بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين. في كتابه الادب المفرد باب شر من يتقى شره قال حدثنا صدقة قال حدثنا ابن عيينة قال سمعت ابن المنكدر قال سمع عروة ابن الزبير ان عائشة اخبرته استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ائذنوا له اخو العشيرة فلما دخل الان له الكلام فقلت يا رسول الله قلت الذي قلت ثم الن ثم النت الكلام. قال اي عائشة ان شر الناس من من يتركه الناس او ودعه الناس اتقاء فحشه الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال البخاري رحمه الله تعالى باب شر الناس من يتقى شره شر الناس هذا افعل تفضيل اي اكثرهم شرا من يتقى شره اي لا تؤمن غوائله واعتداءاته وظلمه على الاخرين فيكون الناس لا يطمئنون اليه ولا يأمنون جانبه ويتخوفون منه فمن كان هذه حاله فانه شر الناس وقد جاء في حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام وصف فيه اهل الايمان واهل الاسلام قال المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فهذا اثر الايمان واثر الاسلام عندما يتحقق في العبد ويتم يثمر ان الناس يأمنون جانبه ويسلمون من عدوانه لان الايمان يجلب امنا والاسلام يجلب سلامة واذا تخلى المسلم عن دينه او عن ضوابط الدين وواجباته بلغ به الامر فهذا المبلغ وهو ان يصبح من شر الناس عندما يكون على هذه الحال لا يأمن الناس عدوانه وشره والامام البخاري رحمه الله عقد هذه الترجمة باب شر الناس من يتقى شره ليبين هذه الخصلة تحذيرا منها اي ان يكون الانسان بحال الناس يخافونه الناس يخافونه عند ملاقاته لكثرة شره وكثرة اذاه اما بلسانه السليط او بعدوانه على الاخرين قولا وفعلا فمن كان بهذه الصفة فهو شر الناس والمصنف رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة لبيان هذه الصفة لتحذر وعرفنا بالامس ان المسلم كما انه يجب عليه ان يعرف الخير وصفات اهل الخير ليفعلها فان الواجب عليه كذلك ان يعرف الشر وصفات الشر ليتقيها ويحذرها ولهذا العلماء كتبوا كتبا خاصة في الشرك كتبا خاصة في البدع كتبا خاصة في الكبائر والمعاصي والاثام والنواهي وكتبها اهل العلم تحذيرا من هذه الامور تحذيرا من الشرك وتحذيرا من البدع وتحذيرا من الكبائر ولهذا الشر يعرفه المسلم ليحذره وايظا يعرف صفات اهل الشر ليحذرهم فهو مطالب بهذا وهذا مطالب بان يعرف الشر ليحذره عرفت الشر الشر لا للشر ولكن لتوقيه فان من لم يعرف الشر من الناس يقع فيه فمعرفة الشر مطلوبة من جهة ان يحذر المسلم من الشر ومن الوقوع فيه ولهذا قيل كيف يتقي من لا يدري ما يتقي ومطلوب ايضا ان يعرف صفات اهل الشر صفات اهل الشر حتى يكون منهم على حذر وهذه الترجمة من هذا الباب قال باب شر الناس من يتقى شره وقوله يتقى شره اي بمداراته مداراته لكي يسلم الناس منه ومن عدوانه اما بفعله او بقوله اورد رحمه الله تعالى حديث عروة ابن الزبير ان عائشة رضي الله عنها اخبرته استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ائذنوا له اي بالدخول بئس اخو العشيرة هذه كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الرجل المستأذن قبل ان يدخل قال بئس اخو الاشيرة وبئس كلمة ذم بئس كلمة ذم قال بئس اخو العشيرة المراد بالعشيرة عشيرته وقبيلته فذمه عليه الصلاة والسلام ذمه عليه الصلاة والسلام بهذا الذم قال بئس اخو العشيرة فهو رجل اه فيه صفات سيئة يخشى منه ويخشى من لسانه فقال النبي عليه الصلاة والسلام بئس اخو العشيرة والمراد بالعشيرة اي عشيرته وقبيلته فلما دخل الان له الكلام لما دخل الان له الكلام مع انه ذمه قبل دخوله الان له الكلام ومعنى الان له الكلام اي باسطه ولاطفه وحياه هذا معنى الان له الكلام لم يمدحه ولم يثني عليه ولم يصفه بصفات حسنة وانما لاطفه ولا ينه وحياه هذا معنى قولها الان له الكلام الان له الكلام وليس في كلامها رضي الله عنها ما يسير الى ان النبي صلى الله عليه وسلم مدحه او اثنى عليه ولهذا ليس بين الفعلين تعارض فهو عليه الصلاة والسلام قال بئس اخو العشيرة لان فيه صفات تجعل من يلقاه يتقيه ويخشاه اما من اقواله او افعاله وقولها رضي الله عنه الان لها له الكلام اي باسطه ولاطفه اتقاء ما عنده من شر فقلت يا رسول الله قلت الذي قلت ثم النت له الكلام قلت الذي قلت اي قبل ان يدخل تشير الى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حقه بئس اخو العشيرة قلت الذي قلت يعني قبل ان يدخل الرجل قلت فيه بئس اخو العشيرة هذا معنى قولها قلت الذي قلت ثم النت الكلام يعني بعد ان دخل النت الكلام يعني قبل ان يدخل ذممته ولما دخل النت له الكلام تتساءل رضي الله عنها عن ذلك فقال اي عائشة اي يا عائشة ان شر الناس من تركه الناس او ودعه الناس اتقاء فحشه ان شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه والفحش يكون بالقول القول السيء القول الغليظ فقال عليه الصلاة والسلام ان شر الناس من من تركه الناس اتقاء فحشه وهذا يفيد ان ملاينة الانسان الذي فيه غلظة وفيه شدة وملاطفته في الكلام من اجل ان يتقى شره وفحشه واذاه لا بأس به ولا يتنافى مع قول القائل فيه بئس الرجل او بئس معاملته او ان معاملته سيئة لا يتنافى مع ذلك ان يلاطفه اذا لقيه وقابله اتقاء شره وشاهد الحديث للترجمة هو قول النبي عليه الصلاة والسلام ان شر الناس من تركه الناس او ودعه الناس اتقاء فحشه نعم قال رحمه الله باب الحياء. قال حدثنا ادم قال حدثنا شعبة عن قتادة عن ابي السوار العدوي قال سمعت عمران ابن حصين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي الا بخير. فقال بشير بن كعب مكتوب في الحكمة ان من الحياء وقارا. ان من الحياء سكينة فقال له عمران احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحيفتك ثم قال رحمه الله تعالى باب الحياء سبق ان مر معنا عند المصنف رحمه الله تعالى برقم مئتين وواحد وسبعين باب الحياء واورد فيه رحمه الله احاديث عديدة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الحياء ومكانة الحياء وعظم شأن الحياء واثار الحياء وعوائده الطيبة على الحي في الدنيا والاخرة والحياء خصلة عظيمة وخلى كريمة مكانها القلب لكنها تثمر في في صاحبها اقبالا على الفضائل وكفا عن السيئات والرذائل فهو خلق جميل وخصلة عظيمة مكانها القلب وثمرتها على البدن في حرص على الخيرات وبعد عن الاخلاق والاعمال والصفات السيئات وكلما قوي الحياء في العبد قويت فيه خصال الخير وكلما ضعف فيه الحياء ضعف فيه ضعفت فيه خصال الخير ولهذا سيأتي معنا ان الايمان والحياة قرنا معا ان الحياء والايمان قرنا معا. بمعنى اذا زاد الحياة زاد الايمان واذا زاد الايمان زاد الحياء انا قرن معا فضعف احدهما ضعف للاخر وقوة احدهما قوة للاخر فالحياة فصلة عظيمة جدا وجاء فيها احاديث متكاثرة بل ايضا كانت محل الثناء والتعظيم والاهتمام في النبوات الاولى ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فكان في النبوات الاولى ثناء على الحياء وثناء على اهله وذم لمن لم يكن متصفا به ومما قاله اهل العلم في شأن الحياة ومكانته قول ابن القيم رحمه الله وغيره من اهل العلم قال الحياء خاصية الانسانية الحياء خاصية الانسانية ومعنى ذلك ان من ذهب منه الحياء من ذهب منه الحياء فقد ذهبت منه خاصية انسانية فلم يبق منه من الانسانية الا اللحم والدم لم يبق منه من الانسانية الا اللحم والدم اذا ذهب منه الحياة ذهبت خاصية الانسان اصبح لم يبقى منه من معنى الانسان الا لحم ودم هذا اذا ذهب عنه الحياء والعياذ بالله ولهذا لما يذهب الحياء من الانسان يتحول الى صفات سيئة غليظة شنيعة يفوق فيها ويتجاوز فيها بهيمة الانعام يتجاوز فيها بهيمة الانعام لانها اذا ذهبت خاصيته وهي الحياء المعاني الاخرى وهذا معنى ما سيأتي في الحديث اذا لم تستحي فاصنع ما شئت يعني اذا ذهب من الانسان حياؤه لا يبالي في اي عمل فعل او اي جرم ارتكب اي او اي ذنب اقترف لا يبالي بذلك اذا انتزع منه الحياء والعياذ بالله ولعله للمكانة العظمى والمنزلة العلية للحياء اراد البخاري رحمه الله تعالى ان يتوج كتابه خاتمة كتابه الادب المفرد بالتأكيد على هذه الخصلة العظيمة مع انه سبق ان ذكرها واطال في الكلام عليها لكنه اعاده هنا للتأكيد على هذه الصفة العظيمة وكأنه ايظا رحمه الله تعالى يقول من وجد فيه الحياة تمكن من تطبيق هذه الاداب الرفيعة التي بسطت في هذا الكتاب وبينت في هذا الكتاب اما من لا ليس عنده حياء فلا ينتفع ولا يستفيد ولا يرعوي ولا ينزجر فهذا فيه التأكيد على فهذه الخصلة العظيمة ومكانتها العلية الرفيعة وانها بوابة كل خير ولهذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعظ صاحبه في الحياء قال دعه الحياء لا يأتي الا بخير ومعنى قوله الحياء لا يأتي الا بخير وفي حديث اخر قال الحياء خير كله هذا معناه ان الحياء قاعدة لابواب الخير كلها واساس لها بمعنى ان وجود الحياء جالب للخيرات حاجز عن المنكرات وانتزاع الحياة من الانسان باب للشر والعياذ بالله اورد رحمه الله تعالى حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي الا بخير الحياة لا يأتي الا بخير وهذه جملة واضحة وبينت الدلالة الحياء لا يأتي بخير اي ان من كان متصفا بهذه الصفة العظيمة فان حياؤه لا يجلب له الا الخيرات والاعمال الفاضلات والاداب الكاملات والبعد عن سفساف الاخلاق وسيء المعاملات فهذا شأنه الحياة. الحياة لا يأتي الا بخير او الحياء كله الحياء خير كله كما جاء في حديث اخر فهذا شأن الحياء ومكانته فلما قال لما روى عمران رضي الله عنه هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل في المجلس وابو سير ابن كعب مكتوب في الحكمة ان من الحياء وقارا وان من الحياء سكينة ان من الحياء وقار وان من الحياء سكينة وان من الحياء سكينة وجاء ايضا في رواية اخرى انه قال وان من الحياء ظعفا وان من الحياء ضعف يعني نوع من الجبن نوع من الجبن والظعف فالنبي عليه الصلاة والسلام اثنى على الحياء كله وقال الحياء لا يأتي الا بخير ثم قال هذا الرجل مكتوب في الحكمة الاولى ان من الحياء وقارا وان من الحياء سكينة وجاء في رواية ان من الحياء ضعفا ان من الحياء ظعفا وهذا جاء به في هذا الموضع وفي هذا السياق الذي روى فيه عمران ابن حسين رضي الله عنه حديث النبي عليه الصلاة والسلام في في الثناء على الحياء وبيان مكانته فقال له عمران احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحيفتك احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحيفتك وهذا يبين لنا المكانة العظمى لاحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس الصحابة وانهم لا لا يقبلون ان تعارظ بكلام احد كائنا من كان ولهذا قال له عمران احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحيفتك وكم يقع الناس الان في مثل هذا كم يقع الناس الان في مثل هذا يحدثون بالاحاديث الصحيحة الواضحة البينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعارضونها منهم من يعارضها بتجربته ومنهم من يعارضها بعقله ومنهم من يعارضها برأيه ومنهم من يعارضها بكلام اشياخه الى اخر ذلك معارضة صريحة لاحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ففرق بينها المنهجين منهج الصحابة وما هم عليه من التعظيم لاحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وبين من كان ليس كذلك يذكر له حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام فيعارضه يعارضه اما برأي او بتجربة او بعقل او غير ذلك وكم يقع الناس في مثل ذلك وقول هذا الرجل ان من الحياء ظعفا الظعف الذي يوجد في الانسان ليس هو الحياء الضعف ليس هو الحياء الحياء خلق جميل مكانه القلب اذا وجد في الانسان دفعه الى فعل الخيرات ومنعه من فعل المنكرات هذا هو الحياء هذا هو الحياء اما الظعف الذي في الانسان هذه صفة اخرى فلا تدخل مع الحياة ولا تجعل جزءا منه ولا يقال من الحياء ظعفا الحياة هذي الظعف هذه اه صفة ثانية ولها اثارها على الانسان اذا وجدت فيه الشاهد ان الحديث فيه دلالة واضحة على مكانة الحياة وعظم شأنه وانه جلاب للخيرات دافع للشرور والافات. وانه خير كله نعم قال رحمه الله حدثنا بشر بن محمد قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا جرير ابن حازم ان يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ان الحياء والايمان قرن جميعا. فاذا رفع احدهما رفع الاخر ثم اورد عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال ان الحياء والايمان قرن جميعا اي انه متلازمان لا ينفك آآ احدهما عن الاخر هذا معنى قرن جميع اي انهما متلازمان لا ينفك احدهما عن الاخر فالحياء والايمان قرينان ومعنى ذلك ايضا ان قوة احدهما قوة للاخر وضعف احدهما ضعف للاخر فبينهما تلازم وترابط فاذا رفع احدهما رفع الاخر وايضا اذا زاد احدهما زاد الاخر فهما قرينان فهذا فيه بيان مكانة الحياء ومنزلته من الايمان وقد مر معنا حديث الشعب حديث ابي هريرة وفيه قال النبي عليه الصلاة والسلام الايمان بظع وسبعون شعبة اعناها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الحياء اماطة الاذى من الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان فعد عليه الصلاة والسلام الحياء شعبة شعبة من شعب الايمان والحياة مكانه القلب والايمان منه ما هو في القلب ومنه ما هو على اللسان ومنه ما هو على الجوارح وقد جمعت هذه الثلاثة في حديث ابي هريرة المشهور عند اهل العلم بحديث الشعب واعظم الحياء اعظم الحياء الحياء من رب العالمين جل وعز اعظم الحياء الحياء من الله سبحانه وتعالى الذي يراك حين تقوم الذي لا تخفى عليه منك خافية الذي اوجدك ومن عليك بالجسم والقلب والسمع والبصر واليد وسائر النعم الحياء او اعظم الحياء الحياء منه سبحانه وتعالى ولهذا جاء في حديث صحيح رواه الترمذي في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال استحيوا من الله حق الحياء قال استحيوا من الله حق الحياء فقال فقالوا يا رسول الله انا لا نستحي من الله فقال عليه الصلاة والسلام الحياء من الله ان تحفظ الرأس وما وعى وان تحفظ البطن وما حوى وان تذكر الموت والبلا ومن اراد الاخرة ترك زينة الحياة الدنيا فذكر اربعة امور فهي او وجودها في الانسان وتحقيق وتحققها فيه هو من تحقيق الحياء من الله سبحانه وتعالى من تحقيق الحياء من الله سبحانه وتعالى ومن ظعف فيه تحقيق الحفظ لهذه الامور والعناية بهذه الامور فهذا من ضعف الحياء او من ذهاب الحياء من الله سبحانه وتعالى فذكر اولا حفظ الرأس ان تحفظ الرأس وما حوى تحفظ الرأس وما حوى اي الرأس وكل محتوياته فيدخل في ذلك حفظ السمع حفظ البصر حفظ اللسان كل ذلك حفظه من من الحياء فسماع الانسان للمحرم من قلة الحياء نظر الانسان للمحرم من قلة الحياء كلام الانسان بالمحرم من قلة الحياء. لانه لو استحى من الله سبحانه وتعالى لحفظ هذه المنافذ ولا صانها حياء من الله سبحانه وتعالى ايضا اي معاملة تتعلق بالرأس تخالف الشرع هي من ضعف الحياء مثلا النبي صلى الله عليه وسلم نهى الرجل ان يحلق شعره ان يحلق بعض شعره ويترك البعض وهو ما يسمى القزع نهى عن ذلك فمن حلق شعره بصفة مخالفة للصفة التي آآ وجه اليها عليه الصلاة والسلام او حلقه على صفة نهى عنها عليه الصلاة والسلام فهذا من ضعف الحياء ايضا ما يتعلق باللحية والاحاديث الواردة فيها عنه عليه الصلاة والسلام اي معاملة تتعلق بالرأس وما يتصل بالرأس بما يخالف هديه وشرعه عليه الصلاة والسلام كل ذلكم يكون راجعا الى نقص الحياء وضعفه راجعا الى نقص الحياء وضعفه في الانسان والا فان قوة الحياء وقوة الايمان تجعل الانسان ماضيا على هدي الله وعلى سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فطرة الله جل وعلا التي فطر الناس عليها وايضا من الحياء من الله سبحانه وتعالى الا يدخل الانسان مع فمه شيئا حرمه الله ونهاه عنه فمثلا الذي يشغل دخانه ويضعه في فمه ويجره الى جوفه مضرة على فمه ومضرة على صحته واتلافا لماله هل هذا يتوافق مع الحياة من الله سبحانه وتعالى الان بعض المدخنين اذا جلس امام شخص معظم عنده وله مكانة من نفسه يستحي منه ما يدخن يستحي منه وما يدخن وبعض المدخنين اذا كان في مجتمع في في اناس كثيرين يستحي منهم ولا يريد ان يروه على التدخين يذهب الى دورة المياه ويدخن مع ان دورة المياه ليست محلا للطيبات فرضا المدخن شرب الدخان في دورة المياه دليل على اقراره بانه خبيث وانه ليس من الطيبات والا من الذي يرضى ان يتناول طعاما او يتناول شرابا؟ طيبا داخل دورة المياه فهذا الذي يرظى لنفسه بهذه الصفة ان يشرب هذا في ذلك المكان هذا اقرار منه اقرار منه بانه ليس من الطيبات بل امر خبيث فبعض المدخنين يستحي من الافاضل ومن اه من لهم مكانة ولهم منزلة لا يدخن امامهم لا يدخن امامهم اليس الله سبحانه وتعالى احق ان يستحي منه اليس الله سبحانه وتعالى احقا يخشاه؟ والله احق ان يخشوه فالله احق بذلك الله سبحانه وتعالى احق ان تستحي منه حياء اعظم اعظم من اي حياء يقدر تستحي من اي انسان معظم عندك وهو يراك سبحانه وتعالى وهو الذي من عليك بالسمع ومن عليك بالبصر ومن عليك فلماذا يستخفى من الناس ببعض الامور ولا يستخفى من الله سبحانه وتعالى ولهذا اعظم الحياء الحياء من رب العالمين الحياء من رب العالمين سبحانه وتعالى ولهذا كلما كان الانسان في قلبه مستحظرا رؤية الله له واطلاعه عليه وعلمه به وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء اثمر فيه ذلك حياء منه سبحانه اثمر منه اثمر ذلك فيه حياء منه. فاذا دعته نفسه الى ذنب او معصية او جرم او غير ذلك منعه حياؤه من الله يقول ربي يراني تطلعوا علي الم يعلم بان الله يرى ربي يراني يطلع علي فعلمه بان الله يراه ويطلع عليه هو الحاجز والمانع ولهذا يذكر ابن رجب رحمه الله تعالى في رسالة له قال راود اعرابي اعرابي في الصحراء عن نفسها وقال لها نحن في مكان ما يرانا الا الكواكب يعني ممن تخافين وممن تستحين لا احد يرانا نحن في مكان لا يرانا الا الكواكب. قالت واين مكوكبها مكوكب الكواكب اين هو؟ الا يرانا فاستحى الرجل وخاف من الله وكف كف عن عن المعصية وعن اقتراف الذنب ولهذا اعظم الحياء الحياء من رب العالمين سبحانه وتعالى وينبغي على المسلم ان يقوي دائما في قلبه حياؤه من الله سبحانه وتعالى ليمنعه هذا الحياء من آآ فعل الذنوب واقتراف الاثام آآ لان فعلها هو من نقص الحياء وضعفه وقوله في الحديث وان تحفظ وان تحفظ البطن وما حوى الرأس وما وعى والبطن وما حوى اي ان يحفظ الانسان بطنه ومن حفظ البطن الا يدخل الانسان الى بطنه حرام الا يدخل الانسان الى بطنه حرام. اللقمة الذي يريد ان يدخلها الى بطنه ينظر هل هي حلال او حرام قال بعض السلف من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه يعني لا يمشي الى طريق ولا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا الا وهو على فقه فيه فلا يدخل الى جوفه شيء حرمه الله تبارك وتعالى عليه فهذا من حفظ البطن هذا من حفظ البطن نذكر في هذا المقام قصة ابي بكر رضي الله عنه ومن اعجب القصص كان له خادم يعمل له ويأتي له بطعام وغذاء من العمل الذي يعمله له فمرة جاؤوا بطعام ولما اكله قال تكهنت لرجل في الجاهلية اخذت منه اجرى اجر الكهانة او او نحو ذلك وجئت لك بطعام من ذلك فذهب واستقاء كل ما في جوفه استقاء كلما في جوفه رضي الله عنه وارضاه. هذا من حفظ البطن هذا من حفظ البطن وقد قال عليه الصلاة والسلام كل جسد قام على السحت فالنار اولى به ولهذا من من من الحياء من الله سبحانه وتعالى ان يحفظ الانسان بطنه لا يدخل فيه الا الشيء الطيب الحلال الذي اباحه الله سبحانه وتعالى ولا يدخل فيه محرما ولا يدخل فيه ايضا مشتبها قال وان تذكر الموت والبلا هذا ايضا من الحياء من الله ان تذكر الموت والبلى ما تشغلك الدنيا بل تذكر انك ستموت وانك ستبلى توضع في التراب ويهان عليك الرمال التراب ومصيرك الى البلاء فاذا ذكرت الموت والبلا اصلحت حالك بينك وبين الله سبحانه وتعالى ولم تأخذك تلك الغفلة التي تأخذ الناس فتذهب حياءهم قال وان تذكر الموت والبلى ومن اراد الاخرة ترك زينة الحياة الدنيا وهذا فيه ايضا ان من الحياء من الله سبحانه وتعالى ان تكون همتك للاخرة ان تكون همتك للاخرة والا تشغلك الدنيا عما خلقك الله سبحانه وتعالى له من العبادة والاخلاص والتوحيد وفعل الطاعات واجتناب المعاصي كاد حديث بين فيه عليه الصلاة والسلام حقيقة الحياء من الله سبحانه وتعالى. ونسأل الله عز وجل ان يكتب في قلوبنا حياء منه. وان يصلح احوال ونياتنا وذرياتنا وان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما ولا ولا ان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين نعم قال رحمه الله باب الجفاء قال حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن عن ابي بكرة رضي الله عن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الحياء من الايمان والايمان في الجنة البذاء من الجفاء والجفاء في النار ثم قال رحمه الله تعالى باب الجفاء لما ذكر رحمه الله تعالى بابا في الحياء مبينا فضله ومكانته عقد رحمه الله تعالى بابا في الجفاء وهو ضد الحياء للتحذير منه والنهي عنه فقال رحمه الله تعالى باب الجفاء والجفاء ايظا خلق في قلب الانسان يكون به غلظ القلب غلظ القلب وكثافة الطبع ويترتب عليه سوء المعاملة وغلظة الكلام وسوء الفعال اه يترتب عليه ايضا بذاءة اللسان فاذا وجد في الانسان الجفاء واصبح جافيا غليظ الطبع غليظ القلب تبدر منه المعاملات السيئة والتصرفات الشنيعة ولا يبالي واورد رحمه الله حديث ابي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الحياء من الايمان. ومن للتبعيظ وهذا فيه ان الايمان خصالا كثيرة وشعبا عديدة كما قال في الحديث الاخر الايمان بضع وسبعون شعبة فالايمان خصال كثيرة وشعب عديدة منها ما يكون باللسان ومنها ما يكون بالجوارح ومنها ما يكون في القلب والحياء خصلة ايمانية قلبية ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الحياء من الايمان اي هو خصلة من خصال الايمان والايمان في الجنة الحياة من الايمان والايمان في الجنة اذا الحياء هذا نتيجة هذا ان الحياء هاد الى الجنة ودليل اليها وسائق لها وهذا في تأكيد المعنى السابق الحياء كله خير او لا يأتي الا بخير ومن الخير الذي يأتي به الحياء الجنة ودخولها يوم القيامة قال والايمان في الجنة قال والبذاء من الجفاء والبذاء من الجفاء البذاء يتناول التصرفات السيئة والاقوال البذيئة والكلمات الشنيعة وسوء المعاملة البذاء من الجفاء ولهذا اعتاد الناس عندما يسمعون من شخص غلظة في التعامل وسوءا في الكلام وشناعة وشناعة في التصرفات يقولون فلان فيه جفاء فلان فيه جفاء لان البذاء من الجفاء قال والجفاء في النار والجفاء في النار لانه امر يفضي بصاحبه الى الاعمال السيئة التي هي اعمال اهل النار ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يمن علينا اجمعين بالجنة وما قرب اليها من قول وعمل وان يعيذنا اجمعين من النار وما قرب اليها من قول او عمل نعم قال رحمه الله حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا حماد عن ابن عقيل عن محمد بن علي بن الحنفية عن ابيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس عظيم العينين اذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد اذا التفت التفت جميعا ثم اورد رحمه الله تعالى فهذا الحديث عن محمد بن علي بن الحنفية عن ابيه قال كان النبي عن ابيه علي رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس عظيم العينين اذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد اذا مشى تكفأ معنى تكفأ اي مال قليلا الى جهة الامام كأنما يمشي في صعد الان الرجل الذي يريد ان يصعد يريد ان يصعد جبل او يصعد درجة او نحو ذلك تجده عند الصعود يميل قليلا الى الامام ميلا يسيرا جدا فقال كان اذا مشى تكفأ كانما يمشي في صعد هذا الميلان اليسير وهو ميلان يسير جدا الى الامام هذه هيئة تواضع بخلاف من يمشي اه منتفخ ورافعا رأسه الى الوراء وينظر الى الناس وكانه اعلى انسان ولا تمشي في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا. يعني مهما انتفخت ورفعت رأسك على الناس وتعاليت ورأيت نفسك كثيرا بهذا العمل لن تخرق الارض التي تحتك ولن تبلغ طولا الجبال التي حولك فمعنى ذلك يعرف قدر نفسك فكان عليه الصلاة والسلام يمشي مشية متواضع مشيتها متواضع بخلاف من يمشي مشيتها خيلاء وعجب وتكبر وتعالي على الناس فكان يمشي عليه الصلاة والسلام كانما يمشي في صعد وليس في هذا ميل شديد الميل شديد الى الامام كانما يريد الانسان ان يسقط وانما يميل ميلا يسيرا جدا وهذا فيه تواضع الانسان في تواضع الانسان بخلاف المتكبر المتكبر يميل في مشيته الى ان يرفع نفسه ويرفع رأسه وايضا آآ ينظر نظراته الى الناس نظرة استعلاء بخلاف المتواضع وفرق بين مشية من هو متواضع ومن هو متعالي على الناس متكبرا متكبرا عليهم فهنا فيه تواضع النبي عليه الصلاة والسلام قال اذا التفت التفت جميعا وهذا موضع الشاهد للترجمة اذا التفت التفت جميعا اذا التفت التفت جميعا وهذا من تواضعه عليه الصلاة والسلام بخلاف اهل الجفاء وايراد المصنف رحمه الله تعالى لهذا الحديث هنا ولقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا التفت التفت جميعا اي بخلاف حال اهل الجفاء فكان من هديه عليه الصلاة والسلام اذا التفت يعني الى شخص آآ لمخاطبته التفت اليه جميعا اعطاه جسمه كاملا استدار عليه وهذا من تواضعه بخلاف صاحب الجفاء بخلاف صاحب الجفاء آآ تجد اذا خاطب شخص او يبقى جسمه على انتفاخه الاول وعلى غروره ثم اذا اذا طابت نفسه شيئا يسيرا ادار له وجهه قليلا ادار له وجهه قليلا والا اشار باصبعه المتكبر وقال يعني تعال واجهني من جهة الامام حتى تكون امامي تخاطبني فهذا هذا صفة اهل التكبر والتعالي فكان عليه الصلاة والسلام اذا التفت التفت جميعا وهذا من تواضعه من تواضعه عليه الصلاة والسلام. وسبق ان مر معنا عند المصنف رحمه الله تعالى برقم خمس مئة وثمان واربعين باب اذا التفت التفت جميعه باب اذا التفت التفت جميعا وهذا اشارة الى ان هذا ادب من اداب النبوة ومن صفات نبينا عليه الصلاة والسلام قال اذا التفت التفت جميعا واورد هناك حديث ابي هريرة رضي الله عنه يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ربعة وهو الى الطول اقرب شديد البياض اسود سأر اللحية حسن الثغر اهدب اسفار العينين بعيد ما بين المنكبين مفاضل خدين يطأ بقدمه جميعا ليس له اخم يقبل جميعا ويدبر جميعا لم ارى مثله قبله ولا بعده. صلوات الله وسلامه عليه ولفظ الترجمة السابقة اذا التفت التفت جميعا واللفظ الذي في هذا الحديث حديث علي رضي الله عنه هو المطابق للترجمة السابقة. الشاهد ان هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى يبين خلق النبي عليه الصلاة والسلام وانه خلقا مباينا لاخلاق اهل الجفاء والتعالي والتكبر. فكان عليه الصلاة والسلام متواضعا. لين الجانب اه ممتثلا قول الله تعالى واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين لم يكن فظا ولا غليظا صلوات الله وسلامه بركاته عليه نعم قال رحمه الله باب اذا لم تستحي فاصنع ما شئت قال حدثنا ادم قال حدثنا شعبة عن منصور قال سمعت ربعي ابن حراش يحدث عن ابي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة اذا لم تستحي فاصنع ما شئت وهذه الترجمة فيها بيان مكانة الحياة وان وجوده خير للعبد وان انتزاع الحياة من العبد وذهاب الحياء منه سبب لوقوع العبد في انواع الشرور وصنوف الاثام واورد رحمه الله تعالى حديث ابي مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت ان مما ادرك الناس اي من الكلام الذي ادركه الناس وبقي متناقلا بينهم ومتداولا بينهم من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت وهذا يفيد ان الانبياء كانوا يحثون اممهم على الحياء ويبينون لهم مكانة الحياة وعظم شأنه ومما كانوا يقولونه اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. اذا لم تستحي فاصنع ما شئت وهذا قوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت قوله اصنع ما شئت امر بمعنى الخبر امر بمعنى الخبر قول اصنع ما شئت هو امر لكنه بمعنى الخبر. والمعنى اذا نزع الحياء من العبد فانه سيفعل ما شاء من الاعمال السيئة والخصال الذميمة ولا يبالي لان الرادع والوازع والمانع نزع منه واذا نزع من منه الحياء اذا نزع منه الحياء وقع في انواعه البلايا وصنوف المعاصي والاثام وقيل معنى قوله اصنع ما شئت هذا تهديد اعملوا ما شئتم على وجه التهديد له اذا لم تستحي فاصنع ما شئت اي فاصنع ما شئت والله مطلع عليك وسيحاسبك على كل عمل تقوم به. قيل هذا وقيل المعنى الاول والحديث فيه دلالة على مكانة الحياء وان الحياء اذا نزع من العبد فانه يقع في انواع الذنوب والمعاصي ولا يبالي. نعم قال رحمه الله باب الغضب. قال حدثنا اسماعيل. قال حدثني ما لك عن ابن شهاب عن سعيد ابن المثيب عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد سرعة انما بالصراعة ليس الشديد بالسرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ثم قال رحمه الله تعالى باب الغضب باب الغضب وهذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى للتحذير من الغضب وان الانسان ينبغي عليه ان لا يغضب وقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه ان يقول له في الاسلام قولا قال قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك قال لا تغضب قال لا تغضب او جاء نعم جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم وقال اوصني قال لا تغضب قال اوصني قال لا تغضب فكرر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فكر الرجل سؤاله والنبي صلى الله عليه وسلم يكرر عليه لا تغضب والغضب امر اذا وجد في الانسان اذا وجد في الانسان وتعامل في ضوء الغضب الذي معه ترتب عليه اضرار خطيرة جدا كم من دماء اريقت وكم من اموال اتلفت وكم من حرمات اعتدي عليها وكم من بيوت تفككت واسر تمزقت نتيجة الغضب فالغضب يترتب عليه من الاضرار والاخطار شيء لا حد له ولا عد ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لذلك الرجل لا تغضب نهاه عليه الصلاة والسلام عن الغضب والبخاري رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة للتحذير من آآ الغضب وان الكمال في الانسان ان يملك نفسه عندما يغضب واورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة السرعة هو الرجل القوي الذي اذا تصارع مع الناس غلبهم وطرحهم هذا هو السرعة الذي يصرع عند ناس هل هو شديد او غير شديد قال عليه الصلاة والسلام ليس الشديد بالصرعة يعني هو معروف عند الناس ان السرعة شديد ان السرعة شديد وقوي وفي شدة ولهذا اصرع الناس لكن النبي عليه الصلاة والسلام اراد ان ينبههم ان الشدة والقوة حقا ليست ليست هي هذه وانما الشدة حقا والقوة ان يملك الانسان نفسه وقت الغضب هذا هو الشديد وهذا هو القوي ليس الشديد الذي يتعامل مع غضب يثور فيه فيسيره فيرتكب ما لا يرضاه هو من الاعمال ليس هذا هو الشديد وانما الشديد حقا وصدقا الذي يملك نفسه وقت الغظب ولهذا وصف احد اهل العلم المتقدمين الغضب بصفة من اجمل ما يكون في في في وصف الغضب قال الغضب اوله جنون واخره ندم قال الغضب اوله جنون واخره ندم يعني الغظبان عندما يتعامل بيده او بلسانه وهو مغضب تكون صفته صفة المجنون وتصرفاته وتصرفات المجنون. فاوله جنون واخره ندم. يعني اذا سكن غضبه وطفأ جمرة الغضب ثم نظر الى نتائج الغضب التي حصلت في فورة الغضب ندم وماذا وماذا حصل ما هو الذي حصل بعد ان هدأ الغضب ما هي الاشياء التي حصلت وندم عليها بعد ان هدأ غضبه روح ماتت نفس قتلت زوجة طلقت آآ مال اتلف الى غير ذلك من امور كثيرة وكثيرة جدا تحصل في الناس ثم يسكن الغضب ويندم وكم من انسان يلام على شيء يقول والله كنت غضبان ما ادري ولا اشعر بنفسي فليس هذا الشديد ليس الشديد الذي يسيره غضبه لكن الشديد والقوي حقا الذي يملك نفسه عند الغضب هذه القوة وهذه الشدة حقا قال انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ما معنى يملك نفسه عند الغضب ان يملك نفسه في شيئين هما اهم ما يكون وهما اهم ما يطلب من الغضبان الشيء الاول يملك نفسه في لسانه يملك نفسه في لسانه بمعنى انه وقت الغضب يحاول الا ينطق ولا بحرف واحد طالما ان الغضب موجود يصمت صمتا تاما ولا ينطق بحرف واحد الى ان يسكن الغضب هذه شدة وقوة لا لا تتيسر لكل انسان لا تتيسر الا للقوي من الرجال حقا وصدقا ليس القوي ذاك الطائش الذي اذا غضب دمر ما حوله ليست هذه الشدة ولا وليست هي القوة. القوة والشدة ان يملك نفسه كما قال عليه الصلاة والسلام عند الغضب ما معنى يملك نفسه؟ اهم ما ينبغي ان يملكه من نفسه عند الغضب شيئان الشيء الاول لسانه اذا غضب يحاول الا ينطق بحرف واحد سكوت تام الى ان يهدأ الغضب ويجد انه سكن وذهبت عنه فورة الغضب وجمرته بعدئذ يتكلم لانه سيتكلم في هذا الوقت باعتدال اما وقت الغضب لا يكون الكلام متزنا ولا منضبطا الشيء الثاني مما ينبغي له ان يملكه عندما يغضب جوارحه ولا سيما اليد يملك يده وقت غضبه هذه قوة وغضبان ويده ما يحركها هذه قوة لا يصل اليها الا الاقوية من الرجال والاشداء من الرجال ولهذا وجه النبي عليه الصلاة والسلام الى الغظبان الى هذين الامرين في حديث سيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى وفي حديث اخر ايضا رواه اهل العلم قال اذا غضب احدكم فليسكت اذا غضب احدكم فليسكت. يعني لا يتكلم بحرف والحديث الاخر قال اذا غضب احدكم وهو قائم فليجلس فان سكن غضبه والا فليضطجع هذي من يفعلها الا الاقوياء والاشد من الرجال ما يستطيع ان يفعلها الا رجل قوي ورجل شديد يغضب وامامه شخص اغضبه جدا ومن فعل منه ونفسه تدفعه الى ان يشتمه وان يظربه الى اخره ثم يجلس هذا ما يفعله الا رجل قوي واذا وجد ان غضبه سكن والا يضطجع حتى تهدأ نفسه. هذا لا يفعله الا رجل قوي والشيطان حاضر عند الغضبان اذا جلس واضطجع اذا جلس او اضطجع يقول له الشيطان ماذا يقول وين وين رجولتك؟ وين قوتك؟ الرجل يغضبك وانت تنام عنده وين الرجولة؟ ولا يغضبك وانت تجلس ما ما يتركه الشيطان لكن القوة حقا والشدة حقا ان يستعيذ بالله من الشيطان وان من نفسه الامارة بالسوء ويفعل الامور التي يسكن بها الغضب ثم بعد ذلك يتكلم باعتدال هذا لا يفعله الا القوي من الرجال. والله لا يفعله الا القوي من الرجال ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه وقت الغضب ولهذا اعيد الغضبان عليه ان يملك نفسه عند غضبه وهذه هي الشدة حقا وما يملكه من نفسه امران لسانه يحاول الا ينطق بكلمة واحدة وجوارحه ان تطلب الامر ان يجلس جلس وان تطلب الامر ان يضطجع اضطجع وبعد الهدوء يبدأ الكلام اما وقت الغضب عليه الا يتكلم باي حرف وعملية الهدوء هدوء وسكون القلب بعد الغضب لا تأخذ وقت هي تأخذ في الغالب دقيقتين ثلاث دقائق ان لم يمسك نفسه في هذه الثلاثة دقائق يأتي بامور اولا يفعل افعال المجانين وقت الغضب وايضا تكون العاقبة للندم. بينما اذا مسك نفسه في الثلاثة دقائق سكت جلس وهدى يحسن بعد ذلك التصرف وهذا لا يفعله الا الشديد من الرجال نعم قال رحمه الله حدثنا احمد بن يونس قال حدثنا ابو شهاب عبد ربه عن يونس عن الحسن عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما من جرعة اعظم عند الله اجرا من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر موقوفا على ابن عمر وصح مرفوعا الى الرسول عليه الصلاة والسلام قال ما من جرعة ما من جرعة اعظم عند الله اجرا من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله وهذا فيه مكانة الكاظمين الغيظ والله سبحانه وتعالى اثنى عليهم في القرآن الكريم. قال والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين فاثنى عليهم والنبي صلى الله عليه وسلم اثنى على من كظم الغيظ وبين ان هذي اعظم جرعة تكون من العبد يعني شي يمسكه من نفسه ويمنع ظهوره يكظمه يمنع ظهوره هذا معنى جرعة او اجترعه يكظمه ويمنع ظهوره. ما من جرعة اعظم عند الله اجرا من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله. يعني غظب من شخص غظبا شديدا وابتلع الغيظ وامسكه في الداخل ولم يخرج منه شيء هنا لاحظ ايضا تأكيدا للمعنى السابق القوة التي تكون في العبد القوة التي تكون في العبد. عندما يغضب او يصاب بغيظ القوة هي في ان يمسك بهذا الغيظ في داخله ولا يجعل شيئا منه يظهر لا على يده باعتداء ولا على لسانه بكلام سيء فكظم الغيظ يكون بمنع اليد منع الجوارح ومنع اللسان ومنع اللسان فيكظم الغيظ يمنع الغيظ الذي في قلبه ان يظهر او ان يخرج لا باعتداء بيد ولا باعتداء بلسان فهذا فيه فظل الكاظمين الغيظ نعم قال رحمه الله باب ما يقول اذا غضب قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا ابو اسامة قال سمعت الاعمش يقول حدثنا عدي بن ثابت عن سليمان بن سرد قال اشتد رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل احدهما ما يغضب ويحمر وجهه فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اني لاعلم لو قالها لذهب هذا عنه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقام رجل الى ذاك الرجل. فقال تدري ما قال قال قل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقال الرجل امجنون تراني ثم اورد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب ما يقول اذا غضب ما يقول اذا غضب والغظبان يحظره الشيطان ليدفعه الى العدوان اما بيده او بلسانه فارشد النبي عليه الصلاة والسلام من غضب الى التعوذ بالله من الشيطان الرجيم حتى يسلم من نزغ الشيطان وحتى يسلم من انتهاز الشيطان لفرصة غضبه ليجعله يفعل امرا لا يحمد عاقبته فقوله رحمه الله باب ما يقول اذا غضب اورد تحته حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي فيه التعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند الغضب اورد حديث سليمان ابن سرد قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل احدهما يغضب ويحمر وجهه. اي من شدة الغضب واستب رجلان اي سب كل منهما الاخر يعني وقع بينهما خصومة فاخذ كل منهما يسب الاخر فغضب احدهما غضبا شديدا احمر وجهه من شدة غضبه فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب هذا عنه اي ذهبت عنه هذه الثورة ثورة الغضب لذهب هذا عنه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومعنى اعوذ بالله اي اعتصم والتجأ الى الله سبحانه وتعالى ان يحميني وان يقيني من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه فقام رجل الى ذلك الرجل فقال تدري ما قال فقام رجل الى ذلك الرجل قال تدري ما قال قال قل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يعني تدري ما قال النبي صلى الله عليه وسلم وما وجه ان تقوله قل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقال رجل امجنون تراني؟ يعني ما زال الغظب عنده ما يزال الغضب موجودا فيه وقائم قال مجنونا تراني لم يقل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فالشاهد ان اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذه الكلمة تطفئ شر الغضب وايضا تذهب باذن الله تبارك وتعالى الاثار السيئة التي هي من كيد الشيطان وانتهاز الشيطان للغضبان فاذا تعود الغظبان من الشيطان الرجيم ذهب عنه باذن الله تبارك وتعالى ما يجد. والحديث سبق ان مر معنا برقم اربع مئة واربعة وثلاثين في باب سباب المسلم فسوق. ومضى شرحه هناك نعم قال رحمه الله حدثنا عبد الله ابن ابن عثمان قراءة عن ابي حمزة عن الاعمش عن ابن ثابت عن سليمان بن سرد قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فاحدهما احمر وجهه وانتفخت اوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد فقالوا له ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال وهل من جنون ثم اعاد رحمه الله تعالى حديث سليمان ابن سرد رضي الله عنه من طريق اخرى نعم قال رحمه الله باب يسكت اذا غضب قال حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الواحد بن ابن زياد قال حدثنا ليث قال حدثني طاووس عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا ويسروا علموا ويسروا ثلاث مرات واذا غضبت فاسكت مرتين. واذا غضبت فاسكت واذا غضبت فاسكت مرتين قال رحمه الله تعالى باب يسكت اذا غضب. باب يسكت اذا غضب وهذه الترجمة فيها التوجيه لمن غضب ان لا يتكلم لان كلامه حال غضبه غير منضبط ولا متزن ولهذا من الخير له ان يمنع نفسه من الكلام مطلقا الى ان يهدأ غضبه وتتزن نفسه ويحسن بعد ذلك الكلام. اما حال الغضب فان كلامه قد يكون في امور لا يحمد هو عاقبتها بعد سكون غضبه واورد رحمه الله تعالى حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا ويسروا. ثلاث مرات يقول ذلك. علموا وهذا فيه حث على العلم والتعليم والعناية به وانه من خير الاعمال وانفعها ان يكون الانسان معلما للخير يتعلم الخير هو في نفسه ويعرفه ثم يعلمه الاخرين ويوصله اليهم فيكون هاديا مهديا صالحا في نفسه ساعيا في صلاح الاخرين قال علموا ويسروا يعني اياكم والتعسير والتشديد فان هذا الدين يسر ولن يساد الدين احد الا غلبه فعلى الانسان ان يكون آآ ماضيا مع يسر الدين وسماحة الدين ولا يسدد على نفسه ولا ايظا على غيره والمراد بالتيسير العمل بالدين لا بتركه لان مفهوم التيسير عند بعض الناس ترك الدين او ترك جوانب من الدين حتى عند بعضهم ترك بعض الفرائض او الواجبات تحت مسمى التيسير فالتيسير المطلوب من المسلم ان يمشي مع هذا الدين لانه يسر كما قال عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر ولن يساد الدين احد الا غلب قال واذا غضبت فاسكت مرتين واذا غضبت فاسكت وهذا هو شاهد الحديث للترجمة اذا غضبت لموقف ما او لامر ما فعليك بالسكوت. لان الكلام وقت الغضب اه اه كلام عن غير اتزان وكلام لا يكون منضبطا فيكون آآ فيه فما لا يحمد الغضبان عاقبته عندما يسكن غضبه. ولهذا من كان غضبانا عليه ان يعمل بوصية النبي عليه الصلاة والسلام وهي الا يغضب ويضم الى هذا الحديث في الباب الحديث الاخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام اذا غضب احدكم يجلس فان سكنا غضبه والا فليضطجع فيكون مطلوب من الغضبان امرين احدهما يتعلق بلسانه وهو السكوت والامر الاخر يتعلق بجوارحه وهو الجلوس حتى يهدأ الغضب فان لم يهدأ الغضب بجلوسه يضطجع حتى يسكن اه غضبه نعم قال رحمه الله باب احبب حبيبك هونا ما قال حدثنا عبد الله قال حدثنا مروان ابن معاوية قال حدثنا محمد محمد ابن عبيدة الكندي عن ابيه قال سمعت عليا يقول لابن الكواء هل تدري ما قال الاول؟ احبب حبيبك لما عسى ان يكون بغيظك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما. ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب احبب حبيبك هونا ما يعني اذا احببت شخصا فكن معتدلا في الحب لا تغالي في الحب ولا يكن عندك مغالاة فيه بل كن معتدلا في الحب لا يكن عندك فيه مغالاة. احبب حبيبك هونا ما احبب حبيبك هونا ما يعني بدون مغالاة وانما باعتدال واورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن علي رضي الله عنه انه قال لابن الكواء هل تدري ما قال الاول هل تدري ما قال الاول احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيظك يوما ما فاذا احببت شخصا فليكن حبك له هونا يعني بدون مغالاة وبدون تكلف وبدون زيادة لماذا؟ لا تدري قد يتحول يوما الى بغيظ قد يتحول الى بغيظ كما قال عسى ان يكون بغيظك يوما ما قد يتحول الى شخص بغيظ لك او مبغظ لك وايضا في البغض قال ابغض بغيظك هونا ما عندما تبغظ شخصا ايضا لا يكون بغضك له تلفا بل اعتدل في في في بغضك له لماذا عسى ان يكون حبيبك يوما ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما قد يتحول هذا البغيظ الى حبيب لك ولهذا الاعتدال والاتزان في هذا الباب ان يكون الانسان في حبه وبغضه معتدلا لا يغلو في الحب ولا يغلو في البغض بل يكون معتدلا في ذلك نعم قال رحمه الله باب لا يكن بغضك تلفا قال حدثنا سعيد ابن ابي مريم قال اخبرنا محمد ابن جعفر قال حدثنا زيد ابن ابن اسلم عن ابيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لا يكن حبك تلفا ولا بغضك تلفا فقلت كيف ذاك؟ قال اذا احببتك كلف الصبي. واذا ابغضت احببت لصاحبك التلف اخر كتاب الادب والحمد لله رب العالمين ثم قال رحمه الله تعالى باب لا يكن بغضك تلفا لا يكن بغضك تلفا اي عندما تبغظ شخصا لسبب ما او لموقف ما او لامر ما لا يكن بغضك تلفا لان بعض الناس اذا اذا ابغض شخصا حتى احيانا لامور هي امور تافهة وليست بشيء لا يكون بغضه له تلفا ربما على اثر امر من امور الدنيا التافهة الحقيرة التي ليست بشيء يبغضه بغضا الى ان يموت فهذا بغضه تلف وربما ايضا يبغضه بغضا يعتدي عليه بسببه في نفسه او في ماله او يحسده او يحقد عليه فاذا حصل امرا جعل الانسان يقع في قلبه بغظ لشخص لا يكون بغضه له تلفا فهذا مقصود الترجمة واورد هنا عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال لا يكن حبك كلفا. يعني عندما تحب شخصا لا يحب لا يكن حبك كلفا مثل كلف الصبي وولعه بمن احب ولا بغضك تلفا اي تلفا لمن اه احببته اه لمن ابغضته فقلت كيف ذاك يعني كيف يكون الحب كلفا والبغض تلفا قال اذا احببت كلفتة كلف الصبي والصبي عندما يحب شيئا يكلف كلفا زائدا في اظهار حبه وابراز حبه بصورة قد تكون مؤذية لمن حوله وغير مرضية ولا يلام لانه صبي لكن الكبير يلام على ذلك الكبير يلام على ذلك ولهذا ينهى الكبير ان يكون حبه مماثلا لحب الصبي الصغير. لان الصغير اذا حب يكون حبه بهذه الصفة. فالشاهد ان يكون باعتدال مثل ما مر في اه الحديث السابق في الترجمة التي قبله. والبغض ايضا يكون باعتدال قال واذا ابغضت احببت لصاحبك التلف هذا معنى لا يكن حبك تلفا يعني لا تكن حالك اذا ابغضت شخصا ان تحب له ان يتلف وهذي مصيبة موجودة في بعظ الناس يعني بعظ الناس يخطي عليه شخص يخطئ عليه شخص في امر دنيوي امر يعني حقيقة يكون امر تافه جدا فيغضب منه ويبغضه ويتضايق يقول اسأل الله العظيم ان يجعلك في جهنم. يفعلها بعض الناس يفعلها والله بعض الناس وربما ايضا يغضب منه فيدعو عليه وعلى ذريته وعلى قبيلته وعلى اهله وعلى جيرانه الى اخره هذا تلف بغضه تلف او مثلا يغضب يبغض شخصا لامر دنيوي فيعتدي عليه بضرب او اذى او حسد هذا بغضه تلف ولهذا قال عمر رضي الله عنه واذا ابغضت واذا ابغضت احببت لصاحبك التلف. احببت لصاحبك التلف سواء في دنياه او اخراه. هذا خلاف الاعتدال وخلاف الاتزان هذا معنى قوله آآ باب لا يكن بغضك تلفا وبه ختم رحمه الله تعالى كتابه اه المبارك كتاب الادب المفرد ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا بما علمنا آآ هذا تنبيه للاخوة آآ آآ الكتاب الذي يدرس غدا عنوانه القواعد الحسان لا تفسير اية القرآن للشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله تعالى والكتاب اخترته لسبب او لاسباب لكن منها ان المؤلف رحمه الله بدأ في تأليفه في واحد رمضان وانتهى من تأليفه في ستة شوال وذكر فيه اثنين وسبعين قاعدة عظيمة جدا لفهم القرآن ومعرفة معانيه ودلالاته هو نافع لكل مسلم اه اه بمعدل يعني كانه بمعدل قاعدتين كل يوم بدأوا في واحد رمضان وانتهى منه في السادس من شوال وشهر رمظان هو شهر القرآن فنبدأ من الغد باذن الله تبارك وتعالى بدراسة هذا الكتاب واحد الافاضل من اسرة الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله تعالى بعث اه جزاه الله خيرا مشكورا اه ست مئة وخمسين نسخة ما ما ما وجدنا الا في الاسواق الا هذه الكمية ست مئة وخمسين نسخة وهي اه خاصة بمن يريد ان يواظب على الحضور آآ من الاخوة طلاب العلم وستوزع هذه النسخ الليلة بعد صلاة التراويح ان شاء الله تعالى آآ بعد الدرس الذي بعد صلاة التراويح ليس بعد الصلاة مباشرة وانما بعد الدرس الذي بعد صلاة التراويح المكان مكتب التوعية في الباب اه رقم سبعة عند باب رقم سبعة في السور الخارجي جوار الشرطة والتوزيع للاخوة الذين هم حريصين على آآ الحضور والانتظام والمشاركة والمتابعة ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يبارك لنا جميعا فيما تعلمناه ونتعلمه وان يجعل ذلك حجة لنا لا علينا ونسأله جل وعلا ان يهدينا اجمعين لاحسن الاخلاق والاداب لا لا يهدي لاحسنها الا هو وان يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا هو. وان يعيذنا من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء. انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين