بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال الناظم رحمه الله تعالى فصل في كون الايمان يزيد وينقص بالمعصية وان فاسق اهل الملة لا يكفر بذنب دون الشرك الا اذا استحله وانه تحت المشيئة وان التوبة مقبولة ما لم يغرغره. قال ايماننا يزيد بالطاعات ونقصه يكون بالزلات. واهله فيه على تفاضل هل انت كالاملاك او كالرسل والفاسق يملي ذو العصيان لم ينفى عنه مطلق الايمان لكن بقدر الفسق. نعم بنرجع لكن بقدر الفسق والمعاصي ايمانه ما زال في انتقاص ولا نقول انه في النار مخلد بل امره للبارئ تحت مشيئة الاله النافذة ان شاء عفا عنه وان شاء اخذه بقدر ذنبه والى الجنان يخرج ان ما على الايمان والعرض تيسير الحساب في النبأ ومن يناقش الحساب عذب ولا نكفر بالمعاصي مؤمنا الا مع استحلاله لما جنى وتقبل التوبة قبل الغرغرة كما اتى في الشراة المطهرة. اما متى تغلق عن طالبها فبطلوع الشمس من مغربها الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد انتهينا عند قول الناظم رحمه الله تعالى وثالث مرتبة الاحسان وتلك اعلاها لدى الرحمن وهو رسوخ القلب في العرفان حتى يكون الغيث حتى يكون الغيب كالعيان هذه هي المرتبة الثالثة من مراتب الدين. مر بنا ان الدين يقوم على ثلاث مراتب واهل العلم اخذوا مراتب الدين من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابي هريرة الذي في الصحيحين ومن حديث عمر رضي الله تعالى عنهما رضي الله تعالى عنه ايضا الذي في صحيح مسلم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الاسلام وسئل عن الايمان وسئل عن الاحسان وهكذا وهكذا سار الناظم رحمه الله تعالى مبينا هذه المراتب الثلاث فانهى ما يتعلق بالاسلام ثم اتبعه ما يتعلق بالايمان ثم ختم هذه المراتب بمرتبة الاحسان واصل الاحسان هو الاتقان اصل الاحسان هو الاتقان والمحسنون هم الكمل من اهل الايمان لان الاحسان هو اعلى مراتب الدين. الاحسان هو اعلى مراتب الدين والمحسن هو الذي اتقن العمل الذي امر به واتقانه بان يأتي به على الوجه الذي يرضي ربه سبحانه وتعالى فيأتي بالواجب والمستحب ويترك المحرم وما كره ويسابق ويسارع في طاعة الله عز عز وجل ولذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الاحسان قال الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ولذا قال اهل العلم ان الاحسان على درجتين على درجة المشاهدة وعلى درجة المراقبة ان تعبد الله كانك تراه وهذه درجة المشاهدة ولا شك ان من عبد الله عز وجل وهو يشاهد ربه بجلاله وجماله وكماله لا شك انه سيتقن اعماله كلها وسيسارع ويسابق فيما يرضي ربه سبحانه وتعالى ودون ذلك ان يعبد الله سبحانه وتعالى على درجة المراقبة وهو ان يعبد الله كأن الله يراه ومعنى كأن الله يراه ان يستشعر رؤية الله له في جميع اعماله اذا خلا واذا جاهر واذا اسر واذا اعلن فانه يستشعر معية الله له ومراقبة الله عز وجل له واكثر الناس انما يقصر في طاعة الله عز وجل عندما يضع في قلبه هذا الاستشعار اذا استشعر اذا ضعف استشعار المراقبة للعبد لربه سبحانه وتعالى وقع في الذنب واما اذا استشعر ان الله يراه وان الله يسمعه وان الله يعلم حاله فانه سيستحي من ربه سبحانه وتعالى واعظم من ذلك ان يعبد الله كأنه يشاهد الله سبحانه وتعالى ولذا اعظم الناس اجرا واعلاهم منزلة هم المحسنون وهم السابقون المقربون الذين سابقوا وتقربوا الى الله سبحانه وتعالى بما يحب ودرجة الاحسان هي اعلى درجات هي اعلى درجات الدين ومن كان محسنا فهو مؤمن مسلم من كان محسنا فهو قد دخل في دائرة الايمان ودخل في دائرة الاسلام لزاما ولا يلزم من ولا يلزم العكس فقد يكون العبد مسلما ولا يكون محسنا وان كان معه اصل الاحسان لان الاحسان هو ان تعبد الله كانك تراه او تعبده كانه يراك ولو ظن مسلم او اعتقد ان الله لا يراه لكفر بالله عز وجل لو ظن مسلم ان الله لا يراه او ان الله لا يعلم بحاله او ان الله لا يراقبه ويطلع على اقواله وافعاله فقد وصف الله عز وجل بنقيض ما اتصف به سبحانه وتعالى. والله اثبت لنفسه انه يسمع ويرى انه يسمع ويرى سبحانه وتعالى ولكن كثير من المسلمين لا يستشعر هذا المعنى ولذا يقصر في اعماله ويقصر في طاعته ويقع في كثير من الذنوب والمحرمات بسبب ضعف ايمانه وضعف يقينه فعلى هذا هي درجة الاحسان والمؤمنون والناس اهل الاسلام ينقسمون الى ثلاث طوائف الظالم لنفسه والمقتصد والسابق المقرب فالظالم لنفسه هو الذي وقع في بعظ الكبائر والذنوب والمقتصد هو الذي اقتصر على الواجبات فعلا وعلى ترك المحرمات والسابق المقرب هو الذي فعل ما اوجب الله عليه وترك ما حرم الله عليه وفعل ما استحبه ربنا ورسوله صلى الله عليه وسلم اي ما امر به الرسول صلى الله عليه وسلم على وجه الوجوب وعلى وجه الاستحباب وكذلك ما امر به ربنا سبحانه وتعالى فقد امتثل واتى واجبات والسنن والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات فهذا هو المحسن هذا هو المحسن والاحسان يكون في جميع امور الدين. يكون في الصلاة يكون في الزكاة يكون في الصيام يكون في الحج يكون في الجهاد يكون في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون في كل عمل يعمله العبد فان الاحسان يدخله فاذا عبدت الله عز وجل باي عبادة انت بين منزلتين اما ان تعبد الله كأنك تراه واما ان تعبد الله كأنه يراك وعلى اي كنت من هاتين الدرجتين فانت في منزلة الاحسان مرتبة الاحسان وهو الذي يستشعر هذه الصورة سواء صورة المشاهدة او صورة المراقبة ثم بين ذلك رحم قوله وهو رسوخ القلب في العرفان حتى يكون الغيب كالعيان ففسر الاحسان هنا بانه رسوخ القلب رسوخ القلب وثباته واستقراره وطمأنينته بالايمان حتى يكون الغيب كالعيان ولا شك ان هذه اعلى مراتب الايمان واعلى مراتب العلم واليقين فان اعلى مراتب العلم عين اليقين عين اليقين هناك علم وهناك يقين وهناك عين يقين وهناك حق يقين فاعلى مراتب العلم والادراك هي حق اليقين المحسن الذي رسخ الايمان في قلبه وبلغ اليقين في قلبه مبلغا عظيما حتى اصبح الغيب عنده علانية واصبح الغيب عنده كانه يشاهده وهذه اعلى مراتب الايمان اعلى مراتب الايمان وهو رسوخ القلب وثبوته في قلب العبد رسوخ الايمان في القلب وثبوته. وهذا ما فسر به الناظم والا الاحسان هو اتقان العمل. الاحسان اصله من الاتقان احسن اذا اتقن فالاحسان هو الاتقان والاحسان يدخل في جميع امور الدين ان يتقنها ويأتي بها على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ولا يقصر فيها بشيء ولا يكون هذا الاحسان الا عن مشاهدة او عن مراقبة قال بعد ذلك رحمه الله تعالى بمبحث الايمان بعد ما انهى مراتب الدين انتقل الى الى مبحث الايمان وهو في وهو في مبحث في زيادة الايمان ونقصانه في زيادة الايمان ونقصانه وزيادة الايمان ونقصان وزيادة الايمان ونقصان الايمان هذا مبحث يعتني به اهل السنة ويسوقون عليه الادلة والنصوص من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ويقررونه في كتب عقائدهم لان هذا المبحث مما خالف فيه الجهمية الجهمية والاشاعر الماتوليدية لا يثبتون زيادة ايمان ولا نقصانه ويرون ان الايمان شيئا واحدا لا يزيد ولا ينقص لا يتبعظ ولذا عنده الايمان شيء واحد اذا ذهب بعضه ذهب كله وهذا الاصل يتفق ايضا معهم فيه الخوارج فالخوارج ايضا المعتز يرون ان الايمان شيء واحد اذا ذهب بعضه ذهب كله الا انهم يتباينون في مسألة في مسألة الاعمال فالجهمية والمرجئة يرجئون الايمان الى القلب وهو التصديق والمعرفة والخوارج والمعتزلة يدخلون الاعمال في مسمى الايمان ادخال شرط اي شرط صحة صحة للايمان ويرون ان الاعمال بافرادها شرط لصحة الايمان اما اهل السنة فيرون الاعمال من جهة من جهة اصلها وجنسها هي اصل من اصول الايمان وشرط من شروط الايمان ولذا اهل السنة والخوارج يفترقون في مسألة احاد العمل فالمعتزلة والخوارج يرون ان احاد العمل وافراد العمل شرط لصحة الايمان. اما اهل السنة فيرون ان جنس العمل شرط من شروط الايمان وهذا هو الفرق بين اهل السنة وبين المعتزلة والخوارج اما المرجئة فيرون ان الاعمال لا تدخل في مسمى الايمان. لا يرى الاعمال تدخل في مسمى الايمان وان الايمان مرده الى التصديق او الى المعرفة وان مرد الايمان الى القلب وان الناس في اصل التصديق والمعرفة انهما سواء ولذا ذكر ابن ابي مليكة كما في البخاري معلقا ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه. ما منهم احد يقول انه على ايمان جبريل وميكائيل وذلك ان هناك من يرى ان ايمانه كايمان جبريل وايمانه كايمان محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بدعواهم ان الايمان اصله واحد. لا يتبعظ ولا يزيد ولا ينقص وهو التصديق فمن صدق بالله ربا وبرسوله صلى الله عليه وسلم نبيا فهو المؤمن كامل الايمان وهذه عندهم منزلة يتفق فيها الجميع و يتساوى فيها الجميع وهذا ليس بصحيح حتى في اصل الايمان الناس يتفاوتون في هذا الاصل فليس تصديق ابي بكر الصديق كتصديق افجر خلق الله ولا معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بربه كمعرفة غيره من الناس فالايمان يتفاوت من جهة اصله ومن جهة فرعه يتفاوت الايمان ويزيد من جهة الاصل ومن جهة الفرع وعلى هذا اهل السنة رحمهم الله تعالى وقد دلت النصوص الكثيرة على اثبات زيادة الايمان وزيادة الايمان ونقصانه هي احد علامات اهل السنة التي يفارق فيها اهل السنة المرجئة من الجهمية والاشاعر والماتريدية ولذا لما سئل ابن المبارك عن اصحاب الكبائر قال لا اني لا اني لارجو لهم المغفرة وهما تحوهم تحت مشيئة الله فقاله صاحب عبد الحميد اراك ارجأت بعدما كبرت قال ان المرجئة اراك مرجئا بعدما كبرت قال رحمه الله تعالى ان المرجئة لا يقبلونني فانني اقول الايمان يزيد وينقص او ان الايمان يتفاضل فمن علامات اهل السنة انهم يرون زيادة الايمان ونقصانه قال تعالى ويزيد الذين اهتدوا هدى ويزداد الذين امنوا ايمانا ليزداد الذين امنوا ايمانا وادلة ذلك كثيرة في كتاب الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم في ابي سعيد الخدري وابن عباس ايضا انه قال ما رأيت ناقصات عقل ودين من احداكن فاثبت نقصان الدين للنساء حال تركهن للصلاة ولا يكون نقصان الا بعد زيادة لا يكون نقصان الا بعد زيادة. فاذا ثبت النقص ثبتت الزيادة من باب المقابلة وقد جاء عن عامة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كعمر وابن مسعود وابن عباس وابن عمر ومعاذ ابن جبل وكذلك جاء عن ابي الدرداء وعن اه ابي هريرة وعن جمع من الصحابة انهم يقولون ان الايمان يزيد وينقص فمنهم من يقول اجلس بنا نؤمن ساعة ومنهم من يقول اجلس نزداد ايمانا وهذا متواتر عنهم وقد نقل البيهقي في شعبه اثارا كثيرة عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى وكذلك نقل ابن ابي شيبة في كتاب الايمان اثارا كثيرة عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى وكذا نقل اصحاب العقائد كالا لكاء وغيره نقلوا اثارا كثيرة عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تثبت زيادة الايمان نقصانه وعلى هذا اجمع السلف من الصحابة ومن التابعين واتباع التابعين وائمة الاسلام كلهم يرون ان الايمان يزيد وينقص الا ان بعض اهل العلم كان يتحرج من قول الزياء والنقصان ويعبر عنها بلفظ التفاضل فيقول ان الايمان يتفاضل ولا يقول يزيد وينقص وذلك من باب ان التفاضل لا ينازعه فيه احد والصحيح ان التفاضل بمعنى الزيادة والنقصان فاذا زاد الايمان فهو فصاحبه افضل من غيره من زاد ايمانه فهو افضل من غيره ومن نقص فهو دون الفاظ الذي فظله بالايمان. على هذا نقول ان مذهب اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالمعصية سواء في اصله او في فرعه حتى الاصل الذي في القلب وهو التصديق والخشية والمحبة هي ايضا تتفاوت فاعمال القلوب تتفاوت واعمال الجوارح ايضا تتفاوت والمعاصي ايضا تتفاوت. فمن المعاصي من يذهب من يذهب الايمان الواجب ومن المعاصي من ما يذهب من يذهب اصل الايمان هناك معاصي تذهب كمال الايمان وهناك معاصي تذهب اصل الايمان فلا يبقى من الايمان شيء وهذا كما سيأتي معنا ان الذنوب منها ما يكفر بها. ما يكفر فاعلها ومن الذنوب ما لا يكفر فاعله وهذا الذي قصده بقوله قال رحمه الله واهله فيه على تفاضل هل انت كالاملاك او كالرسل؟ اي ان الناس في الايمان يتفاضلون فليس ايمان محمد صلى الله عليه وسلم كايمان غيره ولا ايمان جبريل ولا ايمان جبريل كايمان الحجاج ابن يوسف الثقفي ولا ايمان ولا ايمان عثمان وعلي ايمان احدنا فلا شك ان الايمان يتفاوت يتفاوت ومن كان ايمانه اعظم وتصديقه اكمل فهو من غيره والناس يتفاضلون بهذا الايمان بهذا الايمان. واهل السنة مجمعون على ان افضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وانما فضل عليهم بكمال ايمانه رضي الله تعالى عنه. ودونه عمر وهو افضل من غيره بايمانه. ودونه عثمان وعلي. وهذا محل اتفاق بين اهل السنة ولا يقول احد منهم هل انت كالاملاك او كالرسل؟ اي ان مسألة التفاضل بين الملائكة وبين الرسل هي مسألة خلافية وقعت بين اهل السنة والمعتزلة والذي عليه اهل السنة ان الرسل ان الرسل افضل من الملائكة ان الرسل افضل من الملائكة سواء حالا او مآلا. واما صالح بني ادم اما صالح بني ادم من هو دون الرسل والانبياء والصحيح ان من جهة الحال الملائكة افضل ومن جهة المآل الصالحون افظل من جهة المآل الصالحون افظل وذلك انه من جهة الحال الملائكة لا يعصون الله ما امرهم والصالح قد كتب الله عز وجل حظه من الزنا ومعصية الله عز وجل. اما من جهة المآل فان الله يكرم اهل الجنة بان الملائكة تخدمهم ولا يخدم الا ولا يخدم الا الفاضل دون المفضول. فعلى هذا نقول ان من جهة الحال في مسألة صالح بني ادم هم افضل. واما من جهة المآل فصالح بني ادم افضل قال رحمه الله تعالى والفاسق الملي ذو العصيان لم ينفى عنه مطلق الايمان. الفاسق الملي عند اهل السنة هو الذي وقع في شيء من المحرمات كالزنا او شرب الخمر او السرقة او شيئا من الموبقات والكبائر فهذا الفاسق اختلف الناس فيه على ثلاثة طوائف فطائفة كفرته واخرجته من دائرة الاسلام وهذه الطائفة المكفرة هم طائفتان طائفة حكمت عليه في الدنيا والاخرة بانه كافر وطائفة قل حكمت عليه في الاخرة بانه كافر واما في الدنيا فهو في منزلة بين المنزلتين فهؤلاء الخوارج وهؤلاء المعتزلة والطائفة الثانية المرجئة الذين قالوا لا يظر مع الايمان ذنب واطلقوا عليه كمال الايمان ومطلق والايمان المطلق وهؤلاء هم المرجى من الجهمية وغيرهم. فالجهمية يرون ان صاحب الكبيرة مؤمن كامل الايمان. وان ايمانه كايمان الانبياء والرسل في ويقولون ان كبيرته لا تضره. والخوارج المعتزلة حكموا على صاحب الكبيرة انه كافر خارج خالد في نار جهنم اما اهل السنة فاعملوا النصوص في صاحب الكبيرة فاثبتوا له مطلق الايمان ونفوا عنه الايمان المطلق اثبتوا له مطلق الايمان ونفوا عنه الايمان المطلق ويقصدون بذلك انه ينفى عنه الايمان المطلق الذي هو الكامل واما من جهة اصله فانهم يثبتون له اصل الايمان الذي هو مطلق الايمان. هناك هناك ايمان مطلق وهو الذي يشمل جميع صور الايمان وكماله فهذا لا يطلقه اهل السنة على الفاسق الملي. وانما يطلقون عليه مطلق الايمان اي انه باق في دائرة في دائرة الامام ولذا قال شيخ الاسلام ان الزاني اذا زنا حال زناه يرتفع منه يرتفع منه خشيته وخوفه من الله عز وجل ونوره يرتفع الخشية والنور ويبقى معه اصل الايمان الذي هو خوف من عذاب الله وخوفه من انه وقع في كبيرة ومحرم وانه وقع في ذنب عظيم فهو يعتقد حرمة ما فعل وهذا ايمان ويخاف من مغبة فعله وهذا ايمان وهذا هو الاصل الذي بقى معه. اما النور الذي هو نور الايمان وخشية الله عز وجل فقد ارتفعت مع الزنا كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. وجاء في هذا الحديث ابن عباس ان الزاني اذا زنا ارتفع الايمان فوقه حتى يكون كالظلة يكون فوقه كالظلة فان تاب رجع اليه والا والا ارتفع عنه نسأل الله العافية والسلامة فالذي ارتفع هو كمال الايمان الواجب كمال الايمان الواجب. اما اصل الايمان فهو باق مع الفاسق فهو باق مع الفاسق. ولذا اهل السنة مجمعون على ان الفاسق الملي انه لا يكفر انه لا يكفر. ويمجمعون ايضا انه ان مآله الى الجنة يدخلها. ان مآله الى الجنة يدخلها ومجمعون ايضا انه تحت مشيئة الله عز وجل ان شاء عذبه وان شاء غفر له ولكنهم يخافون عليه العذاب يخاف عليه العذاب ومجمعون ايضا انه انه لابد لاصحاب الكبائر جنس اصحاب الكبائر ان يدخلوا دار جنس اصحابه ان يدخلوا النار. اما من جهة الاعيان فيحكمون العيان بانهم تحت تحت مشيئة الله من شاء الله غفر له ومن شاء الله عذبه سبحانه وتعالى. ولذا قال والفاسق الملي وهو ذو العصيان لم ينفى عنه مطلق الايمان اي مطلق الايمان الذي هو اصل الايمان لا ينفى عن الفاسق. ودليل ذلك من من ذلك النصوص الكثيرة. من ذلك قوله تعالى وان طائفة اقتتلوا فاصلحوا بينهما سماهما مؤمنين مع انهم يتقاتلون يتقاتلون والقتال كبيرة من كبائر الذنوب ومع ذلك سماهم الله عز وجل مؤمنين سماهم مؤمنين. من ذلك ايضا ان عن حديث عثمان بن الصامت الذي في الصحيحين من وقع في شيء مما حرم الله فان اقيم على الحد فهو كفارة له وان لم يقم عليه الحد فهو الى الله. ان شاء عفا عنه وان شاء غفر له وان شاء غفر له. فهذا ايضا يدل على ان اصحاب الكبائر تحت مشيئة الله عز وجل. ايضا ان اهل السنة مجمعون ان اصحاب الكبائر الذي وقعوا في الكبائر التي توجب حدا انهم لا يقتلون. ولو كان ولو كان فعلهم يوجب ردة لقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم فقد زنا قد زنا ماعز وقد زنا ايضا زنا الغامدية. فاقام عليهم حد حد الزنا وهو ان كان محصنا رجم وصلي عليه على القول صلي علي يصلي على عامة المسلمين ولو كان وقوعه في الكبيرة كالسرقة او كشرب الخمر يوجب ردة لا النبي صلى الله عليه وسلم بقتله من قوله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه. فلما لم يقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وانما اقام عليهم الحدود دل انهم في دائرة وذلك ان الحدود ايضا كفارة لاهلها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الحدود كفارة لاهله اي ان الله عز وجل لا يثني عقوبته على من ان اقيم عليه الحد في الدنيا اذا تاب فلا يقيم عليه حد ذنبه مرة اخرى الا ان يعاود الذنب مرة ثانية فيقيم الله عز وجل عليه ان شاء هذا الوعيد الامر الرابع ايضا من الادلة انه جاء في الصحيحين من حديث ابي سعيد وانس ابن مالك رضي الله تعالى عنهم ومن حديث انس ايضا من حديث ابي هريرة في مسألة خروج اهل للكبائر من النار فيخرجون وقد امتحشوا فيلقون في نهر الحياة. ولا يبقى في النار الا من حبسه القرآن وهو المشرك والكافر والله يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فهذه النصوص كلها تدل على اي شيء عن على ان اصحاب ابا الكبائر انهم باقون في دائرة الاسلام وهم غير خارجين. فخروجهم من النار دليل على عدم كفرهم. وقوله تعالى ان الله لا يغفر يشرك به دليل على ان اصحاب الكبائر تحت تحت المشيئة وان المشرك هو الذي لا يغفر الله له. وهذا دليل على قال قائل هم يقولون ان هذا لمن تاب نقول التوبة تجب الكفر والشرك وتجب الكبائر فلو كان الامر هنا متعلق بالتوبة لما قيدما قيد ان الله لا يغفر ان يغفر ما دونك من يشاء ولكان التوبة تجب جميع الذنوب كما قال تعالى يا ايها الناس توبوا الى الله فالله قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. فعندما يتوب العبد فالله يغفر جميعا ذنوب يغفر جميع الذنوب الشرك فما دونه. واما قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذاك من يشاء. دليل صحيح صريح على ان دون الشرك وهو الكبائر انها تغفر ما دون شركها كما انها انها تغفر فهذا هو مذهب اهل السنة ان الكبائر تحت مشيئة الله عز وجل وان صاحبها ان شاء الله عذبه وان شاء الله غفر له وان شاء الله غفر له. فهذه النصوص وهذه الادلة تدل على ان صاحب الكبيرة لا يكفر بكبيرته. وانه وان سلب مسمى الايمان المطلق فان مطلق الايمان يثبت له فان مطلق الايمان يثبت له. ولذا نقول عندما نقول يا ايها الذين امنوا يدخل فيها اهل الاسلام جميعا عندما نقول يا ايها الذين امنوا يدخل في هذا الخطاب كل من حقق اصل الايمان او حقق كماله او حق كماله عندما اقول يا ايها المسلمون ويا ايها المؤمنون فان المراد باهل الاسلام الذي معه اصل الايمان واصل الاسلام. وعندما اقول يا ايها المؤمن فان المراد ذاك الذين حققوا كمال الايمان الواجب. والناس على مراتب على ادناهم من حقق من حقق اصل الايمان وفوقه من حقق الايمان الواجب وفوق من حق كمال الايمان المستحب وهؤلاء هم الكمل من المؤمنين قال هنا رحمه الله تعالى والفاسق الملي ذو العصيان لم ينفى عنه مطلق الايمان لكن بقدر الفسق والمعاصي ايمانه ما زال في انتقاصي اي ان الفاسق الملي بارتكابه الكبائر والذنوب والمعاصي فانه فانه ينقص ايمانه ينقص ايمانه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. بمعنى ان ايمانه ناقص حال تعاطيه لهذه معاصي ولهذه الذنوب وهناك كبائر وهناك معاصي يعني الكبائر يفسق بها صاحبها اذا ارتكب كبيرة واصر عليه ولم يتب فهو فاسق ودون ذلك الصغائر دون ذلك الصغائر. وصاحب الصغيرة لا يفسق بهذه الصغيرة. لان الصغير يكفرها يكفرها الاعمال الصالحة تكفرها الصلاة والصيام والحج والزكاة يكفرها اما الكبائر فانها لا تكفر الا بالتوبة. ولا نقول انه في النار مخلد بل امره للبارئ وهذا محل اجماع بين اهل السنة ان اصحاب الكبائر لا يحكم عليهم بجنة ولا بنار وانما نرجو نحسن ونخاف على المسيء ولا نحكم لاصحابك بالنار وانما نقول هم تحت المشيئة. واما جنس اصحاب الكبائر فانه لابد ان يدخل ان يدخل من هؤلاء ان يدخل من هؤلاء النار بعضهم. لان النبي صلى الله عليه وسلم اثبت انه رأى رأى بعض رأى الزناة والزواني في النار يعذبون ورأى اكل الربا في النار يعذب فلا بد ان يكون من جنس اهل الكبائر يعذب اما من جهة الاعيان فلا نحكم على معين بجنة ولا بنار؟ وانما نقول اصحاب الكبل تحت مشيئة الله عز وجل. ومجمعون ايضا على ان من دخل النار من اهل الكبائر انه لا يخلد فيها. فمعه من فمعه من الايمان ما يمنع منه التخليد. يعني هناك صاحب الكبائر معه من الايمان ما يمنعه من التخليد في النار. ومعه من الذنوب والكبائر ما يمنعه من دخول الجنة ابتداء. هذا هو الاصل والناس بهذا المقام على ثلاث طواف منهم من غلب من من من آآ فظلت حسناته على سيئاته فهذا من اهل الجنة وقسم من استوت حسنات وسيئاته وهذا الصحيح انه يسار به الى الجنة. والقسم الثالث من فضلت سيئاته على حسناته فهذا الاصل فيه انه من اهل النار الا ان يعفو الله عز وجل عنه. فان دخلها فهناك شفاعة الرسل وشفاعة الانبياء والملائكة والصالحون فكل هؤلاء يشفعون ويخرجون اصحاب الكبائر من النار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر شفاعة لاهل الكبائر امتي فهو غير مخلد وانما هو قال تحت مشيئة الاله النافذة. ان شاء عفا عنه وان شاء اخذه اي ان شاء اخذه بهذا الذنب وعاقبه عليه وان شاء عفا عنه. لكن نقول لا بد ان يكون من جنس اهل الكبائر من يعذب في النار. هذا من جهة الجنس واما من جهة الاعيان فنقول امره الى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له. بقدر ذنبه اي انه يعذب بقدر ذنبه ثم اذا عذب اصحاب الكبائر في النار بقدر ذنوبهم اكلتهم النار وماتوا فيها موتة حتى يكونوا فحما. ولا يبقى منهم شيئا لم تمسه النار الا دائرة وجوههم. ومواضع السجود منهم. فهذه لا تمس النار اما بقية الجسد فانه يحترق حتى يكون فحما ويكون ظبائر يجمع يعني يجمع هذه الاجسام وهذه هذه العظام التي التي احترقت فتكون ظبائر اي تكوم ويعرف اهل الايمان اخوانهم بدائرة وجوههم فيأتي الرسل والانبياء والمؤمنون فيشفعون وكل يشفع لمن لمن يعرف فيخرجه من هذه النار ثم يلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حمير فيعذبون بقدر ذنبهم ثم يموتون. قال يخرج والى الجنان يخرج بقدر ذنبه والى الجنان يخرج ان مات على الايمان اذا هناك شرط في دخول الجنة ان يموت على الاسلام والايمان. اما اذا مات على الكفر فانه لن يدخل انه ويكون خالدا مخلدا في نار جهنم. نسأل الله العافية والسلامة. نقف على قوله تحت مشيئة الاله النافذة حتى نكملها ان شاء الله فيما بقي من ابيات والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد