السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال حافظ حكمي رحمه الله تعالى ومن على القبر سراجا انقذ او ابتلى على الظريح مسجدا فانه مجدد جهارا لسنن اليهود والنصارى كم حذر المختار عن ذا ولعن فاعله كما روى اهل السنن بل قد نهى عن ارتفاع القبر وان يزاد فيه فوق الشبر وكل قبر مشرف فقد امر بان يسوى هكذا صح الخبر. وحذر الامة عن اطرائه فغرهم ابليس استجرائه فخالفوه جهرة وارتكبوا ما قد نهى عنه ولم يجتنبوا فانظر اليهم قد غلوا وزادوا رفعوا بناءه وشادوا بالشيد والاجر والاحجار لا سيما في هذه الاعصار وللقناديل عليها عقد وكم لواء فوقها قد عقدوا. ونصبوا الالام والرايات وافتتنوا بالاعظم وفاة بل نحروا في سواح حن حائر فعل اولي التسيب والبحائر والتمسوا الحاجات من موتاهم واتخذوا الههم هواهم قد صادهم ابليس في فخاخه والبعض هم قد صار من افراخه يدعو الى عبادة الاوثان بالمال والنفس وباللسان فليت شعري من اباح ذلك واورط الامة في المهالك. فيا شديد الطول والانعام. اليك نشكو محنة الاسلام الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قبل ان نتكلم عما يتعلق من تعظيم القبور وما يفعل فيها او عندها من الخرافات ومن الضلالات نكمل ما ابتدأناه في مسألة زيارة القبور وقد ذكر رحمه الله تعالى ان الزيارة على ثلاثة اقسام زيارة شرعية وزيارة بدعية وزيارة شركية واشترط في الزيارة الشرعية شرط وهو الا يشد لها الرحال الزيارة الشرعية يشترط لها شروط الشرط الاول الا يقول عند زيارتها هجرا اي قولا سيئا او منكرا كنياحة او لطم او شق او ما شابه ذلك كذلك ايضا يشترط عند الزيارة الشرعية الا يشد لها الرحال فلا يسافر ولا يشد الرحال لزيارة قبر لحديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد الا الى ثلاثة مساجد مسجده صلى الله عليه وسلم والمسجد الحرام والمسجد الاقصى فهذه البقع الثلاث تقصد لذاتها واما غيرها من البقع فلا يجوز قصدها لذاتها قد تقصد لامر خارج عنها كمن يقصد بقعة لزيارة قريب له او زيارة مريظ نقول لا حرج في ذلك لانه لم يقصد ذات البقعة بل محرم من شد الرحال هو ان يقصد بقعة من باب التبرك بها او من باب عبادة الله عز وجل فيها او عندها اما اذا قصد بقعة لمقصد اخر فلا حرج في ذلك. فلا حرج في ذلك من يقصد زيارة القبور تعظيما لذوات القبور وتعظيما لذات القبر فان هذا الشد وهذا وهذا السفر محرم لا يجوز واما ما يذكره الفقهاء من جواز شد الرحال الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهذا القول ليس بصحيح قال ذلك بعض الفقهاء وذكره في مناسكهم انه بعد فراغه من حجه يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم نقول هذا ليس له اصل وكل حديث جاء فيه الامر بزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث منكر وحديث باطل من حج ولم يزرني فقد جفاني هذا حديث موضوع وكل حي جاء في هذا الباب في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقصده نقول لا يجوز ولذلك لم يكن اصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم يشدون الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم بل كانوا رضي الله تعالى عنهم لا يقصدون قبره بالزيارة الا ما كان يفعله ابن عمر رضي الله تعالى عنه فابن عمر رضي الله تعالى عنه كان اذا خرج او رجع من سفر ابتدى بقبر النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه وسلم على صاحبيه وهذا جائز ومشروع ان يزور المسلم قبر نبينا صلى الله عليه وسلم اذا كان في المدينة اذا كان المدينة شرع له زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم بل وزيارة جميع القبور لقوله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا وفي رواية فانها تذكركم