بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى وغفر له وللشارع والسامعين في كتابه الادب المفرد باب كيف الاستئذان قال حدثنا عبد الله ابن ابي شيبة قال حدثني يحيى ابن ادم عن الحسن ابن صالح عن سلمة ابن عن سلمة ابن كهيل عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال استأذن عمر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال على رسول الله السلام عليكم ايدخل عمر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال البخاري رحمه الله تعالى باب كيف الاستئذان اي من اراد ان يستأذن على غيره كيف يفعل ما هي الطريقة المشروعة لمن اراد ان يستأذن عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة لبيان ذلك واورد حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال استأذن عمر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام على رسول الله السلام عليكم ايدخل عمر وهذا الحديث فيه بيان كيف الاستئذان وان المشروع في حق من اراد ان يستأذن ان يبدأ اولا بالسلام ثم بعد ذلك يطلب الاذن بالدخول ولا يقدم طلب الاذن بالدخول على الاستئذان وقد مر معنا الاشارة الى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام فطريقة او كيفية الاستئذان هي ان يسلم اولا يقول السلام عليكم ثم يقول اادخل او تأذن لي بالدخول او نحوها من الفاظ الاستئذان نعم قال رحمه الله من قال باب من قال من ذا؟ فقال انا قال حدثنا ابو الوليد قال حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرا رضي الله عنه اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على ابي. فدققت الباب. فقال من ذا؟ فقلت انا. قال انا انا كانه كرهه ثم قال رحمه الله تعالى باب من قال من ذا فقال انا من قال من ذا؟ هذه يقولها صاحب البيت او المستأذن عليه ليتعرف على من الطارق او من القادم او من المستأذن؟ فيقول من ذا؟ او من عند الباب او من هذا قال فقال انا البخاري رحمه الله عقد هذه الترجمة لبيان ان قول المستأذن انا اذا سئل من هو غير كافية قول انا غير كافية لانها ليس فيها تعريفا به ولا ازالة للابهام المسؤول عنه لان من قال من ذا اذا اذا سلم المسلم قال السلام عليكم اادخل وقال مندا وعليكم السلام من فقال انا كلمة انا ليست مزيلة للابهام الذي لاجله سأل صاحب الدار من ذا فلا يزول الابهام بهذه الكلمة يبقى الابهام على حاله ولهذا وجودها لا قيمة له وقولها لا لا يفيد ولهذا الاصل اذا سئل الانسان سواء طرق على الشخص بيته او في زماننا هذا اتصل على هاتفه ثم قال المتصل عليه او المستأذن عليه في بيته من ايمان المستأذن او من المتصل لا يقول انا لان هذه الكلمة ليست مزيلة للابهام ومن الخطأ ما يفعله بعض الناس عندما يستأذن او يتصل على احد في هاتفه ويطلب او يحمله على التعرف على صوته. من خلال انا او قول لم تعرف المتصل او نحو ذلك. من الخطأ ان يحمل المتصل عليه او المستأذن عليه في بيته على معرفة صوت الانسان يقول انا ثم يقول له من؟ يقول انا ما تعرفني فهذا فيه حمل الشخص على معرفة الانسان من خلال صوته وهذا كما نص اهل العلم خلاف الادب خلاف الادب ان يحمل المستأذن عليه او المتصل عليه على التعرف على الشخص من خلال الصوت الصواب في في هذا الباب ان يجيب مباشرة من فلان واذا كان ذكر الاسم مجردا لا يزيل الابهام ايضا يزيد في البيان اذا كان ذكر الاسم مجردا لا لا يزيل الابهام يوضح ذلك قصته زينب بنت عبدالله بن مسعود عندما اتت النبي عليه الصلاة والسلام واستأذنت فقال من قيل زينب قال اي الزيانب فاذا كلمة زينب لا لا تزيل الابهام قيل زوجة ابن مسعود فاذا كان الاسم مجردا ايظا لا يزيل الابهام يأتي بالاسم او باللقب الذي يوضح من هو فهذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان هذا الادب في الاستئذان اذا سئل المستأذن في الدخول ومثله المتصل على هاتف الشخص يعرف بنفسه مباشرة دون ان يحمي الذهن المتصل عليه الى الكد في البحث عن شخصية الشخص او اسم الشخص قال اورد هنا حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على ابي فدققت الباب فقال من ذا هذا استفهام عن من النبي عليه الصلاة والسلام عن من الذي يدق الباب؟ قال من ذا قال فقلت انا جابر اجاب على هذا السؤال بقوله انا ونحن عرفنا ان كلمة انا لا تزيل الابهام الابهام باق على حاله ولو كان الابهام زائلا بكلمة انا لا زال قبلها بالسلام. السلام عليكم لان من يقول انا هذا في حمل للشخص الى الى التعرف علي من خلال صوته فهذه الكلمة ليست مزيلة للابهام ولهذا كره النبي عليه الصلاة والسلام هذا الجواب كره هذا الجواب فلما قال جابر انا قال النبي عليه الصلاة والسلام انا انا اي كراهية لهذا الجواب فتكرار الكلمة يأتي على وجه الانكار تكرار الكلمة يأتي على وجه الانكار وقريبا مر معنا نظيرا لذلك قريبا مر معنا نظيرا لذلك كررت الكلمة على وجه الانكار من يذكر ذلك بدون تقليب للاوراق ها ارفع صوتك لأ مرت معنا قريبا كم رقم الاثر؟ شف اربع مئة وسبعين الباب الف وستة وعشرين. نعم. الحديث رقم الف وستة وعشرين قال فقلت انا قال انا انا كانه كرهه. قال انا انا كانه كرهه اي كره منه هذا التكرار انا انا فاذا يؤتى بهذا التكرار على وجه الانكار الشاهد ان كلمة انا او قول المستأذن لهذه الكلمة لا يزيل الابهام والابهام باق على حاله والذي ينبغي ان يكون هو ان يذكر اسمه او لقبه او كنيته وايضا مر معنا قريبا لما استأذنت ام هاني على النبي عليه الصلاة والسلام قال من؟ قالت ام هاني فهذه الطريقة صحيحة وايضا اجابة بريدة في الحديث القادم نعم قال رحمه الله حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا الحسين قال حدثنا عبد الله ابن بريدة عن ابيه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى المسجد وابو موسى يقرأ فقال من هذا؟ فقلت انا بريدة جعلت فداك. فقال قد اعطي هذا مزمارا من مزامير في ال داود ثم اورد رحمه الله تعالى فهذا الحديث وفيه قول بريدة لما قال النبي عليه الصلاة والسلام من هذا؟ قال انا بريدة قال انا بريدة فهذه الاجابة هي التي ينبغي ان تفعل او يصار اليها عندما يستأذن الشخص يسمي نفسه او يذكر كنيته او لقبه بحيث يعرفه المستأذن عليه؟ نعم قال رحمه الله باب اذا استأذن فقيل ادخل بسلام قال حدثنا ما لك بن اسماعيل قال حدثنا اسرائيل عن ابي جعفر الفراء عن عبدالرحمن بن جدعان قال كنت مع عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فاستأذن على اهل بيت فقيل ادخل بسلام فابى ان يدخل عليهم ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب اذا استأذن فقال ادخل بسلام اي قال صاحب البيت او المستأذن عليه قال ادخل بسلام وهذه الكلمة ادخل بسلام هي اخبار هي نوع من الاخبار ولهذا كره عبدالله بن عمر كما سيأتي كره هذه الاجابة ادخل بسلام لان من يدخل الاخبار عنه بانه داخل بسلام ادخل بسلام اه اخبار بما لا يدرى عنه اخبار بما لا يدرى عنه والاصل ان تسلم عليه بمعنى ان تدعو له بالسلام ويرد عليك بالمثل اما ان يخبر او يذكر على وجه الاخبار ادخل بسلام فلا يدرى هل الدخول بسلام او بغيره ولهذا كره عبد الله ابن عمر ذلك ولما استأذن على اهل بيت فقالوا ادخل بسلام رجع وتركهم ورجوع ابن عمر هنا و عدم الدخول اشعارا منه بكراهيته لهذه الكلمة. وعدم صلاحية قولها وعدم صلاحية قولها قال عن عبدالرحمن بن جدعان كنت مع عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فاستأذن على اهل بيت فقيل ادخل بسلام فابى ان يدخل عليهم فابى ان يدخل عليهم اباء ابن عمر رضي الله عنه الدخول لان هؤلاء فذكروا هذه الكلمة التي فيها اخبار ان دخوله بسلام ولا يدرى الدخول حال الدخول ايكون بسلام او بغير سلام يوضح ذلك ما رواه اه ابن ابي شيبة في المصنف عن ابي مجلز رحمه الله قال كان ابن عمر اذا استأذن فقيل له ادخل بسلام رجع قال لا ادري ادخل بسلام ام بغير سلام قال لا ادري ادخل بسلام ام بغير سلام فاذا كانوا يخبرون او يأتون بهذه الكلمة على وجه الاخبار فلا يدرى هل الداخل دخل بسلام او بغير ذلك لكن المشروع ان تسلم عليه تدعو له لا ان تخبر عن حال دخوله بانه دخول بسلام وهذه الكلمة دل القرآن على انها تقال لاهل الجنة ادخلوها بسلام امنين فمن يدخل على شخص في بيته لا يقال له ادخل بسلام لا يقال ادخل بسلام وانما يسلم عليه فهذه الكلمة جمعت بين خطأين الاول عدم الاتيان بالمشروع وهو الدعاء السلام عليكم والخطأ الثاني الاخبار عن عن الدخول انه بسلام ولا يدرى كما قال ابن عمر فهل هو بسلام ام بغير سلام؟ ولهذا لا لا تقال هذه الكلمة للداخل وانما يرد السلام عليه اذا قال السلام عليكم يقال وعليكم السلام وان زيد على ذلك فيزاد بالترحيب مثل مرحبا او حياك الله او اهلا او نحو ذلك من الالفاظ التي مر معنا شيء منها عند المصنف رحمه الله تعالى نعم. قال رحمه الله باب النظر في في الدور. قال حدثنا ايوب ابن سليمان قال حدثني ابو بكر ابن ابي اويس عن سليمان عن كثير ابن زيد عن الوليد ابن رباح ان ابا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل البصر فلا اذن ثم اه قال رحمه الله تعالى باب النظر في الدور النظر في الدور اي داخل البيوت ومر معنا ان الاستئذان انما جعل لاجل النظر والدور محرمة ومحترمة ولا يحل للانسان ان ينظر الى داخل الدور لا تلصصا مع ثقب باب ولا ايظا وقوفا امام الباب بحيث اذا فتح الباب وقعت العين على قاع البيت او داخل البيت ولا ايضا تلصصا على البيوت من بعد من نافذة او نحو ذلك بان يطلع على احواش الناس في بيوتهم او نحو ذلك كل ذلكم حرام كل ذلكم حرام واشد ايظا حرمة في هذا الباب استعمال الوسائل الحديثة مثل المقرب للبعيد يتلصص من بعد على عورات المسلمين مستأملا الناظور الذي يقرب من بعيد فهذا كله جرم واثم وحرام والله سبحانه وتعالى حسيب من فعل ذلك ومطلع عليه ويجب على المسلم ان يتقي الله عز وجل في عورات المسلمين حرمات المسلمين فلا يعتدي عليهم وكما ان كل انسان لا يرظى شيئا من ذلك لاهله فليتق الله في بيوتات المسلمين كما انه لا يرضى شيئا من ذلك لاهله فيجب عليه ان يتقي الله في بيوتات المسلمين وكما يدين المرء يدان ولهذا يجب على الانسان ان يتقي الله عز وجل بنفسه وفي اه بيته وفي بيوت المسلمين والا يعتدي عليهم بشيء من ذلك قال باب النظر في الدور عقد هذه الترجمة لبيان حرمة ذلك وانه لا يحل لاحد ان ينظر الى دور المسلمين فيطلع على العورات سواء من خلال ثقب الباب او من خلال الوقوف امام الباب عندما يفتح لتقع عينه على ما بداخل البيت او اي طريقة كانت لا يحل النظر في الدور والاستئذان طلب الاذن في الدخول انما جعل لاجل النظر فاذا دخل النظر داخل البيت ما فائدة الاستئذان اذا اذا كان النظر دخل ووصل الى داخل البيت فما فائدة الاستئذان اذا اورد رحمه الله تعالى اول ما اورد في هذه الترجمة حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل البصر فلا اذن والحديث مر معنا قريبا اذا دخل البصر اي اذا وصل البصر الى داخل البيت ما حاجة الشخص ان يقول آآ اتأذن لي ان ادخل لان اصلا الاذن انما جعل لاجل البصر فاذا كان البصر دخل في داخل البيت فلا اذن اي لا حاجة للاذن ما اصبح للاذن قيمة ما هي قيمة الاذن اذا كان بصر الانسان وصل الى داخل البيت وهذا معنى قوله اذا دخل البصر فلا اذن والمعنى صحيح لكن الحديث سبق التنبيه على ضعفه وعدم ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لان في اسناده كثير بن زيد وهو ضعيف نعم قال رحمه الله حدثنا محمد ابن كثير قال اخبرنا سفيان عن ابي اسحاق عن مسلم ابن نذير قال استأذن رجل على حذيفة فاطلع وقال ادخل؟ قال حذيفة اما عينك فقد دخلت واما اشتك فلم تدخل. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن مسلم ابن نزير عن مسلم ابن نزير قال استأذن رجل على حذيفة اي استأذن عليه في بيته ليدخل فاطلع معنى اطلع اي انا نظره دخل داخل البيت وصل الى داخل البيت فاصبح اذا الاستئذان لا قيمة له لان الاستئذان انما جعل من اجل النظر فاذا كان النظر وصل الى داخل البيت فما فائدة الاستئذان اذا ولهذا انكر عليه حذيفة رضي الله عنه صنيعه هذا بشدة مبينا سوء فعاله وسوء تصرفه حيث ادخل بصره داخل البيت اطلع ثم يطلب الاذن قال اطلع قال ادخل قال حذيفة اما عينك فدخلت التي يعني جعل الاستئذان من اجل البصر العين دخلت العين وصلت داخل البيت باطلاعك هذا المنكر قال اما عينك فدخلت واما استك فلم تدخل الاست مؤخرة الانسان ومقعدته وهذا قاله له على وجه الانكار والاستهجان لصنيعه وفعله وبيان قبح ما فعل ان العين طلعت على البيت ودخلت فقال اما عينك فدخلت واما استك فلم تدخل قال ذلك رضي الله عنه وارضاه على وجه الانكار وبيان ان الاستئذان في مثل هذه الحال لا فائدة له ان الاستئذان في مثل هذه الحال لا فائدة لا فائدة له. ما فائدة الاستئذان ممن بصره وصل الى داخل البيت نعم قال رحمه الله وقال رجل استأذن على امي قال ان لم تستأذن رأيت ما يسوؤك ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر وقد مر معنا قريبا ان رجلا قال لحذيفة رضي الله عنه استأذن على امي قال ان لم تستأذن رأيت ما يسوؤك ان لم تستأذن رأيت ما يسوؤك اي رأيت ما تكره ان تراه وما لا يحل لك ان تراه وهذا مر معنا في باب يستأذن على امه يستأذن على امه ومن لم يستأذن على امه ودخل عليها في مكانها الخاص بها قد يرى منها ما يكره يرى منها ما لا يحل له ان يراه كأن تكون تبدل ثيابها او نحو ذلك فيرى ما لا يحل له ان يراه ولهذا الاصل ان يستأذن الرجل على امه على اخته على محارمه اذا كانوا في مكانهم الخاص حتى لا يرى ما يسوؤه نعم قال رحمه الله حدثنا موسى وقوله ان لم تستأذن رأيت ما يسوؤك هذا فيه تنبيه للترجمة وهو النظر النظر للدور وان الاستئذان هو العلاج حتى لا يقع نظر من الانسان لما لا يحل لا يظبط هذه المسألة في الدور الا الاستئذان ولهذا ينبغي ان يعرف ان الاستئذان ادب اسلامي رفيع جدا وهو من منة الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين والا لو لم يكن ثمة استئذان يا يكثر اطلاع الانسان على ما يسوؤه وعلى ما لا يحل له ان يراه لكن جعل هذا الاستئذان باذن الله صماما في الباب يمنع من حصول اي شيء من ذلك فاذا ما تقيد المسلمون بهذا الادب الرفيع تحققت لهم هذه الفظيلة وهذه الخيرية بان تبقى العورات مصونة لا يطلع عليها احد والعورة تسمى سوءة العورة تسمى سوءة كما في قوله تعالى يا بني ادم آآ يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما سمى العورة سوءة لانه يسوء كل احد انكشافها والاطلاع عليها فسماها سوءة لماذا سميت العورة سوءة؟ لان كل احد يسوؤه ان يطلع عليها ولهذا قال هنا آآ ان لم تستأذن رأيت ما يسوؤك ايضا يسوءك انت ويسوء من اطلعت عليه يسوءك انت لان امك ومحرم لك فاطلعت عينك منها ما لا يحل الا ان تطلع عليه وايضا يسوء هذا الذي اطلعت على شيء من عورته لانك دخلت بدون استئذان والعورة سوءة لان كل احد يسوؤه ان يطلع عليها قال سوءة في الاية وايضا تأتي في كثير من النصوص وهنا لاحظوا ملحظا مفيدا يستفاد من قوله من قوله تبارك وتعالى قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذكر هنا في هذه الاية جل وعلا لباسين ذكر لباس التقوى وهو جمال للباطن قلب الانسان وذكر اللباس الظاهر وهو القمص والازر وغيرها مما يلبسه الانسان ويستر به عورته فلاحظ هنا ارتباط بين اللباسين لباس التقوى ولباس الظاهر فاذا نزعت التقوى من القلب واصبح القلب ليس فيه تقوى لله يذهب عنها الحياء ويذهب عنه الخشية ويذهب عنه الخوف من الله تبارك وتعالى. وحينئذ يحصل التعري لان بعض الناس لذهاب التقوى من قلبه لا يسوءه ان تكشف عورته والعياذ بالله بعض الناس بسبب ذهاب التقوى من قلبه لا يسوؤه ان تنكشف عورته بل لا تنكشف او لا تنكشف الامر عنده ثواب لذهاب التقوى وذهاب الحياء وذهاب الخوف من الله تبارك وتعالى فكون العورة سوءة هذا في حق الذي يخاف الله ويراقب الله ويتقي الله سبحانه وتعالى. اما اذا ذهبت هذه المعاني العظيمة من القلب وترحلت من النفس فان الانسان لا يبالي ولا يصبح عنده سوءة لا يصبح عنده سوءة ليس يسوءه ان تنكشف عورته ولهذا حصل انحلال عظيم وكبير جدا وتعري وتفسخ وقلة حياء ووقاحة في هذا الباب ممن ذهبت التقوى من قلوبهم وذهب الايمان من نفوسهم وظعف الدين ورق وذهبت الخشية وذهب الحياء وجاء في الحديث ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت اذا ذهب الحياء وانتزع من القلب والعياذ بالله ما يبالي الانسان ذكرا كان او انثى بهذه المعاني العظيمة. نعم قال رحمه الله حدثنا موسى قال حدثنا ابان ابن يزيد قال حدثني يحيى ان اسحاق بن عبد حدثه عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان اعرابيا اتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فالقم عينه خصاصة الباب اخذ سهما او عودا محددا فتوخى الاعرابي ليفقأ عين الاعرابي فذهب فقال اما انك لو ثبت لفقأت عينك ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن انس هذا الحديث عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان اعرابيا اتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فالقم عينه قصاصة الباب قصاصة الباب اي الفرجة التي في او الثقب الذي في الباب ومعنى القم عينه اي جعل الثقب الذي في الباب لعينه كاللقمة بحيث ان عينه محتوية الثقب مطلعة على ما بالداخل مطلعة على ما ما بالداخل فقال القم عينه خصاصة الباب قال فاخذ سهما او عودا محددا فتوخى الاعرابي ليفقأ ليفقأ عين الاعرابي فذهب يعني كانه انتبه لذلك فذهب وابتعد عن الباب قال فذهب قال اما انك لو تبتل فقأت عيناك وعرفنا في باب ماظي ان العين التي تصنع مثل هذا الامر اصبحت هدرا لا حرمة لها ولهذا لو فقع عينه فعلا لا اثم عليه ومر علينا في الحديث قال لا جناح عليه اي لا اثم عليه فلا يكون على من صنع ذلك اثم لو فقع عينه ولا يظمن ايظا لان من صنع ذلك اهدر عين نفسه بهذا الصنيع المنكر. ومر معنا سابقا عند المصنف بابا جمع فيه رحمه الله تعالى جملة من الاحاديث الواردة في الباب نعم قال رحمه الله حدثنا عبد الله ابن يزيد قال حدثنا شعبة عن عطاء ابن دينار عن عمار ابن سعد عن عمار بن سعد التجيبي قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من ملأ عينيه من قاعة بيت قبل ان يؤذن له فقد فسق ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر موقوفا على عمر رضي الله عنه وارضاه قال من ملأ عينه من قاعة بيت يعني قاع البيت وسط البيت وقعر البيت فمن ملأ عينه من قاعة بيت قبل ان يؤذن له يعني ان يكون صنع ذلك على وجه الاطلاع والاختلاس ويدخل عينه الى قاع البيت دون ان يؤذن له بالدخول فقد فسق والفسق هو الخروج عن طاعة الله الفسق هو الخروج عن طاعة الله وهذا الاثر فيه بيان ان الاطلاع على العورات في البيوت وادخال النظر الى البيوت نوع من الفسق نوع من الفسق ولا يصنع ذلك من في قلبه آآ ايمان اه كامل ومن كان محققا للايمان فوجود ذلك دليل على نقص الايمان ووجود فسق في من يصنع هذا الامر او يفعل هذا الصنيع قال فقد فسق عمار التجيبي الذي يروي هذا الاثر عن عمر لم يدرك عمر ولهذا ظعف الاسناد بذلك نعم قال رحمه الله حدثنا اسحاق بن العلاء قال حدثني عمرو بن الحارث قال حدثني عبد الله ابن سالم عن محمد ابن الوليد قال حدثنا يزيد ابن شريح ان ابا حي اذن حدثه ان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرئ مسلم ان ينظر الى جوف بيت حتى يستأذن فان فعل فقد دخل ولا يؤم قوما فيخص نفسه بدعوة دونهم حتى ينصرف. ولا يصلي وهو حاقن حتى يتخفف. قال ابو عبد الله اصح ما يروى في هذا الباب هذا الحديث ثم ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة بهذا الحديث حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرئ مسلم ان ينظر الى جوف بيت حتى يستأذن. جوف البيت قاع البيت. وداخل البيت فلا يحل له ان ينظر الى داخل البيت او الى جوف البيت حتى يستأذن اي من صاحب الدار اما بدون اذن فلا يحل وانما جعل الاستئذان من اجل النظر قال حتى يستأذن فان فعل اي نظر الى جوف البيت دون استئذان فقد دخل فقد دخل يعني هو والداخل امرهما سواء لان الداخل اه الذي وصل الى داخل بيت باذن من صاحب الدار مثله هذا الذي ادخل عينه الى داخل البيت لكن الاول دخوله كان باذن وابعد عن طريقه ما لا يحل له ان يراه بعد او حين اذن له اما هذا الذي ادخل نظره ادخله ادخالا محرما فقد تقع عينه عينه على ما لا يحل له ان يراه فاذا قوله فقد دخل آآ اي ان صنيعه هذا يعد نوعا من الاثم والجناية على صاحب البيت لانه ادخل عينه داخل البيت بدون اذن كأنه دخل بنفسه داخل البيت. كانه هو بجرمه وبنفسه دخل داخل البيت لان العين دخلت واطلعت على ما ما بداخل بيت فاصبح ليس هناك فرق بين ان يكون قد دخل مباشرة بدون استئذان او ادخل عينه داخل البيت دون ان يستأذن من صاحب الدار هذا معنى قوله آآ فان فعل فقد دخل اي دخل دخولا محرما دخل دخولا محرما لا يحل له قال ولا يؤم قوما فيخص نفسه بدعوة دونهم حتى ينصرف اي لا يحل له ان يؤم قوما اي ان يكون لهم اماما يصلي بهم ثم وهو يصلي بهم يخص نفسه بدعوة دونهم يخص نفسه بدعوة دونهم فهذا لا يحل له لا يحل له وقد نبه الشيخ الالباني رحمه الله الى ان هذه الجملة لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فيه يزيد ابن شريح مقبول والمقبول لا لا يحتج بحديثه الا اذا وجد له متابع كهذه الجملة ليس فيها اه متابع ليزيد او شاهد له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا تبقى هذه الجملة ضعيفة غير ثابتة لكن على فرض ثبوتها حملها اهل العلم على محمل صحيح على فرض ثبوتها حملها اهل العلم على محمل صحيح لا يعارض الاحاديث التي تدل على جواز ان يخص نفسه بالدعاء في سجوده وفي اه في ايضا قبل قبل السلام وبعد التشهد ثبت ادعية مأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام فيها تخصيص للنفس بالدعاء. مثل اللهم اغفر لي اه ذنبي كله دقه وجله اوله واخره ومثل ربي اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا في حديث ابي بكر واحاديث كثيرة جدا فيها تخصيص النفس بالدعاء فيكون قوله هنا لا يحل امرئ آآ قول هنا لا يؤم قوما يخص نفسه بالدعاء يحمل على الدعوات التي فيها تأمين الدعوات العامة التي فيها تأمين مثل القنوت مثل القنوت لا يحل للامام اذا قنث بالناس في هذه الدعوة العامة للجميع ان يخص نفسه بالدعاء ثم هم من ورائه يؤمنون على شيء يخصه دونهم هذا لا يحل له ويحمل الحديث على هذا المعنى. اما الامام في سجوده وفي دعائه قبل السلام كونه يخص نفسه بالدعاء نشأ عليه في ذلك بل هذا هو المشروع في حقه فاذا هذا الحديث على فرض ثبوته يحمل على الدعوات العامة التي تكون في الصلاة مثل القنوت في النوازل او مثلا القنوت في صلاة الوتر فلو ان الايمان في القنوت في صلاة الوتر اخذه يخص نفسه في الدعاء يمد يديه والناس من وراءه صفوف ويقول اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم يسر لي كذا اللهم من علي بكذا والناس من ورائه يؤمنون على حاجتهم ودون حاجتهم هذا لا يحل له لا يحل له لان هذه دعوة عامة يشتركون فيها كلهم كلهم ولهذا في مثل هذه الدعوة يحمل هذا الحديث على مثل هذه الدعوة الدعوة العامة نعم قال ولا يصلي وهو حاقن حتى يخفف او يتخفف الحاقن هو الذي يحبس البول فلا يحل له حتى يتخفف اي حتى يتبول ويؤدي صلاته اه طمأنينة وارتياح قال ولا يصلي وهو حاقن حتى يتخفف الشاهد من الحديث للترجمة هو الجملة الاولى من هذه الجمل الثلاثة التي وردت في الحديث نعم قال رحمه الله باب فضل من دخل بيته بسلام قال حدثنا هشام ابن عمار قال حدثنا صدقة ابن خالد قال حدثنا ابو حفص عثمان ابن ابي العاتقة قال حدثني سليمان ابن حبيب المحاربي انه سمع ابا امامة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث كلهم ضامن على الله ان عاش كفي وان مات دخل الجنة من دخل من دخل بيته بسلام فهو ظامن على الله عز وجل. ومن خرج الى المسجد فهو ظامن على الله ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله ثم قال رحمه الله تعالى باب فضل من دخل بيته بسلام فضل من دخل بيته بسلام اي دخل بيته مسلما على اهله وبيان آآ ان القاء السلام عند دخول البيت بركة على الانسان وعلى اهل بيته وظمان له بالتوفيق والتيسير والسعادة والفلاح في الدنيا والاخرة فهذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان فضيلة الدخول للبيوت بالسلام بحيث اول ما يدخل البيت يلقي السلام تحية من عند الله مباركة طيبة عليه وعلى اهل بيته. فالترجمة معقودة لبيان فضيلة السلام عند دخول البيوت واورد حديث ابي امامة الباهلي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة كلهم ضامن على الله ثلاثة كلهم ضامن على الله ومعنى ضامن على الله اي صاحب ضمان له ضمان ضمان اي صاحب ضمان له من الله تبارك وتعالى منة من الله عليه بان يحفظه بان يسدده بان يوفقه فله ظمان من الله عز وجل اذا فعل الخصال التي تذكر في هذا الحديث ثلاثة كلهم ضامن على الله ان عاش كوفي وان مات دخل الجنة اي ان هذا مظمون له ظمان على الله اي ان هذا مظمون له ان عاش كفي كفاه الله ما اهمه ان عاش كوفي وان مات دخل الجنة وهذا يدلنا على عظم شأن هذه الخصال الثلاث المذكورة في في الحديث الاولى منها قال من دخل بيته بسلام من دخل بيته بسلام اي دخل بيته ملقيا السلام على اهل البيت من دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل وعرفنا معنى ضامن اي صاحب ضمان له ظمان منة من الله عليه بالتوفيق والتسديد والتيسير والحفظ والوقاية والكفاية ودخول الجنة له ضمان من الله سبحانه وتعالى بذلك اذا دخل بيته بسلام وهذا يا اخوان يدل على اهمية عناية المسلم بالقاء السلام في كل مرة يدخل بيته بمعنى ان يكون اولى اهتماماتك عند دخول البيت القاء السلام وتحاول الا يفوتك ولا مرة حتى تفوز بهذا الظمان العظيم ولغة الضمان تحكي عند الناس لغة الضمان تحكي عند الناس ولها وقع في القلوب لكن وقعها عند كثير من الناس اكبر في امور الدنيا ولهذا اذا جاء يشتري بضاعة يقول عليها ضمان ولا ما عليها ضمان اذا كان عليها ظمان من تاجر لا يدري عن عن مصداقية كلامه او عدم مصداقية كلامه يقبل على البضاعة ويرتاح لها فلغة الضمان لها وقع في النفوس وفي في في امور الدنيا لكن هنا ظمان شأن اخر ومقام رفيع ضمان من الله سبحانه وتعالى بان تكفى ما اهمك في دنياك وتدخل الجنة يوم القيامة والظامن رب العالمين سبحانه وتعالى والشيء المظمون لك ما هو دخول الجنة يوم القيامة والكفاية في الدنيا والكفاية في الدنيا والاعمال التي تنال بها هذا الظمان اعمال يسيرة جدا نظير هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح اظمنوا لي ستا من انفسكم اظمن لكم الجنة اصدقوا اذا حدثتم واوفوا اذا وعدتم وادوا اذا اؤتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا ابصاركم وكفوا ايديكم فهذه ست خصال يسيرة على من يسره الله تبارك وتعالى عليه ومن اعتنى بها وحافظ عليها ضمن له النبي عليه الصلاة والسلام دخول الجنة. الظامن هنا رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى والمظمون هو دخول الجنة وامور الظمان او الامور التي ينال بها الضمان ستة امور من ايسر ما يكون على من يسرها الله تبارك وتعالى عليه قال ومن خرج الى المسجد فهو ضامن على الله وهذا فيه فضيلة الخروج للمساجد والمحافظة على اه الصلوات في المساجد حيث ينادى آآ بهن فهذه المواظبة على الصلاة ضمان لهذا المواظب من الله تبارك وتعالى ان يكفيه ما اهمه في دنياه وان يدخله يوم القيامة الجنة فهذا فيه فضيلة المحافظة على المساجد والمواظبة على اتيان المساجد لاقام اه الصلوات الخمس ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله آآ ماذا رجل قلبه معلق بالمساجد رجل قلبه معلق بالمساجد فالشاهد ان هذا فيه فضيلة المساجد وآآ الخطى اليها والمحافظة على اداء الصلوات فيها باوقاتها وان من كان كذلك فهو ضامن الله ان يكفيه ما اهمه في دنياه وان يدخله يوم القيامة الجنة والخصلة الثالثة قال ومن خرج في سبيل الله فهو ظامن على الله. وهذا ايضا فيه ففظل الخروج في سبيل الله عز وجل لاعلاء كلمة الله عز وجل ونصرة دينه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله حدثنا محمد بن مقاتل قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا ابن جريج قال اخبرني ابو الزبير انه سمع جابرا رضي الله عنه يقول اذا دخلت على اهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة. قال ما رأيته الا يوجبه قوله واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال اذا دخلت على اهلك فسلم عليهم اذا دخلت على اهلك اي في البيت في بيتك فسلم عليها تحية من عند الله مباركة طيبة وهذا هو الشاهد للترجمة قوله تحية من عند الله مباركة طيبة وهذا فيه فضيلة من دخل بيته بسلام لانه اذا دخل مسلما على اهل بيته فاز بهذه الفظيلة تحية من عند الله مباركة طيبة ولا البركة ثاني وجود الخير ونماءه وزيادته والطيب يعني الوقاية من الشر كما مر معنا ايضاح ذلك في الحديث الذي قال مرحبا بالطيب المطيب فالطيب هو الوقاية من الشر ومن الخبث فجمعت الكلمة مباركا مباركة طيبة بين حصول الخير وزيادته ونماءه وايضا السلامة من الشر والافات. حصول الخير يدل عليه قول مباركة والسلامة من الشر والافات يدل عليه فقوله طيبة قال ما رأيته الا يوجبه. اي يوجب الرد ما رأيته الا يوجبه ان يوجب الرد يوجب رد السلام وهذا مستفاد من الاية المستدل بها قال واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها. قال حيوا وهذا امر يدل على وجوب ذلك. فحيوا باحسن منها او ردوها التحية باحسن منها باحسن منها هذا ندب والرد واجب تحية باحسن منها هذا ندب وبالمثل وبالمثل واجب. يعني يجب على الانسان ان يحيي بالمثل السلام عليكم يقول وعليكم السلام ان زادوا رحمة الله هذي احسن وهي ندب وليست واجبا مفروضا على الانسان نعم قال رحمه الله باب اذا لم يذكر الله عند دخوله البيت يبيت فيه الشيطان قال حدثنا خليفة قال حدثنا ابو عاصم قال حدثنا ابن جريج عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا دخل الرجل بيته فذكر الله عز وجل عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء واذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان ادركتم المبيت وان لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان ادركتم المبيت والعشاء ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب اذا لم يذكر الله عند دخوله البيت يبيت فيه الشيطان يبيت فيه الشيطان وعقد هذه الترجمة اراد منه البخاري رحمه الله ان يبين اهمية التسمية عند الدخول عند دخول البيت ان يدخل مسميا يقول بسم الله عندما يدخل بيته فاذا دخل مسميا قائلا بسم الله فان الشيطان لا يدخل فان الشيطان لا يدخل معه البيت لان التسمية عصمة له باذن الله تبارك وتعالى من دخول الشيطان معه وايراد البخاري رحمه الله تعالى لهذه الترجمة عقب الترجمة الماضية باب فضل من دخل بيته بسلام اراد التنبيه رحمه الله تعالى الى العناية بالامرين عندما يدخل المرء بيته في كل مرة بان يدخل مسميا ثم مسلما يدخل مسميا اول ما يشرع في الدخول اه مع باب البيت يقول بسم الله واذا دخل واقبل على اهله في البيت قال السلام عليكم فاذا سمى عند الدخول لما يمكن باذن الله تبارك وتعالى الشيطان من الدخول معه الى البيت لان التسمية تجعل باذن الله تبارك وتعالى الشيطان في الخارج لا يدخل واذا لم يسمي كانه قال له ادخل كانه قال له اتفل كانه فتح له الباب ليدخل معه في بيته ويشاركه في ماله واهله وولده قال الله عز وجل واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا هل هذا في حق الجميع؟ جميع الناس؟ لا هذا في حق اهل الغفلة يشاركهم الشيطان في اموالهم واولادهم وازواجهم وطعامهم وشرابهم يكون لهم شريكا في ذلك كله شريكا للغافلين اما الذاكرين الله سبحانه وتعالى لا يشاركهم في شيء من ذلك ولهذا قال وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ولهذا ذكر غير واحد من المفسرين عند هذه الاية ان من معنى هذه الاية ان من سمى عند دخوله البيت لم يشاركه الشيطان في بيته ولا اهله ولا طعامه ولا شرابه نؤجل ما بقي مما يتعلق بهذه الترجمة او الحديث عن هذه الترجمة كاملة الى لقاء الغد باذن الله تبارك وتعالى وبالامس آآ اشرت الى انني ساتحدث قليلا عن ما يتعلق بليلة النصف من شعبان وبين يدي هذا الموضوع او الحديث عن هذا الموضوع يجب على كل مسلم ان يعلم ان باب القرب والعبادة باب توقيفي بمعنى انه لا يحل للمسلم ان يتقرب الى الله سبحانه وتعالى الا بما شرع وبما دل عليه الدليل من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لا يجوز التقرب الى الله عز وجل بالتجارب او بالاراء او بالبناء على ما لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او نحو ذلك فباب التقرب الى الله عز وجل باب توقيتي العمدة فيه على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه ولهذا جاء في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ومعنى رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه وكان عليه الصلاة والسلام اذا خطب الناس يوم الجمعة قال اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وجاء عنه عليه الصلاة والسلام كما في حديث الارباب ابن سارية انه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وبناء على ذلك فان ليلة النصف من شعبان كما قرر المحققون من اهل العلم لم يثبت عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه حديث يدل على مشروعية احياء ليلتها بعبادة ولا احياء يومها بصيام لم يثبت عنه شيء من ذلك ولهذا لا يجوز للمسلم ان يتقرب الى الله عز وجل بتخصيص ليلة النصف من شعبان بعبادة او احتفال او غير ذلك ولا ايظا ان يخص يومها بصيام اما من كان يصوم البيض فانه يصوم يمضي على صيامه لكن ان يخصص ليلة النصف من من شعبان بالتقرب الى الله عز وجل بهذا اليوم قصدا وتحديدا بان يصوم هذا لا دليل عليه ولا يتقرب الى الله سبحانه وتعالى الا بما شرع لا يتقرب الى الله الا بما شرع. وايضا لا يحل احياء اه ليلة النصف من شعبان بعبادة وتقرب الى الله تخص به هذه الليلة دون دليل على مشروعية ذلك من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه والواجب على كل مسلم ان يتقي الله جل وعلا وان يكون تقربه الى الله عز وجل بما شرع بما جاء في القرآن وجاء وما جاء في السنة الصحيحة عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولا يجوز للمسلم ان يلتفت الى ما يروى في هذا الباب من كتب لا عناية لها الاحاديث الصحيحة الثابتة ولهذا بعض الكتب يروى فيها اشياء وفضائل واعمال تفعل في ليلة النصف من شعبان لا اصل لها وبعض الناس يفعل تلك العبادات مستندا على مجيئها في تلك الكتب ولهذا من باب التنبيه من ضمن العبادات التي يفعلها بعض الناس اعتمادا على ما يجيه في بعض الكتب التي لا تميز صحيحا من من ضعيف آآ الصلاة ليلة النصف من شعبان مئة ركعة كل ما كل ركعة كل ركعتين بتسليمة وكل ركعة يقرأ فيها قل هو الله احد عشر مرات بحيث تقرأ قل هو الله احد الف مرة وتسمى الصلاة الالفية الف مرة ليلة النصف من شعبان هذا عمل محدث. لا اصل له ولا دليل عليه والحديث الذي يروى في هذا الباب حديث موضوع ليس فقط ظعيف موظوع اي مكذوب على الرسول صلوات الله وسلامه عليه كما قرر ذلك اهل المعرفة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يلتفت لمثل هذه الاعمال ولا يلتفت الى مجيئها في بعض الكتب التي لا عناية لها اه بتمييز صحيح من ضعيف ولا اه دراية لمؤلفيها اه بهذا الشأن العظيم الذي يعرف به ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يصح والامام العلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله له رسالة مختصرة نافعة ومفيدة جدا تتعلق باحياء ليلة النصف من شعبان وتكلم بها كلاما ونقل فيها نقولا مفيدة عن اهل العلم ثم ختمها بخلاصة مفيدة نسمعها بنص من كلامه رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله ومما تقدم من الايات والاحاديث وكلام اهل العلم يتضح لطالب الحق ان الاحتفال ليلة النصف من شعبان بالصلاة او غيرها او غيرها وتخصيص يومها بالصيام بدعة من كرة عند اكثر اهل العلم. وليس له اصل في الشرع المطهر بل هو مما حدث في الاسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم وما جاء في معناها من الايات وقول النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وما جاء في معنى من الاحاديث وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي. ولا تخصوا يومها بالصيام. من بين الايام الا ان يكون في صوم يصومه احدكم فلو كان تخصيص شيء من الليالي بشيء من العبادة يائذن لك انت ليلة الجمعة اولى من غيرها. لان يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس بنص الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيصها بقيام من بين الليالي دل ذلك على ان غيرها من الليالي من باب اولى لا يجوز يجوز تخصيص شيء منها بشيء من العبادة. الا بدليل صحيح يدل على التخصيص ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. وحث الامة على قيامها وفعل ذلك بنفسه. كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه فلو كانت ليلة النصف من شعبان او ليلة اول اول جمعة من رجب او ليلة الاسراء والمعراج يشرع تخصيصها باحتفال او شيء من العبادة لارشد النبي صلى الله عليه وسلم الامة اليه او فعله بنفسه ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة رضي الله عنهم الى الامة ولم يكتموه وهم خير الناس وانصح الناس بعد الانبياء عليهم الصلاة والسلام ورضي الله عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وارضاهم. وقد عرفت انفا من كلام العلماء انه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعن اصحابه رضي الله عنهم شيء في فضل ليلة اول جمعة من رجب ولا وفي فضل ليلة النصف من شعبان فاعلم ان الاحتفال بهما بدعة محدثة في الاسلام هكذا هكذا تخصيصها بشيء من العبادة بدعة منكرة وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب التي يعتقد بعض الناس انها ليلة الاسراء والمعراج لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة كما لا يجوز الاحتفال بها للادلة السابقة. هذا لو علمت فكيف والصحيح من اقوال العلماء انها لا تعرف وقول من قال انها ليلة سبع وعشرين من رجب قول باطل لا اساس له. في الاحاديث الصحيحة ولقد احسن من قال وخير وخير الامور السالفة على الهدى وشر الامور المحدثات البدائع بارك الله فيك والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين