الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا النظم يتعلق بمسألة عظيمة من مسائل الصفات الا وهي مسألة رؤية الله عز وجل رؤية الله سبحانه وتعالى من المسائل العظام التي دلت النصوص الكثيرة على اثباتها لله عز وجل فالله سبحانه وتعالى يرى وهو سبحانه وتعالى يرى ورؤيته اعظم نعيم يتقلب فيه اهل الجنان بل رؤيته هي لذة الابصار وسماع كلامه ولذة الاسماع واعظم نعيم يتقلب فيه اهل الجنة ان يروا ربهم سبحانه وتعالى وليس فوق رؤية الله نعيم ليس فوق رؤية الله نعيم سبحانه وتعالى والناس في رؤية الله يتفاوتون على قدر ايمانهم واسلامهم. فمن الناس من يرى الله غدوة وعشية ومن الناس من يراه في كل يوم مرة ومنهم من يراه كل جمعة على قدر ايمانهم وعلى قدر سبقهم لطاعة الله عز وجل تكون رؤيتهم لربهم سبحانه وتعالى ولذلك اجمع اهل السنة على ان اعظم نعيم يتقلب فيه اهل الجنة ان يروا ربهم سبحانه وتعالى وان تتلذذ ابصارهم برؤية من كمل في جلاله وكمل في جماله وكمل في اسمائه وصفاته ولذلك قال الحسن البصري رحمه الله تعالى لو لم اعلم اني ارى ربي ما عبدته لانه يعلم ان ان نفي الرؤية عنه تشبيها له بالمعدومات وان اعظم نعيم يتقلب فيه اهل الجنة ان يروا ربهم سبحانه وتعالى ومسألة الرؤية مما تظافرت عليها الادلة من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ومن اقوال الصحابة والتابعين وهو محل اجماع بين اهل السنة ان الله سبحانه وتعالى يرى يرى في الجنة ويرى في عرصات القيامة يرى في الجنة يراه المؤمنون ويرى في عاصات القيامة ايضا يراه المؤمنون وهذا محل اتفاق واجماع بين اهل السنة واما المبتدعة من جهمية ومعتزلة واشاعرة ومن وافقهم من اهل الضلال والبدع فانهم يخالفون اهل السنة في هذه المسألة والمخالفون لمذهب اهل السنة في رؤية الله عز وجل بين مفرط وبين تفريط بين مفرط في اثبات الرؤية كغولاة الصوفية الذين يقولون ان الله يرى في الدنيا ويرى في الاخرة وهؤلاء هم غلاة الصوفية الذي يرون ان الله يحل في اجساد الاولياء والصالحين وانه يمكن ان يرى بذاته سبحانه وتعالى في الاسواق والطرقات تعالى الله عن هذا القول الشنيع العظيم علوا كبيرا ويقابل هؤلاء الضالين الكفرة بهذا القول الفاسد الجهمية الغلاة الذين قالوا ان الله لا يرى وان الله سبحانه وتعالى ليس زعموا ان الله لا يرى وانه لا يمكن ان يراه احد لا في الدنيا ولا في الاخرة وقال بعض المبتدعة ايضا وهم مذهب وهو مذهب الاشاعرة ان الله يرى ولكن رؤيته لا تكون في جهة لا يرى في جهة وحقيقة الاشاعرة هو نفس قول المعتزلة الا انهم اثبتوا اللفظ ورد المعنى اثبتوا اللفظ وردوا المعنى فقال ان الله يرى لك عند التحقيق والنظر في قولهم ماذا تقصدون بالرؤية؟ يقول يقصد بذلك العلم اي ان الله يعطي العبد ويعطي الرائي ادراكا حتى يستطيع ان يعلم عن ربه اشياء لم يكن يعلمها قبل ولا شك ان هذا هو قول الجهمية وان تغايروا في مسألة اثبات الرؤية من عدمها. اذا هؤلاء الطوائف الذين ظلوا في هذا الباب وهم من نفى رؤية الله ابدا ومن اثبت الرؤيا في الدنيا والاخرة ومن اثبت لفظ الرؤية ونفى معناها كل هؤلاء اعلى ضلال كل هؤلاء على ضلال وقد كفر الامام احمد رحمه الله تعالى من نفى رؤية الله عز وجل وقال من نفى من نفى الرؤية فهو كافر بالله عز وجل لانه كذب بالقرآن وكذب بالسنة التي جاءت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم. وقد احتج هؤلاء القائلون بعدم اثبات الرؤية من جهمية وغيرهم بايات من كتاب الله عز وجل وحرفوا وتأولوا نصوص نصوص الرؤيا التي اثبتها اهل السنة واخذوا منها اهل السنة رؤية الله عز وجل. فمن ذلك ما احتج به اولئك الجهمية. قوله تعالى لا تدركه الابصار لا تدركه الابصار قالوا هذا نص صريح ان الله لا تدركه الابصار. اي لا يدرك كلية ولا جزئيا. وهذا لا شك انه حجة عليهم لا لهم حجة عليهم لا لهم. فان قوله تعالى لا تدركه الابصار ليس مدحا ليس مدحا لله عز وجل في الا اذا اثبت في ظمن هذا المدح ان الله يرى الا اذا اثبتنا في هذا المدح ان الله يرى. اما اذا قلنا ان الله لا يدرك مطلقا ونفينا الادراك المطلق ونفينا مع الادراك الرؤية كان ذلك سلبا وليس مدحا. وكان ذلك نفيا وليس اثباتا. والله سبحانه وتعالى عندما قال لا تدركه الابصار لكماله سبحانه وتعالى ولعظمته وجلاله. فعندما ترى ولا تدرك يكون ذلك وجه كمال ومدح يكون ذلك وجه كمال ومدح فعندما تقول رأيت السماء ولم ادركها انت السماء باي شيء بعظم حجمها وبكبر قدرها فانت تراها لكن لا تستطع ان تدرك جميع اطرافها. اما اذا قلت ان السماء ترى او ان السماء لا تدرك ونفيتها شابهتها بما لا يرى لحقارته وشابهتها ايضا بما لا يرى لعدمه وعدم وجوده فهذا هذا يدل على ان النفي المطلق نفي الرؤيا مطلقة انه انه ليس مدحا وانما هو سلب والله منزه ان ان يذم بهذا الوصف المطلق وانما اخذ اهل السنة من قوله تعالى لا تدركه الابصار ان الله يرى ومع كماله وجلاله وعظمته سبحانه وتعالى وكبره سبحانه وتعالى انه وان رؤي فلا يستطيع احد ان يدركه سبحانه وتعالى الادراك الكلي. الاحاطة المطلقة الاحاطة الكاملة لا يستطيع احد. وقد ذكر ذلك ابن ابي العز الحنفي تعالى قال وفي هذه الاية رد على الجهمية حيث ان فيها اثبات الرؤية عز وجل لان نفي الادراك دليل على اثبات على دليل على اثبات اي شيء على اثبات الرؤيا فاذا اثبتنا الرؤيا ونفينا الادراك افادنا المدح لله عز وجل. وفي كتاب الله عز وجل ما يدل على هذا المعنى في قصة موسى وقوم فرعون عندما قال اصحاب موسى انا قال كلا قال كلا ان معي ربي سيهدين. فلما تراءى الجمعان ذكر اولا فلما تراءى الجمعان ماذا قال؟ فلما تراءى الجمع مع الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون. فموسى عليه السلام اثبت قولهم انهم رأوا وانهم رؤوا ولكن الادراك نفاه. فالرؤيا اثبتها موسى عليه السلام واثبتها ربنا عندما رأى فرعون وقومه رأوا موسى عليه السلام ومن معه قالوا انا لما فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون اي محاط بنا قال كلا اي هذا الادراك وهذا الاحاطة هو الذي ينفى. فلو كان الادراك بمعنى نفي الرؤية لما اثبت الرؤية لقوم فرعون من معه موسى عليه السلام فهنا جمع الله بين الرؤيا والادراك واثبت الرؤيا ونفى الادراك فكذلك نقول في قوله تعالى لا تدركه الابصار اي لا تدرك ادراك احاطة وشمول وفيها ايضا ان الله يرى ومع رؤيته لا يمكن للبصر ولا للخلق ان يروا ربهم رؤية بمعنى الاحاطة ان يروه رؤية محيط بكل بكل ذاته سبحانه وتعالى وانما نثبت اهل السنة ان الله يرى حقيقة ويرى بالاعيان سبحانه وتعالى. فهذا هو الاية التي استدل بها من قال ان الله لا لا يدرك ولا يرى بهذه الاية. وايضا ما جاء في الصحيح في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها انها سئلت هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ قالت الم تقرأ قوله تعالى لا تدركه الابصار لا تدركه الابصار. هذا الحديث احتج به الجهمية ايضا ان عائشة نفيت الرؤيا بهذا بهذه الاية. والصحيح ان نفي عائشة هنا متعلق بالدنيا لا بالاخرة متعلق بالدنيا لا بالاخرة. وان النفلة نفث وهو عايش بمعنى الاحاطة. اما اثبات رؤية الله عز وجل فهي ثابتة بنصوص الكتاب والسنة كما سيأتي معنا. واحتجوا ايضا بقوله تعالى عندما قال موسى ارني انظر اليك. قال انت تراني. قال لن تراني قالوا ان لن هنا تفيد النفي المؤبد فالله لا يرى ولا يمكن لبشر ان يراه. وهذا ايضا قال ابن ابي العز ان فيه دلالة على ان الله يرى واخذ ذلك من اوجه كثيرة من ذلك ان موسى من اعلم الناس بربه سبحانه وتعالى وليس لموسى ان يسأل الله ما ليس ما ليس له او ما ليس او ما لا يجوز ان يسأله اياه وهو من اعلم الناس بربه سبحانه وتعالى. وثانيا ان الله سبحانه وتعالى لم يعد على موسى سؤاله. ولم يقل له يا موسى اني لا ارى وانما قال له انظر الى الجبل فان استقر الجبل مكانه فسوف تراني. فلما تجلى رب الجبل جعله دك ومعنى ذلك انك يا موسى بنظرك بنظرك وبصرك البشري الدنيوي لا تستطيع ان ترى ان ترى ان ترى ربك سبحانه وتعالى حتى تبدل تلك الابصار بابصار لا تفنى واذا قال مالك تعالى لا يستطيع الفاني ان يرى الباقي لا يستطيع الفاني ان يرى الباقي فاذا كان يوم القيامة اعطى الله عز وجل الخلق ابصارا لا تفنى حتى تستطيع ان ترى الباقي الذي لا يفنى ولا يبيد سبحانه سبحانه وتعالى. اذا قوله تراني اي نفى الرؤية المؤقتة اي انك لن تراني ما دمت على هذه الحال حتى تموت وتلقى ربك يوم القيامة سوف تراه عندما تبدل هذه تبدل هذه ابصار بابصار واجساد لا تفنى ولا تبيد ولا تنتهي لان اهل الجنة خلود فيها فلا موت. ايضا من وجه الدلالة ان ان لن هنا لا تفيد التأبيد وقد نفى ذلك ابن مالك وغيره وقال قوله ردد وسواه وسواه فاعودا اي من قال اننا في التأبيد فقوله اردد وسواه فعضد معنى ذلك ان لللات تفيد للتأبيد في لغة العرب قد قد تفيد النفي لكن ليس النفي المؤبد ليس النفي المؤبد ودليل ذلك ان الله سبحانه وتعالى ان الله سبحانه وتعالى عقب بعد لن بعد لمبي ابد في قول ولن يتمنوه ولن يتمنوه ابدا. ولو كانت لن تفيد التأبيد بنفسها لما اتبعها ربنا بقوله ابدا فافاد هذا ان ابد ان ان ابدا ايضا هنا ليس التأبيد المطلق بل الابد هنا بمراد باي شيء ابد الدنيا لان اليهود والنصارى دخلوا النار نادوا يا مالك ليقضي علينا ربك يتمنون الموت في النار ومع ذلك قال الله عز وجل ولن يتمنوه ابدا اي الدنيا وليس معنى الابدية هنا الابدية المطلقة بل في الاخرة يتمنى اهل النار الموت ويسألون ما لك ان يقضي عليهم ربهم سبحانه وتعالى فافادنا هنا ان لن لا تفيد التأبيد وانما تفيد النفي المؤقت. وربنا سبحانه وتعالى عندما اخبر موسى انه لا لن يراه ليس لعدم برؤيته او لعدم صلاحية رؤيته سبحانه وتعالى ولكن انك يا موسى لا تستطيع الان ان تراني. له ربنا من النور من النور الشيء العظيم سبحانه وتعالى ولذلك لما تجلى لما تجلى ربنا للجبل جاء عند احمد من حديث انس ابن مالك رضي الله عن حماد عن ثابت عن انس انه تجلى منه سبحانه وتعالى قدر الانملة من نوره سبحانه وتعالى فساح الجبل قدر انملت من نور الله عز وجل لما تجلى للجبل اصبح الجبل اصبح الجبل كثيبا وصعق موسى فلما افاق استعاذ وسأل ربه التوبة والا يسأله مثل هذا السؤال بعد بعد ذلك اذا هذا دليلهم ايضا الاخر. وهناك ادلة اخرى تأولوها وحرفوها وهي ما اثبت اهل السنة. اهل السنة يحتجون على رؤية الله عز وجل بايات كثيرة منها قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وهذا نص صريح صحيح على ان الله يرى فقوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة اي وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة اي من النظر والرؤية. وهنا مما يثبت ان النظر هنا بمعنى النظر الحق وهي نظر الابصار يدل عليه معنيين لان الاصل الاصل في الالفاظ ان تحمى الحقيقة ولا ولا تصرف الى غير حقيقتها الا بدليل او قرينة تدل على ذلك وهنا في قوله تعالى الى ربها ناظرة لا يفهم منه الا الرؤية البصرية وذلك لامرين انه عد الرؤية هنا باي شيء الذي تفيد النظر البصري وهذا انظر الى كذا انظر الى كذا لا يفيد الا اي شيء الا النظر البصري. وايضا انه ذكر محل النظر وهو وجه وجوه يومئذ ناظرة والذي ينظر هو محل النظرين هو هو الوجه وهو محل البصر. فهنا اثبت اهل السنة ان النظر هنا يراد به النظر الحقيقي وقد تكايس بعضهم وقد بلغ في حماقته مبلغا عظيما انت اول قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة قال ان اولى هنا بمعنى مفرد الاء مفرد مفرد الاء اي الى نعم الله منتظرة وهذا من من الاقوال الباطلة قاله قال ذلك الرازي وهذا من من جهله بهذا المعنى لان الى لا تحمل الا على لفظ الا بحرف التعدي الذي يتعدى من الذي يدل على منتهى ويدل على شيء بعده نقول ان هذه الاية دليل صريح ونص صريح على ان الله يرى سبحانه وتعالى. كذلك من النصوص قوله تعالى الذين احسنوا الحسنى وزيادة. وقد فسرها الصحابة رضي الله تعالى عنهم بالزيادة هي النظر الى وجه الله سبحانه وتعالى. وقد جاء في صحيح مسلم عن صهيب الرومي رضي الله تعالى عنه انه قال اذا دخل اهل الجنة الجنة نادى منادي يا اهل الجنة فيقول يا رب فيناديهم ربهم يا اهل الجنة ماذا تريدون؟ قالوا يا ربنا الم تبيض وجوهنا؟ الم تدخلنا الجنة؟ الم قال ان لكم موعدا انجزكموه يكشف الحجاب عن وجهه سبحانه وتعالى فما اعطوا شيئا اعظم من رؤية الله عز وجل وتلا عندها للذين احسنوا الحسنى وهي الجنة وزيادة وهو النظر الى وجه الله عز وجل سبحانه وتعالى وهذا اعظم وهذا هو اعظم نعيم. وكل دليل في القرآن يدل على اللقيا. وعلى اللقاء فان معناه رؤية الله سبحانه وتعالى على الارائك ينظرون النظر الى وجه الله عز وجل وفي السنة احاديث كثيرة متواترة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم تدل على رؤية الله في الصحيحين من حديث جابر بن عبدالله وبحديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في انكم في قوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليس دونه وضامون في رؤيته ولا تضارون في رؤيته. جاء من حديث ابي هريرة. حجر ابن عبد الله ومن وبلغ هذا الباب هذه الاحاديث هذا الباب اكثر من عشرين احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها اثبات رؤية الله عز وجل فيها اثبات رؤية الله. وجاء في حديث موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه عندما ذكر جنة عدن قال وما بينه وبين ربهم الا الا حجاب الكبرياء في كشفه فيرى اهل الجنة ربهم سبحانه وتعالى. والاحاديث في هذا الباب كثيرة. وعلى هذا اخذ اهل السنة ان الله يرى حقيقة يرى حقيقة في العرصات اي في عرصات القيامة. ويرى ايضا في الجنات وان اهل الجنة يتفاوتون في رؤيته على قدر على قدر ايمانهم. يبقى عندنا مسألة هل يمكن ان يرى احد ربه في الدنيا نقول اهل السنة مجمعون مجمعون على مسائل ان الله في الدنيا لا يرى ابدا اهل السنة يجمعون على انه لا يمكن لاحد من البشر ان يرى ربه في الدنيا رؤية اعيان. اما رؤية المنام فهذه لها حكم اخر لا تعنينا هنا وانما المراد بالدنيا ان يراه ببصره هو يقظ فهذا لا يمكن ان يقع ومن وقع منه ذاك فهذا شيطان تلبس به وخدعه وتخبطه فالله لا يراه احد في الدنيا ابدا يراه في منامه قد يرى ربه في رؤية منامية ويراه على صورة تدل على انه شيء عظيم وجميل وحسن وليس معنى ذلك انه رأى الله بصفتي سبحانه وتعالى وانما يرى انه يكلم ربه يرى نورا عظيما يرى بهاء وحسنا كما قال سن رأيت ربي في احسن في احسن صورة هذا في اثبات الرؤية المنامية وان الله يتمثل يتمثل في الرؤية المنامية على الشيء الجميل والحسن وهو كذلك ربنا هو اجمل شيء واكمل شيء سبحانه وتعالى. اما رؤيته بالاعيان في الدنيا فقد جاء في الصحيحين ابن عمر رضي الله تعالى عنه انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ان انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا عندما ذكر قصة جاء انه يدعو ربه انه يدعي انه رب العالمين قال انه اعور وان ربكم ليس باعور وانكم لن تروا ربكم حتى تموتوا فاهل السنة مجمعون على انه لا يرى احد في الدنيا ربه وانما وقع الخلاف بينهم في محمد صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه بعينه؟ او رآه بفؤاده وقد تبايت اقوال الصحابة في ذلك بل بعضهم بعضهم ينقل الاجماع نقل الدارم اجماع الصحابة انه صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه بعينه وانما رأى نورا او رآه بفؤاده لكن نقول ان هناك من خالف وقال انه رآه بعيني بعيني رأسي نقل ذلك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وقاله بعض اهل العلم لكن الذي انعقد عليه الاتفاق انه صلى الله عليه وسلم قال انه صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه ودليل ذلك ما جاء عن ابي ذر رظي الله تعالى عنه في الصحيحين عندما سأل رسول الله قال هل رأيت ربك؟ قال نور انا اراه نور انا اراه اي رأيت نورا عظيما لم استطع ان ارى شيئا من شدة نوره وبهائي سبحانه وتعالى وايضا عندما سئلت عائشة رضي الله تعالى عن ذلك قال قالت لقد قف شعري مما قلت انما سألها ابو عائشة مسروق قالت لقد قلت قولا قفله شعري الم تسمع قوله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك ابصاره اللطيف الخبير فهنا افاية عائشة ان النفي الادراك هنا متعلق بالنفي المطلق ويدخل في ذاك الرؤية الا انه باي شيء في الدنيا لا في الاخرة متعلقة بالدنيا لا في الاخرة. فهذا كما ذكرت وقول هو قول اكثر الصحابة واما قول العباس فقد اختلف عليه في ذلك يقول رآه بعين رأسه ومرة يقول رآه بعيني بعين فؤاده والذي والارجح من قول ابن عباس رضي الله تعالى عنه اثبت رؤية الفؤاد ولم يثبت رؤية العيني الرأس وهذا هو الصحيح المحفوظ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. وعلى هذا نقول الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه بعيني رأسه وانما انما رأى نورا عظيما عندما اعرج به صلى الله عليه وسلم. اما بعد الموت فهذا يراه المؤمنون في عرصات القيامة. هناك مسألة ايضا وهي من الادلة الدالة على رؤية الله عز وجل ان الله سبحانه وتعالى اخبر ان الكفار محجوبون عن كلا انهم عن ربهم لمحجوبون. قال اهل العلم وفي قوله تعالى محجوبون دليل صحيح صريح على ان غير الكفار يرون ربهم والا لم يكن في حجب هؤلاء فائدة اذا كنت حجبت التهاون على الرؤية وكان اهل الايمان ايضا لا يروا ربهم فلا فرق بين الكافر والمسلم اذا كانوا كلهم لا يرون الله ويحجبون جميع رؤية الله لم يكن في تخصيص قوله تعالى كلا على ربهم يومئذ لمحجوبون فيه فائدة في التخصيص. فافاد قوله ان مع ربهم لمحجوبون. دليل على ان غير الكفار يرون الله سبحانه وتعالى وقد اختلف اهل العلم في مسألة الحج هنا هل هي متعلقة بجميع الكفار او بالمنافقين؟ اما الكفار فذهب عامة اهل العلم انهم لا يرون الله لا في عرصات القيامة واما في واما في الجنة فبالاجماع لا يرى لا يرى ربنا الا المؤمن من دخل الجنة اما المنافق الذي في الدرك الاسفل من النار والكافر الذي يخالف نار جهنم فهؤلاء لا يرون ربهم ابدا. وانما الخلاف في عرصات القيامة هل يشارك اهل الايمان يشاركهم المنافقون الذين نفاق نفاقا اعتقاديا وكفر كفرا اكبر. هل يرون الله ثم يحجبون؟ على قولين لاهل السنة والصحيح الصحيح انهم لا يرونه ابدا ويحجبون عنه مطلقا لا يراه الكافر ولا يراه المنافق وانما الذي يرى ربنا سبحانه وتعالى هم اهل الايمان بل عندما يقول الله عز وجل لاهل الموقف لتتبع كل امة ما كانت تعبد فيتبع اهل الطواغيت الطواغيت واهل الاصنام الاصنام واهل الاوثان الاوثان فتبقى هذه الامة بمنافقيها فيأتيهم ربهم في صورة غير صوته يعرف ويقول ما تنتظرون؟ فيقول ننتظر ربنا فيقول وهل بينك وبينه علامة؟ فيقول نعم في كشف ربنا عن ساقي سبحانه وتعالى فيسجد له كل مؤمن. واما المنافق فيعود ظهره طبقا واحدا لا ينثني ثم يتساقط هؤلاء ويبقى اهل الايمان ثم يتجلى لهم ربهم يرونه في عرصات القيامة ثم يؤمرون باتباعه سبحانه وتعالى ويأتي ربنا لفصل القضاء والفصل اصل الخصومة بين الناس ثم يتفرق الناس بعد ذلك الى جنة او الى نار. اذا هذه مسألة الرؤيا فاهل السنة مجمعون على ان الله يرى وان اعظم نعيم لاهل الجنة هو رؤية الله عز وجل. في هذه الابيات يقول رحمه الله تعالى وانه يرى بلا انكار اي لا ينكر ذلك احد ممن ينتسب الى السنة والاسلام وانما ينكره الجهمية والمعتزلة على معنى قولهم لانه وان اثبتوا اللفظ فانهم لا يثبتون معنى الرؤيا يقول ان الله يرى لكن عندما تقول ما معنى الرؤية هل ترى بالابصار؟ يقول لا. هل يرى حقيقة وانما يقول يرى ويسكتون عند ذاك ويقولون ان الله يخلق في في عين الرائي علما وادراكا يستطيع معه على معرفة ربه سبحانه وتعالى هذا وهذا يقوله ايضا الجهمية فهو في الحقيقة لا يثبتون ويتمعن ابا الحسن الاشعري رحمه الله تعالى ينقل في ابانته ان قداسة الجماعة انهم يروا انهم يثبتون رؤية الله عز وجل وانه يرى بالاعيان والابصار وهذا هو مذهب ابي الحسن رحمه الله تعالى واما اصحابه ومن ينهج مذهب الاشعري فقد ظلوا في ذلك ظهرا عظيما. بل النووي وغيره ايضا كابن حج وغيره لها اثبتوا اثبتوا رؤية الله عز وجل. واما بعض الاشاعرة فنفوا رؤية الله عز وجل واثبتوا فقط انه يرى ولم يثبتوا الجهة التي يرى الله عز وجل فيها. اما نحن اهل السنة فنقول ان الله يرى حقيقة ويرى بالابصار وانه يرى في جهة السماء يرى في جهة السماء والله فوق عرشه سبحانه وتعالى. فقوله هنا يرى بلا انكار اي لا يمكن في ذلك من اهل السنة احد وهذا اجماع اهل السنة في جنة الفردوس بالابصار قوله في جنة الفردوس هذا هذا يعني حصر وقصر على انه لا يراه الا اهل الفردوس وهذا ليس بصحيح. بل نقول كل من دخل الجنة فانه سيرى ربه سبحانه وتعالى الا انهم في رؤية الله ولا شك ان من كان من اهل الفردوس كان اقرب واسعد برؤية الله في اليوم اكثر من مرة لان الفردوس سقفه الرحمن وليس فوقها الا ربنا سبحانه وتعالى. واعلاهم منزلة هو محمد صلى الله عليه وسلم في درجة الوسيلة. الذي هو اعلى درجات الفردوس واعلى منازله واعلى منازل الجنة. اما بقية الجنان التي هي دون الفردوس فهم كذلك يرون ربهم من يجتمع اهل الجنة في يوم المزيد وهو يوم كيوم الجمعة من ايامنا ثم ثم تنصب لهم المنام المسك والكافور والكثبان والمنابر فيجلسون منهم فيجلسون فيجلسون عليه على قدر اعمالهم. وقد جاء مسعود على قدر سبقهم الى صلاة الجمعة وثم يأتي ربهم سبحانه وتعالى يحاضرهم ويسألهم فيراه اهل الموقف كلهم يراه اهل الموقف كلهم حتى اذا رجعوا الى نسائهم ولا ازواجهم قال قد رأيت لقد لقد عدت ورجعت الينا بصورة غير ذهبتم بها قالوا ما لنا وقد رأينا ربنا وحاضرنا ربنا سبحانه ربنا سبحانه وكذلك نقول ان النساء ايضا يرون ربهم سبحانه وتعالى في الجنة فان فان نعيم الجنة نعيم مشترك بين الذكور والاناث. فكل من دخل الجنة سواء كان ذكرا او انثى فانه سيرى ربه. الا ان الفرق بين النساء والرجال ان الجنة يرونه في سوق يذهبون الى سوق الى سوق يوم الجمعة الذي هو يوم المزيد. فيرون ربهم سبحانه وتعالى يذهبون اليه. واما النساء فيرون الله في وفي دورهم وكذا قد يرى اهل الجنة ربهم في قصور ودورهم كما قال وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة ليلة البدر ليس دونه هو سحابه فكذلك اهل الجنة يرون الله كما يرى اهل الدنيا القمر. فكما انك في بيتك وفي محلك وفي وفي منتجعك وفي ضيعتك وترى القمر كذلك اهل الجنة مع تفاوت منازلهم يرون ربهم سبحانه وتعالى وقد جاء في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه انه لو ذكر ان الناس يتفاوتون في رؤية الله وان اعلاهم منزلة من يرى الله غدوة وعشية. وهذا الحديث ان كان اسناده ضعيف الا ان معناه صحيح فان اهل الجنة يتفاوتون. اذا قوله في جنة الفردوس بالابصار اراد بذلك ادراك او اراد بذلك اثبات حقيقة اعلى منازل الرائين في في الجنات وهم اهل الفردوس لانهم يرونه في كل يوم مرتين غدوة وعشية قال كل يراه رؤية العيان كما اتى في محكم القرآن مثل قوله تعالى وجوه الناظرة الى ربها ناظرة فناظرة من النظارة ومن النعيم ومن النظرة وناظرة من النظر الذي هو متعلق بالابصار. رؤية العيان ان يرونه بابصارهم الا ان هذه الابصار كيس يرون ربهم بها ابصار لا تفنى ابصار لا تفنى بخلاف ابصار الدنيا فانها تفنى ولا يمكن ان يرى الباقي ولا يمكن يرى الباقي بالفاني قال كما اتى في محكم القرآن وفي حديث سيد الانام المراد بالحيث هنا ما رواه اسماعيل ابن ابي خادع القيس ابن ابي حازم عن جانب ابن عبد الله في الصحيحين انكم ربكم كما ترون القمر. وما جاء ايضا من حديث سعد المقبل عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال ذلك ايضا. والاحاديث في هذا الباب كثيرة بلغت حد التواتر وقد نقل ذلك غير واحد من اهل العلم وذكره ابن القيم ذكر انه في ذلك اكثر من عشرين حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على رؤية الله عز وجل. قال من غير شك ولا ابهام ليس في ذلك شك ولا ابهام بل هي رؤية حقيقية واضحة وبينة يرونه كما يرون القمر لا يظامون ولا يتظارون في رؤية الله عز وجل رؤية حق ليس يمترونها اي ليس فيها شك هل هذا هو الله او غيره؟ بل هي رؤية حق يجزمون ان ذلك الذي رأوه هو الله لكماله وجماله جلاله وعظمته وقدوسيته سبحانه وتعالى. فضيلة اي ان الرؤية انما هي فضيلة يختص الله بها من يشاء من عباده المؤمنين هذه الرؤيا كما ذكرت ان اهل الجنة يتفاوتون في ادراك وفي نيل نعيمها فاعلاهم منزلة من يرى الله غدوة وعشية. قال وحجب اعداءه ذكرنا ان اهل العلم يختلفون في الحجب هنا هل هو حجب هل هو حجب يسبقه يستسبقه رؤية او حجم لا تسبقه رؤية ذهب اهل العلم الى ان الكاف والمنافق يرى ربه ثم اذا رآه ورأى جماله وبهاءه وجلاله سبحانه وتعالى حجب فكانت رؤيته عليه حسرة لانه فاته من النعيم الشيء العظيم لكن يبقى هذا قول والقول الثاني انه لا يراه ابدا لان وقع لان وقع بصر الكافر على الله عز وجل ورؤية جماله هذا شيء من النعيم والكافر لا ينعم. وفي قوله ان مع الرب المذل لمحجوبون لا يفيد من الحج سبق الرؤيا بل قد احجبك وانت لم ترني قبل ذلك وامنعك وانت لم ترني قبل فالصحيح ان الكافر لا يمتع لا يمتع برؤية الله ابدا لا لحظات ولا ولا اقل من لك ولا اكثر وانما يحجب ابدا لان رؤية الله نعيم والكافر حرم عليه نعيم قال فضيلة وحجب اعداؤه ثم ذكر بعد ذلك قواعد تتعلق وكل ما له من الصفات فحقه فاثبتها في محكم الايات نقف على قوله هذا حتى نأتي به وما بعده في قواعد متعلقة بصفات الله عز وجل. اذا هذه الابيات ذكرها تتعلق برؤية الله. واما حديث الجليل الذي فيه انكم سترون ربكم كما ترون القمر فليس فيها ان الله ان ان الله يرى بان ان الله ليس فيها تشبيه المرء بالمرء وان فيها تشبيه الرؤية بالرؤية فالله فهذا الحديث فيه تشبيه الرؤية بالرؤية كما اننا نرى القمر كذلك سنرى ربنا سبحانه وتعالى وليس معناه ان نشبه المرء بالمرء. بل فيها ان الله عز وجل يرى حقيقة وان اهل الجنة يرونه بابصارهم في عرصات القيامة ويرونه في الجنات والله تعالى اعلم