الاخرة فهذا هو المقصد الذي اردت ان انبه عليه ان اشد الرحال لتعظيم القبور انه لا يجوز. وبينا المعنى الزيارة البدعية وهو ان يتوسل بالاموات وان يستغيث بهم وهذه المسألة بالاتفاق انها غير مشروعة ولا مأمور بها بل هي من المحدثات والبدع والخرافات والضلالات ولا يجوز التوسل لا بجاه نبي ولا بجاه ولي واصلح دليل في ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل قال ما شاء الله وشئت قال اجعلت لله ندا وما جاء في صحيح البخاري ان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال اللهم انا كنا نستسقي بنبيك فتسقينا اللهم انا نستسقي بعم نبيك فاسقنا ثم قال قم يا عباس فاستسقي لنا ولو كان التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم جائز لما عدل امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عن التوسل بجاه النبي الى التوسل بدعاء العباس رضي الله تعالى عنه واما حديث سهل بن حنيف الذي رواه الترمذي وغيره في قوله الذي علم الاعمى ذلك اللهم اني اتوجه اليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد اني استشفع بالله لا اني استشفع بك عند الله فهذا حديث منكر على الصحيح وان حسنه بعضهم وان قلنا بتحسين من حسنه فانه لا يدل على ما قصده اولئك الخرافيون فان الحديث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل بدعاء الحي جائز التوسل بدعاء الحي جائز بالاتفاق ومعنى ذلك اني اوصي زيدا ان يدعو لي ثم اقول يا ربي اللهم اني اسألك ان تستجيب دعاء زيد في ان تستجيب دعاء زيد في فهذا لا حرج فيه وجائز وهذا الذي فعله الاعرابي انه توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا وهذا الاعرابي دعا فاستجاب الله دعاءه وليس فيه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم انه يعبد الى قبره او يعبد الى سؤال الله بجاهه ومنزلته فهذا منكر واما حديث المزني الذي اتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث باطل ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك قصة ما لك الدار فهو ايضا من قصة منكرة وكذلك قصة العتبي. قصة منكرة وكل ما في هذا الباب فهي احاديث منكرة وقصص موضوعة وباطلة قال ايضا بعدما انهى ما يتعلق بزيارة القبور وما يتعلق باقسامها وهي الزيارة الشرعية والزيارة البدعية والزيارة الشركية المحرمة الباطلة وكلا البدعية والشرك كلاه محرم الا ان الشركية تخرج صاحبها من دائرة الاسلام وذلك من يدعو الاموات ويسألهم ويستغيث بهم ويقول لهم يسألهم النصر ويسألهم الشفاء من المرظ ويسألهم العافية فهذا هو شرك الجاهلية الذي كان يفعله ابو جهل وابو لهب وعامة المشركين عندما كانوا يدعون اللات والعزى ويدعون اشجارا واحجارا فهؤلاء ايضا دعوا هؤلاء الاموات وسألوه من دون الله عز وجل فدعاؤهم مخرج من دائرة الاسلام قال ايضا فصل في بيان ما وقع فيه العامة اليوم مما يفعلونه عند القبور وما يرتكبونه من الشرك الصريح والغلو المفرط في الاموات قال ومن على القبر سراجا اوقدا او ابتنى على الظريح مسجدا من رحمة الله عز وجل لبني ادم ان جعل لهم بعد موتهم قبورا اماته فاقبره والقبور نعمة من الله عز وجل القبور نعمة من الله سبحانه وتعالى دل عليها بني ادم انه اذا مات الميت انه يدفن ويوارى وفي ذلك فوائد كثيرة منها فائدة للميت بحفظ حرمته وحفظ جسده وحقه علينا وذلك الا تتطاول عليه الكلاب والسباع فتأكله وتنهشه وفي فائدة اخرى وهي للاحياء الا يتأذى الاحياء برائحة هذا الميت فان الاموات اذا ماتوا والانسان اذا مات خرج من جسده رائحة كريهة لا تطاق لا تطاق من نثرها فاكرم الله عز وجل بني ادم انهم اذا ماتوا انهم يدفنون وتوارى اجسادهم في القبور وهي الحياة البرزخية فهي تكريم للميت وهي ايضا تكريم للحي لا يتأذى الحي ولا تهان حرمة الميت بانتهاك حرمته وانتهاك حقه وهو بحفظ هذا الجسد حتى لا تناله السباع والكلاب اذا القبور هي امر جعله الله عز وجل لنا ان نحفظ فيه امواتنا وان نحميهم من ان تنالهم الوحوش والسباع وعلى هذا فان الاصل في القبر ان يكون مسكن للميت ومأوى له ويقتصر في ذلك على ان يعرف انه قبر على ان يعرف انه قبر وهذا الذي فعله نبينا صلى الله عليه وسلم انه كان اذا دفن ميتا ووظع هذا القبر على هيئة اما مسنمة او مسطحة يكون القبر مسنما وجعله نصابا وعلامة يعرف بها انها يعرف بها انه قبر ورفعه قريبا من الشبر قريبا من الشبر ورفعه لاجل ان يعرف انه قبر وفائدة معرفة انه قبر ليس لتعظيمه وليس لدعاء الله عز وجل عنده وانما فائدة ذلك ان يحترم هذا القبر فلا يوطى عليه ولا تقضى الحاجات عليه ولا يمشي الناس عليه فان حرمة الميت كحرمته وهو حي وقد جاء عند مسلم حديث عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لان يطأ احدكم على جمرة حتى تحرق قدمه خير له من ان يطأ على قبر وجاء في لفظ لان يجلس احدكم على جمرة فتحرق ثياب وتخلص الى جلده خير له من ان يجلس على قبر وهذا دليل على اي شيء على ان الميت له حرمة وان قبره ومسكنه يعظم يعظم من جهة احترامه لا من جهة تجاوز الحد فيه والناس في هذا الباب في باب القبور على اقسام قسم غلا وافرط في تعظيم القبور فاوقد عليها القناديل وبنى عليها القباب وشيدها وجصصها وقصصها وكتب عليها الكتابات العظيمة التي عظ بها هذه القبور وقسم قابلهم فلم يرى للقبر حرمة بل جعل القبر حاله كحال سائل الارض فتراه يمشي عليه ويطأ عليه ويقضي حاجته عليه بل لا يبالي بكونه قبرا او غيره وهذا ايضا محرم ولا يجوز والقسم الثالث وهم اهل الحق والعدل الذين عرفوا للقبر قدره فاحترموه وحافظوا عليه من باب حرمة الميت الذي فيه حرمة المسلم الذي قد دفن في هذا القبر وهذا الذي قصده الناظم رحمه الله تعالى بقوله ومن على القبر سراجا اوقدا وايقاد السرج على القبور له احوال الحالة الاولى ان يوقد السرج او يوقد السراج ان يوقد السراج على القبر تعظيما لهذا القبر وحتى يميز ويعرف بين القبور يميز ويعرف بين القبور ان هذا القبر له ميزة وخصيصة فهذا فهذا الايقاد وهذه السرج لا تجوز وقد جاء في ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن سائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج وهذا الحيوان كان اسناده فيه ضعف فيه ابو صالح وهو مجهول لكن جاء ما يدل عليه من طرق كثيرة فايقاد السرج وايقاد القناديل على القبور تمييزا وتعظيما لذات القبر هذا امر محرم ولا يجوز ويكفي فيه وعيدا ما جاء ابن عباس لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج اما ان يوقد مقبرة ان يوقد المقبرة بالمصابيح ويجعل لها في طرقها الانوار ليس تعظيما لقبر بعينه وانما لاجل من اراد ان يدفن بليل رأى الطريق سالكا له كما يفعل في بعض المقابر تنور المقبرة بطرقها بانارة خاصة بهذه الطرق فنقول مثل هذا لا حرج فيه لان المقصود بالايقاظ هنا هو المقصود بايقاد المقبرة على وجه العموم وحتى يستطيع من اراد ان يدفن ميتا ان يدفنه بالليل. ان يدفنه بالليل. اما تعليق قنديل او تعليق سراج على قبر بعينه تمييزا له عن سائر القبور فهذا محرم ولا يجوز او تخصيص بعض القبور بقناديل توضع عليها لذاتها فهذا محرم ولا يجوز ايضا من تعظيم القبور البناء عليها باي نوع من انواع البناء وقد جاء بحجاب ابن عبد الله انا سميناها ان يجلس على القبور وان يبنى عليها. ان يجلس على القبور وان يبنى عليها والبناء هنا يشمل البناء الكثير والبناء القليل سواء بنى عليها قبة او بنى عليها بيتا او بنى عليها بناء يعظمه فكل هذا محرم ولا يجوز وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الانبياء