بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال الناظم رحمه الله تعالى والسادس الايمان بالاقدار فايقن بها ولا تماري فكل شيء بقضاء وقدر والكل في ام الكتاب بمستتر لا نوء لا عدوى ولا طير ولا عما قظى الله تعالى حولا لا غول لهامة لا ولا صفر. كما بذا اخبر سيد البشر. وثالث مرتبة الاحسان. وتلك اعلاها لدى وهو رسوخ القلب في العرفان حتى يكون الغيب كالعيان. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ذكر رحمه الله تعالى اخر اركان الايمان وقد ابتدأها من الايمان بالله عز وجل وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره فمن اركان الايمان قوله والسادس الايمان بالاقدار فايقن بها ولا تماري من ذلك ما جاء في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما الايمان فقال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره فهذا دليل على ان الايمان ركن من اركان الايمان والله يقول وكل شيء خلقناه بقدر ويقول سبحانه وكان امر الله قدرا مقدورا ويقول سبحانه ثم جئت على قدري يا موسى وكل هذه الايات تدل على ان الامور بتقدير الله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى هو الذي يقدر الاشياء ولا يصح ايمان العبد حتى يؤمن بالقدر حتى يؤمن بالقدر والقدر اصله من القدرة والذي ينفي تقدير الله عز وجل فهو ينفي قدرته ولذا قال الامام احمد لما سئل عن القدر قال القدر قدرة الله سبحانه وتعالى وجاء ذلك ايضا عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وجاء ايضا عن ابن عباس وذكر ذلك الطحاوي ايضا قوله ان القدر سر الله عز وجل في خلقه لم يطلع عليه ملكا مقرب ولا نبيا مرسل الله سبحانه وتعالى اختص بهذا القدر والايمان بالقدر يتضمن اربع مراتب يتضمن اربع مراتب لابد للمؤمن ان يحققها ويؤمن بها ومتى ما اخل باحد من مراتب القدر لم يصح ايمانه اول مراتب القدر اول مراتب القدر العلم الايمان بعلم الله السابق الازلي لجميع ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فلا بد ان نؤمن بعلم الله السابق والله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء وهو بكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء مطلع على كل شيء سبحانه وتعالى فلا بد ان نؤمن ان الله سبحانه وتعالى علم كل شيء ولذا وهذه المرتبة كان هناك في اول الامر من ينازع فيها وهم نفاة العلم غلاة القدرية الذين قالوا ان الامر انف وان الله لا يعلم بالاشياء الا بعد وقوعها وقد اجمع اهل العلم على كفر من انكر العلم على كفر من انكر علم الله سبحانه وتعالى من قال ان الله لا يعلم بالاشياء الا بعد وقوعها فهو كافر بالاجماع كذلك من قال ان الله يعلم بالكليات ولا يعلم بالجزئيات فهو كافر بالله ايضا ولذا لا بد حتى تكون مؤمنا بالقدر ان تؤمن بعلم الله السابق وان الله سبحانه وتعالى بكل شيء عليم ولما سئل ابن عمر رضي الله تعالى عنه عن اناس يتقفرون العلم ويقرأون القرآن وانهم يقولون ان الامر انف قال رضي الله تعالى عنه لو ان لاحدهم مثل احد ذهب فتصدق به ما تقبله الله منه حتى يؤمن بالقدر حتى يؤمن بالقدر اذا لا يصح ايمان العبد الا بايمانه بعلم الله السابق وهذه المرتبة الاولى المرتبة الثانية مرتبة الكتابة فلا بد ان نؤمن ايضا ان الله عز وجل كتب مقادير السماوات والارض وان كل شيء خلقه وشاءه فقد كتبه في اللوح المحفوظ سبحانه وتعالى ولذا جاء في مسند الامام احمد وعند الترمذي من حديث عباد ابن الصامت رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اول ما خلق الله القلم قال له اكتب. قال وما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى قيام الساعة فجرى القلم بما هو كائن الى قيام الساعة فهذا هو اللوح المحفوظ الذي كتب فيه مقادير كل شيء وجاء في صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمرو العاص رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قدر الله مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قدر الله مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكتب ذلك ربنا في اللوح المحفوظ والكتابة يقسمها اهل العلم الى خمسة كتابات او الى اربعة الكتابة الاولى وهي التي لا تبدل ولا تغير الكتابة الازلية وهذا الكتاب لا يبدل منه شيء ولا يزاد فيه شيء ولا ينقص منه شيء فهو اللوح المحفوظ الذي كتب فيه كل شيء وهذا اللوح لا يعلو ما فيه الا ربنا سبحانه وتعالى وتسمى بالكتابة الازلية كما قال تعالى بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ فاللوح المحفوظ هو الذي قدرت فيه مقادير الخلق التقدير الازلي الذي لا يبدل والذي لا يغير الكتابة الثانية الكتابة العمرية والكتابة العمرية هي التي تكتبها الملائكة في بطن في بطن عندما يكون عندما يكون الادمي في بطن امه يبعث الله عز وجل ملكا فيأمره في كتب اجله ورزقه وعمله وشقي او سعيد كما جاء ذلك في صحيحه في الصحيح علي ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عندما ذكر النطفة يكون اربعين يوما ثم تكون علقة ثم تكون مضغة ثم يرسل الله عز وجل ملكا فيأمره في كتب اجله وعمله ورزقه وشقي او سعيد وتسمى هذه بالكتابة العمرية الكتابة الثالثة الكتابة التي تكون في التي تكون في ليلة القدر وليلة القدر يكتب فيها مقادير السنة كما قال ذلك ابن عباس رضي الله تعالى عنه انه قال في ليلة القدر يكتب فيها ما يكون من احياء واماتة ورزق ومن يحج حتى الحجاج يكتبون في ليلة القدر وقد روى هذا الاثر ابن ابي حاتم رحمه الله تعالى فليلة القدر كما قال تعالى فيها يفرق كل امر حكيم. ففي هذه الليلة يفرق فيها كل امر حكيم ويقدر فيها مقادير السنة التقدير الرابع وهو ما سيقع في اليوم والليلة التقدير اليومي والليل وهو امضاء المقادير السابقة الى وقوعها الى ان تقع وتكون كما قال تعالى كل يوم هو في شأن يحيي ويميت ويرفع ويخفض ويرزق ويمنع ويعطي سبحانه وتعالى هناك ايضا كتابة خامسة تسمى بالكتابة بالكتابة كتابة الميثاق وهي ان الله عز وجل لما اخذ الميثاق من بني ادم من ظهورهم من ظهور ابائهم واشهدهم على انفسهم كتب الله عز وجل اهل الجنة واهل النار فلا يزاد من اهل الجنة احد ولا يزاد على اهل النار احد فهؤلاء هم اهل الجنة هم ميمنة اهل الميمنة ومن كان على شمالهم من كان على شمال ادم عليه السلام فهم ايظا اهل النار نسأل الله العافية والسلامة والذي يعنينا ان هناك كتابات كتابة تتغير وكتابة لا تتبدل ولا تتغير اما الذي في اللوح المحفوظ فهذا الذي لا يزاد فيه ولا ينقص ولا يبدل ولا يغير واما الذي في صحف الملائكة في صحف الملائكة فهذا الذي يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت يمحو الله ما يشاء ويثبت فيه سبحانه وتعالى ما يشاء ولذا لا تعارض ان في من حديث انس ابن مالك وابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احب ان يبسط له في رزقه وينسى له في اثره فليصل رحمه فهذا الذي يصل رحمه فان الله يبسط له في رزقه وينسئ له في اثره فان كان كتب في صحف الملائكة ان عمره قصير فان الله يزيد في عمره في صحف الملائكة وهذا الذي يزيده الله في صحف الملائكة هو الذي اثبته وكتبه في اللوح المحفوظ فعلم الله السابق هو ان هذا الرجل سيصل رحمه فيكتب له من عمره كذا وكذا فيكتب له ذلك في صحف الملائكة وان كان كتب قبل ذلك غير ذلك فعلى هذا نقول التغيير الذي يقع انما يقع في صحف الملائكة اما الذي في اللوح المحفوظ فانه لا يغير ولا يبدل المرتبة الثالثة مرتبة المشيئة فلا بد ان نؤمن ايضا ان الله عز وجل لا يقع شيء في هذا الكون الا بمشيئته. لا يقع شيء في هذا الكون الا بمشيئته فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وليس هناك شيء يقع بخلاف مشيئة الله عز وجل ومن ظن ان هناك شيء يقع في او بغير مشيئة الله فهو مبتدع ضال وهذا هو مذهب المعتزلة الذين يقولون ان ان الله عز وجل لا تمضي مشيئته في عباده وان مشيئة العبد هي التي تمضي وهذا سيأتي معنا في تفصيل قولهم اذا لا بد ان نؤمن بمرتبة المشيئة كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله وكل شيء يكون بمشيئة الله عز وجل سواء كان خيرا او كان شرا سواء كان ايمانا او كان كفرا وكل شيء يقع هو بمشيئة الله سبحانه وتعالى المرتبة الرابعة من مراتب الايمان بالقدر مرتبة الخلق مرتبة الخلق وهو ان نؤمن ايضا ان كل شيء وقع او سيقع ان الله هو الذي خلقه وليس هناك خالق مع الله سبحانه وتعالى ليس هناك خالق مع الله سبحانه وتعالى فالله هو الخالق وحده وكل ما سوى الله فهو فهو مخلوق والناس في هذه المراتب الناس في هذه المراتب منهم من ينكر بعضها ومنهم من يثبت بعضها واهل السنة وسط بين هؤلاء الطوائف فاغلى هؤلاء الطوائف القدرية نفاة العلم. القدرية نفاة العلم وهم الذين قالوا ان الامر نؤلف وان الله لا يعلم بالاشياء الا بعد وقوعها وهؤلاء كفار بالله عز وجل خارجون من دائرة الاسلام الطائفة الثانية امنت بالعلم وامنت بالكتابة ولكنها نفت المشيئة فقالوا ان العبد ان العبد هو الذي يشاء وان الله سبحانه وتعالى لا يشاء الكفر ولا يشاء المعاصي ولا يشاء الذنوب وانما وانما الذي يشاء ذلك هو العبد تألفوا مشيئة الله سبحانه وتعالى وهؤلاء هم المعتزلة القدرية الذين قالوا ان الله سبحانه وتعالى لا يشاء لا يشاء من العبد الكفر والمعاصي والذنوب وانما العبد هو الذي يشاء ذلك واصل على ذلك اصلا سموه باصل العدل اسموه باصل العدل وزعموا ان هذا الاصل يقتضي ان الله عز وجل لم يشأ كفر الكافر ولا معصية العاصي ولم يخلقها ولم يخلقها ايضا. وان العبد هو الذي شاء الكفر وهو الذي خلق معصيته وكفره وهو الذي خلق معصيته وكفره. وهؤلاء هم المعتزلة الطائفة الاخرى الجبرية الذين قالوا ان العبد لا مشيئة له العبد لا مشيئة له ولا اختيار له. وان العبد حاله مع الاقدار كحال الريشة مع الرياح وحال الميت مع المغسل لا اختيار له ولا مشيئة له. وهذا لا شك ايضا ببطلانه فان الله اثبت للعبد مشيئة كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله والعبد له مشيئة وله اختيار والعبد ايضا له فعل وله وله تقدير ولكن مشيئته واختياره لا تمضيان الا بما شاء ربنا سبحانه وتعالى فالعبد له مشية لكن مشيئته لا تنفذ ولا تمضي الا بما شاء الله الا بما شاء الله سبحانه وتعالى وتفصيل ذلك ان العبد هو الذي يختار وهو الذي يشاء ولا يعلم ما الذي شاءه الله له ولا يعلم العبد ما الذي اختاره الله له وما الذي قظاه الله عز وجل له ولكن الله جعله عقلا وجعله مشيئة واختيارا وجعله ارادة وهداه النجدين اي اي بين له طريق الحق وطريق الضلال ثم جعله عقلا يميز فيه بين الحق والباطل. وارسله الرسل وانزل لاجله الكتب. ثم امره بتوحيده وطاعته ونهاه عن الكفر ومعصيته ثم بعد ذلك العبد هو الذي يفعل ويترك. وهو الذي يقتحم ويترك اما ان يطيع واما ان يعصي. ولذا يوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فريق اطاع وفريق عصى وكما قال صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى فافادها هذا ان العبد يطيع وانه يعصي وانه يعصي. ولا يجد العبد ان يحتج بالمشيئة السابقة لا للعبد في معصيته ان يحتج بالقدر على معصيته الا في حالة التوبة اذا تاب الى الله عز وجل واقلع من ذنبه وندم على ذنبه بعد وقوعه وارتفاعه وتوبته منه وعيب عليه فعل المعصية والذنب جاز له ان يقول هذا قدر الله عز وهذا ما شاء الله لي مع ندمه وتوبته. اما ان يحتج بالقدر على كفره ومعصيته وفعله للمنكر فهذا محرم ولا يجوز بل احتجاجه بالقدر اعظم من فعله للذنب اعظم من فعله بالذنب الذي احتج بالقدر لاجله الذي احتج بالقدر لاجله وعلى هذا لابد للعبد ان يحقق هذه المراتب الاربع هذه المراتب الاربع وهي العلم العلم والكتابة والمشيئة والخلق وايضا ان يعلم المؤمن ان ما اخطأه لم يكن ليصيبه ان ما اخطأه لم يكن ليصيبه وما اصابه لم يكن ليخطئه. وان الامور قد قدرت وقد فرغ منها. ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم اعلم اهل الجنة من اهل النار؟ قال نعم. قال ففيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق فمن كان من اهل الجنة سيعمل بعمل اهل الجنة. ومن كان من اهل النار سيعمل بعمل اهل النار نسأل الله العافية والسلامة ومن كان على طريق الضلالة والشقاء فليسألوا الله عز وجل الهداية وليسعى جاهدا ان يكون من اهل الجنان ومن اصحاب اليمين ولذا جاء في الصحيح ان الرجل يعمل بعمل اهل النار حتى لا يبقى بينه وبينها الا ذراع فيسبق وعليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. وهذا فضل الله عز وجل. ولكن لا يجوز للعبد ان يتمادى في معصية معصية الله راجيا ان يختم له بخير. فان الاعمال بالخواتيم وانما يختم الصالحات من ادام الصالحات ويختم بالسيئات لمن ادام السيئات. نسأل الله العافية والسلامة ولذا ذكر الناظ بعد ان ذكر مرتبة القدر فقال فكل شيء بقضاء وقدر. اي كل شيء يكون فهو بقضاء الله وقدره والكل بام الكتاب مستطر اي جميع ما تراه وجميع ما يفعله العباد ويقوله العباد يقعون فيه هو من قضاء الله وتقديره فالله هو الذي قظى وقدر جميع ما يكون في هذا الكون وقد مر بنا ان المقدور الذي يقع في هذه البسيطة او الذي يقدره الله عز وجل على خلقه منه ما يجب الايمان به منه ما يجب الرضا به والتسليم به ومنه ما يجب انكاره وعدم الرضا به. فايمان فايمان المؤمن يجب الايمان به ويجب الرضا بايمانه. وكفر الكافر نؤمن بان الله قضاه وقدره ولا نرضى بكفره ونبغضه ونعاديه على كفره نبغضه ونعاديه على كفره فلا نرضى الكفر ولا نرضى معصية الله عز وجل. فمن جهة انها مقدرة نقول نعم هي مقدرة من الله عز وجل. والله هو الذي قضى ذلك سبحانه وتعالى. ومن جهة فعل العبد فاننا نلومه على فعله وعلى كفره وعلى معصيته تلومه على فعله ومعصيته وعلى كفره وضلاله. وقد يقول قائل اذا كان الله قدر عليه الكفر وقدر عليه المعصية فلما يلام نقول على فعله واختياره. وذلك ان علم الله السابق لا يعلمه الا من الا الله سبحانه وتعالى. ومشيئة الله لا يطلع عليها الا ربنا سبحانه وتعالى. والعبد لا يعلم على اي حال يكون. وعلى اي مآل يصير. فلا بد ان يسعى في مرضاة الله وفي طاعة الله عز وجل فنحن نلومه على سعيه الذي سعاه. نلوم الزاني على زناه ونلوم الفاجر على فجوره ونلوم الكافر على كفره لان هو الذي فعل ووقع في المعصية والمنكر والله اذا عاقبه يوم القيامة لا يعاقبه على مشيئته وقضائه حكمه وانما يعاقبه على كسبه وعمله. جزاء مما كانوا يعملون. فالكافر الذي عمل. والزاني هو الذي زنا والذي عصى فكلهم يعاقبون على اعمالهم وعلى افعالهم ولا يعاقبون على ما قدره الله عز وجل شاءه. فالله علم من سيطيعه ومن سيعصيه؟ علم الله عز وجل من سيطيعه ومن سيعصيه سبحانه وتعالى؟ ثم جرت المقادير على علم الله السابق وصورة ذاك ولله المثل الاعلى لو ان رجلا لو ان معلما في مدرسة وينظر الى طلابه ويعرف المجتهد من المسيء لاستطاع ان يحكم وعليهم في خاتمة الفصل بان هذا سينجح وبان هذا سيرسب مما يراه من اعمالهم وعلمه قاصر واطلاعه ناقص فكيف بربنا سبحانه وتعالى الذي يعلم الاشياء كلها. فالله عز وجل علم ما سيعمله الخلق وهم وهم نطف وهم نطف في بابائهم ورب بل وهم قبل قبل ان يكونوا شيئا مذكورا الله يعلم ما سيفعل هؤلاء. ثم جرت المقادير على علم الله السابق سبحانه وتعالى فعلم ان هذا سيطيع وعلم ان هذا سيعصي ثم كتب الله ذلك في اللوح المحفوظ مقدرا ما علمه سبحانه وتعالى ثم شاءه سبحانه وتعالى ثم خلقه فاوجده عند وجوده. فعلى هذا نقول لا حجة لعاصي ولا حجة لكافر كما قال ذلك الضال المضل عندما قال محتجا على اهل السنة كيف يعاقبني وقد قدر علي الكفر والذنوب والمعاصي. نقول يعاقبك ويعذبك على فعلك انت. ولا يعاقبك ربنا على مشيئته وعلى على مشيئته وعلى علمه فيك وانما يعاقب العبد الكافر على كفره وسعيه. فيجازى باعماله ويجازى ايضا على على احسانه واساءته كل بجاز على حسب عمله. ثم قال لا نوء ولا عدوى ولا طير ولا عما قضى الله تعالى حولا ولا غولا ولا غول لا هامة ولا لا هامة لا ولا صفرا كما بذا اخبر سيد البشر يلاحظ هنا وانه لما ذكر مراتب القدر ذكر بعض الاعتقادات الفاسدة التي يعتقدها كثير من الجهال كثير من الجهال. فمن ذلك الانواء ومن ذلك العدوى ومن ذلك الطيرة ومن ذلك الغول والهامة ومن ذلك ما يسمى بصفر هذه الاشياء كانت تعتقدها الجاهلية فمن فمما ذكر قوله الانواء لا نوء وذلك ان العرب كانت تعتقد ان الانواء اذا اتغيرت وتحركت وسارت انه يترتب على تغيرها وعلى تحركها احداثا ارضية ويربطون الاحداث العلوية يربطون الاحداث السفلية بالاحداث العلوية فيقولون اذا خرج نوء كذا سننطر واذا واذا كان نوء كذا سيصيب كذا وكذا فهذا ما يسمى بالانوار. وادخال هذا الباب او هذه الابيات في باب القدر لان هؤلاء عطلوا او او او او ضعف ايمانهم بمسألة ان الامور كلها بتقدير الله وقضائه. فعندما ينسب للانواء انها تفعل او انها اسباب لانزال المطر او لدفع البلاء او لوجود بلاء فهذا تعلق بغير الله سبحانه وتعالى قال وسلم لا لو اي ليس هناك انواء تفعل لا حقيقة ولا اسبابا فالانواء ليست اسباب وليست فاعلة ومن قد ان الانواء تفعل كالنجوم وما شابه تفعل في الارض شيئا فقد جعل مع الله مدبرا وخالقا ومعبودا وربا مع الله سبحانه وتعالى. ومن قال ان الانواء تفعل حقيقة فقد كفر بالله عز وجل. واما من قال ان هي اسباب عند خروجها وعند وجودها ينزل المطر ويشتد الحر وما شابه ذلك فنقول ايضا هذا من الشرك الاصغر المحرم الذي لا يجوز. وذلك ان الاسباب اما ان تكون اسباب حسية واما ان تكون اسباب شرعية والانوار ليس في سبب شرعي وليست بسبب حسي وربطها وربط الاشياء بهذه الاسباب التي ليست شرعية ولا حسية ومن الشرك الاصغر محرم الذي لا يجوز ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لاصحابي على اثر سماء اتدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا ماذا قال؟ قال اصبح من عبادي مؤمن بي كافر الكوكب واصبح من عبادي كافر بي مؤمن بالكوكب. فالذين قالوا مطرنا بفظل الله وبرحمته فاولئك امنوا بي وكفوا ومن قال مطرن بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب. فنسبة المطر الكواكب سواء نسبة كاسباب او نسبة او نسبة او نسبة ايجاد ان نسبها اليها نسبة اسباب فهو من الشرك الاصغر المحرم وان الامطار الى النجوم نسبة ايجاد وخلق فهو شرك اكبر يخرج من دائرة الاسلام. اذا يدخلوا هذا في باب القدر ان المقدر هو الله سبحانه وتعالى فعندما تجعل انواء فاعلة تكون جعلت مع الله مقدرا ومدبرا غير الله عز وجل. قوله كذلك لا عدوى. والعدوى جاء اثباتها وجاء نفيها في السنة. جاء اثباتها وجاء نفي وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فجاء في الصحيحين ابي هريرة قال لا عدوى ولا طيرة لا عدوى ولا طيرة. فنفى العدوى وفي حديث اخر اخر قال صلى الله عليه وسلم لا يورد ممرض على مصح لا يوجد ممرض على مصح وقال فر من المجذوم فرارك من الاسد فهذا فيه شيء من اثبات العدوى والصحيح انه لا تعارض بين هذه الاحاديث. فالعدوى لا تنتقل بنفسها العدوى لا تنتقل بنفسها ولكنها سبب والسبب قد يوجد قد يوجد عند دائرة الله عز وجل فيؤثر وقد لا يؤثر وانما يعني يجعل اسبابه اسبابا مؤثرة هو الله سبحانه وتعالى. فالذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم بقول لا عدوى اي ان العدوى لا تؤثر نفسها ولا تنتقل ايضا بنفسها وذلك ان كثيرا من الناس يظن انه اذا خالط المريض مرض واذا خالط المجذوم اصابه الجذام وهذا باطل وليس بصحيح. فان المرض لا ينتقل بنفسه الا ان يشاء الله عز وجل. ومع ذلك نام امر النبي صلى الله عليه وسلم بالا يورد ممرض على مصح او مصح على مرض اي لا اي لا يرد المريض على الصحيح حتى لا يتأثر الصعب المريض وتأثره هنا حتى لا اظن اذا اصابه المرض انه بسبب هذا المريض فيقع في نفسه انه بسبب هذه العدوى. فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ورود هذه المهالك. لان فيها اعتقاد فاسد لان فيه اعتقاد فاسد وهو اعتقاد ان المرض انتقل بنفسه او يقال ان مخاة المريض سبب ان مخاة المريض سبب والسبب قد يقع وقد يؤثر وقد لا يؤثر. فاذا شاء الله عز وجل له ان يؤثر اثر. واذا لم يشأ الله عز وجل ان يؤثر لم يؤثر. واذا نجد كثيرا من الناس يخاطب المرظى ولا يمرض. ومن الناس من يخاطب مرة واحدة ويصيبه المرظ. فالامر كله يعود الى من الى الله عز وجل وان الامور كلها بتقدير الله سبحانه وتعالى بتقدير الله سبحانه وتعالى. فقوله لا عدوى اي لا عدوى حقيقية تؤثر بنفسها وتنتقل الامراض بذاتها وانما الذي ينقل المرظ ويكون هو الذي يؤثر فيه او الذي يوجده وتعالى عند وجود اسبابه هو ربنا سبحانه وتعالى. قال ولا طيرا وذلك ان العرب كانت تتشائم ونسبة الطير هنا كان اصل التشاؤم عند العرب هي الطير. فكانوا اذا آآ نفروا الطيور من اوكارها. اما ان تكون بارحة واما ان تكون سانحة فان ذهبت ذات اليمين تفاءلوا وان ذهبت ذات الشمال تشاءموا. فسمي كل شيء تشاءمون به طيرة. اخذ ذلك من اه ما يسمى بتنفير الطير من اوكارها. فالطيرة اصلها التشاؤم الطيرة اصلها التشاؤم والتشاؤم اما ان يكون بالذوات واما ان يكون بالزمان واما ان يكون بالطيور واما ان يكون بالبهائم واما ان يكون بالاسماء. والطيرة هو كل ما ردك او امضاك هذه الطيارة كل ما امضاك او ردك فان هذا من التطير المحرم الذي لا يجوز. فما امضاك لاجل رؤية شيء نقول هذا من المذمومة وما ردك لاجل رؤية شيء نقول هذا ايضا من من التطير المحرم الذي لا يجوز على الصحيح الذي لا يجوز على الصحيح فالطيرة كما قال صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك. جاء ذلك عند ابي داوود وغيره حديث مسعود رضي الله تعالى عنه والطيرة هو ان يتشاءم بما يراه ان او بما يسمعه اما ان يتطير بما يسمع او يتطير بما يرى فمن ذلك من يتطير برؤية برؤية اه مثلا الغراب او برؤية ما يسمى هذا الطير الذي يسمى الصرد كانت الاعرابي تسميه الاخيل فاذا رأته تشاءمت وتطيرت كذلك البومة يتطيرون بها كذلك الغراب كذلك من الازمان يتطيرون بشهر صفر كذلك من الاوقات يتطيرون ببعض الاوقات يتشائمون منها التطير هو ان تتشابه شيء. وبهذا التطير يكون الانسان قد ضعف توكله وضعف ايضا ايمانه بالقدر. لان ان الايمان بالقدر بمعنى انه يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. فما فائدة التطير والتشاؤم وهو يعلم ان الامور كلها بيد الله عز وجل وان الذي يوقع الاشياء او يرفعها هو ربنا سبحانه وتعالى. فهذا الطير الذي اطار جهة الشمال لا يقدم ولا يؤخر. وكذلك هذه البهيمة العرجاء لا تقدم ولا تؤخر. فمن اعتقد ان انها اسباب فهي اسباب باطلة لانها ليست بحسية وليست بشرعية. وعندما يتشائم بمثل هذه الامور يكون قد وقع في الشرك الاصغر. اما اذا ظن انها تتصرف وان وانها تدبر شيئا من الكون يكون كفر بالله عز وجل الكفر الاكبر. فالتشاؤم والتطير والعدوى كلها تدل على ضعف الايمان بالقدر على ضعف الايمان بالقدر. لان الذي يؤمن بالقدر يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما او لم يكن ليصيبه. كذلك قوله ولا عندما قال ولا عن ما قضى الله تعالى حولا اي ليس هناك شيء يحول بين قضاء الله وقدره اذا شاء الله شيء فانه سيقع واذا قدر الله عز شيئا فانه سيقع. قال ايضا لا غول لا هامة لا ولا صفر. الغول هي نوع من انواع الجن. وهي ذكور الجن والتي وهي تتصور للناس في طرقهم تتصور الى الناس في طرقهم على على صور شتى على صور شتى على صور مخيفة تخيف الناس ويظن هؤلاء ان الغول اذا خرجت انها تهلكهم وانها تفسد عليهم امورهم. الصحيح كما لا اقول ان هذا لا حقيقة لا حقيقة له كما ان هناك ما يسمى بالسعالي وهي اناة الجن. فكانت العرب ايضا تعتقد في هذه السعالي انها تستطيع ان تضرهم وان تغير واحوالهم واشكالهم وتقلب اعيانهم وهذا كله من الاعتقاد الفاسد الباطل والنبي صلى الله عليه وسلم نفى الغول ونفى ايضا السعالي فلا غول ولا سعالي تغير ولا تخوف وانما وانما الواجب على المسلم اذا رأى شيئا من الجن ان يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقد جاء في حديث ضعيف عند الطبراني اذا تغولت الغيلان فنادوا بالاذان فنادوا بالاذان. وجاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة ان المؤذن اذا اذن ادبر الشيطان له ضراط. ادبر ضراط حتى قال ابو صالح لابني او علمت انه سيخرج لك شيء لامرتك بالاذان لامرتك بالاذان. فالشياطين لا يدفعها الا بالله عز وجل ويدفعها ايضا التحصن باذكار الله سبحانه وتعالى. اما ما يعتقده الغرب العرب ان هناك غول وان هناك لتضرهم وتهلكهم فهذا اعتقاد فاسد قد نفاه الشارع وقال لا غول ولا ولا هامة. الهامة ايضا لها معنيان الهام يطلق يراد بها البومة وكانت العرب تظن اذا وقعت البومة على بيت من البيوت انها تنادي على اهل هذا البيت باي شيء بالهلاك انهم سيموتون او سيكون فيهم موت. وهذا اعتقاد فاسد باطل. فان هذه الطائر او هذا الطائر الذي وقع على هذا البيت ليس سبب شرعي وليس ايظا بسبب حسي. ويكون وقوعه بتقدير الله عز وجل ولا يقع الا ولا يقع بنفسه وانما يقع بما قدره الله عز وجل فالبومة عندما تطير وعندما تقع طيرانها ووقوعها كل ذلك طيران ووقوعها كل ذلك تقدير الله عز وجل ومن ظن انها تختار البيت الذي ستقع عليه وانها تنادي على اهل البيت بالهلاك فهذا اعتقاد فاسد اطل ومعتقده يدور بين الشرك الاكبر وبين الشرك الاصغر ان اعتقد انها تنفع او تضر او انها تملك شيئا من هذا الظر فانه اشرك الشرك الاكبر. واما اذا لم يعتقد ذلك وانما اعتقد انها سبب او علامة او امارة فنقول اعتقادك هذا من الشرك الاصغر المحرم الذي لا وقيل الهامة ان ان الرجل اذا قتل تخرج روحه على صورة هامة اذا قتل تخرج روحه على صورة هامة حتى تقع على بيت المقتول ثم ثم تصيح وتقول اسقوني اسقوني اطعموني من دم الذي قتلني. فلا تسكت حتى فلا تسكت حتى يقتل قتل ذلك المقتول وهذا ايضا من عادات الجاهلية التي ما انزل الله عز وجل بها من سلطان وهي عادة باطلة فاسدة. قال ولا صفر قال هنا له معنيان ايضا اما ان يراد به الشهر وهو شهر صفر وذلك ان شهر صفر كان يأتي في وقت تقلب الاجواء في وقت تقلب الاجواء كالشتاء والصيف بين الشتاء والصيف فاذا فاذا كان ذاك كثرت الامراض كثرت الامراض وكثرت الاسقام. فيظنون ان سفره هو الذي جلب هذه الامراض ويتشاءمون بشهر بسفر شامون بشهر صفر وهذا اعتقاد ايضا باطل. ولا يجوز اعتقاده. ووصفه هو شهر كسائر الشهور. وهو من الازمنة التي التي تذهب وتجيء ولا فعل لها ولا اختيار وانما الذي يدبر الامور ويقضيها هو ربنا سبحانه وتعالى. فهذا الاعتقاد قال ايضا سفر انه شاء انه شهر مرض واسقام هذا اعتقاد فاسد لا يجوز وهو من الشرك الاصغر. كذلك المعنى الاخر ان سفر هي دابة صفراء تكون في بطن الانسان. فاذا وقعت في بطنه اه انتقلت الى غيره بالعدوى واهلكته هذا ايضا اعتقاد فاس وكما قال صلى الله عليه وسلم لا صفر لا صفر اي ليس هناك صفر لا من جهة من جهة الشهر الذي انه يمرظ او يسقم ولا من جهة هذه الدابة يعتقدها الناس انها تهلكهم وتنتقل الى غير اه تنتقل من شخص الى شخص فهذا كله من الاعتقاد الفاسد. وعلى كل حال يجب المسلم ان يؤمن بالقدر كله خيره وشره وان يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وانما اخطأه لم يكن ليصيبه وان كلها بتقدير الله عز وجل. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس عندما قال واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الاقلام وجفت الصحف فليس هناك شيء يدبر مع الله عز وجل وليس هناك اسباب تؤثر بذاتها ليس هناك سبب يؤثر بذاته حتى الاسباب كلها انما تؤثر بتقدير الله عز وجل سبحانه وتعالى. الاسباب الحسية والاسباب الشرعية لا تؤثر بذاتها الا اذا اذن الله عز وجل ان تنفع وتؤثر. اما اذا لم يأذن ربنا سبحانه وتعالى فانها لا تنفع ولا تؤثر فالماء سبب للري. واذا اراد الله بان يبطل هذا السبب ابطله سبحانه وتعالى. ابطله سبحانه وتعالى. ولذا من المرظى من يشتكي الظمأ وكلما شرب ماء لم يزده شرب الماء الا الا ظمأ نسأل الله العافية والسلامة فافاد هذا ان الله ابطل تأثير الماء في الري عند هذا عند هذا المريض. فلا بد ان نعتقد ان كل شيء يكون هو بتقدير الله عز وجل وليس هناك شيء صغير ولا كبير يخرج عن تقدير ربنا سبحانه وتعالى. نقف على ما يتعلق هذا الباب ونختم ان شاء الله باللقاء القادم بمرتبة بالمرتبة الاحسان وهي وهي ثالث مراتب الدين التي ذكرها الناظم رحمه الله تعالى في اول نظم هذه الابيات المتعلقة بالايمان