متعلقة لما في الاذهان اي انه نزل الغائب منزلة الحاضر فاشار اليه اشارة الحاضر وهذا يستعمله الناظمون عندما ينظمون نظما علميا وما شابه ذلك. فيقول هذا النظم الذي في ذهني يتعلق باصول هذا الدين او يكون قد نظمه نظما كاملا واخر هذه الابيات بعدما انهى النظم كاملا فاشار الى شيء موجود والى عين قائمة. فقال رحمه الله تعالى هذا النظم اي هذه الابيات وهذه الارجوزة علقه بالاصول متعلقة بالاصول وذلك ان العلم يقسمه بعضهم الى قسمين علم يتعلق باصول الدين وعلم يتعلق بفروعه ومنهم من يجعل اصول بعلم العقائد والفروع متعلقة بعلم الاحكام والاعمال. وعلى كل حال هذا النظم يتعلق باصول الدين ويتعلق بالفقه الاكبر ويتعلق بعلم العقائد. فالاصول جمع اصل والاصل هو اساس الشيء واسفله. هذا هو الاصل الاصل قل هو اساس الشيء واسهل الشيء. والاصل هو ما يبنى عليه غيره. ما يبنى عليه غيره. وسميت هذه هذه الاصول اصولا لان العبد لا يصح عمله ولا تصح فروعه الا اذا صح اصله فهذه الاصول هي التي ينبني عليها بقية احكام الدين. فلو فلو صحح الانسان فرعه وصحح فروعه واتى به على الوجه صحيح ولم يصحح اصوله فان اعماله لا تقبل منه. اذا لابد للمسلم ان يهتم وان يعتني باصول الدين وان يضبطها وان يتقنها وان يحسنها وان تكون هذه الاصول وفقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ووفقا لكتاب الله عز وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فهذا النظم يتعلق باصول الدين اي ما يتعلق بعلم العقائد كما سيأتي ايضاح. اذا هذا النظم علق بالاصول قال لمن اراد منهج الرسول وميز وخصص هذه الاصول انها موافقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم لان المبتدعة ايضا وكثير من اهل الضلال من جهمية ومعتزلة لهم اصول اصلوها وقواعد قعدوها وبنوا عليها فروعهم الا ان اصولهم مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. فالخوارج لهم اصول والمعتزلة لهم اصول. والجهمية ايضا لهم اصول فاصول المعتزلة خمسة كما ذكر ذاك عبد الجبار عبد الجبار الجباعي وذكرها غيره ايضا عندما قال اصول الخمسة التوحيد وقصدوا بهذا الاصل تعطيل الله عز وجل عن اسمائه وصفاته وذكروا ايضا من اصولهم انفاذ الوعيد وارادوا بذلك اه وارادوا بانفاذ الوعيد ان الله عز وجل من توعده بالنار انه لا يخرج منها ويكون اهل الكبائر في النار. كذلك من اصولهم ان ان صاحب الكبير بين منزلة من بين منزلة بين بين منزلة بين المنزلتين فليس هو مؤمن وليس هو كافر ومن اصولهم ايضا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويقصدون بذلك ويقصد بذلك الخروج على ائمة الجور وائمة الظلم الاصل الخامس عندهم ايضا ان ان من اصولهم ايضا العدل اصل العدل ويقصدون بذلك ان العبد يخلق افعال نفسه فهذه اصول لكنها اصول مخالفة لكتاب بالله ولسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. فافادنا حافظ رحمه الله تعالى ان هذا النظم متعلق بالاصول. الا ان هذه الاصول قد ظبطت واصلت على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم وعلى منهج النبي صلى الله عليه وسلم فحسبك بهذا بهذه التزكية اخذا بهذه العقيدة انها وفقا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه وهذا الوفق ايضا موافقا لكتاب الله عز وجل. ودليل ذلك انه دلل لكل مسألة وكل اصل ذكره في هذا الكتاب او في هذا النظم مع شرحه دلل عليه بدليل من كتاب الله او من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقال رحمه لمن اراد منهج الرسول اي ان هذه ان هذه الاصول على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم وعلى وفق منهجه ولمن اراد ان يكون على طريقته وهذه فليأخذ بهذه الاصول. يقول هنا سألني اياه من لابد لي. وهنا بين رحمه الله تعالى سبب تأليف وسبب نظم هذه المنظومة سبب نظم هذه المنظومة وذلك ان الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله تعالى طلب منه لما رآه نابغا رآه حافظا وقد حوى علوما كثيرة من العلوم من من علوم الاصلين ومن علم ايضا الاصول والفروع امره ان ينظم منظومة يحفظها الطلاب وتكون سهلة سلسة يستطيع حفظها طلاب المعهد او طلاب الشيخ رحمه الله تعالى. وكان عمره ثمانية عشر عاما فنظم هذه المنظومة نظر هذه المنظومة وقال سألني اياها اي نظمة هذه منظوما لابد لي اي من امتثال سؤله الممتثل اي انني سامتثل وافعل ما يريد لعظيم حقه علي فان الشيخ عبد الله رحمه وتعالى له حق عظيم على الشيخ حافظ فهو الذي اخذه ودرسه وعلمه وبين له وشرح له اصول هذا الدين. فيقول فقلت مع عجزي ومع اشفاق وهذا يدل منه رحمه تعالى على تواضعه وعلى خوفه وعلى عظيم خشيته لله عز وجل لانه سيسلك مسلكا عظيما في هذا النظم وهو انه سيبين في هذا النظم معتقد اهل السنة والجماعة ويبين اصولهم واصول اهل سنن الجماعة ولا شك ان هذا يحتاج الى اي شيء يحتاج الى علم واسع والى اطلاع واسع في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم وايضا في كلام سلفنا الصالح من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن اتباعهم واتباع اتباعهم فان هذا العلم يتعلق باصول الدين فقلت يقول قلت مع هذا انه انني اجبته مع عجزي اي انني عاجز حيث انني لم ابلغ هذه المنزلة العالية وهذه الرتبة الرفيعة حتى لا استطيع ان انظم نظما يحوي جميع اصول الدين ويأتي عليها على وفق الكتاب والسنة. الا ان الله عز وجل سدده ووفقه واعانه وتعالى مع اشفاقي ايضا اخاف ومشفق ان اذل وان اظل ولا شك ان الخطأ في علم العقائد ليس كالخطأ في علم الفروع وليس الخطأ في في الاعمال لان هذا لان الخطأ في باب العقائد يتعلق بعقيدة القلب وما ينعقد عليه القلب فانت اذا اعتقدت اعتقاد فاسدا واخططت واخطأت في هذا الاعتقاد ينبني على هذا الخطأ اعمال كثيرة ولذلك لما فسدت اصول اهل البدع وفسدت وفسد آآ اصلهم الفاسد ان بنى على ذاك اي شيء ان بنى على ذاك فروع كثيرة فانظر مثلا ان الجهمية ومن وافقهم من الاشياء وغيرهم ان الكفر لا يكون الا بالتكذيب او بالجحود. وعندئذ رأينا ان ان اصلا الفاسد هذا انبنى عليه اي شيء فروع باطلة. فقالوا ان العبد لو سب الله لا يكفر ولو سجى لصنم لا يكفر ولو فعل ما فعل من الاعمال لا يكفر لان اصلا الذي اصلاه اي شيء اصل فاسد ولو ترك جميع الاعمال لم يصلي ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يفعل اي فعل مما يختص باهل الاسلام فانه عندهم انه مسلم مؤمن من كامل الايمان لان اصله الفاس الذي اصلوه وهو ان الايمان هو اي شيء هو المعرفة او التصديق. ولو عرفوا الايمان التعريف الصحيح واخذوا الاصل الصحيح لانبنى على هذا الاصل فروع صحيحة واعمال صحيحة. اذا اذا فسد الاصل فسد الفرع. واذا فسد الاصل لا يمكن تصحيحه الا الا بتوفيق من الله عز وجل والرجوع ايضا ان يوجد هناك يعلمك ويبي لك هذا الخطأ لان باب العقائد قل من قل من يرجع فيه ولذلك يقول الاسماك رضي الله تعالى عنه وجاء عن بعض السلف ان الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة عن كل صاحب بدعة وذلك ان المبتدع الذي اعتقد عقيدة فاسدة يرى ان ما اعتقده هو صواب ان ما اعتقده هو الصواب. فقوله مع عجزي اي انني عاجز ان ابلغ هذه المنزلة ومع اشفاقي ان اخطئ في هذه الاصول. او اقول قولا الفا لكتاب الله او سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم. قال بعد ذلك معتمدا على القدير الباقي اي مع عجزي ومع اشفاقي. الذي يسليني والذي على المضي في هذا الطلب وسلوك هذا المسلك وان انفذ واحقق مطلب شيخي رحمه الله تعالى اني مستعين مستعن بمن؟ بالله عز وجل القدير الذي هو قادر سبحانه وتعالى على كل شيء وقادر على ان يأخذ بيد الى ان اسلك مسلك الصواب وان اقول قول الحق وان اعتقد معتقد محمد صلى الله عليه وسلم واكون على طريقته ومنهاجي وهديه القدير القدير وصفهم بانه من اسماء عز وجل القدير ومن صفات ايضا القدرة فالله قدير وهو قادر على كل شيء. ثم قال ايضا الباقي. والباقي هنا اطلقه من باب بالاخبار اطلقه من باب الاخبار لان الباقي ليس من اسماء الله عز وجل وان جاء في سنن الترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في الحديث الطويل في قوله صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين أسماء كان هذا في البخاري وجاء في في الترمذي زيادة انه والله الله لا اله الا هو الملك القدوس وذاك من هذه الأسماء فاما ان الشيخ رحمه الله تعالى اخذ بهذا الحديث وجعل من اسماء الله اسم الباقي واما انه ذكره ونسبه الى الله عز وجل من باب لان نسبة نسبة هذا الاسم الى الله عز وجل يحتاج الى دليل والقاعدة عندنا ان اسماء الله توقيفية وانه لا يسمى الله عز وجل باسم الا اذا سمى هو به نفسه سبحانه وتعالى. واما هذا الحديث فلا يعتمد عليه لانه حديث منكر وذكر هذه الاسماء في هذا الحديث يظعفها العلم ولا يقبلونها ويكون نسبته اذا الشيخ تعالى نسب الباقي من باب الاخبار فالله سبحانه وتعالى هو الباقي. والذي ثبت مرادفا لهذا الاسم ومعنى هذا الاسم هو الاول والاخر. فالله عز وجل هو الاخر الذي ليس بعده شيء. وهو معنى وهو معنى الباقي وهو معنى الباقي. فالباقي هو الذي يبقى ولا ينتهي ويكون الاوفق والاصح والاسلم في هذا الباب من باب ان يسمى الله عز وجل باسم الاخر. فيقول وهو القديم الاخر الذي ليس بعده ليس بعده شيء سبحانه وتعالى. وعلى على الخبر بانه الباقي فمعناه الذي لا يفنى ولا يبيت سبحانه وتعالى ولا ينتهي لا من جهة ذاته ولا من جهة اسمائه ولا من جهة صفاته فهو الباقي في باسمائه والباقي بصفاته والباقي بذاته سبحانه وتعالى وهو معنى قوله تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فكل شيء سيفنى ويموت وينتهي الا ما شاء ربنا سبحانه وتعالى كذلك ربنا سبحانه وتعالى كما قال الطحاوي لا يفنى ولا يبيد. اذا هذي المقدمة الان بين فيها سبب تأليف هذا النظم وسبب آآ نظم له ثم بعد ذلك امره الشيخ امره الشيخ عبد الله القرعاوي ان يشرح هذا النظم فشرحه في كتابه معارج القبول. قال بعد ان تكون مقدمة مقدمة تعرف العبد بما خلق له وباول ما فرض الله تعالى عليه وبما اخذ الله عليه من الميثاق في ظهر ابيه ادم وبما هو صائر اليهم قال رحمه الله تعالى اول المقدمة سميت مقدمة لانها تتقدم على غيرها لانها تتقدم على غيرها فهذا يعني يجعله المصلين والمؤلفون في كتبهم يجعلون مقدمة هناك يسبقها تمهيد يبينون فيها مقصدهم من هذا الكتاب ثم مقدمة يبينون منهجهم وطريقتهم وما وما يحسن تقديمه بين الدخول في اصل هذا في بين بين الدخول في هذا النظر وفي هذا المتن الذي يتعلق باصول الدين. فهذه المقدمة اذا سميت مقدمة لانها تتقدم على غيرها ولانها تحوي تحوي اهم ما في هذا الكتاب مما مما هو يتفرع عنه بعد ما يتعلق بهذه المقدمة فقال الله تعالى اعلم وعلمنا ان العلم هو احد مراتب العلم هو احد مراتب الادراك ومراتب الادراك هي آآ الشك والظن والجهل والعلم واليقين. خمسة مراتب مراتب الادراك. الجهل هذا مرتبة من مراتب الادراك والشك ايضا مرتبة والظن مرتبة والعلم مرتبة واليقين مرتبة اعلاها مرتبة اليقين ودونها العلم ودونها الظن ودون دونها الشك ودونها الجهل فهذه خمسة مراتب والعلم معناه هو ادراك الشيء على ادراك الشيء على حقيقته فاذا ادركت شيئا على حقيقتي على حقيقته فانت قد علمته قد علمته. واعلى من العلم اليقين وله مراتب ثلاث عين اليقين وحق اليقين واليقين اليقين وعين اليقين وعين اليقين وحق اليقين هي ايضا مراتب اليقين. قال اعلم وهذه الكلمة من الشهر تعالى امر منه رحمه الله تعالى ان تعلم هذا الامر وهذا ان تعلم ما وراء هذا الامر وهذا الامر واجب على كل مكلف هذا العلم واجب على كل مكلف ذكرا كان او انثى ان يتعلم هذا الامر ان يتعلم هذا الامر وهو قوله اعلم بان الله جل وعلا اعلم بان الله جل وعلا وجل اي عظم وتقدس ووصف بالجلال والكبرياء سبحانه وتعالى وعلى بانواع العلو كلها سواء علو او علو القهر او علو القدر. فالله عز وجل له له معاني العلو كلها فله فهو علي بذاته. وهو علي بقدره وهو علي ايضا بقهره سبحانه وتعالى وجليل عظيم سبحانه وتعالى لم يترك الخلق سدى وهملا لم يترك الخلق سدى وهملا وهذا معنى قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. اي ان الله سبحانه وتعالى عندما خلق الخلق لم يخلقهم سدى ولم يخلقهم هملا ولم يخلقهم عبثا وانما خلقهم لحكمة عظيمة ولغاية شريفة وهي ان يعبدوا الله عز وجل وهذا الذي اراده الناظر بقوله اعلم اي انه يجب عليك ان تعلم ان الله سبحانه وتعالى جل وعلا لم اخلق الخلق سدى ومعنى سدى اي لم يخلقهم لا يبعثون وهذا قاله بعض اهل التفسير وقيل ايضا ان سدى معناها انهم لا يؤمرون ولا ينهون. فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق ليأمرهم ولينهاهم وليبعثهم سبحانه وتعالى فيجازيهم على اعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشرا. فهذا معنى قوله لم يترك الخلق سدى اي لم يتركهم لا يبعثون ولن يتركهم سبحانه وتعالى لا يؤمرون ولا ينهون ولن يتركهم ايضا عمل اه مهملين لا يعاقبون ولا يجازون ولا يحاسبون بل ربنا سبحانه وتعالى خلق الخلق كما بين هو في كتابه وما خلقت الجن والانس الا يعبدون. ومعنى قوله تعالى الا ليعبدون. اختلف اهل التفسير في قوله الا ليعبدون في في اللام في يعبدون. فمنهم من قال ان اللام هنا لام تعليلية لعلة موجبة لعلة موجبة. اي لا بد ان يقع العبادة من خلقه ويسمى العبادة بالعبادة القهرية وهذا مال اليه ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى فيكون المعنى ان الله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه قهرا وان الخلق وان الخلق جميعا انسهم وجنهم مسلمهم وكافرهم كلهم عبيد لله عز وجل لا يخرجون عن عبادته ولا يمكن لاحد ان يخرج عن قهره وقوته وجبروته سبحانه وتعالى. والقول الثاني وهو قول جماهير السلف وقال به علي ابن ابي طالب وابن عباس ومجاهد وجمع من السلف ان معنى الا دون ان اللام هنا هي لام تعليلية لعلة غائية لعلة غائية وليست موجبة وانما هي علة غائية فمنهم من يحقق هذه غاية ومنهم من من يحرم تحقيق هذه الغاية ومعنى الغاية اي خلقهم لعلة ان يعبدوه سبحانه وتعالى وقد قال علي ولينهاهم يأمرهم بطاعته وينهاهم عن معصيته وهذا القول هو الارجح. ويمكن ان نقول ان جميع الاقوال او جميع القولين صحيحين فيكون من جهة من جهة القهر ومن جهة الاحاطة انهم عبيد لله عز وجل مربوبين لا يخرج عن ربوبيته ولا عن عبادته ويكون معنا الا ليعبدون لا لا منتعلية لغلة لعلة موجبة او تكون ايضا وهم مع هذا يختار الله عز وجل ويوفق الله سبحانه وتعالى من يختاره وطاعته ويحرم ربنا سبحانه وتعالى من شاء من عباده من عبوديته كالكفار و المنافقين كما قال تعالى ومن يهن الله فما له فما لهم مكرم. فالعبادة تكريم وتشريف يكرم الله ويشرف الله بها من شاء من عباده وجميع الخلق هم عبيد لله عز وجل لانهم لا يخرجون عن قهره ولا عن قوته. فهذا المعنى الذي اراده الناظم هو معنى قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. قال بل خلق الخلق ليعبدوه وبالالهية يفردوه. اي ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لاي مقصد لعبادته ومعنى عبادته اي ليأمرهم وينهاهم. واصل التعبد اصل التعبد هو التذلل والخضوع. يقال معبد اذا ذللته الاقدام بالوطء اذا ذللته الاقدام بالوطء يسمى طريق معبد ويسمى البعير المعبد لذله وانكساره وطواعيته لسيده وكذلك يسمى العبد عبدا لانه رقيق ذليل بين يدي سيدي فهذا معنى العبودية انها الذل والخظوع والانكسار لله عز وجل ولذلك العبادة يعرفها بعضهم بقوله كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من والافعال الظاهرة والباطنة ومنهم من يقول ايضا ان العبادة هي كمال الذل مع كمال الخضوع والمحبة كمال الذل مع كمال الخضوع والمحبة وكما قال ابن القيم عبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان اي ان العباد قائمة على الذل وعلى المحبة على الخضوع وعلى المحبة فهذا معنى العبادة ادبا خلق الخلق ليعبدوه اي ليوحدوه. ولذا قال تعالى وما خلقت الجن والانس ليعبدون. قال ابن عباس قال قال ابو العلاء قال ابو وبالفراء الا ليوحدوه فمعنى العبودية التوحيد ليعبدوه اي ليوحدوه فلا تسمى العبادة عبادة الا اذا خلت الا اذا خلت من الشرك. واما اذا دخلت دخل الشرك في العبادة فانه يفسدها ويبطلها ولا يسمى العابد عابدا. ولا تسمى العبادة عند عبادة وانما يسمى مشركا ويسمى كافرا بالله عز وجل. فلابد لتحقيق العبودية ان يحقق معها الاخلاص وان يفرد الله عز وجل بهذه العبادة حتى لا يبطل الله عز وجل عبادته. اذا قول بل خلق الخلق ليعبدوه. المراد بالخلق هنا هم المكلفون مكلفون خلقوا جميعا لعبادة الله عز وجل والمكلفون هم الجن هم الجن والانس. اما ما عدا الجن والانس فانهم فطروا وجبلوا على طاعة الله وعلى عبادة الله عز وجل. اما الذين كلفوا وامروا ونهوا فهم المكلفون من الجن والانس الذين قال الله فيهم ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. بل خلق الخلق ليعبدوه وبالالاهية يفردون. ومعنى الالهية ان يفردوه بالتأله والتأليه والالهية وذلك بمعنى لان الاله معناه المألوه الذي تألهه القلوب حبا وتعظيما واذلالا والاله اصل الاله اصلها اله واله معناها من ولها اذا اذا اذا احب من ولها يأله الهة اذا كان وليها بحبه معظما له هذا قول وقيل الاله من الوله والوله معنى التعلق والفزع الى من يأله اليه وقيل الاله بمعنى التألف هو التحير وذلك ان ان العبادة حيرون يتحيرون في ذات الله سبحانه وتعالى من جهة من جهة عظيمه وجلاله سبحانه وتعالى وقيل ان لله معنى ان التأله معنى التعبد وهذا هو اصح الاقوال ويكون باللاهية يفردوه اي بالعبادة يفردوه فمعنى الهية هو التعبد وهو التعبد كما قال تعالى ويذرك واله قال عبادتك. فالمراد بالتأله هو التعبد ويكون المعنى في هذا البيت وبالالهي اي بالعبادة بالالهية اي بالعبادة يفرد وهذا معنى ما ذكرناه قبل قليل ان العبادة لا تسمى عبادة الا اذا خلت الا اذا خلت من الشرك وهذا معنى قولك دائما عندما تقول لا اله الا الله فان معناها ان العبادة لا تكون الا لمن؟ الا لله عز وجل وانه لا اله يعبد بحق الا الله لان الاله اسمه جنس. يطلق على ما عبد بحق وعلى ما عبد بباطل. فعندما تقول لا اله الا الله اي لا اله بحق يعبد الا الله سبحانه وتعالى وهذا معنى قوله بل خلق الخلق ليعبدوه وبالالهية يفردوه اي انهم يفردونه بهذه العبارة اذا خلاصة هذين البيتين ان معناهما هو معنى قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى قوله لا اله الا الله فهو معنا ايضا الا يعبد الا الله والا يؤله الا الله والا كل الهة في الارض تعبد من دون الله فعبادتها باطلة وتأليهها باطل وان الاله الحق الذي يؤله وتألهه القلوب حبا وذلا وانكسارا هو ربنا سبحانه وتعالى الواحد الاحد الصمد سبحانه الواحد الاحد الصمد سبحانه فقوله اذا اعلم بان الله خلق الخلق بان الله جل وعلا لم يخلق لم يترك الخلق سدى وهملا وقوله بل خلق الخلق ليعبدوه بلا تفردون ومعنى توحيد الله عز وجل وافراده بالالوهية. ثم سيذكر بعد ذلك ما يتعلق بالميثاق. وهو الميثاق الذي اختلف فيه اهل العلم وسيأتي ان شاء الله عز وجل الكلام عليه في الدرس القادم ويتعلق بالميثاق وحقيقته وهل هو ما وهل هو آآ هو ما اخذه الله جل من ادم من ظهور بني ادم واشهدهم على انفسهم او هو ميثاق اخر وكم انواع المواثيق؟ هل هي واحد او ميثاقان او ثلاثة او اربعة او اقل من ذلك الله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم نبينا محمد