مساجد وقال النبي صلى الله عليه وسلم اولئك شرار الخلق اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا فوصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بانهم شرار الخلق ولعنهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لا تتخذوا قبري عيدا ولا تجعلوا قبري مسجدا اي يعبد عنده الله عز وجل ومعنى اتخاذ القبور مساجد له عدة معاني المعنى الاول ان يتخذ مكان القبر مسجدا يصلى فيه الصلوات الخمس ان يبنى عليه مسجدا ويعظم مكانه وهذا واقع في بلاد المسلمين فكثير من بلاد المسلمين قد بنيت على على قبورها مساجد وجعل القبر داخل المسجد وعظم المسجد لذات القبر وقصده الناس لذات القبر ولا شك ان هذا من الكبائر المحرمة وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ على القبور مساجد ومن عظمها كهذا التعظيم. اذا المعنى الاول ان يبني عليها مسجد المعنى الثاني ان يجعلها مسجدا يسجد عليها يجعلها مسجدا يسجد عليها فيتخذ القبر مسجدا يسجد عليه لله عز وجل والسجود عند القبر اما ان يسجد لذات القبر وهذا شرك بالله مخرج من دائرة الاسلام واما ان يسجد لله عز وجل عند القبر وهذا محرم ولا يجوز وهو من الشرك الاصغر المعنى الثالث ان يتخذها قبلة له ان يتخذها قبلة له يصلي لها ويصلي اليها وقد جاء في حديث الغنم عند عند مسلم لا تصلوا الى القبور ولا تجلسوا عليها لا تصلوا الى القبور ولا تجلسوا عليها والصلاة الى القبر لا تجوز ايضا يصلى على الميت ويصلى على القبر من باب الدعاء للميت اما ان يصلى صلاة فريضة الى جهة القبر فهذا لا يجوز. اذا هذا معنى قوله ومن على القبر سراجا اوقدا او امتنى على الظريح مسجدا فانه مجدد جهارا لسنن اليهود والنصارى اليهود والنصارى كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد ولما ذكرت ام سلمة رضي الله تعالى عنها كنيسة رأتها بارض الحبشة قال النبي صلى الله عليه وسلم اولئك شرار الخلق اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وقال صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة وابن عباس وعائشة لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وهنا خرج الحديث مخرج الغالب لان اكثر من بنى القبور على المساجد هم اليهود والنصارى كذلك تبعا لان النصارى ليس فيهم الا نبي واحد وهو عيسى عليه السلام لكنهم كانوا يعظمون انبياء بني اسرائيل قبل عيسى فاتخذوا على قبورهم ايضا مساجد فلعنهم فلعنهم نبينا صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا على انبيائهم مساجد واذا كان هذا الامر قد وقع في الامة في الامم قبلنا فانه سيقع في هذه الامة كما جاء في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه انه قال صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن؟ اي هم من سيتبعهم وستتبعهم هذه الامة بل جاء في حديث الله ابن عمرو ان ولو كان فيهم من اتى امه علانية لكان في هذه الامة من اتى امه علانية وكل ما فعله اليهود والنصارى ستفعله هذه الامة وهذا اخبار من الصادق المصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم وقد وقع ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فترى القبور قد بنيت عليها القباب وقد بنيت عليها المساجد وقد عظمت واتخذت اماكنا للعبادة بل نبينا صلى الله عليه وسلم يقول لا تجعلوا قبري وثنا يعبد فقد حصل من يعبد قبور الانبياء وقد حصل من يعبد قبور الصالحين. فانت عندما تأتي الى بعض قبور ما يسمى بالاولياء ترى الناس حولها زروفات ووحدانا بين ساجد وبين داعي وبين ذابح ومتقرب كلهم يذبح ويتقرب ويعبد غير الله عز وجل بهذه العبادة بل رأيت من يطوف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم سبعة اشواط ثم يصلي له ويسجد له من دون الله عز وجل. ولا شك ان هذا من اعظم الشرك. نسأل الله العافية والسلامة منه اذا من فعل ذلك فهو يسير على سيرة اليهود والنصارى ومجددا جهارا وعلانية لسنن اليهود والنصارى كما حذر المختار عن ذا ولعن. حذر قال اولئك شرار الخلق اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا. وقال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء مساجد اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فهذا كله يدل على اي شيء يدل على يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا اخبرنا ان هذه الامة ستقع فيما وقعت فيه الامم قبلنا بما وقعت فيه الامم قبلنا من جهة انهم عبدوا غير الله عز وجل بل قد يقول هنا كما حذر المختار كما حذر المختار عن ذا ولعن فاعله كما روى اهل السنن اي لعن النبي صلى الله عليه وسلم الذين اتخذوا قبور الانبياء مساجد وهذا ليس في السنن وانما هو في الصحيحين عن ابن عباس وعن ابي هريرة وعن عائشة رضي الله تعالى عنه عنهم جميعا قال ايضا بل قد نهى عن ارتفاع القبر وان يزاد فيه فوق الشبر. ايضا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ارتفاع القبور وقد جاء في صحيح مسلم عن ابي الهياج الاسدي عن علي رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اوصاه الا يدع قبرا مشرفا الا وسواه وقال ذلك ايضا فضالة ابن عبيد كما عند اهل السنن انه قال ان نسوي القبور وجاء ايضا في صحيح مسلم انه قال ولا يبنى عليها وجاء عند ابي داوود باسناد في ارسال والا يزاد عليها وجاء عند البيهقي عن جاه محمد عن ابيه والا يزاد والا يرفع فالقبر اكثر من شبر اكثر من شبر وعلى هذا نقول لا يزاد على القبر من التربة التي اخرج من اللحد فالقبر عندما يحفر يخرج التراب ثم يوضع التراب مرة اخرى ولا يوضع على الميت الا التربة التي اخرجت من هذا من هذا القبر ولا يؤتى بتربة غيرها والجزء الذي يأخذه الميت في لحده هو التراب الذي يوضع على القبر بعد دفنه. واضح؟ يقول الجزء الذي وهو اللحد وما اخرج منه وما اخرج منه من تراب هو الذي يوضع على القبر بعد ذلك. فلا يزاد على القبر من غير تربته ولا ارفعوا شبرا وقبر النبي صلى الله عليه وسلم كان مسنما وقال رأيه ولم ولم يتجاوز الشبر ولم يتجاوز الشبر سواء كانت العلامة التي توضع عند رأس الميت او عند قدميه او التراب الذي يوضع عليه فلا يزاد ذلك كله على على شبر. العلامة تدخل وتوضع داخل القبر حتى يرتمنها حتى يرتفع منها قدر شبر. والتراب ايضا يرتفع قدر شبر. اما ما يفعله بعض الجهلة ترى القبر مرتفعا اكثر من ذراع فهذا مما لا بد من تسويته وازالة هذا الارتفاع وازالة هذا الارتفاع. لانه يوضع التراب ثم يوضع فوقه اسباب الحصباء التي توضع على التراب من باب تثبيت من باب تثبيت هذا التراب حتى لا يتطاير حتى لا يتطاير. فوضع الحصباء ورش القبر ليس لاجل ان يبرد على الميت كما يفعله ويظن بعض الجهال لو يبرد على الميت اذا رششنا عليه الماء وانما يرش الماء على القبر لاجل اي شيء لاجل ان يمسك التراب الا يتطاير. وذلك بعد وضع الحصى فرش الماء يلتصق الحصى بالتراب فيمسك التراب عن تطايب الريح وما شابه ذلك قال وان يزاد فيه فوق الشبر وكل قبر مشرف فقد امر بان يسوى هكذا صح الخبر جاء ذلك في حديث علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ان النبي قال لا تدع قبرا مشرفا الا سويته وجاء ايضا بن عبيد انه امر النبي صلى الله عليه وسلم بتسوية القبور وعدم ارتفاعه وجاء ايضا من احاديث كثيرة كلها تدل على هذا المعنى قال ايضا وحذر الامة عن اطرائه حذر الامة نبينا صلى الله عليه وسلم عن اطرائه وتجاوز الحد فيه. اقف على مسألة وحذر الامة وحذر عن اطرائه ونكمله ان شاء الله في اللقاء القادم