الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا لشيخنا وللحاضرين وللمسلمين اجمعين. اما بعد يقول الشيخ العلامة حافظ بن احمد الحكمي رحمه الله في كتابه معارج القبول بشرح سلم الوصول الى علم الاصول وقال تبارك وتعالى ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون. ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات قوم يتفكرون ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك ايات للعالمين ومن اياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله ان في ذلك لايات اتن لقوم يسمعون ومن اياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الارض بعد موتها ان في ذلك لايات لقوم يعقلون. ومن اياته ان تقوم السماء والارض امره ثم اذا دعاكم دعوة من الارض اذا انتم تخرجون يقول تعالى ومن اياته الدالة على عظمته وكمال قدرته انه خلق ادم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون فاصلكم من تراب ثم من ماء مهين ثم تصور فكان ثم مضغة ثم صار عظاما شكله شكل الانسان ثم كسا الله تعالى تلك العظام لحما ثم نفخ فيه الروح فاذا هو سميع بصير ثم اخرج من بطن امه صغيرا ضعيفا القوى والحركة. ثم كلما طال عمره تكاملت قواه وحركاته حتى ال به الحال الى انصار يبني المدائن والحصون ويسافر في اقطار الاقاليم ويركب يركب متن البحور ويدور اقطار الارض ويكتسب ويجمع الاموال وله فكرة وغور ودهاء ومكر ورأي وان واتساع في امور الدنيا والاخرة كل بحسبه فسبحان من اقدرهم وسيرهم وسخرهم وصرفهم وصرفهم في فنون المعايش والمكاسب وفاوت بينهم في العلوم والفكر والحسن والقبح والغنى والفقر والسعادة والشقاوة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الايات من سورة الروم التي ساق المصنف رحمه الله تعالى فيها ما ذكر من براهين توحيد الربوبية ودلائل قدرة الله وعظيم تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى ثم هي في الوقت نفسه براهين على وجوب اخلاص العبادة له وافراده سبحانه وتعالى بالتوحيد وعدم اتخاذ الشركاء ولهذا قال قبلها سبحانه وتعالى فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والارض. وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج ميتة من حي ويحيي الارظ بعد موتها. وكذلك تخرجون ثم ذكر سبحانه وتعالى هذه البراهين العظيمة والايات البينة على آآ الدالتي على عظمته وكمال قدرته سبحانه وتعالى والدالة في الوقت نفسه على وجوب افراده بالذل والخضوع والانكسار والطواعية والامتثال والافراد بالعبادة واخلاص الدين له جل في علاه. فهذه ايات دالات على عظمة المبدع وكمال الخالق جل في علاه ودالات على وجوب افراده سبحانه وتعالى بالعبادة واول هذه الايات آآ ذكرا في هذا السياق المبارك ما في خلق الانسان من اية عجيبة دالة على عظمة من خلقه كما قال الله سبحانه وتعالى ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم تنتشرون فهذا البشر المنتشر في انحاء الارض اصله من تراب يصبغ من تراب وهذا الخلق الذي هو عليه مر بمراحل واطوار جاء تبيانها في مواضع من كتاب الله سبحانه وتعالى فالاصل من تراب كون من نطفة في رحم الام من ماء مهين ثم تحول هذا الماء الى علقة قطعة صغيرة من الدم ثم تتحول هذه العلقة الى مضغة وهي قطعة صغيرة من آآ اللحم ثم تتحول الى عظام ثم تكسى العظام لحما ثم ينفخ فيه الروح ثم يخرجه تبارك وتعالى الى هذه الحياة طفلا ثم يتنامى يكبر الى ما قدر الله سبحانه وتعالى له من حياة او بقاء في هذه الحياة فهذا الانسان في حد ذاته اية على كمال من خلقه كما مر معنا قول الله سبحانه وتعالى وفي انفسكم افلا تبصرون سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم ولهذا التفكر آآ الانسان في نفسه يهديه الى عظمة من خلقه وكمال من ابدعه سبحانه وتعالى يقول في تمام ما ساقه رحمه الله تعالى فسبحان من اقدرهم يعني هذا البشر المنتشر وسيرهم وسقرهم وصرفهم في فنون المعايش والمكاسب وفاوت بينهم في والفكر والحسن والقبح والغنى والفقر والسعادة والشقاوة اي كل هؤلاء البشر يجرون في هذه الحياة وفق ما قدر الله وفق ما قدر الله سبحانه وتعالى لهم ان يكونوا عليه من سعادة او شقاوة من غنى او فقر من صحة او مرض من قبح او حسن الى غير ذلك كما قال الامام الشافعي رحمة الله عليه في ابيات جميلة له في هذا الباب قال ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسلم على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن. فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن مثل ما قال هنا الكل يجري على وفق المقدر والمقضي ما قضاه الله سبحانه وتعالى لان يكون هذا العبد عليه في في هذه الحياة. الحاصل ان هذا اية من ايات الرب العظيمة سبحانه وتعالى وما ساقه رحمه الله تعالى من بيان لهذه الاية وما بعدها من ايات منقول عن اه تفسير الامام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى نعم وعن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الارض فجاء بنو ادم على قدر على قدر الارظ جاء منهم الابيض والاحمر والاسود وبين ذلك والخبيث والطيب والسهل والحزن وغير ذلك. رواه احمد وابو داوود والترمذي. وقال حسن صحيح. اذا ان اذا مشيت في الارظ تعرف الانسان اذا مشيت في الارظ تعرف الانسان اذا مشيت في طرقها وتحركت من مكان من مكان الارض في نفسها تعرفك الانسان وطبائع الناس وخصائصهم والوانهم واصنافهم لان الله سبحانه وتعالى خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الارض قبضة قبضها من جميع الارض والارض ليست على حال واحدة ليست الارض كلها سهلة. ولا ايظا الارظ كلها حزن صعبة ولا ايظا كلها على لون واحد سوداء او لون واحد بيظاء اذا مشيت تجد في الارظ ارضا سهلة حتى انك من تمشي معه تحدثه عن سهولتها وحسنها والراحة التي تجدها في مشيك عليها وتمر بارض حزن صعبة شديدة وتمر بالوان هذا اسود وهذا ابيظ وهذا احمر وايضا تمر بارض طيبة وارض خبيثة ارض طيبة في مائها في هوائها في نقائها في جمالها وارض خبيثة والذي خبث لا يخرج الا نكدا فهذا الذي تراه في الارض هو في الحقيقة يصور لك احوال الناس يصور لك احوال الناس فكما ان الارض فيها هذه الالوان الاسود والاحمر والابيظ فيها الطيب والخبيث فيها الحزن سهل فالناس كذلك الناس معادن واجناس واصناف والوان كما هي الحال على هذه الارض فان الله سبحانه وتعالى خلق ادم من قبضة قبضها سبحانه وتعالى من جميع الارض فماذا حصل؟ قال فجاء بنو ادم على قدر الارظ فجاء بنو ادم على قدر الارض على قدر الارض في ماذا اي في الالوان الاسود والابيظ والاحمر وبين ذلك وايضا في الخبث والطيب والسهولة والحزونة فجاءوا على قدر الامر جاؤوا على قدر الارظ وهذا ايضا من الايات هذا من الايات العظيمة الدالة على عظمة الرب جل في علاه. نعم ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا اي خلق لكم من جنسكم اناثا تكون لكم ازواجا لتسكنوا اليها كما قال تعالى هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها. يعني بذلك فحواء خلقها الله تعالى من ادم من ضلعه الاقصى للايسر. ولو انه تعالى جعل بني ادم كلهم اقصر الايسر هذا جاء في حديث او في اثر عن ابن عباس رضي الله عنهما وفي اسناده ايضا كلام نعم ولو انه تعالى جعل بني ادم كلهم ذكورا وجعل اناثهم من جنس اخر من غيرهم اما جان او حيوان لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الازواج. نعم يعني هذا من نعمة الله على الانسان ان خلق له آآ زوجا من نفسه لم تكن من جنس اخر لان لو كانت من جنس اخر من الجان او من الحيوان او نحو ذلك لما حصل اه الائتلاف ولما حصل السكن والمحبة والالفة والرحمة فهذا من ايات الله من ايات الله سبحانه وتعالى العظيمة ان خلق لكم من انفسكم ازواجا. نعم بل كانت تحصل نفرة لو كانت الازواج من غير الجنس ثم من تمام رحمته ببني ادم ان جعل الازواج من جنسهم وجعل بينكم مودة وهي المحبة ورحمة وهي الرأفة فان الرجل يمسك المرأة اما لمحبة لها او لرحمة بها بان يكون لها منه وولد او محتاجة اليه في الانفاق او للالفة بينهما وغير ذلك ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون في عظمة الله وقدرته ومن اياته الدالة على قدرته العظيمة خلق السماوات والارض اي خلق السماوات في ارتفاعها واتساعها ها هو شوفوه في اجرامها وجعل بينكم مودة ورحمة وجعل بينكم مودة ورحمة اروي لكم قصة ربما تكون مفيدة وانا صغير كان جاء احد علماء الهند الكبار توفي رحمة الله عليه كان وقتها كبير السن زار والدي حفظه الله واثناء خروجه من البيت جاءه اتصال ثم لما انهى المكالمة بلغتهم التفت علي قال لي وجعل بينهم مودة ورحمة وجعل بينهم مودة ورحمة. يقول اهلي اتصلوا من الهند يؤكدون على اخذ الدواء والعناية به اتصل ويقول من الهند يؤكدون على الدواء والعناية به. التفت علي قال وجعل بينهم مودة ورحمة. نعم ومن اياته ومن اياته الدالة على قدرته العظيمة خلق السماوات والارض اي خلق السماوات في ارتفاعها اتساعها وشفوف اجرامها وزهارة كواكبها ونجومها الثوابت والسيارات وخلق وخلق وخلق الارض انخفاضها وكثافتها وما فيها من جبال واودية وبحار وقفار وحيوان واشجار واختلاف السنتكم يعني اللغات. فهؤلاء بلغة العرب وهؤلاء تتر لهم لغة اخرى اولئك وهؤلاء روم وهؤلاء افرنج وهؤلاء بربر وهؤلاء حبشة وهؤلاء هنود اولئك فرس وهؤلاء سقالبة وهؤلاء وهؤلاء خزر وهؤلاء ارم وهؤلاء من وهؤلاء ارمن وهؤلاء اكراد هذا كله من قول عن ابن كثير وايضا سقط هنا بعض اللغات التي ذكرها ابن كثير رحمه الله تعالى نعم وهؤلاء اكراد الى غير ذلك مما لا يعلمه الا الله عز وجل من اختلاف لغات بني ادم. اختلاف اللغات هذا امر ايضا عجب وكما قال الله عز وجل واختلاف السنتكم هذا من ايات الله من ايات الله العظيمة هذا الاختلاف في الالسنة حتى انه في بعض المناطق البلدة الواحدة البلدة الواحدة يكون فيها اكثر من اللسان وهؤلاء لا يعرفون لسان هؤلاء. اذكر مرة كان عندي كلمة في احدى في احد المساجد في دولة افريقية. بعد صلاة العصر فلما بدأت اتكلم واخذ المترجم ينقل الكلام صار في المسجد ضجيج واصوات اصوات تدل على غضب جماعة في المسجد وحصل يعني في في هذه الاصوات تشويش على الدرس فسألت المترجم قال قسم من المسجد لغتهم اخرى لغتهم اخرى لا يفهمون هذه اللغة وقالوا كيف هم يستفيدون ونحن ما نستفيد لا بد تترجمون لنا فبحثنا في الوقت نفسه عن مترجم يعرف اللغة العربية وما وجدنا الا شخصا يعرف اللغتين وصارت قصة اتكلم ثم تكلم المترجم ثم المترجم يترجم كلام المترجم والله اعلم ايضا كيف يصل الكلام اليهم لكن الشاهد ان احيانا حتى البلدة الواحدة المنطق الواحد تجد هذا لسان وهذا لسان وهذا لا يعرف لسان هذا لكن الله سبحانه وتعالى يسمع جميع الاصوات ولو تكلم الجميع في لحظة واحدة دون ان يختلط عليه صوت بصوت ولا لغة بلغة ولا حاجة بحاجة وهذا من عظمة الخالق سبحانه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوه سألوني اي كل بلغته وكل بلسانه وكل يذكر حاجته فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا الا كما ينقص المخيط اذا غمس في البحر. فهذا في الالسن هذا من ايات الله سبحانه وتعالى التي اه جعلها في اه في في الناس تهدي الى عظمة الخالق ايات للعالمين دون غيرهم. نعم والوانكم اي واختلاف الوانكم ابيض واسود واحمر وانتم اولاد رجل واحد وامرأة واحدة وغير ذلك من اختلاف الصفات والحنى فجميع اهل الارض بل اهل بل اهل الدنيا منذ منذ خلق الله اية الى قيام الساعة كل له عينان وحاجبان وانف وانف وجبين وفم وخدان وليس يشبه واحد منهم الاخر بل لا بد ان يفارقه بشيء من السمت او الهيئة او الكلام ظاهرا كان او خفيا يظهر عند التأمل كل وجه منهم اسلوب بذاته وهيئة لا تشبه لا تشبه اخرى ولو توافق جماعة في صفة من جمال او او قبح لا بد من فارق بين كل واحد منهم وبين الاخر ان في ذلك لايات للعالمين ومن اياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فظله اي ومن الايات ما جعل الله من صفة النوم في الليل فان فيه تحصل الراحة وسكون الحركة وذهاب الكلال والتعب. وجعل لكم الانتشار والسعي في الاسباب والاسباب في النهار وهذا ضد النوم. ان في ذلك لايات لقوم يسمعون. سماء تدبر واعتبار ومن اياته الدالة على عظمته انه يريكم البرق خوفا وطمأ اي تارة تخافون مما يحدث بعد من امطار مزعجة وصواعق متلفة وتارة ترجون وميظة وما يأتي بعده من المطر المحتاج اليه ولهذا قال تعالى وينزل من السماء ماء فيحيي به الارض بعد موتها اي بعد ان كانت هامدة لا اتى فيها ولا شيء فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج في ذلك عبرة ودلالة واضحة على المآدي وقيام الساعة. ولهذا قال تعالى ان في ذلك لايات لقومي يعقلون ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره. وفي ذلك عبرة ودلالة واضحة على المعاد وقيام الساعة وايضا اصل الموضوع اصل الموضوع في سوق هذه الايات اخلاص الدين لله عز وجل وافراده بالذل والعبودية والخضوع والانكسار فان هذه الايات سيقت لبيان ذلك. نعم ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره كقوله تعالى ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه وقوله تعالى ان الله يمسك السماوات والارض ان تزول ولئن زالتا ان امسكهما من احد من وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذا اجتهد في اليمين قال والذي قامت السماوات والارض بامره اي هي قائمة ثابتة بامره لها وتسخيره اياها ثم اذا كان ثم اذا كان يوم القيامة بدلت الارض غير الارض والسماوات وخرجت الاموات من قبورها احياء بامره تعالى ودعائه اياهم. ولهذا قال تعالى ثم اذا دعاكم دعوة من الارض اذا انتم تخرجون. اي من الارض كما قال تعالى يوم يدعون كن فتستجيبون بحمده وتظنون الا بثم الا قليلا. وقال تعالى فانما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة وقال تعالى ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون والايات في هذا الباب العظيم من الاستدلال بالمخلوقات على وجود خالقها وقدرته وعظمته اكثر من ان تحصى وايضا كما قدمت اصل الموضوع آآ التوحيد وافراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ولهذا الايات التي ذكر المصنف اخيرا من سورة الروم مسبوقا بهذا ومتبوعة به مما يدل على انه واصل الموضوع في سوق الايات فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والارض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج ميتة من الحي ويحيي الارظ بعد موتها. وكذلك تخرجون فهذا آآ التسبيح التنزيه في مساق تقرير توحيد الله واخلاص الدين له جل في علاه. ثم ايضا بعدها ذكر ما يتعلق بهذا الامر ان ذلك كله شاهد على اه توحيد الله سبحانه وتعالى. طلب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء. تخافونهم كخيفة انفسكم كذلك نفصل الايات لقوم يعقلون. نعم والايات الدالة في هذا الباب العظيم من الاستدلال بالمخلوقات على وجود خالقها وقدرته وعظمته اكثر من ان تحصى اجل من ان تستقصى وفيما ذكرنا كفاية وغنى يغني عن خرط المناطقة ومقدماتهم ونتائجهم وتناقضهم فيها والله تبارك وتعالى اعلى واكبر واجل واعظم من ان يحتاج في معرفة وجوده الى شواهد واستدلالات المخلوق نفسه شاهدة بوجود خالقه حيث اوجده ولم يك من قبل ولم يك من قبل شيئا فلم يذهب يستدل بغيره وفي نفسه الاية الكبرى والبرهان الاعظم وشأن الله تعالى اكبر من ذلك ولم يجحدوا وجوده تعالى من جحده من اعداءه الا على سبيل المكابرة. ولهذا قال تعالى في كفرهم باياته وجحدوا بها او استيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فكيف بوجود الخالق تبارك وتعالى؟ ولهذا لما قال اعداء الله على سبيل المكابرة لما جاءوهم بالبينات فردوا ايديهم في افواههم وقالوا انا كفرنا بما ارسلتم به وانا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب قالت رسلهم افي الله شك فاطر السماوات والارض وهذا يحتمل شيئين احدهما افي وجوده تعالى شك؟ فان الفطر شاهدة بوجوده على الاقرار به فان الاعتراف به ضروري في الفطر السليمة. ولكن قد يعرض لغيرها شك واضطراب واكثر ذلك على سبيل المكابرة والاستهزاء فيجب اقامة الحجة عليهم للاعذار اليهم ولهذا قالت لهم ترشدهم الى طريق معرفته فقالوا فاطر السماوات والارض الذي خلقهما وابتدأهما على غير مثال سابق فان شواهد الحدود والخلق والتسخير ظاهرة عليهما فلا بد لهما من خالق وهو الله الذي لا اله الا هو خالق كل شيء والهه ومليكه. والمعنى الثاني في قولهم افي الله شك؟ اي افي الهيته وتفرده في وجوب العبادة له شك وهو الخالق لجميع الموجودات ولا يستحق العبادة الا هو وحده لا شريك له فان غالب الامم كانت مقرة بالخالق. ولكن تعبد غيره من الوسائط التي يظنونها تنفعهم او تقربهم؟ والجواب لهذا الاستفهام على على كلا المعنيين؟ لا اي لا شك فيه والثاني اظهر المعنى الثاني يظهر التأمل السياق الاية لان في الاية نفسها اه قالوا تريدون ان تصدون عما كان يعبدوا اباؤنا؟ في السياق في اه في في هذا المعنى الثاني وهو هي دعوة الرسل لهم الى عبادة الله سبحانه وتعالى ومعارضة دعوة المرسلين بالشك فيما يدعونهم اليه من وجوب توحيد الله واخلاص الدين له سبحانه وتعالى قالت لهم رسل افي الله شك افي الله شك ثم ذكروا البرهان على وجوب اخلاص الدين له وهو كونه سبحانه وتعالى فاطر السماوات والارض ونسأل الله جل في علاه ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يوفقنا كل خير وان يلهمنا رشد انفسنا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيكم من طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه