بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه به اجمعين. اما بعد فيقول الامير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله يقول في كتابه الادب المفرد باب السخرية وقول الله عز وجل لا يسخر قوم من قوم الاية قال حدثنا اسماعيل قال حدثني اخي عن سليمان ابن بلال عن علقمة ابن ابي علقمة عن امه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت مر رجل مصاب على نسوة فتضاحكن به يسخرن فاصيب بعضهن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب السخرية وهذه الترجمة معقودة للتحذير من السخرية وبيان سوء عاقبتها على الساخرين وان السخرية تضر الساخر في دنياه وفي اخراه اما في دنياه فقد يعجل له من العقوبة على سخريته في الدنيا واما في اخراه فان الله عز وجل يعاقبه يوم القيامة بما يعاقب به الظالمين المعتدين كما سيأتي بالاية التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى والسخرية هي التهكم بالغير والاستهزاء به والاحتقار لشأنه والانتقاص لمكانته واذا جمعت مع الاستهزاء فان السخرية تكون من هو دون الانسان واقل منه والاستهزاء بمن هو فوقه كما جاء هذا المعنى عن الحسن البصري رحمه الله لما ذكر علامة الفقيه العالم الورع ذكر امورا منها لا يسخر بمن دونه ولا يستهزئ بمن فوقه لا يسخر بمن دونه ولا يستهزئ بمن فوقه وعلى كل فهذه ترجمة اعقدها رحمه الله تعالى لبيان للتحذير من السخرية وبيان سوء عاقبتها وبدأها بالاية الكريمة في سورة الحجرات قول الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان. ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون وهذه الاية في سورة الحجرات جاءت عقب قوله تعالى انما المؤمنون اخوة انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ثم ذكر هذه الاية يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم وذكر التي بعدها يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن وهذا تبيان لحقوق الاخوة ومقتضياتها فان مقتضيات الاخوة الايمانية ان يرعى الاخ حرمة اخيه وان يعرف مكانة اخيه والا يتعرض له بشيء من الاذى لا سخرية ولا استهزاء ولا همز ولا لمز ولا ظن سيء ولا غيبة ولا تجسس الى غير ذلك نظير هذا المعنى ما ورد في السنة من قول نبينا عليه الصلاة والسلام المسلم اخو المسلم ثم ذكر مقتضيات ذلك وحقوقه قال المسلم واخو المسلم لا يخذله ولا يظلمه ولا يحقره. بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم ولا يصل انسان الى هذه الدرجة وهي السخرية بالمسلمين او باخوانه والاستهزاء بهم والتهكم بهم والهمز واللمز الى اخر ذلك الا اذا تلوث قلبه بالشر ولهذا قال بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم ولم يحقر المسلم اخاه المسلم لما يحقر المسلم اخاه المسلم الايمان واخوة الايمان تقتضي معان عظيمة الرحمة الاخاء المودة التعاون البر الصلة الى غير ذلك من المعاني فلماذا يحقره؟ لماذا يهزأ به؟ لماذا يسخر لماذا يغتابه اين مراعاة الاخوة الايمانية والله تعالى يقول انما المؤمنون اخوة ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول المسلم اخو المسلم ثم اورد رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديث او هذا الاثر الموقوف على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت مر رجل مصاب على نسوة فتضاحكن يسهرن فتضاحكن به يسخرن يعني اخذنا يتضاحكن سخرية به وكان هذا الرجل مصاب اي به شيء من العاهة او المرض او اما عرج او نوع من الاصابات مر بنسوة فتضاحكن يسخرن به قالت عائشة فاصيب بعضهن فاصيب بعضهن اي عاقب الله سبحانه وتعالى بعض هؤلاء النسوة عقوبة معجلة واذا سلم الساخر من العقوبة المعجلة فان في الاخرة عقاب شديد والله سبحانه وتعالى وصف الساخرين في تمام الاية المتقدمة بانهم ظالمون قال ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون والناس في هذا الباب اما تائب مقبل على الله سبحانه وتعالى او ظالم يعتدي على اخوانه بالسخرية والاستهزاء ثم لنتأمل المعنى الذي ذكر في الاية وهو قول لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن قد يسخر شخص من اخر ويكون هذا الذي سخر به خير من من هذا وافضل منه واعلى مقام يكون هذا الساخر دونه بكثير ولهذا لا تصدر السخرية من اصحاب القلوب النقية القلوب الطيبة القلوب الناصحة القلوب المخبتة وانما تصدر من قلب فيه شيء من المرض ثم هذا الحديث كالذي او هذا الاثر الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى هو ان القمه ابن ابي علقمة عن امه عن عائشة رضي الله عنها وذكر الشيخ الالباني رحمه الله تعالى ان امه هذه مجهولة ولهذا ضعف الاسناد بها قال ضعيف الاسناد جهالة امي علقمة جهالة حال وليست جهالة عين لان عينها معروفة فهي مولاة لعائشة كما ذكر في ترجمتها واسمها مرجانة وروى عنها ابنها وروى عنها ايضا بكير بن الاشج فالجهالة هنا جهالة حال والحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بالتقريب قال عنها مقبولة وقال عنها الذهبي في الكاشف وثقت وثقها العجلي وابن حبان وقال ابن سعد رحمه الله تعالى في كتابه الطبقات قال روى عنها ابنها احاديث صالحة روى عنها ابنها احاديث صالحة والشيخ الالباني رحمه الله تعالى في كتابه الارواء قال ام علقمة هذه لم يتبين لنا حالها وان وثقها ابن حبان والعجلي ففي النفس من توثيقهما شيء وام علقمة كما عرفنا اه وثقها ابن حبان والعجلي وقال عنها ابن سعد روى عنها ابنها احاديث صالحة وهي مولاة لعائشة رضي الله عنها وارظاها وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى برقم الف ومئتين واربعة وسبعين اثر من طريق سليمان ابن بلال عن علقمة بن ابي علقمة عن امه وقال عنه الالباني هناك حسن الاسناد. نعم قال رحمه الله تعالى باب التؤدة في الامور. قال حدثنا بشر بن محمد قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا سعد بن سعيد الانصاري عن الزهري عن رجل من بلي قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابي فنادى ابي دوني قال فقلت لابي ما قال لك؟ قال اذا اردت امرا فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج او حتى يجعل الله لك مخرجا ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى فهذه الترجمة باب التؤدة في الامور والتؤدة اهي الاناة في الامور وعدم العجلة والتروي والنظر في المآلات والعواقب قبل ان يقدم الانسان وسبق ان مر معنا عند المصنف رحمه الله تعالى ترجمتان بهذا العنوان باب التؤدة في الامور مر معنا ذلك في بابين متواليين برقم مئتين وستة وستين ورقم مئتين وسبعة وستين واورد البخاري رحمه الله تعالى هنا عن رجل من بني قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابي وقوله اتيت مع ابي معنى ذلك انه لقي الرسول عليه الصلاة والسلام فهو صحابي ولهذا جهالة الرجل هنا لا تضر جهالته لا لا تضر ولا يعل الحديث بجهالته لانه صحابي. وجهالة الصحابي لا تضر قال عن رجل من بلي قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابي فنادى ابي دوني اي سار النبي صلى الله عليه وسلم اباه بامر دون الاذن قال فقمت لابي ما قال لك قلت لابي ما قال لك قال اذا اردت امرا فعليك بالتؤدة اذا اردت امرا اي اذا اردت ان تقدم على امر من الامور فعليك بالتؤدة لا تندفع وتستعجل وانما تروى وتريث وانظر في العواقب والمآلات ثم بعد ذلك اقدم قال حتى يريك الله منه المخرج حتى يريك الله منه المخرج اي المخلص المراد بالمخرج المخلص اي حتى يتضح لك الامر يتبين لك الاولى ان تقدم ام تحجم وهذا لا يتبين للانسان مع العجلة والتسرع بل لا يتبين الا مع الاناة والتؤدة قال او حتى يجعل الله لك مخرجا او حتى يجعل الله لك مخرجا وهذا التوجيه يحتاج اليه حاجة ماسة في الامور المشتبهة التي تلتبس على الانسان لا يدري فيها ما الصواب من الخطأ ما الضلال من الهدى ما الحق من الباطل؟ تكون مشتبهة عليه ففي مثل هذه الحال لا يقدم حتى ينظر ولهذا جاء عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وارضاه انه قال انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة فانك ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الشر فانك ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الشر فالامور التي تشتبه على الانسان وتلتبس ولا يستبين له حقها من باطنها خطأها من صوابها لا يقدم بل يتروى ويتريث ويسأل اهل العلم ثم بعد ذلك يكون الاقدام او الاحجام وهذا الحديث في اسناده سعد ابن سعيد الانصاري قال عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري صدوق سيء الحفظ نعم قال وعن الحسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية قال ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا. حتى يجعل الله له فرجا او مخرجا. ثم اورد هذا الاثر عن محمد ابن الحنفية رحمه الله تعالى انه قال ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا قوله من لا يجد من معاشرته بدا اي من لا فكاك للانسان من معاشرته مضطر الى معاشرته اما ابناء او زوجة او اقارب او زميل في العمل او شريك في تجارة او غير ذلك لابد اي لا لا فكاك الانسان من اه معاشرته فهو يوميا او في غالب الايام لا بد ان يحتك به اما لكونه من قرابته او لكونه يجمعه واياه عمل فيقول محمد ابن الحنفية ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بد اي هؤلاء الذين تضطر الى معاشرة باستمرار ليس من الحكمة ان تعاشرهم بغير المعروف ليس من الحكمة ان تعاشرهم بغير المعروف بل الحكمة ان تعاشرهم بالمعروف بالمداراة بالتغافل بالتسامح الى غير ذلك من المعاني التي تستبقي المودة وتدفع الشر وتزيد الاخاء اما اذا كان الانسان يتعامل مع هؤلاء الذين لابد له من معاشرتهم ولا فكاكة لهم من الصلة بهم بغير المعروف يتعب ويتعب يتعب هو في نفسه ويتعب منه الاخرون بينما اذا تعامل بهذه الحكمة التي ارشد اليها محمد ابن الحنفية رحمه الله يرتاح تماما وايضا الناس يرتاحون له والمعروف كلمة سبق ان مرت معنا وهي تدل على معاني كثيرة جدا الرفق الحلم التغافل المسامحة اللقاء طلاقة الوجه القاء السلام الى غير ذلك من المعاني الكثيرة التي تندرج تحت المعروف ولهذا الحكمة في الانسان ان يكون مع من يعاشرهم باستمرار متعاملا معهم بالمعروف وان لم يتعامل معهم بالمعروف يخسر هو ويتعب هو في نفسه وايضا الاخرون يتعبون منه ولهذا قال محمد ابن الحنفية رحمه الله ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا الان اضرب مثالا لو قلنا على سبيل المثال الاولاد اولاد الانسان هل اولاد الانسان في اخلاقهم على درجة واحدة ابدا الناس يتفاوتون في الاخلاق فيهم الهادي وفيهم اه سريع الغضب وفيهم يختلفون واذا كان هذا الذي يعاشرهم اما الوالد او الوالدة او او حتى الاخ اذا كان يريد الا يرى منهم في كل الاحوال الا ما يجمل والا سيغظب والى اخره هذا لن لن تستقيم له حال ولن يرتاح بل عليه ان يعرف ان الناس طبائع ومتفاوتون في الاخلاق وعندهم الخطأ عندهم الزلل فالحكمة ان يعامل الجميع بالمعروف ان يعامل الجميع بالمعروف والمعروف يقتضي ان تقول المحسن احسنت والمخطئ تعالج خطأه برفق وبلطف وبمعروف وباحسان وبكسب لقلبه اما اذا كان الاب رضا مع اولاده ولا يحتمل اي خطأ ولا يعامل اولاده بالمعروف هو الذي يخسر ولهذا الحكمة ان الانسان مع من يتعاشر معهم باستمرار وصلته بهم يومية ومستمرة ان يعاملهم بالمعروف وكل يعطيه من المعروف بحسب مقامه وبحسب ما يحتاجه الموقف قال حتى يجعل الله فرجا او مخرجا حتى يجعل الله فرجا او مخرجا يعني تحمل واصبر حتى يجعل الله سبحانه وتعالى لك فرجا او مخرجا من الفرج ان يتحول من يسيء لك من هؤلاء الى ماذا الى الى الى رفيق محسن مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم حتى يجعل الله لك فرجا او مخرجا اما بصلاح هؤلاء او بتبدل الاحوال نعم قال رحمه الله تعالى باب من هدى زقاقا او طريقا قال حدثنا محمد بن سلام قال حدثنا الفزاري قال حدثنا قنان ابن عبد الله عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال من منح منيحة او هدى زقاقا او قال طريقا كان له عدل عتاق نسمة ثم قال رحمه الله تعالى باب من هد زقاقا او طريقا وهذا ادب من اداب الاسلام العظيمة وخلق من اخلاق هذا الدين وقوله من هد من الهداية وهي الدلالة اي دل من هد طريقا اي من دل طريقا او زقاقا والزقاق هو الطريق والمعنى من دل غيره الى الطريق كأن يكون انسان تائه او لم يهتدي الى الطريق فيدله الى طريقه فهذا فيه ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى يأتي بيانه في حديث نبينا عليه الصلاة والسلام واورد هنا المصنف رحمه الله تعالى حديث البراء ابن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من منح منيحة من منح منيحة المنيحة تتناول العطية التي تهدى للانسان وتتناول ايضا ان يعطيه شاة او ناقة ينتفع بحليبها ووبرها وقتا ثم يعيدها الى صاحبها يقال لها منيحة بحيث تبقى عنده مثلا اشهر او سنة او اقل او اكثر يطعمها ويستفيد من حليبها او يستفيد من وبرها وصوفها فهذه تسمى منيحة قال من منح منيحة او هدى زقاقا او قال طريقا. الزقاق هو الطريق ومعنى هدا زقاقا او طريقا اي دل وارشد الى الطريق ممن هو تائه عنه او لم يعرف الطريق فيرشده الى الطريق قال كان اي هذا العمل كان له عدل عتاق نسمة كان له عدل عتاق نسمة ان يعادل هذا العمل عتاق النسمة كانه اعتق نسمة و هنا فيه شيء من التشابه بين عتاق النسمة وهذه الاعمال لان فيها معونة للاخ كأن يكون لا ليس عنده طعام يقتات فيعطيه منيحة يتعيش بها او يكون تائها ربما ضياعه يؤدي به الى هلكة فيدله الطريق فيكون له بذلك من الاجر عدل عتاق نسمة كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال حدثنا محمد قال اخبرنا عبد الله ابن رجاء قال اخبرنا عكرمة ابن عمار عن ابي زميل عن مالك ابن مرفد عن ابيه عن ابي ذر رضي الله عنه يرفعه قال ثم قال بعد ذلك لا اعلمه الا رفعه قال افراغك من دلوك في دلو اخيك صدقة وامرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وتبسمك في وجه اخيك صدقة واماطتك الحجر والشوك والعظم عن طريق الناس لك صدقة وهدايتك الرجل في ارض الضالة صدقة ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي ذر يرفعه اي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي عندما يوصف بانه رفع الحديث او يرفع الحديث هو بمعنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اي الرسول عليه الصلاة والسلام افراغك من دلوك في دلو اخيك صدقة وهذا الحديث فيه عد لانواع الصدقات عد لانواع الصدقات فمن الصدقة افراغك من دلوك في دلو اخيك عندما تغترب بدلوك ماء وتفرغ من دلوك في دلو اخيك معاونة له ومساعدة هذه صدقة منك على اخيك قال ونهيك عن وامرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة اي صدقة على من امرتهم بالمعروف وعلى من نهيته عن المنكر بل هي من اعظم الصدقات ان تدل اخاك الى خير يفعله او تنهاه عن شر عن شر وتحذره من مغبته فيكف عنه وينتهي فهذه من اعظم الصدقات ان تدل اخيك الى خير او ان تحذره من شر قال وتبسمك في وجه اخيك صدقة اي ملاقاتك لاخيك بالوجه الطليق الوجه المبتسم هذه صدقة من منك على اخيك تصدقت عليه بابتسامة قال في الحديث الاخر ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق قال واماطتك الحجر والشوك والعظم عن طريق الناس لك صدقة اماطتك اي تنحيتك لهذه الاشياء المؤذية عن طريق الناس الحجر او الشوك او العظم او غيرها فهذه صدقة منك على اخوانك قد جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر رجلا مر غصني شجرة ذي شوك في طريق المسلمين فقال والله لا ادع هذا في طريق المسلمين فيؤذيهم فنحاه عن طريقهم فشكر الله عمله فادخله الجنة فشكر الله عمله فادخله الجنة وثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان اماطة الاذى عن الطريق شعبة من شعب الايمان قال وهدايتك الرجل في ارض الظلالة صدقة وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة هدايتك الرجل في ارض الظلالة في ارض في ارض الضالة صدقة. في ارض الضالة صدقة ارض الضالة اي التي ليس بها علامة هناك ارض ظالة اي ليس فيها علامة بحيث يهتدي الانسان الى الطريق فهدايتك لاخيك بارض الضالة اي التي ليس فيها علامة يعرف من خلالها الطريق فيهتدي اليه هذي صدقة منك على اخيك وهذا هو موضع الشاهد من الحديث للترجمة نعم قال رحمه الله تعالى باب من كمها اعمى قال حدثنا اسماعيل ابن ابي اويس قال حدثني عبد الرحمن ابن ابي الزناد عن عمرو ابن ابي عمرو عن عكرمة عن ابن رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لعن الله من اعمى عن السبيل قال رحمه الله باب من كمها اعمى الترجمة السابقة باب من هد زقاقا اي من دل اه غيره الى الطريق وارشده الى الطريق واعانه على معرفة الطريق وبيان ما في ذلك من الثواب كما مر معنا في حديث نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الاول قال كعدل عتاق نسمة والحديث الثاني جعله صدقة من الصدقات التي يقدمها الاخ اه لاخيه المسلم ثم اتبع تلك الترجمة بهذه الترجمة قال باب من كمها اعمى وهذي ضد ما سبق ونقيض ما سبق من كمها اعمى اي اضله عن الطريق من كمها اعمى اي اظله عن الطريق مثل ان يرى رجلا اعمى ويقول له الطريق من هنا فيضيعه عن عن طريقه هذا معنى كمها اعمى اي اظله عن عن الطريق فهذا فيه عقوبة كما ان من يهدي اخوانه الى الطريق ويعينهم على معرفته يؤجر فان من يكون سببا في ظياع اخوانه عن الطريق يؤزر ولهذا قال باب من كمها اعمى واورد عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله من كمها اعمى عن السبيل لعن الله من كمه اعمى عن السبيل المراد بالاعمى هنا من لا يبصر وكمههه عن السبيل اي اضله عن السبيل يريد بيته او يريد شيئا معينا او يريد المسجد ثم يسأل شخصا فيقول له الطريق من هنا فيضيعه عن السبيل من فعل ذلك استحق اللعن قال لعن الله واللعن الطرد والابعاد من رحمة الله وهذه اساءة للاخ المسلم اساءة للاخ المسلم قال من كمها اعمى عن السبيل المراد بالسبيل هنا السبيل الحسي الطريق الذي يمشي عليه الانسان ليصل الى البيت او يصل الى السوق او يصل الى المسجد او ما الى ذلك وفيه هذا العقاب اذا كمههه اي اظله عنه في هذا العقاب فكيف بالحال بمن يكمه الناس والعياذ بالله عن سواء السبيل وعن الحق والهدى فيصرفهم عن السنن الى البدع وعن التوحيد الى الشرك وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين فاذا كان من كمها انسانا عن طريقه الذي يصل من خلاله الى بيته يعاقب بهذه العقوبة وهي الطرد والابعاد من رحمة الله. فكيف بمن يكمه انسان عن طريق الجنة بمن يكمه انسانا عن طريق الجنة فيأخذه من السنن الى البدع ومن التوحيد الى الشرك ومن الحق الى الضلال والباطل فهذا انكى واعظم جرما والعياذ بالله ولهذا فان فهذا الحديث يبين لنا خطورة حال دعاة الضلال كما ان ايضا الحديث السابق اماطة الاذى عن الطريق صدقة اي الاذى الحسي مثل الحجر الشجر والشوك الى اخره هذا صدقة من الصدقات واعظم من ذلك صدقة ان يميط الانسان عن طريق الناس البدع والضلالات ان يميط الانسان عن طريق الناس البدع والضلالات التي ترديهم عن سواء السبيل فيميطها عنهم ببيان الحق والهدى وتحذير من البدع والباطل والردى نعم او هدى زقاقا. نعم. كان كعجلة. نعم. فيه المعنى نفسه. نعم قال رحمه الله تعالى باب البغي قال حدثنا اسماعيل ابن ابان قال حدثنا عبد الحميد بن بهران قال حدثنا شهر قال حدثني ابن عباس رضي الله عنهما انه قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم بفناء بيته بمكة جالس. اذ مر به عثمان ابن مظعون رظي الله عنه فكشر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الا تجلس قال بلى فجلس النبي صلى الله عليه وسلم مستقبله. فبينما هو يحدثه اذ شخص النبي صلى الله عليه وسلم بصره الى السماء فقال اتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم انفا وانت تجالس اتاني رسول الله انفا وانت جالس قال فما قال لك؟ قال ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. قال عثمان وذلك حين استقر الايمان في قلبي واحببت محمدا ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب البغي والبغي هو الظلم وتعدي الحدود وتجاوزها وعقد هذه الترجمة التحذير من البغي واورد فيها عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم بفناء بيته بمكة جالس اذ مر به عثمان ابن مظعون وهذا قبل ان يهاجر عليه الصلاة والسلام الى المدينة قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم بفناء بيته بمكة جالس اذ مر به عثمان ابن مظعون رظي الله عنه فكسر الى النبي عليه الصلاة والسلام كسر اي بدت اسنانه بدت اسنانه فكسر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الا تجلس الا تجلس وهذا نوع من الترغيب لهو والحث له على الهداية وجاء في في بعض الروايات ان عثمان يقول اسلمت حياء من النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة ما يعرض علي الاسلام اسلمت حياء من النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة ما يعرض عليه الاسلام فكان عليه الصلاة والسلام يكرر العرظ عرظ الاسلام على عثمان بن مظعون اذا قابله عرظ عليه الاسلام واذا قابله الاخرى عرظ عليه الاسلام وهكذا فيقول اسلمت حياء من النبي عليه الصلاة والسلام من كثرة ما كان يعرظ علي الاسلام ويقول ايضا ان الاسلام كما جاء في هذه الرواية استقر في قلبي لما آآ قرأت هذه الاية لما قرأته وسمعت هذه الاية استقر الايمان في قلبه فكان اولا اعلن اسلامه حياء من النبي عليه الصلاة والسلام من كثرة ما كان يعرظ عليه الاسلام ثم استقر الايمان في قلبه وتمكن بعد ان سمع هذه الاية الاتية ان الله يأمر بالعدل الى اخرها قال الا تجلس قال بلى وهذا عرظ رفيق منه عليه الصلاة والسلام الا تجلس قال بلى فجلس النبي صلى الله عليه وسلم مستقبلا فجلس النبي صلى الله عليه وسلم مستقبله اي مستقبل عثمان ابن مظعون وهذا ايضا ادعى للقبول والسماع بخلاف ما اذا اعطيت من ستتحدث معه جنبك ان تقبل على من تحدثه بوجهك ادعى لسماعك وقبول ما تقول ويرتاح اليك اكثر قال فبين فبينما هو يحدثه اي بين النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عثمان اذ شخص النبي صلى الله عليه وسلم ببصره الى السماء شخصه اي رفع بصره الى السماء وشد بصره الى السماء ينظر فقال اي النبي عليه الصلاة والسلام اتاني رسول الله اي جبريل عليه السلام اتاني رسول الله انفا وانت جالس اتاني رسول الله اي جبريل عليه السلام الذي ينزل بالوحي نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين قال اتاني جبريل انفا وانت جالس قال فما قال لك اي شيء قال لك جبريل قال ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وهذه الاية قال عنها الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود انها اجمع اية في القرآن الكريم اجمع اية في القرآن الكريم للاوامر والنواهي ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى هذا جماع الاوامر وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي هذا جماع النواهي يعظكم لعلكم تذكرون ولهذا قال اهل العلم ما من شيء يحتاجه الانسان في امر دينه من امر او نهي الا وهذه الاية اشتملت عليه فهي اية جامعة للاوامر والنواهي وهي اجمع اية في كتاب الله سبحانه وتعالى لهذا الباب باب الاوامر والنواهي قال عثمان اي ابن مظعون رظي الله عنه فذلك حين استقر الايمان في قلبي واحببت محمدا صلى الله عليه وسلم الشاهد من هذا السياق هو قوله وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي الترجمة في التحذير من البغي والله سبحانه وتعالى نهى عباده في هذه الاية عن البغي وهو الظلم والتعدي على الاخرين في اموالهم او اعراظهم او انفسهم او غير ذلك والاسناد هنا فيه شهر ابن حوشب وهو ضعيف نعم نعم الترجمة مرت معنا وايضا قريبا مر معنا التؤدة اه اعادة الامام البخاري رحمه الله تعالى لمثل هذه التراجم في في كتاب الاداب كأن فيه تأكيد على هذه المعاني تأكيد على هذه المعاني اهمية مراعاة التؤدى في الامور الحذر من البغي ايضا من جهة ان ان في هذا الكتاب عرظ الاداب وتبيينا لها فيناسب مع هذا العرض والبيان للاداب ان يؤكد على مثل التؤدة والتحذير من البغي فلعل لعله لاجل ذلك يكرر احيانا الامام البخاري بعض التراجم وباب ما جاء في التؤدة مر معنا سابقا في بابين متواليين متواليين باب ما جاء في التؤدة متواليين اورد في الباب الاول اثرا مفيدا في مراعاة التجربة ثم اعقبه بباب اخر اورد فيه الادلة اورد فيه الادلة فعلم مراده اه مراده بذاك التكرار نعم قال رحمه الله تعالى باب عقوبة البغي قال حدثنا عبد الله ابن ابي الاسود قال حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال حدثنا محمد بن عبدالعزيز عن ابي بكر بن عبيد الله بن انس عن ابيه عن جده رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من عال جاريتين حتى تدركا دخلت انا وهو في الجنة كهاتين واشار محمد بالسبابة والوسطى وبابان يعجلان في الدنيا البغي وقطيعة الرحم ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب عقوبة البغي والبغي له عقوبتان عقوبة معجلة وعقوبة مؤجلة عقوبة في في الدنيا وعقوبة في الاخرة قد سبق ان مر معنا عند المصنف رحمه الله تعالى قول قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من ذنب اجدر بان يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له يوم القيامة من البغي وقطيعة الرحم من البغي وقطيعة الرحم فهذا يدل على ان البغي له عقوبة معجلة عقوبة مدخرة لانه قال في الحديث ما من ذنب اجدر ان يعجل له العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له يوم القيامة فله عقوبة معجلة وله عقوبة مدخرة واورد هنا رحمه الله تعالى حديث انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عال جاريتين حتى تدرك عال جاريتين اي رباهما واحسن في تربيتهما وقام بالنفقة المطلوبة حتى بلغت حتى قال حتى تدرك دخلت انا وهو في الجنة كهاتين والحديث سبق ان مر معنا في جملة احاديث من هذا القبيل عند المصنف رحمه الله تعالى قال واشار محمد ابن عبد العزيز بالسبابة والوسطى اشار بالسبابة والوسطى كهاتين اشار بالسبابة والوسطى قال وهذا موضع الشاهد وبابان يعجلان في الدنيا وبابان يعجلان في الدنيا بابان اي جنسان ونوعان من العقوبة يعجلان في الدنيا البغي وقطيعة الرحم وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة ان الباغي له عقوبة معجلة في الدنيا مع ايضا ما يدخر له من عقوبة يوم القيامة. نعم قال رحمه الله تعالى باب الحسب قال حدثنا شهاب بن معمر العوفي قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي الله عليه وسلم انه قال ان الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب الحسب والحسب مآثر الانسان مئات الانسان في نسبه في ابائه في مكانته مآثر الانسان يقال لها حسب عقد هذه الترجمة منبها بها على الا يتكئ الانسان على مآثره من نسب او غيره بل عليه ان يجتهد بتقوى الله عز وجل واصلاح نفسه بالاعتقاد الصحيح والعمل الصالح والخلق الفاضل وتحقيق تقوى الله تبارك وتعالى ولهذا سيأتي عند المصنف ان اكرمكم عند الله اتقاكم فليس الذي ينجي يوم القيامة حسب الانسان او نسبه فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. وفي الحديث قال من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه فوعقد رحمه الله فهذه الترجمة لبيان هذه المعاني وبدأها بحديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم اي نبي الله يوسف عليه وعلى جميع النبيين صلوات الله وسلامه وهذا افضل الحسب واعلاه وارفعه واسناه الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين هذه المكانة العلية في في النسب والحسب والفظيلة في المنزلة لم تزد انبياء الله الا تواضعا وتقوى لله عز وجل وخشية منه وبعدا عن التعالي والفخر وغير ذلك من المعاني السيئة فهذا يؤكد ان الواجب على العبد الا يتكئ على حسب او نسب بل عليه ان يجتهد بتحقيق تقوى الله عز وجل ومراقبته في السر والعلانية وان يصلح شأنه بينه وبين الله بالاعمال الصالحة والطاعات الزاكية نعم والحديث سبق ان مر معنا برقم ست مئة وخمسة نعم قال حدثنا عبد العزيز بن عبدالله قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اوليائي يوم القيامة المتقون وان كان نسب اقرب من نسب فلا يأتيني فلا يأتيني الناس بالاعمال وتأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم. فتقولون يا محمد اقول هكذا وهكذا لا واعرظ في كلا عطفيه ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اوليائي يوم القيامة المتقون ان اوليائي يوم القيامة المتقون مثل ما جاء في قوله تعالى وما كانوا اولياءه ان اولياؤه الا المتقون آآ اولياء الله عز وجل حقا واولياء النبي صلى الله عليه وسلم اهل الاتباع له والاقتداء به عليه الصلاة والسلام اهل الحب الصادق لهم المتقون لله عز وجل وهذا ضابط عظيم في الباب قال ان اوليائي يوم القيامة المتقون اي الحقيقون القرب من النبي صلى الله عليه وسلم ومرافقته في الجنة والفوز بثواب الله تبارك وتعالى هم المتقون ثم ثم نبه على مسألة وهي النسب حتى لا يتكئ الانسان على نسب او حسب قال وان كان نسب اقرب من نسب وان كان نسب اقرب من نسب لكن الانساب قال عنها رب العالمين فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ولهذا حثوا عليه الصلاة والسلام على تقوى الله سبحانه وتعالى التي تنال بها الكرامة تنال بها الدرجة العالية يوم القيامة قال فلا يأتي فلا يأتي فلا يأتيني الناس بالاعمال وتأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم يحذرهم من ذلك لا يأتيني الناس بالاعمال اي الاعمال الصالحة المقربة الى الله سبحانه وتعالى وتأتوني انتم اي الذين يربطكم بنسب وقرابة لا تأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم فحذرهم عليه الصلاة والسلام من ذلك. اي من من ان يأتي الناس يوم القيامة بالاعمال الصالحة ويأتوا بالدنيا يحملونها على رقابهم قال فتقولون يا محمد فتقولون يا محمد اي تطلبون مني ان اشفع لكم فتقولون يا محمد فاقول هكذا وهكذا فاقول هكذا وهكذا لا واعرظ في كلا عطفيه العطف الكتف يعني اعرض بكلا كتفيه او جنبيه صلوات الله وسلامه عليه الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر آآ قرابته اه من ان يتكئوا على القرابة وهذا نظير ما سبق ان مر معنا عندما نزل عليه قول الله تعالى وانذر عشيرتك الاقربين. في الباب رقم خمسة وعشرين قال قال فنادى يا بني كعب بن لؤي انقذوا انفسكم من النار يا بني عبد مناف انقذوا انفسكم من النار يا بني هاشم انقذوا انفسكم من النار يا بني عبد المطلب انقذوا انفسكم من النار يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من النار فاني لا املك لك من الله شيئا فالشاهد ان هذا تحذيرا منه صلى الله عليه وسلم من ان يتكئ احد على النسب ثم يأتي يوم القيامة يحمل الدنيا على رقبته وهو مفرط ومضيع للاعمال الصالحة المقربة الى الله سبحانه وتعالى نعم قال حدثنا عبد الرحمن ابن المبارك قال حدثنا يحيى ابن سعيد قال حدثنا عبد الملك قال حدثنا عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا ارى احدا يعمل بهذه الاية. يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى حتى بلغ ان اكرمكم عند الله اتقاكم. فيقول الرجل فيقول الرجل للرجل انا اكرم فليس احد اكرم من احد الا بتقوى الله. ثم اورد هذا الاثر العظيم وفيه تنبيه من من اعظم ما يكون نفعا من هذا الصحابي الجليل بالمعنى المستفاد من الاية ان اكرمكم عند الله اتقاكم يقول رضي الله عنه يقول ابن عباس رضي الله عنهما لا ارى احدا يعمل بهذه الاية لا ارى احدا يعمل بهذه الاية وهذا يقول في الزمان المتقدم فماذا عساه قائل في مثل زماننا هذا؟ قال لا ارى احدا يعمل بهذه الاية ان اكرمكم عند الله اتقاكم ثم ثم وضح مراده قال يقول الرجل للرجل انا اكرم منك ومثلها قول انا افضل منك انا احسن منك الى اخره يقول الرجل للرجل انا اكرم منك فليس احد اكرم من احد الا بتقوى الله وتقوى الله عز وجل ما هي مر معنا كلام طلق عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك معصية الله على نور من الله قيمة عذاب الله والنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث التقوى ها هنا اي منبعها واساسها التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات صلوات الله وسلامه عليه. فعندما يقول قائل انا اكرم منك او انا افظل منك او انا احسن منك ما يدريك عن منزلة من امامك عند الله وما يدريك عن مكانته عند الله سبحانه وتعالى ما يدريك عما في قلبه من الصلاح والزكاة والتقى مما لا تبلغ شيئا منه فيقول كثير يقول لا ارى احدا يعمل بهذه الاية. تنبيها على الخطأ الذي يقع فيه من يفضل نفسه على الاخرين والتفظيل منبني على ماذا قال ان اكرمكم عند الله اتقاكم والتقوى مكانها القلب واماراتها الاعمال الصالحة المقربة الى الله سبحانه وتعالى فهذا من الاخطاء ان ان يفظل الانسان نفسه على الاخرين يقول انا افظل منك او انا اكرم منك او انا احسن منك او انا اتقى لله منك او غير ذلك من العبارات الخاطئة نعم قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الاصم قال قال ابن عباس رضي الله عنهما ما تعدون الكرم وقد بين الله الكرم فاكرمكم عند الله اتقاكم ما تعدون الحسد افضلكم حسبا احسنكم خلقا. ثم ايضا اورد هذا الاثر العظيم عن ابن عباس رضي الله عنهما في بيان حقيقة الكرم وحقيقة الحسب وجاء في بيانه لهذين الامرين بهذا السؤال قال ما تعدون الكرم ما تعدون الكرم والناس تذهب اذهانهم مذاهب عندما يسألون ما الكرم او من الكريم او من الاكرم فقال رضي الله عنه قد بين الله الكرم قد بين الله الكرم اكرمكم عند الله اتقاكم هذا هو الاكرم كلما كان العبد اكثر تقوى لله عز وجل فهو اكرم واحظى الكرم من غيره قال ما تعدون الحسب ما تعدون الحسب يعني ما هي افضل المآثر؟ مآثر الانسان ما تعدون الحسب قالوا قال رضي الله عنه افضلكم حسبا احسنكم خلقا افظلكم حسبا احسنكم خلقا اي كلما كان الانسان ملازما للاخلاق الفاضلة والاداب العالية كان هذا اكرم ولا يذهب الانسان يفتخر بمآثر الاباء والاجداد وهو من اسوء الناس خلقا واسوأهم معاملة فهذان اثران ختم بهما المصنف عن ابن عباس رضي الله عنهما في بيان معنى الكرم والكرامة عند الله وبيان حقيقة الحسب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل فضيلة الشيخ لقد كنت مع بعض اصدقائي في الحي نضل جارنا وهو اعمى عن الطريق وقصدنا في ذلك الضحك لا غير ولم نكن نعلم ان حكم هذا العمل فيه لعن والان هو متوفى فماذا اعمل هذا من الشواهد لما حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام على كل باب التوبة مفتوح وعليك ان تتقي الله عز وجل وان تتوب اليه توبة نصوحة من هذه الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء التي قمت بها انت ورفقائك مع هذا الاعمى الذي توفاه الله سبحانه وتعالى و عليك من توبتك الى الله سبحانه وتعالى ان تكثر من الاستغفار لهذا الاعمى وان تقوم باعمال بر له واحسان سواء ان كان اولاده في ضعف او في حاجة تتفقد حاجة اولاده وتحسن اليهم وتسعى في خدمتهم والقيام بالامور التي يحتاجون اليها او اذا كان له قرابة او اهل تقوم ببرهم الى غير ذلك من الاعمال التي تجتهد فيها متداركا نفسك من هذا الخطأ الشنيع والفعلة التي قمت بها ايضا كذلك تذهب الى رفقائك الذين مارسوا معك هذه الفعلة الشنيعة فتبين لهم هذا الحديث الذي سمعته الليلة وتذكرهم بالله عز وجل وتدعوهم الى ما اشرت اليه من هذه الاعمال