الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ ابن احمد حكمي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه معارج القبول بشرحها سلم الوصول الى علم الاصول قال في فصل توحيد المعرفة والاثبات قال رحمه الله واعلم ان دلالة اسماء الله تعالى حق على حقيقتها مطابقة وتضمنا والتزاما فدلالة اسمه تعالى الرحمن على ذاته عز وجل مطابقة وعلى صفة الرحمة تضمنا وعلى الحياة وغيرها التزاما. وهكذا سائر اسمائه تبارك وتعالى. وليست اسماء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه قاعدة من القواعد المفيدة في باب اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى ان الدلالات فيها ثلاثة انواع مطابقة وتظمن والتزام ودلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على كامل معناه ودلالة التظمن هي دلالة اللفظ على بعظ معناه ودلالة الالتزام هي دلالة اللفظ على امر خارج معناه واسماء الله الحسنى فيها هذه الدلالات الثلاث المطابقة والتظمن والالتزام فمثلا اسم الله عز وجل الحي يدل على الذات وصفة الحياة مطابقة لان هذا كامل معنى ويدل على الذات وحدها وصفة الحياء او صفة الحياة وحدها تضمنا لان هذا دلالة اللفظ على بعظ معناه دلالة هذا الاسم على ثبوت السمع والبصر والارادة والمشيئة وغير ذلك من الصفات هذه دلالة التزام. نعم قال رحمه الله وليست اسماء الله تعالى غيره كما يقوله الملحدون في اسمائه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فان الله عز وجل اهو الاله وما سواه عبيد وهو الرب وما سواه مربوب. وهو الخالق وما سواه مخلوق. وهو الاول فليس قبله شيء وما سواه محدث كائن بعد ان لم يكن. وهو الاخر الباقي فليس بعده شيء. وما سواه فان. فلو كانت اسماء الله تعالى غيره كما زعموا لكانت مخلوقة مرغوبة محدثة فانية اذ كل ما سواه كذلك تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. نعم واسماء الله تبارك وتعالى لله كما اخبر الله جل وعلا قد تقدم قريبا قول الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى وقوله وله الاسماء الحسنى فاسماء الله تبارك وتعالى لله وايضا قوله لله ولله الاسماء الحسنى هذا يفيد الاختصاص ان اسماء الله تبارك وتعالى خاصة به لائقة بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى واما من يقول ان اسماء الله غير الله فهذا قول قول الملحدون في اسماء الله جل وعلا وقد قال الله سبحانه وتعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون فان من الالحاد في اسمائه آآ قول الملحدون فيها ان اسماء الله غير غير الله. ان اسماء الله غير الله متذرعين بذلك ومتوصلين بذلك الى جحد آآ اسماء الله تبارك وتعالى وعدم اثباتها نعم قال رحمه الله وقال عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى نقمة الله على بشر للمريس وذويه باب الايمان باسماء الله تعالى وانها غير مخلوقة قال ثم اعترض المعترض يعني ابن الثلجي على اسماء الله تعالى المقدسة فذهب في تأويلها مذهب امامه المريسي فادعى ان اسماء الله غير الله وانها مستعارة مخلوقة كما انه قد يكون شخص بلا اسم فتسميته لا تزيد في الشخص ولا اتنقص؟ يعني الخبيث ان الله تعالى كان مجهولا كشخص مجهول لا يهتدى لاسمه ولا يدرى ما هو حتى خلق الخلق ابتدعوا له اسماء من من مخلوق كلامهم فاعاروه اياها من غير ان يعرف له اسم قبل الخلق. نعم هذا يبين هذا القول وسوءه وقبحه من يقول ان اسماء الله عز وجل آآ مخلوقة وانها غير الله تبارك وتعالى فمما يظهر شناعة هذا القول ما ذكره هذا الامام اه اه عثمان ابن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى وهو من ائمة السلف الاجلاء وقد ابلى بلاء عظيما في ابطال باطل اهل الباطل من الجهمية والمعتزلة ومن لف لفهم نعم قال رحمه الله ومن ادعى التأويل في اسماء الله فقد نسب الله تعالى الى العجز والوهن والضرورة والحاجة الى الخلق ان المستعير محتاج مضطر والمعير ابدا والمعير ابدا اعلى منه واغنى. ففي هذه الدعوة استجهال الخالق اذ كان بزعمه هملا لا يدرى ما اسمه. والله المتعال عن هذا الوصف المنزه عنه لان اسماء الله تعالى هي تحقيق صفاته سواء عليك قلت عبدت الله او عبدت الرحمن او الرحيم او الملك العزيز الحكيم قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى. نعم وسواء على الرجل قال كفرت بالله او قال كفرت بالرحمن الرحيم او بالخالق العزيز الحكيم. وسواء عليك قلت عبدت الله او الرحمن او وسواء عليك قلت عبد الله او عبد الرحمن او عبد العزيز او عبدالمجيد. وسواء عليك قلت يا الله او يا رحمن او يا رحيم او يا ما لك يا يا ما لك يا عزيز يا جبار باي اسم دعوته من هذه الاسماء او اضفته اليه فانما ادع الله نفسه من شك فيه فقد كفر وسواء عليك قلت ربي الله او ربي الرحمن كما قال تعالى وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون. وقال تعالى سبح لله ما في السماوات وما في الارض وقال وسبحوه بكرة واصيلا. كذلك قال في الاسم سبح اسم ربك الاعلى. كما قال تعالى يسبح لله ولو كان الاسم مخلوقا مستعارا غير الله لم يأمر الله تعالى ان يسبح مخلوق غيره وقال تعالى له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم ثم ذكر الالهة التي تعبد من دون الله عز وجل باسمائها المخلوقة المستعارة. فقال تعالى ان هي الا اسماء سميتموها وها انتم واباؤكم. اعد كما قال تعالى يسبح لله كما قال تعالى يسبح لله ولو كان الاسم مخلوقا مستعارا غير الله لم يكن الله تعالى ان يسبح مخلوق غيره لم يكن ولو كان نعم ولو كان الاسم مخلوقا مستعارا غير الله لم يأمر الله تعالى ان يسبح مخلوق غيره. نعم ان ان يسبح مخلوق غيره احنا ما التسبيح لله عز وجل هو الذي جل وعلا يسبح والمخلوق هو الذي يسبح فآآ قولها لم يأمر لم يأمر الله تعالى ان يسبح مخلوق غيره نعم وقال تعالى له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم ثم ذكر الالهة التي تعبد من دون الله عز وجل باسمائها المخلوقة المستعارة. فقال تعالى ان هي الا اسماء سميتم ها انتم واباؤكم وكذلك قال هود لقومه حين قالوا اجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد اباه هؤلاء فقال لهم نبيهم اتجادلونني في اسماء سميتموها انتم واباؤكم يعني ان اسماء الله تعالى لم تزل كما لم يزل عز وجل. وانها بخلاف هذه الاسماء المخلوقة التي اعاروها الاصنام والالهة التي عبدوها من دونه. فان لم تكن اسماء الله بخلافها فاي توبيخ لاسماء هذه الالهة المخلوقة؟ اذ كانت اسماؤها اسماء الله تعالى مخلوقة مستعارة عندكم بمعنى واحد وكلها من تسمية العباد وتسمية ابائهم بزعمهم وفي دعوة هذا المعارض ان الخلق عرفوا الله ان الخلق عرفوا الله الى عباده باسماء ابتدعوها لا ان الله عرفهم بها نفسه فاي تأويل اوحش في اسماء الله تعالى من ان يتأول رجل انه كان كشخص مجهول او بيت او شجرة او بهيمة لم يسبق لشيء منها اسم ولم يعرف ما هو حتى عرفه الخلق بعضهم بعضا ولا تقاس اسماء الله تعالى باسماء الخلق لان اسماء الخلق مخلوقة الامر واظح يعني واظح دون ان لن يلجأ الى مثل هذا التفصيل واعظم واجل لكن ربما انه اضطر الى مثل هذا هذا التفصيل والتوسع في مثل هذه الالفاظ اظهارا سماعة القول عظم الجرم في دعوة اهل الباطل ان اسماء الله تبارك وتعالى آآ مخلوقة ان اسماء الله تبارك وتعالى مخلوقة وان اسماء الله غير والله جل وعلا فقد يكون اه اضطر الى الى مثل هذه الالفاظ والتوسع فيها لاظهار الشناعة شناعة القول والا الامر اوظح وابين من ان يحتاج فيه الى مثل هذا التوسع في التفصيل والله اعلم نعم قال رحمه الله ولا تقاسوا اسماء الله تعالى باسماء الخلق لان اسماء الخلق مخلوقة مستعارة وليست اسماؤهم نفس صفاتهم بل مخالفة لصفاتهم واسماء الله تعالى صفاته ليس شيء منها مخالفا لصفاته ولا شيء من صفاته مخالفا لاسمائه فمن ادعى ان صفة من صفات الله مخلوقة او مستعارة فقد كفر وفجر. لانك اذا قلت فهو الله. واذا قلت الرحمن فهو الرحمن وهو الله فاذا قلت الرحيم فهو كذلك. واذا قلت حكيم عليم حميد مجيد جبار متكبر. قاهر قادر فهو كذلك وهو الله سواء لا يخالف اسم له صفته ولا صفته اسماء وقد يسمى الرجل حكيما وهو جاهل وحكما وهو ظالم وعزيزا وهو حقير وكريما وهو لئيم وصالحا وهو طالح وسعيد اذا وهو شقي ومحمودا وهو مذموم وحبيبا وهو بغيض واسدا وحمارا وكلبا وجديا وكليبا وهرا وحنظلة وعلقمة وليس كذلك. والله تعالى وتقدس اسمه كل اسمائه سواء لم يزل كذلك ولا يزال. لم تحدث له ولا اسم لم يكن كذلك كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين وعالما قبل المعلومين وسميعا قبل ان يسمع المخلوقين وبصيرا قبل ان يرى اعيانهم مخلوقة نعم يعني قوله والله تعالى وتقدس اسمه كل اسمائه سواء كل اسمائه سواء لم يزل كذلك ولا يزال هيا لم يزل ولا يزال متصفا سبحانه وتعالى بالصفات التي دلت عليها اسماؤه وان اسماء الله تبارك وتعالى ليست علاما محظة لا تدل على معاني بل هي اسماء دالة على او صافي كمال لا يزال لم يزل ولا يزال الرب تبارك وتعالى متصفا بها جل في علاه. نعم قال رحمه الله قال الله تعالى الرحمن على العرش استوى وقال الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش وقال في موضع ثم استوى على العرش الرحمن لانهما بمعنى واحد ولو كان كما ادعى المعارض يعني ابن ثلجي وامامه المريسي لكان الخالق والمخلوق استوي جميعا على العرش. اذ كانت اسماؤه مخلوقة عندهم اذ كان الله وفي دعواهم في حد المجهول اكثر منه في حد المعروف. لان لحدوث الخلق حدا ووقتا وليس لازلية الله تعالى حد ولا وقت لم يزل ولا يزال وكذلك اسماؤه لم تزل ولا تزال. نعم كما قال الله تعالى هو الاول والاخر. وجاء تفسير ذلك في الحديث اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء لم يزل ولا يزال سبحانه وتعالى متصفا بصفات الكمال ونعوت ذا الجلال انام ثم احتج المعارض لترويج مذهبه هذا باقبح قياس فقال ارأيت لو كتبت اسما في رقعة ثم احترقت الرقعة ليس انما تحرق الرقعة ولا يضر الاسم شيئا فيقال لهذا التائه الذي لا يدري ما يخرج من رأسه ان الرقعة وكتابة الاسم ليس كنفس الاسم. اذا احترقت الرقعة احترق الخط وبقي اسم الله له على لسان الكاتب لم يزل قبل ان يكتب لم تنقص النار من الاثم ولا ممن له الاسم شيئا. وكذلك لو كانت اسماء المخلوقين لم تنقص النار من اسمائهم ولا من اجسامهم شيئا وكذلك لو كتبت الله بهجائه في ركعة ثم احترقت الرقعة لاحترقت الرقعة وكان الله سبحانه بكماله على وكذلك لو صور رجل في رقعة ثم القيت في النار لاحترقت الرقعة ولم يضر المصور شيئا وكذلك القرآن لو احترقت المصاحف كلها لم ينقص من القرآن نفسه حرف واحد. وكذلك لو احترق القراء كلهم او قتلوا او وماتوا لبقي القرآن بكماله كما كان لم ينقص منه حرف واحد لانه منه بدأ واليه يعود عند فناء الخلق بكماله هي غير منقوص ولهذا قال الائمة قديما القرآن حيثما توجه فهو كلام الله سواء كتب في السطور او حفظ في الصدور عورات الاعين او سمعته الاذان فهو اينما توجه كلام الله سبحانه وتعالى ولو احترق مصحف كلام الله سبحانه وتعالى ثابت باق ثابت باق فكلام الله سبحانه وتعالى لله اينما توجه سواء حفظ او سمع او كتب او قرئ اه او نحو ذلك فهو كلام الله سبحانه وتعالى وايضا اسماء الله جل وعلا لله اسماؤه لله نعم وقد كان للمريسي في اسماء الله مذهب كمذهبه في القرآن. كان القرآن عنده مخلوقا من قول البشر لم يتكلم الله بحرف منه في دعواه وكذلك اسماء الله تعالى عنده من ابتداع البشر من غير ان يقول تعالى اني انا الله رب العالمين بزعمه قط وزعم ان وزعم اني متى اعترفت بان الله تعالى تكلم بي اني انا الله رب العالمين لزمني ان اقول تكلم القرآن ولو اعترفنا بذلك لانكسر علينا مذهبنا في القرآن وقد كسره الله عليهم على رغم انوفهم فقال اني انا الله رب العالمين ولا يستحق مخلوق ان يتكلم بهذا. فان فعل ذلك كان كافرا ففرعون الذي قال انا ربكم الاعلى. هذه الاية هي من اعظم ما يرد به على المعتزلة في دعواهم الشنيعة ان القرآن مخلوق فعلى هذه الدعوة من هذا الذي قال انني انا الله لا اله الا انا ومعلوم ان ان ادعاء هذه الدعوة كفر من اعظم الكفر ككفر فرعون الذي قال انا ربكم الاعلى وانني انا الله هذا لا يقوله الا الله سبحانه وتعالى رب العالمين. فهذا من ابين ما يكون في ابطال قول من يقول من المعتزلة ومن نهج نهجهم ان القرآن مخلوق. نعم فهذا الذي ادعوا في اسماء الله عز وجل اصل كبير من اصول الجهمية التي بنوا عليها محنتهم واسسوا بها ضلالتهم غالطوا بها الاغمار والسفهاء. وهم يرون انهم يغالطون بها الفقهاء ولئن انا السفهاء وقعوا في غلط مذاهبهم فان الفقهاء منهم لعلى يقين. هذا كلام عظيم جدا قال ولئن كان السفهاء وقعوا في غلط مذاهبهم فان الفقهاء منهم لعلى يقين وهذا ينبغي ان ينتبه له خاصة في زماننا هذا مع توسع وسائل الاتصال وما فيها ايظا من نشر حديث للباطل ومن هذه الافكار التي يتحدث عن شناعتها المصنف رحمه الله تعالى فان مثل هذه الافكار قد تنطلي على السفهاء ومن لا علم عندهم و الجهال وتنفق بينهم وتروج عليهم لعدم وجود علم يدفعون به باطل هؤلاء ولئن انطلت هذه الامور على السفهاء والجهال في اي زمان ومكان فانها لا تنطلي على اهل البصيرة والفقه في دين الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله ارأيتم قولكم ان اسماء الله مخلوقة؟ فمن خلقها؟ وكيف خلقها؟ اجعلها اجساما وصورا قالوا اعيانها امكنة دونه من من الارض والسماء؟ ام موضعا دونه في الهواء فان قلتم لها اجسام دونه فهذا ما تنقمه عقول العقلاء. وان قلتم خلقها في السنة العباد فدعوه بها اروها اياه فهو مما ادعينا عليكم ان الله تعالى كان بزعمكم مجهولا لا اسم له حتى احدث الخلق حتى احدث القى فاحدثوا له اسماء من مخلوق كلامهم فهذا هو الالحاد في اسماء الله والتكذيب بها. قال الله تعالى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. كما يضيفه الى رب العالمين ولو كان كما ادعيتم لقيل الحمد لله رب المسمى الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. اضاف الى نفسه سبحانه وتعالى هذه الاسماء كما انه اضاف الى نفسه انه رب العالمين كما اضاف لنفسه جل وعلا انه رب العالمين فكلها اسماء وكلها صفاته سبحانه وتعالى ولو كان يقول كما ادعيتم لقيل الحمد لله رب العالمين المسمى كذا نعم وكما قال الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق. كما قال تنزيل الكتاب من الله كذلك قال تنزيل من الرحمن الرحيم. وقال تنزيل من حكيم حميد. وقال وانك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم كلها بمعنى واحد وكلها هي الله. والله هو احد اسمائه الى ان قال وكما قال الله تعالى في كتابه انا الله رب العالمين. كذلك قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم انا الرحمن. ثم روى بسنده حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى انا الرحمن وهي الرحم شققت لها اسما من فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته. فيقول الله تعالى انا شققت لها من اسمي. نعم الشاهد قوله من اسمي نعم وادعت الجهمية مكذبين لله ولرسوله انهم اعاروه الاسم الذي شقها منه ومن اين علم الخلق اسماء الخالق قبل تعليمه اياهم فانه لم يعلم ادم فانه لم يعلم ادم ولا الملائكة اسماء المخلوقين حتى علمهم الله تعالى من عنده وكان بدء علمها منه فقال تعالى وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا فانه لم يعلم ادم ولا الملائكة اسماء المخلوقين حتى علمهم الله فانه لم يعلم ادم ولا الملائكة اسماء المخلوقين حتى علمهم الله تعالى من عنده. وكان بدء علمها منه فقال تعالى علم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين. قالوا سبحانك الا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العزيز انك انت العليم الحكيم. قال يا ادم انبئهم باسمائهم فلما انبأهم اسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. نعم هذا في اسماء المخلوقين فكيف باسماء رب العالمين جل في علاه؟ نعم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من صاها وحفظها دخل الجنة وساق الاسماء الحسنى كما قدمنا. ثم قال فهذه كلها اسماء الله تعالى لم تزل له كما الم يزل بايها دعوت فانما تدعو الله نفسه. وقال قال ولن يدخل الايمان قلب رجل حتى يعلم ان الله تعالى لم يزل الها واحدا بجميع اسمائه وجميع صفاته لم يحدث له لم يحدث له منها شيء كما لم كما لم تزل وحدانيته انتهى كلامه رحمه الله تعالى. نعم لن يدخل الايمان لان لان هذا من اركان الايمان بالله الايمان بوحدانيته سبحانه وتعالى وتفرده باسمائه الحسنى وصفاته العلا الثابتة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والى هنا انتهى كلام آآ كلام الدارمي رحمه الله عثمان ابن سعيد نسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يلهمنا رشد انفسنا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه