بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الاسلام الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه تفسير الفاتحة قال وها انا اذكر لك بعض معاني هذه السورة العظيمة لعلك تصلي بحضور قلب ويعلم ويعلم قلبك ما نطق به لان ما نطق به اللسان ولم يعقد عليه القلب ليس بعمل صالح كما قال تعالى يقولون بالسنة ما ليس في قلوبهم وابدأ بمعنى الاستعاذة ثم البسملة على طريق الاختصار والايجاز فمعنى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الوذ بالله واعتصم بالله واستجير بجنابه من شر هذا العدو ان يضرني في ديني او دنياي. ويصدني عن فعل ما امرت به. او يحثني على فعل ما نهيت عنه لانه احرص ما يكون على العبد اذا اراد عمل الخير من صلاة او قراءة او غير ذلك. وذلك لانه لا حيلة لك في دفعه الا بالاستعاذة بالله. لقوله تعالى انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم فاذا طلبت من الله ان يعيذك منه واعتصمت به كان هذا سببا في حضور القلب. فاعرف معنى هذه الكلمة ولا تقلها باللسان فقط كما عليه اكثر الناس. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد لما بين الامام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في تقدمة هذه الرسالة اهمية اقبال القلب على الله عز وجل في الصلاة وان صلاة بلا اقبال قلب كروح بلا جسد واستدل بقول الله عز وجل فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون وذكر رحمه الله تعالى ان من معاني السهو الذي تهدد فاعله بالويل ان لا يقبل بقلبه على الله عز وجل في صلاته. وانما يصلي ببدنه حركات يقوم بها البدن بدون قلب او وبدون حضور قلب او بدون اقبال بقلبه على الله سبحانه وتعالى لما بين ذلك اتبعه بمكانة الفاتحة فاتحة الكتاب من الصلاة بين رحمه الله ان العناية بالمعاني ولا سيما معاني ايات الفاتحة وقرائتها بتمعن وتدبر وتأمل نافع جدا في تحقيق هذا المقصد الذي هو اقبال القلب على الله في الصلاة ولهذا جدير بالمسلم بعد ان يكبر تكبيرة الاحرام ويستفتح الاستفتاح المشروع ثم يتعوذ ويبسمل ويبدأ بالفاتحة ان يعنى بتأمل المعاني والتفقه في الدلالات لا ان يقول كلاما بلسانه ولا يعي معناه في قلبه ولا يعي معناه في قلبه ولا يستحظر دلالته او لا يفقه دلالته فمن هذا المنطلق اخذ رحمه الله تعالى يشرح ويبين معاني ودلالات سورة الفاتحة باختصار وايجاز ولهذا قال رحمه الله وها انا اذكر لك بعض معاني هذه السورة العظيمة لعلك تصلي بحضور قلب انتبه لهذا يبين رحمه الله معاني هذه السورة من اجل ان يصلي المصلي بحضور قلب لان استحضار المعاني معاني الايات ودلالاتها يعينك على حضور قلبك يعينك على حضور قلبك وخشوعك بين يدي ربك سبحانه وتعالى في صلاتك قال لعلك تصلي بحضور قلب ويعلم قلبك ما تنطق ما نطق به لسانك ويعلم قلبك ما نطق به لسانك اي هذه الايات التي تتلوها بلسانك يكون قلبك على علم بمعناها وفقه بمدلولها لان ما نطق به اللسان ولم يعقد عليه القلب ليس بعمل صالح ما نطق به اللسان ولم يعقد عليه القلب ليس بعمل صالح انما يكون عملا صالحا بحضور القلب بحضور القلب كما قال الله تعالى يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم. ذكر ذلك ذما للمنافقين وبيان لسوء حالهم يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم. اذا هذا ذم ان يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال وابدأ بمعنى الاستعاذة ثم البسملة على طريق الاختصار والايجاز بدأ رحمه الله اولا ببيان معنى الاستعاذة والله جل وعلا امر عند قراءة القرآن بالاستعاذة استعذ بالله من الشيطان الرجيم كما هي الاستعاذة ما معنى قول المصلي او التالي للقرآن بين يدي التلاوة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال فمعنى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الوذ بالله واعتصم بالله واستجير بجنابه من شر هذا العدو اذا الاستعاذة اعتصام بالله والتجاء الى الله سبحانه وتعالى ولوذ به عز وجل وطلب منه الاستعاذة طلب طلب من الله سبحانه وتعالى ان يقي عبده من هذا العدو وان يكفيه شره وان يسلمه من كيده ووساوسه من شر هذا العدو ان يضرني في ديني او دنياي وهذا تنبيه من الشيخ رحمه الله تعالى الى ان الشيطان يريد ان يفسد على العبد الدنيا والاخرة يريد ان يفسد على الانسان دنياه واخراه دنياه بان يوقعه في اعمال يترتب عليها ضياع ماله ضياع صحته ضياع عقله وفكره وايضا في اخراه ودينه بان يعمل اعمالا تبعده عن الله وعن الفوز بثوابه والنجاة من عقابه قال ويصدني عن فعل ما امرت به او يحثني على فعل ما نهيته عنه والشيطان ايضا يعمل عمله في هذين الامرين وهو قاعد كما جاء في الحديث لابن ادم باطرقه اي قاعد له في كل طريق يسلكه ان كان طريق خير صده عن المضي فيه وان كان طريق شر دفعه اليه دفعا وازه اليه ازا فهو يصد عن فعل الاوامر ويحث على فعل النواهي قال لانه احرص ما يكون على العبد اذا اراد عمل الخير من صلاة او قراءة او غير ذلك ولهذا شرع لنا في الصلاة ان نتعوذ من هذا العدو ان نتعوذ من هذا العدو. شرع لنا اذكار باذن الله سبحانه وتعالى تسلم لك صلاتك من هذا العدو تسلم لك صلاتك من هذا العدو وهي لعلها تجتمع في ثلاث كلها تتعلق بالسلامة من او لها فائدة عظيمة بالسلامة من هذا العدو الموضع الاول عندما تخرج من بيتك لتصلي بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله. يقال هديت وكفيت ووقيت ويتنحى الشيطان ويتنحى الشيطان ويقول للشيطان الاخر كيف لك بمن هدي وكفي ووقي فلا تنسى عند الخروج من البيت بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله. الثانية عند دخول المسجد تتعوذ بالتعوذ المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم والثالثة بعد ان تكبر تكبيرة الاحرام وتستفتح تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذه الثلاث كلها التجاءات الى الله التجاءات الى الله سبحانه وتعالى ليقيك من هذا العدو ولتسلم في صلاتك منه لا يقربك ولا يكون له عليك طريق لانك في حصن حصين وحرز متين بخلاف من غفل عن هذه التعوذات وهذه الالتجاءات ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين قال لانه احرص ما يكون على العبد اذا اراد عمل الخير من صلاة او قراءة او غير ذلك وذلك لانه لا حيلة لك لا حيلة لك في دفعه الا بالاستعاذة بالله لقول الله تعالى انه يراك انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم عدو يراك وانت لا تراه قال بعض السلف عدو يراك ولا تراه شديد المؤنة ليس ليس هذا العدو شخص يقابلك يقابلك وترى شخصا فتدفعه او تطرده او الى اخره انت لا تراه لكنه يراك اذا لا حيلة لك فيه عدو يراك ولا تراه لا حيلة لك فيه ابدا الا ان تستعيذ بالله سبحانه وتعالى منه وتلتجئ الى الله سبحانه وتعالى ان يقيك من من هذا العدو قال وذلك لانه لا حيلة لك في دفعه الا بالاستعاذة. بالله لقوله انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم فاذا طلبت من الله ان يعيذك منه واعتصمت به اي بالاستعاذة بالله كان هذا سببا في حضور القلب كان هذا سببا في حضور قلبك لان قلبك بهذه الاستعاذة ابتعد عنه الشيطان فكان هذا الابتعاد من الشيطان عن قلبك سببا لحظور قلبك في صلاتك اذا من اهم المهمات في الخشوع في الصلاة ان تستعيذ بالله من الشيطان ان تستعيذ بالله من الشيطان لان الشيطان وسواس خناس ان غفلت عن ذكر الله وسوس وان ذكرت الله خنس اي ابتعد عنك قال فاعرف معنى هذه الكلمة فاعرف معنى هذه الكلمة ولا تقلها باللسان فقط كما عليه اكثر الناس ولا تقلها باللسان فقط كما عليه اكثر الناس واهل العلم رحمهم الله في ما يتعلق بالاذكار المأثورة والادعية المشروعة يقولون ان صدرت من القائل مع عدم فقه في المعنى وعدم معرفة في الدلالة صارت عديمة التأثير صارت عديمة التأثير لانه لا يفقه ما يقول يقول شيئا لا يدري ما هو فلم تتحقق العبودية منه لانه لا لا يفهم ولا يفقه ما يقول ولهذا ينبه على ذلك بقوله ولا تقولها بلسانك فقط اي بل قلها بلسانك وقلبك معتصما بالله ملتجئا اليه سبحانه نعم قال رحمه الله تعالى واما البسملة فمعناها ادخل في هذا الامر من قراءة او دعاء او غير ذلك بسم الله لا بحولي ولا بقوتي. بل افعل هذا الامر مستعينا بالله. متبركا باسمه تبارك وتعالى هذا في كل امر تسمي في اوله من امر الدين وامر الدنيا. فاذا احضرت في نفسك ان دخولك في القراءة بالله مستعينا به متبرئا من الحول والقول كان هذا اكبر الاسباب في حضور القلب الموانع من كل خير. قالوا واما البسملة اي معنى البسملة والمراد بها فمعناها ادخل في هذا الامر من قراءة او دعاء او غير ذلك بسم الله قوله ادخل في هذا الامر لان البسملة تشرع في امور كثيرة يشرع لك عند قراءة القرآن ان تبسمل دخول المسجد ان تبسمل. الخروج من البيت ان تبسمل. دخول البيت ان تبسمل. ركوب الدابة تبسمل اكل الطعام تبسمل عند الصيد تبسمل. في مقامات كثيرة تشرع فالبسملة اذا انت عندما تبسمل في كل مقام معنى قولك بسم الله اي ادخل في هذا الامر قراءة كتابة صلاة دعاء خروجا دخولا الى غير ذلك ادخل في هذا الامر بسم الله ادخل في هذا الامر بسم الله لا بحولي ولا بقوته اذا البسملة فيها براءة من الحول والقوة لا حول لي ولا قوة الا بالله لا حول لي ولا قوة في ان اصلي او اقرأ او اخرج او ادخل او اكل او اشرب او اركب الى غير ذلك الا بالله سبحانه وتعالى فهذا فيه ان الانسان يتبرأ من الحول والقوة وانه لا حول له ولا قوة في شيء الا بالله ولهذا تشرع بين يدي الامور بسم الله وهي كلمة استعانة والتجاء الى الله سبحانه وتعالى قال لا بحولي ولا بقوتي بل افعل هذا الامر مستعينا بالله والباء في بسم الله باء الاستعانة اصلي بسم الله اقرأ بسم الله اكتب بسم الله اكل بسم الله كل امورك لا تفعلها بحول منك ولا بقوة ولكن باستعانتك بالله والتجائك اليه ومده وعونه سبحانه وتعالى قال متبركا باسمه تبارك وتعالى ايظا في ذكر البسملة بين يدي الامور من قراءة او غير ذلك حلول البركة يبارك الله لك في هذا الذي ذكرت اسمه جل وعلا عليه وبدأته اسم الله تبارك وتعالى عليه فهذا من اسباب حلول البركة قال هذا في كل امر تسمي في اوله من امر وامر الدنيا من امر الدين وامر الدنيا البسملة تشرع في امور الدين وامور الدنيا مثل ما مر معنا قريبا عندما تأكل تشرب تصيد هذه امور دنيوية تبسمل عندما تقرأ القرآن تتوضأ الى غير ذلك من الامور الدينية ايضا تبسمل قال هذا في كل امر تسمي في اوله من امر الدين وامر الدنيا فاذا فاذا احضرت في نفسك اذا احضرت في نفسك ان دخولك في القراءة بالله مستعينا به متبرئا من الحول والقوة كان هذا اكبر الاسباب في حضور القلب كان هذا اكبر الاسباب في حضور القلب الان هذا السبب الثاني لحظور القلب الاول التعود الاول التعوذ ينطرد عنك الشيطان فيحظر القلب البسملة فيها اللجوء الى الله والاستعانة به فهذا اكبر عون ايظا على حضور قلب القلب وطرد الموانع من كل خير. الموانع التي تأتي تحول بين الانسان وبين الخيرات نعم الرحمن الرحيم اسمان مشتقان من الرحمة احدهما ابلغ من الاخر مثل العلام العليم قال ابن عباس رضي الله عنهما هما اسمان رقيقان احدهما ارق من الاخر اي اكثر رحمة قال الرحمن الرحيم هذان الاسمان ورد في البسملة بسم الله الرحمن الرحيم قال اسمان مشتقان من الرحمة لان اسماء الله كلها ليس فيها اسم جامد كلها مشتقة ومعنا مشتقة اي كل اسم منها دال على صفة الرحمن الرحمة. السميع السمع العليم العلم العزيز العزة وهكذا فالرحمن الرحيم اسمان مشتقان من الرحمة اي كل من هذين الاسمين دال على ثبوت الرحمة صفة لله لكن ما يدل عليه ما يدل عليه الاسمان من ثبوت الرحمة صفة لله ليس معنى متكررا يعني ليس هذان الاسمان يدلان على معنى متكرر او معنى واحد كل من الاسمين له دلالة تتعلق بالرحمة لكن الدلالة ليست هي من قبيل التكرار وانما كل من الاسمين له دلالة دلالة تتعلق بالرحمة واحسن ما قيل في ذلك ان الرحمن وهو على وزن فعلان وهو يدل على السعة يدل على الرحمة الواسعة التي هي صفة قائمة بالله سبحانه وتعالى. التي هي صفة قائمة بالله جل وعلا واما الرحيم فهو الذي يدل على تعلقها بالمرحوم مثل ما جاء وكان بالمؤمنين رحيما ولم يأتي رحمانا فاذا الرحمن يدل على ما قام بالله من صفة الرحمة والرحيم يدل على آآ تعلق هذا الوصف او اثر هذا الوصف في المخلوق قال احدهما ابلغ من الاخر مثل العلام والعليم قال ابن عباس هما اسمان رقيقان احدهما ارق من الاخر اي اكثر رحمة ارق من الاخر اي اكثر رحمة هذا الاثر يروى عن ابن عباس اورده او رواه البيهقي في الاسماء والصفات وفي اسناده الى ابن عباس الكلبي وهو متروك الحديث هو متروك الحديث اه قولهما اسمان هذا يروى عن ابن عباس لكن في سنده اليه كلام وايضا من جهة ذكر الرقة رقيقان استشكله بعض اهل العلم كما اشار الى ذلك ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره عندما اورد هذا الاثر منسوبا او معزوا الى ابن عباس ومن جهة ايضا ما قد يشعره هذا المعنى من التكرار في في مدلول الاسمين من التكرار في مدلول الاسمين جعل لكل منهما معنى الاخر فيكون هذا فيه من فيه شيء من التكرار وعلى كل الامر كما قال الشيخ رحمه الله تعالى الرحمن الرحيم اسمان مشتقان من الرحمة اسمعني مشتقان من الرحمة كل منهما دال على ثبوت الرحمة صفة لله اه تبارك وتعالى اما الرحمن فيدل على ما قام بالله من ذلك هو الرحيم يدل على اثر او تعلق ذلكم اه المرحوم نعم واما الفاتحة فهي سبع ايات. ثلاث ونصف لله وثلاث ونصف للعبد. فاولها لله رب العالمين. فاعلم ان الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري فاخرج بقوله الثناء باللسان الثناء بالفعل. الذي يسمى لسان الحال. فذلك من نوع الشكر وقوله على الجميل الاختياري اي الذي يفعله الانسان بارادته. واما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحا لا حمدا. والفرق بين الحمد والشكر ان الحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء كان احسانا الى الحامد او لم يكن والشكر لا يكون الا على احسان المشكور. فمن هذا الوجه الحمد اعم من الشكر. لانه يكون على المحاسن والاحسان. فان الله يحمد على ما له من الاسماء الحسنى. وما خلقه في الاخرة والاولى. ولهذا قال الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا. الاية وقال الحمد لله الذي خلق السماوات والارض الى ذلك من الايات واما الشكر فانه لا يكون الا على الانعام فهو اخص من الحمد من هذا الوجه لكنه يكون بالقلب واليد واللسان ولهذا قال تعالى اعملوا ال داوود شكرا والحمد انما يكون بالقلب واللسان فمن هذا الوجه الشكر اعم من جهة انواعه والحمد اعم من جهة اسبابه والالف واللام في قوله الحمد للاستغراق اي ادخال جميع انواع الحمد كلها لله لا لغيره فاما الذي لا صنع للمخلوق فيه مثل خلق الانسان وخلق السمع والبصر والفؤاد وخلق السماوات والارض والارزاق وغير ذلك فواضح. واما ما يحمد عليه المخلوق مثل ما يثنى به على الصالحين. وعلى الانبياء والمرسلين وعلى من فعل معروفا خصوصا ان اسداه اليك فهذا كله ايضا لله. بمعنى انه خلق ذلك الفاعل اعطاه ما فعل به ذلك وحببه اليه وقواه عليه وغير ذلك من افضال الله الذي لولا الذي لو يختل الذي لو يختل بعضها لم يحمد ذلك المحمود فصار الحمد كله لله تعالى بهذا الاعتبار. نعم قال رحمه الله تعالى واما الفاتحة فهي سبع ايات سبع ايات ثلاث ثلاث ونصف لله وثلاث ونصف للعبد وقد مر معنا الحديث وقد اورده المصنف وهو في صحيح مسلم قسمت الصلاة اي الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين بيني وبين عبدي نصفين اي ان سورة الفاتحة مقسومة بالنصف بين العبد وبين الرب وايات الفاتحة سبع ايات اذا كيف تكون القسمة وهي نصفين الفاتحة نصفين نصف للرب وهو اولها ونصف للعبد وهو اخرها. كيف تكون القسمة وهي ثلاث وهي سبع ايات معنى ذلك ان الثلاثة الايات الاول ونصف الاية الرابعة لله ثم نصف الاية الرابعة والثلاث الايات الاخيرة للعبد وثمة خلاف بين اهل العلم هل للبسملة داخلة في الفاتحة هل هي اية من سورة الفاتحة اولاده خلاف بين اه اهل العلم معروف والشيخ رحمه الله اختياره ان البسملة ليست اية ومن الادلة التي استدل بها على ان البسملة ليست اية من الفاتحة الحديث نفسه قسمت الصلاة قسمت الصلاة اي الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال العبد ماذا الحمد لله ما قال فاذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم فاذا قال العبد الحمد لله فهذا مما استدل به على ان الفاتحة آآ واياتها سبع ايات باتفاق بين اهل العلم تبدأ بالحمد لله رب العالمين. وهذا اختيار الشيخ رحمه الله تعالى. واذا كان كذلك الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد هذه ثلاث ايات ونصف لله ثم واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ثلاث ايات ونصف للعبد ولهذا يقول فاولها اي اول الفاتحة الحمد لله رب العالمين فاولها الحمد لله رب العالمين تنبيها منه الى آآ هذا او هذا الاختيار ان اول الفاتحة هو الحمد اول الفاتحة هو آآ الحمد جاء حديث في تقرير هذا الامر نصا لكن في سنده كلام عند الطبراني في الاوسط عن ابي قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب ثم قال قال ربكم ابن ادم انزلت عليك سبع ايات ثلاث لي وثلاث لك وواحدة بيني وبينك واحدة بيني وبينك فاما التي لي فالحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والتي بيني وبينك اياك نعبد واياك نستعين منك العبادة وعلي العون لك واما التي لك اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين لكن في سند سليمان ابن ارقم متروك وبه عله الهيثمي في مجمع الزوائد قال فاولها الحمد لله رب العالمين. اولها الحمد لله رب العالمين بدأ رحمه الله الان يوضح معاني اه سورة الفاتحة قال فاعلم ان الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري هذا تعريف للحمد من حيث هو ثناء باللسان على الجميل الاختياري قال فاخرج بقوله الثنا باللسان الثناء بالفعل اخرج بقوله الثنا باللسان الثناء بالفعل الذي يسمى لسان الحال فذلك من نوع الشكر لا يدخل في الحمد الحمد لا بد فيه من حركة اللسان لا بد فيه من حركة اللسان الحمد باللسان ومعه القلب هذا هو الحمد ان يثني بلسانه ولهذا سيأتي ان السترة اعم الشكر يكون بالعمل. اعملوا ال داوود شكرا بينما الحمد لا يكون الا باللسان لسان المقال وقوله على الجميل الاختياري على الجميل الاختياري اي ثناء الثناء على الانسان يكون على الجميل الاختياري الحمد حمد حمد الانسان يكون على الجميل اختيار قال اي الذي يفعله الانسان بارادته الذي يفعله الانسان بارادته نعمة كان او غيرها مثلا يحمد الانسان على احسانه هذي نعمة ويحمد الانسان على مثلا قوته او شجاعته او اقدامه او نحو ذلك ولهذا قالوا اي الذي يفعله الانسان بارادته نعمة كان او غيرها. يقال حمدته على انعامه او حمدته على شجاعته وقوته قال واما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحا ولا ولا حمدا. يعني عندما يثنى على على انسان لجماله او لحسن مثلا صورته او نحو او طوله او شيء من هذا القبيل هذا يسمى مدح يسمى مدحا هذا توظيح من توظيح للشيخ للحمد من حيث هو معناه قال والفرق بين الحمد والشكر والفرق بين الحمد والشكر وايضا هذا التعريف الذي ذكره الشيخ رحمه الله الحمد من حيث هو ولهذا لما عرفه قال اي الذي يفعله الانسان ارادته هذا يوضح لانه يتكلم عن الحمد من حيث هو ابن تيمية يقول الفتاوى يقول وهل الحمد على كل ما يحمد به الممدوح وان لم يكن باختياره او لا يكون الحمد الا على الامور الاختيارية كما قيل في الذم قال فيه نظر ليس هذا موضعه. قال فيه نظر ليس هذا موضعه. الذم يذم بالانسان على الفعل الذي فعله باختياره لكن الامر الذي ليس له اختيار فيه لا يذم عليه. فهل الامر كذلك في الحمد او لا؟ قال فيه نظر قال رحمه الله والفرق بين الحمد والشكر ان الحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود ان الحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء كان احسانا الى الحامد او لم يكن وهذا تنبيه مهم فيما يتعلق بحمد الله وان الله سبحانه وتعالى يحمد على الاحسان ويحمد على المحاسن يحمد على انعامه واكرامه وتفضله وانعامه وجوده وعطائه وايضا في الوقت نفسه يحمد على اسمائه وصفاته يحمد على اسمائه وصفاته ويحمد على تنزهه مثلا عن صفات النقص الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا فهذا يحمد سبحانه وتعالى عليه. فالحمد في آآ فيما يتعلق بالله حمد على الاحسان وحمد على المحاسن. الاحسان الذي هو الانعام والتفضل والمحاسن التي هي صفات الكمال ونعوت الجلال التي اتصف بها سبحانه وتعالى قال ان الحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء كان احسانا الى الحامد او لم يكن. والشكر لا يكون الا على احسان المشهور اذا لاحظ هذا الفرق بين الشكر والحمد الحمد على الاحسان والمحاسن الحمد على الاحسان والمحاسن والشكر على الاحسان دون المحاسن على الاحسان دون المحاسن. يشكر اي على انعامه فظله جوده وعطائه فمن هذا الوجه الحمد اعم من هذا الوجه الحمد اعم من الشكر لان الحمد يكون على الاحسان ويكون على المحاسن بينما الشكر لا يكون الا على الاحسان فقط فمن هذا الوجه الحمد اعم من الشكر لانه يكون على على المحاسن والاحسان فان الله يحمد على ما له من الاسماء الحسنى وما خلقه في الاخرة والاولى ولهذا قال الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا وقال الحمد لله الذي خلق السماوات والارض الى غير ذلك من الايات وهذا ايضا تنبيه من الشيخ رحمه الله ان الحمد نوعان ان الحمد نوعان حمد على الاسماء والصفات وحمد على النعم والعطايا والهبات فالله يحمد على اسمائه وصفاته ويحمد ايضا على نعمه وعطاياه والائه سبحانه وتعالى قال واما السكر فانه لا يكون الا على الانعام فانه لا يكون الا على الانعام يعني لا يكون على المحاسن لا يكون الا على الانعام الذي هو الاحسان فهو اخص من الحمد من هذا الوجه لكنه اي الشكر يكون بالقلب واليد واللسان يكون بالقلب اعترافا بانعام المنعم وتفضل المتفضل سبحانه ويكون باللسان حمدا وثناء ويكون بالجوارح استعمالا لها في طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا قال الله تعالى اعملوا ال داوود شكرا فالعمل بطاعة الله واستعمال النعمة فيما يرضي الله هذا من شكر النعمة قال والحمد انما يكون بالقلب واللسان اذا بهذا الاعتبار ايهما اعم الشكر او الحمد بهذا الاعتبار الشكر اعم لان الشكر بالقلب واللسان والجوارح والحمد بالقلب واللسان فقط وبهذا الاعتبار اعم قال فمن هذا الوجه الشكر اعم من جهة انواعه اي باللسان والقلب والجوارح والحمد اعم من جهة اسبابه على الاحسان والمحاسن بينما الشكر على الاحسان فقط قال والالف واللام في قوله الحمد الحمد لله. الالف واللام للاستغراق الالف واللام للاستغراق ما معنى ذلك اي ادخال جميع انواع الحمد كلها لله لا لغيره جميع انواع الحمد لله لا لغيره. فكل حمد لله سبحانه وتعالى فال في الحمد الاستغراق كل حمد لله فاما الذي لا صنع للمخلوق فيه مثل خلق الانسان وخلق السمع والبصر والفؤاد وخلق السماوات والارض والارزاق وغير ذلك فواضح ما هو الذي واضح كون الحمد في هذا كله لله سبحانه وتعالى واما ما يحمد عليه المخلوق واما ما يحمد عليه المخلوق من مثلا مساعدة لغيره معاونته لغيره بمال او غير ذلك ما يحمد عليه المخلوق مثل ما يثنى به على الصالحين وعلى الانبياء والمرسلين وعلى من فعل معروفا خاصا ان اسداه اليك فهذا كله ايضا لله فهذا ايضا كله لله لماذا لان هؤلاء كلهم لم يفعلوا ذلك الا بمد الله وعونه وتوفيقه لهم وتسديده فهو منة الله عليهم فاذا الحمد كله لله. قال فهذا كله ايضا لله بمعنى انه خلق ذلك الفاعل واعطاه ما فعل به ما فعل به ذلك وحببه اليه وقواه عليه وغير ذلك من افضاله الذي لو يختل بعضها لم يحمد ذلك المحمود لو يختل بعضها يعني لولا عون الله لمن اعانك وتيسيره وتفضله عليه لما حصل له آآ عون لما حصل لك عون منه. لكن هذا فظل الله فاذا عاد الحمد كله لله سبحانه وتعالى فصار الحمد كله لله بهذا الاعتبار. نعم واما قوله لله رب العالمين. فالله علم على ربنا تبارك وتعالى ومعنى الاله اي المعبود. لقوله تعالى وهو الله في السماوات وفي الارض. اي المعبود في السماوات والمعبود في الارض ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. الايتين واما الرب فمعناه المالك المتصرف واما العالمين فهو اسم لكل ما سوى الله تبارك وتعالى. فكل ما سواه من ملك ونبي وانسي وجني وغير ذلك مربوب مقهور يتصرف فيه. فقير محتاج كلهم فقير محتاج كل وهم صامدون الى واحد لا شريك له في لا شريك له في ذلك. وهو الغني الصمد وذكر بعد ذلك ما لك يوم الدين وفي قراءة اخرى ملك يوم الدين فذكر في اول هذه السورة التي هي اول المصحف الالوهية والروبية والملك كما ذكره في اخر سورة في المصحف قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس فهذه ثلاثة اوصاف لربنا تبارك وتعالى ذكرها مجموعة في موضع واحد في اول القرآن ثم ذكرها مجموعة في موضع واحد في اخر ما يطرق سمعك من القرآن. فينبغي لمن نصح نفسه ان يعتني بهذه المواضع ويبذل جهده في البحث عنها. ويعلم ان العليم الخبير لم يجمع بينها بينهما. نعم في اول القرآن ثم في اخر القرآن الا لما يعلم من شدة حاجة العباد الى معرفتها عندكم في نسخة بينها نعم ويعلم ان العليم الخبير لم يجمع بينهما في اول القرآن ثم في اخر القرآن الا لما يعلم من شدة حاجة الى معرفتها ومعرفة الفرق بين هذه الصفات. فكل صفة لها معنى غير معنى الصفة الاخرى. كما قال محمد رسول الله وخاتم النبيين وسيد ولد ادم. فكل وصف له معنى غير معنى الوصف الاخر نعم قال رحمه الله تعالى واما قوله لله رب العالمين واما قوله لله رب العالمين. قال فالله علم على ربنا تبارك وتعالى ومعنى الاله اي المعبود ومعنى الايلاء اي المعبود حمد لله لله معنى هذا الاسم اي المعبود واحسن ما قيل في تفسير هذا الاسم روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين ذو الالوهية والعبودية الالوهية اي صفات الكمال ونعوت الجلال التي بها استحق ان يؤله ويعبد ويخضع له ويذل والعبودية اي ما يقوم به العبد من ذل وخضوع ما يقتضيه هذا الاسم من قيام العبد بالخضوع والذل الانكسار لله والطواعية لله جل وعلا فالاله هو المعبود الاله هو المعبود المستحق لان يعبد وان يفرد وحده بالعبادة والا اجعل معه شريك في شيء منها. قال ومعنى الاله اي المعبود. لقوله تعالى وهو الله في وفي الارظ وهو الله في السماوات وفي الارظ. اي المعبود في السماوات والمعبود في الارظ. تأمل هذه الاية اوردها الشيخ رحمه الله تعالى مستشهدا بها على ان معنى الاله اي المعبود. ان معنى الاله اي المعبود وهو الله وهو الله في السماوات وفي الارض ما معناها مثلها وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله ما معناه اي معبود معبود في السماء تعبده الملائكة غطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع شبر الا وفيه ملك ساجد لله. في السماء تعبده الملائكة وفي الارظ يعبده اه اه من وفقهم الله لعبادته من الثقلين وايضا تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه وكان حليما غفورا قال وهو الله في السماوات وفي الارظ اي المعبود في السماوات والمعبود في الارظ ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا اورد هذه الاية الثانية توظيحا للاية الاولى توظيحا للاية الاولى توظيحا لقوله وهو الله في السماوات وفي الارظ ما معنى الله في السماوات والارظ اي المعبود يعبد في السماء ويعبد في الارض كما في الاية الاخرى ان كل من في السماوات والارض الا اتى الرحمن عبدا فهذا مما يدل ان الله معناه المعبود المعبود المعبود في السماء تعبده الملائكة والمعبود في الارض يعبده آآ الثقلان او من وفقهم الله سبحانه وتعالى لعبادته قال واما الرب فمعناه الملك المتصرف واما الرب فمعناه الملك المتصرف. هذا معنى الرب اي الذي بيده الملك وايضا التصرف والتدبير فهو المالك لهذا الخلق لا شريك له وايضا المتصرف في هذا الخلق لا شريك له بيده العطاء والمنع والخفظ والرفع والقبظ والبسط والعز والذل كل ذلك بيده تبارك وتعالى. قل اللهم امالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء لاحظ المعنيين اجتمعا في الاية المعنيين اجتمعا في الاية المالك المتصرف قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك اه الخير فمعناه المالك المتصرف واما العالمين واما العالمين فهو اسم لكل ما سوى الله تبارك وتعالى العالمين اسم لكل ما سوى الله تبارك وتعالى فكل ما سواه كل ما سواه يعني كل ما سوى الله من ملك ونبي وانسي وجني وغير ذلك مربوب مقهور يتصرف فيه اي الله سبحانه وتعالى فقير محتاج كلهم صامدون الى واحدا لا شريك له في ذلك وهو الغني الصمد فكل من سوى الله عالم الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين اي رب كل شيء السماء الارض العرش آآ الناس الجن الشجر كل من سوى الله الحمد لله رب العالمين. كل من سوى الله مربوب مخلوق. مقهور تحت تصرف الله وتدبيره سبحانه وتعالى محتاج الى الله عز وجل فقير اليه كلهم صامدون الى واحد لا شريك له في ذلك وهو الغني الصمد الغني عمن سواه والصمد تصمد اليه جميع المخلوقات اي كلها فقيرة اليه وكلها محتاجة اليه ولا غنى لها عنه طرفة عين قال وذكر بعد ذلك مالك يوم الدين وفي قراءة اخرى ملك يوم الدين الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين او مالك يوم الدين. تأمل هذه الاسماء الشيخ سينبه على فائدة ثمينة جدا الله الرحمن الملك. هذه ثلاثة اسماء الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين فذكر في اول هذه السورة التي هي اول المصحف الالوهية والربوبية والملك الالوهية والربوبية والملك الحمد لله هذا الالوهية رب العالمين الربوبية ملك يوم الدين الملك فذكر هذه الاسماء الله الدال على الالوهية الرب الدال على الربوبية الملك الدال على الملك كما ذكره في اخر سورة في المصحف هذه الاسماء الثلاثة ذكرت ايضا في اخر سورة في المصحف قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس. الاسماء الثلاثة التي ذكرت في اول سورة في المصحف ايضا ختمت بها اخر او جاءت في اه اخر سورة في آآ المصحف وهي سورة الناس. قل اعوذ برب الناس الربوبية ملك الناس الملك اله الناس الالوهية فاجتمعت هذه في اول سورة وفي اخر سورة فهذه ثلاثة اوصاف لربنا تبارك وتعالى ذكرها مجموعة في موضع واحد في اول القرآن ثم ذكرها مجموعة في موضع واحد في اخر ما يطرق سمعك من القرآن يقول مستنبطا من ذلك فينبغي لمن نصح نفسه ان يعتني بهذه المواضع ان يعتني بهذه المواضع ويبذل جهده في البحث عنها اي ما معناها وما دلالاتها؟ وعلى اي شيء تدل هذه الاسماء اسماء عظيمة جدا ختم بها القرآن وافتتح بها القرآن مجتمعة في موضع واحد في اول القرآن وفي اه اخر سورة في القرآن. فينبغي لمن نصح نفسه ان يعتني بهذه المواضع ويبذل جهده في البحث عنها ويعلم ان العليم الخبير لم يجمع بينهما في اول القرآن ثم في اخر القرآن الا لما يعلم من شدة حاجة العباد الى معرفتها. هذا الاستنباط ذكرها مجتمعة في اول اول سورة في القرآن ثم ذكرها مجتمعة في اخر ما يطرق سمعك من القرآن يدل على حاجة شدة حاجة العباد الى معرفتها ومعرفة الفرق بين هذه الصفات ايضا فائدة ثمينة ومعرفة الفرق بين هذه الصفات عندما تقرأ رب العالمين وتقرأ الحمد لله وتقرأ ملك يوم الدين. ايضا ثم تقرأ في سورة الناس ملك الناس اله الناس اه رب الناس ملك الناس اله الناس هل المعنى واحد هل المعنى واحد رب الناس ملك الناس اله الناس؟ هل المعنى واحد؟ والعطف هنا عطف مترادفات ابدا ولهذا يقول رحمه الله ومعرفة الفرق بين هذه الصفات فكل صفة لها معنى غير معنى الصفة الاخرى غير معنى الصفة الاخرى كما يقال محمد رسول الله وخاتم النبيين وسيد ولد ادم. هذه ثلاث صفات للنبي صلى الله عليه وسلم. ليس المعنى واحد الاولى فيه وصفة بالرسالة والثانية فيه ختم النبوة والثالثة فيها انه سيد ولد ادم هذه ثلاث صفات وصف بها النبي عليه الصلاة والسلام. اذا رب الناس ملك الناس اله الناس هذه ثلاث صفات لله فما هي معاني هذه الصفات يقول هذا امر تشتد الحاجة الى معرفته قال فكل وصف له معنى غير معنى الوصف الاخر اي ان هذه لا بد من العناية بمعرفة ما دلت عليه من اوصاف اذا ما معنى الاله وما معنى الرب وما معنى الملك؟ ما هي دلالات كل اسم من هذه الاسماء وايضا ما هي العبوديات التي يقتضيها كل اسم من هذه الاسماء لان كل اسم من اسماء الله له عبودية تخصه ويقتضيها الايمان بذلك الاسم. اذا فما معاني هذه الاسماء؟ الرب الاله الملك؟ وما العبوديات التي تتعلق بها قال رحمه الله تعالى اذا عرفت ان معنى ان معنى الله هو الاله وعرفت ان الاله هو المعبود. ثم دعوت الله او ذبحت له. او نذرت له فقد عرفت انه الله. فان دعوت مخلوقا طيبا او خبيثا او ذبحت له او نذرت له فقد زعمت انه هو الله. فمن عرف انه قد جعل شمسان او تاجا برهة من عمره هو الله عرفت ما عرفت بنو اسرائيل لما عبدوا العجل فلما تبين لهم ارتاعوا وقالوا ما ذكر الله عنهم. ولما سقط في ايديهم ورأوا انهم قد ضلوا. قالوا لان لم يرحمن ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين. يقول اه رحمه الله تعالى بعد تأكيده على العناية بهذه الاسماء الثلاثة الله الرب الملك لما اكد على هذه الاسماء الثلاثة وفهمها وذكر الفروق بينما دلت عليه من صفات اخذ يبين بعض المعاني والدلالات المستفادة من هذه الاسماء قال اذا عرفت ان معنى الله هو الاله وعرفت ان الاله هو المعبود اي فان معنى ذلك ان العبادة كلها له. لانه هو هو اله الاولين والاخرين والمعبود بحق ولا معبود بحق سواه فالعبادة كلها له من صلاة او صيام او دعاء او ذبح او نذر او توكل او غير ذلك العبادة كلها له يقول ثم دعوت الله او ذبحت له او نذرت له فقد عرفت انه الله فقد عرفت انه الله قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له اذا جعلت صلاتك كلها لله دعاءك رجاءك ذبحك نذرك الى غير ذلك من عبادة كلها جعلتها لله عرفت انه هو الله وانه هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه اما والعياذ بالله من يجعل مع الله شريكا في حقوق الله ماذا صنع وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد جعل الهينا وجعل الهة اتخذ الهة فالذي يدعو غير الله يذبح لغير الله يندر لغير الله ايا كان هذا الغير ما عرف ان الله هو ذو الالوهية وحده لا شريك له المعبود بحق لا شريك له. ما عرف ذلك. ولهذا جعل معه الهة وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد قال فان دعوت مخلوقا طيبا او خبيثا او ذبحت له او نذرت له فقد زعمت انه هو الله قد زعمت انه هو الله لان لانه باعطائه شيء من حقوق الله جعل الها جعله الها واتخذه الها فمن عرف انه قد جعل شمسان او تاجا برهة من عمره هو الله هذه الاسماء اسماء اشخاص في زمانه كانوا يعبدون ويعظمون التعظيم الذي لا يكون الا لله يذبح لهم وينذر شمسان كان له اولاد كما جاء في كتب التراجم يأمرون الناس ويندبونهم لينذروا له ويعتقدوا فيه واما تاج فكان بعض الناس في تلك الفترة يعتقدون فيه الولاية وكان يأتونه لقضاء الحاجات وتفريج الكربات وتيسير الامور وغير ذلك فهذه اه اسماء لاشخاص اه كانوا في ذلك الزمان شمسان وتاج ولا يزال مع مر التاريخ باختلاف المناطق تظهر اسماء يعتقد فيها وتجد الناس في المبتلين بذلك في تلك المناطق يلجأون اذا مرض احدهم لا يقول اللهم رب الناس مذهب البأس اشف انت الشافي. يبحث عن احد هؤلاء المقبورين يلتجئ اليه وينذر له ويذبح ويطلب منه قضاء حاجته. هل من يفعل ذلك عرف الله بانه هو الله العرف الله بانه هو الله المعبود بحق ولا معبود بحق سواه لا والله ما عرف حتى وان كان يقرأ الفاتحة ويقرأ قل اعوذ برب الناس حتى وان كان يقرأ الحمد لله رب العالمين ويقرأ اله الناس حتى وان كان يقرأه وما عرف لان واقعها العملي وحياته التطبيقية تدل على انه ما عرف ان آآ الله هو ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين وان العبادة حق له ولا يجوز صرف شيء منها لغيره قال فمن عرف انه قد جعل شمسا او تاجا برهة من عمره هو الله عرف ما عرفت بنو اسرائيل لما عبدوا العجل لما عبدوا العجل فلما تبين لهم ارتاعوا لما تبين لهم ارتاعوا ارتاعوا اي خافوا وقالوا ما ذكر الله عنهم ولما سقط في ايديهم ورأوا انهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين. ايظا بعظ الناس الذي ابتلي فترة من عمره بعبادة القبور ويستغيث بالمقبورين ومدد يا فلان وادركني يا فلان وانا عائد بك يا فلان وان لم تدركني من كذا الى اخره ثم يعرف انه بهذه الاعمال يناقض فاتحة الكتاب ويناقض قل اعوذ برب الناس. ويناقض كلمة التوحيد لا اله الا الله ويناقض زبد الدعوة المرسلين اذا تبين له يرتاع ويدرك الخطر الجسيم الذي كان فيه وهذا واقع عدد من الناس مضى فترة من عمره وهو في الملمات والحاجات يفزع لغير الله ويلتجأ الى غير الله ثم انار الله بصيرته وعرف التوحيد وعرف هذه المعاني فتاب وارتاع من تلك الحالة السيئة البئيسة التي كان عليها برهة من عمره. ثم مضى رحمه الله تعالى في تفسير آآ هذه المعاني الرب والملك مضى في ذلك ونواصل الحديث في ذلك لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى اللهم انفعنا بما علمتنا واجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا انا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا