السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر الناظم رحمه الله تعالى ما يتعلق باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر مذهب اهل السنة والجماعة بما يتعلق بالاصحاب رضي الله تعالى عنهم وال بيت النبي صلى الله عليه وسلم واهل السنة يذكرون مبحث الاصحاب وال البيت في كتب العقائد لان هذا المبحث وقع فيه خلاف مع اهل البدع والضلال واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته عليهم رضوان الله تعالى اجمعين اختلف الناس فيهم بين غالي وبين جافي ففي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اختلف الناس فمنهم من كفرهم واخرجهم من دائرة الاسلام وسبهم وشتمهم ولعنهم وهؤلاء هم الروافض وبعض الخوارج كفروا والخوارج ايضا كفروا بعضا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويقابل اولئك الغلاة الذين غلوا في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجعلوهم في منزلة المعصومين وانهم كالنجوم بايهم اقتديت اهتديت وان من اخذ سبيلهم نجا سواء على وفق سنة او على خلافها وعظموهم ودعوهم من دون الله عز وجل كغلاة المتصوفة وكذلك في ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم هناك من غلا فيهم وجعلهم الهة مع الله عز وجل وعبدهم من دون الله عز وجل كالروافض وغيرهم من الغولات ويقابلهم الجفاة من النواصب الذين سبوا ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وابغضوهم وان كانت بدعة النصب قد انتهت وتلاشت ولم يبق لها ذكر الا ان هناك ايضا من يقدح يقدح في بعض ال النبي صلى الله عليه وسلم واما اهل السنة فجمعوا بين حب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبين حب اله. فهم يحبون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويترضون عنهم يحبون ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويحبونهم ويترضون عنهم ايضا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بهم عندما قال واذكرهم بال بيتي واذكركم بال بيتي اذكركم ال بيتي وفي رواية عترتي فهذا منه صلى الله عليه وسلم وصية باله ولاجل هذا يذكر اهل السنة في باب العقائد ما يتعلق بالاصحاب والال. وقد ذكر الناظم رحمه الله تعالى في هذا الفصل ما يتعلق مسألة الخلافة وذكرنا ان اهل السنة مجمعون على ان على ان الخليفة الاول هو ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. وان خلافته كانت بالاماء وباجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم امام من النبي صلى الله عليه وسلم واشارة منه وباجماع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على خلافته وعلى تنصيبه خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده عمر رضي الله تعالى عنه لان النبي لان ابا بكر الصديق قد عهد اليه بالخلافة ورضيه واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واجمعوا على على تنصيبه خليفة ولم يعترض على ذلك احد. ثم بعد ذلك اجمعوا على ان الخليفة بعد عمر هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وكانت خلافته شورى واجمع الناس على تنصيبه خليفة وهذا لا خلاف فيه بل بين اهل السنة كما قال سفيان الدارقطني وغيره اهل العلم من فضل عليا على عثمان في الخلافة فقد ازرى بالمهاجرين والانصار فالمهاجرون والانصار هم الذين اختاروا عثمان رضي الله تعالى عنه خليفة بعد امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. ثم بعد ذلك بالفضل خلافة علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. وهذا ايضا محل اجماع بين اهل السنة ان الخليفة الرابع هو علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. وقع خلاف بين اهل السنة في مسألة ايهما افضل علي او عثمان؟ وهذا في التفضيل لا في الخلافة اما الخلافة فهو محل اجماع وقد انعقد الاجماع والاتفاق على ان عثمان افظل من علي على ان عثمان افظل من علي كان هناك بعظ المتشيعة من شيعة الكوفة ممن هو يمتاز بها السن لكن عنده شيء من التشيع كان يفضل عليا على عثمان ثم انعقد الاجماع بين اهل العلم على ان عثمان افظل من علي على ان عثمان افظل من علي من علي رظي الله تعالى عنه وهو الخليفة بالاتفاق وهو الخليف بالاتفاق وهناك ايضا من يتوقف في مسألة التفضيل اما الخلافة فلا توقف فيها والصحيح الذي عليه عليه عامة وقع الاجماع عليه والاتفاق ان عثمان افضل وهو الخليفة الراء الثالث رضي الله تعالى عنه. وبعده علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. ثم بعد ذلك في الفضل بقية العشرة بقية العشرة وهم سعد بن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه الذي جمع له النبي صلى الله عليه وسلم ابويه فداء وبعده ايضا ابو عبيدة ابن الجراح الذي هو امين هذه الامة وكذلك الزول العوام الذي هو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة ابن عبيد الله رضي الله تعالى عنه وسعيد ابن زيد وعبدالرحمن بن عوف هؤلاء الستة هم بقية العشرة وهم افضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فعند التفظيل نفظل الخلفاء على ترتيب خلافتهم ثم بعد ذلك بقية العشرة الستة كما جاء في حديث ابي زيد عند الترمذي وغيره باسناد جيد انه قال عشرة من الجنة وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان وعلي وكذلك ابن عوف ابا عبيدة وطلحة وسعد والزبير وذكر العاشر هو نفسه رضي الله تعالى عنه. وجاء في فضائل هؤلاء احاديث كثيرة اهتز احد فقال النبي صلى الله عليه النبي صلى الله عليه وسلم اركد احد فانما عليك نبي او صديق او شهيد وكان عليه الزبير وطلحة وكذلك ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم اجمعين. وهذا لا خلاف بين اهل السنة ان هؤلاء العشرة هم افضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ثم بعد ذلك بالتفظيل يأتي اصحاب بدر فاهل بدر هم افظل الناس بعد العشرة المبشرين. من شهد بدرا كان افظل ممن لم يشهد بدر كان افضل من لم يشهد بدر الا انه في هذا التفظيل نقول الذي لم يشهد بدر كطلحة بيت الله افضل ممن شهدها لانه من العشر المبشرين بالجنة وقد ضرب له بسهم رضي الله تعالى عنه. فالعشر بشرهم افضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ثم بعد ذلك اصحاب بدر الذين امتدحهم الله عز وقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم في قصة رضي الله تعالى عنه لما كتب الى قريش بسر النبي صلى الله عليه وسلم واراد عمر قال قال عمر دعني اضرب عنق هذا المناب قال اولئك يا عمر ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا اشئتم اني قد غفرت لكم اني قد غفرت لكم وهذه بشارة من الله عز وجل لكل بدري انه قد غفر له ذنبه وانه ايضا يموت على الاسلام والايمان وانه من اهل الجنة. ثم بعد ذلك ايضا يأتي في الفضل اهل احد اهل احد ومنهم من يفضل اهل بيعة العقبة الاولى والثانية على احد ومنهم من يفظل احد ثم بعد ذلك اصحاب غزوة الاحزاب وهم الخندق ثم بعد ذلك اصحاب بيعة الرضوان ثم بعد ذلك الذين اسلموا قبل قبل فتح مكة ثم بعد ذلك من اسلم بعد فتح مكة. هذا من جهة التفضيل ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ايضا يعتقد اهل السنة فظلهم فظلهم ومحبتهم والترحم عليهم ومودتهم وذلك لحب النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة في محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن حبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم اننا اننا نحب اله اهل بيته واله واهل بيته هم ازواجه رضي الله تعالى عنهم وال عقيل وال جعفر وال علي وال العباس وكذلك من حرمت عليهم الصدقة فهؤلاء هم ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل معهم ال المطلب فانهم يدخلون ايضا في من حرمت عليهم او حرمت عليهم الزكاة والصدقة. فهؤلاء هم ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم فنحبهم ونترضى عليهم ولا ننزلهم منزلة فوق منزلتهم خلافا للروافض فالروافض يرون ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم انهم معصومون وانهم يعلمون الغيب وانهم ينفعون ويضرون وهذا لا شك انه من الكفر الصريح الذي يكفر به اولئك لعنهم الله عز وجل اما اهل السنة فيرون ان ان فظلهم ومنزلتهم بسبب قربهم من صلى الله عليه وسلم بعد ايمانهم بالله وتصديقهم برسوله صلى الله عليه وسلم فلاجل قرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم نحبهم ونتولاهم ونودهم لانهم اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولا ننزلهم منزلة فوق منزلتهم التي انزلهم الله عز وجل اياها. يقول الناظم رحمه الله تعالى فالستة المكملون العشرة وسائر الصحب الكرام البررة واهل بيت المصطفى الاطهار واهل بيت المصطفى الاطهار وتابعوه السادة الاخيار اي ان في الفضل ايضا الستة المكمل العشر وقد ذكرتهم وهم ابو عبيدة وطلحة والزبير وعبدالله بن عوف وسعيد وسعد رضي الله تعالى عنهم وسائر الصحب اي كل من سمي صحابيا فانه يدخل في هذا الفضل وقد ذكرنا ان الصحابي هو كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ولو ساعة من نهار ومات على ذلك كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من نهار ومات على ذلك فانه صحابي. وينال شرف الصحبة بهذه المنزلة العظيمة فهم كلهم يشتركون في فضل الصحبة الا انهم يتباينون في منزلتهم عند الله وعند رسوله صلى الله سلم على سبقهم وايمانهم وتصديقهم واهل بيت المصطفى الاطهار اي اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم المصطفى الذي هو النبي صلى الله عليه وسلم الاطهار الذين طهروا والذين اراد الله ان يطهرهم ويذهب عنهم الرجس اهل البيت. وهذا من تكريم الله وحفظ الله لاهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولاجل ان يكون ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم ابعد الناس عن المعصية والذنوب وعن الاخطاء وعن ما ما يدنسهم او ينجسهم الله اختار لهم ان يكونوا على هذه الصفة. ولا يعني هذا ان هذا خبرا فهم يكونوا على هذا دائما. ولكن هذا امر قال وتشريعا ان يكون ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم قد ابتعدوا عن الارجاس وعن الانجاس وان يطهروا انفسهم من الذنوب والمعاصي تكريما لهم ولقرب من النبي صلى الله عليه وسلم وكما يقال اطهر الناس من كان اقرب الى الحق واقرب الى الهدى وهذا الذي يلزم كما قال تعالى ومن دخله كان امنا فمن دخل البيت فان حقه ان يؤمن حق وان يؤمن وكذلك من كان من ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم يلزمه ايضا ان يطهر نفسه من الذنوب والمعاصي. ولا نحتج بهذه الاية على انهم على انهم مطهرين معصومين. اي على انهم مطهرون معصومون بل نقول هذا الذي يلزم ان يطهروا انفسهم من ذو المعاصي. فهذا الذي اراده الله عز وجل بهم كما قال تعالى انما يريد الله او ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا. هذا الذي يريده الله عز وجل وهذه ارادة شرعية لا كونية. اراد الله شرعا منهم ان يكون هذا اي امرهم وحثهم ان يكونوا على هذه الصفة يطهرون انفسهم من الدول المعاصي. وليس مع انهم هذا خبر انه مطهرين ومعصومين فهذه الاية قد يحتج بها الروافض على انهم معصومون مطهرون من الارجاس والانجاس وانما نقول هذا ما اراده الله عز وجل لهم شرعا وهذا الذي امرهم الله عز وجل به ان ان يتطهروا من الذنوب والمعاصي. فقال هنا واهل البيت المصطفى الاطهار وتابعوه الاخيار وتابعوه السادة الاخيار. والتابع هو كل من لقي صحابي من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو مؤمن. فكل من لقي صحابيا وهو المؤمن يسمى يسمى تابعي اذا تبعهم باحسان وكان على طريقة السلف الصالح. اما اذا لقي صحابيا وهو فاجر او هو على غير سبيلهم او على غير الهدى والايمان فانه لا يسمى تابعيا باحسان لا يسمى لهم تابعيا باحسان وان كان يأخذ يأخذ آآ فظل الزمان الذي عاش فيه لان النبي يقول خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. فالتابعون هم كل من لقي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او لقي احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا ما لقي وهو مؤمن مؤمنا النبي صلى الله عليه وسلم وبالاسلام والايمان ومات على ذلك فانه يسمى تابعيون اذا تبعهم باحسان. قال فكل في كم القرآن اثنى عليهم ربنا سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى في سورة في سورة الحشر عندما ذكر الفقراء اللي قال في قوله تعالى للفقراء مهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم ويبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصروا الله ورسوله اولئك هم الصادقون. فهؤلاء هم الفقهاء هؤلاء هم المهاجرين ثم بعد والذي يتبوأ الدار والامام من قبلهم يحبون من هاجر اليهم وهؤلاء هم الانصار والذين جاءوا من بعده يقول ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان وهؤلاء هم التابعون لهم باحسان. فالسابقون هم المهاجرين ثم السابقون هم المهاجرون. ثم بعد المهاجرين الانصار ثم بعد ذلك يأتي تأتي التابعون لهم باحسان. ولا شك ان جنس المهاجرين افضل من جنس الانصار. جنس المهاجرين افضل من جنس الانصار. اما من الاعيان والافراد فقد يكون من الانصار من هو افضل من من بعض المهاجرين رضي الله تعالى عنهم اجمعين. قال فكل في محكم القرآن اثنى عليهم خالق الاكوان في الفتح والحديد والقتال في الفتح سورة الفتح اثنى الله عز وجل عليهم سبحانه وتعالى وذكر وذكر وصفه من اول السورة الى اخرها فمن ذلك قوله تعالى محمد رسول الله والذين امنوا معه محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثل في التوراة. هذا مثل في التوراة انهم لهم اشداء على الكفار رحماء بينهم. تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله يبتغون فضلا من الله ورضوانه سيماهم في وجوههم من اثر السجود اي سيماهم الخشوع والانكسار والذل لله عز وجل ترى ذلك في وجوههم رظي الله الله تعالى عنهم هذا هو مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج كزرع كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا مغفرة واجرا العظيمة اذا هذان مثلا ذكر الله مثلهم في التوراة وذكر الله مثلهم في الانجيل فمثلهم التوراة انهم يبتغون فضل الله ورضوانا سيماهم في وجوه من اثر من اثر السجود تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانه. هذا ومثلهم في التوراة ومثل في والانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغرب استوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ولذا قال الامام مالك رحمه الله تعالى كل من ابغض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر وليس له من الفيء شيء لان الله يقول ليغيظ بهم الكفار. فمن اغاظه حال ومحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرتهم لدين الله عز وجل وبذلهم لهذا الدين وتضحيتهم لاجله وابغض ذلك فانه كافر بالله عز وجل. ولذا ذكر ابو زرعة الرازي رحمه الله تعالى ان من علامة الزنادقة انهم عمدوا الى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم لان القدح في الصحابة قدح في الشريعة. فلما عجزوا ان يقدحوا في الشريعة قدحوا في حامليها ليقدحوا في شريعة الله عز وجل في الفتح والحديد والقتال في سورة الحديد كما اثنى الله عز وجل عليهم ايضا في سورة الحديد واثنى عليهم في سورة القتال في قوله تعالى والذين امنوا وعملوا الصالحات وامن ونزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم. هذا ايضا ما اثنى الله عليهم به في سورة في سورة في سورة محمد تسمى بسورة القتال. قال وغيرها باكمل الخصال اي ذكرهم الله في كتابه واثنى عليهم كذلك في التوراة والانجيل صفاتهم التفصيل اي ان الله عز وجل ذكر ايضا في التوراة وقد ذكر كثير من الاحبار والرهبان صفة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر صفة عمر وصفة علي وصفة عثمان فمما ذكر في انه حديد صدى وفي ذكر عثمان انه رجل صالح لكنه يقرب يؤثر قرابته وفي عمر انه شديد قوي وفي ابي بكر انه حليم وجاءت صفات في التوراة وفي الانجيل وقد ذكر ذلك الاحبار والرهبان. وذكرهم في المختار قد سار سيرة الشمس قد سار سيرة الشمس في الاقطار. ويكفي في ذلك ما جاء في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه ما بلغ مد احد ولا نصيفه اي اتى احد ممن من المسلمين وتصدق بمثل احد واحد هو عبارة عن سلسلة جبال وملأها ذهبا واتى بقدرها ذهبا ثم اتى احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتصدق بمد بنصف مده بنصف يده او بنصف كفه رضي الله تعالى عنه لما بلغ ذلك الذي انفق الجبال من الذهب مد احدهم ولا نصيف. وهذا يدل ان العبرة بما قام في القلوب من التصديق والايمان واليقين فمن الناس من يتصدق بالاموال الكثيرة ويتصدق غير بمال يسير فيكون في قلب ذلك يتصدق بالشهير ياسين من الايمان لا يقبل الله عز وجل صدقة ذلك الصدقة اليسيرة وان قبل ذلك فان الله لا يجازي الكثير كما يجازي اليسير لما في لما قام في قلبنا الايمان واليقين ومحبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم قال رحمه الله تعالى ثم السكوت واجب عما جرى. بينهم من فعل ما قد قدر. اي ان ما جرى بين الصحابة مما اه خطه وسطره للتاريخ من الفتن والاحداث الواجب على المسلم اتجاه تلك الاحداث ان يسكت عنها وان وان لا يذكرها وان يكف عن ذكرها وذلك لما في ذكرها من اظغار القلوب وشحن الصدور والنفوس على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فجرى اهل السنة في هذا الباب ان يكف عما شجر بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وان يكف عن مساوئهم وعن مساوئهم وعن معائبهم. ولا يذكرون الا بالحسن والجميل ويترحم عليهم ويترضى عليهم ونعلم ان لهم حسنات يغفر الله عز وجل بها تلك السيئات والاخطاء وان سيئاتهم واخطائهم اما ان تكون بتأويل فتغفر واما ان تكون بجهل فيغفرها الله عز لسابق ايمانهم ولسابق ولسابق صلاحهم ولحسناتهم العظيمة فان الحسنات تذهب تذهب السيئات. واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما عليه اهل السنة انهم غير معصومين انهم غير معصومين فيقع منهم الخطأ ويقع منهم الذنب ويقع منهم الكبيرة وتقع منهم الصغيرة وهذا كما ان النبي صلى الله عليه وسلم رجم رجم ماعز ماعز ورجم ايضا الغامدية ومعز الاسلمي والغامدي رجمهم النبي صلى الله وجلد من شرب الخمر وهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد يقع منهم شيء من الذنوب والمعاصي انهم لهم من السبق ولهم من الايمان ما يغفر الله عز وجل لهم تلك الذنوب والسيئات تلك الذنوب والسيئات كذلك ما جرى بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة كما وقع بين عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد او وقع بين علي وغير اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبين معاوية او ما بين ما وقع بين معاوية وبين علي ومن كان من شيعة علي وشيعة معاوية فما وقع بينهم فالسنة فيه او الواجب فيه ان يكف عنه وان يسكت عنه وان يترحم عليهم جميعا ويترضى عليهم جميعا. وان كنا قيد ولدين ان الحق مع علي رضي الله تعالى عنه وان معاوية رضي الله تعالى عنه اخطأ تأول فاخطأ رحم رضي الله تعالى عنه وان خطأوا بتأويله يغفره الله عز وجل يغفره الله عز وجل ونترحم عليهم جميعا ونترضى عليهم جميعا واما من اراد ان يكتب هذا التاريخ او يسطره فلابد فلابد من كتابته لامة لابد ان يكون متصفا بامور الامر الاول ان يكون على علم على علم واطلاع تام بهذه الاحداث. وثانيا ان يكون يريد بذلك العدل. وثالثا ان يقصد بهذا هو هو دفع الباطل وايظاح الحق وان يرد الروايات الباطلة المكذوبة مع ايضا ان يكون هذا الكتاب او هذا الكتاب من باب الحاجة فقد سطر ابن جرير ما حدث من فتن بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسطره ايضا ابن كثير رحمهم الله تعالى وشيخ الاسلام وغير واحد و انما سطروا ذلك بهذه الشروط بالعلم وبالعدل وللحاجة لتبيين الحق للناس وان يدفع الباطل ويثبت الحق لان كثيرا من الروافض خطوا في هذه في هذه القصص وهذه الفتن من الاباطيل والكذب ما يشيب له مفارق الولدان وافترو على وافترو على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الكذب ونسجوا القصص الكاذبة والباطلة افتراء على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحري باهل العلم واهل العدل ان يبينوا الحق للباطل وان يردوا الباطل ويظهروا الحق للناس ولكن انما يفعل هذا ويفعل هذا لاي شيء للحاجة فقط. اما ان يسوقه امام اعوام الناس وان يذكره عند عامة المسلمين فهذا خطأ وهذا خلاف مذهب اهل خلاف مذهب اهل السنة والجماعة. اذا مذهب اهل السنة والجماعة في هذا الباب فيما شجر بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عدة امور الامر انهم يكفون عما شجر بينهم. وثانيا انهم انهم يسكتون عن عن معائب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومساوئهم انهم يترضون عليهم جميعا ويترحمون عليهم جميعا. رابعا اعتقادهم انهم غير معصومين وان الخطأ والزلل يقع من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. خامسا ان خطأهم وزللهم اما انه وقع بتأويل فيعذرون بذلك اما ان يكون وقع بجهل فيغفره الله عز وجل بسابق حسناتهم وبسابق احسانهم رضي الله تعالى عنهم. وسادسا ان نعتقد ان الحق كان مع علي رضي الله تعالى عنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في عمار تقتله الفئة الباغية تقتله الفئة الباغية باغية فهذا ما يتعلق بمذهب اهل السنة والجماعة في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال ثم قال ثم السكوت واجب عما جرى بينهم من فعل ما قد وان هذا الذي وقع قد قدره الله عز وجل كونا واراده الله عز وجل كونا. فكلهم مجتهد فكلهم مجتهد وهذا هو الاصل في اه اخطاء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انها وقعت عن تأويل واجتهاد. والمجتهد اما ان يصيب فله اجران واما ان يخطئ فله اجر واحد فقال فكلهم مجتهد مثاب اثابة اما ان يثاب ضعفين ويكتب له الاجر مرتين لاصابته واما ان يثاب بالاجر الواحد لاجتهاده ولتأويله. وخطأهم يغفره الوهاب وخطأهم اي ما اخطأوا فيه ووقع وقعوا في ذلك جهلا فان الله يغفره لهم كمن آآ وقع في الكبائر كشرب الخمر او وقع في الزنا فان الله عز وجل يغفر له ذلك لما اقام عليه الحد فماعز فماعز رضي الله تعالى قد اقام الحد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بطلبه واتيانه بنفسه وقد تاب توبة صادقة وكذلك الغامدي حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم قد تابت توبة لو وزعت على سبعين من اهل المدينة كفتهم وهذا لعظيم توبتها ولصدقها في توبتها رظي الله تعالى عنهم اجمعين. فهذا ما يتعلق بمسألة الصحابة رضي الله تعالى عنهم. هناك مسألة اخيرة في هذا الباب ايضا مسألة حكم ساب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومكفر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اما الذي يكفر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على وجه العموم فهذا كاف باجماع اهل السنة واما الذي يكفر الشيخين ابي بكر وعمر فهذا كافر ايضا عند عامة اهل السنة. واما الذي يكفر احاد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كمعاذ وغيره فهذا فاسق مبتدع يعزر ويؤدب حتى يتوب الى الله عز وجل. اما الذي يسب اصحاب النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم جميعا كونوا سبهم لاجل دينهم فهذا كافر بالله عز وجل. اما الذي يسب احاد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يسب علي او معاوية او غيره من اصحاب النبي وسلم فهذا يعزر ويؤدب وهو بهذا الفعل على غير سبيل المؤمن وهو مبتدع وهو مبتدع ضال وهذا هو ما عليه اهل السنة والجماعة رضي الله تعالى عنهم. قوله انتهى انتهينا من هذه الابيات ونأتي ان شاء الله على خاتمة هذه الرسالة في وخاتمة في وجوب التمسك بالكتاب والسنة والرجوع عند الاختلاف اليهما ولعل هذا نختمه ان شاء الله في اللقاء القادم والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد