بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال الناظم رحمه الله تعالى والنار والجنة حق وهما موجودة ثاني لا فناء لهما وحوض خير الخلق حق وبه يشرب في الاخرى جميع حزبه. كذا له لواء حمد ينشر. وتحته والرسل جميع جميعا تحشر. كذا له الشفاعة العظمى كما قد خصه الله بها تكرما. من بعد اذن بالله لا كما يرى كل قبوري على على الله افترى. يشفع اولا الى الرحمن في فصل القضاء بين اهل الموقف من بعد ان يطلبها الناس الى كل كل اولي العزم الهداة الفضلاء وثانيا يشفع في استفتاح دار النعيم لاولي الفلاح هذا وهاتان الشفاعتان قد خصتا به بلا نكران وثالثا يشفع في اقوام ماتوا على دين الهدى الاسلامي. واوبق واوبقتهم كثرة الاثام فادخلوا النار بذا الاجرام ان يخرجوا منها الى الجنان بفضل رب العرش احساني وبعده يشفع كل مرسل وكل عبد ذي صلاح وولي. ويخرج الله من النيران جميع من مات من مات على الايمان في نهر الحياة يطرحون فحما فيحيون وينبتون كانما ينبت في هيئته حب حميل السيل في حافته بركة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الناظم رحمه الله تعالى والنار والجنة حق وهما موجودتان لا ثناء لهما اهل السنة يعتقدون ان الجنة والنار موجودتان مخلوقتان موجودتان الان ومخلوقتان وانهما لا يفنيان والجنة هي دار النعيم وهي رحمته سبحانه وتعالى التي يدخل فيها من اراد ثوابه وجزاءه بالاحسان والنار هي دار عذابه نسأل الله العافية والسلامة منها والجنة نعيمها يتفاوت فاعلى اهل الجنة منزلة من له درجة الوسيلة وهي درجة لا ينالها الا عبد واحد وهو محمد صلى الله عليه وسلم واقلهم منزلة وادناهم منزلة من له مثل هذه الدنيا وعشر امثالها هذا هو اقل اهل الجنة وهم بين ذلك يتفاوتون وقد جاء في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف في الدرجات كما ترون الكوكب الدري الغابر في افق السماء كما ترون الكوكب الدري الغابر البعيد في افق السماء فقال الصحابة يا رسول الله هؤلاء الرسل الانبياء قال بل هم مؤمنون امنوا بالله ورسوله. امنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم فافاد هذا ان درجات الجنان تتفاوت وقد جاء في الصحيحين ايضا ان الله سبحانه وتعالى عد في الجنة مئة درجة ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والارض ولا شك ان هذه منازل عظيمة ودرجات عالية رفيعة واعظمهم منزلة من يرى الله غدوة وعشية يصبح برؤية الله ويمسي برؤية الله وليس هناك صبح او مساء ولكن انما هو انه يرى الله في يومه مرتين ومنهم من يراه اقل من ذلك ومنهم من يراه كل جمعة ونعيمهم يتفاوت سابقون ومقتصدون وظالم لانفسهم جنتان من ذهب وجنتان من فضة جنتان ذهب اوانيهما وما فيهما من ذهب وجنتان من فضة اوانيهما وما فيهما من فضة وهذا فضل الله عز وجل يتفضل به على من يشاء من عباده واما اهل النار ايضا فهم يتفاوتون فالنار دركات وهي سبع دركات اسفلها هو الدرك الاسفل من النار اعده الله للمنافقين واعلاها من يوضع فيه من يوضع فيها تحت تحت قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه وهذا هو وهذا هو ادنى اهل النار. ادنى اهل النار من يوضع تحت قدميه جمرتان يغلي منها دماغه وهو يرى انه اشد اهل النار عذابا وهو اهونهم واعظم منه واشد عذابا منه من هو فوقه في الكفر والضلال نسأل الله العافية والسلامة اذا المسألة الاولى مسألة وجود الجنة. الجنة موجودة وقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم ورأى قصره ورأى جنة عدن ورأى ما فيها من نعيم ورأى قصر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهذا كله في الصحيح ورأى النار حتى اذاه صلى الله عليه وسلم حرها اذاه صلى الله عليه وسلم حرها تأذى منها صلى الله عليه وسلم وهو في صلاته عندما رآها في عرض الحائط وقد رأى النار ورأى فيها صاحب المحجن ورأى تلك المرأة التي حبست هرة فلم تطعمها فادخلها الله النار ورأى الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يمتثل ولا ينتهي وانما كان يأمر ولا يمتثل وينهى ويفعل ما نهى عنه رآه ايضا يجر اقتاب بطنه في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة ورأى الزناة والزواني معلقين بعراقيبهم تلفحهم النار نسأل الله النجاة منها ورأى انواعا منوعة من العذاب في ذلك في ليلة المعراج رأى النار ورأى الجنة وهذا باجماع اهل السنة ان النار والجنة موجودتان وانه مخلوقتان وانهما لا تفنيان لا تفنيان ابد الاباد وهذا باجماع اهل السنة اما ثناء الجنة والنار فاهل السنة مجمعون على ان الجنة لا تفنى وانها باقية ابد الاباد ولا خلاف بين اهل السنة في ذلك لا قديما ولا حديثا وانما يخالف في هذا الجهمية والجهمية يرون ان الجنة تفنى وهم في هذا على اقوال منهم من يرى فناء النار منهم من يرى فناء الجنة ومنهم من يرى بناء حركات اهل الجنة ونعيمهم هذا باطل اما النار فقد نقل غير واحد الاجماع. نقل ابن حزم وابن القيم وغير واحد على ان النار ايضا لا تفنى ونقله الاشعري واقره شيخ الاسلام ابن تيمية اقر ابن حزم على نقله واقر الاشعري ايضا على نقله ان النار لا تفنى وانها باقية ابد الاباد واما من خالف النار فخالفت الجهمية وخالفت اليهود فاليهود قالوا انما نمكث فيها ايام ثم تخلفوننا وقالوا ان النار تفنى وكذلك قال الجهمية والاتحادية من غلاة المتصوفة والزنادقة قالوا ان النار تفنى ونعيمها وعذابها يفنى بل بالغ بعظهم فقال ان اهل النار يخرجون من النار ويدخلون الجنة وقال اخرون من الاتحادية ان اهل النار يتلذذون بعذاب النار. يتلذذون بعذاب النار. عندما تنقلب طبيعتهم فتكون طبيعتهم نارية فيتمتعون ويتلذذون بالنار فتكون النار ليست عليهم عذابا وانما تكون نعيما. وكل هذه الاقوال باطلة. ومنهم من قال ان اهل اهل النار تفنى اجسادهم ويبقى العذاب ومنهم من قال انهم يفنون ويهلك ويهلكون والذي عليه اهل السنة وهو باجماع بينهم ان الجنة والنار لا تفنيان ابدا قد نقل عن شيخ الاسلام رحمه الله تعالى قولا بفناء عذاب اهل النار وذكره ايضا بعض الحنابلة عنه رحمه الله تعالى وقد ذكر ابن القيم في الروح ايضا خلافا في هذه المسألة وهذا الخلاف حادث لا يعرف بين المتقدمين من قال ان النار تفنى قال ان النار تفنى وقد ذكر ابن القيم في وابله ان النار نارين ان النار نارين نار تفنى ونار لا تفنى وذكر ان نار الكفار لا تفنى ابد الاباد وان نار الموحدين هي التي تفنى. نار الموحدين هي التي تفنى والصحيح الصحيح ان شيخ الاسلام له قولان في هذا قول متقدم في اول عمره وقول متأخر ودليل ذلك انه ذكر في في درء التعارض بين العقل والنقل انه ذكر من الاشياء التي كتب الله عليها انها لا تفنى الجنة والنار وقرر ذلك ولما تتبع ابن حزم في في مراتب الاجماع ونقل ابن حزم الاجماع على ان النار لا تفنى لم يرد على قوله هذا وله في ذلك اقوال له في ذلك نقول ان النار لا تفنون اهلها خالدين فيها ابد الاباد فيحمل ما نقل عنه انها تفنى وان عذاب النار يفنى انه قول متقدم له تركه كما ان له قولا في ان الخضر لم يمت وانه حي ثم تراجع عن هذا القول وقال انه ميت ولا ولا غرر ان الانسان قد يكون له قولان قول قديم وقول حديث فما كان حديثا ينسخ ما كان قديما ولا يعاب بقوله القديم ولا يجعل له قولا يسار اليه فالقول الصحيح من القول الصحيح ان النار لا تفنى وهواه ما عليه اجماع اهل السنة هو الذي عليه اجماع اهل السنة ان النار لا تفنى ومع انها لا تفنى فان عذاب الموحدين في النار ينتهي لان داخل النار ينقسم الى قسمين من يدخلها ابدا ومن يدخلها امدا اما الذي يدخل النار ابدا وهم الكفار والمشركون والمنافقون فهؤلاء لا يخرجون منها ابدا ولا يذوقون فيها موتا ولا حياة وقد جاء في الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه انه صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار نادى منادي يا اهل الجنة فيشرئبون ويرفعون اعناقهم فيقال خلود فلا موت ويقال لاهل النار يا اهل النار فيشرئبون فيقول ماذا فيقول يا اهل النار خلود فلا موت. وفي رواية يؤتى بالموت على صورة كبش فيقال يا اهل النار يا اهل الجنة اتعرفون هذا فيقول نعم انه الموت فيذبح كما تذبح الشاة ثم يقال لاهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت فلو مات احد فرحا لمات اهل الجنة فرحا ولو مات احد غما وهم لمات اهل النار غما بهذا الخبر الذي اتاهم. فانهم يرجون ان يخرجوا من النار فهذا نص صحيح صريح على انهم خالدين فيها ابدا. وانهم لا يذوقون فيها موتا ولا اما الذين اما الذين هم من اهل التوحيد ويعذبون ما شاء الله ان يعذبوا. فهؤلاء اذا عذبوا على قدر ذنوبهم ماتوا في النار اخذتهم موتة حتى يكونون فحما فحما ظبائر في نار جهنم يراهم اهل النار قد اسودوا كأنهم الفحم فيأتي من يريد ان يشفع فيهم فيعرفهم بمواضع السجود يعرف بدوائر وجوههم فيشفع هذا في هذا ويشفع الاخر في اخيه وهكذا فيخرجون ثم يلقون في نهر الحياء ثم ينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل اي بعد اماتتهم وبعد تفحمهم نسأل الله العافية والسلامة اما الذين هم اهلها ولا يخرجون من وحبسهم القرآن فهؤلاء خالدين فيها ابد الاباد لا يخرج منها ابدا. اذا هذا معتقد اهل السنة والجماعة ان الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان وانهما لا يفنيان ثم قال رحمه الله تعالى وحوض خير الحق حق وبه يشرب في الاخرى جميع حزبه الحوض هو حوض عظيم خص الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم وفي الحوض مسائل المسألة الاولى ايماننا بان لنبينا صلى الله عليه وسلم حوضا عظيما يرده المؤمنون يوم القيامة ومن ولده وشرب منه فانه لن يظمأ بعدها ابدا. من شر من هذا الحوض فانه لن يظمأ بعدها ابدا ومن شرب فانها علامة على دخوله الجنة علامة على دخوله الجنة فهو حوض عظيم خص الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم هذا الحوض ماؤه احلى من العسل وابيض من اللبن وابرد من الثلج وكيزانه عدد نجوم السماء وطوله شهرا وعرضه شهرا زواياه سواء وهو حوض عظيم يصب فيه ميزابان ميزاب من ذهب وميزاب من فضة من الكوثر الذي في الجنة. اي ان النهر الذي في الجنة وهو الكوثر يخرج منه ميزابان يغتان في الحوض احدهما من ذهب والاخر من ورق والناس يريدون هذا الحوض يريدون هذا الحوظ وقد اختلف اهل العلم هل الحوض من خصائص نبينا صلى الله عليه وسلم ام ان الانبياء يشاركونه في الاحواض ويقول لكل نبي حوضا جاء عند الترمذي من حديث سعيد ابن بشير عن قتادة انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي حوضا لكل نبي حوضا وهذا الخبر جاء من حديث سعيد البشير عن قتال الحسن عن سمرة من حديث سعيد بشير عن قتادة عن حسن عن سمرة انه قال ذلك ان لكل نبي حوضا واني لارجو ان اكون اكثرهم واردا وهذا الحديث تفرد برفعه ووصله سعيد بن بشير وقد ظعفه الائمة ظعفه ابن معين وظعفه ابو حاتم وظعفه النسائي وظعفه غير واحد من المحدثين واستنكروا حديثه استنكروا حديثه هذه العلة الاولى والعلة الثانية ان الحديث رواه غيره كهشام بن حسان رواه عن الحسن مرسلا رواه الحسن مرسلا. ورواه غيره ايضا عن الحسن مرسلا وهو الصحيح انه مرسل على الحسن البصري رحمه الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم ان لكل نبي حوضا وقد جاء من حديث ابن عباس ومن حديث ابن سعيد الخدري وايضا من طريق اخر عن سمرة رضي الله تعالى عنه من طريق اسلام ابن سمرة ابن سعد ابن سليمان ابن سمرة عن ابيه عن جده وهو حديث منكر فكل طريق جاء في هذا الحديث ان لكل نبي حوضا فهو لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فخلاصة القول ان احاديث ان لكل نبي حوضا هي احاديث ضعيفة لا يحتج بها واحسن ما في الباب ما جاء عن هشام بن حسان عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لكل نبي حوضا. وقد دخل بعض اهل العلم بهذا الخبر المرسل وقالوا ان الانبياء لهم احواض. وقد عللوا ايضا اخذوا بهذا الدليل واخذوا بالتعليل. قالوا ان الامم السابقة من اليهود والنصارى المؤمنين واتباع الانبياء قبلنا اتباع الانبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم لابد ان يردوا احواظا يشربون منها وحوض النبي صلى الله عليه وسلم خاص بامته خاص بامته الا ان يقال ان جميع الامم ترد على حوض النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الذي يظهر ان النبي انما يرد عليه امته ويعرفهم بغرتهم وتحجيلهم بغرتهم وتحجيلهم فعندما قال كيف تعرفه يا رسول الله؟ قال رأيت لو ان الرجل عنده خيل دهم وفيها خيل محجلة آآ لها غرة قال انتم كذلك يوم القيامة انتم كذلك يوم القيامة اي تعرفون بالغرة والتحجيل يعرفون بغرتهم اي ببياض وجوههم وبياض اطرافهم. فدل هذا على ان الامم قبلنا لا يريدون حوض النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الخسيصة فالاقرب والله اعلم انه لكل نبي حوظا وان كان الخبر ظعيف لكن من جهة التعليل فان المقام قام ظمئ ومقام خوف وهلع فيحتاج الناس في ذلك المقام ان يردوا. فاذا ورد اتباع محمد صلى الله عليه وسلم الى حوضه كذلك اتباع موسى واتباع عيسى واتباع ابراهيم واتباع الانبياء جميعا يردون احواضهم. الا ان نبينا بان حوضه له خصيصة وهي انه يغت فيه ويصب فيه ميزابان من الكوثر وهذا هو الكوثر الذي اعطاه الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم. فنقول من خصائصنا بحوظ نبينا صلى الله عليه وسلم. اولا سعته وبياضه كونه احلى من العسل وابيض من اللبن وابرد من الثلج وطوله كعرضه مسيرة نهر او من بين صنعاء الى عمان الى عمان او من صنعاء الى ايليا كما جاء في بعض الاحاديث وجاء انه طوله شهر وعرضه شهر هذه من خصائص حوض النبي صلى الله عليه وسلم لسعته. ومن خصائصه ايضا انه يصب فيه من الكوثر. فالانبياء الانبياء والرسل عليهم الصلوات لا يصب فيه من الكوثر لان الكوثر نهر اعطاه الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم وعلى هذا نقول الحوظ والكوثر يتغايران فالحوظ في العرصات والكوثر في الجنات. الحوض في العرصات والكوثر في الجنات وبينهما اتصال بينهما اتصال من جهة ان الكوثر يخرج منه من زبان يصبان في الحوض ولا طول ان الحوض هو الكوثر ولا ان الكوثر هو الحوظ. بل الكوثر هو نهر اعطاه الله عز وجل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة. حافتاه اللؤلؤ والياقوت وتربته المسك وتربته المسك. وهو احلى من العسل وابيض من اللبن وابرد من الثلج وجاء ذاك حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ مبتسما فقال لقد انزل علي سورة انفة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم انا اعطيناك الكوثر. فسئل ما الكوثر؟ قال هو نهر اعطانيه ربي في الجنة حافتاه اللؤلؤ قوت وتربته المسك فيه ترده ترده ترده طيور كاعناق الجزر او كاعناق البخت وهي فقال عمر انها لناعمة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكلها انعم اكلها انعم. وهذا يدل على ان الكوثر في الجنة والحوظ هو وحوض عظيم وهو الحوض بمعنى ما يستقر ويقر فيه الماء يسمى حوض الاستقرار المائي فيه والاجتماع المائي فيه فيسمى بخلاف النهر فانه يجري على الارض يجري على الارض والنهر هو كما ذكرنا هو انه نهر من الخير الكثير الكوثر هو كثير الخير كثير الخير وقد نبيه صلى الله عليه وسلم خيرا كثيرا ومن ذلك الخير الذي اعطيه الكوثر الذي هو هذا النهر الذي يصب منه ميزابان في الحوض ومن ورد الحوض فلن يظمأ بعدها ابدا. المسألة الثالثة ايظا مزهج الحوض اين موضع الحيض؟ اين موضع الحوظ؟ في العرصات اختلف اهل العلم في ذلك على ثلاثة اقوال فقيل ان الحوض قبل الصراط قبل الصراط وذلك ان الناس اذا خرجوا من قبورهم وبعثوا من قبورهم يخرجون ظمأ وذلك انهم يمكثون شاخصة ابصارهم يطلبون الماء. فاذا طلبوا الماء عرضت لهم احواض الانبياء. هذا قول ان قبل الصراط ان الحوض قبل الصراط ثم يرد الناس الصراط فمن شرب من الحوض نجا ومن لم يرد الحوض فان علامة هلاكه الثاني القول الثاني ان الحوظ ان الحوظ بعد الصراط بعد الصراط وعللوا بتعليل عللوا بتعليل وقالوا ان الحوظ يمد بميزابين من الكوثر فلا بد ان يكون الحوظ قريبا من الجنة حتى حتى يصب فيه هذان الميزابان. وهذا التعريل ليس بصحيح القول الثالث انه حوض عظيم واسع يكون على جنبتي الصراط. فيكون قبل الصراط ويكون بعده يكون قبل الصراط ويكون بعده لعظمه ولسعته. فيلده الناس يلده اهل الموقف قبل الصراط ويرده من نجى من الصراط بعد يتجاوز الصراط بعد تجاوز الصراط وهناك من توقف والاقرب في هذه المسألة ان نقول ان الحوظ يكون قبل الصراط ولا اشكال ان يكون بعده ايظا لعظمه ولسعته فهو حوض عظيم واسع يكون على جنبتي الصراط فيرده الناس قبل الصراط اتجاوز الصراط ايضا وردوه مرة وردوه مرة اخرى. اول من يرد الحوض هم فقراء المهاجرين كما جاء في صحيح مسلم ان اول من يلد الحوض هم فقراء المهاجرين. وجاء في صحيح البخاري ومسلم عن ثوبان انه قال اني لعند عقر آآ حوضي اذود الناس لاهل اليمن اذود الناس لاهل اليمن لسبقهم في الاسلام ولسبق في الايمان وهذه مكرمة لمن امن من اهل اليمن في عهد النبي صلى الله وسلم انهم يكرمون بورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من اوائل الناس. اما الذين يذادون عن الحوض فهو كل محدث سواء احداثا في دين الله عز وجل كالابتداع او احداث بفعل منكر او كبيرة من كبائر الذنوب لم يتب ولذا جاء في وصف هؤلاء فانهم يقول فقولوا اصيحابي وصيحابي او اصحابها يقال له انك لا تدري ما احدثوا بعدك فاقول سحقا سحقا وذلك انهم يقبلون على الحوظ ويعرفهم النبي صلى الله عليه وسلم يقول هلموا هلم ثم تردهم الملائكة وتمنعهم من فيقول انهم اصحابي يقول انك لا تعرف ما احدثوا بعدك ما احدثوا بعدك فاقول لهم سحقا وبعدا لمن بدل وغيرك فيحمل هؤلاء انهم اولئك الذين ارتدوا من الاسلام من الاعراب الذين رآهم النبي صلى الله عليه وسلم وعرفهم ويحمل ايضا على كل من بدل دين الاسلام وابتدع في دين في دين الاسلام ما ليس منه هذا وعيد شديد لكل محدث في الدين لكل محدث لكل محدث في الدين انه انه يزاد عن الحوض ويمنع من وروده. وجاء ايضا ان ممن يمنع من الحوض من دخل على الظلمة والفجر فاعانهم فصدقهم بكذب واعانهم على ظلمهم فمن دخل على هؤلاء الظلمة فانه لا يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل ايضا في هذا اصحاب الكبائر ممن ماتوا على كبائرهم فان هذا ايضا امارته علامة انهم يمنعون الا ان ليتفضل الله عز وجل عليهم برحمته وعفوه فيعفو عنهم. اما اهل البدع والخرافة ودعاة الضلال فهؤلاء يذادون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم. اذا هذا ما يتعلق بمسائل الحوظ بمسائل الحوظ انه حق. يخالف في هذا اهل البدع كالمعتز وغيرهم فلا يثبتون حوضا وينكرونه اما اهل السنة فالحوظ محل اجماع بينهم واحاديث متواترة احاديث متواترة اخرج البخاري منها عددا كثيرا في اثبات حوض النبي صلى الله عليه وسلم. قال ايضا كذا له لواء حمد كذا له لواء حمد ينشر وتحته الرسل جميعا تحشر كما جاء في الصحيح ان قال انا سيد ولد ادم ولا فخر وما من نبي يومئذ من ادم فما سواه من ادم ادم فمن سواه الا تحت لوائي الا تحت لوائي. ولواء الحمد هذا هو ما يحمده عليه اجمعون فان الخلائق اجمعين يحمدون النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك عندما يخرج الناس من قبورهم ويفزعون فزعا يفزعون الى ادم فيقولون يا ادم انت ابو البشر خلقك الله عز وجل بيده واسجد لك ملائكته الا ترى ما نحن فيه؟ الا تشفع لنا؟ فيقول لست لها ويذكر خطيئته. بل يقول وهل اخرجكم من الجنة الا انا ينطلقون الى ابراهيم عليه السلام فيقول يا ابراهيم انت خليل الله عز وجل انت خليل الله الا ترى ما نحن فيه فيذكر كذباته الثلاث فينطلقون الى موسى عليه السلام فيقول انت موسى كليم الله خط الله لك التوراة بيده الا ترى ما نحن وفيه فيقول لست لا ويذكر قتله النفس بغير حق فينطلقون الى عيسى عليه السلام فيقول يا عيسى انت روح الله وخلقك الله عز وجل فيذكرون له ولا يذكر ذنبا فيقول لست لها لست لها ولا يذكر ذنبا ولا يذكر ذنبا فينطلق الى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها فينطلق الى ربه سبحانه وتعالى فيسجد قدر جمعة فيقول الله له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع. فيقول يا ربي امتي امتي. فيأتي ربنا لفصل القضاء وهذا هو المقام المحمود الذي يبعثه ربنا اياه. يبعث ربنا سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مقاما محمودا يحمده الخلائق كلهم عليه. الانبياء ادم فمن دونه يحمدون محمدا صلى الله عليه وسلم على هذا المقام المحمود وهو لواء الحمد الذي يحمده عليه جميع الخلائق. قال ايضا اذا هذا هو المقام المحمود وهو وهو شفاعته صلى الله عليه وسلم ان ياتي ربنا لفصل القضاء. قال كذا له الشفاعة العظمى كما قد خصه الله بها تكرما. من بعد اذن الله كما ترى كل لا كما يرى كل قبوري على الله افترى. يشفع اولا الى الرحمن في فصل القضاء بين اهل الموقف من بعد ان يطلبها الناس الى كل اولي العزم الهداة الفضلاء. وثانيا يشفع في استفتاح دار النعيم لاولي الفلاح. هذا وهاتان الشفاعتان قد خصتا به بلا نكران وثالثا يشفع في اقوام ماتوا على دين الهدى الاسلامي او واوبقتهم كثرة الاثام فادخلوا النار بذا الاجرام ان يخرجوا منها الى الجنان بفضل رب بفضل رب العرش ذي الاحسان وبعدها وبعده يشفع كل مرسل هذا هذه الابيات تتعلق بالشفاعة الشفاعة شفاعتان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم هي شفاعتان. شفاعة خاصة به صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيها غيره وشفاعة يشارك فيها غيره. والشفاعة حق عند اهل السنة الشفاعة حق عند اهل السنة. الا ان هذه الشفاعة يشترط لها شرطان يشترط لها شرطان. الشرط الاول الاذن للشافع ان يأذن الله عز وجل للشافع الشرط الثاني والشرط الثاني الرضا عن المشفوع كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه الا باذنه. واذا خلت الشفاعة من هذين الشرطين فتحمل على قوله تعالى ولا تنفعهم شفاعة الشافعين لا تنفعهم شفاعة الشافعين. فالكفار يكون لا تنفعه بشفاعة الشافعين لان الله لا يرضى عن الكفار ولا يرظى عن المشركين فكل مشرك يطلب الشفاعة من غير لله عز وجل فقد حرم الشفاعة بشركه نسأل الله العافية والسلامة. اذا الشفاعة هي ظم قول الشافعي ظم قول للشافعي لمن يشفع له عند المشفوع عنده هذا ومعنى ان يضم الشافع قوله الى قول المشفوع له عند من يشفع عنده فيجعل قوله وقول المشفوع له قولا واحدا هذا معنى الشفاعة. ورسولنا صلى الله عليه وسلم هو اول شافع واول مشفع اول شافع واول مشفع في دخول الجنة هو اول شافع. وفي اخراج اهل النار هو اول شافع. وفي منع اناس يدخلون النار هو اول شافع صلى الله عليه وسلم وفي رفع الدرجات هو اول شافع صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك نقول الشفاعة ملك لله عز وجل. لا تطلب من محمد صلى الله عليه وسلم كما تطلب من الله عز وجل. فمن يطلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم يقول يا رسول الله اشفع لي قد اشرك بالرسول صلى الله عليه وسلم مع الله عز وجل الساعة لا تطلب الا من الله عز وجل. ولذا النبي صلى الله عليه وسلم اذا شفع لا يشفع ابتداء وانما يشفع بعد ان يقول الله له يا محمد هل تعطى واشفع تشفع فلا يبتدي بالشفاعة قبل ان يأذن الله له ولا يشفع صلى الله عليه وسلم الا لمن رظي الله عز وجل عنهم الا من خصه الله بتكريم له خاصة كشفاعته لعمه ابي طالب. ولذا نقول شفاعة سلم تنقسم الى قسمين شفاعة وشفاعة عامة. اما الشفاعة الخاصة فاولها شفاعته في اهل الموقف شفاعته وهي المقام المحمود الذي احمدوا عليه جميع الخلائق هو شفاعته في ان يأتي ربنا لفصل القضاء. يسمى هذا بالشفاعة بالشفاعة العظمى في فصل القضاء بين الخلائق وهي من خصائص نبينا صلى الله عليه وسلم. الشفاعة الثانية وهي التي من خصائصه هي شفاعته في فتح ابواب الجنان. فان الجنة لا تفتح ولا يدخلها احد الا بعد ان يشفع رسوله صلى الله عليه وسلم عند ربه فيأذن له ربنا ان يستفتح الجنة فيفتح له وهو اول من يدخل الجنة صلى الله عليه وسلم ثم يدخل بعد ذلك الانبياء والرسل كل على حسب ايمانه وتصديقه. الشفاعة الثالثة وهي من خصائصه ايضا شفاعته في عمه ابي طالب ولا يعرف كافر يشفع له الا ابا طالب. ليس هناك كافر على وجه الارض يشفع له الا عم النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لانه كان يحوط عنه ويدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر فاذن الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ان يشفع له وشفاعته ليست في في اخراجه وانما في تخفيف عذابه. فقد وجده النبي صلى الله عليه وسلم في اسفل جهنم فشفع فيه عند ربه فجعل لو في ضحواحها وجعل تحت قدميه جمرتان يغلي منها دماغه. فهذه الشفاعة الثلاث هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم باتفاق اهل العلم هناك شفاعة رابعة وقع فيها خلاف بين اهل العلم وهي شفاعته في رفع درجات اهل الجنان. منهم من يخص بالنبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من يراها مشتركة بين النبي وغيره والصحيح انى مشترك بين النبي وغيره من الانبياء والرسل والمؤمنين. الشفاعة العامة هي ايضا شفاعته في منع اناس استوجبوا النار الا يدخلوها فيشفع لهم الا يدخل النار وهو اول من يشفع بمثل هؤلاء شفاعته ايضا في اناس دخلوا النار ان يخرجوا منها شفاعته في اناس دخلوا النار ان يخرجوا منها وهذا ايضا هو اول كل من يشفع فيه ثم يشفع بعد ذلك الرسل والانبياء والمؤمنون كل يشفع. فالشفاعة المشتركة ان يشفع في منع سبعين من اهلهم كانوا استوجبوا النار ان لا يدخلوها. وان دخلوها يشفع فيهم ان يخرجوا منها وكذلك المؤمنون ايضا اذا دخلوا النار يشفع المؤمنون ايضا يشفع المؤمن ايضا ان ان ان يشفعهم الله عز وجل في اخراج من النار فيأتون النار ويرون اهل اهليهم ومن يريدون الشفاعة فيه يرونهم ظبائرا متفحمين يعرفونهم بدوائر بدائرة وجوههم يعرفون بدائرة وجوههم فيشفع كل واحد في من يعرف من اهل من اهل النار فيشفعهم الله عز وجل فيشفع الانبياء والرسل والملائكة ثم يبقى ارحم الراحمين فيخرج اناسا لم يعملوا خيرا قط يخرج الله عز وجل اناسا لم يعملوا خيرا قط سبحانه وتعالى. اذا هذا ما قصد الشفاعات اذا هي ثلاث خاصة النبي صلى الله عليه وسلم او اربع وثلاث مشتركة بين النبي صلى الله عليه وسلم وسائر وسائر امته. قال ايضا ويخرج الله من ويخرج الله من ايراني جميع من مات على الايمان في نهر الحياة يطرحون فحما فيحيون وينبتون كانما ينبت في هيئاته احب حميل السيل في حافاته وهذا محل اتفاق ايضا وقد ورد فيه حديث ابي سعيد الخدري وحديث انس في الصحيحين انهم انهم يخرجون بعد ان يكونوا ضبائر وفحما فيلقون في نهر الحياء في نهر الحياة وقيل في نهر الحياة قيل نهر الحياة وقيل نهر الحياة. فينبتون كما الحبة كما تنبت الحبة والحبة هي البذرة في حميل السيل. فتخرج صفراء ملتوية فيخرج اهل النار تتجدد اجساد ويدخلون الجنة ويكتب على جباههم الجهنميون فيدعون الله عز وجل فيزيل هذا الاسم عنهم فيزيل هذا الاسم عنهم بعد دخولهم بعد دخولهم الجنة وهذا محل اجماع ان كل من مات على التوحيد فانه لا يخلد في النار ابدا. كل من مات على الاسلام وكانوا من اهل التوحيد وان عذب ما شاء الله ان يعذب فان مآله الى الجنة اجماعا. وكل من مات على الكفر والشرك فان مآله النار وخالدا فيها ابد الاباد اتفاقا واجماعا ايضا وهذا لا خلاف فيه. فذكرهن انهم ينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل في حافاته نقف على هذا ونكمل ان شاء الله بقية الركن السادس من اركان الايمان بالله وهو الايمان بالاقدار والله تعالى الم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد