الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين اجمعين اما بعد يقول العلامة الشيخ حافظ بن احمد الحكمي رحمه الله في كتابه معارج القبول بشرح سلم الوصول الى علم الاصول وبعد هذا رسله قد ارسل لهم وبالحق الكتاب انزل لكي بدا العهد يذكروهم وينذروهم ويبشروهم كي لا يكون حجة للناس بل لله اعلى عز وجل فمن يصدقهم بلا شقاق فقد وفى بذلك الميثاق وذاك ناج من عذاب النار وذلك الوارث عقب الدار ومن بهم وبالكتاب كذب ولازم الاعراض عنهم والاباء فذاك ناقض كلا العهدين مستوجب للخزي في الدارين وبعد هذا اي الميثاق الذي اخذه عليهم في ظهر ابيهم ثم فطرهم وجبلهم على الاقرار به وخلقهم شاهدين به رسله باسكان السين للوزن. مفعوله ارسل مقدم قد ارسل بالف الاطلاق لهم اي اليهم وبالحق متعلق بانزل اي بين يدي الحق الكتاب جنس يشمل يشمل جميع الكتب جميع الكتب المنزلة على جميع الرسل انزل بالف الاطلاق والامر الذي ارسل الله تعالى به الرسل الى عباده وانزل عليهم بهم به الكتب هو لكيبد العهد ميثاق الاول يذكروهم تجديدا له واقامة لحجة الله البالغة عليهم وينذروهم عقاب الله ان عصوه ونقضوا عهده ويبشروهم بمغفرته ورضوانه ان هم وفوا بعهده. ولم ينقضوا ميثاقه واطاعوه وصدقوا رسله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله اصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فبعد ان ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يتعلق بالميثاقين الاول الذي هو الاخراج في عالم الذر والثاني الذي هو الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى العباد عليها وتقدم ما يتعلق بكل من هذين الميثاقين اتبع ذلك رحمه الله ببيان ان الله عز وجل بعد ذلك اي بعد هذين الميثاقين ارسل الرسل الى العباد ومن الحكمة في ارسالهم تذكيرهم بهذا الميثاق الذي اخذه الله سبحانه وتعالى عليهم حينما اخرجهم من ظهر ابيهم ادم وتجديد العهد به حتى يكونوا على الايمان والطاعة والعبادة لله سبحانه وتعالى التي خلقهم لاجلها واوجدهم لتحقيقها وهي التي لاجلها بعث المرسلين مبشرين ومنذرين مبشرين من اطاعه وامتثل امره بعظيم الثواب وجميل المآب ومنذرين من عصاه وخالف امره بشديد العقاب. نعم والحكمة في ذلك لكي لا يكون حجة على الله عز وجل للناس بل لله على جميع عباده اعلى حجة ابلغها وادمغها عز سلطانه وجل شأنه عن ان يكون لاحد عليه حجة كما قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم الرسل والمصدق لما والمصدق لما جاؤوا به وكتابه مصدق لما بين يديه مما معهم من الكتب ومهيمن ومهيمن عليه انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتينا داوود زبورا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما. لما ذكر سبحانه وتعالى في هاتين الايتين بعث المرسلين نوح والنبيين من بعده وذكر اسمى عددا منهم ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان وداوود ذكر ان ليس كل الرسل قص خبرهم وذكر اسماء في القرآن اتبع ذلك سبحانه وتعالى بالحكمة من بعث المرسلين فقال لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وهذا موطن الشاهد من هذه الاية لمراد المصنف رحمه الله الا وهو ان الحجة انما قامت على العباد ببعث المرسلين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل اي بعد ان بعث اليهم الرسل عليهم صلوات الله وسلامه مبشرين ومنذرين فلا يقول قائل ليس عندي من ذلك العهد الاول والميثاق خبر بل يقال له ان حجة الله عليك قائمة ببعث المرسلين الذين جددوا العهد بذلك جددوا العهد بذلك الميثاق وذكروا الناس به نعم وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل يا ايها الناس انما انا لكم نذير مبين فالذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا في اياتنا معاجزين اولئك اصحاب الجحيم وقال تعالى له صلى الله عليه وسلم انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذن وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا. الايات وقال تعالى له ان انت الا نذير وقال تعالى قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا بصاحبكم من جنة ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد. الايات وقال تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين. وبشر الذين امنوا وامنوا الصالحات ان لهم ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار. وغير ذلك من الايات التي يخبر الله تعالى فيها انه ما ارسل من رسول الا داعيا الى عبادة الله عز وجل لا شريك له. والكفر بما سواه من الانداد. ومبشر لمن صدقه واطاعه بالجنة ونذيرا لمن كذبه وعصاه بالنار. جميع هذه الايات التي ذكر رحمه الله تعالى فيها تقرير هذا الامر ان الرسل من اولهم الى خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام انما بعثوا بالبشارة والنذارة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. مبشرين بالتوحيد وبثوابه العظيم عند الله ومنذرين من الشرك وعقابه الاليم عند الله سبحانه وتعالى فهذه مهمة الرسل البشارة والنذارة فهي دعوة الى الله سبحانه وتعالى فيها البشارة والنذارة فيها الترغيب والترهيب فيها الثواب والعقاب ثواب اهل التوحيد وعقاب اهل الشرك والتنديد هذه مهمة جميع النبيين وما ارسلنا من قبلك من رسول انا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله فهذه مهمة انبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه بشارة ونذارة بشارة بالتوحيد وبثوابه العظيم ونذارة من الشرك وعقابه الاليم نعم ثم اخبر تعالى ان المراد بذلك لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وقال تعالى قل فلله الحجة البالغة المراد بذلك اي ببعث الرسل دعاة الى الله مبشرين ومنذرين المراد ببعثهم هكذا بالدعوة الى الله مبشرين ومنذرين المراد بذلك لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل اي لتقوم الحجة على العباد ولان لا يقول القائل ما جاءنا من نذير ولهذا العقوبة يوم القيامة للداخلين النار اعاذنا الله اجمعين منها العقوبة لهم تكون بعد تقريرهم ببلوغ الرسالة التي فيها الحجة اقرأ قول الله سبحانه وتعالى وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاؤوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى حينئذ تكون العقوبة لان الحجة انما قامت على العباد ببلوغ الرسالة لانذركم به ومن بلغ نعم وتقدير البحث في الرسالة في الرسالة واتفاق الرسل في دعوتهم يأتي في بابه ان شاء الله عز وجل. سيأتي عند المصنف رحمه الله كلام واسع فيما يتعلق بالرسل وان الايمان بهم اصل من اصول الايمان وركن من اركان الدين ومن الايمان بهم ما اشار اليه هنا هو انه سيأتي تفصيله لاحقا ان دعوتهم واحدة ان دعوتهم واحدة كلهم متفقون على الدعوة الى توحيد الله وعلى اصول الايمان وامور المعتقد فالانبياء كلهم دعوتهم واحدة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد ديننا واحد فدين النبي واحد عقيدتهم واحدة كلهم دعاة الى توحيد الله كلهم مبشرين ومنذرين للخلق لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. نعم فمن يصدقهم يعني الرسل بلا شقاق تكذيب ولا مخالفة فقد وفى لربه عز وجل بذلك الميثاق العهد الاول وهؤلاء هم القليل من الثقلين ولكن هم جند الله الغالبون المنصورون في الدنيا حزبه المفلحون الفائزون في الاخرة. يأتي الادلة على قلة من وفى بهذا الميثاق وهذا العهد وان اكثر الخلق ظلوا ولم يفوا بذلك نعم وجواب الشرط فذاك ناج من عذاب النار اذ لم يرتكب اسباب دخولها من معصية الله وتكذيب رسله ما ارتكب ذلك من كما ارتكب ذلك من خلق لها وذلك الوارث عقب الدار وهي الجنة لفعله اسبابها التي امره الله عز وجل بها من الوفاء بعهد الله وميثاقه وتصديق رسله وكتبه والعمل بجميع طاعته تبارك وتعالى. نعم هذا ثمرة التوحيد وطاعة الرسل عليهم صلوات الله وسلامه النجاة من النار ودخول الجنة نعم ومن بهم اي بالرسل وبالكتاب اي الكتب التي انزل الله عليهم ليبلغوها الى عباده ويبينوها فليعملوا بما فيها كذب ولازم الاعراض عنه عما ارسل الله به رسله والاباء اي اي امتناع وهم الذين قال الله تعالى فيهم الذين كذبوا بالكتاب وبما ارسلنا به رسلنا فسوف يعلمون الايات وقال تعالى فيهم ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. الايات وغيرها وهؤلاء اكثر الثقلين كما قال الله تبارك وتعالى فابى اكثر الناس الا كفورا. وقال تعالى وما وجدنا لاكثرهم من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين. وقال تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وغير ذلك من الايات وجواب الشرط فذاك اي المكذب بالكتاب وبما ارسل الله تعالى به رسله الابي منه والمعرض عن المصر على ذلك حتى مات عليه هو ناقض كلا العهدين الميثاق الذي اخذه الله عليه وفطره على الاقرار به وما جاءت به الرسل من تجديد الميثاق الاول واقامة الحجة مستوجب بفعله ذلك للخزي في الدارين. ولهذا في واحدة من الايات التي ساق رحمه الله تعالى قال الله جل وعلا وما وجدنا لاكثرهم من عهد فهذا حال اكثر الخلق هذا حال اكثر الخلق والموفق منهم قليل والموفق من وفقه الله نسأل الله من فظله نسأل الله التوفيق لرضاه. نعم مستوجب وقد وقد وفى بذكر الفريقين الموفين بالعهد والناقضين له وما لكل منهم وما عليه في الدنيا جبن مستوجب بفعله ذلك للخزي في الدارين اي في الدنيا والاخرة كما قال تعالى واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين. نعم جمع لهم بين الخزي في الدارين في الدنيا اتبعهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين نعم وقد وفى بذكر الفريقين الموفين بالعهد والناقضين له وما لكل منهم وما عليه في الدنيا والاخرة قول الله عز وجل للذين استجابوا لربهم اي فيما دعاهم اليه على السنة رسله وهم الفريق الاول الحسنى الجنة والذين لم يستجيبوا له وهم الفريق الثاني لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثلهم ومعه لافتدوا به اولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد وتأويل ذلك ما ورد في الصحيحين تأويل ذلك اي الافتداء بالدنيا وما فيها اجتداب الدنيا وما فيها للفكاك من اجل الفكاك من عذاب جهنم يوم القيامة ما ورد في الصحيحين. نعم وتأويل ذلك ما ورد في الصحيحين من طرق عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى لاهون اهل النار عذابا يوم القيامة لو ان لك ما في الارض من شيء اكنت تفتدي به فيقول نعم فيقول اردت منك اهون من هذا وانت في صلب ادم. ان لا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك بي تقدم ذكره قليلا اذا كان هذا آآ حال اهون اهل النار عذابا اذا كان هذا حال اهون اهل النار عذابا فكيف بمن هو اشد منه عذاب لا شك انه يحرص على الافتداء بكل الدنيا وما فيها وهذا ايظا مما يبين هو ان الدنيا هوان الدنيا التي تتعلق بها القلوب فانه يوم القيامة عندما يعاين هؤلاء الذين الهتهم الدنيا عما خلقوا لاجله. الا وهو توحيد الله عز وجل عندما يعاين العذاب يا يقرون انه لو كان لهما الدنيا وما فيها لافتدوا به من هذا العذاب لكن ماذا يقال لهم في ذلك اليوم يقول اردت منك اهون من هذا وانت في صلب ادم الا تشرك بي شيئا فابيت الا تشرك بي فابيت الا ان تشرك بي الاشارة هنا الى في قوله وانت في صلب ادم اي الى العهد الى العهد والميثاق الذي اخذه الله على الناس وهم في صلب عندما اخرجوا في عالم الذر وقد تقدمت بذلك الاحاديث وهذا هذا الميثاق كما تقدم بعث الله النبيين مذكرين به ومجددين العهد به نعم افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق يعني الفريق الاول كمن هو اعمى يعني الفريق الثاني لا والله ليسوا سواء انما يتذكر اولو الالباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق يوفون بعهد الله ولهذا عندما يذكر العهد فاعظم العهد واشد الميثاق التوحيد وعندما تقرأ في صلاتك اياك نعبد واياك نستعين هذا عهد تجدده بينك وبين الله هذا عهد وميثاق تجدده كل يوم بينك وبين الله فهذا تجديد لميثاق التوحيد اياك نعبد واياك نستعين اي نعبدك يا الله ولا نعبد غيرك ونستعين بك ولا نستعين بغيره هذا تجديد لهذا العهد وهذا الميثاق الذي هو اعظم العهود واشد المواثيق نعم يتناول كل العهود والمواثيق التي امر الله عز وجل بالوفاء بها. مع الحق ومع الخلق. وتناولها المذكور من باب اولى. انظر هذه الفائدة ثمينة جدا وتناولها بهذا الميثاق من باب اولى لان هذا اعظم لان هذا اعظم المواثيق نعم والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل من صلة الارحام ومن الايمان بالله ورسله وادم التفريق بين احد منهم ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب. والذين صبروا على قدر الله وعلى ملازمة طاعته وعن معصيته ابتغاء وجه ربهم. انواع الصبر الثلاثة على قدر الله وعلى ملازمة طاعته وعن معصيته اي وصبروا عن معصيته الاية تتناول معاني الصبر الثلاثة نعم ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية. ويدرؤون بالحسنة اولئك لهم عقبى الدار فكأنه قيل ما هي؟ اي ما هي عقبى الدار فقال تعالى جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ثم ذكر ثم ذكر الفريق الثاني بصفاتهم السيئة وبين جزاءهم عليها والعياذ بالله تعالى فقال تعالى والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه واعظم هذه العهود عهد التوحيد نعم والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار فسبحان الله وبحمده ما ابلغ حكمته واعدل حكمه ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم نعم يعني هنا في في قوله سبحانه وتعالى اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار في الجمع لهم بين الخزيين كما تقدم تزي الدنيا وخزي الاخرة. نعم اول واجب على العبيد معرفة الفصل الاول الفصل الاول في انقسام التوحيد الى نوعين وبيان النوع الاول وهو توحيد المعرفة والاثبات اول واجب على العبيد معرفة الرحمن بالتوحيد اذ هو من كل اذ هو من كل الاوامر اعظم وهو نوعان ايا من يفهم اثبات ذات الرب جل وعلا اسمائه الحسنى صفاته العلى اول واجب فرضه الله عز وجل على العبيد هو معرفة الرحمن اي معرفتهم اياه بالتوحيد الذي خلق قم له واخذ عليهم الميثاق به ثم فطرهم شاهدين مقرين به ثم ارسل به ارسل به رسله اليه وانزل به كتبه عليهم اذ حرف تأذين لاولية وجوب معرفة العباد ربهم تبارك وتعالى بالتوحيد. هو من كل الاوامر جمع امر هو خطاب الله عز وجل المتعلق بالمكلفين بصيغة تستدعي الفعل اعظم كما ان ضده من الشرك والتمثيل هو اعظم المناهي. ولهذا لا يدخل العبد في الاسلام الا به. ولا يخرج منه الا بضده. ولم ولم يزحزح عن النار ويدخل الجنة الا به. ولا يخلد في النار ويحرم الجنة الا بضده. ولم تدعو الرسل الى شيء قبله ولم تنه عن شيء قبل ضده وهو نعم يعني قول الشيخ رحمة الله عليه اول واجب على العبيد معرفة الرحمن بالتوحيد ان هذا اول واجب على المكلف المعرفة المعرفة بالتوحيد المراد مراد المصنف واضح من سياق كلامه مراد المصنف واضح من سياق كلامه اي ان اول واجب المعرفة بالتوحيد المقتضية لتحقيقه والقيام به لا مجرد المعرفة لمجرد المعرفة لان مجرد المعرفة بدون العمل بما تقتضيه وتستلزمه ما يكون بها النجاة ولا تكفي في حصول التوحيد وقد توجد المعرفة ولا يوجد التوحيد نفسه يعرف ان التوحيد حق الله على العبيد لكن يحول بينه وبين لزوم هذا التوحيد صوارف كثيرة صرفت كثير من الخلق فمراده رحمه الله تعالى ليس مجرد المعرفة لان المعرفة وحدها لا اه لا تكفي ولا تنجي لا تكفي بان يكون المرء موحدا ولا تنجي من عذاب الله سبحانه وتعالى. نعم وهو اي التوحيد نوعان الاول التوحيد العلمي الخبري الاعتقادي المتضمن اثبات صفات الكمال لله عز وجل وتنزيهه فيما وتنزيهه فيها عن التشبيه والتمثيل وتنزيهه عن صفات النقص وهو توحيد الربوبية والاسماء والصفات والثاني التوحيد الطلبي هذا ضوء البيان الذي بين في الاول قال الاول التوحيد العلمي والثاني العملي التوحيد العملي فالتوحيد نوعان علمي وعملي يعبر عن العلم الخبري ويعبر عنها الاعتقادي والعمل يعبر عنه بالطلب والقصد والارادي يقال توحيد الارادة توحيد القصد توحيد الطلب فالحاصل ان التوحيد نوعان. التوحيد نوعان علمي وعملي نعم والثاني التوحيد الطلبي القصدي الارادي وهو عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وتجريد وتجريد والاخلاص له وخوفه ورجائه والتوكل عليه. والتوكل عليه بالرضا به ربا والها ووليا. وان الا يجعل له عدلا في شيء من الاشياء والا يجعل له عدا في شيء من الاشياء وهو توحيد الالهية ان التوحيدان هما مقصود الخلق اذان التوحيدان هما مقصود الخلق فان فان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق للعلم والعمل للعلم والعمل العلم باسمائه وصفاته و عظمته وجلاله وكماله سبحانه والعمل اي بتوحيده واخلاص الدين له فهذان التوحيدان هما مقصود الخلق فالله خلق الخلق ليعرفوه وليعبدوه خلقهم ليعرفوه ويعبدوه دليل الاول الذي هو العلم وانه مقصود الخلق قول الله سبحانه وتعالى في الاية الاخيرة من سورة من سورة الطلاق الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لماذا لماذا خلق هذا الخلق؟ قال لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما لتعلموا اذا الخلق من من مقصده ان يعلم العباد عظمة الخالق وجلاله وكماله ويعرفوه سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته ولهذا اذا نظرت الى السماء الى الارض الى الجبال الى الاشجار الى الانهار الى هذه المخلوقات العظيمة فانها ايات بين يديك تعرفك بمن خلقك تعرفك بعظمة الخالق وجلاله وكماله سبحانه وتعالى. وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد تدل على عظمته سبحانه وتعالى هذا الامر الاول والامر الثاني من المقصد الخلق العبادة لا تكفي المعرفة العبادة عبادة الله بالتوحيد ودليله قول الله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. في الاولى خلق ليعلموا وفي هذه خلق ليعبدوا فهذان مقصود الخلق العلم والعمل. ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى اه التوحيد نوعان علمي وعملي ولا تنافي بين هذا القول وقول اهل العلم التوحيد ثلاثة اقسام توحيد الربية وتوحيد الاسم والصفات وتوحيد الالوهية فان القولين قول واحد في الحقيقة لان التوحيد العملي التوحيد العلمي يشمل الربوبية والاسماء والصفات نعم والقرآن كله من اوله الى اخره في تقرير هذين التوحيدين لانه اما خبر عن الله عز وجل وما يجب ان يوصف به وما يجب ان ينزه عنه وهو التوحيد العلمي الخبري الاعتقادي واما دعوة الى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه فهو التوحيد الطلبي الارادي واما امر ونهي والزام بطاعته فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته. واما خبر عن اكرامه لاهل وما فعل بهم في الدنيا من النصر والتأييد وما يكرمهم به في الاخرة وهو جزاء توحيده واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يفعل بهم في العقبة من العذاب فهو جزاء من خرج عن حكمه توحيده فالقرآن كله بالتوحيد وحقوقه وجزاءه وفي شأن الشرك واهله وجزائهم. نعم هذا من كلام ابن القيم رحمه الله وتقريره من كتابه مدارج آآ السالكين نعم اقرأ في الجمع بين التوحيدين طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الارض والسماوات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى. الله لا اله الا هو هو له الاسماء الحسنى. نعم قوله الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى جمعت التوحيدين جمعت التوحيدين الله لا اله الا هو هذا التوحيد العملي له الاسماء الحسنى هذا التوحيد العلمي. نعم واقرأ في الامر والنهي وما اتاكم الرسول فخذوه بقي واية واية الكرسي وقل هو الله احد واية الكرسي اي واي واقرأ اية الكرسي معطوف على ما سبق نعم. وقل هو الله احد وغيرها من القرآن واقرأ في الامر والنهي وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واقرأ في اكرام اهل التوحيد في الدنيا والاخرة انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم تقوم الاشهاد واقرأ في اخزاء اهل الشرك في الدنيا والاخرة واستكبر هو وجنوده في الارض بغير الحق وظنوا انهم لا يرجعون فاخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وجعلناهم اما يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين نعم بعد ذلك اه اخذ رحمه الله تعالى في بيان مفصل ونافع ومفيد جدا فيما يتعلق بالتوحيد العلمي الذي هو التوحيد المعرفة والاثبات وساق رحمه الله تعالى ادلة كثيرة مع البيان و آآ الايضاح ونسأل الله جل وعلا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه