بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين مستمعين قال الامام حافظ الحكمي رحمه الله تعالى والقول في كتابه المفصل بانه كلامه المنزل على الرسول المصطفى خير الورى ليس بمخلوق ولا بمفترى يحفظ بالقلب وباللسان يتلى كما يسمع بالاذان كذا بالابصار اليه ينظر وبالايادي خطه يسطر كل ذي مخلوقة حقيقة دون كلام بارئ الخليقة جلت صفات ربنا الرحمن عن وصفها بالخلق والحدثان فالصوت والالحان صوت القارئ لكن ما المتلو قول الباري ما قاله ما قاله لا يقبل التبديل كلا ولا اصدق منه قيلا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قد ذكرنا للدرس الذي مضى ما يتعلق بصفة الكلام لله عز وجل وذكرنا ان اهل السنة مجمعون على ان الله سبحانه وتعالى يتكلم بحرف وصوت وان له صفة الكلام صفة الكلام من جهة نوعها قديم ومن جهة احادها فهي متجددة حادثة وهذا محل اجماع واتفاق بين اهل السنة وذكرنا ان الخلاف مع الجهمية والمعتزلة والاشاعرة ومن نحى نحوهم من الماتوردية واهل الكلام عموما على نفي صفة الكلام وبينا حججهم ورددنا عليها بما تيسر انتقل بعد ذلك رحمه الله تعالى ليبين من اثبات صفة الكلام لله عز وجل ان نثبت ان القرآن بعض من كلام الله عز وجل فان القرآن من كلام ربنا سبحانه وتعالى وليس وكل كلام ربنا سبحانه وتعالى بل نثبت ان القرآن هو كلام الله عز وجل وفيه مسائل المسألة الاولى ان القرآن منزل من الله عز وجل وقد نزله ربنا سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان القرآن نزل جملة واحدة الى السماء الدنيا ثم فرقه ربنا سبحانه وتعالى على ثلاث وعشرين سنة ولا يعني هذا ما يقصده الاشاعرة من ان جبريل عليه السلام اخذ القرآن من من السماء الدنيا واخذه من جبريل عليه السلام بل نقول ان الله سبحانه وتعالى نزله جملة واحدة وقد تكلم به ايضا سبحانه وتعالى. ويتكلم مع تجدد حوادث ما انزله ربنا سبحانه وتعالى. فكان جبريل عليه السلام يسمع الكلام من ربنا سبحانه وتعالى. ثم ينزل به على محمد صلى الله عليه وسلم. ثم يتلوه الرسول صلى الله عليه وسلم على امته وكان اول ما نزل من القرآن اول ما نزل من القرآن عند جماهير اهل العلم قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق فهذا اول ما نزل من القرآن ثم نزل القرآن بعد ذلك متتابعا انزل الله بعده بعدها سورة المدثر ثم تتابع القرآن وانزل القرآن في رمضان انزل القرآن في رمضان في ليلة القدر انزل في رمضان في ليلة القدر والقرآن هو كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم المتواتر في نقله المتعبد بلفظه المعجز بلفظه ومعناه ايضا هذا هو القرآن الذي انزله ربنا سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا يلزمنا او ان نعتقد ان القرآن نزل من الله سبحانه وتعالى على محمد صلى الله عليه وسلم وان النبي صلى الله عليه وسلم سمع القرآن بواسطة بواسطة جبريل عليه السلام. فكان جبريل ينزل بالقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ذكرنا سابقا ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع كلام ربه بواسطة وبغير وبغير واسطة فكلمه ربه في في السماء السابعة وفرض عليه خمسين صلاة ثم راجعه رسوله صلى الله عليه وسلم حتى جعلها خمسا في العمل وخمسين في الميزان وكلمه ايضا بهذا الوحي العظيم الذي انزله جبريل الذي انزله الله عز وجل على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه بواسطة عليه السلام فهذا ايضا هو آآ من من طرق سماع القرآن انه سمع كلام الله بواسطة جبريل وسمعه ايضا بلا بلا واسطة المسألة الثانية في القرآن ان اهل السنة مجمعون على ان القرآن كلام الله غير مخلوق كلام الله غير غير مخلوق محل اجماع بين اهل السنة ولا يخالف في ذلك احد منهم بل من خالف في هذا فهو من المبتدعة الجهمية الضالين فكل من قال في ان القرآن كلام الله فهو جهمي ضال. ومن قال ان القرآن كلام الله ولم يبين انه غير مخلوق ايضا فقد بدع وظلل بهذا الوقف هذا السكوت فاهل السنة مجمعون ايضا على ان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى. المسألة الثالثة ايضا ان القرآن منه بدأ اي ان الله هو الذي ابتدأ بكلامه سبحانه وتعالى بهذا القرآن. ومنه يعود ومنه ومنهم منه بدأ واليه منه بدأ واليه يعود وقد جاء ذلك عن جبر السلف بل جاء في حديث مرفوع في اسناده ضعف وجاء بعض الصحابة ان القرى منه بدو اليه واليه يعود ومعنى اليه يعود ان يعود في اخر الزمان عندما يدرس الاسلام ولا يبقى منه شيء في رفع الله القرآن من صدور الناس كما في حديث حذيفة عند ابن ماجة باسناد صحيح ان القرآن يرفع من الصدور حتى لا يبقى منه شيء لا في المصاحف ولا في ولا في الصدور ولا في اه ولا في السطور ايضا يرفع القرآن. فهذا معنى واليه يعود وقيل ان معنى اليه يعود انه يوصف به سبحانه وتعالى وانه صفة له اي ان الله المتكلم بهذا القرآن كما ذكرنا هو بعض كلام الله عز وجل. من ذلك ايضا التوراة هو كلام الله سبحانه وتعالى. كذلك الانجيل هو كلام الله سبحانه وتعالى. كذلك والصحف كل هذه من كلام الله سبحانه وتعالى. ولكن الذي حرف وغير لفظه ومعناه فانه لا ينسب لله عز وجل. وانما نثبت انه الله عز وجل ما ثبت انه لم يتبدل ولم يتغير ولا يوجد كتاب لم تمسه ايدي التحريف الا كتاب ربنا القرآن فهو لم تمسه اؤيد التحريف ولم يتغير لان الله سبحانه وتعالى تكفل تكفل بحفظه. هذا هو مذهب اهل السنة في مسألة في مسألة القرآن وانه كلام الله منه نزل واليه واليه يعود انه كلامه غير مخلوق سبحانه وتعالى. المسألة الثانية في هذا المقام ايضا من خلفي هذا الناس في القرآن الناس في القرآن على اقسام او على طوائف القسم الاول من زعم ان القرآن انا مخلوق لله عز وجل وهذا هو مذهب المعتزلة والجهمية لعنهم الله فانهم قالوا ان القرآن مخلوق وليس هناك شيء يوصف الله به وعلتهم في ذلك ان القرآن حادث والله منزه عن الحوادث والاعراض. فقالوا ان القرآن خلق من خلق الله عز وجل سواء كلام من كلامي ولهم في ذلك حجج ذكروها وكلها داحضة وباطن وليس منها شيء يعتمد عليه بل النصوص الكثيرة واجماع سلف يدل على ان القرآن كلام الله. فالجهمي والمعتزلة قالوا ان القرآن مخلوق لله عز وجل مع انهم يعبرون في عباراتهم انهم يقولون القرآن كلام الله غير مخلوق ويقصدون بذلك غير مخلوق اي غير مفترى غير مفترى ومكذوب على الله عز وجل فهم ينسفهم يثبتون انه مضاف لله عز وجل لكن اظافته اظافة اظافة تشريف اظافة تشريف لا اظافة صفة الى موصوف وهم يقولون ان القرآن كلام الله غير مخلوق لكن يزعمون بانه كلام الله اي انه يضاف الى الله اضافة المخلوق الى الى الخالق واظافته اظافة تشريف ويزعم انه غير مخلوق اي غير مفترى غير مفترى فلا تغتر ان رأيت عبارة لهم تزعم انهم يقولون ان القرآن كلام الله للمخلوق فانهم لا يقصدون ما قصدوا اهل في هذه العبارة الطائفة الثانية من قالوا ان هذا القرآن هو عبارة وحكاية عن كلام الله عز وجل وليس هو كلام الله سبحانه وتعالى. وانما هذا عبارة وحكاية عن كلامي وان الذي تكلم بهذا القرآن هو جبريل عليه السلام كما تكلف التوراة وتكلم بالزبور والانجيل يقولون ان هذا المكتوب هو كلام جبريل وليس كلام الله عز وجل وانما هو عبارة وحكاية عن كلام الله عز وجل والا وهذا هو نفس قول الجهمية المعتزلة فانهم يتفقون مع المعتزل والجهمية ان هذا الموجود بين ايدينا انه وايضا مخلوق لله عز وجل ليس هو كلامه لانهم ان زعموا ان هذا وكلام جبريل فانهم يتفقون ان جبريل مخلوق من خلق الله عز وجل فيكون كلامه مخلوقا من خلق من خلق الله عز وجل لكنهم يتكايسون او يخافون ويهابون ان يصرحوا بان القرآن مخلوق ويقولونه كلام الله لكنه ليس كلاما صريحا وحقيقيا لانهم ينفون الصوت وينفون الحرف وينفون المعنى عن ربنا سبحانه وتعالى ويجعلون ان هذا هو وحكاية عن معنى كلام الله عز وجل ليس ان هو كلام الله سبحانه وتعالى. هذه الطائفة الثانية وهم ايضا من اضل خلق الله وهم في هذا الباب جهمية جهمية لانهم عطلوا الله عن صفة كلامه. الطائفة الثالثة ايضا الواقفة والواقفة هي الجماعة نسبت لبعض اهل السنة والصحيح ان هذا القول قول مبتدع وضال وذلك انهم وقفوا فلم يقولوا القرآن كلام الله ولم يقل للقرآن مخلوق لله عز وجل وانما قالوا نقول كما قال الله ونسكت عما زاد على ذلك. وهذا لا شك انه قول باطل وقول مبتدع وقول ضال وقد احمد من قال هذا القل ود بدع الواقفة وينسب هذا القول الى حسين الكرابيسي فانه اول من قال بهذا الوقف وهذا قول باطل ولا شك انه مدعاة للضلال والواجب على المسلم ان يصرح بان القرآن كلام الله وان يصرح ايضا بانه غير مخلوق. لان وصفه بان سكوت قد يحتمل انه قد يقع في قلبه انه مخلوق لله عز وجل وقد يقع في قلبه ايظا انه ليس بكلام الله عز وجل. فهنا نقول لا بد على الموحد السني ان يصرح بمذهبه وان القرآن كلام الله عز وجل كما قال تعالى فاجره حتى يسمع حتى يسمع كلام الله. فالواجب ان يثبت ان هذا القرآن هو كلام الله عز وجل ولا يتوقف على هذا نقول ان المتوقفة او الواقفة في كتاب الله عز وجل هم ايضا مبتدعة لانهم لانهم وقفوا في اثبات صفة الكلام في هذا الكتاب. وهؤلاء هم من يعني يدخلون في مسمى انهم لا يثبتون الكلام الى اجل فهم يكون نوع من انواع الجهمية لكنهم ليسوا كغلاتهم وليس كمن صرح بان القرآن مخلوق لكن لا نصفهم بانهم من اهل السنة ولا ندخلهم في مذهب اهل السنة بل مذهب اهل السنة ان نقول ان القرآن كلام الله غير مخلوق. هذا ايضا المذهب الثالث. المذهب وهو مذهب احدثه الجهمية لما خافوا وهابوا ان ان يقولوا القرآن مخلوق قالوا الفاظ بالقرآن الفاظ بالقرآن مخلوقة. فقالوا ان القرآن كلام الله لكن اللفظ يتلفظ به هو هو مخلوق لله عز وجل وارادوا بهذا القول ارادوا بهذا القول بقولهم ان الفاظ المخلوقة الملفوظ الذي هو كلام الله عز وجل بدع الامام احمد وغيره واحد من اهل العلم قول من يقول ان الفاظ بالقرآن مخلوقة فمن قال هذا القول فهو فهمي ضال لانه يقصد بذلك الملفوظ يقصد بذلك الملفوظ. اذا هذا ما اراده الشيخ ابن تيمية بقوله وعندما ذكر رحمه الله تعالى قال والقول في كتابه المفصل بانه كلامه المنزل وصفه بانه اول بان كتابه المفصل وسمي كتابا لانه مكتوب انه مكتوب مسطور كتاب مسطور ومكتوب فسمي كتابا. وسمي مفصلا لان الله فصل فيه بين الحق والباطل وفصل في بين الوعد والوعيد وفصل في بين الحسنة والسيئة وبين الطاعة والمعصية وبين المحكم والمتشابه فهو مفصل ايا ليس فيه اشكال وليس فيه ما يشكى على المسلم وما اشكل فيه فقد بينه الله عز وجل وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم فهو مفصل واضح بين لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه لانه تنزيل من عزيز حميد من تنزيل من حكيم حميد سبحانه وتعالى بانه كلامه تنزل اي ان القرآن انزله الله عز وجل وانزله بواسطة جبريل عليه السلام. ولا تغار بكونه انزل جملة وانه انزل ايضا مفرقا فهو نزل مفرقا ونزل ايضا جملة واحدة على رسوله المصطفى خير الورى وقد خص الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن. خصه من سائر الانبياء بان انزل عليه افضل كتبه افضل كتبي وهو القرآن الذي اشتمل على جميع الشرائع والاحكام وهو اكمل الكتب واتمها وهو المهيمن على ما قبله من كتب التي انزلها ربنا سبحانه وتعالى. فهذا القرآن انزله على رسوله المصطفى خير الورى. هذا الرسول هو خير الورى وهو محمد وسلم وهذا باجماع اهل السنة ان افضل الخلق هو محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال ليس بمخلوق وليس بمفترى ليس بمخلوق ولا مفترى اه اي وصف القرآن بانه ليس بمخلوق كما تقوله الجهمية والمعتزم من وافقهم وليس بمفترى اي مكذوب على الله عز وجل او انه كذب على الله سبحانه وتعالى بل هو كلامه سبحانه وتعالى ومن زعم ان القرآن مخلوق فهو كافر باجماع اهل السنة. ومن قال ان قال مفترى فهو كافر باجماع اهل السنة وقد نقل الالكائي ونقل قبله الطبري ونقل ذاك ابن القيم تعالى الاجماع على ان من قال ان القرآن مخلوق انه كافر بالله عز وجل يجب قتله وان يرمى ولا يتهم مع المسلمين بل يرمى عند عند الزبائل وعند القاذورات ولا كرامة له لانه كفر بالله عز وجل. قال يحفظ بالقلب يحفظ بالقلب اي ان هذا القرآن وان حفظ بالقلب فهو كلام الله. وباللسان يتلى كما كما يسمع بالاذان اي ان هذا القرآن هو كلام الله يحفظه المؤمنون كما قال تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم فسماه الله ايات بينات وسماه انه احفظه ويكون في صدور اهل العلم. وقال ايضا وباللسان وباللسان يتلى ولا شك ان المسلم مأمور بتلاوة القرآن وكلما تلا القرآن وقرأه فانه يؤجر على قراءته وتلاوته بل يعطى بكل حرف يقرأه عشر حسنات الى سبع مئة ضعف كما قال وسلم لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف ولو بكل حسنة وله بكل حرف يقرأه عشر حسنات وهذا من فضل الله عز وجل كذلك كما كما يسمع بالاذان وكذا بالابصار اليه ينظر وبالايادي خطه يسطر اي ان القرآن ان حفظ فهو كلام الله. وان ابتلي فهو كلام الله. وان سمع فهو كلام الله. وان نظر اليه فهو كلام الله. وان سطر بالايدي فهو كلام وهذا وهذا التنقل في كلامه سبحانه وتعالى من من الصدور الى السطور الى الاذان الى الالسنة لا يصرف عنك كلام ربنا سبحانه وتعالى فهو كيفما تصرف فهو كلام الله عز وجل ان سمعناه فهو كلام الله وان قرأناه فهو كلام الله وان كتبناه فهو كلام الله وان حفظناه فهو كلام الله واراد بهذا ان يفرق بين مسألة الكلام وبين مسألة الجوال التي تكتب هذا الكلام او تسمعه او تتلوه او تحفظه. فالقلب يحفظ القرآن والقرآن كلام الله والقلب مخلوق والصدور ايضا والاضلاع التي حوت هذا القرآن كلها مخلوقة لله عز وجل. الالسن تتلو هذا هذا الكتاب وتتلو القرآن ونقول ان اللسان واللهوات والشفتين كلها مخلوقة لله عز وجل والملفوظ هو كلام الله عز وجل الاذان لو تسمع الاذان تسمع كلام الله والمسموع كلام الله والاذان الغظاريف وهذه الاذن التي سمعت الاذان سمعت القرآن هي مخلوقة لله عز وجل كذلك الايدي التي خطت وسطرت كلام الله كلام الله عز وجل هي مخلوقة والمسطور مكتوب هو كلام الله عز وجل. فاراد بهذا ان يفرق بين قول من يرى اراد ان يبين ان هناك فرق بين كلام الله وبين الادوات التي حفظت بها كلام الله او سمعت بها كلام الله او تلي به كلام الله او او سطر به كلام الله او حوى كلام الله عز وجل فان هذه الادوات كلها مخلوقة لله عز وجل اما القرآن الذي هو كلامه فان انه لا يتغير كونه موصوفا بانه كلام ربنا سبحانه وتعالى. قال رحمه الله وكل ذي مخلوقة حقيقة اي جميع ما ذكرت من الكاغب والاوراق اذكار الاوراق ومن ومن المداد والحبر وهذه الاوراق التي حوت الكلام هي مخلوقة الايدي التي كتبت والاذان التي سمعت والقلوب التي حفظت والابصار التي رأت كل هذه مخلوقة لله عز وجل والذي كتب وقرأ وسمع وحفظ هو ابو الله عز وجل. ولذلك لما كان الجهمية في عهد الامام احمد رحمه الله تعالى ضيق عليهم واخذوا على ان يقولوا ان القرآن كلام الله ولم ليصرحوا بجهميتهم وظلالهم قالوا مقولتهم وهي مقولة اللفظ وهي انهم قالوا ان الفاظ بالقرآن مخلوقة وقد اتهم وقد اتهم شيخ الامام البخاري تعالى بانه يرى ان ان الالفاظ مخلوقة وهذا كذب وقول باطل وانما حمل من قال ذلك حسد الحسد من حسد الاقران حيث ان البخاري برز واصبح له شأن عظيم وتتابع الناس على الاخذ منه فكان هناك من اقران من حسده فنسب اليه هذا القول انه كان يقول اصواتنا اصواتنا مخلوقة والسنتنا مخلوقة واما الكلام فهو كلام فهو كلام الباري. فزعم انه يقول ان البخاري يقول ان الالفاظ مخلوقة ان الالفاظ مخلوقة لا شك ان هذا هو قول الجهم ابن صفوان وقول ايضا الجهمي عموما انهم يرون هذا الملف هو كلام الله هو مخلوق حصل بين محمد ابن يحيى الذهني والبخاري بسبب هذه المسألة نفرة وخلاف شديد حتى ان حتى ان محمد ابن يحيى الذهني منع البخاري من دخول مدينته واخرجه من مدينته ومات رحمه الله تعالى ليس معه احد بسبب هذه الفتنة العظيمة انه كان بريء من القول بان بان اللفظ مخلوق وانما كان يرى ان الصوت صوت القارئ والكلام كلام الباري. وهذا قاله الامام احمد احمد يقول ذلك. قال القلب مخلوق واللسان مخلوق والاذان مخلوقة والايدي مخلوقة وما كتبت الايدي وما سطرت وما سطرت الايدي وما سمعت الاذان وما حفظ الصدور فهو كلام الله عز وجل احمد البخاري لا يختلفون بل اهل السنة لا يختلفون ان هذه الادوات مخلوقة لله عز وجل وانما حوت ان كان صدرا او كتبت ان كانت ايدي فهي مخلوقة لله عز وجل ويعبر عنها بقولهم الكلام كلام البارئ والصوت صوت القارئ والصوت صوت القارئ فمسأت لفظ او مسألة اللفظية التي يقولها الفاظ القرآن مخلوقة نقول هذه قولة جهمية ضالة وانما نقول ان اللفظ هو كلام الله اللفظ اللي هو الملفوظ هو كلام الله عز وجل اذا قاصد باللفظ الملفوظ اللي تلفظ به القارئ فهو كلام الله عز وجل وان قصد باللفظ انقص باللفظ تحريك اللسان وفتح الشفتين واللهوات فهذه الادوات كلها كلها مخلوقة لله عز وجل فمذهب اهل السنة في هذا المقام ان يقال ان الادوات التي قرأ بها القرآن او كتبها قرآن او حفظ بها القرآن انها مخلوقة لله عز وجل. اما كلام ربنا فهو كلامه. وان وان تصرف كيف ما تصرف وكيف كما نقل فهو كلام الله عز وجل. قرأه القارئ نقول هو كلام الله. سمعه السامع نقول هو كلام الله. كتبه الكاتب نقول هو كلام الله ولا ايسلب صفة الكلام بكونه خط بالايدي او سمع بالاذان او حفظ الصدور او قرئ بالالسن. قال وكل ذي مخلوقة دون كلام دار الخليقة. وصدق وتعالى هذا هو مذهب اهل السنة وهذا محل اتفاق بينهم. لكن لما وجد من من يقول الفاظ القرآن المخلوق ويقصد بذلك الملفوظ كان الامام احمد يبدع من يقول هذه المقولة ويقول من قال لفظ المخلوق فهو مبتدع كان الامام احمد يرى من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع جهمي وان كان يقصد وان كان يقصد وان كان يقصد الصوت وتحرك اللسان اللهوات والشفتين لان في قولي هذا مشابهة لمن؟ مشابهة للجهمية ومشابهة لقول الجهمية الذي يقولون ان الفاظا يقصدون بها ويقصد بها الملفوظ وعلى هذا نأخذ قاعدة ان كل قول ان كل قول ولفظ يشابه قول اهل الباطل فان المذهب الحق ان يمنع من هذا القول وكلما شابه الحرام فانه يمنع من فعله حتى لا يقع حتى لا يشابه الفاعل له بالواقع في الحرام. فهذا اللفظ حيث انه يشابه قول اهل الضلال وقوله كان اهل السنة يشددون في المنع منه ويحذرون من قائله ويرون ان قائله مبتدع جهمي ضال لانه شابه بقوله قول الجهمية وان كان لا يقصد ما يقصده الجهمية فهنا نقول هذا اللفظ يمنع من قوله ويبين ان قائله مخطئا ظال ويبين له القول الصحيح نقول الصوت صوت كالقارئ والكلام كلام البارئ والكلام كلام بارئ. قال بعد ذلك جلت صفات ربنا الرحمن عن وصفها بالخلق والحدثان ومراده تعالى ان صفات ربنا سبحانه وتعالى ليست بمخلوقة وليست بمحدثة وليست بمحدثة الحدثان هنا بمعنى الخلق بمعنى الخلق وليس معناها انه المحدث الذي يتجدد شيئا فشيء وقد ذكرنا في لقاء سابق ان القرآن من جهة نوعه قديم ومن جهة احاده انه حادث ومعنى حادث اي انه متجدد لان الحدوث لهم عليان بمعنى التجدد وهو ان يحصل شيئا فشيء مع الحدود بكون بمعنى انه مخلوق لله عز وجل. اما كونه مخلوق فهذا باطل وكفر بالله عز وجل. واما كون القرآن متجدد وانه يفعل وانه يتكلم متى شاء كيفما شاء فهذا مذهب اهل السنة ومراده بالحثان اي انه انه مخلوق مخلوق لا فهذا القول من يقول ان القرآن انا متجدد بان القرآن محدث من بمعنى انه مخلوق فهذا كفر بالله عز وجل ومن قال ان القرآن مخلوق ايضا كفر بالله عز وجل وليس هذا خاص بصفة الكلام بل بجميع صفات الله عز وجل فصفات الله ليست منها شيء ليس منها شيء مخلوق بل هي صفات له سبحانه وتعالى و وصفات الله كما ذكرنا منها ما هو صفة ذاتية ازلية ابدية قائمة بذات لا تنفك عنه البتة ومنها صفات فعلية متعلقة بمشيئته ومنها صفات هي اذاتية من جهة نوعها وفعلية من جهة احادها يمكن ان نقسم ثلاث اقسام صفات ذاتية لا تنفك ابدا كالحياة والعلم والقدرة وما شابه ذلك صفات فعلية تتعلق بمشيئته كالنزول والمجيء فهذه ينزل الله متى شاء ويستوي متى شاء وتعالى وصفاته من جهة نوعها قديمة وذاتية ومن جهة احادها فعلية وهذا ينطبق على صفة الكلام فالله متكلم وصفة الكلام قائمة بذاته سبحانه وتعالى لا تنفك عنه البتة ولكن احاد الكلام وافراد الكلام فانه يتكلم ربنا متى شاء كيفما شاء سبحانه وتعالى. ثم بين فقال فالصوت والالحان الالحان اي ما الذي تغنى به المتغني بالقرآن لان اللحن او اللحون هي ما يسمى بترتيل القرآن. بترتيل القرآن قال والتغني به التغني هو ان يلحن القرآن ويزينه يجمله بصوته فيجعلك كالاللحان من لحون العرب وهو ان يقرأوا باي قراءة فيها شيء من اللحون والناس في هذا المقام يختلفون اختلافا واسعا. فالصوت اي صوت القارئ وترتيله بالحان ان يلحنه يجملها ويزينها ويتغنى به هذا هذا الصوت وهذا الالحان هي من خلق الله عز وجل. لكن ما المتل الذي يلفظ ويقال هو كلام الله عز وجل سبحانه وتعالى. ما قاله اي ما قاله ربنا لا يقبل التبديل ولا اصدق منه قيلا. كلام الله مر بنا انه نوعان كلام كوني وكلام شرعي. اما الكلام الكوني الذي قال الله عز وجل فهذا لا يأتيه لا لا يبدل ولا ولا يقبل التبديل ولا يغير وكلامه سبحانه وتعالى اصدق الكلام ليس هناك من اصدق من ربنا سبحانه وتعالى كما قال تعالى ولا اصدق منه قيلا اليس هناك والله ليس منه ليس هناك من اصدق قيلا من رب سبحانه وتعالى وهذا ما قصده رحمه الله تعالى في قوله تعالى لا تبديل لكلمات الله فكلمات الله لا تبديل لها ولا تغيير لها وكما قال تعالى ومن اصدق من الله ومن تقبل الله قيلا وهذا معنى ما قصده بقوله ما قاله لا يقبل التبديل كلا ولا اصدق منه قيل اذا هذي الابيات اراد بها ان يبين رحمه الله تعالى ان القرآن كلام الله عز وجل وان الله تكلم بصوت وحرف وان هذا المسموع القرآن هو كلام الله لفظه ومعناه وان الله تكلم به بهذه بهذه الكلمات. فلا نقول كما يقول الجهمية والمعتزلة حتى من وافقهم فان السالم ايضا مذهب في القرآن كما ذكرنا سابقا انهم يرون ان كلام الله لا يتعلق بمشيئته وان كلامه قديم من جهة الصوت والحرف والمعنى وان كلامه يخرج جملة واحدة لا تسبق السين الالف ولا ولا الالف والسين وانما يخرج جملة واحدة كله قول قول باطل واما الذي يعني اهل السنة فان الله تكلم بالقرآن تكلم كما سمعنا كلام بهذا القرآن وذلك من احب ان يكلمه الله عز وجل فليقرأ القرآن وليسمع كلام ربه سبحانه وتعالى فانك اذا سمعت القرآن فان الله يكلمك بهذا بهذا وما تعبد المتعبدون بشيء افضل لما خرج منه سبحانه وتعالى وهو وهو كلامه فافضل ما يتعبد المتعبد به ان يقرأ كلام الله ان يقرأ كلام الله. بل نقول ان النظر الى المصاحف عبادة عندما تنشر المصحف وتنظر في كلام الله عز وجل فانت تؤجر على على نظرك. فان جمعت مع النظر التلاوة والقراءة اوتيت اجرين اجر النظر واجر واجر التلاوة ولذلك كان بعض السلف يكره ان يمضي على العبد يومين لا ينشر فيها المصحف لا ينشر فيها المصحف ويقول انها مما يكره من العبد ان يهجر المصحف او اتركه مهجورا دون ان يفتحه اكثر من يومين. فمن الادب مع كلام الله عز وجل ومع هذا القرآن ان ينشره المسلم في كل يوم مرة في كل يوم مرتين او ثلاث مرات لا يقطع عهده بالقرآن بل يكون دائما متجدد العهد مع كتاب الله عز وجل. بهذا نكون قد انهينا ما تعلق بصفة الكلام وما يتعلق بصفة القرآن والقرآن وكلام الله بينهما عموما وخصوص. فالقرآن القرآن هو جزء من كلام الله عز وجل وبعض من كلام الله فكما اثبتنا ان الله يتكلم على وجه العموم فان من كلامه الخاص الذي الذي نسمعه ونراه ونقرأه هو هذا القرآن وهناك كلمات اخرى وكلام لا ينتهي ولا يفنى ولا يبيد لله عز وجل والله في كل يوم هو في شأن يأمر ويقضي ويحكم سبحانه وتعالى ففي كل يوم له شأن سبحانه وتعالى. نقف على هذا والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد