بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى يقول في كتابه الادب المفرد باب قول الرجل يا هنتاه قال حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال حدثني ابي عن عبد الله ابن محمد ابن عقيل عن ابراهيم ابن محمد عن انا ابن طلحة عن امه حملة بنت جحش رضي الله عنها انها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ما هي يا هنتاه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قول الرجل يا هنتاه باسكان النون او بتحريكها يا هنتاه وايضا باسكان الهاء الاخيرة او ظمها هانتاه او هنتاه وهذه كما ذكر اهل العلم وصيغة نداء كقولك يا هذه يقال يا هنتاه بالمذكر يقال يا هذا ويقال يا هناه فهذه صيغة نداء والامام البخاري رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة لبيان ان هذا الاستعمال صحيح وان هذه الصيغة ليس فيها محذور وبعض اهل العلم بعض اهل العلم اشار الى ان هذه الصيغة ينادى بها من لا خبرة له بمكائد الناس ولا دربة له في في ذلك ومنهم من قال انها صيغة مناداة مثل قولك يا هذه بالمؤنث ويا هذا في المذكر يقال يا هنتاه ويا هناه واورد رحمه الله تعالى عن عمران ابن طلحة عن امه حملة بنت جحش رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ما هي يا هنتاه والشاهد من الحديث للترجمة واضح من حيث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ومناداته لها بهذه الصيغة وهذا الحديث الذي ساقه رحمه الله تعالى اسناده ضعيف متكلم فيه لعلتين الاولى اه فيه شريك القاظي شيخ شيخ المصنف وهو ضعيف لسوء حفظه وفيه شيخه عبدالله بن محمد صدوق في حديثه لين فالاسناد ضعيف نعم قال حدثنا قتيبة قال حدثنا جرير عن الاعمش عن حبيب بن صهبان الاسدي قال رأيت عمارا عمارا صلى المكتوبة ثم قال لرجل الى جنبه يا هناه ثم قام ثم اورد هذا الاثر ان عمار رضي الله عنه صلى المكتوبة ثم قال لرجل جنبه يا هناء اين اداه بهذه الصيغة ناداه بهذه الصيغة قال يا هناه ثم قام فكأنه دعاه او طلب منه صحبته ولكنه ناداه بهذه الصيغة ففي حق المذكر يقال يا هناه والمؤنث يقال يا هنتاه وهي صيغة مستعملة تأتي في بعض الاثار في دواوين السنة وكتب الاثار تأتي هذه الصيغة في المذكر يقال يا هناه وفي المؤنث يقال يا هنتاه نعم قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا سفيان عن إبراهيم ابن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن ابيه رضي الله عنه انه قال اردفني النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل معك من شعر امية ابن ابي الصلت؟ قلت نعم فانشدته بيتا فقال هيه حتى انشدته مئة بيت ثم ختم فهذه الترجمة بحديث الشديد بن سويد رضي الله عنه وفيه قصته عندما اردفه النبي صلى الله عليه وسلم معه على دابته وهذا من تواضع النبي عليه الصلاة والسلام فكان يردف معه اه احيانا من يردف من اصحابه ويتحادث معه ويسأله وهنا اردف النبي عليه الصلاة والسلام الشريد وطلب منه ان يسمعه شيئا من شعر امية ابن ابي الصلت وكان يحفظ شيئا من شعره النبي صلى الله عليه وسلم اردف معه على دابته غير واحد بمرات متعددة يردف معه مرات متعددة من اصحابه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا جمع الحافظ ابو زكريا ابن منده اه كتابا وقد طبع جمع فيه من اردفهم النبي عليه الصلاة والسلام سماه معرفة اسامي ارداف النبي صلى الله عليه وسلم معرفة اسامي ارداف النبي صلى الله عليه وسلم من تأليف ابي زكريا ابن منده المتوفى خمس مئة واحد عشر للهجرة والذين اوردهم ابن منده في كتابه يقرب عددهم من الاربعين يقرب عددهم من الاربعين ومن من جملة من ذكر الشريط وساق خبره هذا قال اردفني النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل معك من شعر امية ابن ابي الصلت؟ قلت نعم فانشدته بيتا اي بيتا واحدا لم يسترسل من بداية الامر وينطلق ذكر ابيات كثيرة وانما انشد بيتا واحدا وهذا من ادبه مع النبي عليه الصلاة والسلام انشد بيتا واحدا لينظر هل للنبي عليه الصلاة والسلام رغبة في مزيد سماع من ذلك والا ان كان ليس لديه رغبة في ذلك يتوقف فانشد بيتا واحدا فقال له النبي عليه الصلاة والسلام هيه واصلها ايه فيهن اي زدني او زد سبق ان مر معنا نظيرها قريبا فقال هيه حتى انشدته مئة بيت حتى انشدته مئة بيت واخذ اهل العلم من هذا جواز سماع الشعر والقاءه اذا كان طيبا نافعا حسنا مفيدا والشعر كلام حسنه حسن وسيئه سيء وقبيحه قبيح فاذا كانت الابيات المنظومة تحمل معاني جيدة تحمل تقريرات طيبة من امور التوحيد والايمان والاعتقاد ونحو ذلك فلا بأس من سماعه وهنا سمع النبي عليه الصلاة والسلام مئة بيت سمع مئة بيت انشدها الشريد رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام وهو راكب معه على دابته من شعر امية ابن ابي الصلت واهل العلم اخذوا من ذلك جواز سماع الشعر وانشاده اذا كان ليس فيه فحش اذا كان طيبا هذا ايضا الا يكون هذا ديدن الانسان لا يكثر منه لا يكون ذلك ديدنه قال فانشدته بيتا فقال هيه حتى انشدته مئة بيت جاء في بعض المصادر عند مسلم في صحيحه وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان كاد ليسلم ان كاد لا يسلم قال انشدته مائة بيت فقال اي النبي عليه الصلاة والسلام ان كاد ليسلم وفي رواية انه عليه الصلاة والسلام قال فلقد كاد يسلم في شعره فلقد كاد يسلم في شعره وامية ابن ابي الصلت المعني هنا هو شاعر جاهلي من ثقيف وكان في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وادرك بعثة النبي عليه الصلاة والسلام وبعض السنوات من الهجرة هجرته صلوات الله وسلامه عليه وذكر في ترجمته وفي البداية والنهاية لابن كثير فصل مطول بعض الشيء في اخبار امية ابن ابي الصلت فذكروا في اخباره انه كان شاعرا شاعرا مجيدا وانه ايضا نبذ الخمر ونبذ عبادة الاصنام واخذ يتنسك وقيل انه ايظا طالع بعظ الكتب القديمة وعرف من خلالها انه قد اظل زمن نبي انه اضل زمن نبي فقيل انه كان يطمع ان يكون هو النبي يطمع في ذلك ان يكون هو النبي كان له شعر حسن فيه تقرير التوحيد ذكر الوحدانية وحدانية الله فيه ذكر وحدانية الله وفي ذكر البعث وفيه معاني جيدة والنبي عليه الصلاة والسلام كما رأينا كان يسمع حتى سمع مئة بيت وقال في تمام ذلك ان كاد ليسلم وجاء في بعض الروايات انه قال لقد كاد يسلم في شعره لان شعره فيه من معاني تقرير الوحدانية والبعث وغير ذلك امورا حسنة طيبة ومن ذلكم قوله لك الحمد والنعماء والملك ربنا فلا شيء اعلى منك جدا وامجد فسبحان من لا يقدر الخلق قدره ومن هو فوق العرش فرد موحد مليك على عرش السماء مهيمن لعزته تأنو الوجوه وتسجد وساجدهم يعني الملائكة وساجدهم لا يرفع الدهر رأسه يعظم ربا فوقه ويمجده الى ابيات كثيرة جدا فيها مثل هذه المعاني العظيمة من تقرير الوحدانية وذكر صفات الرب وعلوه على عرشه وبيان عظمته وعلو الوجوه له وسجود الملائكة وخضوعها له الى غير ذلك من المعاني التي اه قررها في شعره وذكروا في ترجمته انه جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام في مكة قبل الهجرة وقال له اريد ان اجتمع بك في نفر من اصحابه وانت في نفر من اصحابك وتواعدوا على ذلك فجاء بنفر من اصحابه وجاء النبي عليه الصلاة والسلام بنفر من اصحابه كما ذكر ذلك ابن كثير وغيره ثم لما اجتمعوا بدأ ينشد من شعره ويأتي بنثره عند النبي عليه الصلاة والسلام ثم قال ماذا عندك يا ابن عبدالمطلب فقرأ النبي عليه الصلاة والسلام سورة ياسين الى اخرها الى تمام السورة تعوذ بالله وبسما وقرأ سورة ياسين الى تمامها فقام الرجل امية وقال ان هذا لحق فقال له اناس من قريش تريد ان تسلم؟ يعني هممت ان تسلم قال لا انظر في امره قال انظر في امره اولا ثم انه ذهب الى الشام ورجع وكان رجوعه على انتهاء معركة بدر بعد ان هاجر النبي عليه الصلاة والسلام الى المدينة فقيل له الى اين انت ذاهب؟ قال الى محمد قالوا وماذا تريد؟ قال اريد ان اؤمن به تلقيه بعظ النفر وقالوا له اتدري من في قليب بدر قال من فيها؟ فذكروا له اثنين من ابناء خالته فانقلب الى الطائف امتنع من الذهاب وبقي هناك الى ان مات في السنة الخامسة من الهجرة على كفره الى ان مات في السنة الخامسة من الهجرة على كفره مع انه رجل نبذ عبادة الاصنام ونبذ الخمور وعرف ان الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام حق ولكنه ابى وهذا كفر العناد الكفر له اسباب عديدة قد يكون سبب الكفر النفاق وقد يكون سببه الاباء والاستكبار والعناد وقد يكون له اسباب فالرجل لهذه الاسباب امتنع من قبول الدين مع انه عرف انه دين صحيح وانه حق واقر بذلك ولكنه امتنع من ذلك على كل حال فهذا الخبر يستفاد منه جواز سماع الشعر وانشاده وقراءته اذا كان لا لا يتضمن معاني باطلة وامور فاسدة حتى لو كان آآ آآ صاحب القصيدة شاعر جاهلي اذا لم يكن فيها فحش او نحو ذلك تسمع ويستفاد منها من حيث اللغة ومن حيث الاسلوب ومن حيث من هذه الحيثيات وهذا الخبر ليس له تعلق في الترجمة ترجمة قال باب القول الرجل يا هنات يا هناتاه او يا هنا في المذكر الا ان يكون ظم الامام البخاري رحمه الله الى هذه الصيغة صيغة الاستزادة وهي قوله فقد يكون اورده بهذه الترجمة لذلك والله اعلم نعم قال رحمه الله تعالى باب قول الرجل اني كسلان قال حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا ابو داوود قال حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير قال سمعت عبد الله بن ابي موسى قال قالت عائشة رضي الله عنها لا تدع قيام الليل فان النبي صلى الله الله عليه وسلم كان لا يذره وكان اذا مرض او كسل صلى قاعدا ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب قول الرجل اني كسلان. باب قول الرجل اني كسلان اي اخبارا عن نفسه بذلك عندما يصاب بشيء من الكسل عندما يصاب بشيء من الكسل عقده لهذه الترجمة هو في بيان جواز الاخبار بذلك جواز الاخبار بذلك اذا كان الانسان اصيب بشيء من الكسل ولا يخلو انسان من ذلك قل او كثر لا يخلو من ذلك لكن العبد مطلوب منه ان يتغلب على الكسل بمجاهدة نفسه وبفعل اسباب النشاط وبالالتجاء الى الله سبحانه وتعالى وبالتعوذ بالله من الكسل كما سيأتي في الترجمة الاتية مطلوب منه ذلك لكن الانسان لا يسلم من الكسل قليل او كثير فاذا اصيب بشيء من الكسل في بعض اوقاته واخبر عن نفسه بذلك قال اني كسلان فهذا امر لا حرج فيه امر لا حرج فيه ولا يقال ان الكسل مما يتعوذ بالله منه كما سيأتي فكيف يخبر عن نفسه بذلك يخبر عن نفسه بذلك لانه اصيب بشيء منه في خبر عن هذا الذي اه وجد فيه لكنه متعوذ بالله تبارك وتعالى من الكسل واورد عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت لعبدالله ابن ابي موسى لا تدع قيام الليل لا تدع قيام الليل فان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يذره. ومعنى لا يذره اي لا يتركه لاحظ جمال النصح الموجز من حيث الالفاظ الوافي من حيث التقرير قالت لا تدع قيام الليل اي واظب عليه وحافظ عليه ولا تفوته في اي ليلة من لياليك قالت فان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يذره اي لا يدعه فكان عليه الصلاة والسلام يواظب عليه فحثته على قيام الليل ونهته عن ترك القيام وبينت له ان هذا هو هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فكان من هديه انه لا يدع قيام الليل صلوات الله وسلامه عليه قالت وكان اذا مرض اي النبي صلى الله عليه وسلم او كسل صلى قاعدا وكان اذا مرض او كسل صلى قاعدا فكان مواظبا صلوات الله وسلامه عليه على قيام الليل فكان اذا اصابه في بعض الليالي مرض يصلي قاعدا او كذلك اصابه في بعض الليالي شيء من الكسل آآ فانه يصلي قاعدا ولهذا قالت كان اذا مرض او كسل صلى قاعدا وهذا فيه جواز صلاة النافلة قاعدا لا يشترط في النافلة ان يصليها الانسان قائما حتى وان كان قادرا على القيام حتى وان كان قادرا على القيام فله ان يصليها قاعدا واذا كان الانسان متعب او معه شيء من النصب او معه شيء من الاعياء او المرض وهو مواظب على قيام الليل لا يترك القيام بعلة انه معه شيء من التعب او النصب او المرض بل يصليه على حاله يصليه على حاله قاعدا ان كان القعود لا يكلفه او مضطجعا اذا كان مريضا لازمه المرظ او الزمه المرظ الاضطجاع على فراشه يصلي ولو كان على هذه الحال والاستدلال بالحديث للترجمة ان اخبار عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام بذلك قالت اذا مرض او كسل اخبارها عن ذلك يفيد ان هذا الاخبار سائغ اخبار الانسان عن نفسه بذلك سائغ ان يقول اني اني كسلان فاخبارها عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في قولها كان اذا مرض او كسل يفيد ان ان الانسان يجوز له ان يخبر عن نفسه بذلك نعم قال رحمه الله تعالى باب من تعوذ من الكسل قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني عمرو بن ابي عمرو قال سمعت انس بن مالك رضي الله عنه يقول كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يكثر ان يقول اللهم اني اعوذ اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال ثم قال رحمه الله باب من تعوذ من الكسل باب من تعوذ من الكسل الكسل هو عدم قيام الانسان بالشيء مع قدرته عليه عدم قيام الانسان بالشيء مع قدرته عليه عنده قدرة بخلاف العجز العجز عدم القيام بالشيء لعدم القدرة عليه فالفرق بين العاجز والكسلان ان العاجز هو من لا يقوم بالعمل لا يقوم بالعمل لعدم قدرته عليه لعدم قدرته عليه واما الكسلان من لا يكون منه الامل لا يكون منه العمل او لا يقع منه العمل وهو قادر وهو قادر على ان ان ان يقوم به الكسل يتعوذ بالله منه. الكسل يتعوذ بالله منه والعبد مطلوب منه ان يأخذ باسباب النشاط ان يأخذ باسباب النشاط واعظم سبب لنشاط الانسان في ايامه اعظم سبب الصلاة ولا سيما افتتاح اليوم باداء الصلاة صلاة الفجر واذا تيسر له ان يصلي حظا من الليل ولو يسيرا قبلها هذا من اعظم اسباب النشاط من اعظم اسباب نشاط الانسان في يومه ان يكون كذلك محافظا على صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة وان تيسر له ان يقوم شيئا من الليل قبلها وان لم يفعل ذلك اصبح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خبيث النفس كسلانة وما تكون عليه حال الانسان في اول يومه ينسحب على يومه كله مثل ما قال بعض السلف يومك مثل جملك ان امسكت اوله تبعك اخره اي ان كان اول يومك نشاط تم لك اليوم برمته في نشاط واذا كان اول اليوم كسل واشنع الكسل وافظعه ان يؤدي بالانسان الى ترك الصلاة المكتوبة اما في وقتها او مع الجماعة او نحو ذلك والعياذ بالله فهذا دمار لليوم واضرار به بينما الذي يصلي الفجر ويأتي بها في في وقتها يبارك له في يومه في جد ونشاط وخير وبركة كما جاء في الحديث القدسي ان الله تعالى يقول يا ابن ادم اركع لي اربع ركعات من اول النهار اكفك اخره اركع لي اربع ركعات من اول النهار اكفك اخره اربع ركعات اي فريضة الفجر ونافلة الفجر اذا صليتها كفيت يومك كله وحفظت بحفظ الله سبحانه وتعالى ومضى ومضى لك يومك في خير وبركة وجد ونشاط وبعد عن الكسل بخلاف من يهدم يومه الذي لا يؤدي صلاة الفجر هو في الحقيقة هدم يومه هذا ما يومه وابر بيومه والذي حافظ عليها وايضا من الله عليه بالذكر بعدها هذا يكون قد امسك بزمام اليوم وهذا يذكرنا بما جاء في صحيح مسلم عن ابي وائل شقيق ابن سلمة رحمه الله يقول دخلت على ابن مسعود بعد الفجر ببيته استأذنت في الدخول فاذن لي فتأخرت فقال لي لما تأخرت قال ظننت ان احدا نائم هذا بعد الفجر الكلام فقال اظننت بيت ابن ام ابن مسعود غفلة او ابن ام معبد غفلة ثم اخذ يسبح ابن مسعود الى ان طلعت الشمس فلما طلعت الشمس قال الحمد لله الذي اقالنا يومنا هذا ولم يؤاخذنا بذنوبنا قال الحمد لله الذي اقالنا يومنا هذا ولم يؤاخذنا بذنوبنا قال هذه الكلمة عند اول طلوع الشمس واليوم ما زال باقيا فما وجه قوله رضي الله عنه الحمد لله؟ الذي اقالنا يومنا هذا مع انه لا زال في اول اليوم الشمس توها طلعت ويقول الحمد لله الذي اقالنا يومنا هذا هذا فيه فائدة ان من امسك بزمام اليوم وهو اوله حفظ له اليوم باجمعه بكامله وابن القيم له في هذا كلمة جميلة جدا يقول اه اول اليوم شبابه واخر اليوم شيخوخته ومن شب على شيء شاب عليه ومن شب على شيء شاب عليه فاذا كان اول اليوم وشبابه في نشاط اذا جاء اخر اليوم اذا جاء اخر اليوم سيكون النشاط باقيا مستصحبا لكن اذا كان في شباب اليوم او اوله كسلانا ماذا سيكون شأن الانسان في اخر اليوم قال اول اليوم شبابه واخر اليوم شيخوخته ومن شب على شيء شاب عليه فالمسلم يتعوذ بالله من الكسل ويأخذ باسباب النشاط والجد اورد الامام البخاري رحمه الله حديث انس ابن مالك وفيه تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من امور ثمانية كل امرين منها مكترنان ثمانية امور كل امرين منها مقترنان الهم والحزن قرينان والعجز والكسل قرينان والجبن والبخل قرنان وضلع الدين وغلبة الرجال قرنان وكلها يتعوذ بالله تبارك وتعالى منها الهم والحزن هما الم يصيب القلب لكن الهم يتعلق الامور المستقبلة والحزن يتعلق بالامر الماظي فاذا تفكر الانسان في امر مستقبل فاهمه والمه يسمى هما واذا تفكر في امور ماظية فاتت عليه فتألم لذلك يسمى هذا حزنا فما يتعلق بالماضي يسمى حزن وما يتعلق بالمستقبل يسمى هم وما يتعلق بالحاضر يسمى غم فهي امور ثلاثة سيتعلق بالماضي وسيتعلق بالحاضر وسيتعلق بالمستقبل فما وجد في حينه فالم القلب يسمى غما واذا كان تفكر في امور مستقبلة يسمى هما واذا كان يتعلق بامور ماضية يسمى حزنا والنبي عليه الصلاة والسلام تعوذ بالله من الهم والحزن قال والعجز والكسل وهما قرينان والفرق بينهما تقدم ان العجز ترك للشيء لعدم القدرة عليه والكسل ترك له مع القدرة عليه ترك له مع القدرة عليه والجبن والبخل ايضا قرينان الجبن والبخل قرينان وهما يتعلقان واقع الانسان من حيث حصول النفع منه لنفسه او لغيره واقع الانسان من حيث حصول النفع منه سواء لنفسه او لغيره فاذا منع النفس فاذا منع النفع لنفسه او لغيره بماله اذا كان منع النفع له بماله فهذا يسمى ماذا بخلا واذا منع النفع بالبدن يسمى جبنا فهو كل فكل منهما منع منع للنفع الذي يصدر منه فان كان ذاك المنع متعلقا بالمال هو بخل واذا كان متعلقا بالبدن فهو جبن الجبن يتعلق المال اه الجبن يتعلق بالبدن والبخل يتعلق بالمال فمن لم ينفع غيره بماله فهذا يرجع الى البخل واذا لم ينفعه ببدنه فهذا يرجع الى الجبن وظلا الدين وغلبة الرجال ظلع الدين وغلبة الرجال هذا يتعلق قهر الاخرين له ان كان اه هذا الامر بحق لهم عنده فهذا الذي قال عنه ظلع الدين واذا كان بغير حق وانما بغيا منهم وعدوانا فهذا غلبة الرجال فتعوذ بالله تبارك وتعالى من ذلك كله من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال اعاذنا الله من هذا اجمعين نعم والحديث سبق ان مر معنا في برقم ست مئة وواحد وسبعين وست مئة واثنين وسبعين نعم قال رحمه الله تعالى باب قول الرجل نفسي لك الفداء قال حدثنا علي ابن عبد قال حدثنا سفيان عن ابن جدعان قال سمعت انس بن مالك رضي الله عنه يقول كان ابو وطلحة رضي الله عنه يجث بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينثر كنانته ويقول وجهي لوجهك الوقاء ونفسي لنفسك الفداء ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة؟ قال باب قول الرجل نفسي لك الفداء اي قول الرجل اخيه نفسي لك الفداء وهي تقال ابراز اه مكانة الشخص في النفس ومنزلته عنده وشدة حبه له وهي تقصى اه يقصد بها تعميق الاخوة والتمكين منها قال باب قول الرجل نفسي لك الفداء قال نفسي لك الفداء اورد هنا عن انس ابن مالك قال كان ابو طلحة يجثو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينثر كنانته ويقول وجهي لوجهك الوقاء ونفسي لنفسك الفداء ونفسي لنفسك الفداء وهذا موضع الشاهد وهذا يبين الحالة العظيمة التي كان عليه عليها الصحابة رضي الله عنهم في نصرتهم للنبي عليه الصلاة والسلام وتعزيره الدب عنه صلوات الله وسلامه عليه فكانوا ضربوا في هذا الباب اروع مثال بنصرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كان ابو طلحة وهذا كان في يوم احد يحمي النبي عليه الصلاة والسلام ببدنه ويرد عنه النبل ببدنه عليه الصلاة والسلام ويقيه من نبل المشركين ببدنه يتلقاه ببدنه يقي النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ويقول وجهي لوجهك الوقاء ونفسي لنفسك الفداء هذا يبين المكانة العالية العظيمة التي كان عليها الصحابة الكرام في نصرتهم للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. والشاهد منها قول آآ اه ابي طلحة اه ونفسي لنفسك الفداء والاسناد الذي ساقه المصنف رحمه الله فيه ابن جدعان وهو علي ابن زيد وهو ضعيف فالاسناد ضعيف وقوله وينثر كنانة الكنانة ظرف من الجلد يوظع فيه اه اه توضع فيه السهام نعم قال حدثنا معاذ بن فضالة عن هشام عن حماد عن زيد ابن وهب عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم نحو البقيع وانطلقت اتلوه فالتفت فرآني فقال يا ابا ذر فقلت لبيك يا رسول الله وسعديك وانا فداؤك؟ فقال ان المكثرين هم مقلون يوم القيامة الا من قال هكذا وهكذا في حق. قلت الله ورسوله اعلم فقال هكذا ثلاثا ثم عرض لنا احد فقال يا ابا ذر فقلت لبيك رسول الله وسعديك وانا فداؤك؟ قال ما يسرني ان احدا لال محمد ذهب فيمسي عندهم دينار او قال مثقال ثم عرض لنا واد فاستنتل فاستنتل فظننت ان له حاجة فجلست على شفير وابطأ علي. قال فخشيت عليه ثم سمعته كانه يناجي رجلا. ثم خرج الي وحده فقلت يا رسول الله من الرجل الذي كنت تناجي؟ فقال او سمعته؟ قلت نعم. قال فانه جبريل اتاني فبشرني انه من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا دخل جنة قلت وان زنا وان سرق؟ قال نعم ثم اورد رحمه الله حديث ابي ذر رضي الله عنه قال انطلقت او انطلق النبي صلى الله عليه وسلم نحو البقيع وانطلقت اتلوه اي تبعته فالتفتوا فالتفت فرآني فقال يا ابا ذر فقلت لبيك يا رسول الله وسعديك لبيك وسعديك هذه كلمة استجابة كلمة استجابة لبيك تعني انا مجيب لندائك وملبي لندائك قال لبيك وسعديك وسعديك اي اسعاد من بعد اسعاد وهي تعني ايظا ارتياح القلب ولينه وسخاء النفس قال لبيك يا رسول الله وسعديك وانا فداؤك وهذا هو موضع الشاهد من الحديث للترجمة فقال اي النبي عليه الصلاة والسلام ان المكثرين هم المقلون يوم القيامة ان المكثرين اي بالاموال اصحاب الاموال الكثيرة الطائلة قال ان المكثرين هم المقلون اي في الثواب هذا معنى قوله ان المكثرين هم المقلون يوم القيامة اي ان المكثرين في في الاموال هم المقلون يوم القيامة في الثواب لماذا؟ لان المال يشغل اه الانسان ويفتنه يعطله عن العمل فيما خلق لاجله واوجد لتحقيقه وايضا يولد عنده شحا بماله واستمساكا به تعطيلا للانفاق والبذل قال ان المكثرين هم المقلون يوم القيامة الا من قال هكذا وهكذا في حق هكذا وهكذا في حق اي انفق وبدل وقوله في حق هذا فيه تنبيه الى ان هذه النفقة مصروفة في وجوه صحيحة ووجوه مشروعة وابواب طيبة قال الا من قال هكذا وهكذا في حق جاء في الصحيحين بسياق في السياق لهذا الحديث قال الا من قال هكذا وهكذا بحق من يمينه ومن ورائه من يمينه ومن شماله ومن امامه ومن ورائه قال اهل العلم يستفادوا من ذلك التوجيه الى تنويع المصارف فلا يجعل صرفه للمال في جهة واحدة بل ينوع ومجالات الانفاق والبذل في سبيل الله كثيرة فلا يجعلها بمصرف واحد ولهذا قال من يمينه وعن شماله ومن امامه ومن ورائه ان ينوع المصارف في الجهات العديدة وفي المجالات المتنوعة قال الا من قال هكذا وهكذا في حق قلت الله ورسوله اعلم فقال هكذا ثلاثا اي الا من قال هكذا وهكذا في حق ثم مضوا في السير قال ثم عرظ لنا احد ثم عرظ لنا احد اي لا رأوا هذا الجبل عرظ لهم وهم في سيرهم وهو جبل معروف شمال المدينة طويل ممتد في جهة الشمال معروف بكبره فقال يا ابا ذر فقلت لبيك رسول الله وسعديك وانا فداؤك وهذا ايضا شاهد اخر في الحديث للترجمة قال ما يسرني ان احدا لال محمد ذهبا فيمسي عندهم دينار او قال مثقال قال فيمسي ما قال فيبقى عندهم اسبوعا او قال شهرا او سنة قال فيمسي يملكونه ذهبا الصباح ثم لا يأتي المساء الا وقد انفقوه كاملا جبل احد اه ذهبا ويكون في ملكهم في صباح اليوم ولا يأتي مساءه الا وقد انفقوه كاملا فهذا فيه اه الزهد من جهة وايضا السخاء والبذل والانفاق في في سبيل الله والحث على ذلك والترغيب فيه قال فيمسي عندهم دينار او قال مثقال ثم عرض لنا وادي يعني ونحن في سيرنا والوادي معروف فاستنتل اي النبي عليه الصلاة والسلام اي تقدم استنتل اي تقدم النبي صلى الله عليه وسلم فظننت ان له حاجة وهذا ايظا من ادب ابي ذر رظي الله عنه لما رأى النبي عليه الصلاة والسلام استنتل تقدم عن عن ابي ذر وكان يماشيه فاستنثر اي تقدم عليه احس بان له حاجة فتوقف عن آآ السير قال فجلست على شفير والسفير هو الحافة والطرف طرف الشيء او حافته يقال له شفيره فجلست على شفير اي على حافة وابطأ علي اي تأخر علي النبي عليه الصلاة والسلام قال فخشيت عليه اي خفت عليه من احد يعتدي عليه او نحو ذلك ثم سمعته كأنه يناجي رجلا سمع الصوت للنبي عليه الصلاة والسلام وهو يحادث رجلا كانه يناجي رجلا ثم خرج الي وحده جاءني وحده مع انه سمعه يناجي رجلا كانه يناجي رجلا فقلت يا رسول الله من الرجل الذي كنت تناجي من الرجل الذي كنت تناجي لانه كان يتحدث مع رجل ثم رآه جاء وحده قال من الرجل الذي كنت تناجيه؟ فقال او سمعته يعني سمعت صوت من كنت اناجيه؟ قلت نعم. قال فانه جبريل قال فانه جبريل اتاني فبشرني انه من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وهذا فيه فضل التوحيد وفضل الخلاص من الشرك والبراءة منه وان من لقي الله سبحانه وتعالى لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة كما جاء في الحديث القدسي ان الله تعالى قال يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة وهنا انتبه وزد ايضا في الانتباه لقوله صلى الله عليه وسلم شيئا وهي نكرة في سياق النفي تفيد العموم لا يشرك بالله شيئا وهذا فيه التنبيه على البعد من الشرك كله والحذر منه والحديث ايضا يفيد الخوف من الشرك والبعد عنه وعن وسائله واسبابه لان السلامة من الشرك والنجاة منه والموتى على السلامة منه هو سبب الغفران. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اما من لقي الله تبارك وتعالى مشركا فهذا لا مطمع له بمغفرة الله عز وجل قال من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة والذي مات غير مشرك لا يخلو من حالتين اما ان يكون لقي الله سبحانه وتعالى لا يشرك به شيئا وهو مقتصد في في في دينه او سابق في الخيرات فهذا يكون دخوله الجنة بدون حساب ولا عذاب دخولا اوليا وان كان هذا الذي لا يشرك بالله شيئا ظلم نفسه بالذنوب فارتكب شيئا من الكبائر واقترف شيئا من الاثام كالزنا مثلا والسرقة المذكور في الحديث فانه ايضا مصيره الى الجنة فانه كذلك مصيره الى الجنة. لكن لا يلزم من ذلك ان يكون دخوله لها دخولا ماذا؟ اوليا فما هي حال المقتصد والسابق بالخيرات والله تبارك وتعالى ذكر بالقرآن ان الذين يدخلون الجنة يوم القيامة على اقسام ثلاثة ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات قال عز وجل ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفظل الكبير جنات عدن يدخلونها من هم جنات عدن يدخلونها اي هؤلاء الثلاثة الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات الواو تشملهم جميعا لكن كما قال اهل العلم المقتصد هو الذي فعل الواجب وترك المحرم والسابق بالخيرات وهو الذي زاد على ذلك بفعل الرغائب والمستحبات ونافس في ذلك هذان يدخلان الجنة بدون حساب ولا عذاب دخولا اوليا اما الظالم لنفسه فانه يدخل الجنة لكنه قد يمر قبل ذلك بمرحلة تطهير يدخل النار ليطهر فيها من كبائره ومن ذنوبه التي ارتكبها في الدنيا فيما دون الشرك فهذه الاقسام الثلاثة كلهم من اهل الجنة كل من اهل الجنة ولهذا بعد هذه الاية بقليل قال والذين كفروا لهم نار جهنم والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها فاذا الذي مات لا يشرك بالله شيئا الذي مات لا يشرك بالله شيئا يدخل الجنة وان زنا وان سرق وان زنا وان سرق يعني وان ارتكب بعض الكبائر فان كان تاب منها تاب الله عليه وان مات وهو متلبس بمثل هذه المعاصي وهذه الكبائر فانه عرظة العقاب عقاب اه عصاة الموحدين عرظة للعقاب واذا عوقب وعذب في النار فانه لا يخلد فيها ولا يؤبد فيها لانه لا يخلد في النار الا كالمشرك قال قلت وان زنا وان سرق قال نعم قلت اي ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لجبريل ذلك فقال جبريل نعم يعني وان زنا وان سرق اي مآله ومصيره الى الجنة لان الزنا والسرقة والمعاصي ليست موجبا للخلود في النار موجبا للخلود في النار لكنها قد تكون سببا دخول الانسان في نار جهنم والعياذ بالله والبقاء فيها ثم يخرج كما جاء في الصحيح الصحيحين يخرج هؤلاء من النار ظبائر ظبائر اي جماعات جماعات ويلقون في نهر الفردوس فيحيون بمائه وينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل هذي حال اهل الكبائر الذين دخلوا النار وعذبوا فيها ثم اخرجوا منها وجاء في بعض الاحاديث ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لابي ذر من قال لا اله الا الله ومات على ذلك دخل الجنة وان زنا وان سرق قال قلت وان زنى وان سرق؟ قال وان زنى وان سرق قال قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق قال قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق وان رغم انف ابي ذر هكذا قال عليه الصلاة والسلام فكان ابو ذر رضي الله عنه يحدث بهذا الحديث ويقول وان رغم انف ابي ذر وان رغم انف ابي ذر فهذا الحديث من الاحاديث العظيمة الدالة على فضل التوحيد خطورة الشرك وان الواجب على الانسان ان يكون على حذر شديد من الشرك بالله سبحانه وتعالى قليله وكثيره وان يكون على رعاية عالية وعناية تامة بالتوحيد حفظا له وتحقيقا له ومواظبة عليه والتوحيد والايمان اذا كان تاما منع من دخول النار منع من دخول النار واذا كان آآ ليس تاما وانما اتى بامور تنافي كماله الواجب منع من الخلود في النار التوحيد اما مانع مانع من الدخول او مانع من الخلود وكل ذلك مستفاد من هذا الحديث و نظر اليه ومثل هذا الحديث يسمى من احاديث الرجاء من احاديث الرجاء وينبغي ان يضم اليه لتفهم مثل هذه المعاني ان يضم اليه احاديث الوعيد فاذا قرأت هذا الحديث تقرأ ايضا قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن هذا فيه تبيين الى الاثر العظيم والخطير التي يجره مثل هذه الاعمال ومثل هذه الكبائر على الايمان فانه يضعف كمال الايمان الواجب وبمجموع هذه النصوص يفهم ان مثل هذه الكبائر لا تخرج الانسان من الملة ولا ايضا يبقى ايمانه تاما كاملا مع وجودها ولهذا الحق في مرتكب الكبيرة عند اهل العلم واهل السنة والجماعة انه مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته لا يقولون انه كافر كما يقول الخوارج ولا يقولون مؤمن كامل الايمان كما يقوله المرجئة بل هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته وهذا هو الحق والعدل في ذلك ونسأل الله عز وجل ان يحيينا اجمعينا على التوحيد والسنة وان يعيذنا من الشرك والبدعة وان يهدينا سواء السبيل وان يصلح لنا شأننا وان يجعلنا من عباده المتقين الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشر وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا والدينا ولمشائخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل انا من منطقة الباحة واريد البقاء في المدينة مدة ثلاثة ايام ثم اريد العمرة فهل احرم من ميقات اهل المدينة النبي عليه الصلاة والسلام لما وقت المواقيت قال هن لهن ولمن اتى عليهن ممن اراد الحج او العمرة فسواء كنت من اهل المدينة او لست من اهل المدينة ومررت بميقات اهل المدينة قاصدا مكة بحج او عمرة فانك تحرم من الميقات الذي اه مررت به فهو ليس مختصا باهل المدينة بل هو يشمل كل من مر عليه من اهل المدينة او من غير اهلها ممن مر به قاصدا مكة بحج او عمرة هل قول الرجل لاخيه وجهي لوجهك فداء؟ عام ام ان هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ بعض اهل العلم يقول ان قول هذه الكلمة هي على سبيل كسب القلوب وتعميق المحبة والمودة لهذا المعنى لا حقيقة التفدية نفسها فبعضهم يسوغه بمثل هذا الاعتبار والصحابة رضي الله عنهم اه فدو النبي عليه الصلاة والسلام حقيقة