الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة حافظ بن احمد الحكمي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه معارج القبول بشرح سلم الوصول الى علم الاصول في التوحيد قال رحمه الله تعالى في اثناء مقدمته وهدى الله به الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. كما قال تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم قال ابن عباس رضي الله عنهما كان بين نوح وادم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وكذلك هي قراءة عبد الله وابي ابن كعب وهذا التفسير مروي عن قتادة ومجاهد ايضا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد يذكر آآ المصنف رحمه الله تعالى في هذا الموطن عظيم النعمة بمبعث النبي عليه الصلاة والسلام وان الله عز وجل هدى به العباد لما اختلفوا فيه من الحق باذن الله سبحانه وتعالى فهذا من عظيم النعمة في مبعث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ان جعله سببا ووسيلة هداية للعباد الى الحق الذي اختلف الناس فيه وتنازعوا وذهبوا مذاهب شتى فهدى الله الناس بهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الى الحق باذنه سبحانه وتعالى وهذا فيه ان الهداية منة الهية لا تكونوا الا لمن شاء باذن الرب سبحانه وتعالى فهو الذي يأذن وهو الذي يهدي وهو الذي يوفق فالامر امره سبحانه وتعالى لا شريك له وقد اورد رحمه الله تعالى هذه الاية الكريمة من سورة البقرة قول الله سبحانه وتعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين كان الناس امة واحدة اي على الحق ثم من بعد ذلك حصل الاختلاف والانحراف فبعث الله النبيين قال اكان الناس امة واحدة اي فاختلفوا كان الناس امة واحدة اي فاختلفوا كما في اية يونس وما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا وجاء هذا هذا المعنى في تفسيرات بعض السلف وهي قراءة ايضا كما سيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى اية يونس مفسرة لهذه الاية اية يونس مفسرة لهذه الاية كان الناس امة واحدة اي فاختلفوا كانوا امة واحدة اي على الحق مجتمعين ثم حصل الاختلاف والافتراق والدخول في المذاهب الباطلة المنحرفة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين اورد عن ابن عباس انه قال كان بين نوح وادم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق بمعنى الاية كان الناس امة واحدة. كلهم كانوا على شريعة بينة من الحق والهدى امة واحدة اي على الحق قال فاختلفوا فاختلفوا اي حصل من بعد ذلك الاختلاف والافتراق والدخول في المذاهب الباطلة المنحرفة فبعث الله النبيين مبشرين ومن درين. قال وكذلك هي في قراءة عبد الله اي ابن مسعود. وابي ابن كعب وهذا التفسير مروي عن قتادة ومجاهد المراد بذلك آآ ان انهم كانوا امة واحدة ثم اختلفوا فبعث الله سبحانه وتعالى النبيين نعم قال رحمه الله وقوله وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم اي من بعد ما قامت عليهم اي من بعد ما قامت الحجج عليهم وما حملهم على ذلك الا البغي من بعضهم على بعض. نعم يعني هذا فيه ان البغي هو من العوامل التي ردت كثير من الناس وصدتهم عن الحق والهدى البغي ومثله ايضا الحسد والكبر وامور كثيرة حالت بين كثير من الناس وبين قبول الحق والهدى مع استبانته لهم نعم قال رحمه الله وقوله تعالى فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. قال النبي صلى الاذن هنا كوني قدري ان الاذن اذا ورد في القرآن تارة يراد به الشرع الديني قل الله اذن لكم اي شرع وتارة يراد به الاذن الكوني. الاذن الكوني القدري قال فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه فالهداية انما تكون باذن الله سبحانه وتعالى اي بمشيئته وارادته فمن شاء سبحانه وتعالى هدايته هداه وبصفره جل في علاه. نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن الاخرون السابقون يوم القيامة فنحن اول الناس دخولا الجنة بيد انهم اوتوا الكتاب من قبلنا واوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق باذنه فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه وهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع فغدا لليهود وبعد غد للنصارى. رواه عبد الرزاق وهو في الصحيح من طرق بالفاظ. هذا الحديث العظيم فيه عظيم النعمة على هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام اخر الامم وجودا واول الامم سبقا الى الخير. هذا من عظيم النعمة على امة محمد صلوات الله وسلامه عليه. قال نحن الاخرون اي في ترتيب الامم نحن الاخرون فهي اخر الامة اخر الامم امته عليه الصلاة والسلام قال السابقون يوم القيامة. السابقون يوم القيامة مع انها اخر الامم الا انها اسبق الامم الى المعالي ورفيع المنازل والدرجات السابقون يوم القيامة فنحن اول الناس دخولا الجنة فنحن اول الناس دخولا الجنة ثم ذكر عليه الصلاة والسلام التعليل لذلك قال بيد انهم اوتوا الكتاب من قبلنا واوتيناه من بعدهم بيد ان اي من اجل ان هذا تعليل ومن قال ان بيت هنا بمعنى غير فقد اخطأ كما نبه على ذلك الشيخ عصام ابن تيمية رحمه الله تعالى فقوله عليه الصلاة والسلام بيد انهم بيد انهم اوتوا الكتاب من قبلنا واوتيناه من بعدنا اي من اجل ان انهم اوتوا الكتاب من قبلنا واتينا الكتاب من بعدهم وكون هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام اوتيت الكتاب من بعدهم هذا فيه الهداية مثل ما واضح في الاية هداية هذه الامة التي اخر الامم لما اختلف فيه الناس من الامم التي قبلهم الى الحق والهدى باذنه سبحانه وتعالى قال بيد انهم اوتوا الكتاب من قبلنا واوتيناهم من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق باذنه ثم ذكر عليه الصلاة والسلام مثالا واحدا من امثلة كثيرة لما هدى الله سبحانه وتعالى اليه هذه الامة لما اختلفوا فيه. والا الامثلة كثيرة وسيأتي شيء منها عند المصنف رحمه الله فذكر مثالا قال فهذا اليوم اي يوم الجمعة قال فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه وهدانا الله له هدانا الله له الى هدانا الله الى هذا اليوم العظيم. ومعرفة قدره والعناية العبادة فيه يوم الجمعة الذي له خصائص وفضائل عن سائر الايام كثيرة جدا فهدانا الله سبحانه وتعالى لهذا اليوم معرفة به ومعرفة بفضائله وخصائصه ومعرفة بما لله سبحانه وتعالى من عبودية فيه قال فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه وهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع غدا لليهود اي السبت وبعد غد للنصارى اي الاحد ضلوا عن هذا اليوم ظلوا عن هذا اليوم وهدانا الله سبحانه وتعالى له ويوضح هذا المعنى حديث حديثه الاخر عليه الصلاة والسلام وهو في صحيح مسلم قال آآ اظل الله عن الجمعة من كان قبلنا اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الاحد هذا معنى ما جاء في هذا الحديث فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه وهدانا الله له اي يوم الجمعة فالناس لنا فيه تبع فغدا لليهود اي السبت وبعد غد للنصارى اي الاحد. نعم قال رحمه الله وعن عبدالرحمن بن زيد بن اسلم عن ابيه في قوله تعالى فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه فاختلفوا في يوم الجمعة فاتخذوا اليهود يوم السبت والنصارى يوم الاحد فهدى الله امة محمد ليوم الجمعة واختلفوا في بالقبلة فاستقبلت النصارى الشرق واليهود بيت المقدس وهدى الله تعالى امة محمد للقبلة. واختلفوا في الصلاة يعني ان لكل منهم قبلة وكل متمسك بقبلته على ظلاله ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوا قبلتك اي بكل حجة وبينة وما انت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض. كل له قبلة وما بعضهم بتابع قبلة بعض فكل له قبلة لكن الله عز وجل هدى هذه الامة امة محمد صلى الله عليه وسلم تولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرة. نعم واختلفوا في الصلاة فمنهم من يركع ولا يسجد ومنهم من يسجد ولا يركع ومنهم من يصلي وهو يتكلم ومنهم من يصلي وهو يمشي فهدى الله تعالى امة محمد للحق من ذلك واختلفوا في إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقالت اليهود كان يهوديا وقالت النصارى كان نصرانيا وجعله الله حنيفا مسلما فهدى الله امة محمد الى الحق من ذلك. فاليهود قالوا ان ابراهيم يهوديا والنصارى قالوا ان ابراهيم نصرانيا والتاريخ يكذبهم كما قال الله سبحانه وتعالى وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده فالتاريخ يكذبهم نعم واختلفوا في عيسى عليه الصلاة والسلام فكذبت اليهود وقالوا لامه بهتانا عظيما. وجعلته النصارى الها وولدا وجعله والله تعالى روحه وكلمته فهدى الله امة محمد وجعلته النصارى وجعلته النصارى الها وولدا. نعم وجعله الله تعالى روحه وكلمته فهدى الله امة محمد صلى الله عليه وسلم الى الحق من ذلك. نعم روحه اضافة في الروح الى الله اضافة تشريف اي من الارواح الشريفة الرفيعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى وكلمته اي بالكلمة كان فليس هو الكلمة نفسها وانما هو بالكلمة كان عليه السلام نعم قال رحمه الله وقال الربيع بن انس في قوله عز وجل فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه اي عند الاختلاف انهم كانوا على ما جاءت به الرسل قبل الاختلاف اقاموا على الاخلاص لله عز وجل وحده وعبادته لا شريك له واقام الصلاة وايتاء الزكاة فاقاموا على الامر الاول الذي كان قبل الاختلاف وكانوا شهداء على الناس يوم القيامة شهداء على قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وال فرعون وان رسلهم قد بلغوا وانهم كذبوا رسلهم وفي قراءة ابي ابن كعب وليكونوا شهداء على الناس يوم القيامة والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وكان ابو العالية رحمه الله تعالى يقول في هذه الاية المخرج من الشبهات والضلالات والفتن. هذه كلمة عظيمة جدا لابي العالية رحمه الله في هذه الاية كان الناس امة واحدة الى تمامها. قال في هذه الاية المخرج من الشبهات والضلالات والفتن ووجه ذلك ان الاية تدلت على ان المخرج من ذلك كله بالعود الى الامر الاول الامر الاول الذي كان قبل الاختلاف فمن عاد الى الامر الاول الذي بعث به النبي عليه الصلاة والسلام نجا ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في حديث الافتراق الاتي قال في الناجي من الفرق قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي اي على الامر الاول نعم وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا قام يصلي من الليل قال اللهم رب جبريل وميكائيل قيل واسرافيل فاطر السماوات والارض علم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. نعم الحديث آآ في مسلم فقط والمصنف رحمه الله تعالى تبع في عزوة للصحيحين ابن ابن كثير في تفسيره والكلام هنا كله من قول من ابن كثير بدءا من الكلام على الاية كان الناس امة واحدة وامتهان الى قوله في الدعاء المأثور اللهم ارنا الحق حقا هذا كله من قول بالفاظه من الحافظ ابن كثير مع شيء من التصرف وحذف آآ الاسانيد واختصار في بعض المواضع وان لم نقول بتمامه على نسقه في تفسير ابن كثير رحمه الله. نعم وفي الدعاء المأثور اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا ونضل واجعلنا للمتقين اماما. هذا الدعاء الذي قال عنه ابن كثير في الدعاء المأثور اقدم من رأيته ذكره اقدم من رأيته ذكره الحافظ ابن شاهين المتوفى سنة ثلاث مئة وخمسة وثمانين في كتابه السنة في كتابه آآ السنة قال فيه ومن ادعية من تقدم ومن ادعية من تقدم اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه الى اخره قال ومن ادعية من تقدم وهو قد توفي ثلاث مئة وخمسة وثمانين فهذا فيه اشارة الى ان هذا الدعاء معروف عند السلف المتقدمين اما من حيث المعنى اما من حيث المعنى فهو دعاء عظيم جدا اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل واجعلنا للمتقين اماما من حيث المعنى عظيم جدا عظيم جدا هو دعاء من قول كما تقدم عن الحافظ ابن كثير ومن قبله عن ابن شاهين عن المتقدمين من ائمة السلف اه رحمهم الله تعالى والمسلم ينبغي ان يحرص على هذا الدعاء وما كان في معناه وخاصة ما ذكره المصنف قبله اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيما الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كثيرا ما كان يوصي الناس بهذا الدعاء ويحثهم عليه ولا سيما اذا التبس عليك امر اشتبه عليك افزع الى الله والجأ اليه وادعوا بهذا الدعاء المأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام. ولا سيما اذا من الله عليك وقمت تصلي من الليل فان النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعو بهذا الدعاء اذا قام يصلي من الليل نعم قال رحمه الله واعلم انه كما اخبرنا الله تعالى عن الامم السابقة انهم اختلفوا اختلافا شديدا وافترقوا افتراقا بعيدا وفي ذلك اعظم واعظ واكبر زاجر عن الاختلاف والتفرق. نعم يعني اخبار الله عن افتراق الامم التي قبلنا هذا ليس مجرد آآ امر فقط يعلم وانما اه اه ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك على وجه الانذار والتحذير لهذه الامة من ان تكون كاولئك مفترقين مختلفين. نعم ولم يقتصر سبحانه في تذكيرنا بذلك عليه. بل زجرنا عن الاختلاف زجرا شديدا. وتوعد على ذلك وعيدا اكيدا قال تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. قال ابن عباس رضي الله عنهما تبيض وجوه اهل السنة والائتلاف وتسود وجوه اهل البدع والاختلاف ثم فصل تعالى مآل الفريقين فابيضوا وجوه اهل السنة النبي عليه الصلاة والسلام دعا في حجة الوداع فالخيف من منى عليه الصلاة والسلام في خطبته التي خطبها ايام النحر في منى فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فحفظها فاداها كما سمع هذه دعوة لحملة سنته بالنظرة التي هي الضياء والبهاء والنور نعم ثم فصل تعالى مآل الفريقين واين توصل اهلها كل من الطريقين؟ فقال تعالى فاما الذين اسودت وجوههم وكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون وحذرنا عن ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو اولى بنا من انفسنا. فقال صلى الله عليه وسلم الا وان من كان قبل من اهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة. وان هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين. ثنتان وسبعون في النار واحدة في الجنة وهم الجماعة وفي بعض الروايات هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي. نعم. قال هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم اصحابي فمن كان على الامر الاول كان على النجاة. والامر الاول هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. ولهذا قال الامام مالك رحمه الله فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه لن يكون دينا الى قيام الساعة. نعم قال رحمه الله وقد حصل مصداق ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق من الافتراق وتفاقم وعظم الشقاق اعد وقد حصل مصداق ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق من الافتراق وتفاقم الامر وعظم الشقاق فاشتد الاختلاف ونجمت البدع والنفاق فافترقوا في اسماء الله تعالى وصفاته الى نفاة معطلة وغلاة ممثلة. وفي باب الايمان والوعد والوعيد الى مرجئة ووعيدية من خوارج ومعتزلة وفي باب افعال الله واقداره الى جبرية غلاة وقدرية النفاة وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل بيته الى رافضة غلاة وناصبة جفاة. الى غير ذلك من فرق الضلال وطوائف البدع والانتحال وكل طائفة من هذه الطوائف قد تحزبت فرقا وتشعبت طرقا. وكل فرقة تكفر صاحبتها وتزعم انها هي الفرقة ناجية المنصورة نعم وهذه الجملة سيأتي لها تفصيل واسع عند المصنف رحمه الله تعالى لاحقا وقوله آآ وقد حصل مصداق ما خبر به ما اخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الصادق المصدوق من الافتراق يظهر لصحة العبارة وتفاقم الامر وعظم الشقاق فاشتد الاختلاف. نعم قال رحمه الله وقد اخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ان الفرقة الناجية هم من كان على مثل ما كان عليه هو واصحابه وليس احد من هؤلاء كذلك بل انهم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل. وليس احد من هؤلاء كذلك الفرق الضالة وقد اشار الى مجموعة منهم ليس احد من هؤلاء كذلك. يعني ليسوا على الامر الاول ليسوا على ما كان فعليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه نعم وذلك لانه لا يعرف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الا من طريق سننه المروية واثاره المصطفوية التي هي الشريعة الغراء والمحجة البيضاء وهؤلاء من ابعد الناس عنها وانفرهم منها. نعم لان منهم من يستدل على مذهبه بالعقل ومنهم من يستدل بالاراء ومنهم من يستدل بالمنامات والتجارب واشياء من هذا القبيل تنوعت مشاربهم ومنابع استدلالهم فتنوعت مذاهبهم تبعا لذلك واما اهل الحق فان تعويلهم على منبع الحق الذي لا منبع له الا هو والكتاب والسنة اذا استدل المستدل منهم يقول نعتقد كذا لقول الله تعالى كذا ونعتقد كذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا نعم وانما تصلح هذه الصفة لحملتها وحفاظها ونقادها المنقادين لها المتمسكين بها. الذابين عنها يقفون عندها ويسيرون بسيرها لا ينحرفون عنها يمينا ولا شمالا ولا يقدمون عليها لاحد مقالا ولا يبالون من خالفهم ولا من قال لهم ولا يضرهم ذلك حتى يأتي امر الله تبارك وتعالى. اعني بذلك اعني بذلك ائمة الحديث هابدة السنة وجيش دولتها المرابطين على ثغورها الحافظين حدودها الحامين حوزتها وفقهم الله عز وجل بنورها والاهتداء بهديها القويم. وهداهم لم اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم امنوا بما اخبر الله به في كتابه واخبر به عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم في سنته وتلقوه بالقبول والتسليم اثباتا بلا تكييف ولا تمثيل وتنزيها بلا تحريف ولا تعطيل. فهم الوسط في فرق هذه الامة كما ان هذه الامة هي في الامم فهم وسط في باب صفات الله تعالى بين اهل التعطيل الجهمية واهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب افعال الله تعالى بين الجبرية والقدرية وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم. وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج فهم والله اهل السنة والجماعة وهم الطائفة المنصورة الى قيام الساعة الذين لم تزل قلوبهم على الحق متفقة مؤتلفة اقوالهم واعمالهم وعقائدهم على الوحي لا مفترقة ولا مختلفة فانتدبوا لنصرة فانتدبوا لنصرة الدين دعوة وجهاد وقاوموا اعداءه جماعات وفرادى ولم يخشوا في لومة لائم ولم يبالوا بعداوة من عادى فقهروا البدع المضلة وشردوا باهلها واجتثوا شجرة الالحاد بمعاوية للسنة من اصلها فبهتوهم بالبراهين القطعية في المحافل العديدة وصنفوا في رد شبههم ودفع باطلهم وادحاض حججهم الكتب المفيدة فمنهم المتقصي للرد على الطوائف باسرها ومنهم الملخص لعقائد السلف الصالح من غيرها ولم تنجم بدعة من المضلين الملحدين الا ويقيضوا الا ويقيض الله الا ويقيض الله لها جيشا من عباده بالمخلصين فحفظ الله بهم دينه على العباد واخرجهم بهم من ظلمات الزيغ والضلالة الى نور الهدى والرشاد وذلك مصداق وعد الله عز وجل بحفظه الذكر الذي انزله كما قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. واعلاء لكلمته وتأييد لحزبه اذ يقول وان جندنا لهم الغالبون قال رحمه الله وقد سألني من لا تسعني مخالفته من المحبين ان انظم مختصرا يسهل حفظه على الطالبين. جاء في اه ترجمة الشيخ ان من طلب منه ذلك شيخه الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله تعالى الشيخ عبد الله القرعاوي وآآ طلب من تلميذه حافظ حكمي ان ينظم نضمن في المعتقد لانه طلب منه كان عمره الشيخ حافظ كما قدمت عشرين سنة كان عمره وقتئد عشرين سنة لكن رأى فيه النجابة حسن الفهم والحفظ حتى انه قال عنه حافظ على اسمه من الله علي بحافظة قوية قال هو حافظ كاسمه فطلب منه ان يكتب منظومة في العقيدة فنظم هذه المنظومة التي سماها سلم الوصول فصار لها في زمانه فضلا عن ما بعد زمانه صار لها في زمانه انتشار واسع بين الطلبة حفظوها واستفادوا منها نعم قال رحمه الله وقد سألني من لا تسعني مخالفته من المحبين ان انظم مختصرا يسهل حفظه على الطالبين ويقرب مناله للراغبين ويفصح عن عقيدة السلف الصالح ويبين. فاجبته الى ذلك مستعينا بالله. راجيا الثواب من الله. قائلا لا حول ولا قوة الا بالله وضممت الى ذلك مسائل نافعة تتعلق بهذه العصور من التنبيه على من التنبيه على ما افتتن به العامة من عبادة الاشجار والاحجار والقبور ومناقضتهم التوحيد هذي اعظم المصائب افتتانا العامة بعبادة كالقبور اذا فزع الواحد في شدته وضراءه ومرظه يفزع الى القبور ويتجه اليها طلبا ورغبة نعم ومناقضتهم التوحيد بالشرك الذي هو اقبح المحظور وصرف جل العبادة لغير الله من الدعاء والرجاء والخوف والمحبة والنذور ويسر الله تعالى ذلك بمنه وافضاله. واعانني وله الحمد والمنة على اكماله. وسميته فان مم سلم الوصول الى مباحث علم الاصول فلما انتشر بايدي الطلاب فلما انتشر بايدي الطلاب هذا في زمانه في زمانه انتشر النظم بايدي الطلاب وصاروا يحفظونه ويستفيدون منه نعم وعظمت فيه رغبة الاحباب سئل مني ان اعلق عليه تعليقا لطيفا يحل مشكله ويفصل مجمله مقتصرا على ذكر الدليل ومدلوله من كلام الله تعالى وكلام رسوله فاستخرت الله تعالى بعلمه واستقدرته بقدرته فعن لي ان اعزم على ذلك الامر المسؤول مستمدا من الله تعالى الاعانة على نيل السوء وسميته عالجوا القبول بشرح سلم الوصول الى علم الاصول. واشرت ايضا سابقا الى ان هذا الشرح استكمله عمره اربعة وعشرين سنة رحمه الله تعالى نعم والله اسأل ان يعين على اكماله بمنه وفضله وان ينفعني وطلاب العلم به وباصله وان يهدينا الصراط المستقيم ويجعلنا من انصار التوحيد واهله انه سميع قريب مجيب وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. نعم ان انت هنا من هذه المقدمة النفيسة المفيدة بين يدي هذا الشرح واثبات المنظومة هنا كاملا ليست من صنيع المصنف وانما ممن طبعه تسهيلا اه الفائدة ولهذا تكون قراءة هذه الابيات كما هي عند المصنف في مواضعها من اه الشرح نسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا ونصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه