بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال الشيخ حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله تعالى بل لله اعلى حجة عز وجل فمن يصدقهم بلا شقاق فقد وفى بذلك الميثاق وذاك ناج من عذاب النار وذلك الوارث عقبى الدار ومن بهم كتابي كذب ولازم الاعراض عنه والاباء فذاك ناقض كلا العهدين مستوجب للخزي في الدارين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين ذكر رحمه الله تعالى قال اخرج فيما قد مضى من ظهر ادم ذريته كالذري هذا البيت يتعلق بمسألة عند اهل العلم وهي مسألة اخذ الميثاق وذلك ان جمهور المفسرين يذهبون الى ان الله سبحانه وتعالى اخرج من من صلب ادم ذريته واخرج من تلك الذرية من ظهورها ذريتهم الى قيام الساعة ثم نشرهم وبثهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم فقالوا بلى شهدنا وتسمى بمسألة الميثاق لمسألة الميثاق وهذه المسألة وقع فيها خلاف بين اهل العلم على قولين لهما القول الاول هو قول عامة المفسرين وقول جمهور اهل العلم الى ان هذا الميثاق الى ان هذا الميثاق حق وان الله سبحانه وتعالى اخرج من ذرية ادم من ظهورهم ذريتهم اي مسح الله عز وجل على ظهر ادم فاخرج من صلبه من ظهر صلب ظهره ذريته ثم اخرج من تلك الذرية ذريتها الى قيام الساعة ثم نشرهم وقال لهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا. قالوا بلى شهدنا انك ربنا هذا هو القول الاول واحتج القائلون بهذا القول باحاديث كثيرة احاديث كثيرة جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الاحاديث منها حيث ابن الخطاب الذي رواه مالك الموطأ من حيث مسلم باليسار الجهني عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهو حديث ام عل بانقطاعه ان الله سبحانه وتعالى مسح ادم مسح ظهر ادم واخرج من ظهره ذريته وذكر انه هداهم على وذكر انه اشهدهم على انفسهم وتلا هذه الاية. وجاء ذلك ايضا من حديث عبد الله بن العاص مرفوعا وموقوفا. وجاء ايضا من حديث ابن عباس موقوفا ومرفوعا الا ان هذه الاحاديث هذه الاحاديث التي ذكرها القائلون بان اخذ العهد حقا وانه استنطقهم بالسنتهم وشهدوا على ذلك بالسنتهم اكلها لا تخلو من ضعف وعلة وانما الصحيح من ذلك ما جاء موقوفا عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنه وما جاء موقوه ابن عباس رضي الله تعالى عنه باسانيد صحيحة ان الله عز وجل اخرج من من ظهر ادم ذريته واخرج ايضا من ذريتهم من ذرية ذريته ذريته الى قيام الساعة واشهدهم على انفسهم وتلا هذه الاية. واقوى ما يحتج به القائلون بان ان هذا الميثاق وان هذا الاخذ حق وانه كان واقعا وحقيقة ما جاء في صحيح في صحيح البخاري ومسلم عن ابي عمران جوني على الاسماك رضي الله تعالى عنه ان الله عز وجل يقول يوم القيامة لاهون اهل النار عذابا وقد اخرجه فقال ارأيت لو كان لك مثل الدنيا اكنت مفتدي به من عذابي؟ قال نعم يا ربي. قال سألتك وانت في ظهر ابيك الا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك بي هذا نص صريح على ان على ان الله سبحانه وتعالى اخذ العهد من ذرية ادم واشهدهم على انفسهم انه ربهم سبحانه وتعالى انه ربه سبحانه وتعالى. وهذا هو القول الاول. القول الثاني وهو الذي ذهب اليه جمع من المحققين ونسب الى الحسن البصري رحمه الله تعالى وقال به ابن كثير وقبله شيخ الاسلام ابن تيمية ونصره ابن القيم وذكره ادلة كثيرة وتابعهم على ذلك ابن ابي العز وغيرهم من اهل العلم الى ان هذا الاخ الى ان هذا الاخذ وهذا الميثاق ليس وليس حقيقيا اي ليس انه اخذ الله عز وجل من ذلك من ظهورهم ونشرهم حقيقة باجسادهم وانما المراد بذلك ان الله سبحانه وتعالى اشهدهم بلسان الحال لا بلسان القال اي كل جيل يأتي بعد جيل يشهد ويقر بان الله سبحانه وتعالى هو خالقه وهو رازقه ويسمى هذا بالميثاق قطري بالميثاق الفطري وان المراد وان المراد بقوله اذ اخذ ربكم بني ادم ذريتهم ان المراد بذلك هو الفطرة وان الله سبحانه وتعالى فطر الناس على الاقرار بربية الله عز وجل ولذلك يقول شيخ الاسلام ان روبية الله ان روبية الله واثبات لله عز وجل هذا امر ضروري امر فطري ضروري يؤمن بجميع الخلائق يؤمن به جميع الخلائق وانما قد ينسى ذلك العبد فيذكر بالرسل يذكر بالرسل وبالكتب التي تنزل ولا ولا يصحح شيخ الاسلام وتعالى ان الله استنطقهم بالسنتهم وانما الاستنطاق اللي وقع هو من شهادة الحال ويقصد بذلك انهم اقروا اقروا شهدنا اي اقررنا يا ربنا بانك انت خالقنا وانت رازق وانت رازقنا ويكون اشهادهم هو جيلا بعد جيل اشهادا جيلا على جيلا بعد جيل كما يشهد الكاف على نفسه انه كافر ليس ذلك بقاله وانما بفعله وحاله يشهد على تركه للصلاة وتركه للجماعات وتركه للتوحيد والايمان بالله عز وجل انه كافر بالله عز وجل فهو ليس يشهد ذلك بقالي وانما بحاله. وهذا القول قول شيخ الاسلام فما النزوى ومن ذهب معه الى هذا القول واول من قال ذلك منه اه نقل ذلك عنه الحسن البصري رحمه الله تعالى ثم تابعه جمع من اهل العلم وقد نصره ابن كثير في تفسيره ونصره شيخ الاسلام ابن القيم وابن ابي العز متابعا لهم رحمهم الله تعالى جميعا. فيكون هذا القول ان الاشهاد هنا ليس بالقال وانما هو بالحال وان المراد بالميثاق هنا هو ميثاق الفطرة وميثاق الفطرة الا ان القول الراجح والصحيح الذي تدل عليه اثار الصحابة رضي الله تعالى عنهم وجاء ابن عباس وعبدالله ابن عمرو عن ابي ابن كعب وعن ابي العالية وعن جمع من اصحاب التابعين ايضا ان هذا حقيقة وان الله عز وجل مسح ظهر ادم واخرج من ظهره ذريته واخرج من ذريتهم ذريتهم الى قيام الساعة. واكثر الاحاديث الواردة في ذلك ان ان في هذا المسح الذي مسحه الله على ظهر ادم انما اخرج ذرية ادم الى قيام الساعة من من مسلمين وكافرين من اهل الجنة والنار ثم قال وقبظهم بقبظتيه سبحانه وتعالى قبظة بيمينه وقبظة بشماله وقال هؤلاء للجنة وهؤلاء النار وهذا محل اتفاق بين اهل العلم ان الله سبحانه على علم اهل الجنة من اهل النار عندما خلق ادم ومسح على ظهره واخرج من ظهره ذريته الى قيام الى قيام الساعة. والمواثيق التي اخذها الله عز وجل هي اربعة مواثيق هي اربعة مواثيق عند عند من قال بالميثاق الاول الميثاق الاول وما يسمى بالميثاق الذي اخذه الله عز وجل على ذرية بني ادم واشهدهم بلسان قالهم انه ربهم وشهد لذلك ونطقوا بانه بانه ربهم. الميثاق الثاني ما يسمى بميثاق الفطرة بميثاق الفطرة التي فطر الله عز وجل الناس عليه كما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال كل مولود يولد على الفطرة وكما سريع وكذلك حديث عياض لحمار المجاج عند مسلم ان الله خلق عباده حنفاء فهذا الميثاق يسمى ميثاق الفطرة اي ان الله سبحانه وتعالى فطر الناس على الاقرار على قبول الحق وعلى موافقة الحق واتباعه فهم مفطورون على قبول الحق. الميثاق الثالث ميثاق الرسل ميثاق الرسل الذي اخذه الله عز وجل على الرسل ان جاءهم رسول ان جاء محمد صلى الله عليه وسلم ان يؤمنوا به ان يؤمنوا به وايضا هذا ميثاق خاص وميثاق للرسل وهو الميثاق الثالث هو ميثاق من ان يبلغوا ويبلغوا دين الله عز وجل وان ينذروا ناسا من الشرك ويأمروهم ويبشروهم باثر الطاعة يعني ينذروهم عن الشرك يتوعدوهم على هذا الشرك بالنار ويأمرونهم بالتوحيد على التوحيد بالجنة. اذا ميثاق الرسل ميثاقان ميثاق بالتبليغ والرسالة وميثاق بالايمان ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم ام هذه المواثيق التي اخذها الله عز وجل على بني ادم؟ ميثاق عام يشمل جميع البشر وميثاق خاص وهو ميثاق ميثاق امان وهو ميثاق الذي اخذه الله من ذرية ادم واستنطقهم وميثاق عام ايضا وهو ميثاق الفطرة وميثاقان خاصان بالرسل ميثاق خاص ان ان ويبلغ رسالة ربهم وميثاق بالايمان ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم. فهذا الذي اراد يقول اخرج فيما قد مضى من ظهر ادم ذريته كالذر. وهنا مسألة ان الله سبحانه وتعالى اخرج هذه الارواح. هذه الارواح كالذر اخرج ارواحهم واخرج نسماتهم كالذر. ثم اخرجها من العدم واوجدها ثم اعادها ربنا سبحانه وتعالى هذه الارواح وهذا وهذه النسمات اعادها في ظهور ابائهم اعاد في ظهور ابائهم ثم خلقهم الله عز وجل عندما اراد ان يخلقهم سبحانه وتعالى فيكون هنا دليل على ان الارواح سبقت على ان الارواح سبقت الاجساد من جهة من جهة الوجود من جهة الوجود الارواح سبقت اجساد فهذا النشر الذي نشره الله عز وجل واخرجه من ظهور ادم هذا في الازل عندما خلق الله عز وجل ادم في اليوم السابع من ايامه التي خلق فيها السماوات والاراضين خلق ادم بعده اهبط ومسح على ظهره واخرج من ظهره ومن ظهور ذريته ذريتهم الى قيام قيام الساعة فهذه الذرة فهذه الذرية هي نسماتهم وارواحهم الى قيام الساعة. فلا تقوم الساعة ولا تقوم القيامة حتى حتى يخرج من كل صلب من اخذ الله عليه الميثاق والعهد. كل من اخذ الله الميثاق والعهد وتم ذلك بعد ذلك تقوم تقوم ساعة لان العهد والميثاق الذي اخذه الله جل وعلا على هؤلاء البشر ما دام هناك من لم يخلق ولا يوجد من اولئك فانه ايخلق ويوجد والله سبحانه وتعالى علم اهل الجنة من من هؤلاء الذر وعلم اهل النار منهم وهذا محل اجماع بل نص الامام وكذلك الشافي وغير واحد على ان من انكر علم الله عز وجل في اهل الجنة والنار انه كافر بالله عز وجل. قال بعد ذلك واخذ العهد عليهم انه لا رب معبود بحق غيره. اي ان المعبود هو الله سبحانه وتعالى. وفي هذه الاية ان الله قال الستم بربكم؟ قالوا بلى وهو هنا المعنى بالرب هنا اي بمعنى الاله لان من لوازم الربوبية من لوازمها الالوهية. فكل رب فهو المعبود وليس هناك رب الا الله سبحانه وتعالى وعلى ذلك ليس هناك اله الا ربنا سبحانه وتعالى او يكون معنى الرب هنا معناه الاله بمعنى الاله وهذا الذي ارى يده الحافظ رحمه الله تعالى انه اخ لست بربكم اي الست بالهكم فقالوا بلى وعلى هذا نقول ان الاقرار بتوحيد الربوبية امر فطري ظروري وكذلك ايظا الاقرار بالوهية الله عز وجل هو امر فطري الا ان الفطر الا ان الفطر تنتكس وتتلوث وتتغير بالمتغيرات التي تدخل عليها من تلويث الاباء والاجداد وما شابه ذلك قال وسلم حديث ابي هريرة كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ولو تركا لو ترك دون تأثير الوالدين او تأثير الخارج على هذا الصبي لاصبح قابلا للحق وقابلا للاسلام وقابل الايمان لانه فطر على قبول على قبول الحق. وهنا مسألة وهي مسألة ما هي ثمرة الخلاف؟ ما هي ثمرة الخلاف بين القولين؟ بين القولين. ثمرة الخلاف ان هناك من العلم من يرى ان هذا العهد ان هذا العهد وهذا الميثاق كافيا في اقامة الحجة وان من مات مشركا مات مشركا انه من اهل النار ولو لم تبلغه دعوة ولو لم تبلغه دعوة الرسل لان الميثاق الذي اخذ عليه فيه اقرار بان الله هو خالقه سبحانه وتعالى. ومنهم من يقصر هذا على توحيد ربية خاصة. ويقول من انكر توحيد الروبية خاصة فانه يكون كافرا بالله عز وجل وخالد مخلد في نار جهنم ولو لم تبلغه الرسالة. وهذا قول قاله بعض اهل العلم وهو قول عند المعتزلة ومن وافقهم لانهم يرون العقل بحده العقل حجة في نفسه وان من كان عاقلا ومدركا لما ومدركا آآ بعقله ان العقل يكون حجة عليه بوجود هذا العقل الذي يدل عليه شيء على وجود الله وعلى معرفة الله سبحانه وتعالى كما سيأتي معنا في مسألة اول ما يجب على المكلف او اول ما يجب على العبد من جهة المعرفة والنظر وما شابه ذلك. اه هذه هذه الثمرة الصحيح نقول ان هذا الميثاق والذي عليه عامة اهل العلم وعامة اهل السنة ان هذا الميثاق لا يوجب جنة ولا يوجب نارا وانما الذي يوجب العذاب ويوجب الجنة هو طاعة الرسل واتباع الرسل فان الله عز وجل ارسل الرسل مبشرين ومنذرين لان لا يكون الناس على الله حجة بعد الرسل. فالرسل هم الذين تقوم بهم الحجة وهم لا تقوم بهم يقوم بهم البلاغ. وهم الذين يبلغون الله سبحانه وتعالى فالقرآن حجة والرسل مبلغون لكلام الله يكون تبليغهم ايضا حجة ولذلك قال تعالى وما كنا معذبين كانبعث رسولا فلا يدخل النار احد الا بعد ان تقوم عليه الحجة الرسالية. اما من مات وهو لم تبلغه دعوة الرسل لم تبلغه دعوة الانبياء فان هذا لا يعذب حتى حتى تقوم عليه الحجة. وقد جاء في ذلك في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه صلى الله عليه وسلم قال ما من يهودي ولا نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي الا كان من اهل النار وهنا تلاحظ انه قال من اهل النار اي انه من اهل العذاب المستحق لذلك. واما الكفر فهو متلبس به وهو يسمى كافر ويحكم بكفره ويوصف بانه كافر. لكنه لا يلزم من الكفر يعذب الا بعد قيام الا بعد قيام الحجة حتى الكفرة الذي لم تبلغهم الحجة لا يعذبون عند عامة اهل السنة الا بعد ان تبلغهم الرسول يقول وسلم يسمع بي ثم لم يؤمن الا كان من اهل النار فمفهوم هذا انه اذا لم يسمع اذا لم يسمع انه لا يعذب حتى تقوم عليه الحجة. وقد جاء في ذلك احاديث تدل على ان الكفرة الذين لم تبلغهم الحجة انهم يمتحنون في عرصات يوم القيامة وهم ما يسمى عند اهل العلم باهل الفترات باهل الفترات فجمهور اهل العلم يرون انهم يمتحنون في عرصات القيامة وان الله يرسلهم رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل دخل النار وجاء وقد جاء ذاك الحديث الحسن عن اسد بن سريع عن اه النبي صلى الله عليه وسلم وجاء ايضا من حديث عبد الرزاق عن معمر عن ابي هريرة وهذا في علة بنفس معنى حديث الاسد بن سريع وجاء ايضا في حديث ابن مالك رضي الله تعالى عنه وجاء عن بعض التابعين والصحابة ان عن بعض اصحاب التابعين انهم يرون مثل هذا القول انهم ينزلوا منزلة اهل الفترات واهل الفترات هو كل من لم تبلغه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم او دعوة نبي من الانبياء وعلى هذا نقول من لم تبلغه رسل انبياء فانهم يمتحنون في عرصات القيامة سواء انكر توحيد الربوبية او توحيد الالوهية. وقد يقال ان الذي ان الذي يقول يعني يجحد آآ وجود الخالق يجحى وجود الخالق ان هذا ان هذا منافيا للفطرة التي فطر عليها لان لان الخلق قد فطن على الاقرار بان لهذا لهذا الوجود موجد ولهذا الخلق خالق. فاذا انكر ان لهذا الخلق خالق. ولهذا الوجود موجد فهذا قد جحد ما هو معلوم من الفطر من الفطر لكنه ان كان ناسيا فذكر فهذا قد يقال انه يعذب لانه جحد شيئا قد فطر الخلق عليه ولذلك تجد قلة من الخلق حتى الوثنيين حتى المشركين حتى الذي يعبدون غير الله عز وجل كلهم يقرون بان هناك خالق ورازق ولذلك تجد اهل الوثنية يعظمون صنما ويعبي ويعظمون ويعبدون احجارا واشجارا يظنونها انها تنفعهم وتضرهم اما ان ينسبوا الخلق والايجاد لها واما ان ان يزعمون انها تقربه الى الله عز وجل. فالبوذيون مثلا يعبدون هذه الاحجار. المجوس يعبدون هذه النار. الوثنيون يعبدون الهات شتى ففي فطرهم ان لهذا الخلق خالق وان لهذا الوجود موجد. اما الذي يقول ليس هناك موجد البتة وليس هناك خالق البتة فهذا الذي يناقض يناقض فطرة الله التي فطر الناس عليها وهذا الذي يحتمل ان يقال انه يعذب لانه ومعاند وهو يعلم ان لهذا الخلق خالق. اما الذي يثبت وجود خالق او وجود اله. ولكنه انتكس فطرته من جهة توجيه هذا الاله ومن هو المستحق لهذه العبادة فهذا الذي ان بلغته الرسالة وبلغت الدعوة فهو فهو ممن يخلد في نار جهنم وان لم تبلغه الدعوة فانه امتحنوا في عرصات القيامة فان اجاب نجا وان لم يجب فانه من اهل النار ولا يعني هذا اننا عندما نقول انهم لا يعذب الكفار الا بعد قيام الحجة ان لا نسميهم في الدنيا كفارا ومشركين ووثنيين فنقول يهود والنصارى الان هم ماذا؟ هم كفار والاصل فيهم انهم الحجة قد بلغتهم وقامت فهم في نار جهنم خالد فيها الاباد. فكل من بلغه القرآن وبلغه دعوة النبي وسلم فهو كافي الدنيا والاخرة. كذلك الوثنيين كذلك المجوس كذلك الهندوس جميع من يعبد غير الله عز وجل وقد بلغه القرآن او بلغه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم او بلغه من يبلغه هذه الدعوة ثم كاض ويعاند فانه يكون ثم فانه نكون من اهل النار خالدا مخلدا فيه وانما حديثنا او كلامه في اهل الفترات هو في شخص لم يعرف الاسلام شيء ولم يبلغ من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم شيء ولا يعرف شيئا عن هذا الدين البتة فهذا الذي يمتحن او كحال كحال المجانين من اهل اليهود والنصارى المجانين الذين لم يكلفوا فان هؤلاء يمتحنون في عرصات القيامة كذلك اذا قلنا ان اولاد المشركين ان اولاد المشركين يمتحنون فان هناك قول ان هؤلاء المشرك ايضا يمتحنون في عرصات القيامة. اما في الدنيا فنقول مجانين الكفرة كفار واولاد المشركين مشركين وكفار ايضا لانهم يدفنون يأخذون حكم ابائهم اما في الاخرة فانا لا عليهم الا بعد قيام الحجة عليهم الا يأجوج ومأجوج فهؤلاء صغارهم وكبارهم كلهم في النار لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا انهم في النار وبخبره تكون الحجة قد قامت عليهم وكذلك بالغلام الذي قتله قتله الخظر عليه السلام فانه ايضا في النار وان انا صغيرا لانه لان النبي اخبرنا انه ان عاش عاش كافرا وتكون الحجة قد قامت قد قامت عليه. قال بعد ذلك رحمه الله تعالى وبعد هذا رسله رسله قد ارسل لهم وبالحق الكتاب انزل اي ان الرسل وانزل ارسل الله الرسل وانزل الله الكتب وانزل الله قل كتب تذكيرا بالميثاق الاول الذي هو ميثاق اي شيء الذي اخذه الله عز وجل من ادم وذريته من ظهورهم واشهدهم على انفسهم وقالوا فيأتي الرسل لان كثيرا من الناس كما يقوله غير واحد من اهل العلم ان هذا الميثاق لا يذكره احد ولو سألت اي احد اتذكر ان الله اشهدك على رؤيته والوهيته يقول لا اذكر من ذلك شيئا لا اذكر من ذلك شيئا وهذا محل اجماع بين العقلاء وبين الناس انهم لا يذكرون هذا العهد ولا هذا ميثاق. فعندئذ تأتي الرسل لتبين ان الله هو الاله وان الله هو الخالق وان الله هو المعبود سبحانه وتعالى. فتذكر بالميثاق الاول الذي هو اخذه الله عز وجل من ظهور بني ادم والا هذا العهد فاننا لا نذكره ولا ولا نذكر ان الله اخرجنا من ظهور ابائنا ولا من ولا اباءنا من ظهور ابائهم وانما هذا امر لا نعقل منه شيئا لكننا امنا به لان الله عز وجل اخبر به في كتابه سبحانه وتعالى. فتأتي الرسل فارسل الله الرسل وانزل الله الكتب حتى يذكروا بهذا العهد وبهذا الميثاق ايضا الميثاق الثاني هو ميثاق الفطرة هذا الرسل ايضا والكتب تذكر بميثاق الفطرة لان كل مولود يولد على الفطرة كي لا لا يكون حجة للناس اي لا يبقى للناس حجة اذا قالوا يا ربنا لا نذكر ذلك ولا نذكر هذا العهد وهذا الميثاق وقد تلوثت فطرنا بابائنا واجدادنا فيأتي الرسل حتى يبطلوا هذه الحجة لهم ولا تبقى لهم حجة عند الله عز وجل بل لله الحجة البالغة سبحانه وتعالى لان لا الناس على الله حجة بعد الرسل بل بل الحجة لله على عباده. واعلم ان الله لا يعذب احدا من اهل النار الا وهو مستوجبا لذلك العذاب مستوجب للنار وهذا باقرار اهل النار ايضا فما من اهل ان يدخل الا وهو يعلم انه مستحق لهذا العذاب فالله حكم العدل سبحانه وتعالى كمل في في حكمه وكمل في عدله سبحانه وتعالى. نقف عند قوله فمن يصدقهم بلا شقاق فقد وفى بذلك الميثاق والله تعالى اعلم