المسألة تسمى مسألة التوفيق بمسألة التوفيق والخذلان عند اهل العلم. وان الهداية هي توفيق من الله عز وجل وان الاظلال هو عدل من الله سبحانه وتعالى. فأسباب الهداية قد وجدت وقد اوجدها ربنا سبحانه وتعالى في خلقه وانزل الدلالة على هذه الهداية. انزل الكتب وارسل الرسل وبين الطرق وضحها سبحانه وتعالى. اما التوفيق وهداية الخلق الى هذا الطريق فهو فظل الله عز وجل يتفضل به على من يشاء من عباده سبحانه وتعالى. ويخذل ايضا من خذل ان سلوكي طريق المغضوب عليهم والضالين عدلا منه سبحانه وتعالى. فلم يحرم هذا شيئا له ولم يمنع هذا شيئا له وانما يعطي هذا فضلا ويمنع ذاك عدلا. وممن ومما ينبغي على العبد ان يستحضر مثل هذا المعنى عندما يرى توفيق الله له وهدايته له فان هذه نعمة عظمى من الله عز وجل ان تكون من لاهل الاسلام ثم توفق فتكون من اهل السنة. ثم توفق فتكون العاملين بالسنة لا شك ان هذه من اعظم النعم في ترجمة بشر الحافي رحمه الله تعالى انه وقف على باب بيته وقد اطال الوقوف فرأته اخته وقد اطال القيام عند بابه وعند عتبة بابه حتى مضت او مضى وقت طويل فقالت يا بشر فانتبه من طول قيامه قالت ما بالك؟ قال تذكرت بشرى النصراني وتذكرت بشر اليهود وتذكرت بشر المجوسي. وتذكرت بشر المسلم. فمن الذي خصني دون هؤلاء بان اني مسلما وباني من اهل الاسلام لا شك ان هذا هو فضل الله عز وجل. فالهداية محض فضل من ربنا سبحانه وتعالى يمن بها على من يشاء من عباده. ولذلك نسأل الله دائما في صلواتنا اهدنا الصراط المستقيم. هداية ثبات وهداية ازدياد من الاعمال الصالحة وتوفيق ومعرفة لما يحبه ربنا ويرضاه. ومن اضله الله عز وجل فان ما اظله بعدله والله اعلم حيث يجعل رسالته سبحانه وتعالى. والله اعلم حيث يجعل هدايته. والله اعلم بمن يصلح طاعة والخدمة له ومن لا يصلح لذلك. فمن اظله الله عز وجل فان الله عليم بانه لا يصلح لخدمة ولا لعبادة الملوك ان يكون عبدا للملوك وعبدا لله عز وجل فخذله واضله واذله حيث ان له جعله عبدا للشيطان والهوى. فان العبودية على العبد لا تنفك. اما ان يوفق فيكون عبدا لله عز وجل. واما ان بل فيقول عبدا لعدوه الشيطان فهذا هو فهذا الاظلال هو عدل من الله عز وجل. فالله لم يمنع الذي اضل شيئا له بل وظح له الدلالة وظح له البراهين وارسل الرسل وانزل الكتب ودعاه ودعاه الى الصراط المستقيم وارسل يدعونه الى النجاة ولكن لا يهلك على الله الا الا هالك ولا يزيغ الا من ازاغ الله قلبه فهذا قد قامت عليه الحجة واتضحت له الدلالة الا ان الله عز وجل حرمه توفيقه. والتوفيق هو محض فضل من الله عز وجل يعطيه من يشاء سبحانه وتعالى