السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شف. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم عليه بان يعظم ولم يكن الريحان فتلك لن يقبل الله تعالى منه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر الناظم رحمه الله تعالى ايظا من الصور التي هي من افعال المشركين والوثنيين والخرافيين ما يفعله اولئك الجهال من قصد البقع والاحجار والاشجار وتعظيمها وقصدها على وجه التقرب بها. اما لها واما بها الى الله عز وجل وقد ذكر الناظم رحمه الله تعالى ان قصد الاحجار والاشجار والقبور ومثل هذه الامور انه من فعل المشركين وانه شرك بالله عز وجل من غير تردد او شك. كما قال هنا هذا ومن اعمال اهل الشرك من غير ما تردد او شك ما يقصده الجهال من تعظيم لم يأذن به الله ما لم يأذن الله بان يعظم الاماكن والازمنة والذوات منها ما هو مبارك قد بارك الله عز وجل فيه وهنا نأخذ مسألة وهي مسألة البركة. البركة من اللزوم والثبات ومن دوام الخير واستمراره هذا اصل البركة من اللزوم. يقال برك البعير اذا لزم مكانه وسميت البركة بركة ايضا لان الماء يجتمع فيها. فاصل البركة من اللزوم والثبات وايضا من النماء والزيادة هذا ايضا من البركة والبركة لا تطلب الا من الله ولا يجعلها الا الله سبحانه وتعالى فيمن شاء من خلقه الله سبحانه وتعالى يبارك في ازمنة ويبارك في امثلة ويبارك في ذوات ولا يجوز للمسلم ان ينسب البركة بمكان او زمان دون نص او دليل من كتاب الله او من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن الامكنة التي بارك الله عز وجل فيها وجعله مباركا بيت الله الحرام كما قال تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا الى المسجد الحرام الى المسجد الذي باركنا حوله الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله فهنا اخبر الله عز وجل انه بارك حول المسجد الاقصى فالمسجد الحرام والمسجد النبوي صلوات الله وسلامه على ساكنه والمسجد الاقصى ايضا هي مسار مباركة ودليل ذلك ان من صلى في المسجد النبوي يكتب له الف صلاة ومن صلى في المسجد الحرام كتب له مئة الف صلاة وكذلك المساجد التي هي بيوت الله عز وجل هي مباركة لما يحصل فيها من الخير ولما يحصل فيها من الحسنات الكثيرة لمن قصدها الا ان هذه الاماكن المباركة بركتها غير متعدية انما هي بركة لازمة فلا يمكن لشخص ان يتبرك باحجارها ولا بتربتها ولا باشجارها. وانما يقصدها بالصلاة فيها وعبادة الله عز وجل فيها فهذا ما يتعلق ببركتها كذلك البركة في الازمان قد جعل الله عز وجل البركة في بعض الازمنة فشهر رمضان شهر مبارك فالله انزل فيه القرآن وفرض فيه الصيام وشرع فيه نبينا صلى الله عليه وسلم القيام فهو شهر مبارك تضاعف فيه الحسنات وتعظو فيه الاجور فهذا ايضا نوع بركة من الليالي المباركة ايضا ليلة القدر فانها ليلة مباركة يعظم اجرها وتعظم منزلتها فهي خير من الف شهر الذوات منها ايضا ما هو مبارك الرسل والانبياء مباركون في ذواتهم وكذلك من بركته في غير الذوات من تكون بركة في علمه وعمله. هناك من جهة الذوات بل هو مبارك بذاته وهذا خاص بالرسل والانبياء وليس هناك ذات مباركة غير الانبياء والرسل غير الانبياء والرسل. ولذا جاء عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انهم كانوا اذا بصق النبي صلى الله عليه وسلم تمسحوا ببصاقه واخذوا عرقه وتمسحوا به صلى الله عليه وسلم هذا من باب ان بركته صلى الله عليه وسلم في جسده. وما كان متصلا به فان البرك تحل فيه. اما ما كان غير متصل به فانه لا بركة فيه ما كان غير متصل به فانه لا بركة فيه انما البركة في ذاته ومن فصل عنها من شعره او عرقه او ريقه فهذه فيها بركة لان منفصلة عن جسد النبي صلى الله عليه وسلم. اما البقعة التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم والاماكن التي نزلها كغار حراء او الاماكن التي اوى اليها صلى الله عليه وسلم في طريقه الى هجرته فيه فهذه ليس فيها بركة يقصدها المسلم. ولكن البعض يقصد ما كان من جسده الذي انفصل عنه كالشعر والريق وما شابه ذلك هذه اذا اقسام اه ذكرناها في مسألة البركة من جهة الزمان ومن جهة المكان ومن جهة الذوات. اما غير الانبياء كالصالحين والصديقين والشهداء وغيرهم من عباد الله الصالحين. فان البركة لا تكون في ذواتهم وانما تكون البركة في اعمالهم كما قال تعالى واجعل لي مباركا اينما كنت وبركته هنا بدعوته دعوة الناس للخير مع ان عيسى عليه السلام فيه بركة في ذاته ولكن بركة والتي هنا ارادها هي امر بالمعروف ونهيه عن المنكر. فالعلماء مباركون. وبركتهم بتعليم الناس. ودعوتهم الى الى طاعة الله عز وجل كذلك الصالحون فيهم بركة لكن بركتهم ليس من اجل ذواتهم وانما بركة من اجل ما معمل الاعمال الصالحة فهي اعمال صالحة يتبرك بسؤاله بدعائهم لله عز وجل ان يدعوا الله لك هذه نوع بركة ان يدعو الله لك او يتوسل لله عز وجل بصلاح حالك نقول لا بأس بذلك وان كان الاكمل والاسلم العبد الا يسأل الا الله عز وجل. اما ان يتمسح به او يأخذ شيئا من سؤله او يتتبع اثاره فهذا من المحدثات والبدع. اذا علمنا هذا وعلمنا ان البركة من الله عز وجل وان الله هو الذي يبارك في الازمنة والامكنة والذوات وان الباك لا تطلب من غير الله ولا يمكن لشخص ان لينال البركة الا من عند الله عز وجل. علمنا ان قصد بعض البقع او قصد الاشجار او قصد الاحجار على وجه التبرك انه محرم ولا يجوز انه محرم ولا يجوز من الشرك ومن الشرك على حسب ما كان مقصده على حسب ما كان فمن قصد بقعة للتبرك منها وللليل البركة منها وطلب البركة منها فانه يكون مشركا بالله الشرك الاكبر. عندما يأتي بشجرة او حجر ويطلب منه البركة او يقصد به ان ان ان يفيض عليه من بركاته يكون قصده لهذا الحجر والشجر من الشرك الاكبر اما اذا جعله وسيلة جعل هذا الحجر او جعل هذا آآ الشجر جعله وسيلة الى نيل بركة الله عز فنقول هذه الوسيلة وسيلة بدعية باطلة وهو من الشرك الاصغر وهو من الشرك الاصغر. فاذا قصدها لذاتها ومن الشرك الاكبر واذا قصد وسيلة فهو من الشرك الاصغر. اذا الصورة الاولى ان يكون من الشرك الاكبر. والثانية ان يكون من الشرك الاصغر جا عند احمد والترمذي وغيرهما باسناد جيد عن ابي واقر الليثي رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم مر واصحابه بسدرة كان الناس يعكفون عليها فقالوا يا رسول الله يقال لها بسدرة يقال يقال لها ذات الواق. فقال بعض من كان حديث عهد باسلام يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم قلت والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة فسمى نبينا صلى الله عليه وسلم طلبهم الذي هو ان يجعل لهم شجرة يلوطون بها اسلحتهم ويقصدونها من باب التبرك بهذا الشجرة لعلهم قصدوا المشابه للمشركين قصدوا المشابهة للمشركين والا لا شك ان التوحيد وهو قول لا اله الا الله يدل على انهم افضل كل اله مع الله عز وجل. لكنهم قصدوا المشابهة بهذا الفعل. ولعلهم قصدوا التبرك الذي هو من الشرك الاصغر ومن الشرك الاصغر لانهم علموا ان البركة من الله عز وجل لكن طلب ان يجعلوا من هذه الشجرة من باب ان تكون وسيلة لنيل بركة الله عز وجل فكان هذا من الشرك الاصغر والنبي صلى الله عليه وسلم قال قلت ما الذي نفسي بيده كما قالت بني اسرائيل موسى اجعل لنا اله كما لهم الهة من باب انكم شاب اكتبوهم في طلبهم حيث انهم طلبوا ان يجعلهم اله كالعجل وانتم طلبتم ان يجعل لكم الها وهو هذه الشجرة فهذا امر محرم وهو امر من المنكرات العظيمة. اذا قصد الاشجار او قصد الاحجار او قصد وهذا اعظم ما يحصل في هذه الازمنة انهم يقصدون القبور تبركا بها. والا الاحجار والاشجار قد يقع قد يقع من شجرة او يقصد حجرا من باب طلب البركة منه او من باب عبادة الله عز وجل عنده. فهناك مثلا في اطراف هذه الجزيرة سابقا من كان يعبد اشجارا ويعتقد فيها انها تنفع وتضر. فبقبل مئتي سنة مثلا كان هناك فحل الفحول وهو شجوة هو فحل نخل وكان الناس يعتقدون فيه انه يجلب الولد لمن ليس له ولد فكانت المرأة تأتيه وتضمه الي وتقول يا فحل الفحول اريد ولدا قبل الحول. وكذلك الرجل العقيم يأتي ويضمه ويقول له ذلك ولا شك ان هذا من الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام. وكما يحصل ايضا عند بعض العيون وبعض المياه التي يقصدها بعض الجهال من باب انها تنفع او انها تكشف الظر والمرض. فمنهم من يعلق عليها التعاليق ويربط عليها الحبال الخيوط من باب التبرك بهذه العين وهذا ايضا من الشرك الاصل وقد يصل الى صاحبه الى الشرك الاكبر. وضابط الفرق بينهما ان الشرك الاكبر من قصدها ليطلب البركة منها. وانها تفيض عليه بركاتها فهذا من الشرك الاكبر. اما اذا اتاها قاصدا ان يعبد الله عز وجل عندها وان ينال بركة الله عز وجل بسببها فجعلها سبب وسيلة فهذا من الشرك الاصغر اما اذا جعلها وسيط وانها تنال بركة الله منها وان وان البركة تنال بواسطتها فهذا من الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام واما اكثر ما يقع من الجهال في هذه الازمنة وما يفعله اولئك الذين يقصدون القبور خاصة قبور الاولياء وقبور الصالحين وقبور الانبياء فهؤلاء يقصدونها على وجه طلب البركة عندها. وان كان بعضهم يقصدها من باب طلب البركة منها فالقاصدون للقبور سواء قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم او قبر عبد القادر او قبر البيدوي او قبر العيدروس او الدسوق او غيرهم ممن يزعمون انه يعبى انه آآ تنال البركة عند قبره او يفعل شيئا من عند قبره نسأل الله العافية والسلامة. فهؤلاء لهذه القبور ينقسمون الى قسمين. القسم الاول من قصدها من قصد هذه القبور من باب انها مكان مبارك وان الله جعل فيها بركة فهو يعبد الله عندها من دعاء او طواف او ما شابه ذلك فيكون وقع في الشرك الاصغر لانها جعلها سببا وهي ليست سببا لا شرعي ولا حسي. القسم الثاني من يقصده على انها تنفع وتضر وان البركة تنال منها وبواسطتها هذا من الشرك الاكبر. والنبي صلى الله عليه وسلم لعن اولئك الذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ولعن من اتخذ اه قبره صلى الله عليه وسلم جعله مثلا مكان للعبادة وعبادته من دون الله عز وجل فهذا قد لعنه النبي صلى الله عليه وسلم واخبر ان شرار خلق ولكن لتدركهم السعة وهم احياء والذين يتخذون قبور انبيائهم مساجد ومعنى مساجد اي مكانا للعبادة. من اتخذ المسجد اذا بكاء العبادة فهو من شر خلق الله عز وجل وقد لعنه النبي صلى الله عليه وسلم ويدل على انه ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب نسأل الله العافية والسلامة وقد وبهذا الفعل الى الشرك الاكبر نسأل الله العافية والسلامة. اذا هذا ما قصده الناظم بقوله هذا ومن اعمال اهل الشرك من غير بما تردد او شك ما يقصده الجهال من تعظيم ما لم يأذن به ما لم يأذن الله بي بان يعظم كمن يلد ببقعة او حجرا يلذ اي يلوذ به ويعوذ به ولا شك ان من لاذ بحجر او عاذ به وطلب العوذ منه او طلب اللوز به فانه وقع في الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام. لانه اعتقد فيه انه يجلب له النفع او يدفع عنه الضر هذا من والشرك بالله عز وجل الشرك الاكبر. او قبر ميت او ببعض الشجر اما ان يقصد قبر ميت. ويدعوه ويسأله لله عز وجل ويطلب منه النفع والظرب فهذا ايضا من الشرك الاكبر. او ببعظ الشجر وهو ان يقصد شجرا يدعوه او يطلب البركة منه او يطلب منه النفع فهذا ايضا من الشرك الاكبر نسأل الله السلامة. ولا تستغرب فان هناك عقول قد مكر الله عز وجل بها. وكادها ربنا سبحانه وتعالى والا العقول السليمة والفطر السوية لا بل ان تدعو شجرا او تدعو حجرا او تدعو ميتا فانها مما لا تقبله العقول السليمة ولكن هؤلاء قد طمست بصائرهم وحيل بينه وبين فهم عقولهم. فهو يرى ان هذا الشجر ان له نفع او ظر من نور الله عز وجل لا شك ان من الشرك الاكبر نسأل الله العافية والسلامة. فقد كانوا يعبدون العزى ويعبدون اللات اللات حجر والعزى شجرة تعبد من دون الله عز وجل وكان عابدوها من ادهى العرب دهاء وذكاء ولكنهم لم يؤتوا زكاء. فكذلك وقع في هذه الازمة المتأخرة من عبد الاحجار ومن عبد الاشجار ومن اعتقد فيها انها تنفع او تضر من دون الله عز وجل وهذا كله من الشرك الاكبر اخرج من دائرة الاسلام نسأل الله العافية والسلامة. قال ايضا متخذا لذلك المكان عيدا. ومعنى قول متخذ مكان ذلك عيدا اي انه يعاوده بالمجيء ويكرر عليه الزيارة والمجيء فجعله عيدا يعود عليه حينا بعد حين وهذا الذي يفعله اكثر القبوريين واكثر يجعلون لهم اياما في السنة او اياما في الشهر يقصدون تلك البقع وتلك الاحجار وتلك القبور يدعونها من دون لله عز وجل بل وقع من هؤلاء من هؤلاء من تعظيم القبور ما لا يقع عند بيت الله الحرام. بل يقول قائلهم ان قبر الحسين قصد قبر الحسين اعظم القصد بيت الله الحرام بل ان حجة لقبر الحسين افضل من ثمانين حجة لبيت الله الحرام. فجعلوا قصد قبر الحسين ودعاءه وسؤاله من دون الله جل اعظم من قصد بيت الله عز وجل ودعاء الله وسؤاله وهذا من اعظم الشرك بالله عز وجل بل ذلك كتبا وسميت بكتب حج المشاهد وهو قصد بذلك القبور والاظنحة التي يعظمون من دون الله عز وجل. وانت عندما تأتي الى قبور مثل هؤلاء ترى عليها من القباب وعليها من وعليها من التعظيم ما لا تجده عند مساجدهم التي يعبدون الله عز وجل فيها فهم من اجهل الناس ومن اشد الناس مخالفة لدين الله عز وجل كالروافض وغلاة المتصوفة فانهم يعبدون الاولياء من دون الله ويقصدونهم طلبا لنفعهم ودفعا للضر بسبب واسطتهم. وهذا كل من الشرك المخرج من ذات الاسلام. وقد نقل الاجماع اهل العلم ان من اتخذهم من اتخذ مع الله وسائط يدعوهم ويرجوهم فقد كفر باجماع المسلمين. نقل ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية ونقله الحجاوي ونقله غير واحد من العلم ان من جعل بينه وبين الله يدعوه ويرجوه او يرجوهم انه كافر بالله بالاجماع. ثم قال عيدا كفعل عابد الاوثان وبعد عيد انه يكرر عليه الزيارة والمجيء حينا بعد حين اما ان يأتيه كل جمعة او يأتيه كل شهر او ويأتي كل سنة ويعبد من دون الله عز وجل. بعد ذلك التقى رحمه الله الى مسألة الزيارة. زيارة القبور وما يشرع في زيارة القبور لا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في بريدة ابن حصيب كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تذكركم الاخرة قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في اول الامر عن زيارة القبور عن زيارة القبور. وذلك لعلة الا تعظم القبور او الا يقصدها قاصدها فتعظم ويقعون في شيء من الامور المحرمة. ثم امرهم النبي صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور وبين المقصد وهو ان تذكركم الاخرة والناظم هنا رحمه الله تعالى قسم الزيارة الى ثلاثة اقسام. الزيارة الشرعية البدعية والزيارة الشركية. وبدأ بالزيارة الشرعية ترغيبا بها وتنويها بفضلها ترغيبا بها وتنويها بفظلها وندبا الى فعلها وهي من باب الترقي في الفضل فبدأ اعلاها وافضلها وان شئت بدأت باشرها من باب التحذير التحذير والزجر عنها. فهنا بدأ الناظم الزيارة الشرعية. قال هنا ثم الزيارة على اقسام ثلاثة. يا امة الاسلام. اولها قال فان والزائل فيما اظمره اي فيما نواه في نفسه تذكرة بالاخرة. الزيارة الشرعية هو ان يزور القبور مقصدين ان يزور القبور بمقصدين المقصد الاول ان يتذكر الزيارة الاخرة وان يتذكر بذلك الموت وان يعظ نفسه ويخوفها بالله عز وجل بمثل زيارة القبور. فان الموت كفى به واعظا. ومن زار القبور ورأى الى احوال الموتى علم ان هذه الدنيا فانية وانها لا تغر الا المغرور المخدوع وانه وان عمر فيها ما الله ان يعمر فانه سيموت وينتقل الى هذه الدار البرزخية والى هذه القبور فهو من باب التذكر والاتعاظ وهذا مقصد حسن يقصده المسلم في زيارة القبور بل هو المقصد الاعظم من زيارتها. المقصد الثاني هو ان يدعو للاموات ان يدعو للاموات ويسأل الله عز وجل لهم المغفرة والرحمة ويسأل لهم العفو والعافية فهذا ايضا من مقاصد الزيارة اذا لها مقصدان مقصد الدعاء للاموات والصلاة عليهم والدعاء لهم وهذا هو المقصد الشرعي والمقصد الاخر والمقاصد الشرعية ايضا ان يتعظ ويتذكر برؤية هؤلاء الاموات وبرؤية هذه القبور فان في زيارتها تذكر للاخرة. ولا يقول هجرا لا يقول هجرا اي لا يقول كلاما سيئا او او يلوح او يندب او يفعل امرا محرم لطم او شق او حلق او سلق او ما شابه ذلك فان هذا من الهجر الذي لا يجوز وهو وهو من المحرمات قال ايضا قال ايضا ثم ثم الدعاء له وللابوات بالعفو والصف عن الزلات. ثم الدعاء له وللاموات. مسألة الدعاء للنفس عند القبور الاصل انها غير مشروعة. الاصل ان الاصل ان زيارة الاموات والدعاء انما هو خاص بالاموات فقط ولذا نقول لا يشرع للمسلم عند زيارة الاموات ان يدعو لنفسه ان يدعو لنفسه وانما يقول دعاءه وجله خالصا الاموات وكما جاء في حديث ابي هريرة عند احمد اذا صليتم على الجنازة فاخلصوا له الدعاء اخلصوا له الدعاء بمعنى ان يكون الدعاء كله له هذا من جهة الدليل ومن جهة التعليل حتى لا يظن ان هذا المكان مكانا ترجى فيه الاجابة ترجى فيه الاجابة من باب سد من باب يسدد نوع المفتي الى الشرك نقول لا يشرع ولا ينبغي للمسلم ان يدعو لنفسه عند القبور. وانما يكون دعاؤه جله خالصا للبيت اللهم اغفر له وارحمهم وعافهم واعف عنهم واكرم نزلهم ووسع مدخلهم وابدلهم دارا خيرا من دارهم ويدعوا لهم ويستغفر لهم كما قال وسلم استغفر سلوا الله لاخيكم التثبيت فانه الان يسأل وقال استغفر لاخيكم. فالنبي صلى الله عليه وسلم امر بالاستغفار للاموات وقال سنوا له التثبيت عند السؤال وهذا من الدعاء له. واما الدعاء للنفس كما قال الناظم. فيقول الصحيح انه غير مشروع غير مشروع. والنبي صلى الله وسلم لم يدعو لنفسه عند قبر ميت ولم يدعوا اصحابه ايضا وانما كانوا يزورون القبور للدعاء للاموات للدعاء للاموات قال ايضا ولم يقل هجر كقول السفهاء الهجر الهجر هنا والقول السيء. والقول الخطأ والقول الذي لا يجوز. فمن ذلك النياحة محرمة كذلك اللقم والسلق والحلق ونشر الشعر كل هذا محرم وهو للهجر الذي لا يجوز او الهجر الذي لا يجوز سواء بلسانه او بفعله. قال فتلك سنة اتت صريحة اي هذا الفعل من السنة التي ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم في السنن المثبتة في الصحيح ما جاء بمسلم عن مريم حصيب انه قال كنت نهيتكم عن زيادة القبور فزوروها فانها تذكركم الاخرة. والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر عائشة ماذا يقال عند زيارة القبور ان يقال يسأل الله لهم العافية ويقال انتم انتم السابقون نحن اللاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية وجائظ عن ابي هريرة رظي الله تعالى عنه صحيحة صريحة على اثبات زيارة القبور. واما نهي السابق فقد نهي الا ان هذه الزيارة زيارة القبور هي خاصة بالرجال دون النساء اما النساء فلا يجوز لهن ان القبور لا يزرن القبور. والنبي صلى الله عليه وسلم عندما قال نهيت فزوروها يخرج من هذا العموم من هذا العموم يخرج النساء الخاص والدليل الخاص قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله زوارات القبور وزائرات القبور. فهذا دليل خاص يخرج النساء من عموم الجواز للرجال من عموم الجواز الرجال فيبقى النهي الخاص على ما هو عليه. ولو ولو تقدم العام او تأخر العام فان العام لا يقضي على الخاص عند الاصوليين بل الخاص يبقى على خصوصه والعام يبقى على عمومه. فالعام المتعلق بالرجال والنساء قد امر النبي وسلم بزيارة القبور فقطع العام الذي هو النهي السابق واجاز لرجال الزيارة ثم بقي اللسع النهي الخاص وهو لعن الله زوارات القبور القاعدة ان العام لا يقضي على الخاص بل يبقى الخاص على خصوصه ويبقى العامل على عمومه فيكون العام خاص بالرجال الذين ينهوا عن الزيارة مطلقا الخاص يقول بتخصيص اللسان للمنع وهو قوله لعن زوارات القبور فهذا دليل خاص لا يقضي عليه الدليل بقوله زوروها فانه يبقى على خصوصه يبقى على خصوصه فالمرأة لا يجوز لها ان تزور القبور ولا ان تدخل المقابر وذلك لضعفها ولما يحصل من الافتتال بها فالمرأة ضعيفة من جهة قلبها ومن جهة عقلها ايضا فانها اذا رأت الاموات قد تسبق وتحلق وتغلب وتشق شعره تشق ثوبه وتنشر شعرها من شدة ما ترى المصيبة ايضا قد يحصل لها شيء من الخوف والهلع عند رؤية القبور ورؤية الاضرحة وما شابه ذلك وايضا ان لا فائدة منها فهي لا تحمل ولا ولا تدفن ولا تفعل شيئا. وايضا ان في زيارتها خلطة بالرجال وهذا امر محرم. فالمرأة لا يجوز ان تخالط الرجال ولا ان تحظر مجمعا من مجامع الرجال الا لضرورة الا لضرورة كحال الحرم فانها تطوف ضرورة مع الرجال بشرط ايضا ان تبتعد عن مزاحمة الرجال وان لا تمارس الرجال بل تكون بعيدة عنهم. اما ان تقتل مخاط الرجال والدخول في ميادين الرجال فهذا امر محرم لا يجوز والشريعة جاءت بالمنع من ذلك بل امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يتأخر الرجال عن يتأخر النساء عن الرجال في صوم يصوم الصلاة واخبر ان خير صفوف الرجال اولها وخير صفوف النساء اخرها. فالمرأة كلما ابتعدت عن الرجال كان ذلك خيرا كان ذلك قال لها اذا قال هنا فتلك سنة اتت صريحة في السنن المثبتة الصحيحة او قصد الدعاء والتوسل. المقصد الثاني ان يزورها بقصد الدعاء والتوسل بهم لنفسه وهذا هو التوسل ما يسمى بالزيارة البدعية القسم الثاني الزيارة البدعية والزيارة البدعية هو ان يقصد يقصد القبور من باب ان يدعو الله عندهم او من باب ان يصلي عند قبورهم او من باب ان يفعل طاعة عند هذه القبور من باب التبرك بهذا المكان الذي يظله مباركا. وهذا من من الزيارة البدعية المحرمة الشركية لكنه ليس بشرك اكبر وانما من الشرك الاصغر وذلك لانه اتخذهم وسيلة واسباب وهذا لا شك انه محرم ولا يجوز. وهو من الشرك الاصغر. كذلك انه دعا الله عند قبورهم الا بان الدعاء في هذا الموطن مستجاب. وكثير من الجهلة يظن ان الدعاء عند قبور الصالحين انه مستجاب اب او عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ليس بصحيح. فليس هناك دليل على ان اماكن القبور موطن اجابة او ان الدعاء فيها اي استجاب وما يحصل من بعض الاحوال ما يحصل لبعض الناس انه يدعو عند قبر رجل صالح فيستجيب الله له ليس ذلك من باب ان هذا المكان اجابة وانما لما قام فيه لما قام في قلبنا من الاضطرار والانكسار والذل والخضوع استجاب الله عز وجل له ليقولوا او تكون استجابته من باب فتنته نسأل الله العافية والسلامة فان هذا لا يظن من باب الفتنة له. فاذا دعا عند قبر هذا الرجل استجاب الله له فليعلم انما استجابته هو من الابتلاء ومن باب البلاء وايضا انه لما قام في قلب من الخضوع والانكسار والذل استجاب الله له والله يجيب دعوة المضطرين لاضطرارهم وخضوعهم وذلهم لا لاجل المكان الذين يكونوا فيه والمقابر ليست موطن للدعاء وانما موطن للدعاء للاموات اما الدعاء للنفس او الدعاء لغير الاموات فان هذا امر منكر ولا يشرع ولا ولم يفعله احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلوا ايضا رسولنا صلى الله عليه وسلم على هذا نقول ان قصد ان قصد القبور من باب التوسل بها الى الله عز وجل او من باب الدعاء عندها او من باب الصلاة عندها ان هذه الزيارة زيارة محرمة بدعية وهي من الشرك الاصغر الذي لا يجوز وهو قوله او قصد الدعاء والتوسل بهم الى الرحمن جل وعلا بدعة محدثة ضلالة بعيدة عن هدي الرسالة اي ان هذا من بدع المبتدعة ومن ضلال اهل الضلال وخرافتهم ان قصد القبور انما يكون بالدعاء للاموات او بالتذكر الاخرة اما قصده من باب التوسل بها او او جعلها او جعلها يتقرب الى الله جل بها فهذا من المحدثات المحرمة المنكرة. قال وان دعا المقبور نفسه وهو القسم الثالث ان دع المقبورة نفسه فقد اشرك بالله العظيم وجحد وجحد لن يقبل الله تعالى منه صرفا ولا عدل فيعفو عنه اذ كل ذنب موشك الغفران الا اتخاذ الند للرحمن. القسم الثالث من الزيارة من يزور القبور ليدعو الاموات ليدعو الاموات ويسأله من دون الله عز وجل. ودعاء الاموات اما ان اما ان يدعوهم على انهم ينفعون ويضرون استقلالا فهذا من الشرك الاكبر الذي اجمع اهل العلم عليه فمن يدعوهم لشفاء او يدعوهم لانزال المطر او لجلب الغيث وما شابه ذلك فهذا شرك بالاجماع. كذلك من يدعوهم هو القسم الثاني من يدعوهم يدعو الله عز وجل له هذي صورة ثانية وهو ان يدعوهم ويسألهم من باب ان يدعو الله عز وجل له وهذه المسألة وقع فيها خلاف بين اهل العلم فمنهم من عد هذه من الشرك الاكبر المخل من ذات الاسلام لانه دعاءهم وسألهم فيسمى داعي وسائل مثل من يقول يا عبد القادر اشفع لي عند الله. قال هذا. قال بعض اهل العلم كعبد اللطيف لعبد اللطيف ابن عبد الوهاب ابن اسحاق. عن ابن عبد اللطيف ابن عبد الرحمن انه قال هذا شرك بالله بالاجماع وجبه ان من طلب الاموات انه مشرك للشرك الاكبر بالاجماع. ومنهم من قال فرق بين طلب الشفاعة طلب الدعاء فمثلا لو ان رجلا قال لميت ادعوا الله لي ادعو الله لي ان يغفر لي ذنوبي فهذا لم يسأل الميت مباشرة او او يدعوه بالباقي مباشرة انما دعاه ليدعو الله عز وجل له وهذه المسألة وهي طلب الدعاء من الاموات وقع فيها خلاف العلم فمنهم من يراها ان من البدع المنكرة ومن الشرك الاصغر ومنهم من ان يراها من الشرك الاكبر المفردات الاسلام. ومن حيث التحقيق والنظر نقول اذا دعاه اما اذا دعا الميت بعيدا عن قبره فان هذا من الشرك الاكبر لانه اعتقد فيه انه انه يعلم الغيب وانه ينفع ويضر. القسم الثاني اذا دعاه عند قبره من باب ان يدعو الله عز وجل له. فهذه من مسائل الخفية التي يحتاج اقامة الحجة على ذلك الذي دعا فانه يظن انه يخاط ميت كما يخاطب الحي كما انك تقول الحي ادعو الله لي يظن هذا يظن انه اذا قام ادعو الله لي كمن يخاطب الحي لكن نقول الفرق بينهما ان الميت لا يسمع ان الميت لا يسمع ولا يجيب. وان سؤالك اياه هو من باب الدعاء. عندما تقول يا فلان وتدعوه انت قد دعوته وتدخل في قوله تعالى وان المساجد لا فلا تدعو مع الله احدا. فانت عندما تقول ادعو الله لي فانت قد دعوته. وعلى هذا نقول من دعا الاموات ليدعو الله له فهذا قال ذهب جمع من اهل العلم الى ان من الشرك الاكبر وعلى هذا يعظم الخطر ويعظم على المسلم ان يحذر من مثل هذه الافعال الشركية الباطلة. واما من يراه من الشرك الاصغر فانه يقول انه لم يدعوه مباشرة وان لم يطلب منه شيء مباشرة وانما جعلهم وانما جعلهم من بالخطافة ويخاطبهم بهذا يخاطب الخطاب كمن يخاطب الاحياء بان يدعو الله عز وجل له فيرى ذلك بالشرك الاصغر وينسب هذا القول شيخ الاسلام رحمه تعالى كلام شيخ الاسلام في هذا المقام فيه احتمال مرت ينزله من من البدع المحدثة ومرة يطلق عليه وصف الشرك ومنهم يطلق عليه وصف البدع وقد قسم شيخ الاسلام دعاء الابوات الى عدة اقسام لا شك ان من دعاهم استقلالا انه مشرك بالاجماع واما من دعاهم يدعو الله عز وجل له فهذا وقع فيه خلاف والصحيح انه اذا خاطبهم وطلبوا وقال ادعوا الله لي ودعاهم اذا خرج سؤال مخرج الدعاء والطلب فانه يدخل في في عموم قوله تعالى وان المساء لله فلا تدعوا مع الله احدا. اذا هذه الزيارة وهي دعاء الاموات وطلب المغفرة منهم وطلب الحاجة منهم يكون من الشرك الاكبر المخل لذات الاسلام. فهنا تكون الزيارة السنية الزيارة الشرعية هو ان يزور الاموات من باب الدعاء لهم او من باب تذكر الاخرة اما اذا زارهم من باب التوسل بهم عند الله فهذه زيارة بدعية. اما اذا زارهم ليدعوهم من دون الله ويسألهم من دون الله ويجعل لهم شيئا من عبادة الله عز وجل فهذا من الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد