بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله اجمعين اما بعد فيقول امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى يقول في كتابه الادب المفرد باب من كره الغالب عليه الشعر قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال اخبرنا حنظلة عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لان يمتلئ جوف احدكم قيحا خير له من ان يمتلئ شعرا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب من كره الغالب عليه الشعر اي من كره ان يكون الغالب على الانسان السعر ومعنى ذلك ان الاصل كالمسلم مع الشعر الا يكون هو الغالب بل يأخذ منه بقدر فيما يتحقق له به فائدته وانتفاعه في دينه وفي لغته وفي نطقه في هذا الحدود اما ان يطغى الشعر على الانسان ويكون هو الغالب ويزاحم الاصل وهو القرآن والسنة والعلم النافع فهذا فيه خطورة على الانسان واهل العلم كرهوا للمسلم ان يكون عليه ان يكون الغالب ان يكون الغالب عليه السعر لان الشعر كلام عذب موزون يشد سامعه فيتطلب منه المزيد واذا مضى وراء الشعر اخذه عن العلم وعن القرآن وعن ذكر الله تبارك وتعالى ولهذا لعلنا نذكر ان الامام البخاري رحمه الله تعالى قد خرج هذا الحديث في كتابه الصحيح تحت باب ما يكره ان يكون الغالب على الانسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن اي ان الشعر اذا كان بهذه الصفة فانه يذم والمعني هنا بالشعر الشعر المباح اما الشعر المحرم فهذا لا يحل منه لا قليل ولا كثير لكن الكلام هنا على الشعر المباح فان الاصل المسلم ان يأخذ منه بقدر وان يكون الاصل عنده العناية بالقرآن وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والعلم النافع المقرب الى الله سبحانه وتعالى ويأخذ من الشعر بقدر اما ان يجعل الشعر ان يجعل الشعر طاغيا على وقته فهذا امر مذموم هذا معنى قوله رحمه الله تعالى باب من كره الغالب عليه الشعر وروى هنا حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لان يمتلئ جوف احدكم قيحا وخير له من ان يمتلئ شعرا لان يمتلئ جوف احدكم قيحا القيح الصديد وهو امر مؤذي للانسان قليله مؤذي للانسان فكيف بانسان يمتلئ جوفه قيحا هذا في اشد ما يكون من الاذى والظرر ولهذا مر معنا في الرواية السابقة زيادة قال حتى يريه حتى يريه يمتلئ جوفه قيحا حتى يريه من الورى يريه من الورى وهو داء يصيب الجوف ويؤذي الانسان ويكون بمثابة الاكلة لجوف الانسان فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول خير للانسان ان يكون به هذا الامر من ان يمتلئ شعرا من ان يمتلئ شعرا وقد يقول قائل وكيف يكون هذا اذا تأملت في هذا الداء الذي هو القيح الذي يصيب الانسان هو امر يضر بصحته ويضر ببدنه اما ان يمتلئ جوف الانسان شعرا فهذا يضر بدينه والدين اهم وشأن الدين اعظم فكون الانسان يبتلى ببدنه خير من ان يبتلى بدينه وهذا هو معنى قوله عليه الصلاة والسلام لان يمتلئ جوف احدكم قيحا خير له من ان يمتلئ شعرا لان امتلاءه قيحا هذا بلاء في البدن وامتلاؤه شعرا هذا بلاء بالدين لان الشعر سيطغى عليه ويكون ذلك ضياعا لدينه اذا استهواه السعر واستجرته قوافيه واوزانه واصبح متتبعا له الهاه عن القرآن وشغله عن العلم وصرفه عن الفقه في دين الله والمصيبة في الدين اعظم من المصيبة في البدن وهذا هو معنى قول نبينا عليه الصلاة والسلام الناصح الامين صلوات الله وسلامه عليه لان يمتلئ جوف احدكم قيحا اي صديدا حتى يريه يعني حتى يصاب بهذا الداء داء الورى خير من ان يمتلئ شعرا خير من ان يمتلئ شعرا وهذا فيه التنبيه على الخطورة البالغة للانسان عندما يمتلئ جوفه بالشعر ويصبح ديدنه وشغله الشاغل هو الشعر ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد يقول ما ملخصه اذا امتلأ القلب بهذا يعني بالسعر وجاءت حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته لم يجد فيه فراقا وفراغا ولا قبولا اذا امتلأ القلب شعرا وجاءت حقائق القرآن وجاء العلم الذي به حياة الانسان وسعادته لا يجد مكانا لان القلب ممتلئ بالشعر وهذه الخطورة على المرء كبيرة جدا ولاجل هذا كره اهل العلم هذه الحال وان الذي ينبغي على العبد ان يأخذ من الشعر بقدر نعم قول الله عز وجل والشعراء يتبعهم الغاوون. قال حدثنا اسحاق قال اخبرنا علي بن الحسين قال حدثني ابي عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما والشعراء يتبعهم الغاوون الى قوله وانهم يقولون ما لا يفعلون. فنسخ من ذلك استثنى فقال ان الذين امنوا الى قوله ينقلبون ثم قال رحمه الله قول الله عز وجل والشعراء يتبعهم الغاوون قول الله عز وجل والشعراء يتبعهم الغاوون لعل هذه ترجمة ويكون التبويب سقط اورد هنا تفسير ابن عباس حبر الامة وترجمان القرآن رضي الله عنه وارضاه لهذه الاية قال والشعراء يتبعهم الغاوون الم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون هذا وصف لحال الغالب والاعم من الشعراء الا من رحم الله والا فالغالب الاعم من الشعراء هو هذا الذي وصفهم الله تبارك وتعالى به والشعراء يتبعهم الغاوون وهذا يدل على ان المتبعين وهم الشعراء هم غواة ايظا غواة فيما هم عليه من انصراف اوقاتهم في الشعر والخوظ في الاودية في كل واد يهيمون اي بدون ظابط وبدون قيد مراعيا فقط في شعره عذوبته وجمال اوزانه وقوة تأثيره بقطع النظر عن اي اعتبار اخر لو كان ما يقوله كذبا تزويرا تلفيقا لا حقيقة له لا يبالي بذلك بكل واد يهيمون يقول الحسن البصري رحمه الله قد رأيناهم والله قد رأيناهم والله وانظر الحسن في اي زمان وهو يقسم هذا القسم يقول قد رأيناهم والله اوديتهم التي يخوضون فيها مرة في شتيمة فلان ومرة في مديح فلان وقال قتادة رحمه الله تعالى الشاعر يمدح قوما بباطل ويذم اخرين بباطل فهذه الاودية التي يهيم فيها الغالب من هؤلاء الا من رحم الله تبارك وتعالى قال والشعراء يتبعهم الغاوون. الم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون ان يقولون امورا كذبا لا يفعلونها يخبرون عن انفسهم ويخبرون عن غيرهم سواء في باب المدح او الذنب بما لا اصل له ولا اساس او يمدح نفسه او يمدح غيره بما لم يفعل لم يفعله هو ولم يفعله ايضا غيره ولهذا يقولون ان اعذب الشعر اكذبه ان اعذب الشعر اكذبه لا يصل به الى البراعة في الوصف وفي اه المدح او في غير ذلك الا اذا ادخل فيه اشياء من الكذب حتى يصبح عذبا اي في الفاظه واوزانه ووصفه اما اذا اراد ان يصف باعتدال دون زيادة او نقصان ودون افراط او تفريط يمنعه الاعتدال من بسط الامر الجريان مع القوافي والاوزان والاطالة يمنعه العدل من ذلك بينما اذا اطلق لنفسه العنان في هذا الباب اصبح كما اخبر الله يقول ما لا يفعل وانهم يقولون ما لا يفعلون يقول ابن عباس فنسخ ذلك فنسخ من ذلك واستثني النسخ في اصطلاح الصحابة والسلف اعم منه في الصلاح المتأخرين لانه يشمل عند السلف تقييد المطلق وتخصيص العام كل ذلك يعدونه نسخا فقوله فنسخ ذلك اي قيده قول الله سبحانه وتعالى الا الذين امنوا. فهؤلاء استثنوا من عموم الشعراء فالاصل في الشعراء هو ما ذكر الا هؤلاء المستثنون الذين وصفهم الله تبارك وتعالى بقوله الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي مقالب ينقلبون فالمؤمن بالله وبما امر الله سبحانه وتعالى بالايمان به العامل بالصالحات والطاعات والقربات الذاكر لله تبارك وتعالى كثيرة المنتصر في سعره لدينه ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وللحق والهدى ليس داخل في اولئك ثم ختم الله الاية بتهديد لهؤلاء قال وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون اي ان منقلبهم شديد وعقابهم اليم عندما يلقون الله تبارك وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى باب من قال ان من البيان سحرا قال حدثنا عارم قال حدثنا ابو عوانة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا او اعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم بكلام بين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان من البيان سحرا وان من الشعر حكمة ثم قال رحمه الله باب من قال ان من البيان سحرا وهذا لفظ حديث النبي عليه الصلاة والسلام كما سيأتي قريبا في ترجمة قادمة عند المصنف رحمه الله تعالى ان من البيان ومن هنا للتبعيض لان البيان ليس كله موصوفا بهذا الوصف ولكن منه ما هو موصوف بهذا الوصف وهو السحر والسحر باطل ومذموم ولا يفلح الساحر حيث اتى ومن شأن الساحر انه يقلب الحقائق يقلب الحقائق يخيل للناس امورا تجعل الامر الواضح مشتبها عليهم تجعل الامر الواضح مشتبها عليهم ويصبح يخيل للمرء انه يفعل الشيء ولا يفعله بسبب تأثير السحر وهو تأثير على الناس بالباطل وتأثير على الناس بالباطل وقوله هنا ان من البيان لسحرا اي بعض البيان موصوف بهذه الصفة لانه سحر لماذا لانه يؤثر على العقول تأثيرا مشابها او مقاربا لتأثير السحر فيؤثر على العقول يقلب المفاهيم يغير الحقائق بما اوتي من وجوه البيان التي يؤثر فيها على عقول الناس ونفوسهم وقلوبهم بما يقلب به الحقائق الحقائق ويغيرها وهذا ذم لهذا النوع من البيان وهذا دم لهذا النوع من البيان قال ان من البيان لسحرا اي ان من البيان ما فيه قلب للحقائق وتغيير الامور بحيث يؤثر في الناس تأثيرا مشابها او مقاربا لتأثير السحر والدم هنا منصب على بعض البيان الذي هو بهذه الحال. اما البيان الذي يراد به ايضاح الامر وتجلية الامور وبيان الهدى والنصح للعباد فهذا داخل في قوله وعلمه البيان هذا لا يذم وانما الذي يذم من البيان ما كان بهذه الصفة واورد رحمه الله تعالى بهذه الترجمة حديث ابن عباس ان رجلا او اعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم بكلام بين فتكلم بكلام بين اي كلام واضح تكلم بكلام بين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان من البيان سحرا وان من الشعر حكمة ان من البيان سحر وان من الشعر حكمة قوله ان من الشعر حكمة سبق ان مر معنا في ترجمة مستقلة ومضى بيان ذلك هناك والشاهد هنا هو قول نبينا عليه الصلاة والسلام وان من البيان لا سحر نعم قال حدثنا ابراهيم بن المنذر قال حدثني معا قال حدثني عمر بن سلام ان عبد الملك ابن مروان ان عبد الملك ابن مروان دفع ولده الى الشعبي يؤدبهم فقال علمهم الشعر يمجد وينجد واطعمهم اللحم فاشتد قلوبهم وجز شعورهم تشتد رقابهم وجالس بهم علة الرجال يناقضوهم الكلام من اهل العلم من عد قوله ان من البيان لسحرا نوعا من المدح للبيان وان المراد بذلك المدح للبيان الحسن فبعض اهل العلم حمل الحديث على هذا المحمل لكن الاقرب والله تعالى اعلم ان قوله ان من البيان لسحرا خرج مخرج الدم خرج مخرج الذم ولهذا شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى عقد ترجمة في كتابه التوحيد قال باب انواع السحر لما عقد ترجمة اولا في السحر اتبعه بترجمة قال باب انواع السحر وذكر تحتها احاديث منها قول النبي عليه الصلاة والسلام ان من البيان لسحرا وايضا اورد قوله الا اخبركم ملعظه قال هي النميمة هل قالت بين الناس هذه كلها امور مذمومة لان تأثيرها سواء العظم الذي هو النميمة تأثير مقارب لتأثير الساحر ان لم يكن اشد بل قال يحيى ابن ابي كثير اليمامي قال يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة وكذلك صاحب البيان اذا كان يستعمل بيانا ومنطقا وفصاحته في تلبيس الامور وقلب الحقائق يضر في الناس في اديانهم واخلاقهم ضررا ربما يكون في بعض المرات اشد من ظرر وتأثير الساحر اورد هنا رحمه الله تعالى عن عمر ابن سلام ان عبد الملك ابن مروان الخليفة دفع ولده الى الشعب يؤدبهم اي ارسلهم الى الشعب ليكون مؤدبا لهم وهذا فيه ان الولد بحاجة الى مؤدب بحاجة الى مؤدب ولنلاحظ الى نلاحظ الى كلمة مؤدب لانه بحاجة الى مؤدب اكثر من حاجته الى معلم التأديب يحتاج اليه الولد حاجة ماسة اما اذا كان من يذهب اليه الولد مجرد معلم يعلمه القراءة يعلمه العدد يعلمه الحساب يقرؤه القرآن ولا يعلمه الادب لا ينتفع الولد ولا يستفيد فالولد في بدء تعليمه يحتاج الى مؤذن وقل وجود المؤدبين يعتنى بالتلقين والتعليم والتحفيظ اما مراعاة تأديب الولد فهذا امر قل ان يوجد ولهذا من اكرمه الله سبحانه وتعالى بان كان معلما لابناء المسلمين في المدارس وخاصة في المراحل الاولى عليه ان يراعي هذا الجانب اهم المراعاة والطالب في مثل هذه المرحلة في موضع غرس يقبل من المعلم المؤدب ما لا يقبل من غيره فاذا وفق بمعلم رفيق هينا لين الحسن المعاملة يقبل منه توجيهه ونصحه قال فقال علمهم السعر علمهم الشعر طلب منه ان يعلمهم الشعر وعلل ذلك قال يمجد وينجد يمجد من المجد وهو السعة بمعنى ان الشعر يفتق الذهن ويساعد على فهم العلوم ومعرفتها وينجدوا ان يرتفعوا انجد ان ارتفع ونجد يقال لها نجد لارتفاعها ينجد ان يرتفعوا واطعمهم اللحم تشتد قلوبهم وذكر هنا فائدة تناول اللحم بقدر قال تشد قلوبهم وجزء شعورهم تشتد رقابهم جزء الشعر اي لا يبقى شعر الولد طويلا مسترسلا فان بقائهم بهذه الحال ربما يؤثر فيه يجعل فيه شيئا من الميل الى اه التأنث وعدم التمرجل يؤثر فيه في هذا الجانب. قال جز شعورهم اه تشتد رقابهم وهنا اشارة الى اه التمرجل الشدة والبعد عن آآ طبع الاناث وصفة الاناث قال تشتد رقابهم وجالس بهم علية الرجال يناقضوهم الكلام جالس بهم علية الرجال حتى يستفيد كيف يتخاطب؟ كيف يتحدث؟ كيف يكون ادبه مع الرجال بخلاف الاولاد الذين لا يجلس بهم مع الرجال ويعودون الادب يكبر وهو لا يحسن ان يتعامل فهذه بعض الاداب جاءت في هذه الرواية توجيه عبد الملك بن مروان لمؤدب ولده الشعبي والاسناد ضعيف لان الراوي لهذا الاثر عن عبد الملك وهو عمر ابن سلام او سلام فيه جهالة نعم ثم الشاهد للترجمة هو المتعلق بالشعر يعني لما قال علمهم الشعر يحتمل ان البخاري رحمه الله تعالى لما قال باب من قال ان من البيان سحر اراد المعنى الاخر وهو قول لبعض اهل العلم ان المراد مدح السعر ان المراد آآ مدح البيان ان المراد مدح البيان فيحتمل هذا يعني علمهم الشعر المفيد الحسن الذي يتعلمون به البيان وحسن النطق يحتمل ان يكون هذا هو المراد اما على القول بان قوله ان من البيان سحرا خرج مخرج الذم للبيان فلا يكون للاثر ارتباط بالترجمة. قال رحمه الله تعالى باب ما يكره من الشعر قال حدثنا قتيبة قال حدثنا جرير عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن يوسف بن ماهك عن عبيد بن عمير عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان اعظم الناس جرما انسان شاعر يهجو القبيلة من اسرها ورجل انتفى من ابيه ثم قال البخاري رحمه الله تعالى باب ما يكره من الشعر ما هنا اسم موصول بمعنى الذي اي الذي يكره من الشعر فهي معقودة لبيان الذي يكره من الشعر والشعر عرفنا في ترجمة سابقة انه كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح واذا كان الشعر متناولا لجوانب مذمومة محرمة قبيحة شرعا فانه مكروه ومحرم ولا يحل والمراد بقوله ما يكره اي كراهة تحريم لان الذي ذكره في الترجمة كبيرة وامر عظيم فالمراد هنا بقوله ما يكره اي ما يحرم من الشعر واورد عن عائشة رضي الله عنها عن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان اعظم الناس جرما وهذا يدل على ان الامر المذكور في الحديث ليس من من الصغائر بل من الامور العظيمة من الكبائر قال ان من اعظم الناس جرما انسان شاعر يهجو القبيلة من اسرها في ابن ماجة قال ان اعظم الناس فرية والفرية هو الكذب والافتراء ان اعظم الناس فرية لرجل هاجى رجلا فهجا القبيلة باسرها وهذا يوضح لنا هذه الرواية ان من اعظم الناس فرية لرجل هاجى رجلا اي وقع بينه وبين رجل مهاجاة اي كل واحد منهما سب الاخر وبناء على الشحناء التي بينهما والسب الذي وقع بينهما قام هذا الاخر بهجاء لقبيلته كاملة من غير ذنب لان الخصومة بينه وبين شخص واحد من القبيلة لكن لهذا هذه الخصومة التي وقعت بينه وبين الاخر لاجلها هجا القبيلة كاملة برمتها فوقع في قبيلة آآ هجاء وسبا لخلاف وقع بينه وبين واحد من افراد القبيلة. هذا من اعظم الافتراء ومن اعظم الجرم كما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام قال ان اعظم الناس جرما انسان شاعر يهجر قبيلة من اسرها وهذا لا يختص بالشاعر حتى من لم يكن شاعرا. اذا وقع بينه وبين لشخص خلاف فسب قبيلته كاملة شتم بلده كاملا كما يقع بين السفهاء والجهلة اذا وقع بينه وبين شخص خلاف شتم الاسرة كاملة وبعضهم لا يكتفي بالتعميم يفصل بشتمه له بجدك وامك وخالك لا سيما اذا ان فعلوا الشد بينه وبين الاخر الخصام يتناول بالسب الشخص ومن بحوله والقرابة والجيران وما يترك بعظهم احدا. هذا كله من السفه وليس من الصائر بل هو من كبائر الذنوب وعظائم عظيم الجرم قال ان اعظم الناس جرما انسان شاعر يهجو القبيلة من اسرها ورجل انتفى من ابيه انتفى من ابيه اي انتفن من الانتساب لابيه مثل قوله في الحديث الاخر من ادعى الى غير ابيه فالجنة عليه حرام انتفى من غير ابيه اي نفى نسبته عن عن والده فاذا نفى نسبته عن والده او ادعى بالنسبة الى غير ابيه فالجنة عليه حرام وهو مرتكب آآ جرما عظيما نعم قال رحمه الله تعالى باب كثرة الكلام قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا ابو عامر العقدي قال حدثنا زهير عن زيد بن اسلم قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول قدم رجلان من المشرق خطيبان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقاما فتكلم ثم قعد وقام ثابت بن قيس رضي الله عنه خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فعجب الناس من كلامه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يا ايها الناس قولوا قولكم فانما تشقيق الكلام من الشيطان. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من سحرا ثم قال رحمه الله تعالى باب كثرة الكلام اي ان كثرة الكلام مذموم لان من كثر كلامه كثر سقطوا ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه فالنار اولى به كما جاء هذا المعنى عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه والاصل في المسلم ان يحفظ لسانه قد قال نبينا عليه الصلاة والسلام وهل يكب الناس في النار على وجوههم؟ او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم فاللسان خطير جدا بل جاء في الحديث ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت فاعوجنا هذا مما يبين خطورة اللسان وشدة ضرره وان الاصل في الانسان منع الكلام الا في المباح والنافع والمفيد في دينه ودنياه وهذا هو معنى قول نبينا عليه الصلاة والسلام من صمت نجا اي منع نفسه من الكلام الا بما فيه خير من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت فالمؤلف رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة لتقرير هذا الامر واورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قدم رجلان من المشرق خطيبان قدم رجلان من المشرق خطيبان على عهد رسول الله وصلى الله عليه وسلم خطيبان المراد الخطابة هنا اجادة الكلام اجادة الكلام والقاءه والفصاحة فيه والبيان خطيبان اي يجيدان الكلام يجيدان الكلام والانطلاق في الكلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فتكلم ثم قعد اي هذان الرجل ان قام فتكلم ثم قعد وقام ثابت ابن قيس خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فعجب الناس من كلامهما اي من كلام الخطيبين وهذا يدل على ان عندهما مقدرة على الخطابة والبيان والتفصيل في في الكلام فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يا ايها الناس قولوا قولكم اي فيما تتكلمون به ليكن كلاما معتدلا لا يكون بتكلف او تشقيق للكلام او تطويل فيه بغير حاجة قولوا قولكم فانما تشقيق الكلام من الشيطان فانما تشكيك الكلام اي الاطالة فيه والتفريع فيه من غير حاجة وانما على وجه التفاصح والتكلف والتقعر هذا من الشيطان هذا من الشيطان قال فانما تشقيق الكلام من الشيطان ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من البيان سحرا ولعل هذا مما يوضح ان هذه الجملة خرجت مخرج الذنب للبيان ان من للبيان الذي موصوف بهذه الصفة ان من البيان لسحرا اي البيان الذي يكون فيه تشقيق الكلام وتكلف وتقعر وتفاحص تفاصح في الكلام من غير حاجة فهذا من الشيطان وهو مذموم ولهذا قال هنا ان من البيان لسحرا الصحابة الذين حضروا المجلس عجبوا من عجبوا من كلام هذين الخطيبين عجبوا من كلام هذين الخطيب فعجب الناس من كلامهما وهذا يدل على ان الاسلوب احيانا يكون له دور في التأثير على على الناس لكن النبي صلى الله عليه وسلم ذم ذلك وقال ان تشقيق الكلام من الشيطان وهذا ذم وقال ان من البيان سحرا وهذا ايضا ذم. نعم قال حدثنا سعيد بن ابي مريم قال حدثنا محمد بن جعفر قال اخبرني حميد انه سمع انسا رضي الله عنه يقول خطب رجل عند عمر رضي الله عنه فاكثر الكلام فقال عمر ان كثرة الكلام في الخطب من شقاش الشيطان ثم اورد هذا الاثر عن انس بن مالك رضي الله عنه قال خطب رجل عند عمر فاكثر الكلام اي اكثر الكلام واطال فيه من غير حاجة فقال عمر ان كثرة الكلام في الخطب من شقاشق الشيطان من سقاشق الشيطان سقاشق اه جمع سقشقة سقاشق جمع شقشقة وهي مثل الرئة لونها احمر تخرج من فم البعير اذا هدر اذا هاج اذا هاج البعير وتخرج من مثل الكيس الاحمر او البلونة الحمراء تخرج من فمه اذا اذا هدر واذا هاج فهنا شبه النبي عليه شبه عمر رضي الله عنه آآ حال من يسرف في القول ويطيل في الكلام ويشقشق في الكلام من من غير حاجة بحال الجمل اذا هاج وكان بهذه الصفة وهذا نظير ما جاء في مسند الامام احمد بسند ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله يبغض البليغة من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل البقرة او الباقرة بلسانها الذي يتخلل بلسانه ولاحظ يتخلل بلسانه فيه لفتة ان اطالة الكلام كل ذلك شيء في اللسان ليست معاني وحقائق في القلب من امور الايمان والفقه في الدين وانما اشياء في اللسان تكثير من الكلام وتطويل له يتظاهر فيه بالفصاحة بحسن المنطق جودة البيان ليس الكلام الذي يقوله راجع الى حقائق ايمانية ومعاني مستفادة من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وانما يتخلل بلسانه اي الفاظ يجريها على لسانه يتفاصح بها يتظاهر بها بحسن المنطق وحسن البيان حسن الايضاح فهذا من ابغض الناس الى الله تبارك وتعالى نعم قال حدثنا احمد بن اسحاق قال حدثنا يحيى ابن حماد قال حدثنا ابو عوانة عن عاصي بن كليب قال سهيل ابن ذراع قال سمعت ابا يزيد او معنى ابن يزيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتمعوا في مساجدكم وكلما اجتمع قوم فليؤذنوني فاتنا اول من اتى فجلس فتكلم متكلم منا ثم قال ان الحمد لله الذي ليس للحمد دونه مقصد ولا وراءه منفذ. فغضب فقام. فتلاومنا بيننا. فقلنا اتانا اول من اتى فذهب الى مسجد اخر فجلس فيه فاتيناه فكلمناه فجاء معنا فقعد في مجلسه او قريبا من مجلسه ثم قال الحمد لله الذي ما شاء جعل بين يديه وما شاء جعل خلفه وان من البيان سحرا ثم امرنا وعلمنا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث قال عن ابى عن ابي يزيد او معن ابن يزيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتمعوا في مساجدكم اي طلب من الناس كل اناس يجتمعون في مسجدهم اراد ان يمر على كل اناس في مسجدهم صلوات الله وسلامه عليه قال وكلما اجتمع قوم فليؤذنوني اي يخبروني اذا تكاملوا مجتمعين في المسجد ليخبروني بذلك لاتي فاتانا اول من اتى وفرحوا بذلك ان انهم اول من اجتمع وانهم اول من اتاهم النبي عليه الصلاة والسلام في مجلسهم او في مسجدهم فتكلم متكلم منا اي من هؤلاء ثم قال اي هذا المتكلم ان الحمد لله الذي ليس للحمد دونه مقصد ولا وراءه منفذ فغضب اي النبي صلى الله عليه وسلم فقام قام من مكان ومضى فتلاومنا بيننا اي اخذ بعضنا يلوم بعضا على ما حصل منا مما سبب غضب النبي صلى الله عليه وسلم وقيامه من مجلسه قال فتلاومنا بيننا فقلنا اتانا اول من اتى يعني هذي فرصة ثمينة بالنسبة لنا ومكسب عظيم فذهب الى مسجد اخر فجلس فيه فاتيناه فكلمناه اي كانهم اعتذروا وطلبوا منه عليه الصلاة والسلام ان يأتي الى مسجدهم فجاء معنا فقعد في مجلسه اي الاول او قريبا من مجلسه ثم قال الحمد لله الذي ما شاء جعل بين يديه وما شاء جعل خلفه وان من البيان سحرا وهذا ايضا مما يوضح ان هذه الجملة تأتي في حديثه صلوات الله وسلامه عليه في موضع الذم والانتقاد لنوع من البيان والذي قال في حمده ان الحمد لله الذي ليس لحمده للحمد دونه مقصد ولا وراءه منفذ قد يكون في هذا الحمد بهذه الصفة فشيء من الحجر لسعة الدعاء وشمول لسعة الحمد وشمولة وان الله سبحانه وتعالى لا نفاد لحمده له الحمد اولا واخرا ظاهرا وباطنا حمدا لا ينفد ولا يبيد فقد يكون في كلامه شيء من الخطأ في هذا الجانب قال ليس دونه مقصد ولا وراءه منفذ وايضا هذا فيه شيء من التكلف فيه شيء من التكلف فقام النبي صلى الله عليه وسلم من هذا المجلس مغضبا صلوات الله وسلامه عليه فتلاوى فتلاوموا بينهم ثم اعتذروا منه عليه الصلاة والسلام وعاد الى مجلسهم وحمد الله سبحانه وتعالى قال الحمد لله الذي ما شاء جعل بين يديه وما شاء جعل خلفه وهذا يدل على عموم حمد الله تبارك وتعالى اولا واخرا وظاهرا وباطنا في كل نعمة في قديم او حديث في سر او علانية في خاصة او عامة قال وان من البيان سحرا وهذا فيه ذم لما سبق من حال الذي قام حمد ذاك الحمد بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام ثم امرنا وعلمنا ثم امرنا وعلمنا صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله تعالى باب التمني قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثنا يحيى ابن سعيد قال سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول قالت عائشة رضي الله عنها ارق النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال ليت رجلا صالحا من اصحابي يجيئني فيحرسني الليلة اذ سمعنا صوت السلاح فقال من هذا قال سعد يا رسول الله جئت احرسك فنام النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا طه ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب التمني وهنا عقد هذه الترجمة لبيان ما يصلح من التمني ولعلنا نذكر ان المصنف رحمه الله قبل ابواب عقد ترجمة بعنوان ما يكره من التمني. باب ما يكره من التمني هنا هذه الترجمة اشار فيها الى ما يصلح من التمني وتمني الانسان امور الخير دون حسدا للاخرين او اضرارا بالاخرين او غير ذلك لا بأس به او يتمنى الانسان لنفسه سلامة او عافية او نحو ذلك فهذه امور لا بأس بها فالترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان ما يصلح من التمني واورد حديث عائشة رضي الله عنها قالت ارق النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ارق ذات ليلة والارق هو السهر تأخر النوم بحيث يكون الانسان على فراشه يريد النوم ويطلب النوم فيتأخر النوم وهذا يسمى ارق فارق النبي عليه الصلاة والسلام ذات ليلة فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم قال ليت رجلا صالحا من اصحابي يجيئني فيحرسني الليلة وهذا فيه فائدة عظيمة في باب التوحيد وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام عبد لا يعبد لا يطلب منه شيء فهو عبد لله عز وجل لا يلتجأ اليه الالتجاء الى الله من اراد دفع عدو او حصول نعمة او زوال نغمة نقمة او حصول عافية او غير ذلك يطلبها من الله ونبينا عليه الصلاة والسلام ليس بيده شيء من الامر قال الله له في القرآن الكريم ليس لك من الامر شيء وقال يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا ولما جهلت هذه الحقيقة اصبح كثير من الجهال في حاجاته ورغباته وطلباته يفزع الى النبي عليه الصلاة والسلام ويفزع الى من هم دونه من الاولياء والصالحين ومن هم دونهم من ايضا الطالحين يفزع اليهم في في طلب حاجاته ومن ذلك زوال الشدات والكربات وبعضهم اذا ارق يفزع في طلبه لزوال ارقه الى غير الله تبارك وتعالى فهذا من من فوائد هذا الحديث معرفة التوحيد معرفة التوحيد وان الالتجاء في الفزع هي الى الله سبحانه وتعالى الالتجاء الفزع الى الله سبحانه وتعالى الرغبة تكون اليه سبحانه وتعالى قال ارق النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال ليت رجلا صالحا من اصحاب يجيئني فيحرسني الليلة ليت رجلا اي ليت يا ليت هي من صيغ التمني والترجي وهو يتمنى ويرجو ان ييسر الله سبحانه وتعالى مجيء رجل من اصحابه يحرسه تلك الليلة ولما تمنى هذه الامنية عليه الصلاة والسلام سخر الله جل وعلا له واحدا من اصحابه فجاء سعد وجاء في بعض الروايات ان سعدا رضي الله عنه يقول ما معناه انه وقع في قلبي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة فجئت احرسه والذي جعل في قلبه هذا الامر هو رب العالمين هو رب العالمين سبحانه وتعالى. فوقع في قلبه تلك الليلة خوف على النبي عليه الصلاة والسلام فحمل سيفه وجاء يحرص النبي عليه الصلاة والسلام قالت اذ سمعنا صوت السلاح سمعوا صوت سلاحه رجل معه سلاح فقال من هذا القائل هو نبينا عليه الصلاة والسلام قال سعد قال سعد يا رسول الله جئت احرسك. احرسك. قال عليه الصلاة والسلام من هذا؟ قال سعد جاء في بعض الروايات قال سعد ابن مالك يا رسول الله جئت احرسك فجئت لحراستك زاد مسلم فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هنا فنام النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا غطيطة والغطيط هو صوت النائم فنام عليه الصلاة والسلام وقد قال اهل العلم هذا قبل نزول قول الله تبارك وتعالى والله يعصمك من الناس لان بعد ان نزلت هذه الاية لما يتخذ عليه الصلاة والسلام من يقوم بحراسته لان الله سبحانه وتعالى عصمه من الناس الشاهد من هذا الحديث للترجمة هو قول النبي عليه الصلاة والسلام ليت وهذا تمني وهذا التمني من تمني الخير العافية السلامة فهو مباح يجوز للانسان ان يتمنى مثل ذلك. يتمنى اه عافية يتمنى صحة يتمنى امورا فيها خير له في في دينه ودنياه لا بأس بذلك دون ان يكون منه في تمنيه عدوان على جانب الدين ولا ايظا على جانب حقوق الناس فهذا والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. امين عدد من الاسئلة جاء يسأل عن مسابقة الشاعر اللي قال له الشاعر المليون ما حكم هذه المسابقة اخذت في جانب منها اثارة شيء من النعرات بين القبائل واثارت في النفوس اشياء لا تحمد اضافة الى ما في الشعر الكثير الذي قيل من مخالفة يبصرها ويعرفها اهل العلم ولهذا آآ ترتب عليها شغل اوقات كثير من الناس بشعر كثير منه ليس من ورائه فائدة وانما هو تشقيق للكلام وزخرفة للقول دون ثمرة تعود على الانسان لا في الناحية الدينية ولا ايظا الناحية الدنيوية وترى اناسا صغارا وكبارا يحفظون كلاما فيه من الخطأ احيانا ما فيه وهم لا يسهرون وانما اعجبهم حسن الالقاء او اعجبهم تركيب الكلمات والحروف مع ما يكون في بعضها من خطأ مثل ما نقل لنا في بعضها ان اه ان احدهم يقول في في في بعظ الابيات ربي صاد ربي نون ربي كذا هذا من الخطأ ايات من القرآن هذا من الخطأ وفي كتب العقائد نبه اهل العلم على خطأ مثل هذا الكلام وما فيه من الخلل فالشاهد ان مثل فهذه الامور شغلت الناس من جهة شغلا كثيرا وواسعا صغارا وكبارا ونساء ورجالا بامور ليس فيها فائدة تعود عليهم لا في الدين ولا في الدنيا وانما اخذوا وشدهم زخرفة الكلام وتشقيق الكلام وتنميقه ومن ناحية ثانية ما تثيره بعض هذه القصائد من نعرات جاهلية او قبلية او غير ذلك مما لا يحمد الناس عاقبته ولهذا اهل العلم تكلم بعضهم لذلك وضحوا آآ آآ حال هذه القصائد وما يترتب عليها نعم يسأل عن المدائح النبوية غير ايظا قظية الاموال التي تستنزف من من الناس والعوام بتأييد هذا او تأييد ذاك. هذه اهدرت اموال كثيرة للناس بغير حق يقول المدائح النبوية التي تؤدى بما يسمى الطار وهو الة تضرب باليد دون موسيقى هذا ايضا من الباطل هذا من من الباطل الذي حذر منه السلف وائمة الدين قديما وجاء عنهم نقولات عظيمة في في هذا الباب تحذيرا من هذا الامر وحق النبي صلى الله عليه وسلم على امته ان يحب محبة مقدمة على محبة النفس والنفيس على محبة الوالد والولد والنفس والناس اجمعين حقه على امته ان يطاع فلا يعصى عليه الصلاة والسلام وان تتبع سنته وان يعبد الله جل وعلا بما شرع وان تصدق اخباره عليه الصلاة والسلام وان ينتهى عن نواهيه ان ينتصر له ويذب عنه وعن سنته عليه الصلاة والسلام هذه حقوقه على امته واما الاشتغال بالمدائح وخاصة المدائح التي فيها غلو في مقامه عليه الصلاة والسلام فهذا امر نهى عنه في حياته وقال لا احب ان تنزلوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها وقال لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد تقول عبدالله ورسوله روى عليه الصلاة والسلام نصح لامته وبين ما ينبغي ان يكونوا عليه من نهج ومسلك واصبح حال كثير من الناس يتمسكون في ما يتعلق به بامور لم يشرعها ويفرطون في امور شرعها عليه الصلاة والسلام وعلى سبيل المثال ليلة السابع والعشرين من شهر رجب يقيم في فيها بعض الناس احتفالا يريدون فيه شيء من القصائد والمدائح الى اخره وربما بعضهم يتهاون في الصلوات ومن ذلكم صلاة الفجر مع انه عليه الصلاة والسلام عندما اسري به فرض عليه ماذا خمس صلوات في اليوم والليلة فرضا لازما ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. فيفرط في الصلوات الخمس وفي اوقاتها وفي شروطها وفي اركانها ويحافظ على امور ليست من سنته ولا من هديه صلوات الله وسلامه عليه ونرجو الله عز وجل ان يوفقنا جميعا للزوم السنة والتمسك بهديه عليه الصلاة والسلام وان يعيذنا من البدع والاهواء انه سميع مجيب جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك