نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والمسلمين اما بعد يقول المؤلف العلامة الشيخ حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله بكتابه معارج معارج القبول بشرح سلم الوصول الى علم الاصول بل خلق الله تعالى الخلق ليعبدوه عز وجل بما شرعه على السنة رسله وانزل به كتبه ومع عبادته اياه لا يشرفون بعبادته احدا كائنا من كان بل بالالهية يفردوه دون ما سواه فمن عبد الله تعالى الف سنة ثم اشرك به لحظة من اللحظات ومات على ذلك حبط جميع عمله وصار هباء منثورا حيث اشرك مع الله في عبادته من هو مثله مخلوق لعبادة الله عز وجل. من هو مثله؟ من هو له مخلوق لعبادة الله عز وجل. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا اللهم واصلح لنا شأننا كله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد في هذا البيت يبين الناظم رحمه الله تعالى الغاية التي خلق الخلق لاجلها واوجدوا لتحقيقها الا وهي عبادة الله وتوحيده واخلاص الدين له جل وعلا فانه سبحانه وتعالى خلق الخلق ليعبدوه خلق الخلق ليعبدوه اوجدهم من العدم وخلقهم بعد ان لم يكونوا شيئا مذكورا من اجل ان يعبدوا اي يخصوه بالعبادة ويفردوه وحده سبحانه وتعالى بها لاجل هذا خلقهم كما قال الله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فاخبر سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة انه فعل الاول الذي هو الخلق خلق ليفعلوا هم الثاني وهو العبادة الا ليعبدون فالخلق فعله والعبادة فعل العبد التي خلق الله سبحانه وتعالى هذا العبد للقيام بها وقوله جل في علاه الا ليعبدون القول الحق في معناها اي الا لامرهم بعبادتي الا ليعبدون اي الا لامرهم بعبادتهم. خلقهم لاجل ان يعبدون. ليؤمروا بالعبادة عبادة الله سبحانه وتعالى فمنهم من امتثل للغاية التي خلق لاجلها ومنهم من ضل عن سواء السبيل كما قال الله سبحانه وتعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من حقت عليهم فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فهم خلقوا اجل ان يعبدوا الله سبحانه وتعالى فمنهم من هداه الله فقام بهذا الذي خلق لاجله واوجد لتحقيقه ومنهم من حقته عليهم ضلالة فعبد ما عبد من احجار او اشجار او غير ذلك متخذا الانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى اورد رحمه الله تعالى قول الله عز وجل في سورة الذاريات وما خلقت وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ثم ساق نقولات عن ائمة السلف رحمهم الله تعالى في معنى هذه الاية بدأها بهذا النقل عن علي رضي الله عنه نعم قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه اي الا لامرهم ان يعبدوني وادعوهم الى عبادتي يؤيده قوله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون وهذا المعنى الذي ذكره علي رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين هو قطعا معنى الاية والمراد بها هو معنى قوله الا ليعبدون وكما ذكر آآ رحمه الله تعالى يؤيده قول الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله فقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي الا لامرهم بالعبادة ولاجل هذا الامر اي الامر بالعبادة بعث الرسل قال الله سبحانه وتعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون قال عز وجل واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقال سبحانه وتعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه قال تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. والايات في هذا المعنى كثيرة فقوله سبحانه وتعالى الا ليعبدون اي الا لامرهم بعبادتي. فمنهم من امتثل الامر واطاع الرسل اوصل الله جل وعلا فعبد الله سبحانه وتعالى ومنهم من حقت عليه الضلالة فاتخذ الانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى فهذا الذي نقله المصنف رحمه الله تعالى اولا عن علي رضي الله عنه هو اه معنى الاية قطعا نعم وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما الا ليعبدون الا ليقروا بعبادة طوعا او كرها وهذا اختيار ابن جرير نعم يعني قال وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس الا ليعبدون الا ليقروا بعبادة طوعا او كرها الا ليقروا بعبادة طوعا او كرها اه اولا العبادة التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجلها ليست مجرد الاقرار ليست مجرد اه الاقرار وايضا العبادة التي هي كرها وكلهم اتي يوم القيامة عبدا آآ هذه العبادة التي هي عبادة الخضوع لله ونفوذ وقظائه ومشيئته ليست هي المرادة قوله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. نعم وقال ابن جريد ومجاهد الا ليعرفون. وقال الربيع بن انس اي الا للعبادة طوعا او كرها. قال الربيع بن انس الا للعبادة طوعا او كرها هذا مثل المعنى الاول المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وقول ومجاهد آآ رحمه الله تعالى قول جاء قول بن جرير ومجاهد الا ليعرفون الا ليعرفون العبادة قدر زائد على المعرفة العبادة قدر زائد على المعرفة وقد تقع المعرفة قد تقع المعرفة من المرء ولا يكون بها محققا العبادة لان العبادة قدر زاد على المعرفة هي هي تسبق المعرفة هي تسبق العبادة والعبادة لا تكون الا بالمعرفة لكن الا العبادة قدر زائد عليها العبادة خضوع وذل لله وطواعية وامتثال لامر الله سبحانه وتعالى وهي قدر زائد على المعرفة. نعم. وقال السدي من العبادة ما ينفع ومنها ما لا ينفع ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فهذا منهم عبادة ولا ينفعهم مع الشرك وقال هذا مثل المعنى الاول. قال فهذا منهم عبادة. يقصد ماذا يقصد ماذا؟ قال فهذا منهم اي من المشركين قال هذا منهم عبادة يعني المعرفة والاقرار قال هذا منهم عبادة لكن لا ينفعهم لا لا ينفعهم لا ينفعهم آآ اي عند الله سبحانه وتعالى لان العبادة قدر زائد على هذا قدر زائد على مجرد المعرفة او مجرد آآ الاقرار فالحاصل ان مجرد الاقرار بالله مجرد الاقرار بالله الاعتراف بان انه وحده سبحانه وتعالى المتفرد بالخلق لا لا لا شريك له سبحانه وتعالى هذا وحده لا لا يكفي ولا ينجيه لا يكفي لان يكون المرء مؤمنا موحدا ولا ينجي يوم القيامة من من عذاب الله ولهذا قال لا ينفعهم وهذا صحيح لكن مجرد الاقرار ليس ليس هو العبادة التي خلق الخلق لاجلهم. قال من العبادة ما ينفع منها ما لا ينفع. قال ولان سألت ثمن خنق السماوات والارض ليقولن الله قال فهذا منهم عبادة ولا ينفعهم معشره. كونه لا ينفعهم هذا حق اما كون مجرد الاقراض يعد عبادة مجرد الاقرار بدون اه لازمه الذي هو الخضوع والذل لله سبحانه وتعالى فهذا فيه آآ نظر. نعم وقال الضحاك المراد مجرد الاقرار والاعتراف مجرد الاقرار والاعتراف لا يسمى عبادة ومن اعترف ان الله الخالق ما يقال عبد الله من اعترف ان الله هو الخالق الرازق المدبر من اعترف لا يقال انه عبد الله حتى يقال لا ينفعه لا تنفعه هذه عبادة واصلا بمجرد الاعتراف ما حصل منه العبادة لله سبحانه وتعالى نعم وقال الظحاك المراد بذلك المؤمنون انتهى من تفسير ابن كثير وقال الكلبي والضحاك وسفيان هذا خاص لاهل طاعته من الفريقين يدل عليه قراءة ابن عباس وما خلقت الجن والانس من المؤمنين الا ليعبدون. ثم قال في اية اخرى قد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والانس. قول آآ الضحاك المراد بذلك المؤمنون تقدم فيمن نقله عن تفسير ابن كثير وايضا الذي بعده قال في معنى الاية هذا خاص لاهل طاعته هذا خاص لاهل طاعته قال وما خلقت الجن والانس ليس عاما على هذا القول وانما من امن منهم الا ليعبدون وما خلقت الجن والانس على هذا القول ليس عاما ليس كل الجن والانس معنيون بالاية وانما المعني بها من امن وعبد الله سبحانه وتعالى ولهذا قال الظحاك المراد بذلك المؤمنون المراد بذلك المؤمنون وقال اه الضحاك وسفيان هذا خاص لاهل طاعته يعني اه مثل المعنى الاول مثل معنى الاول اي المؤمنون لكن بالتأمل بسياق الاية نجد ان هذا القول مخالف لما تدل عليه في سياقها مخالف لما تدل عليه الاية في سياقه فان فان قصد العموم عموم الثقلين فان قصد العموم عموم اه الثقلين بين وظاهر في الاية وما خلقت الجن والانس عموم الثقلين بين وظاهر في الاية. ولهذا قال بعدها ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون هل هذا خاص هل هذا خاص ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ثم ذكر العقوبة لمن لم يمتثل هذه الغاية التي خلق الخلق لاجلها وان للذين ظلموا اه نعم ذنوبا اه وان الذين ظلموا عذابا ها؟ ذنوبا ذنوبا مثل ذنوب اصحابهم فلا يستعجلون فويل للذين كفروا الحاصل ان قصد العموم في قوله وما خلقت الجن والانس ظاهر بين فليست الاية كما ورد هنا في هذين النقلين خاصة بمن امن خاصة بمن امن ولو كان المراد المؤمنون فقط لو كان المراد المؤمنون فقط لم يكن فرق بينهم وبين الملائكة الملائكة ما خلقوا الا للعبادة الملائكة ما خلقوا الا للعبادة فان الملائكة الملائكة وصالح المؤمنين فعلوا ما خلقوا لاجله فعلوا ما خلقوا لاجله. نعم وقال بعضهم وما خلقت السعداء من الجن والانس الا لعبادتي. والاشقياء منهم الا لمعصيتي نعم يعني وما بعده وهذا؟ وهذا معنى قول زيد ابن اسلم قال هم على ما جبلوا عليه من الشقاوة والسعادة قيل معناه الا ليخضعوا الي ويتذللوا. ومعنى لعلها الا ان يخضعوا لي وتراجع في الاصول ها؟ ها الثانية لي لي انا عندي الي لكن آآ الي يظهر ان الي يخضعوا لي نعم. وقيل معناه الا ليخضعوا لي ويتذللوا. ومعنى العبادة اللغة التذلل والانقياد فكل مخلوق من الجن والانس خاضع لقضاء الله. ومتذلل لمشيئته. ولا يملك احد لنفسه خروجا عما خلق عليه قدر ذرة من نفع ولا ضر. نعم يعني هنا جاء جعل جعلت العبادة المعنية بالاية وما خلقت الجن والانس التعبيد التعبيد آآ تعبيدهم اي الخلق لله سبحانه وتعالى وقهرهم ونفوذ مشيئته سبحانه وتعالى فيهم ولهذا قال فكل مخلوق من الجنس خاضع لقضاء الله وقدره ومتذلل لمشيئته كل مخلوق يعني من مسلم وكافر مطيع وفاجر كل مخلوق خاضع لقضاء الله يعني مشيئة الله نافذة فيه وهذا حق او ليس بحق حق لا ريب في ذلك هذا حق لكن ليس هذا معنى الاية هذا حق كل مخلوق مشيئة الله نافذة فحمل الاية على معنى القضاء والقدر والتعبيد لله سبحانه وتعالى ليس هذا معنى المعنى في نفسه صحيح كلهم مشيئة الله نافذة فيهم كلهم مشيئة الله سبحانه وتعالى نافذة فيهم لكن ليس هذا هو معنى آآ الاية نعم وقيل الا ليعبدون الا ليوحدون فاما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء واما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء. بيانه قوله عز وجل فاذا ركبوا في الفلك داؤوا الله مخلصين له الدين الاية انتهى من تفسير البغوي رحمه الله تعالى هذا مثل اللي تقدم عن عن السدي قال من هذا ما ينفع ما العبادة ما ينفع منها ما لا ينفع واشار الى الذي لا ينفع الاقرار وان سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ليقولن الله فهنا قال فالمؤمن فيوحده في الشدة والرخاء واما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء بيان قوله فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين الحاصل ان ما يكون من المشرك من اقرار وكذلك ما يكون منه من اخلاص في الشدة فقط ليس هذا هو تحقيق للغاية التي خلق العبد لاجلها ووجد لتحقيقها ما تقدم في صدر هذا النقل الا ليعبدون الا ليوحدون هذا حق. بل قال بل يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كل امر بالعبادة امر بالتوحيد بل ان العبادة لا تكون عبادة لله الا بالتوحيد العبادة لا تكون عبادة لله سبحانه وتعالى الا بالتوحيد فاذا خالطها اتخاذ الانداد مع الله لم تكن عبادة لله وانما كانت شركا به وكما تقدم الشرك محبط للعمل كله قال فمن عبد الله فيما تقدم الف سنة ثم اشرك بي لحظة من اللحظات ومات على ذلك بطل عمله كله لان الله سبحانه وتعالى قال ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. بل الله فاعبد اي اخلصوا اخلص عبادتك له. نعم قلت وهذه الاقوال قلت القائل مصنف الشيخ رحمة الله عليه الشيخ حافظ نعم وهذه الاقوال في هذه الاية وان كانت متقاربة والاية تسع جميعها ارجحها الاول. الارجحها الاول نعم هو قول امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الا لامرهم وادعوهم لعبادتي. نعم يعني آآ هو قدم العالي قدم قول علي رضي الله عنه وقول علي هو معنى الاية هو معنى الاية وقد قال ابن تيمية رحمه الله تعالى عن هذا القول قال هذا هو معنى الاية الذي قصد بالاية قطعا قال ابن تيمية هذا المعنى هو معنى الاية الذي قصد بالاية قطعا وهو الذي تفهمه جميع وهو الذي تفهمه جماهير المسلمين ويحتجون بالاية عليه ويحتجون بالاية عليه وقول المصنف رحمه الله تعالى عن هذه الاقوال قال وان كانت متقاربة والاية تسع جميعها هذا فيه نظر ان الاقوال متقاربة وان الاية تسعى جميعها هذا في نظر لان بعض هذه الاقوال في اشكال بعضها وان كان معناه من حيث هو صحيح لكن ليس هو معنى الاية ليس هو معنى الاية فالقول ان الاية تسع جميع هذه الاقوال هذا فيه نظر وابن تيمية رحمه الله تعالى له آآ اه اه بحث نافع جدا فيما يتعلق بهذه الاقوال هذه الاقوال التي نقلها بن كثير وكذلك نقلها البغوي وبن جرير وغيرهم من اه المفسرين فابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع فتاواه في رسالة له ذكر اه هذه الاقوال ثم اتبع كل قول ببيان ما عليه من مأخذ او كذلك ما ما فيه من معنى صحيح او كذلك ان لم يكن للاية آآ ان لم يكن للقول تعلق في معنى الاية فصل رحمه الله تعالى تفصيل واسع جدا فيما يتعلق هذه النقول وتجدون كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى بدء ان من الصفحة التاسعة والثلاثين وما بعدها من المجلد الثامن. من المجلد الثامن من مجموع الفتاوى. وانا انصح طالب العلم ان يقف على ما اشرت اليه من كلام لشيخ الاسلام ابن تيمية نعم ويؤيده قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون وقوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. الاية وغيرها من الايات. نعم يعني هذه الايات كلها تؤيد هذا القول ان المقصد من قوله آآ اه الا ليعبدون اي الا لامرهم بعبادتهم فيكون المعنى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي ان الله خلق فعلى الاول الذي هو الخلق ليفعلوا هما الثاني ليفعلوا هم الثاني خلقهم ليفعلوا الثاني الذي هو العبادة الا ليعبدون. فمنهم من فعل ما خلق لاجله ومنهم من لم يفعل ذلك نعم ويؤيد ذلك ان الله تبارك وتعالى انما شاء العبادة من جميع عباده وارادها منهم وقظاها عليهم في الشرع لا في الكون تعبير بانما شاء العبادة فيها يعني ما في نظر انما شاء العبادة من جميعهم والصواب كما في الذي بعده وارادها منهم فيؤيد ذلك ان الله تبارك وتعالى انما اراد العبادة من جميعهم والمراد بالارادة هنا ماذا؟ الشرعية. الشرعية ارادة الشرعية الدينية وقلت ان في قوله انما شاء نظر لان المشيئة لا تطلق الا على الكونية ولو كان الله شاء كونا وقدرا من جميع من يكون عبادة لو لكانوا كلهم عبادة لأن ماشيته نافذة وقدرته سبحانه وتعالى شاملة آآ يؤيد ذلك ان الله سبحانه وتعالى اراد اراد العبادة من جميع عبادة اراد العبادة من جميع عباده وقضاها عليهم في الشرع تعبير به وقضاها علي في الشرع صحيح لان القضاء القضاء يطلق ويراد به تارة الكوني القدري فقظاهن سبع سماوات وتارة يطلق ويراد به الشرع الديني وقضى ربك الا تعبدوا الله قظى اي شرعا وامر ووثق اما المشيئة اما المشيئة فانها لا لا تنقسم الى كونية قدرية وشرعية دينية. المشيئة دونية وهي نافذة نعم فمن اطاع امره واتى بما اراده وشاءه منه فله رضاه والجنة. ومن خالف في ذلك فله سخطه والنار. اي نعم عميا واتى بما اراده وشاءه يعني قصد بوشاءه اراده نعم. ولو شاء الله تعالى من جميعهم العبادة وارادها في الكون لم يكن لهم بد من ذلك لم يكن لاحد الى معصية الله تعالى من سبيل. ولا يخرج عن قضائه تعالى وقدره شيء من المخلوقات مثقال ذرة فانه لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا مضاد لامره ولا ناقض لما ابرمه ولا دافع لما قدره لذلك قال المفسرون هذا المعنى في قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. فقال ابن عباس قالوا المفسرون هذا المعنى قالوا المفسرون هذا المعنى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه اي ان المعنى هنا ان الله سبحانه وتعالى اراد منهم جميعا ان اه ان يعبدوه ارادة شرعية دينية اراد منهم ان يعبدوه اي ارادة شرعية دينية فقضى اي امر قضاء اي امر وشرع واذن ووصى نعم فقال ابن عباس وقتادة والحسن وامر ربك وقضى ربك وامر ربك الامر الامر منقسم الى كوني آآ وشرعي وشرعي. مثال الكوني انما امره اذا اراد شيئا اي يقول له كن فيكون الشرعي الشرعي مثل ما جاء هنا وامر ربك اي شرع امر ربك اي شرع ربك تقول اه اه ابن عباس وقتادة هو الحسن وقضى ربك اي وامر ربك اي اي شرع واذن شرعا نعم وقال الربيع ابن انس واوجب ربك وقال مجاهد واوصى ربك وقرأ ابي ابن كعب وابن مسعود والضحاك ابن مزاحم ووصى ربك الا تعبدوا الا اياه. ولو انه تبارك وتعالى قضى في الكون الا يعبد الا اياه لم يشرك به احد من خلقه. وانما قضى ذلك شرعا ليبلوكم ايكم احسن عمل ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى وهذه المشيئة منه للعبادة من عباده شرعا عامة لمؤمنهم وكافرهم. واما مشيئته للعبادة الكونية قدرية فخاصة للمؤمنين. فلهذا اتفقت فيهم المشيئتان فوافقوا المشيئة الشرعية لما سبق لهم بالمشيئة الكونية واما الكافر فلم يوافق المشيئة الشرعية لما سبق عليه في المشيئة القدرية من الشقاوة. فتبين بهذا ان مشيئة الكونية القدرية لا خروج لاحد منها ولا محيد له عنها سواء سبقت له بالشقاوة او السعادة واما واما المشيئة الشرعية فمن كان سبق له في القدرية انه يوافقها كان كذلك او يخالفها كان نعم هذا المعنى الصحيح لكن التعبير بالمشيئة غير مستقيم لان المشيئة كما تقدم غير منقسمة المشيئة لا تكون الا الكونية والتعبير الصحيح في ما ذكر هنا هو التعبير بالارادة يقال وهذه الارادة منه لعباده للعبادة من عباده شرعا هذه الارادة منه شرعا عامة للمؤمن هم وكافرهم واما الارادة لعبادة ارادته العبادة الكونية القدرية فخاصة المؤمنين ولهذا الشرعية الدينية لا يقال عنها مشيئة لا يقال عنها مشيئة مثل ما قال الشيخ واما المشيئة الشرعية لا ان المشيئة كونية قدرية ومشيئة الله سبحانه وتعالى نافذة وسيأتي عند كلام الشيخ رحمه الله تعالى في باب القدر اه ما يبين ذلك ما يبين ذلك مشيئة الله نافذة من مراتب الايمان بالقدر ايمانك بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فما شاءه الله كون وقدرا لابد ان ان يقع نعم واما معنى العبادة ولهذا قالوا ولهذا قالوا الارادة الكونية الارادة الكونية القدرية مرادفة للمشيئة. الارادة الكونية القدرية مرادفة المشيئة واما الارادة الشرعية الدينية فليصف مرادفة للمشيئة وانما مرادفة للمحبة لان ما شاءه الله شرعا ما ما اراده الله سبحانه وتعالى شرعا ودينا يحبه يحبه نعم واما معنى العبادة فقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث واداء الامانة وبر الوالدين وصلة الارحام والوفاء بالعهود والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين. والاحسان الى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوكين والمملوك من الادميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وامثال ذلك من العبادة يعني الظاهرة وكذلك حب الله ورسوله وخشيته والانابة اليه واخلاص الدين له. والصبر لحكمه والشكر لنعمه الرظا والرظا بقظائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف لعذابه وامثال ذلك من العبادة لله يعني الباطل ودماء العبادة كمال الحب مع كمال الذل. وسيأتي ان شاء الله تعالى زيادة بحثها في بابها من المتن قال وجماع العبادة كمال الحب مع كمال الذل وذلك لان الحب الكامل مع الذل الكامل لله سبحانه وتعالى يتضمن طاعة المحبوب وامتثال امره والخضوع له سبحانه وتعالى ولهذا هذا التعريف للعبادة هاد تعريف العبادة في قوله وجماع العبادة كمال اه الحب مع كمال الذل لا يتنافى مع التعريف الاول ان اسم جامع وكلا التعريفين من قول عن شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه العظيم العبودية في اولها اول اول رسالته رحمه الله تعالى العبودية. لكن التعريف الاول تعريف العبادة بان اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه هذا باعتبار المفعول الذي آآ هو المتعبد لله به العبادة باعتبار المفعول الذي هو المتعبد لله به اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الثانية والاعمال الظاهرة والباطنة واما تعريف العبادة بانها كمال الحب مع كمال آآ الذل هذا باعتبار الفعل فعل العبد الذي هو التعبد لان العبادة آآ تطلق ويراد بها ما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به وهي بهذا المعنى اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة وتطلق ويراد بها ما يقع من العبد من فعل وهو كمال الذل لله مع كمال الحب له سبحانه وتعالى وعلى كل المعنى الثاني عائد الى المعنى الاول ولهذا ساقهما ابن تيمية رحمه الله في هذا النقل ان هذا كله من قول عن عن ابن تيمية كما صدر ذلك المصنف بقوله قال شيخ الاسلام ابن تيمية ذكر هذا الكلام في مساق واحد في مساق واحد فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة فالاعمال الظاهرة آآ التي يحبها الله ويرضاها كذلك الاقوال الظاهرة هذه كلها عبادة وايضا الاعمال اعمال القلوب اعمال القلوب الحب والخشية والانابة والاخلاص والصبر وغير ذلك هذي كلها عبادة فعبادة الله اسم جامع لكل ما يحبه الله من الاقوال والاعمال الظاهرة هو الباطنة ثم انتقل رحمه الله تعالى وتوسع في آآ في في في المعنى الى العهد الذي اخذه الله سبحانه وتعالى على ذرية ادم في عالم الذر عندما اخرجهم من ظهر ابيهم ادم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى وايات الكلام على هذا في اللقاء القادم نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه