بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في تفسيره لسورة الفاتحة اعلم ارشدك الله لطاعته. واحاطك بحياطته. وتولاك في الدنيا والاخرة. ان مقصود الصلاة وروحها ولبها هو اقبال القلب على الله تعالى فيها. فاذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لا روح فيه. فاذا صليت فاذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لا روح فيه. ويدل على هذا قوله تعالى فويل للمصلين من الذين هم عن صلاتهم ساهون. ففسر السهو بالسهو عن وقتها. اي اضاعته والسهو عن ما فيها والسهو عن حضور القلب ويدل على ذلك الحديث الذي في صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق يرقب الشمس حتى اذا كان بين قرني شيطان قام فنقر اربعا. لا يذكر فيها لا يذكر فيها الا قليلا. لا يذكر الله. لا يذكر الله فيها الا قليلا. رواه مسلم فوصفه باضاعة الوقت بقوله يرقب الشمس وباضاعة الاركان بذكره النقر وباضاعة حضور القلب بقوله لا يذكر الله فيها الا قليلا. اذا فهمت ذلك فافهم نوعا واحدا من الصلاة. وهو قراءة الفاتحة لعل الله ان يجعل صلاتك في الصلوات المقبولة المضاعفة المكفرة للذنوب. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذه رسالة مباركة وعظيمة النفع وغزيرة الفائدة للامام المجدد المصلح شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى افردها رحمه الله في تفسير اعظم سورة في القرآن تلك السورة التي اوجب الله على العباد قراءتها في اليوم والليلة سبع عشرة مرة عدد ركعات الصلوات المفروضة والمسلم له صلة وثيقة بهذه السورة متكررة بتكرر الليالي والايام قرأها في حياته مرات كثيرة فرضا ونفلا ولا يزال يكرر قراءة هذه السورة العظيمة في ايامه ولياليه فالحاجة تمس الى معرفة معانيها والوقوف على مضامينها ومعرفة الدروس التي اشتملت عليها هذه السورة العظيمة لا ان يكون حظ المسلم منها مجرد القراءة او مجرد اقامة الحروف واذا كان الله جل وعلا قال افلا يتدبرون القرآن فكيف الشأن بام القرآن وهي تسمى ام القرآن لانها حوت اجمالا ما حواه القرآن تفصيلا فالفاتحة اجملت والقرآن فصل فهي سورة عظيم شأنها جليل قدرها عظيم اثرها كبير خطرها وقد افردها جمع من اهل العلم بالتصنيف في بيان معانيها ودلالاتها اضافة الى كل من كتب في تفسير القرآن لكن هذه الرسالة التي سطرها هذا الامام حوت خيرا عظيما في تجلية وبيان وايضاح معاني هذه السورة مما لا تكاد تجده في مؤلف اخر لا سيما وهو رحمه الله جمع في كتاباته بين غزارة العلم وجمال النصح فيتكلم باشفاق ونصح وغيرة وحرص بالدرجة الاولى على بيان امر المعتقد وايضاح مقام التوحيد الذي هو اساس الدين الذي عليه يبنى وعندما تكلم رحمه الله في هذه الرسالة المباركة تكلم عنها بربط لها بالصلاة ولا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب بل ان بل انه جاء في الحديث تسميتها صلاة وسيذكره المصنف رحمه الله تعالى قسمت في الحديث القدسي قسمت الصلاة قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. المراد بالصلاة هنا الفاتحة سميت الفاتحة صلاة لعظم هذا الركن في الصلاة وعظم شأن الفاتحة في الصلاة ولهذا فعلا يحتاج المسلم حاجة ماسة الى ان يتدبر في معاني هذه السورة ويتأمل في دلالاتها وهذا الكتاب ايها الاخ المسلم الكريم يعينك عونا عظيما على تدبر هذه السورة وينفعك نفعا عظيما في فهم معانيها ومقاصدها ودلالاتها بدأ رحمه الله تعالى كتابه هذا بطريقة معروفة في مصنفاته ومؤلفاته رحمه الله تعالى الا وهي الدعاء فكثيرا بل غالبا ما يبدأ ويأتي ايضا في ثنايا تصانيف الدعاء بادعية عظيمة جدا صادرة من نصح وشفقة وحرص فها هو هنا يقول اعلم ارشدك الله لطاعته واحاطك بحياطته وتولاك في الدنيا والاخرة هذه ثلاث دعوات صدر بها هذه الرسالة العظيمة المباركة الدعوة الاولى دعوة بان يرشدك الله الى طاعتك الى طاعته اي ان يهديك ويجعلك من اهل الرشاد اي الفهم والدراية بالطاعة التي خلق العبد لاجلها واوجد لتحقيقها وقوله رحمه الله ارشدك لطاعته اي ارشدك لطاعته علما وعملا ارشدك لطاعته اي علما بها بالطاعة وارشدك لطاعته اي عملا بطاعة الله سبحانه وتعالى اذ لا يكون العبد من اهل الطاعة الا بالعلم والعمل فقوله ارشدك لطاعته يتناول الامرين معا وقوله احاطك بحياطته هذه دعوة بالحفظ والكلاءة والتسديد والعون على كل خير بان يكون هذا العبد مسددا معانا محفوظا موفقا كل هذه المعاني يتناولها قوله رحمه الله واحاطك بحياطته اي حفظا وتسديدا وتوفيقا وعونا لكل خير وقوله وتولاك في الدنيا والاخرة اي بما يتولى به عباده الصالحين والله تبارك وتعالى هو الولي المولى سبحانه يتولى عباده فيحفظهم يتولى عباده فيوفقهم يتولى عباده فيعينهم ويثبتهم يتولى عباده في الدار الاخرة فيفوزون عظيم الثواب وجميل المآب وقوله رحمه الله في صدري هذه الرسالة اعلم هذه كلمة تنبيه يؤتى يؤتى بها بين يدي المسائل الكبار الجليلة العظيمة التي يستدعى لها الانتباه واليقظة والفهم وفي القرآن ايات كثيرة بدأت بذلك كقوله جل وعلا فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد في القرآن ايات كثيرة صدرت بذلك فقوله اعلم اي تيقظ وانتبه وكن حاضر الذهن حسن الاستماع حريصا على الاستفادة اعلم ارشدك الله لطاعته واحاطك بحياطته وتولاك في الدنيا والاخرة ان مقصود الصلاة وروحها ولبها هو اقبال القلب على الله تعالى فيها هذا هو مقصود الصلاة معنى ان هذا هو مقصود الصلاة اي شرعت لذلك وطلب اقامتها لذلك ليقبل هذا القلب على الله سبحانه وتعالى فاذا اقبل وجدت حقيقة الصلاة وحقيقة الصلة بين العبد وبين الله اما اذا كانت الصلاة بلا قلب فشأنها كما وصف المصنف رحمه الله كالجسد بلا روح كالجسد بلا روح وجسد بلا روح لا حياة له فكيف الشأن بصلاة بلا اقبال على الله بلا اقبال على الله يكون الجسد حاضرا والقلب ساردا بعيدا غافلا لاهيا معرضا منشغلا فما احوج المسلم الى ان يستشعر هذا المعنى في صلاته اقبال القلب فيها على الله سبحانه وتعالى. واقبال القلب على الله هو الخشوع في الصلاة خشوع القلب خشوع القلب في الصلاة والخشوع مكانه القلب مكانه القلب واثره يظهر على الجوارح ليس الخشوع بسكون الجوارح ليس الخشوع بسكون الجوارح مع انصراف القلب وشروده وذهابه اثر عن ابي الدرداء رضي الله عنه كما في المصنف وغيره انه قال تعوذوا بالله من خشوع النفاق قالوا وما خشوع النفاق قال ان تخشع الجوارح ولا يخشع القلب ان تخشع الجوارح ولا يخشع القلب فليس الخشوع سكون الجوارح الخشوع خشوع القلب فيثمر خشوع الجوارح فيثمر خشوع الجوارح اما من يتخشع بجوارحه وقلبه منصرف وبعيد ويصنع ذلك التخشع للناس لا لله تبارك وتعالى فما ابعده عن لب الصلاة وروحها وحقيقتها وكذلك من لا تخشع جوارحه بسبب عدم خشوع قلبه فهذا ايضا بعيد عن هذا المقام العظيم ولهذا يؤثر عن ابي سعيد يؤثر عن سعيد بن المسيب ويروى مرفوعا ولا يصح انه رأى رجلا يعبث في صلاته فقال لو خشع قلبه لخشعت جوارحه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه فانشغال الانسان في صلاته بالحركة واللهو والعبث هذا سببه عدم خشوع القلب لان القلب فعلا اذا خشع خشعت الجوارح وهذا الذي يدعو اليه الشيخ رحمه الله تعالى بقوله اقبال القلب على الله اقبال القلب على الله كيف يقبل القلب كيف يقبل القلب على الله هذه الرسالة التي كتبها رحمه الله تعالى كتبها عونا لتحقيق هذا المقام ولتحصيل هذا المرام ولا سيما من خلال تأمل ركن الصلاة الاعظم الذي هو قراءة الفاتحة والوقوف على معانيها ودلالاتها والتدبر في ذلك مما يكسب القلب خشوعا واقبالا على الله سبحانه وتعالى قال هو اقبال القلب على الله تعالى فيها فاذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لا روح فيه اذا صليت بلا قلب معنى بلا قلب اي بلا قلب حاضر بلا قلب خاشع بلا قلب مخبت فهي كالجسد الذي لا روح فيه ويدل على هذا قول الله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الويل الذي هو العذاب الشديد لمن قال للمصلين قال للمصلين ويل للمصلين لكن ما شأن تلك الصلاة التي تهدد صاحبها بالويل قال الذين هم عن صلاتهم ساهون ولهذا حق على كل مسلم ان يعرف حقيقة السهو في الصلاة الذي تهدد على فعله هذا التهديد ليتجنبه. لئلا يكون من اهل هذا الويل لئلا يكون من اهل هذا الويل فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون فحق على كل مسلم ان يعرف ما هو هذا السهو في الصلاة الذي لصاحبه هذا الويل يقول رحمه الله فسر السهو اي في الصلاة الذي لصاحبه هذا الويل بالسهو عن وقتها بالسهو عن وقتها فسره بقوله اي اضاعته في اضاعة الوقت مثلا يصلي الفجر بعد طلوع الشمس حتى ان بعض الناس يضبط الساعة على وقت الدوام يضبط الساعة على وقت الدوام بعد طلوع الشمس فيقوم ويتوظأ ويصلي ثم يذهب غير الذي يضبطها على وقت الدوام ولا يصلي اصلا لا يصلي يضبطها على وقت الدوام او وقت العمل ثم يقوم ويصلي ثم يذهب الى عمله. ويل له فقيل في معنى ويل اه قيل في معنى السهو اي السهو عن وقتها اي اضاعة الوقت والله سبحانه وتعالى قال ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا اي لابد ان تؤدى في اوقاتها المحددة من اخرها عن اوقاتها المحددة فيتناوله هذا الوعيد يتناوله هذا الوعيد قيل قال فسر السهو بالسهو عن وقتها اي اضاعته والسهو عما يجب فيها هذا معنى اخر للسهو في الصلاة السهو عما يجب فيها اي ما يجب فيها من من مما اوجبه الله سبحانه وتعالى على عبادة بان لا يهتم بواجبات الصلاة او لا يهتم بشروط الصلاة او نحو ذلك فيضيعها ويفرط فيها يصلي لكن لا يعتني بالواجبات مثل ما سيأتي معنا ينقر الصلاة نقر الديك هذا صلى لكنه ضيع ما يجب في الصلاة فيشمله هذا التهديد الذين هم عن صلاتهم ساهون والمعنى الثالث للسهو الذي فيه هذا التهديد السهو عن حضور القلب فيها السهو عن حضور القلب فيها فهذا ايضا مما يتناوله هذا التهديد. يصلي بجسده بلا قلب القلب مثلا يكون في تجارته الدنيوية او في اعماله الخاصة او نحو ذلك احيانا بعض الناس يصلي وقلبه مشغول بمعصية يصلي وقلبه مشغول بمعصية يفكر فيها ليخطط لها او نحو ذلك قال والسهو عن حضور القلب فيها. اذا هذه ثلاثة معاني للسهو كلها حق كلها حق وكلها يتناولها هذا المعنى او يتناولها هذا الوعيد يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه مدابز السالكين وليس السهو عنها تركها ليس السهو عنها اي المذكور في الاية الكريمة ليس السهو عنها تركها والا لم يكونوا مصلين والا لم يكونوا مصلين وانما هو السهو عن واجبها اما عن الوقت كما قال ابن مسعود وغيره واما عن الحضور والخشوع والصواب انه يعم النوعين فالصعب انه يعم النوعين يشمل هذا ويشمل هذا يشمل اضاعة الوقت واضاعة الواجب واضاعة الاقبال على الله سبحانه وتعالى فيها وحضور القلب آآ الخشوع في الصلاة قال ويدل على ذلك ويدل على ذلك الاشارة في قوله ذلك راجع الى ماذا الى المعاني الثلاثة كلها راجع الى المعاني الثلاثة كله ويدل على ذلك اي ان الوعيد يتناول هذه الامور الثلاثة الحديث الذي في صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق كررها ثلاثا صلوات الله وسلامه عليه تحذيرا وانذارا يكررها تحذيرا من ان يصلي الانسان صلاة المنافق هذه يقول عليه الصلاة والسلام صفة صلاة المنافق فاحذرها واياك واياها تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق وعندما تتكرر هذه الكلمة ثلاث مرات الذهن مباشرة يتساءل ما هي صلاته والقلب الصادق يتساءل حتى يتقي تلك الحال او تلك الصفة التي هي صفة صلاة المنافق قال تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق يرقب الشمس يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر اربعا لا يذكر الله فيها الا قليلا بماذا وصف عليه الصلاة والسلام صلاة المنافق بثلاث صفات بثلاث صفات الصفة الاولى انه يؤخر الصلاة يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرني شيطان اي عندما تدنو من القلوب عندما تدنو من الغروب وتوشك ان تغرب هذه الصفة الاولى يجعل الصلاة في ذلك الوقت والصفة الثانية قام فنقر اربعا اربعا هنا صلاة ماذا العصا اربعا صلاة العصر قام فنقر اربعا هذه الصفة الثانية نقر يصليها نقرا ينقر الصلاة نقرا مثل نقرأ الغراب الدم كما جاء التشبيه في حديث اخر مجرد ما ان يلمس رأسه الارظ يرفعه مباشرة كانه كأن عمله في الصلاة نقر الارض برأسه مجرد ان يلمس رأسه الارض يرفعه مباشرة نقر اربعا هذه الصفة الثانية الصفة الثالثة لا يذكر الله فيها الا قليلا فيها اي في صلاته لا يذكر الله فيها الا قليلا قوله يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرني شيطان قال النووي رحمه الله والمراد انه يحاذيها بقرنيه اي الشيطان يحاذيها بقرنيه عند غروبها يحاذيها بقرنيه عند غروبها اي الشيطان حقيقة يحاذي الشمس بقرنيه عند غروبها وكذا عند طلوعها وهذا وقت نهي عن الصلاة لان الكفار يسجدون لها حينئذ فيقارنها اي الشيطان ليكون الساجدون لها في صورة الساجدين له في سورة الساجدين له ويخيل او يخيل لنفسه ولاعوانه انهم انما يسجدون له انما يسجدون له فالمنافق يرقب الشمس حتى تدنو وتوشك من القروب فيصليها تلك الصلاة ينقرها نقرا لا يذكر الله فيها الا قليلا قال رحمه الله تعالى فوصفه باضاعة الوقت وصف المنافق عليه الصلاة والسلام باضاعة الوقت اي قال باضاعة وقت بقوله يرقب الشمس هذا اظاعة لوقت الصلاة وباضاعة الاركان بذكر النقر بذكر النقر وباضاعة حضور القلب بقوله لا يذكر الله فيها الا قليلا اذا جمع هذا الحديث المعاني الثلاثة التي ذكرت في معنى او في السهو الذي السهو في الصلاة الذي تهدد صاحبه بالويل اضاعة الوقت واضاعة الواجبات الاركان واضاعة الخشوع الذي هو لب الصلاة وروحها لب الصلاة وروحها لما نبه رحمه الله تعالى على مقام الخشوع وحضور القلب ومكانته من الصلاة وحاجة المصلي اليه حتى تكون صلاته مكفرة مضاعف اجرها وثوابها ومثمرة للاثار العظيمة والثمار المباركة لما نبه على اهمية هذا الاقبال بالقلب في الصلاة قال اذا فهمت ذلك اذا فهمت ذلك فافهم نوعا واحدا من الصلاة تفهم نوعا واحدا من الصلاة الصلاة الاعمال التي فيها انواع فيها تلاوة وفيها اذكار وفيها الدعاء وفيها ركوع وسجود اعمال متعددة يقول فافهم نوعا واحدا من الصلاة وهو وهو قراءة الفاتحة وهو قراءة الفاتحة لعل الله ان يجعل صلاتك في الصلاة المقبولة المضاعفة المكفرة للذنوب انتبه هنا رعاك الله الى قوله لعل الله ان يجعل صلاتك في الصلاة المقبولة المضاعفة المكفرة المكفرة المكفرة للذنوب يبين لك غرضه من هذه الرسالة ومقصده من هذا الكتاب رحمه الله ان يعاون المسلم والقارئ والمطلع على هذا الكتاب على ان تكون صلاة العبد صلاة مقبولة صلاة مضاعفة صلاة مكفرة للذنوب وقد جاء في الحديث في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ارأيتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات. هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا وجاء ايضا في الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن اجتنبت الكبائر فالشيخ رحمه الله يبين في هذه الرسالة معاني هذه السورة دلالاتها ومقاصدها والدروس المستفادة منها ليكون ذلك عونا للمسلم على ان تكون صلاته صلاة مقبولة مضاعفة مكفرة للذنوب جعل الله عز وجل بمنه وكرمه وجوده وفضله صلاتنا اجمعين كذلك وجزى الله هذا الامام خير الجزاء على نصحه العظيم. نعم. قال رحمه الله تعالى ومن احسن ما يفتح لك الباب فيفهم الفاتحة حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي في صحيح مسلم انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي. فاذا قال ما لك يوم الدين قال الله مجدني عبدي وفي نقص الرحمن الرحيم نعم؟ الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين وفيها الرحمن الرحيم ايوة اعد من الاول سمعت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله حمدني عبدي فاذا قال الرحمن الرحيم فاذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي قال الله اثنى علي عبدي فاذا قال ما لك يوم الدين قال الله مجدني عبدي. فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين. قال الله هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. انتهى الحديث اخرجه مسلم فاذا تأمل العبد هذا اخرجه مسلم هذه آآ كأنها زيادة انتهى الحديث نعم. لانه اه قدم رحمه الله في البداية قال الذي في صحيح مسلم نعم نعم فاذا تأمل العبد هذا وعلم انها نصفان نصف لله وهو اولها الى قوله اياك نعبد ونصف للعبد دعاء يدعو به لنفسه وتأمل ان الذي علمه هذا هو الله تعالى. وامره ان يدعو به ويكرره في كل في نصفه وتأمل ان الذي علمه هذا الدعاء هو الله تبارك وتعالى. وتأمل ان الذي علمه هذا الدعاء هو الله تبارك وتعالى وامره ان يدعو به ويكرره في كل ركعة. وانه سبحانه من فضله وكرمه ضمن اجابة هذا الدعاء اذا دعاه باخلاص وحضور قلب تبين له ما اضاع اكثر الناس قد هيؤوك لامر لو فطنت له فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل وها انا اذكر لك نعم قال رحمه الله تعالى ومن احسن ما يفتح لك الباب في فهم الفاتحة لفهم سورة الفاتحة حديث ابي هريرة الذي في صحيح مسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. قوله يقول الله هذا حديث قدسي حديث قدسي فقوله قسمت الصلاة بيني وبين عبدي هذا كلام الله سبحانه وتعالى. يرويه ان صلى الله عليه وسلم عن ربه قوله قسمت الصلاة المراد بالصلاة الفاتحة المراد بالصلاة الفاتحة لانها آآ ركن الصلاة الاعظم مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة وقولها الدين النصيحة قال قسمت الصلاة فسمى الفاتحة صلاة لعظم مكانها من الصلاة وانه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب كما صح بذلكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقوله قسمت الصلاة هذا يفيد ركنية الفاتحة في الصلاة ركنية الفاتحة في الصلاة وانه لا صلاة لمن لم يقرأ بها قوله قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين الفاتحة سبع ايات الفاتحة سبع ايات قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. يقول رحمه الله في مؤلف اخر له يقول اي ثلاث ايات ونصف للرب وثلاث ايات ونصف للعبد قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين اي ثلاث ايات ونصف للرب. ثناء على الله وتمجيد وتفويض. وحمد. هذا نصف الصلاة الاول لله ثناء والنصف الاخر دعاء للعبد حاجات والتجاءات وسؤالات يتوجه العبد الى ربه يطلب من الله سبحانه وتعالى ان يمن عليه بها سبحان الله الرجل الذي جاء للنبي عليه الصلاة والسلام ويشتكي انه لا يحسن الفاتحة ارشده الى ان يقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر واخبره انها تجزيه ماذا قال الرجل قال وماذا لي؟ هذا هذا لله. قال هذا لربي فماذا لي فعلمه عليه الصلاة والسلام دعوات يدعو الله بها. هذا نظير ما في السورة سورة الفاتحة سورة الفاتحة لله نصفها الاول. وللعبد نصفها الاخر او الاخير فالنصف الاول من الفاتحة لله ثناء وحمد وتمجيد وتعظيم لله سبحانه وتعالى والنصف الاخر للعبد دعاء وسؤال وطلب من الله جل وعلا قال ولعبدي ما سأل وهذا وعد هذا وعد من الكريم سبحانه وتعالى بانه اجاب عبده واعطاه ما سأل فهي دعوات مستجابات هي دعوات مستجابات ولعبدي ما سأل. اي هذه الدعوات التي في الفاتحة مستجابة ولعبدي ما سأل يثني ويمجد ويعظم ربه سبحانه وتعالى ثم يدعو ويسأل له ما سأل للعبد ما سأل ففيه انها دعوات مستجابات ومن المؤسف في كثير من الناس او عوام المسلمين انه يجهل وهو يقرأ الفاتحة انها دعاء يجهلنه دعاء ولا يستحضر ان هذا دعاء ولا يستحضر انه يسأل الله سبحانه وتعالى وانما يقرأ كلام من يقرأ في هذا الموضع يرجى ثوابه لكن لا يستحظر انه دعاء. ولهذا يقول رحمه الله تعالى شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب في بعظ كتبه ينبغي معنى كلامه يقول ينبغي ان ينبه العوام ان هذا دعاء يقول ينبغي ان ينبه العوام ان هذا دعاء اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين يحتاج العوام ان ينبهوا الى ان هذا دعاء حتى يقرأ داعيا سائلا طالبا مستحضرا انه يدعو الله ويطلب هذا المطلب العظيم قال ولعبدي ما سأل. فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي حمدني عبدي اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين هذا حمد حمد ثناء على الله سبحانه وتعالى معه حب لله جل وعلا. فاذا قال الحمد لله قال حمدني عبدي حمدني عبدي فاذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي. والثناء هو الزيادة والتوسع في الحمد وذكر اوصاف المحمود فاذا قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم يكون بذلك اثنى على الله. اثنى على الله سبحانه وتعالى ان توسع في هذا المقام فاذا قال العبد ما لك يوم الدين قال مجدني عبدي. والتمجيد السعة والزيادة تمجيد معناه السعة فاذا العبد بهذه الكلمات الحمد لله رب العالمين كلها ثناء على الله وزيادة في الثناء وزيادة في التعظيم لله سبحانه وتعالى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد واياك نستعين. قال الله هذا بيني وبين عبدي قال الله هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. لان قول اياك نعبد هذا لله. واياك نستعين للعبد يطلب عون من الله ومدد فهو يتضمن معنا اه الطلب طلب العون اياك نستعين اي نطلب منك العون نطلب منك يا الله ان تعيننا اياك نعبد هذه الغاية واياك نستعين الوسيلة لتحقيق تلك الغاية لا يمكن ان يحقق العبد الغاية التي هي العبودية الا بعون الله سبحانه وتعالى. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك قال فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. كلمة عبدي قول الله عز وجل عبدي كم مرة تكررت شيخ عبدالرحمن انتبه ان عندك موضع فيه سقط قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سام فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي هذه واحدة اذا قال الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي هذه الثانية. فاذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي هذه الثالثة الاولى ها؟ الصلاة بيني وبين عبدي عندما يقرأ العبد الفاتحة عندما يقرأ العبد الفاتحة كم يحظى بهذه الكلمة عبدي مع كل قراءة للفاتحة ست مرات؟ نعم هذا مقام عظيم مقام عظيم جدا ست مرات الله عز وجل يقول عبدي اثنى علي عبدي حمدني عبدي مجدني عبدي هذا لعبدي. كل مرة تقرأ الفاتحة. هنيئا لك هنيئا لك هذا الذكر الذي هو اعظم ما يكون اذكروني اذكركم. اذكروني اذكركم. تذكر الله وتثني على الله تمجد الله عز وجل فتحظى بذلك هنيئا لك ست مرات قال رحمه الله تعالى فاذا تأمل العبد هذا اذا تأمل العبد هذا اي هذا الحديث وعلم انها نصفان. وعلم انها نصفان. انها اي الفاتحة نصفان نصفها الاول لله قال نصفها لله وهو اولها الى قوله اياك نعبد. ونصف للعبد من قوله واياك نستعين الى تمامها ونصف للعبد دعاء يدعو به العبد لنفسه يقول اذا تأمل العبد هذا وتأمل ان الذي علمه هذا الدعاء هو الله وتأمل ان الذي علمه هذا الدعاء هو الله انتبه الان للفوائد الثمينة التي يتحفك بها هذا الامام رحمه الله. اولا تأمل ان الصلاة هل ان الفاتحة نصفان؟ نصف لله ثناء عليه. ونصف لك ايها العبد دعاء تدعو الله به هذه واحدة. ايضا تأمل ان الذي علمك هذا الدعاء هو الله تبارك وتعالى وامره ان يدعو به ويكرره في كل ركعة ويكرره في كل ركعة تكراره في كل ركعة في الصلاة المفروضة سبع عشرة مرة. اذا اوجب الله عليك وافترض عليك ان تدعو بهذا الدعاء في اليوم والليلة سبعة عشرة مرة وهذا لا يوجد لاي دعاء اخر ولهذا كان هذا الدعاء اعظم الادعية على الاطلاق. وافضلها اعظم الادعية على الاطلاق طلب العون على العبادة هذا اعظم من اعظم الدعاء طلب العون على العبادة بدءا من قوله واياك نستعين الى تمام السورة فهذا اعظم الدعاء ولهذا افترظه الله سبحانه وتعالى واوجبه على عباده هذا الوجوب المتكرر في اليوم والليلة سبعة عشرة مرة وانه سبحانه من فظله وكرمه ظمن اجابة هذا الدعاء ضمن اجابة هذا الدعاء اذا دعاه باخلاص وحضور قلب تبين ما اضاع اكثر الناس. اذا تأمل كذا وكذا تبين ما اضاع اكثر الناس. قوله ضمن اجابة هذا الدعاء من اين اخذه؟ ولعبدي ما سأل. ولعبدي ما سأل. هذا ضمن الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث القدسي باجابة هذا الدعاء. فانت كل وتدعو الله بهذا الدعاء في سورة الفاتحة تدعو بدعاء ضمن الله اجابته فهو دعاء مستجاب دعاء مستجاب يبقى العناية بحضور القلب اه استحضار انك تدعو الله الصدق في السؤال والطلب اما الدعاء من حيث هو دعاء مستجاب دعاء مستجاب ظمن اجابة هذا الدعاء يقول رحمه الله اذا دعاه باخلاص وحضور قلب اخلاص وحضور قلب. اما كون الانسان يقرأ ولا ولا يكون قلبه حاضرا ولا يستحضر اصلا انه يدعو الله عندما يقول اهدنا الصراط المستقيم فهذا لا يتناوله هذا اه الموعود لانه لا بد من الاخلاص وحضور القلب. قال تبين ماذا اضاع اكثر الناس تبين ماذا؟ اضاع اكثر الناس اي ان كثير من الناس غافلون عن هذه المعاني العظيمة والمقاصد الجليلة وهذا الحضور حضور القلب والاخلاص في الالتجاء والدعاء والطلب من الله سبحانه وتعالى قال قد هيؤوك لامر لو فطنت له فاربأ بنفسك ان ترعى ما الهمل. انت مهيأ مقامات عظيمة ومنازل رفيعة. ودرجات عالية فلا تحرم نفسك منها ولا تفوت عليها هذا الخير العظيم. والفضل العظيم اقبل على الله واغنم هذا الخير. قد هيؤوك لامر لو فطنت له فاربأ بنفسك ان مع الهمل وهذا بيت عظيم جدا حقيقة في مثل هذا الزمن جدير بان يكون هذا البيت حاضر في الذهن الان المغريات كثيرة جدا التي تأخذ الانسان الى هذا السبيل الذي حذر منه ان يرعى مع الهمل. ان يرعى مع الهمل. كم هي الان الفتن التي تجر الانسان الى ان يرعى مع الهمل قال رحمه الله قد هيؤوك لامر لو فطنت له فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل في بعض النسخ تفسير الفاتحة للشيخ رحمه الله اضيف الى هذا البيت ثلاثة ابيات قال قد هيؤوك لامر لو فطنت له فاربى بنفسك ان ترعى مع الهمل وانت في غفلة عما خلقت له وانت في ثقة من وثبة الاجل فزكي نفسك عما فزك نفسك مما قد يدنسها واختر لها ما ترى من خالص العمل. اانت في سكرة ام انت منتبها ام غرك الامن ام الهيت بالامل هذه النسخة التي بيدي من تفسير الفاتحة للشيخ رحمه الله هي بتحقيق الدكتور فهد الرومي وضمنها جزاه الله خيرا فوائد ثمينة في التعليق اه بعظ النقول ساورد ما تيسر منها في ثنايا التعليق على هذه الرسالة. ومن ذلكم نقل نفيس جدا عن كتاب الصلاة وحكم تاركها لابن القيم رحمه الله تعالى يقول ابن القيم رحمه الله مع شيء من الاختصار وها هنا عجيبة يحصل لمن تفقه قلبه في معاني القرآن عجائب الاسماء والصفات وخالط وخالط بشاشة الايمان بها قلبه. يرى لكل اسم وصفة موضعا من صلاته ومحلا منها فانه اذا انتصب قائما بين يدي الله رب العالمين بين يدي الرب تبارك وتعالى شهد بقلبه قيوميته واذا قال الله اكبر شهد كبريائه ثم قال واذا قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقد اوى الى ركنه الشديد واعتصم بحوله وقوته من عدوه الذي يريد ان يقطعه عن ربه ويباعده عن قربه ليكون اسوأ حالا فاذا قال الحمد لله رب العالمين وقف هنيهة يسيرة ينتظر جواب ربه له بقوله حمدني عبدي. فاذا قال الرحمن الرحيم الجواب بقوله افنى علي عبدي. فاذا قال مالك يوم الدين انتظر جوابه مجدني عبدي فيا لذة يقول ابن القيم قلبه وقرة عينه وسرور نفسه بقول ربه عبدي ثلاث مرات فوالله لولا ما على القلوب من دخان الشهوات وغيم النفوس لاستطيرت فرحا وسرورا بقول ربها وفاطرها ومعبودها حمدني واثنى علي عبدي ومجدني عبدي ثم يكون لقلبه مجال من شهود هذه الاسماء الثلاثة التي هي اصول الاسماء الحسنى. وهي الله والرب والرحمن ثم قال فاذا قال مالك يوم الدين فها هنا شهد المجد الذي لا يليق بسوى الملك الحق المبين. فيشهد ملكا قاهرا قد دانت له الخليقة عنت له الوجوه وذلت لعظمته الجبابرة وخضع لعزه كل عزيز. فيشهد بقلبه ملكا على عرش السماء مهيمنا بعزته تعنو الوجوه وتسجد قال فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين ففيها سر الخلق والامر والدنيا والاخرة. وهي متضمنة مؤمنة لاجل الغايات وافظل الوسائل. فاجل الغايات عبوديته وافظل الوسائل اعانته انتبه لهذه الفائدة اجل الغايات عبوديته اياك نعبد. وافضل الوسائل اعانته واياك نستعين. فلا معبودا يستحق العبادة الا هو ولا معين على عبادته غيره. اياك نعبد واياك نستعين لا معبود يستحق العباد الا هو ولا معين على عبادته غيره. فعبادته اعلى الغايات. واعانته اجل الوسائل قال وقد اشتملت هذه الكلمة على نوعي التوحيد وهما توحيد الربوبية وتوحيد الالهية وتضمنت التعبد باسم الرب واسم الله فهو يعبد بالوهيته ويستعين بربوبيته ويهدي الى الصراط المستقيم برحمته. الرب الله الرب الرحمن. فهو آآ يعبد بالوهيته ويستعان بربوبيته ويهدي الى الصراط المستقيم برحمته. فكان اول السورة ذكر اسمه الله والرب والرحمن تطابقا لاجل الطالب من عبادته واعانته هدايته العبادة تتعلق باسمه الله. الاعانة اسمها الرب. الهداية الرحمن وهو المنفرد باعطاء ذلك كله لا يعين على عبادته سواه ولا يهدي سواه. ثم يشهد الداعي بقوله اهدنا الصراط المستقيم شدة فاقته وضرورته الى هذه المسألة التي ليس هو الى شيء اشد فاقة حاجة منه اليها البتة. فانه محتاج اليه في كل نفس وطرفة عين. ثم قال رحمه الله ثم بين ان اهل هذه الهداية اي الى الصراط المستقيم هم المختصون بنعمته دون المغضوب عليهم عليهم وهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه ودون الضالين وهم الذين عبدوا الله بغير علم. فالطائفتان اشتركتا في القول في خلقه وامره واسمائه وصفاته بغير علم. فسبيل المنعم عليه خيرة لسبيل اهل الباطل كلها علما وعملا. فلما فرغ من هذا الثناء والدعاء والتوحيد ان يطبع على ذلك بطابع من التأمين. يكون كالخاتم له اه كالخاتم له وافق فيه ملائكة السماء. وهذا التأمين من زينة الصلاة. كرفع اليدين الذي وزينة الصلاة واتباع للسنة وتعظيم امر الله وعبودية اليدين وشعار الانتقال من ركن الى ركن والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله