بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى يقول في كتابه الادب المفرد باب من خرج يسلم ويسلم عليه قال حدثنا اسماعيل قال حدثني ما لك عن اسحاق ابن عبد الله ابن ابي طلحة ان الطفيل ابن ابي ابن كعب اخبره انه كان يأتي عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما فيغدو معه الى السوق قال فاذا غدونا الى السوق لم يمر عبدالله بن عمر على شقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا احد الا يسلم عليه قال الطفيل فجئت عبد الله ابن عمر يوما فاستتبعني الى السوق. فقلت ما تصنع بالسوق؟ وانت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها. ولا تجلس في مجالس السوق. فاجلس بنا ها هنا نتحدث فقال لي عبد الله يا ابا بطن وكان الطفيل ذا بطن. انما نغدو من اجل السلام. نسلم على من انا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال البخاري رحمه الله تعالى باب من خرج يسلم ويسلم عليه من خرج اي ليس له غرظ الا السنام لم يخرج لمصلحة ما او حاجة يطلبها وانما خرج لاجل السلام اي لاجل ان يلقى اخوانه المسلمين فيلقي عليهم السلام رغبة في كسب الاجور وتحصيل الفضائل التي يجنيها من يلقي السلام على اخوانه وهذه الترجمة يبين من خلالها الامام البخاري رحمه الله تعالى عناية السلف رحمهم الله بالسلام واهتمامهم به حتى ان منهم من يخرج من بيته لا لحاجة الا ليسلم على اخوانه يخرج لا رغبة له في بيع ولا شراء ولا غير ذلك من المصالح الدنيوية وانما يريد بذلك ان يلقي السلام على اخوانه فيأجر فيؤجر بذلك ويكسب القاء السلام ونيل فضائله واورد رحمه الله تعالى عن الطفيل ابن ابي ابن كعب انه كان يأتي عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما فيغدو معه الى السوق ان يخرج معه الى السوق قال فاذا غدونا الى السوق لم يمر عبد الله ابن عمر على سقاط السقاط الذي يبيع سقط المتاعب اي المتاع الذي ليس بثمين او المتاع الذي لا يؤبه به او المتاع آآ قليل الثمن قال السقاط اي الذي يبيع سقط المتاع قال ولا صاحب بيعة او بيعة والمراد اي صاحب سلعة يبيعها ايا كانت ما يباع صاحب بيئة اي صاحب ما يباع. صاحب الشيء الذي يباع ايا كان المراد ان ابن عمر رضي الله عنهما يحرص على القاء السلام على كل من يمر عليه على كل من يمر عليه حتى ان هؤلاء الذين كثير من الناس لا يلقون لهم بالا يعتني عناية شديدة بالقاء السلام عليهم الذين يبيعون سقط المتاع والذين يبيعون الاشياء او الرديئة او غير ذلك اشياء قليلة الثمن كل هؤلاء يمر عليهم ويلقي عليهم السلام قال ولا مسكين اي اي انه ايظا لا يخص السلام بذوي الجاه او او ذوي المكانة او ذوي الشأن بل ايضا المساكين والضعفة يحرص على ان يلقي السلام عليهم. قال ولا احد وهذا تعميم بعد تخصيص قال ولا احد الا يسلم عليه ذكر امثلة لاناس اكثر الناس لا يعتنون بالسلام عليهم خصهم بالذكر لذلك قصهم الطفيل بالذكر لان اكثر الناس لا يهتم بالسلام على هؤلاء لا على السقاط ولا على اصحاب المحلات ولا ايظا المساكين والفقراء والضعفاء قال ولا احد الا يسلم عليه قال الطفيل فجئته يوما جئت عبد الله ابن عمر يوما فاستتبعني الى السوق. استتبعني اي قال اتبعني الى السوق قلت ما تصنع بالسوق لانه ذهب معه اكثر من مرة ووجد انه يخرج للسوق وليس له حاجة بالسوق لا يبيع ولا يشتري ولا يصوم سلعة ولا يقف عند بيع ليس له غرظ من الاغراض التي يخرج الناس الى السوق لاجلها قال فقلت له ما تصنع بالسوق اي شيء تصنع بالسوق وانت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها يعني الاشياء التي يفعلها من يخرج الى السوق لا تفعل شيئا منها فانت لا تسأل عن السلع ما هي؟ وماذا وجد منها ولا ايظا تسأل عن اقيامها واثمانها ولا تساوم في السلع اي كل ما يصنعه من يذهب الى السوق لا تفعل شيئا منه ولا تجلس في مجالس السوق ولا تجلس في مجالس السوق وانما فقط تمشي وتمر في السوق وتسلم على من رأيت وترجع هذا الذي تفعل ولهذا قال ما الذي تصنع في السوق قال فاجلس بنا ها هنا نتحدث يقوله الطفيل لابن عمر يقول له الافضل نجلس هنا نتحدث سويا ونستفيد من الحديث معك بدل ان نذهب الى السوق وليس لك به حاجة فقال لي عبد الله يا ابا بطن يقصد الطفيل وكان له بطن وهنا لم يقل له ذلك على وجه التعيير ولا على وجه المنقصة له وانما تنبيها له في هذا الموقف الى اهمية ما كان ابن عمر رضي الله عنه يخرج لاجله قال انما نغدو من اجل السلام على من لقينا انما نغدو من اجل السلام على من لقينا قوله نغدو الغدو هو الخروج مبكرا في الصباح الباكر وهذا ايضا فيه من الفائدة ان هذا الامر يهتم به ابن عمر من اول يومه يعني ذهابه بهذه الطريقة من اول يومه يبدأ به حرصا على فظيلة السلام وكسب آآ الثواب وايضا حرصا على ما جاء في الحديث المتقدم افشوا السلام تسلم والحديث الاخر قال افشوا السلام بينكم فكان رضي الله عنه حريصا اشد الحرص على ذلك وقوله على من لقينا هذا فيه شاهد لما سيأتي وهو السلام على من عرفت ومن لا تعرف السلام على من؟ عرفت ومن لا تعرف بخلاف حال كثير من الناس لا يسلمون الا على المعرفة بل جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عدوا ذلك في جملة اشراط الساعة وعلاماتها نعم قال رحمه الله تعالى باب التسليم اذا جاء المجلس قال حدثنا ابو عاصم عن ابن عجلان عن سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جاء احدكم المجلس فليسلم فان رجع فليسلم فان الاخرى ليست باحق من الاولى ثم قال رحمه الله تعالى باب التسليم اذا جاء المجلس اذا دخل مجلسا والمجلس المراد به المكان الذي يجلس فيه الناس ايا كان فاذا دخل مجلسا اي مكانا اه يجلس فيه اه اناس قلوا او كثروا فحقهم عليه ان يلقي السلام عليهم قبل ان يجلس يلقي السلام عليهم وهذا من حق اخوانه عليه وهو الذي يبدأهم بالسلام قد مر معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم يسلم الماشي على الجالس فمن اتى مجلسا فحق المجلس او حق اخوانه عليه في المجلس ان يبدأهم بالقاء السلام اورد هنا حديث ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا جاء احدكم المجلس فليسلم اذا جاء احدكم المجلس فليسلم اي فليلقي السلام على اخوانه تحية من عند الله مباركة طيبة قال فان رجع فليسلم. ايضا اذا بدا له ان يرجع جلس معهم قليلا او كثيرا وبدا له ان يرجع فليسلم اي يلقي السلام مرة ثانية قال عليه الصلاة والسلام فان الاخرى ليست باحق من الاولى اي ان الحق المقدم والذهاب يسلم عند مقدمه المجلس وعند ذهابه منه وهذا حق في الاولى وفي الاخرة وليست الاخرة او ليست الاولى باحق من الاخرة فهذا فيه ان من جاء مجلسا عليه ان يسلم عند اول مجيئه وعليه ان يسلم عند منصرفه من اخوانه وكما انه يطلب السلامة لهم قادما عليهم فليطلب السلامة لهم منصرفا عنهم اذا كان وهذه مسألة مرة معنا بالامس اشارة اليها اذا كان من من في المجلس يتلو قرآنا دخلت على مجلس وفيه احد اخوانك او بعض اخوانك يتلون القرآن هل تلقي السلام او لا تلقي السلام. بعض اهل العلم كره ذلك قالوا لانه في اعظم الذكر وهو تلاوة القرآن الكريم لكن الصحيح عملا بعموم الادلة مثل قوله افشوا السلام بينكم ومثل هذا الحديث اذا جاء احدكم المجلس فليسلم عملا بهذه الاحاديث فانه يلقي السلام حتى وان كان من في المجلس يتلو قرآنا يلقي عليه السلام ومن القي عليه السلام وجب الرد وان كان يتلو القرآن يوقف تلاوته قليلا ويقول وعليكم السلام ثم يستمر في تلاوته لكلام الله عز وجل نعم قال حدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا صفوان بن عيسى عن ابن عجلان عن سعيد ابن ابي سعيد عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله نعم قال رحمه الله تعالى باب التسليم اذا قام من المجلس قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني محمد بن عجلان قال اخبرني سعيد عن ابي ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال اذا جاء الرجل المجلس فليسلم فان جلس ثم بدا له ان يقوم قبل ان يتفرق المجلس فليسلم. فان الاولى ليست باحق من الاخرى اه ثم قال رحمه الله تعالى باب التسليم اذا قام من المجلس هذه الترجمة دل عليها الحديث الذي تقدم معنا في الترجمة الاولى في باب التسليم اذا جاء الى المجلس او اذا جاء المجلس واعاد في فهذه الترجمة الحديثة نفسه رحمه الله تعالى وهذا الصنيع من البخاري رحمه الله تعالى رغم ان الامر اتضح في الترجمة الماضية فيه الاهتمام بامر السلام عند القيام من المجلس والانصراف منه وذلك ان كثيرا من الناس ربما يتهاون به ويعتبر انه ادى السلام عندما حضر فيستغني به اه عند الذهاب فاهتماما بهذا الامر وتأكيدا عليه رغم دلالة الترجمة السابقة عليه عقد له ترجمة خاصة اعاد فيها الحديث نفسه قال باب التسليم اذا قام للمجلس وعاد حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا جاء الرجل المجلس فليسلم فان جلس ثم بدا له ان يقوم قبل ان يتفرق المجلس فليسلم فان الاولى ليست باحق من الاخرة وكما قدمت كما انه يطلب او تطلب السلامة للاخوان عند القدوم عليهم فانها كذلك تطلب لهم عند مفارقتهم وتوديعهم. نعم قال رحمه الله تعالى باب حق من سلم اذا قام قال حدثنا مطر بن الفضل قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا بسطام قال سمعت معاوية بن قرة قال لي ابي يا بني ان كنت في مجلس ترجو خيره فعجلت فعجلت بك حاجة فقل سلام عليكم فانك تشركهم في ما اصابوا في ذلك المجلس وما من قوم يجلسون مجلسا فيتفرقون عنه لم يذكر الله الا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار ثم قال رحمه الله باب حق من سلم اذا قام حق من سلم اذا قام اي من ودع المجلس بالسلام بالقاء السلام على من فيه وقد جاء في الاثر الذي ساقه رحمه الله تعالى كانه يشركهم فيما اصابه من الخير وذلك انه قد ودعهم محبا لهم طالبا لهم السلامة لم يقم لم يقمه منه الا حاجة والا هو محب لمجلسهم وللخير الذي هم فيه فيكون شريكا لهم في في هذا المجلس وما يصيبون فيه من اجر وثواب لانه محب لمجلسهم ودعهم بالسلامة والدعاء لهم بالسلامة ولم يقم منهم الا لحاجة فهو شريك لهم في مجلسهم ذلك وايضا احقه عليهم ان اه يحفظ من ان يساء اليه او ان يغتاب او يطعن فيه او نحو ذلك مما قد يحصل في بعض المجالس عندما يقوم الشخص ويغادر من في المجلس يبدأ بعضهم بهمزه ولمزه فاذا كان ودعك بالسلامة داعيا لك ولمن حضر بالسلامة فهذا فمن حقه ان يصان عرضه لا سيما وانه لم يودعك الا داع لك بهذه الدعوة وملقيا هذا السلام العظيم قال باب حق من سلم اذا قام واورد عن معاوية ابن قرة قال قال لي ابي يا بني ان كنت في مجلس ترجو خيره فعجلت بك حاجة فقل سلام عليكم اذا اذا كنت في مجلس ترجو خيرا اي من مجالس الايمان والخير والتذكير والنفع والفائدة مجلس ترغب في الجلوس فيه ترجو خير ذلك المجلس. لكن اقامك منه حاجة الجأتك الى القيام من ذلك المجلس وتركه قال ان كنت في مجلس ترجو خيره فعجلت بك حاجة فقل سلام عليكم فقل سلام عليكم اي لا تقم الا وقد القيت على من في المجلس السلام فانك تشركهم فيما اصابوا في ذلك تشركهم اي تكونوا شريكا لهم فيما اصابوا في ذلك المجلس اي من الخير والاجر والثواب لماذا لانه اولا يرجو خير ذلك المجلس في قلبه طمع ورغبة ان ينال ثواب هذا المجلس ولم يقم يقمه منه الا حاجة وثانيا لانه لم يقم من اخوانه الا مسلما عليهم ومودعا لهم بالسلام قال وما من قوم يجلسون مجلسا فيتفرقون عنه لم يذكر الله الا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار وهذا صح مرفوعا عن نبينا عليه الصلاة والسلام وسيأتي فيما اظن عند المصنف رحمه الله تعالى قال ما من قوم يجلسون مجلسا فيتفرقون عنه لم يذكر الله اي في المجلس. قاموا دون ان يذكر الله فيه قال الا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار الا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار يا اخوان الذي يقوم من جيفة حمار ما الذي يصيبه في مجلسه ذاك من يقوم من مجلس فيه جيفة حمار حمار ميت منتن منتفخ متعفن وجلس مجلسا فيه حمار هذه صفته ما الذي يصيبه من ذلك المجلس الا الريحة الكريهة البغيضة والمنظر المشين القبيح لا يقوم من ذلك المجلس الا بريحة كريهة بغيضة وايضا منظر قبيح مشين ومن يقوم من مجلس لا يذكر الله تبارك وتعالى فيه فكأنما قام من جيفة حمار فكأنما قام من جيفة حمار وهذا يدل على خطورة المجالس التي تشغل بغير ذكر الله ولا يكون فيها ذكر لله تبارك وتعالى وجاء في الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم ان مجلسه هذا يكون حسرة عليه اي ندامة يندم حيث لا ينفع الندم وهذا فيه من التنبيه ان المسلم ينبغي عليه ان يحرص على المجالس المعمورة بالذكر. اما مجالس الغفلة فليعرض عنها واللي يتحاشى الجلوس فيها الا ان يجلس مذكرا اما ان يجلس غافلا مع الغافلين معرضا مع المعرضين فهذا خطر عليه وعليهم اما ان جلس اليهم ليذكرهم فيكون بركة على المجلس ونفعا له وهذا فيه خير له ولهم اما ان كان يجلس ليشارك الغافلين غفلتهم واللاهين لهوهم والمعرضين اعراضهم فهذا خطر عليه وعليهم ولاحظ آآ وصية قرة لابنه معاوية بهذه الوصية العظيمة حتى ينشأ هذا الصغير وهذا الناشئ على الحرص على المجالس التي يرجى خيرها وايضا البعد عن المجالس التي يخشى شرها وضررها وهي مجالس الغفلة عن ذكر الله تبارك وتعالى او مجالس الغيبة والنميمة والفحش والبذاء وغير ذلك من سيء القول وشنيع العمل نعم قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية عن ابي مريم عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمعه يقول من لقي اخاه فليسلم عليه فان حالت بينهما شجرة او حائط ثم لقيه فليسلم عليه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه موقوفا عليه قال من لقي اخاه فليسلم عليه من لقي اخاه فليسلم عليه التقيت باحد اخوانك في طريق تسلم عليه ثم اذا مضيتما معا تمشيان سويا وفصلت بينكما نخلة او شجرة او عمود او سيارة او اي شيء اخر ايضا بعد ان تلتقي مع هذا الفصل القليل تسلم عليه وهذه السنة يغفل عنها كثير من الناس اما انهم لا يعرفونها او انهم لا يعتنون بتطبيقها فيقول من لقي اخاه فليسلم عليه فان حالت بينهما شجرة او حائط ثم لقيه فليسلم عليه ومن شواهد هذا الصنيع قوله عليه الصلاة والسلام افشوا السلام بينكم اي ليكن السلام بينكم منتشرا حتى ولو عند ادنى فراق يكون حتى ولو كان عند ادنى فراق حتى لو لم يفصل بين بينك وبين اخيك فراق الا للحظة يسيرة شجرة فصلت بينكم او آآ عمود سارية او سيارة او دابة او اي شيء اخر القي السلام افشوا السلام اي لتكن حريصا على القاء السلام على اخوانك ولو لم يطل الفصل حتى وان غبت غيبة يسيرة ورجعت مثل ما جاء في حديث المسيء صلاته صلى ثم جاء الى مجلس النبي عليه الصلاة والسلام وسلم فقال له النبي عليه الصلاة والسلام ارجع فصلي فانك لم تصلي فرجع وصلى في المسجد قريبا منهم ثم جاء وسلم قال ارجع فصلي فانك لم تصلي فرجع وصلى ايظا قريبا منهم ورجع وسلم السلام مطلوب وان كان الفراق قليلا وهذا كله داخل في افشاء السلام واذكر كنت صغيرا بالسن والى جنب الشيخ الالباني رحمة الله عليه هنا في المدينة وكنت امشي بجنبه وحدنا ففصل بيني وبينه سارية فلما لقيني بعد السارية التفت الي مبتسما وقال السلام عليكم قلت وعليكم السلام قال لي لماذا سلمت عليك فما كنت اعرف آآ هذا الحديث ولم يسبق لي معرفة به قال لي لماذا سلمت عليك فابتسمت قلت له السلام طيب قال له وذكر لي الحديث فكانت اول معرفة لي بهذا الحديث من الشيخ رحمة الله عليه. فالشاهد ان القائل السلام ولو كان الفصل قليلا او يسيرا فينبغي ان يحرص عليه المسلم افشاء للسلام وتحقيقا لكسب هذه الفضائل والخيرات العظيمة. نعم قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا الضحاك ابن نبراس ابو الحسن عن ثابت البناني عن انس بن مالك رضي الله عنه ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يكونون فتستقبلهم الشجرة فتنطلق طائفة منهم عن يمينها وطائفة عن شمالها اذا التقوا سلم بعضهم على بعض وهذا عن انس رضي الله عنه مثل الذي قبله في بيان حال الصحابة في تطبيق هذه السنة قال ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكونون مجتمعين يكونون مجتمعين اي في السير مجتمعين في السير يسيرون معا في طريق واحدة ثم تفرق بينهم الشجرة فجماعة منهم عن يمينها وجماعة عن يسارها لا يفصل بينهم الا الشجرة قال فتنطلق طائفة منهم عن يمينها وطائفة عن شمالها فاذا التقوا سلم بعضهم على بعض هذه يا اخوان حال الصحابة اذا فصلت بينهم شجرة ما هي حال المسلمين الان ويفصل بينهم اوقات طويلة واشياء كثيرة ويلتقون ولا يعتنون بالسلام. فرق بين الصحابة وهديهم رضي الله عنهم وعنايتهم بالسلام وبين حال الناس وتفريطهم وتضييعهم للسلام وعدم الاهتمام به. كان كانت شجرة تفصل بينهم فيسلمون والان يفصل الاخ عن اخيه او عن اخوانه وقتا ويفرط بالسلام وربما ايضا يلقى اخوانه بتحايا ليس فيها السلام. وهذه من مصائب المعاصرة الان حتى من كثير من المتدينين يلقى اه اخاه ولا يلقي السلام او يلقي عليه اخوه السلام ولا ولا يرد السلام. يأتي باشياء اخرى واشرت بالامس ان من القي عليه السلام ولم يرد بالسلام نفسه وجاء بتحايا قل مائة او الف لا يسقط عنها الواجب لا يسقط عنه الواجب ما لم يرد السلام بادئا بقوله وعليك السلام وعليكم السلام وان حب ان يزيد بعد ذلك من التحايا والترحيبات ما شاء. لكن ان لم يأتي بالسلام فانه لم فانه لا يسقط عنه الواجب. نعم. قال رحمه الله تعالى باب من دهن يده للمصافحة قال حدثنا عبيد الله بن سعيد قال حدثنا خالد بن خداش قال حدثنا عبد الله بن وهب المصري عن قريش البصري هو ابن حيان عن ثابت البناني ان انسا رضي الله عنه كان اذا اصبح دهن يده بدهن طيب لمصافحة اخوانه ثم قال رحمه الله تعالى باب من دهن يده للمصافحة دهن يده اي بطيب وبرائحة طيبة جميلة زكية ويكون دهنها ليس له غرظ في دهنها الا لاجل ان يصافح اخوانه ويكون عند مصافحته لاخوانه فاعلقوا من يده بايديهم تلك الرائحة الطيبة في جمع لهم خيرا الى خير وبرا الى بر واحسانا الى احسان ونحن مر معنا قريبا ان المصافحة من تمام التحية كان بعض السلف يخرج للتحية ومن تمام التحية المصافحة ويزيد ايضا احسانا بدهن يده بطيب ورائحة جميلة لتعلق بايدي اخوانه آآ آآ على اثر مصافحته لهم اورد هنا رحمه الله عن ثابت البناني ثابت البناني ممن اخذ العلم عن انس ابن مالك وانتفع انتفاعا كبيرا وقد روى عن انس ابن مالك قول النبي صلى الله عليه وسلم ان من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر وان من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير. فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفتاح الشر على يديه. جاء في بعض طرق الحديث ان انسا رضي الله عنه قال وان ثابتا البناني من مفاتيح الخير وهذه تزكية آآ ثنى من صحابي لتابعي وهذي منقبة وفضيلة لثابت البناني رحمه الله تعالى قال ثابت ان انس كان اذا اصبح لاحظ ايضا قوله هنا هنا اذا اصبح وقريبا مر معنا قول ابن عمر رضي الله عنهما انما نغدو كل ذلك تبكير يعني يحرصون على هذا العمل من اول اليوم وهذا يدل على ان هذا العمل من من اوائل اهتماماتهم في يومهم ملاقاة الاخوان والسلام والمصافحة يقول ان انسا كان اذا اصبح دهن يده دهن يده اي اليمنى وهي التي بها تكون المصافحة دهن يده بدهن طيب دهن يده بدهن طيب قولا بدهن طيب هذا فيه تنبيه الى ان بعض الدهن ليس بطيب ان بعض الدهن ليس بطيب بل لا تكون يعني في حق بعظ الناس خاصة بعض الروائح التي رائحتها نفاذة من الاطياب المستجدة الان رائحتها نفاذة تؤذي اه الانسان قد يتحملها صاحبها او يكون اعتاد عليها لكن الاخرين قد يكون في حقهم مؤذيا لهم لان رائحة نفاذة قوية تضرب في في الدماغ. تتعب احيانا واما صاحب الطيب قد يكون في حقه مألوفا لا يتأذى منه فهنا قيد قال بدهن طيب وهذا ينبغي ان يكون مراعا في اذكر لكم هنا طريفة للفائدة فقط اذكر مرة دخلت مسجدا لاصلي فصلى بجنبي شخص وكان معه رائحة من هذه الانواع الشديدة واتعبتني ونحن سنجلس في المسجد الان ونتسنن ونصلي فكنت افكر انني اذا تسننت بدل المكان لاني فعلا تعبت منها مجرد ان سلمت واذا بصاحبي جاهز فاتح زجاجة الطيب مباشرة يصافحني ويملأ يدي من من الطيب هذا اخبركم به لان فعلا في بعض يعني بعض انواع الروائح تعتبر مؤذية ولهذا احيانا بعض الناس يعتذر من بعض اخوانه عن قبول الطيب مع ان الطيب لا لا يرد لانه يتأذى منه. خاصة في زماننا الان بعض الناس يا اخوان يكون معه مثلا حساسية في في الانف من من الطيب ولهذا لا لا تنحرج او لا تتظايق دفع الضرر مطلوب احيانا يكون بعض الروائح مؤذية للشخص لمرض عنده مثلا او لصحته ولا حرج عليه في رده دفعا للظرر اذا كان آآ في بعض اوقاته او في احواله يتأذى من بعض الانواع فلا حرج عليه في رده على كل حال هنا قال اه دهن يده بدهن طيب دهن يده بدهن طيب اكمل لكم قصتي اه انا كنت لست مرتاحا لذاك الطيب ابدا. فهممت انني ابكيه في يدي ما امسحه في ثيابي حتى ان اجد فرصة واغسل اه الطيب من يده وان شاء الله معي كتاب لي احتاجه دائما اقرأ فيه كان معي فامتسح الطيب الذي بيده في الكتاب وبقي معي الرائحة في كتابي وقتا طويلا؟ ما ادري هل هي عقوبة او على كل حال هذا الذي حصل والمهم في الموضوع ان قوله هنا دهنا طيب هذه يعتنى بها بدهن طيب كل على قدر استطاعته اما ما علم من الاطياب انه يؤذي الاخوان لا يحرص ان كان مرتاحا له لا يحرص على دهني اخوانه منه قال لمصافحة اخوانه وذلك من اجل ان تبقى هذه الرائحة الطيبة في ايدي اه اه اخوانه نعم قال رحمه الله تعالى باب التسليم بالمعرفة وغيرها قال حدثنا قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد ابن ابي حبيب عن ابي الخير عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما ان رجلا قال يا رسول الله اي الاسلام خير قال تطعموا الطعام وتقرئوا السلام على من عرفت ومن لم تعرف ثم قال رحمه الله تعالى باب التسليم بالمعرفة وغيرها. اي على المعرفة وعلى غيرها. على من تعرف ومن لا تعرف. ليس السلام حقا لمن تعرفهم من الاخوان والاقارب والجيران بل هو حق لكل مسلم تلقاه تسلم عليه جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان من اشراط الساعة وعلاماتها ان يكون السلام على المعرفة لا يسلم الشخص الا على من على من يعرف فقط اما من لا يعرفهم لا يلقي عليهم السلام وهذا خطأ هو مخالف لقول نبينا عليه الصلاة والسلام افشوا السلام بينكم اين من يلقي السلام على المعرفة فقط من قوله عليه الصلاة والسلام افشوا السلام بينكم اي بينكم يا امة الاسلام يا من يجمعكم هذا الدين اورد البخاري رحمه الله تعالى هنا عن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان رجلا قال يا رسول الله اي الاسلام خير اي الاسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف هنا قال اي السلام اي الاسلام خير يبدو والله اعلم ان السؤال خاص حقوق العباد ليس مطلقا لانه يأتي في احاديث اخرى اي الاسلام اه افظل فتأتي خصال اخرى ويأتي بها عبادة الله ويأتي اقام الصلاة مقدمة على هذه الاشياء هنا قال اي الاسلام خير؟ قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف فيبدو والله اعلم ان السؤال هنا يختص او متعلق بحقوق الادميين وحقوق العباد قال تطعم الطعام قال تطعم الطعام آآ تطعم الطعام اي تبذل الطعام في سبيل الله واكراما للاخوان واحسانا للناس تطعم الطعام هنا لاحظ وهذا يأتي في كثير من الاحاديث التنصيص على الطعام يعني غير اخراج المال والصدقة بالمال لا العناية بالطعام نفسه العناية بالطعام نفسي لان هذا قوت الناس وحاجتهم الضرورية وتفقد المحتاجين في هذا الباب من اهم المهمات ومن اعظم ما ينبغي ان يعتنى به قال تطعم الطعام وتقرأ السلام اي تلقي السلام على من عرفت ومن لم تعرف قوله على من عرفت ومن لم تعرف اي من المسلمين لان غير المسلم لا يبدأ بالسلام لان غير المسلم لا يبدأ بالسلام فقوله على من عرفت ومن لا تعرف او من لم تعرف اي من المسلمين. فكل من تلقاه من اخوانك المسلمين تلقي عليه السلام سواء عرفته او لم تعرفه وهذا فيه ان الاصل في من تلقاه من اخوانك السلامة فتلقي عليهم السلام تلقي عليهم السلام وتحرص على ان تبدأهم به وتكسب هذا الاجر والثواب الذي هو البدء بالسلام وافشاء السلام نعم قال رحمه الله تعالى باب قال حدثنا مسدد قال حدثنا يزيد ابن زريع قال حدثنا عبدالرحمن عن سعيد بن ابي سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الافنية والصعدات ان يجلس فيها فقال المسلمون لا نستطيعه لا نطيقه قال اما لا فاعطوا حقها قالوا وما حقها؟ قال غض البصر وارشاد ابن السبيل وتشميت العاطس اذا حمد الله ورد التحية ثم قال رحمه الله تعالى باب ولم يذكر عنوانا لهذه الترجمة وظاهر الاحاديث التي ساقها في هذه الترجمة بيان اهمية العناية بالسلام القاء وردا عند ملاقاة الاخوان والمرور بهم اه الجلوس في الطرقات او نحو ذلك الاهتمام بالسلام والعناية به واورد اولا حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الافنية والصعودات نهى عن الافنية قوله نهى عن الافنية والصعودات اي ان يجلس فيها فقوله نهى عن الاثنية اي عن مجالس الاثنية ومجالس الصعودات والاثنية جمع فناء وهو المكان الذي يكون امام البيت افنية البيوت المكان الذي امام البيت والذي يراقب ويطلع منه الجالس فيه المارة يرى فيه المارة الفناء الذي امام بيته والناس يمرون من امامه غادين ورائحين والصعودات هي الطرق والصعودات اي الطرق قوله نهى عن الافنية والصعودات اي نهى عن الجلوس في الافنيا والصعودات نهى عن ذلك قال ان يجلس فيها. فقال المسلمون لا نستطيعه لا نطيقه وفي الحديث الاخر سيأتي عند المصنف فيما بعد قالوا مجالسنا ليس لنا منها بد يعني مضطرين لها نحتاج اليها انا نجلس امام البيت او نجلس في في الطريق عندما نتلاقى نحتاج الى ذلك ما نستطيع لا نطيق وهذا فيه آآ اه الاستفصال في الامور لبيان واقع الحال والتعرف على الامر فلما نهاهم النبي عليه الصلاة والسلام بين له حاجتهم هل لهم ممدوحة هل لهم عذر هل هناك مجال ولهذا استفصلوا من النبي عليه الصلاة والسلام قالوا لا نستطيع لا نطيق يعني نحتاج الى هذه المجالس ونضطر اليها في الحديث الاخر قالوا مجالسنا ليس لنا منها بد اي مضطرين اليها فقال عليه الصلاة والسلام اما لا يعني اما لا ان لم يكن لا بد لكم من هذه المجالس ومضطرين الى هذه المجالس فعليكم المجالس وهذا يدل على ان اه الجلوس في الاثنية والصعودات خلاف الاولى. وان من جلس محتاجا مضطرا لتلك المجالس فليعطي الا الطريق حقه فليعطي الطريق حقه ولهذا في الحديث الاخر قال اعطوا الطريق حقه اعطوا الطريق حقه قال اه ائمة لا فاعطوه فاعطوا حقها قالوا وما حقها؟ الى اخر الحديث. في الحديث الاخر قال اعطوا الطريق حقه هذا الحديث اعتبره اصل تنظيم تنظيم المرور وتنظيم السير ويعتبر اصل في هذا الباب هي تنظيم سير الناس بالسيارات في الطرقات وما الضوابط التي ينبغي ان يعتنى بها والاهتمام بهذا الامر هذا الحديث يعتبر اصل في هذا الباب اعطوا الطريق حقه الان مثلا استعمال المنبه منبه السيارة في وسط الطريق بصوت عال مزعج هذا مخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم اعطوا الطريق حقه لان من حق الطريق الا تؤذي اخوانك من حق الطريق الا تؤذي اخوانك ايضا لما يندفع الشاب بالسيارة متهورا مسرعا معرضا نفسه والاخرين للظرر والخطر ما اعطى الطريق حقه مخالف لقول النبي عليه الصلاة والسلام اعطوا الطريق حقا ايضا من لا يراعي حق المارة في الطريق فيندفع بسيارته ولا يبالي بهم لم يعطي الطريق حقه فهذا يعتبر اصل في هذا الباب يراعى ويهتم به ويكون قاعده لمن يقود سيارته قاعدة لمن؟ يقود سيارته يتذكر دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم اعطوا الطريق حقه قال هنا قالوا هنا وما حقها؟ يعني الطريق وما حقها قال غضوا البصر وارشاد ابن السبيل وتشميت العاطس اذا حمد الله ورد التحية وهذا موضع الشاهد من الترجمة والحديث سيأتي مرتين عند المصنف ويأتي شرحه هناك بعنوان باب مجالس الصعودات فيأتي شرحه هناك لكن موضع الشاهد من الحديث يأتي شرحه هناك باذن الله تعالى وموضع الشاهد من الحديث للترجمة قوله ورد التحية وفي بعض الفاظ الحديث رد السلام ويكون مقصد البخاري رحمه الله تعالى العناية بالسلام القاء وردا ولا سيما من كان في الطريق ومن اضطر للجلوس في الطريق او اضطر للجلوس في الاثنية من حق الطريق ان يرد السلام نعم قال حدثنا احمد بن يونس قال حدثنا زهير قال حدثنا كنانة مولى صفية عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال ابخل الناس من بخل بالسلام والمغبون من لم يرده والمغبون من لم يرده وان حالت بينك وبين اخيك شجرة فان استطعت ان تبدأه بالسلام لا يبدأك فافعل ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر موقوفا على ابي هريرة رضي الله عنه قال ابخل الناس من بخل بالسلام ابخل الناس من بخل بالسلام وهذه الجملة ثبتت اه مرفوعة الى النبي عليه الصلاة والسلام ابخل الناس من بخل بالسلام لان السلام لا يكلف ملقيه شيئا كلمة يسيرة لا تكلفه شيئا ولا تجهده وثوابها عظيم واجرها جزيل ويترتب عليها خيرات عظيمة له ولاخوانه فاذا بخل بها فهذا اشد البخل فاذا بخل بها فهو اشد البخل ولهذا قال ابخل الناس من بخل بالسلام وكيف يبخل به من عرف اجره وثوابه وايضا عرف انه لا يكلفه شيئا لا جهدا ولا عملا ولا مشقة كلمة يقولها بلسانه بنفس طيبة ومحبة للخير ويفوز بثواب عظيم قال ابخل الناس من بخل بالسلام والمغبون من لم يرده من لم يرده المغبون اي الغبن وهو الخسارة من لم يرد السلام لان جاءه الخير الى حده وواجب عليه ايضا رد هذا السلام ثم لم يرد السلام فهو المغبون ولا ضير على من لم يرد عليه السلام لا ضير عليه وسيأتي في هذا حديث عند المصنف لكن من لم يرد السلام هو الخاسر اما من لم يرد عليه السلام ليس آآ لا يضره ذلك لا يظره ذلك قال وان حالت بينك وبين اخيك شجرة فان استطعت ان تبدأه بالسلام لا يبدأك فافعل يعني ان استطعت ان تسبقه الى السلام فافعل ذلك هذا ان حالت بينك وبينه شجرة فكيف اذا ايضا طال الفصل بينك وبين اخيك وهذا فيه التنبيه على اهمية المبادرة الى السلام ومر معنا في هذا احاديث واثار من جملتها حديث ابن عمر انه ما كان احد يبدأه او يبدره بالسلام نعم والاسناد هنا في اه ظعيف لظعف كنانة مولى صفية قال حدثنا عمران بن ميسرة قال حدثنا عبد الوارث عن حسين عن عمرو ابن شعيب عن سالم مولى عبد الله ابن عمرو قال وكان ابن عمرو اذا سلم اذا سلم عليه فرد زاد فاتيته وهو جالس فقلت السلام عليكم فقال السلام عليكم ورحمة الله ثم اتيته مرة اخرى فقلت السلام عليكم ورحمة الله قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم اتيته مرة اخرى فقلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال السلام عليكم ورحمة رحمة الله وبركاته وطيبوا صلواته ثم ختم هذا الباب رحمه الله تعالى بهذا الاثر عن سالم مولى عبد الله بن عمرو قال وكان ابن عمرو اذا سلم عليه فرد زاد كان ابن عمرو عبد الله ابن عمرو ابن العاص. اذا سلم عليه فرد زاد يعني ان قيل بالقاء السلام عليه السلام عليكم قال وعليكم السلام ورحمة الله ان قيل السلام عليكم ورحمة الله قال عليكم السلام ورحمة الله وبركاته فكان ممنهجه وطريقته انه ان رد ان سلم عليه آآ زاد بالرد وهذا عملا بقوله تبارك وتعالى فحيوا باحسن منها او ردوها. بدأ الله سبحانه وتعالى بالاحسن لانه هو الاكمل والافضل قبل الرد قال فحيوا باحسن منها فكان يعتني رظي الله عنه بان يكون دائما رده للسلام باحسن لا يكتفي بالمثل وانما يرد بالاحسن قال فاتيته وهو جالس فقلت السلام عليكم فقال السلام عليكم ورحمة الله ثم اتيته مرة اخرى فقلت السلام عليكم ورحمة الله قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال ثم اتيته مرة اخرى فقلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صلواته وسبق ان مر معنا بحث في الزيادة على آآ السلام وان بعض الصحابة جاء عنهم انه ينتهي الى البركة كابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما ومر معنا نقل شيء من ذلك واحلت في تحقيق هذه المسألة الى السلسلة الضعيفة اه الشيخ الالباني برقم خمسة الاف واربع مئة وثلاث وثلاثين وهذا الحديث اه ظعيف الاسناد وهو موقوف ضعيف الاسناد وهو موقوف لان سالم مولى عبد الله ابن عمر اه يبدو ان فيه جهالة. نعم قال رحمه الله تعالى باب لا يسلم على فاسق قال حدثنا سعيد بن ابي مريم قال حدثنا بكر بن مضر قال حدثنا عبيد الله بن زحر عن حبان بن ابي جبلة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال لا تسلموا على شراب الخمر ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب لا يسلم على فاسق وايضا عقد بعدها ترجمة في السلام على اصحاب المعاصي وسيأتي ايضا تراجم اخرى تتعلق بمن يلقى عليهم السلام فهي موضوعات تؤجل الى لقائنا القادم باذن الله تبارك وتعالى واحب ان انبه ان الدرس يتوقف لمدة يومين او ليلتين نعود ان شاء الله ليلة يوم السبت القادم آآ ليلة الاحد نتوقف الخميس والجمعة ونعاود باذن الله تبارك وتعالى يوم السبت نسأل الله عز وجل ان يمن علينا اجمعين بالعلم النافع والعمل الصالح وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يبارك لنا في اعمالنا واوقاتنا وذرياتنا وازواجنا وان يجعلنا مباركين اينما فكنا وان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشائخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. امين يقول السائل هل لنا ان نفعل كما فعل ابن عمر من الخروج الى السوق من اجل السلام فقط ولا يخفى عليكم ما في السوق من الفتن وانها شر بقاع الارض هنا ملحظ مهم من السائل وهو قضية الاسواق وما فيها الان من فسوء المنكرات في اغلبها او في كثير منها وما يوجد من تبرج او سفور او نحو ذلك اذا كان الذاهب بذهابه يعرض نفسه للفتنة فدرء المفاسد مقدم على جذب المصالح اذا كان اه بذهابه يتعرض للفتن يخشى على دينه ان يفتن في تلك الاسواق فلا يجوز له ان يذهب لان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح اما اذا كان يذهب لهذه الخصلة التي ذكر ابن عمر او جاءت عن ابن عمر رضي الله عنهما وايضا المناصحة بالحسنى وبالكلمة الطيبة فيما لو تهيأ له ذلك وتيسر له ذلك فان هذا باب خير يؤجر عليه باذن الله تبارك وتعالى يكون ملقيا للسلام وناصحا للاخوان ومنبها لهم فيستفيد ويفيد. نعم نعم يقول السائل اذا كنت في محاضرة او درس علمي فهل اسلم ان كنت خارجا مجالس العلم التي منشغل فيها الناس بالمذاكرة والتعلم اذا كان في القاء السلام عليهم شغلا لهم عن العلم الذي هم مشتغلون به فلعل القيام عدم السلام مراعاة لذلك قد يكون هو الاولى وان القى السلام ولا سيما على من هم قريبين منه دون ان يقطع على الجميع درسهم ومتابعتهم فلا بأس بذلك يقول فضيلة الشيخ اذا جلس احدنا في مجلس الكلام فيه عن امور الدنيا ثم في اخره اتى بكفارة المجلس او قام مسلما على الجميع هل يدخل هذا في حكم المجالس التي لم يذكر الله فيها المجالس التي هذه صفتها مجالس في امور الدنيا لا ليس فيها آآ ليس فيها امور محرمة او اشياء من كرة ولا ايظا فيها آآ اشتغال بالعلم والنفع الديني والفائدة الدينية وانما هي مجالس دنيوية بحتة فهذه لا لك ولا عليك لا لك ولا عليك ولكنك تكون اه خاسرا من جهة من جهة انك فوت على نفسك مجلسا دون ان تحظى فيه بذكر لله تبارك وتعالى دون ان يكون منك فيه ذكر لله تبارك وتعالى ولهذا حتى المجالس التي فيها بعض المصالح او الاعمال الدنيوية ينبغي ان تعطر بذكر الله عز وجل وان تشغل بذكر الله عز وجل ومن الذكر عندما يتحدث الانسان يقول هذه من نعمة الله وهذا فضل الله ونحمد الله عز وجل ويتحدث وهو ماظ على هذه الحال يذكر الله سبحانه وتعالى. واذا ذكر الاخ شيئا قال الحمد لله هذي من نعمة الله عليك ونحو هذا كله من الذكر لله سبحانه وتعالى او يذكر حديثا يتعلق بموظوع او اية او حكما لان الذكر في المجالس ليس مقتصرا على التسبيح والتحميد والتهليل بل هو اعم من ذلك ولهذا مجالس العلم التي يبين فيها الحلال والحرام وتوضح فيها الاحكام هي من ذكر الله قوله عليه الصلاة والسلام اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر المراد بحلق الذكر مجالس العلم التي يبين فيها الحلال والاحكام ولهذا يذكر ان احد السلف كان في في مجلس يعلم الناس الاحكام الفقه وكان في المجلس شاب فقطع الدرس قال يا قوم اذكروا الله قطع الدس قال اذكروا الله يا اخوان سبح وهللوا فغضب عليه ابو ابو السوار النهدي رحمه الله غضب عليه وقال ونحن من اليوم في ماذا كنا؟ المجالس العلم هي مجالس ذكر لله التي يبين فيها الحلال والحرام والاحكام نعم اذا دخل الرجل المسجد ووصل الى الصف هل يسلم بصوت عال على من دخل قبله اذا كانت الصلاة قائمة لا يسلم. اما اذا كانوا لم يصلوا يسلم على اه اخوانه الجالسين في المسجد يلقي عليهم السلام. اما اذا كانت الصلاة قائمة وهم منشغلين بها فلا يلقي عليهم السلام. نعم يقول ما سبب وجود احاديث ضعيفة في كتاب الادب المفرد الامام البخاري رغم انه صاحب اصح كتاب بعد كتاب الله كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى لم يشترط فيه الصحة كما صنع في كتابه الصحيح كتابه الصحيح اشترط فيه الصحة والصحة التي اشترطها في صحيحه من اعلى درجات الصحة وكتابه الادب الذي هو ضمن كتابه الصحيح هو على شرطه اما هذا الكتاب وهو كتاب الادب المفرد لم يشترط فيه رحمه الله الصحة وطريقته وجادته فيه طريقة اهل العلم في مصنفاتهم التي لم يشترطوا فيها هذا الشرط ومن اسند برئت ذمته اذا ذكر لك الاسناد الاسناد بين يدي اهل العلم ومن خلال الاسناد يميزون بين اه الصحيح والضعيف والاحاديث الظعيفة آآ يستفاد من من بعضها في المتابعات وفي الشواهد قد يتقوى اه الظعيف بظعيف اخر لا يكون ظعفهما شديدا وقد يذكر الحديث في الباب آآ استئناسا ولكونه يشهد للباب عموما فلاهل العلم في ذلك اغراظ على كلنا الامام البخاري رحمه الله تعالى لم يشترط في هذا الكتاب الصحة وكل حديث يذكره يسوقه باسناده ومن اسند فقد احال نعم يقول عندنا في بلدنا يوجد في بعض المقابر اضرحة وبعض عامة الناس يوصي بالدفن فيها فما حكم تنفيذ هذه الوصية؟ علما بان الضريح يكون داخل سور هذه المقبرة اذا كان مقصود السائل بالاضرحة ابنية على القبور مرتفعة فهذا منكر وحرام ومن ذرايا الشرك واسبابه وقد قال وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه قال الا تدع قبرا مسرفا الا سويته ولا صورة الا طمستها لان الصور والقبور المسيدة المرتفعة من اعظم ذرائع الشرك في قديم الزمان وحديثه ولهذا في والحديث الاخر قال اولئك شرار الخلق لذا اذا مات فيهم الرجل الصالح اتخذوا له صورا وبنوا على قبره مسجدا او كما قال عليه الصلاة والسلام فاتخاذ القبور او الابنية على القبور ورفعها وتشييدها وايضا اه اتخاذ الصور والاحتفاظ بها للصالحين هذا من اعظم ذراع الشرك واسبابه في قديم الزمان وحديثه واذا كانت القبور بهذه الصفة فهذه قائمة على منكر ويدفن الموتى في قبور ليس فيها هذا المنكر وهذه المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليه الصلاة والسلام انما نهى عن ذلك لما يفضي اليه من الشرك ولكونه ذريعة من ذرائعه ومفض اليه وهذا معروف في واقع كثير من الناس الذين ابتلوا بمثل هذه الاضرحة والتشييد لها والزخرفة والتزيين كيف انها سلبت قلوب العامة وخطفت نفوس الجهود واصبحوا يعكفون عندها داعين وسائرين ومتبركين ومستنجدين الى غير ذلك من المخالفات التي هي مصادمة للتوحيد ومنافية له. نسأل الله عز وجل السلامة لنا اجمعين وان يحفظ علينا ديننا انه تبارك وتعالى سميع مجيب جزاكم الله خيرا سبحانك الله وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك