الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الشيخ العلامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين. يقول في كتابه معالج القبول بشرح سلم الوصول الى علم الاصول في التوحيد قال رحمه الله تعالى في شرح مقدمة منظومته بسم الله الرحمن الرحيم ابدأ بسم الله مستعينا راض به مدبرا معينا. قال رحمه الله ابدأ في جميع حركاتي وسكناتي واقوالي واعمالي وفي شأني كله ومنه هذا التصنيف بسم الله متبركا ومستعينا به او اياه يتعدى بالباء وبدونه بطالبا منه العون على فعل طاعته وترك معصيته. كما قال تعالى في فاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد بالبدء بالبسملة بكتاب الله عز وجل وبهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في مكاتباته ومراسلاته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والبدء بها فيه طلب العون من الله لان الباء في بسم الله باء الاستعانة فعندما يبدأ المرء ما يبدأ به بالبسملة فانه يبدأ اه مستعينا بالله متبركا اي طالبا البركة بذكر باسمه آآ تبارك وتعالى ولهذا قال رحمه الله ابدأ بسم الله مستعينا نبدأ بسم الله مستعينا اي ابدأ كتابي هذا ذاكرا اسم الله تبارك وتعالى مستعينا به على ما انا بصدد بيانه من علم ونفع وفائدة وقوله رحمه الله تعالى مستعينا به او اياه يتعدى بالباء وبدونه اي ان الفعل استعان يتعدى تارة بنفسه وتارة بحرف الباء فتقول استعنت الله وتقول استعنت بالله فهو يتعدى بنفسه ويتعدى بالباء قال مستعينا به او مستعينا اياه كله صحيح لان هذا الفعل يتعدى بنفسه ويتعدى بالباء طالبا منه العون على فعل طاعته وترك معصيته طلب العون من الله عز وجل هذا من افرض الامور واوجبها لان العبد لا قدرة له على القيام باي طاعة او اي عمل من الاعمال او ترك اي معصية الا اذا اعانه الله على ذلك ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لحبه معاذ لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. نعم قال رحمه الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله وهو خطاب شامل لجميع الامة وفي ضمن ذلك الامر الواقع في جواب الشرط نهي لنا عن الاستعاذة عن الاستعانة بغير الله عز وجل لانه لا خالق للعباد وافعالهم غيره تعالى. فاذا كان المخلوق لا يقدر على فعل نفسه الا بما اقدره الله تعالى عليه فكيف يجوز ان تطلب الاعانة منه على فعل غيره؟ والعاقل يفهم ذلك بادئ بدء. اورد رحمه الله تعالى آآ طرفا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في وصية النبي صلى الله عليه وسلم له قال اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله قال رحمه الله هو خطاب شامل لجميع الامة جميع امة محمد عليه الصلاة والسلام الواجب على كل واحد منهم اذا سال ان يسأل الله واذا استعان ان يستعين بالله وهذا الامر بسؤاله والامر بالاستعانة به سبحانه وتعالى فيه النهي عن الاستعانة بغيره نهي عن الاستعانة بغيره. فالاستعانة لا تكون الا بالله. والدعاء لا يكون الا لله فقوله اذا سألت فاسأل الله كما قال المصنف رحمه الله في ضمن ذلك الامر الواقع في جواب الشرط اذا سألت فاسأل الله الامر الواقع في جواب الشرط يتضمن النهي عن الاستعانة بغير الله فالاستعانة عبادة ولا ينتجى فيها الا الى الله سبحانه وتعالى. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين نعم قال رحمه الله والكلام على تفسير البسملة مستوف في كتب المفسرين ولنذكر خلاصة ذلك فنقول الباء اداة اخفض ما بعدها ومعناها في البسملة الاستعانة. وتطويلها في القرآن تعظيما لكتاب الله عز وجل. واسقاط الالف في الاسم طلبا للخفة لكثرة استعمالها. وقيل لما اسخطوا الالف ردوا طولها على الباء ليدل على السقوط. ولذلك لما كتبت الالف في قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق ردت الباء الى هيئتها. هذا كلام على البسملة بدأه اولا الكلام على رسمها رسم البسملة من حيث الخط وان الباء تطول في في رسمها والمراد بتطويلها اي السنة التي في اول الباء تكون طويلة شيئا ما ولا تطال اطالا بالغة لان من السلف من كره ذلك لانها تكون شبيهة باللام اذا اطيلت السنة اطالة بالغة وانما تطال شيئا قليلا حتى تتميز في طولها عن السنة التي في حرف السين تكون اه اطول شيئا قليلا لا يبالغ في في اطالتها لا يبالغ في اطالتها. والشيخ ذكر رحمه الله تعالى آآ تعليلات لهذا التطويل تطويل الالبان قيل ان اهل التعظيم وقيل ان اسقاط الالف من الاسم طلبا الخفة لكثرة استعمالها وقيل لما اسقطوا الالف ردوا طولها على الباء ردوا طولها على البال لكن كل هذا الكلام ليس عليه يعني سيء بين ليس عليه شيء اه بين والاقرب الله تعالى اعلم ان هذا عائد الى قواعد جمال الخط وتحسينه وتنميقه الاقرب والله اعلم ان ان هذا عائد الى هذا المعنى نعم قال رحمه الله والاسم هو المسمى وعينه وذاته. فانك تقول يا الله يا رحمن يا رحيم. فتدعوه اسمائه التي سمى بها نفسه كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. وقال تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى. ولو كانت اسماء الله غيره لكان الداعي بها مشركا. اذ دعا مع الله غيره ولكانت اذ كل ما سوى الله مخلوق. وهذا هو الذي حاوله الملحدون في اسماء الله تعالى وصفاته. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا اه وسيأتي بسط القول في ذلك ان شاء الله تعالى في الكلام على الاسماء قولها رحمه الله تعالى والاسم هو المسمى وعينه وذاته هذا فيه نظر هذا فيه نظر بل اه بل هو كلام متعقب وآآ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قال في قاعدة له اه مطبوعة في المجلد السادس من مجموع فتاواه قاعدة في الاسم والمسمى فصل فيها ما يتعلق بهذه المسألة تفصيلا نافعا فذكر رحمه الله انه لم يعرف عن احد من السلف انه قال الاسم هو المسمى. لم يعرف عن احد من السلف انه قال الاسم هو المسمى قال بل هذا قاله آآ كثير من المنتسبين آآ الى السنة بعد الائمة واما السلف المتقدمين لم يعرف عن احد منهم انه قال ذلك ولا يقال الاسم هو المسمى ولا يقال ايضا الاسم غير المسمى لان الاسم تارة يطلق ويراد به المسمى كما في الامثلة التي ذكر رحمه الله يا الله يا رحمن يا غفور يا ودود وتارة يراد به اللفظ تارة يراد به اللفظ مثل ان تقول الرحمن اسم عربي. انت اردت هنا اللفظ فتارة يراد به المسمى وتارة يراد به اللفظ ولهذا المسألة فيها تفصيل يعني بين شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهذه العبارة التي ذكر الشيخ الاسم هو المسمى وعينه وذاته فهي منقولة عن البغوي رحمه الله نصا منقولة عن البغوي رحمه الله نصا وشيخ الاسلام في رسالته التي اشرت اليه قال كلام البغوي وتعقب رحمه الله تعالى اه تعقبا مفيدا يمكن ان يقف عليه طالب العلم والصواب في اه هذه المسألة آآ الاسم هو المسمى او غيره ان يقال كما قال الله سبحانه وتعالى في الايات التي ساق المصنف ولله الاسماء فيقال في في في هذا اسماء الله لله اسماء الله لله لا يقال اسماء اسماء الله هي الله ولا يقال اسماء الله هي غير الله هذا اه اه هذا فيه ما فيه سواء قيل الاسم هو المسمى او قيل غيره لكن ان تقول كما قال الله اسماء الله لله ولله الاسماء الحسنى. قل ادعو الله او ادعوا او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى وفي الحديث الذي في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام ان لله ان لله تسعة وتسعين اسما فيقال اسماء الله لله. اسماء الله لله وهذا هو الطلاق الصحيح هو التعبير الذي يوافق القرآن وهو الذي كان عليه اه السلف رحمهم الله تعالى اولين في فيما يتعلق بهذا الامر نعم قال رحمه الله الله علم على ذاته تبارك وتعالى وكل الاسماء الحسنى تضاف اليه كما قال تعالى لله الاسماء الحسنى. وقال تعالى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى. الا ترى انك تقول الرحمن من الله تعالى والرحيم من اسماء الله ونحو ذلك ولا تقول الله من اسماء الرحمن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة. قوله وكل الاسماء الحسنى تضاف اليه اي الى اسمه تبارك وتعالى الله هذا من خصائص هذا الاسم ومميزاته له له خصائص ومميزات كثيرة ذكرها العلماء رحمهم الله تعالى منها ان الاسماء الحسنى تضاف اليه مثل ما في اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم مثل ما في اواخر الحشر هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة ثم في الاية التي بعده والله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام الى اخر كما جاء في الاية من اسماء لله وكذلك الاية التي بعدها فمن خصائص هذا الاسم ان اسماء الله تبارك وتعالى تضاف اليه. تقول الرحمن من اسماء الله الرحيم من اسماء الله العزيز من اسماء الله. ولا تقول الله من اسماء الرحمن الله من اسمى الرحمن ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله تسعة وتسعين اسما. نعم قال رحمه الله واختلفوا في كونه مشتقا او لا؟ ذهب الخليل وسيبويه وجماعة من اهل اللغة والشافعي والخطابي وامام الحرمين ومن وافقهم الى عدم اشتقاقه لان الالف واللام فيه لازمة فتقول يا الله ولا تقول يا الرحمن فلولا انه من اصل الكلمة لما جاز ادخال حرف النداء على الالف واللام وقال اخرون انه مشتق واختلفوا في اشتقاقه الى اقوال اقواها انه مشتق من الهى يأله الهة فاصل الاله وحذفت الهمزة وادغمت اللام الاولى في الثانية وجوبا فقيل الله. ومن اقوى الادلة عليه قوله تعالى والله في السماوات وفي الارض مع قوله عز وجل وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله. ومعناه ذو الالوهية لا تنبغي الا له ومعنى لها يأله الهة عبد يعبد عبادة فالله المألوف اي المعبود. نعم. وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه ان اسم الله تبارك وتعالى الله مشتق وليس في اسماء الله كلها اسم جامد بل اسماء كلها مشتقة والمراد الاشتقاق فيها انها ليست جامدة علامة صرفة بل هي اسماء دالة على معاني واسمه الله تبارك وتعالى دال على الالوهية واصله كما قال اصله الاله الله اصله الاله والاله هو المعبود واذا جمعت بين الايتين اللتين ذكر رحمه الله يتضح لك الامر قول الله عز وجل وهو الله في السماوات ولا هي الاخرى قالوا وهو وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله اي المعبود المعبود في السماوات وفي الارض وهو الله في السماوات والارض اي المعبود. فالله معناها المعبود بمعنى الاله قد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين نعم قال رحمه الله ولهذا الاسم خصائص لا يحصيها الا الله عز وجل وقيل انه هو الاسم الاعظم نعم. الرحمن الرحيم اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة. ورحمن اشد مبالغة من رحيم. فالرحمن يدل على الرحمة العامة كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى والرحيم يدل على الرحمة الخاصة بالمؤمنين. كما قال تعالى وكان مؤمنين رحيما ذكره ابن جرير بسنده عن العزرمي بمعناه وفي الدعاء المأثور رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما والظاهر المفهوم من نصوص الكتاب والسنة ان اسمه الرحمن يدل على الصفة الثابتة الذاتية من حيث اتصافه تعالى بالرحمة واسمه الرحيم يدل على الصفة الذاتية من حيث ايصاله الرحمة الى المرحوم. ولهذا واسمه الرحيم يدل على اعد والظاهر المفهوم والظاهر المفهوم من نصوص الكتاب والسنة ان اسمه الرحمن يدل على الصفة الثانية الذاتية من حيث اتصافه تعالى بالرحمة واسمه الرحيم يدل على الصفة الفعلية من حيث ايصاله الرحمة الى المرحوم ولهذا قال تعالى وكان بالمؤمنين رحيما. وقال انه بهم رؤوف رحيم ولم يأتي قط انه بهم رحمن. ووصف نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بانه رؤوف رحيم. فقال تعالى حريص عليكم مؤمنين رؤوف رحيم ولم يصف قط احدا من خلقه انه رحمن فتأمل ذلك والله اعلم قال رحمه الله والظاهر المفهوم من نصوص الكتاب والسنة ان اسمه الرحمن يدل على الصفة لعلها الثابتة الذاتية الصفة الثابتة الذاتية من حيث اتصافه تعالى بالرحمة اي ان الرحمن يدل على ما قام بذات الله سبحانه وتعالى من الرحمة هو يدل على الصفة الذاتية هي القائمة بالله سبحانه وتعالى ولهذا لم يأتي في النصوص بالمؤمنين رحمانا لان هذا يدل على وصف ذاتي قائم بالله يدل على وصف ذاتي قائم بالله سبحانه وتعالى وصف ذاتي قائم بالله اما اسم الرحيم فهذا يدل على ما في هذا الوصف من تعلق بالمرحوم يدل على ما في هذا الوصف متعلق بالمرحوم. ولهذا قال الشيخ واسمه الرحيم يدل على الصفة الفعلية. من حيث ايصاله الرحمة الى المرحوم من حيث ايصال الرحمة الى المرحوم ولهذا جاء جاء في النصوص وكان بالمؤمنين رحيما انه بهم رؤوف رحيم. ولم يأت رحمن نعم قال رحمه الله راض خبر لمبتدأ محذوف تقديره وانا راض به اي بالله عز وجل مدبرا حال من الضمير المجرور اي بتدبيره لي في جميع شؤوني. فان ازمة الامور بيده وهو الذي يعلم ما لا نعلم ويقدر ما لا نقدر. وهو الذي يدبروا الامر من السماء الى الارض. الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما نعم يعني هذا فيه توضيح لمعنى قوله راظ به مدبرا معينا اي راظ بالله سبحانه وتعالى مدبرا لشؤون وشؤون الخلائق لانه يعلم ولا نعلم ويقدر ولا ولا نقدر وبيده تبارك وتعالى اه ازمة الامور وفي المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا فان في قولك رضيت بالله ربا الرضا بالله مدبرا والرضا به سبحانه وتعالى والرضا به متصرفا في شؤون الخلائق. وانه سبحانه وتعالى المعبود بحق ولا معبود بحق سواه نعم قال رحمه الله ومعينا لي على جميع اموري الدينية والدنيوية فاني لا اقدر الا على ما اقدرني عليه ولا علم لي الا ما فلا اعبد الا اياه ولا استعين الا به ولا اتوكل الا عليه ولا حول ولا قوة الا بالله ولا منجى ولا ملجأ من الا اليه. نعم لانه سبحانه وتعالى وحده المستعان واليه المنتجع فلا يفزع الا اليه ولا يلتجأ الا به. ولا يلتجأ الا اليه ولا يعتمد الا عليه. ولا تفوض الامور الا اليه سبحانه وتعالى جميع امور العبد كما قال الشيخ الدينية والدنيوية لان العبد ضعيف ولا قدرة له على شيء الا اذا اقدره الله عليه واعانه على القيام به ولهذا من اعظم الكلمات واجلها وهي من الباقيات الصالحات قول المسلم لا حول ولا قوة الا بالله فهذا اعتراف من العبد بعجزه وعدم قدرته على شيء الا اذا اعانه الله لا حول ولا قوة الا بالله اي لا تحول من حال الى حال ولا حصول قوة الا بالله. اي بمعونته واذنه و تسديده سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله والحمد لله كما هدانا الى سبيل الحق واجتبانا. اي واثني بحمده فاقول الحمد لله كما اثنى به على نفسه في كتابه فقال الحمد لله رب العالمين. وامر بذلك عباده فقال تعالى مخاطبا لنبيه خطابا يدل فيه خطابا يدخل فيه جميع امته قل الحمد لله فله الحمد كالذي يقول وخيرا مما نقول سبحانه لا نحصي ثناء عليه هو هو كما اثنى على نفسه فله الحمد على اسمائه الحسنى وصفاته العلى وله الحمد على نعمه الظاهرة والباطنة وله الحمد في الاولى نعم هذا فيه توضيح ما تقدم ان الحمد نوعان حمد على الاسماء الحسنى والصفات العلى وحمد على النعم الظاهرة والباطنة نعم. وعن الاسود بن سريع رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله الا انشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى؟ فقال صلى الله عليه وسلم اما ان ربك يحب الحمد. نعم. هذا الشاهد رواه احمد النسائي. هذا الشاهد ربك يحب الحمد. فالله سبحانه وتعالى يحب آآ الحماديين من عبادة الذين يحمدونه ويكثرون من حمده جل في علاه والثناء عليه. قال ان ربك يحب الحمد نعم وعن الحكم ابن عمير رضي الله عنه وكانت له صحبة انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قلت الحمد لله فقد شكرت الله افذا دك رواه ابن جرير وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل الذكر لا اله الا الله وافضل دعاء الحمد لله رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي وحسن غريب. نعم الحديث الاول اذا قلت الحمد لله فقد شكرت الله فزادك اسناده ضعيف لكن المعنى متقرر في القرآن في قوله سبحانه وتعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم فالشكر شكر الله سبحانه وتعالى مؤذن بالمزيد مؤذن بالمزيد ولهذا يقال عن الشكر انه الحافظ الجالب حافظ للنعم الموجودة وجالب للنعم المفقودة ولهذا من وجد من من نفسه قلة وحاجة فليستقبل الحمد فانه باب الحفظ للموجود من النعم والجلاب ايضا للمفقود منها فما استجلبت نعمة بمثل حمد المنعم سبحانه وتعالى نعم وعن انس ابن مالك رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله الا كان الذي اعطى يعني من هدايته للحمد افضل مما اخذ. رواه ابن ماجة. وللقرطبي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وقال لو ان الدنيا بحذافيرها في يد رجل ثم قال الحمد لله لكان الحمد لله افضل من ذلك قال القرطبي وغيره اي لكان الهامه الحمد لله. يعني مهما كانت النعمة التي انعم الله سبحانه وتعالى بها عليك فان حمدك لله سبحانه وتعالى عليها افضل من ذلك وهذا المعنى العظيم الذي جاء في هذا الحديث لو استشعره العبد لكان اشد ما يكون محافظة على حمد الله على نعمه لان حمدك لله عز وجل على نعمه افضل من هذا الذي بين يديك من نعمة من صحة او عافية او ولد او غير ذلك. فتوفيق الله سبحانه وتعالى لك توفيق الله لك على حمده على نعمائه وفضله ومننه وعطائه هذا من اعظم نعم الله سبحانه وتعالى عليك. نعم قال القرطبي انعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله الا كان الذي اعطى اي ما وفقه الله له من حمد افضل اخذ يعني افضل من النعمة التي اخذ ومن صحة او ولد او مسكن او غير ذلك نعم قال القرطبي وغيره اي لكان الهامه الحمد لله اكثر نعمة عليه من نعم الدنيا. لان ثواب الحمد لا يفنى ونعيم دنيا لا يبقى نعم هذا كلام عظيم جدا في توضيح معنى الحديث نعم. قال الله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا خير ام لا؟ نعم والحمد من الباقيات الصالحات الحمد من الباقيات الصالحات وهذا يبقى للعبد فهي باقيات. نعم وقال علي رضي الله عنه الحمد لله كلمة احبها الله تعالى لنفسه ورضيها لنفسه واحب ان تقال وقال ابن عباس رضي الله عنهما الحمد لله كلمة الشكر. واذا قالها واذا قال العبد الحمد لله قال شكرني عبدي وقال رضي الله عنه الحمد لله كلمة كل شاكر. وقال رضي الله عنه الحمد لله هو الشكر لله هو الاستخفاء الاستخلاء هو الاستخذاء له والاقرار له بنعمته وهدايته وابتدائه وغير ذلك باستخدام افتقار والتذلل نعم وقال الضحاك رحمه الله الحمد لله رداء الرحمن. وقال كعب الاحبار الحمد لله ثناء الله وفي معنى الحمد لله وفضائلها اثار غير ما ذكرنا لا تحصى. ولما كان من اكبر نعم الله علينا واجل مننه الواصلة اليه هدايته ايانا الى صراطه المستقيم الذي هو دين الاسلام الذي ارسل به رسوله وانزل به كتابه رسله الذي ارسل به رسله وانزل به كتبه ولا يقبل من احد ولا يقبل من احد غيره ناسب الثناء عليه بها فقلت كما كان اي على ما هدانا ارشادا ودلالة بكتبه ورسله وتوفيقا وتسديدا بمشيئته وقدره. الى سبيل الحق وهو دين الاسلام والايمان واجتبانا له. نعم لان هذا من اعظم النعم واجلها الهداية الى دين الله والى صراطه المستقيم. نعم وبذلك قال تعالى ممتنا علينا وله الحمد والمنة واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين وقال تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة حكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج. ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس. فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم كن فنعم المولى ونعم النصير ولما كان الحمد الخبري ابلغ من الانشاء لدلالته على الثبوت والاستمرار قدمته عليه اولا ثم عطفت عليه الانشائية جمعا بينهما فقلت الانشاء احمده او احمد الله والخبر الحمد لله الحمد لله وهو ابلغ كما ذكر رحمه الله تعالى لانه دال على الثبوت والاستمرار فقدمه ثم عطف عليه الحمد الانشائي قال احمده نعم قال رحمه الله احمده سبحانه واشكره ومن مساوئ عملي استغفره نحمده اي انشئوا له حمدا اخر متجددا على توالي نعمه وتواتر فضله فله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه سبحانه اي تنزيها له عما لا يليق بنعوت جلاله وصفات كماله وهذه العبارة تتضمن معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق في الحديث المتفق عليه كلمتان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. نعم يعني قوله رحمة الله عليه احمده سبحانه في جمع بين الحمد والتسبيح كما في هذا الحديث الذي ذكر واحاديث كثيرة مثل اه سبحان الله وبحمده سبحان الله وبحمده تأتي في كثير من الاذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها الجمع بين الحمد والتسبيح والحمد فيه اثبات الكمال والتسبيح فيه التنزيه عن النقائص تنزيل في والتسبيح في التنزيه عن عن النقائص سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين فالتسبيح تنزيه لله عن النقائص هو الحمد في اثبات الكمال لله سبحانه وتعالى ولهذا باب الاسماء والصفات يقوم على هذين الامرين يقوم على التسبيح والحمد التسبيح الذي هو التنزيه والحمد الذي هو اثبات الكمال لله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله واشكره على ما انعم والهم امتثالا لقوله عز وجل فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون واختلف العلماء في معنى الحمد والشكر هل هما هل هما مترادفان او لا؟ فذهب الى ترادفهما ابن جرير الطبري صاحب التفسير وجعفر الصادق وغيرهما وذهب جماعة من المتأخرين الى التفرقة بينهما. وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الحمد المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء كان الاحسان الى الحامد او لم يكن. والشكر لا يكون الا على احسان المشكور الى فمن هذا الوجه الحمد اعم من الشكر لانه يكون على المحاسن والاحسان فان الله تعالى يحمد على ما له من الاسماء الحسنى والمثل الاعلى وما خلق وما خلقه في الاخرة والاولى. ولهذا قال تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ المثل الاعلى اي الوصف الاكمل ولله المثل الاعلى نعم ولهذا قال تعالى وقل الحمد لله الذي وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل. وقال تعالى الحمد لله الذي خلق والارض وجعل الظلمات والنور. وقال تعالى الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة. وقال تعالى فالحمد لله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء واما الشكر فانه لا يكون الا على الانعام فهو اخص من الحمد من هذا الوجه لكنه يكون بالقلب واليد واللسان كما قيل افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجب. ولهذا قال تعالى اعملوا ال داوود شكرا قليل من عبادي الشكور. نعم فعد العمل شكرا الشكر يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح اعملوا آل داوود شكرا نعم والحمد يكون بالقلب واللسان فمن هذا الوجه الشكر اعم من جهة انواعه والحمد اعم من جهة اسبابه هذه فائدة يعني ثمينة في الفرق بينهما الشكر عم من جهة انواعه تالله يحمد باللسان وبالقلب بالجوارح الشكر يكون بالحمد واللسان والجوارح والحمد اعم من جهة اسبابه لان الحمد يكون على الاحسان ويكون على المحاسن. نعم وفي الحديث الحمد لله رأس الشكر. فمن لم يحمد الله لم يشكره. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله ليرضى وعن العبد ان يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها. والله اعلم انتهى كلامه رحمه الله تعالى كلامها يا شيخ الاسلامي. نعم. قال رحمه الله ومن مساوئ ومن مساوئ جمع مساء عملي مضاف اليه من اضافة الصفة الموصوف استغفره السين للطلب اي اطلب منه مغفرة تلك المساوئ على ما تقدم منها وما تأخر؟ اعد ومن مساوئ جمع مساءه عملي مضاف اليه من اضافة الصفة الى الموصوف. استغفره السين للطلب اي اطلب منه مغفرة تلك المساوئ ما تقدم منها وما تأخر انه هو اهل التقوى واهل المغفرة نعم قال رحمه الله واستعينه على نيل الرضا واستمد لطفه فيما قضى واستعينه اطلب منه العون على نيل الرضا اي على فعل الاعمال الصالحة التي بسببها ينال رضاه. ان ان ان يرزقنيه وينيل وينيلني رضاه بفضله ورحمته واستمد اي اطلب منه الامداد بان يرزقني لطفه بي فيما قضى وقدر من المصائب. وان يجعلني راضيا بذلك مؤمنا به مستيقنا من مستيقنا مستيقنا انه مستيقنا انه من عند الله وان وقوعه خير عندي من من كونه لم يقع وان اهدي قلبي كما قال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه والله بكل شيء عليم. وكما قال صلى الله عليه وسلم واسألك الرضا بعد القضاء الحديث فان ذلك اعلى درجات الايمان بالقدر وهو الرضا بالمصيبة نعم ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه