السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انتهينا الى قول الناظم رحمه الله تعالى وثانيا اقامة الصلاة وثالثا تأدية الزكاة ورابع الصيام فاسمع واتبع والخامس الحج على من يستطع هذه اركان الاسلام الخمسة وقد مضى ما يتعلق بالشهادتين ما يتعلق بالشهادتين وبينا شروطها واركانها واحكامها وفي هذا اللقاء نكمل ما يتعلق بقية اركان الاسلام والناظم رحمه الله تعالى ذكر اركان الاسلام واركان الايمان في مراتب الدين لان الدين يقوم على ثلاث مراتب مرتبة الاسلام ومرتبة الايمان ومرتبة الاحسان وهذا دليل على ان هذه المراتب تتغاير وان كانت متلازمة الا انها متغايرة. الا انها متغايرة بينهما تغاير وجه التغاير بينهما ان الاسلام شيء والايمان شيء والاحسان شيء فالاسلام الظاهر منه انه يتعلق بالاعمال الظاهرة والايمان يتعلق بالاعمال الباطنة وكذلك الاحسان اول اركان الاسلام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وثاني اركانها اقامة الصلاة اقامة الصلاة او اقام الصلاة هو اكد اركان الاسلام الخمسة بعد التوحيد وذلك ان الصلاة هي عمود الدين. كما جاء في حديث معاذ ابن جبل رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وعموده الصلاة ولا شك ان البناء لا يقوم الا بعموده واذا سقط العمود سقط البناء سقط البناء وكذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة وقد جاءت النصوص الكثيرة في كتاب الله وفي سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ما يدل على اهمية الصلاة الصلاة امر الله عز وجل بها في كتابه وامر بها رسولنا صلى الله عليه وسلم وامر رسله ان يدعو الناس الى اقام الصلاة والله سبحانه وتعالى يقول واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ويقول سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وغيرها من الادلة الكثيرة الدالة على وجوب الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن امره ان يأمرهم اولا ان يعبدوا الله وحده وفي رواية ان يوحدوا الله وحده فان هم عرفوا ذلك فاخبرهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة وكذلك جاء في حديث انس رضي الله تعالى عنه في قصة ظمام ابن ثعلبة رظي الله تعالى عنه والاحاديث في هذا كثيرة جدا في مسألة اقامة الصلاة والامر بالصلاة وقد اجمع اهل العلم على وجوب الصلاة اجمعوا على وجوب الصلاة وهذا امر معلوم من الدين بالضرورة ولا يعذر من نشأ بين المسلمين بجهله بها لو نشأ بين المسلمين احد وقال لا اعلم ان ان الصلاة واجبة لم يعذر بهذا الجهل ويكون بتركها مرتكبا ناقضا من نواقض الاسلام على الصحيح اذا تركها كلية كما سيأتي معنا فهذا ما يتعلق بالصلاة وحكمها اما حكم تارك الصلاة حكم تارك الصلاة فتارك الصلاة ينقسم الى اقسام القسم الاول ان يتركها ان ان يترك الصلاة جحدا لوجوبها. ان يترك الصلاة جحدا لوجوبها فهذا التارك لها كافر باجماع اهل العلم. من ترك الصلاة جاحدا لوجوبها او جحد وجوبها مع فعلها كفر باجماع اهل العلم ولا خلاف بينهم في ذلك لانه جحد ما هو معلوم من الدين بالظرورة القسم الثاني من ترك الصلاة بالكلية اي لا يصلي البتة لا يصلي ابدا فهذا نقل الترمذي عن عامر العقيد رضي رحمه الله تعالى ان الصحابة كفروا هذا النوع من الناس اي انهم اجمعوا على انه ما من شيء من العمل تركه كفر الا الصلاة فتارك الصلاة باجماع الصحابة انه كافر بالله عز وجل وهذا الذي رجحه وبال اليه الامام احمد واسحاق وقال به شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ان تارك الصلاة بالكلية انه كافر القسم الثالث من يتركها او الغالب منه ترك الصلاة الغالب من حاله ترك الصلاة اي اكثر احواله والغالب من احواله ترك الصلاة. هذا وقع فيه خلاف بين اهل العلم فمنهم من كفره ومنهم من قال انه لا يكفر منهم من كفره ومنهم من قال انه لا يكفر والامام احمد يرى من هذا حاله انه كافر بالله عز وجل وبال الى هذا ايضا شيخ الاسلام القسم الرابع من يترك صلاة وصلاتين وهو يصلي لكنه يترك احيانا بعض الصلوات فهذا ذهب عامة اهل العلم الى انه لا يكفر بل بالغ ابن بطة العقبة رحمه الله تعالى فنقل الاتفاق ان من كان هذا حاله انه لا يكفر بالله عز وجل وانما يعزر ويؤدب وتارك الصلاة يستتاب وذلك بان يعرض على السيف يؤتى بالنطع ويعرظ على على السيف تصلي او قتلناك ولا شك ان من عرظ على السيف واتي بالنطع وهو يبصر يبصر من سيقتله اذا ترك الصلاة فان من يصبر على هذا فانه لا شك انه معاند مكابر في ترك الصلاة ولذلك قال بعض اهل العلم ان من فعل هذه من فعل ذلك بعد عرظه على النطع وبعد اتيان السيف لقتله. قال بعظ انه يكفر اذا قتل وصبر على القتل ولم يصلي. ويكون القتل عندئذ الردة وذهب الجمهور الى انه لا يكفر لكنه يقتل حدا يقتل حدا ويكون قد مات على كبيرة من كبائر الذنوب اقوى ما يستدل به على ان تارك الصلاة والصلاتين لا يكفر اقوى ما يستدل به حديث عند الامام احمد حديث عاصم عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا او بايع النبي صلى الله عليه وسلم على الا يصلي الا صلاتين من حيث نصر بن عاصم عن بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا بايع النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي الا صلاتين فبايعه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فقالوا هذا دليل على انه ترك بعض الصلوات واقره نبينا صلى الله عليه وسلم على الاسلام ولذلك قال ابن قدامة ولا يعرف عن احد من المسلمين انه كفر او اقام القتل على من ترك صلاة او صلاتين او ثلاث لكن لا شك انه على وعيد شديد وما احسن ما قاله بعض اهل العلم ان الذي لا يصلي قد اختلف فيك العلماء هل انت في دائرة الاسلام او انت في دائرة الكفر وكفى بهذا تقبيحا لفعلك وكفى بهذا تحذيرا وتهويلا لهذا المنكر العظيم الذي وقعت فيه فانت اذا مت لا تدري هل انت من المسلمين؟ او انت من الكفار ولذا جاء في الصحيحين ان الله عز وجل في حديث ابي سعيد وانس ايضا في ان النبي في ان الله يقول اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله فيخرجون من يعرفون ويعرفونهم بدائرة وجوههم فان الله حرم على النار اعضاء السجود حرم الله على النار اعضاء السجود فالذي يصلي فان النار تحرم على اعضاء سجوده فلا تأكلها وبهذا يعرف المصلون في النار. يعرف المصلون اذا دخلوا النار يعرفون بدائرة وجوههم واطرافهم فان النار لا تأكلها وهذا دليل على ان الذي لا يصلي لا يعرف ومن لم يعرف في النار فانه يترك فيها نسأل الله العافية والسلامة ولذا جاء في اخر الحديث ويبقى الذي حبسه القرآن الذي حبسه القرآن هو الذي يبقى في النار نسأل الله العافية والسلامة. اذا الصلاة هي عمود الدين وهي ركن وهي الركن الثامن اركان الاسلام وهي اكد اركان الاسلام العملية بل من خصائصها خص الله عز وجل الصلاة بخصائص من اعظم خصائصها ان الله فرضه على محمد بلا واسطة ومن اعظم خصائصها ايضا انها فرضت فوق السماوات السبع ومن اعظم خصائصها انه ما من اعمال شيء تركه كفر الا الصلاة وهذا هو الذي عليه اجماع الصحابة فالصلاة امرها عظيم عند الله عز وجل وهي من اتى بها نجا وافلح من لم يأتي بها فليس له عند عهد عند الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له قال وايتاء الزكاة وهي الركن الثالث من اركان الاسلام هي الركن الثالث من اركان الاسلام والزكاة هي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل والله يذكرها دائما مع الصلاة كما قال تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة والزكاة امرها ايضا عظيم في الاسلام. وقد فرض الزكاة بانصبتها في السنة الثانية من الهجرة في اول الاسلام فرضت الصدقة اما الزكاة بشروطها وانصبتها فقد فرضت في السنة الثانية وتارك الزكاة وقع فيها ايضا تارك الزكاة وقع فيه خلاف بين اهل العلم ويمكن ان نقسم تارك الزكاة الى اقسام القسم الاول من ترك الزكاة جحودا لوجوبها فهذا كافر بالاجماع القسم الثاني التارك الزكاة علادا واستكبارا. عنادا واستكبارا فهذا ايضا يكفر بالله عز وجل لاستكباره وعدم التزامه بشريعة الله القسم الثالث من يترك الزكاة شحا وبخلا وهذا يختلف ان كانت طائفة هم طائفة ممتنعة لها شوكة ولها قوة فانها تقاتل حتى تلتزم بشريعة الله عز وجل وتؤدي الزكاة فان قاتلت قاتلت فذهب جمع من اهل العلم الى ان قتالها استحلال الى ان قتالها استحلال لترك الزكاة وان الزكاة ليست بواجبة عندهم ولذا كفر بعض اهل العلم من قاتل على ترك واجب وان وان قتاله يدل على جحوده لوجوبها وقال اخر انه لا يكفر لكنه وقع في كبيرة من كبائر الذنوب. اما اذا كان لوحده وامتنع فان الزكاة تؤخذ منه قصرا تؤخذ منه قصرا بل ويؤخذ منه ايضا مثلها عقوبة له ان اخذوها وشطر ما لي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده لمن امتنع عن تاء الزكاة قال انا اخذوها وشطر ماله اي شطر الزكاة التي امتنع عنده فيؤخذ زكاته ويؤخذ معه ايضا النصف مثلها عقوبة لتركه دفع الزكاة جلبها فهذا هو الصحيح في مثل الزكاة ان تارك الزكاة شحا وبخلا انه لا يكفر. وقد جاء في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في وهو حي طويل انه ذكر صلى الله عليه وسلم ما من صاحب ابل ولا صاحب غنم ولا صاحب بقر ولا صاحب كنز لا يؤدي زكاته الا حبست له في قاع القرقر ثم ذكر الابل في انها تطأه بخفافها كلما انتهى اخره عاد عليه اولها وهكذا مما من صاحب ذكر انه يمثله شجاع اقرع بيوم كان مقداره خمسين الف سنة. اي هذا العذاب يستمر معه خمسين سنة في يوم القيامة وفي عرصات القيامة ثم ينظر الله فيه ان شاء عذبه وان شاء غفر له هذا حديث يدل على ان تارك الزكاة لا يكفر بشرط ان يكون تركه لها من باب الشح والبخل ومن باب عدم اخراج الزكاة لا جحودا ولا عنادا ولا استكبارا اذا هذا ايضا من امور من اركان الاسلام هو الزكاة كذلك الصيام وهو الركن الرابع من اركان الاسلام والصيام هو الشهر الذي فرضه الله عز وجل على عباده وهو شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن فصيام رمظان هو الركن الرابع من اركان الاسلام وهو واجب على كل مسلم عاقل بالغ ان يصوم. وهناك شروط في الزكاة والصلاة والصيام محلها كتب الفقه ذاك الذي هنا ان الصيام هو الركن الرابع من اركان الاسلام وان من جحد وجوب الصوم كفر بالاجماع ايضا. من ترك من جحد وجوب الصوم كفر بالاجماع ومن ترك الصيام عجزا او تركه آآ شهوة وهوى واتباعا لهواه وملذاته وشهواته فهذا واقع في كبيرة من كبائر الذنوب وبهذا قال عامة اهل العلم وذهب سعيد الجبير وقال بهذا ايضا اسحاق بن راهوية وقال ايضا الامام احمد رواية عنه ان تارك الصيام والزكاة انهما يكفران ولو كان تركهما من باب الشهوة والملذة او من باب تتبع الشهوات والملاذ لكن الذي عليه عامة اهل العلم ان تارك الصيام لا يكفر لكنه على وعيد شديد نسأل الله العافية والسلامة وقد جاء في حديث ابي امامة عند النسائي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجالا ونساء في النار في تنايم النار تنهشهم الحيات وتلفحهم النار وتسيل من اشداقهم الدماء فقال من هؤلاء قال هؤلاء الذي يتعجلون الفطر قبل حله او قبل حينه فاذا كان هؤلاء الذي ابتدأوا نهارهم صائمين وافطروا دون عذر يفعل بهم مثل هذا الفعل فكيف بمن ترك الصيام دون عذر ولم يبتدأ نهاره بصيام لا شك انه على وعيد شديد نسأل الله العافية والسلامة وتارك الصيام لا يمكنه قضاء هذا اليوم لا يمكنه قضاؤه ولو صام الدهر ولو صام الدهر كله ولو صام الدهر كله كما جاء من حديث ابي هريرة وقد علقه البخاري من افطر يوم رمظان بغير عذر لم يقظه ولو صام الدهر ولو صام الدهر كله وان كان اسناده ضعيف لكن يدل على اي شيء يدل على ان على ان من افطر متعمدا انه وقع في كبيرة من كبائر الذنوب وانه لا يقضيه ولو صام اكثر الدهر قال ايضا الخامس الحج. حج بيت الله لمن استطاع اليه سبيلا. حج بيت الله لمن استطاع اليه سبيلا والحج والركن الخامس من اركان الاسلام وايضا القول فيه كما قيل في الصوم والزكاة ونفس ما يذكر في الصوم الزكاة يذكر في الحج ايضا. والصحيح ان تارك الحج لا يكفر الا اذا جحد وجوبه. والحج له شروط واركان كذلك الزكاة لها شروط واركان وكذلك الصيام له شروط واركان فكل منها له ما يتعلق باحكامه لكن الذي يعنينا هنا ان هذه الاركان الخمسة هي اركان الاسلام وان المسلم لا يتحقق له اسم الاسلام الا بتحقيق اركانها وهو يبقى بدائرة الاسلام بتحقيق التوحيد والصلاة وتحقيق الزكاة والصيام والحج يبقى مسلما فان اخل بشيء منها فانه قد يكون قد اخل بركن من اركان الاسلام العظام ويكون مترتب على ذلك ويكون مترتبا عليه الوعيد الشديد بترك هذه او بترك هذا الركن الذي يجب عليه فعله وهذا هو الاسلام. الاسلام كما مر بنا هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله والاسلام هو ان يسلم العبد قلبه لله عز وجل انقيادا وقبولا وطاعة وسمعا وطاعة فلا ايعارض امر الله ولا يعارض خبر الله سبحانه وتعالى لا يعارض امر الله بشهوة ولا يعارض خبر الله بشبهة وانما يكون مسلما لاوامر الله عز وجل بعد ذلك ذكر الايمان. قال الايمان هو ان تؤمن بالله والايمان بالله مر بنا انه يتضمن اربعة مراتب الايمان بوجود الله الامام ربوية الله الايمان بالوهيته الايمان باسمائه وصفاته وقد مر بنا في اول هذا الكتاب ما يتعلق بمسألة الايمان بالله عز وجل كذلك الايمان الايمان بالله وملائكته والايمان بالملائكة مر بنا انه ينقسم الى قسمين ايمان اجمالي وايمان تفصيلي الايمان الاجمالي ان نؤمن بان الله خلق ملائكة لا يعلم عددهم الا الله منهم من سماه الله في كتابه كجبريل وميكائيل وكذلك مالك مالك جاء ذكره في كتاب الله عز وجل فيؤمن بمن جاء ذكره في كتاب الله وهذا هو الايمان الاجمالي وان منهم من هو موكل بالوحي كجبريل عليه السلام ومنهم من هو موكل بالقطر كميكائيل ومنهم من هو موكل صورك اسرافيل وهذا يدخل في الايمان التفصيل الذي الايمان الاجمالي هو ان نؤمن ان لله ملائكة وان هؤلاء الملائكة خلقهم الله عز وجل وعددهم لا يعلمه الا ربنا سبحانه وتعالى. ونؤمن بمن جاء ذكره في كتاب الله لمن يقرأ كتاب الله عز وجل ومن جاء ذكره في سنة النبي صلى الله عليه وسلم من يعلم السنة. الايمان التفصيلي هو ان يؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله في مسألة الملائكة وفي اه وظائفهم وفيما وكلوا به من الاعمال. فجبريل مثلا وكل بالوحي وميكائيل وكل بالقطر واسرافيل وكل بالنفخ في الصور. وان هناك ملائكة يحملون عرش الرحمن هم اربعة نزول الله عز وجل ثمانية هناك ملائكة يملؤون السماوات فليس فيها موضع شبر الا وهناك ملك راكع وملك ساجد وان الارض ايضا فيها ملائكة يتعاقبون فينا فملائكة يحرسون يكونون عن ايماننا وعن شمائلنا ومن امامنا ومن خلفنا اربعة مع كل مسلم مع كل مسلم ما اربعة من الملائكة يتعاقبون اربعة ويرجعون اربعة وهناك ملائكة اكتبوا الحسنات وهناك ملائكة تكتب السيئات. وهناك ملائكة تتبع حلق الذكر ومجالس العلم. وهناك ملائكة تدبر امور هذا الكون فملائكة تجري بالرياح وملائكة تجري بالسحب وملائكة موكلة بالقطر وعدد القطرات وملائكة موكلة بالارحام وملائكة موكلة بكتابة المقادير. فهناك ملائكة كثر لا يعلم عددهم الا الله جاء في الصحيح ان ان البيت الذي في السماء السابعة وهو البيت المعمور البيت المعمور انه يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون اليه الى قيام الساعة كل يوم يدخل هذا البيت سبعون الف ملك والملائكة خلقوا من نور خلقوا من نور ولم يخلقوا من نار. كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله الملائكة من نور وخلق الجن من نار وخلق ادم مما سمى لكم اي من طين وتراب. فالملائكة خلق من نور هذا دليل على ان ابليس ليس من الجن لان ابليس من الجن والجن خلقت من نار لا من نور خلقت من من نار لا من نور كذلك كالملائكة ذكور لا اناث فيها الملائكة ذكور لا اناث فيها فهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتغوطون ولا يبولون وليس في فيهم اناث بل هم خلق خلقوا لعبادة الله عز وجل لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون يفعلون ما يؤمرون فهذه وظيفة الملائكة والله لحكمة عظيمة سبحانه وتعالى ما خلق بعضهم لحماية الخلق وخلق بعض لتدبير هذا الكون وهناك حكم اقرأ يعلمها ربنا سبحانه وتعالى. اذا هذا ايضا الايمان بالملائكة قال ايضا الايمان بالله وملائكته وكتبه الكتب هي ما انزله الله عز وجل على رسله وما من رسول الا وانزل الله عليه كتابا والامام الكتب ايضا ينقسم الى قسمين ايمان اجمالي وايمان تفصيلي الايمان الاجمالي هو ان نؤمن انه ما من نبي الا انزل الله عليه كتابا ان الله انزل على جميع انبيائه كتبا علمنا ما علمناه وجهلنا ما جهلنا. ومن تلك الكتب التي انزلها الله عز وجل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم والتوراة على موسى والانجيل على عيسى والزبور على على داوود وانزل على ابراهيم صحفا انزلها الله عز وجل عليه وغير الانبياء لهم كتب لكن لم يأتي عنها ذكر من كتاب الله ولا من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم لكن هذه الكتب فيها مواعظ وفيها حكم وفيها امثال وفيها احكام فالله سبحانه وتعالى ينزل على كل نبي ما يأمر يأمره به من الحكم والاحكام والشرائع. فهذا ما يتعلق بالكتب. اما من جهة التفصيل هو الايمان بما جاء ذكره في كتاب الله عز وجل وقد ذكر الله في كتابه خمسة كتب وهي التوراة والانجيل والزبور والقرآن وصحب موسى وصحب ابراهيم وموسى فهذه خمسة كتب ذكرها الله عز وجل في كتابه. ومن الايمان ومن الايمان التفصيلي ان نؤمن ان التوراة نزلت على موسى والانجيل على عيسى والزبور على داوود عليه السلام والصحف على ابراهيم ومن الايمان التفصيلي ايضا ان نؤمن ان القرآن افضلها واكملها واتمها وانه الناسخ لكل ما كان قبلها. وان القرآن هو المهيمن على جميع الكتب وليس هناك كتاب افضل من كتاب ربنا الذي هو القرآن. وان القرآن والتوراة والانجيل والزبور والصحف كلها من كلام الله عز وجل كلها من كلام الله عز وجل. الا ان القرآن هو اشملها واتمها واعمها. واتى القرآن مهيمنا بل وناسخا لجميع الكتب السماوية السابقة لجميع الكتب السماوية السابقة. فبعد ذلك يأتي التوراة فهو اوسعها ايضا ثم الانجيل وهو دون التوراة ثم الزبور وصحف موسى فان وصحف ابراهيم فان اكثر ما فيها هي الحكم والامثال مواعظ التي ذكرها الله عز وجل في سورة الاعلى. اذا هذا الايمان التفصيلي وهو الايمان بالكتب السماوية. من الايمان ايضا الايمان برسل الله عز وجل ورسل الله سبحانه وتعالى كثر جاء في كتاب الله عز وجل منهم عدد خمسة وعشرين رسولا نبيا وجاء في غير كتاب من سنة النبي صلى الله عليه وسلم عدد كثير. فجاء في سنن في عند ابن حبان من حديث ابي ذر رضي الله تعالى عنه انه ذكر ان عدد الرسل ثلاثمائة وخمسة وعشرون نبيا رسولا ومئة الف واكثر امنأ نبيا بعثه الله عز وجل. وهذا الحديث وان كان اسناده ضعيف. الا ان الكتاب دل على ان هناك رسل قصهم الله وعز وجل علينا ورسل لم نقصصهم عليك. فهناك رسل كثير لم يقصهم علينا ربنا لم يقصهم علينا ربنا سبحانه وتعالى في كتابه وانما قص علينا قصة ادم وموسى وعيسى ونوح وزكريا وداوود وسليمان وغيره من الانبياء الذين جاء ذكرهم في كتاب الله عز وجل فالايمان الاجمالي هو ان تؤمن بان الله ارسل رسلا وانزل كتبا وان من اولئك الرسل الذين ارسلهم الله عز وجل محمد صلى الله عليه وسلم وانه سيد الخلق وخاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وانه افضل الرسل عليه الصلاة والسلام. وتؤمن بان هناك رسل ذكرهم الله في كتابه كموسى وعيسى وكذلك يا ابراهيم ونوح عليهما السلام جميعا فتؤمن بكل رسول نبي جاء ذكر في كتاب الله عز وجل. اما من جهة اولية الرسل فاولهم من جهة النبوة ادم عليه السلام فهو نبي مكلم. واما من جهة الرسل فاولهم نوح عليه السلام. واما خاتمهم فهو محمد صلى الله عليه وسلم هو سيدهم واكرمهم وافظلهم على الله عز وجل. والرسول هو انسان ذكر. الرسالة من خصائصها انها تبعث في الانس دون الجن. هي الرسالة والنبوة خاصة بالانس دون الجن. ومن خصائصه ايضا ان في الذكور دون الاناث. ومن خصائصها ايضا ان من اهل القرى من اهل الله من اهل اهل البادية ومن خصائصها ايضا ان الرسل يبعثون في يبعثون احرارا وليس فيهم عبيد ليس بالرسل عبيد بل كلهم احرار. ويبعثون من اشرف انساب قومهم. يبعثون اشرف انساب قومهم ويبعث وهو من اكمل الناس خلقا وخلقا اكمل الناس خلقا وخلقا وما طرأ عليهم من عيب فانه يطرأ بعد خلقهم لا انهم يولدون مشوهين او فيهم شيء من التشويه الخلقي بل يخرجون على اكمل صورة خلقها الله عز وجل او خلقهم الله عز وجل عليها فهذا ما يتعلق بمسألة الرسل. وهم كما ذكرت بشر كسائر البشر الا ان الله اصطفاهم وخصهم بهذه الرسالة بهذه الرسالة اما الايمان الذي يلزمنا جميعا وهو الايمان التفصيلي فهو الايمان بان رسل الله كثر وانه وان الله قص علينا من قصه في كتابه وان لهناك رسلا يقصصهم الله عز وجل علينا وان افظلهم واكرمهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم. وان دعوة محمد دعوة عامة شاملة للانس والجن وانه ما من وان من كذب بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم ولو امن بدعوة موسى او عيسى وبدعوة داوود فانه كافر بالله عز وجل حتى يؤمن بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة ما من يهودي ولا نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي الا كان من اهل النار الا كان من اهل النار فدعوة محمد دعوة عامة كما قال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فدعوته عامة لجميع الخلق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بعثت الى بعثت الى الثقلين الى الثقلين اي الانس والجن وهذه ايضا من خصائص رسولنا صلى الله عليه وسلم من خصائصه انه بعث للخلق جميعا ومن خصائصه ان الله ختمه الرسالة ومن خصائصه انه افضل الخلق واكرم الخلق على الله عز وجل فالله جمع له الخلة وجمع له تكليم سبحانه وتعالى ورأى نورا رأى نور ربه سبحانه وتعالى يتعلق بالايمان برسل الله عز وجل كذلك من الايمان ما الايمان باليوم الاخر؟ واليوم الاخر تبتدئ سلسلته من خروج الروح. من خروج الروح فهذا يبتدأ مع ذلك الغيب ابتدأ ما يتعلق بالايمان بما يكون في اليوم الاخر. فالحياة البرزخية داخلة في الحياة الاخروية من جهة ان الانسان يبصر ويعاين ما كان غائبا عنه من الملائكة ومن سؤال منكر ونكير ومما يراه من الجنة والنار لانه يعرض عليه مقعده في الجنة ومقعده في النار وهو في قبره فهذه كلها امور اخروية. فايضا يدخل بذلك الايمان بما يكون في الاخرة من جزاء وحساب والناس فيها يتفاوتون من جهة ايمانهم الذي يلزم كل مسلم ان يؤمن بان هناك يوم اخر ان الناس فيه يحاسبون ويجزون على اعمالهم وانهم يعرضون على الله سبحانه وتعالى ويبعثون بعد موتهم. اما الايمان التفصيلي فهو يؤمن على حسب علمه فكلما ازداد علما كلما كان التكل في حقه اكثر واشد فالعالم ليس كالجاهل من جهة ما يؤمن به وكلما ازداد علما وازداد تكليفا ازداد اجرا عند الله عز وجل وكان ثوابه واجره اعظم من الجاهل اعظم من الجاهل. فيلزم من علم ان بعد الموت بعث ان يؤمن ببعث الارواح والاجساد وانها تبعث الارواح والاجساد كما خلقها الله اول مرة يعيدها سبحانه وتعالى ثم يشارون على حسب منازلهم ودرجاتهم منهم من يحشر على قدميه ومنهم من يحشر وهو راكب ومنهم من يحشر ويساق الى الرحمن كما يساق والوفد المكرمين ومنهم نسأل الله العافية من يحشر على وجهه يسحب على وجهه في عرصات القيامة. ثم بعد ذلك يخرج الناس من قبور حفاة عراة غرلا كما خلقهم الله اول مرة يعيذه سبحانه وتعالى. والشمس في ذلك المقام تدنو من الخلق مقدار ميل. والناس العراة وفي ارض البيضاء كخزبة كخبزة نقي ليس فيها اعوجاجا ولا امتى وليس فيها معلما لاحد ابدا وانما هي ارض جديدة لم يعصى الله عز وجل عليها طرفة عين او يعصى عليها قط سبحانه وتعالى. ثم في ذلك المقام يوم مقداره خمسين الف سنة. الناس فيه شاخصة ابصار من السماء حتى يقول اهل الموقف يا ربنا ارحنا من هذا المقام ولو الى ثم يأمر الله ثم يشفع الرسل اه يطلب الخلق الشفاعة من الرسل والانبياء فيأتون ادم فيأتون ابراهيم فيأتون موسى فيأتون نوح فيأتون عيسى عليه السلام ثم يأتون محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها يأتي الى ربه سبحانه وتعالى فيقول الله عز وجل له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع وهذا هو المقام الذي يحمد الخلق كلهم محمدا صلى الله عليه وسلم عليه ثم يأتي الله لفصل القضاء وتنصب الموازين ويضرب الصراط على متن جهنم ثم يعرض الناس على الله عز وجل توضع الموازين وموازين توزن فيها الاعمال وتوزن فيها الصحائف وتوزن فيها الابدان فمن موازينه فاولئك هم الخاسرون ومن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ثم يظرب الصراط على متن جهنم ويمر الناس على قدر اعمالهم منهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كاجاود الركاب ومنهم من يمر كاجاود الخيل ومنهم من يمر على على يهرول منه هرولة ومنهم من يمشي فالناس في في في مرورهم يتفاوتون منهم من يمر كلمح البصر ومنهم من هو كالبرق فعلى قدر اعمالهم وايمانهم كونوا مرورهم على هذا الصراط. ومنهم من يخدش وينجو ومنهم من يكردس في نار جهنم. نسأل الله العافية والسلامة وفي ذلك كالماء في العرصات ايضا حوض لكل نبي من الانبياء. وتلد امم الانبياء على تلك الاحواض. يشربون من ذلك الماء واعظمهم حوضا واوسعهم حوضا ومحمد صلى الله عليه وسلم. وسيأتي ما يتعلق بهذا في آآ الابيات القادمة باذن الله عز وجل فيقول هنا فتلك خمسة للايمان ستة اركان بلا نكران ايمان بايماننا بالله ذي الجلال وما له من صفة الكمال الايمان بالله من جهة ربيته ومن جهة الوهيته ومن جهة اسمائه وصفاته سبحانه وقد مر معنا هذا كله. وبالملائكة الكرام البررة وكتبه ونزلت المطهرة ورسله ورسله الهداة للانام من غير تفريق ولا ايهام اي يؤمن بجميع الرسل من غير ان نفرق بين رسول ورسول بالايمان. وان كان هناك تفريق في الفضل الا انه لا تفريق بينهم في الرسالة والنبوة. فيجب علينا ان امن بجميع رسل الله وبجميع انبياء الله عز وجل فكل من اخبر ربنا بانه رسول له امنا به وكل ما اخبرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم بانه نبينا ورسول وجب علينا الايمان به ايضا. قال اولهم نوح بلا شك وهذا ما يتعلق بالرسالة لان قبل نوح هو ادم عليه السلام الا ان ادم على الصحيح نبي مكلم وليس رسول وليس رسول لان ادم لم يرسل الى احد. اولهم نوح بلا ام نوح بلا شك كما ان محمدا لهم قد ختم وخمسة منهم اولو العزم الاولى في سورة الاحزاب والشورى تلا. وهو قوله تعالى في سورة انا اوحينا اليك ما اوحينا الى نوح النبي من بعده ومنه قوله ما كان ومنها ايضا قوله واذا اخذ من النبيين ميثاقه منك ومن نوح وابراهيم موسى وعيسى فهؤلاء ولهم هؤلاء هم الخمسة اولو العزم. كما قال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوح والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ان اقيموا الدين فهؤلاء هم اولو العزم من الرسل وهم الذين ذكروا الله عز وجل في هذه الاية في اية السورة وفي اية وفي وفي اية الاحزاب وفي اية الاحزاب وهو قوله واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم. فهؤلاء الخمسة هم اولى وقد ذكر ذلك مجاهد رحمه الله تعالى وغيره من المفسرين انهم اولوا العزم والرسل وذلك لعظيم ما وقع لهم من البلاء والشدة فنوح السلام وقع من البلاء الشيء العظيم وكذلك موسى وكذلك ابراهيم وكذلك عيسى وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم قال بعد ذاك بالميعاد ايقن بلا تردد ولا ادعاء علم بوقت الموعد لكن يؤمن من غير افتراء بكل ما قد صح عن خير الورى عند قوله وبالميعاد ايقن بلا تردد وهو الايمان باليوم الاخر وما يكون فيه باذن الله عز وجل. والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد