نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في شرحه معارج القبول وقوله تعالى وذروا الذين يلحدون في اسمائه قال ابن عباس وابن جريج ومجاهد هم المشركون عدلوا باسماء الله تعالى عما هي عليه فسموا بها اوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الله والعزى من العزيز ومنات من المنان وقيل هي تسميتهم الاصنام الهة وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما يلحدون في اسمائه ان يكذبون. وقال قتادة يلحدون يشركون في اسمائه وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس الالحاد التكذيب واصل الالحاد في كلام العرب العدول عن القصد والميل والجور والانحراف ومنه اللحد في القبر لانحرافه الى جهة القبلة عن سمة عن سمة الحفر انتهى وهذه الاقوال متقاربة والالحاد يعمها وهو ثلاثة اقسام. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا بيان من المصنف رحمه الله تعالى لقول الله عز وجل وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون وقد قال الله سبحانه وتعالى قبلها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فبعد ان اخبر جل في علاه عن اختصاصه بالاسماء الحسنى العظيمة الدالة على جماله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى وبعد امره لعباده بدعائه بها فحذر من الالحاد في اسمائه وسبيل الملحدين فيها واذا كان الله سبحانه وتعالى قد حذر في هذه الاية من الالحاد في اسمائه فان هذا يستوجب من المسلم الناصح لنفسه ان يعرف الالحاد في اسماء الله ليحذره لان ما يتقى لا بد ان يعرف ليتقى وكيف يتقي من لا يدري ما يتقي فالله جل وعلا حذر من الالحاد في اسمائه سبحانه وتعالى وتهدد الملحدين فيها وتوعدهم جل وعلا في هذه الاية وكذلك في قول الله سبحانه وتعالى في سورة فصلت ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا وهذا في فيه التهديد والوعيد لمن يلحد في اياته جل وعلا والالحاد في اسماء الله من الالحاد في اياته المبينة لاسمائه جل في علاه فالحاصل ان تحذير الله سبحانه وتعالى للعباد من الالحاد في اسماء الله يستوجب معرفة ما هو الالحاد فيها من اجل ان يحذر المسلم من ذلك وقد قال الله عز وجل وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين اي من اجل ان تتقى وان يحذر من سلوكها والدخول في شيء منها والالحاد في اسماء الله سبحانه وتعالى غاية في الخطورة ومرده الى ومرده في الجملة الى احد امرين اما ان ينفى ما اثبته الله منها او يثبت ما نفاه الله فمرد ذلك الى هذين الامرين وقد استمعنا في صلاتنا هذه صلاة الفجر الى قول الله سبحانه وتعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا هذا الحاد وقالوا اتخذ الرحمن ولدا هذا الحاد الحاد في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته وما نوعه قلنا مرده الى احد امرين اما ان يثبت ما نفى الله او ينفي ما اثبت الله فما نوعه؟ اثبات ما نفى الله وقالوا اتخذ الرحمن ولدا الله سبحانه وتعالى نزه نفسه عن ذلك فاثبت هؤلاء الولد لله فكان ذلك منهم الحادا باسماء الله وصفاته فانظر عظم هذا الامر فيما دل عليه هذا السياق الكريم من سورة مريم وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا اي عظيما خطيرا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا ان دعوا للرحمن ولدا فهذا الحاد الحاد في اسماء الله تبارك وتعالى ان يثبت لله ما نفاه الله عن نفسه وكذلك من الالحاد فيها ان ينفي عن الله سبحانه وتعالى ما اثبته لنفسه ومن ذلكم ما جاء في قوله اه سبحانه وتعالى بل ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين. فان يصبروا فالنار مثوى لهم وان يستعتبوا فما هم من المعتدين وهنا ما نوع الالحاد؟ ظننتم ان الله لا يعلم اي اعتقدتم ان الله لا يعلم هذا نفي بما اثبته الله. الله سبحانه وتعالى اثبت لنفسه العلم الواسع وسع كل شيء رحمة وعلما المحيط بكل شيء لا تخفى عليه خافية فكان من ظن هؤلاء وعقيدتهم ان الله لا يعلم كثيرا مما يعملون. فنفوا عن الله سبحانه وتعالى ما اثبته الله تبارك وتعالى لنفسه الحاصل ان الواجب على المسلم ان يكون على معرفة الالحاد الذي حذر الله منه وامر العباد بان يذروا سبيل اهله وطريق فاعليه. وان يكونوا على بعد من ذلك لتتحقق لهم النجاة والعافية والسلامة فوجب على المسلم ان ان يكون على معرفة به من اجل ان يحذره قال وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون التهديد الذي للملحدين في هذه الاية جاء من وجهين الاول في قوله وذروا الذين يلحدون في اسمائه اي اتركوا سبيلهم فانها في غاية القبح واشد ما يكون من الشناعة فهي سبيل قبيحة وطريق سيئة وخيمة على سالكها يجب على المسلم ان يكون في غاية الحذر منها وذروا الذين يلحدون في اسمائه اي كونوا في بعد عن سبيل هؤلاء وفي منأى عن طريق هؤلاء فان طريق قبيحة شنيعة والوجه الاخر في تمام الاية سيجزون ما كانوا يعملون قال سيجزون وما ذكر نوع الجزاء اشارة الى عظم العقوبة التي اعدها الله سبحانه وتعالى لمن فيلحد في اسمائه جل في علاه ويستفاد من هذا السياق العظيم فائدة مهمة جدا تتعلق باسماء الله جل وعلا الا وهي ان اسماء الله معظمة حقها التعظيم فان اسماء الله تبارك وتعالى ليست كاسماء اي احد كائنا من كان. والخطأ في اسماء الله سبحانه وتعالى ليس كالخطأ في اي اسم اخر عندما يخطئ الانسان في اسماء الناس او في اسماء الاشياء او في اسماء الاعيان او نحو ذلك ليس الخطأ في اسماء الله كالخطأ في هذه الاشياء اسماء الله معظمة ومحترمة والواجب على كل مسلم ان يكون معظما لاسماء الله محترما لها عارفا بقدرها وعظم مكانتها والا يخوض في شيء منها الا بعلم فان الخطأ فيها ليس كالخطأ باي اسماء اخرى لان الخطأ فيها عدول بها عن حقيقتها والمراد بها وهذا الحاد فيها وهذا الحاد فيها وقد قال الله سبحانه وتعالى ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولة. وقال جل وعلا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون الحاصل ان هذا الباب باب مهم جدا التحذير من آآ الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى خلاصة منقولة عن اهل اللغة ان اصل الالحاد في كلام العرب العدول عن القصد القصد هو الاستقامة العدول عن القصد والميل والجور والانحراف ومنه اللحد في القبر ومنه اللحد في القبر لان القبر يحفر باستقامة ينزل الحفر الى اسفل مستقيما ثم اذا وصل الى اه نهاية القبر ما لا الى الامام قليلا في الموضع الذي يدرج فيه الميت فسمي اللحد بما يتعلق بالقبر لحدا لميله عن الاستقامة لميله عن اه الاستقامة قال الانحراف الى جهة القبلة لعلها ولتراجع عن سمت الحفر عن صمت الحفر ونقل رحمه الله نقل رحمه الله تعالى نقولات مفيدة جدا عن ائمة السلف من الصحابة ومن اتبعهم باحسان في تفسير الالحاد ويؤخذ من هذا جملة ان تفسير الالحاد وفهم معناه امر مطلوب ينبغي ان يعرف هذا الالحاد الذي حذر الله منه في اسماءه لاجل ان يتقى. وان يحذر من الوقوع في شيء منه فنقل رحمه الله آآ عن ابن عباس وغيره ان الالحاد او الذين يلحدون في اسمائه قال هم المشركون عدلوا باسماء الله تعالى عما هي عليه تسموا بها اوثانهم فزادوا ونقصوا هذا يعد نوع من انواع الالحاد وابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد لما ذكر انواعا من الالحاد باسماء الله وصفاته. ذكر عبارة مفيدة قال رحمه الله فجمعهم الالحاد وتفرقت بهم طرقه فجمعهم الالحاد وتفرقت بهم طرقه يعني يجمع هذه الانواع كلها هذا الوصف الالحاد لان الالحاد في اسماء الله وصفاته العدول بها عن الحق الثابت لها لكن من عدلوا بها عن الحق الثابت لها سلكوا طرائق مختلفة وسبل متباينة لم يكونوا على طريقة واحدة فجمعهم وصف الالحاد. كل هذا الحاد باسماء الله لكن الطرق التي سلكها هؤلاء طرق شتى طرائق قددا كل له اه طريقة لكن يجمعهم جميعا بهذا الوصف انهم قد الحدوا باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته. قال هم المشركون عدلوا باسماء الله تعالى عما هي عليه تسموا بها اوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الله او من من الاله والعزة من العزيز ومنات من المنان فهذا الحاد في اسماء الله تبارك وتعالى ان تطلق اه اسماؤه تبارك وتعالى على الاوثان المتخذة من دون الله سبحانه وتعالى وقيل هي تسمية الاصنام الهة وهذا بالمعنى الاول وروي عن ابن عباس يلحدون في اسماء ان يكذبون ان يكذبون يكذبون باسماء الله ايظا هذا نوع اخر من الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى التكذيب بها وجهدها وعدم الايمان بها فالله يثبت له اسماء حسنى فينفيها هؤلاء ولا يثبتونها لله سبحانه وتعالى فالتكذيب باسماء الله الثابتة له جل في علاه في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام هذا الحاد هذا الحاد في اسماء الله تبارك وتعالى وقال قتادة يلحدون يشركون في اسمائه يلحدون يشركون في اسمائهم يشركون في اسمائه هذه تتناول اه معاني ومن ضمن المعاني التي اه يتناولها قوله يشركون في اسمائه التشبيه لان التشبيه فيه تسوية بين المخلوق والخالق تعالى الله سبحانه وتعالى آآ في الصفة تسوية بين المخلوق والخالق في الصفة ومن الشرك ايضا الصنيع الذي تقدم عن المشركين انهم اشتقوا لالهتهم من اسماء الله اللات من الايلاء وعزة من العزيز ومنات من المنان ونقل ايضا عن ابن عباس الالحاد التكذيب وهذا مر معنا قال قال المصنف بعد ان نقل هذه الاقوال قال وهذه الاقوال متقاربة وهذه الاقوال متقاربة والالحاد يعمها مراده بانها متقاربة اي من جهة كونها فكلها الحاد والا هذا نوع وذاك نوع وهناك انواع يأتي ايضا اشارة الى شيء منها عند المصنف رحمه الله تعالى فالالحاد انواع وطرائق اه مختلفة وطرائق مختلفة متباينة متظادة آآ لكنها حسب تعبير المصنف متقاربا من جهة ان ان كونها كلها الحاد ان كون كل الالحاد والا في في في بعض هذه الاقوال متظادة هذا في جهة وهذا ايظا في جهة مظادة لها لكنها يجمعها هذا الوصف قال والالحاد يعمها وهذا شبيه بقول ابن القيم يجمعهم جمعهم جمعهم الالحاد تفرقت بهم طرقه نعم قال رحمه الله وهو ثلاثة اقسام الاول الحاد المشركين وهو ما ذكره ابن عباس وابن جريج ومجاهد من عدولهم باسماء الله تعالى عما هي عليه وتسميتهم اوثانهم بها مضاهاة لله عز وجل ومشاقة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم. هذا نوع من انواع الالحاد اه وصفه رحمه الله بالحاد المشركين الحاد المشركين اخذا من قول ابن عباس وغيره فيما تقدم قال هم المشركون عدلوا باسماء الى اخر ما تقدم فهذا الالحاد الحاد المشركين اه من هو عدولهم باسماء الله عما هي عليه وتسميتهم اوثانهم بها فسموا اللات من الايلاء وعزى من العزيز ومنات من المنان وهذا الحاد لان الله سبحانه وتعالى لما ذكر اسمائه ذكرها بقوله ولله الاسماء الحسنى هذا اختصاص ولله الاسماء الحسنى اي خاصة به فكيف يستقلى اوثان واحجار ومعبودات متخذة من اسماء الله فهذا الحاد كيف يشتق لها من اسماء الله هذا الحاد في آآ اسماء الله تبارك وتعالى. قال وتسميتهم اوثانها بها مضاهاة لله عز وجل مضاهاة لله عز وجل يعني تعظيما لهذه الاصنام وتعلية لشأنها فاتخذوا لها من اسماء الله تبارك وتعالى لتكون مضاهية لتكون مضاهية لله سبحانه وتعالى فسووا غير الله بالله فسووا غير الله بالله سبحانه وتعالى في خصائصه اجل في علاه ومشاقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم نعم الثاني الحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله عز وجل ويشبهونها بصفات خلقه مضادة له تعالى لقوله عز وجل ليس كمثله شيء ولا يحيطون به علما وهو مقابل لالحاد المشركين فاولئك جعلوا المخلوق بمنزلة الخالق وسووه به. وهؤلاء جعلوا الخالق بمنزلة الاجسام المخلوقة وشبهوه بها. تعالوا عن افكهم نعم وهذا نوع اخر من الالحاد في اسماء الله هو كفر بالله سبحانه وتعالى وهو الحاد المشبهة اه الحاد المشبهة وادرج تحته نوعين من الالحاد التشبيه والتكييف التشبيه والتكييف اما التشبيه فهو اثبات الصفة لله سبحانه وتعالى على وجه يماثل ما عليه المخلوق تعالى الله عن قول المشبهة علوا اه عظيمة كقول المشبه تعالى الله عن قوله يد كيدي وسمع كسمعي وبصر كبصري هذا كفر بالله من يقول ذلك هو كافر بالله سبحانه وتعالى وقد قال السلف رحمهم الله تعالى المشبه يعبد صنما لان من يقول ان ربه يده كيده وسمعه كسمعه وبصره كبصره وفي الحقيقة لا يعبد الله. لان هذا الوصف الذي يذكره ليس وصف الله. وانما هو وصف لصنم من الاصنام. ولهذا قالوا المشبه يعبد صنما واما الله سبحانه وتعالى جل في علاه فهو منزه عن المماثلة والتشبيه. قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال الله تعالى هل تعلم له سميا؟ استفهام بمعنى النفي اي لا سمي له وقال تعالى ولم يكن له كفوا احد وقال تعالى فلا تجعلوا لله الامداد. وقال فلا تضربوا لله الامثال فالله سبحانه وتعالى منزه ومقدس جل في علاه عنان يشبه او ان يمثل بخلقه. فمن شبه الحد من شبه اه الله سبحانه وتعالى ولو في صفة واحدة من شبه الله سبحانه وتعالى ولو في صفة واحدة من صفاته بالمخلوق فهذا ملحد في اسماء الله والالحاد كفر قال الله وذر الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون قال رحمه الله الذين يكيفون وهذا نوع اخر وهذا نوع اخر من الالحاد وهو الا التكييف التكييف التكييف والخوض في كيفية صفة الله سبحانه وتعالى بلا علم ومن خاض في الكيفية كيفية صفة الله سبحانه وتعالى فقد قفى ما ليس له به علم ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا وقال على الله بلا علم وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وهذا اشد المحرمات واعظمها فالتكييف هو البحث عن كيفية الصفات كيف السمع؟ كيف يده؟ كيف فبصروا كيف استواؤه؟ كيف نزوله التكييف باطل لان الله سبحانه وتعالى عندما اخبرنا عن صفاته اخبرنا عن ثبوتها ووجودها ولم يخبرنا عن كيفيتها فنثبت ما اخبرنا الله به ولا نخوض في ما لم يخبرنا به سبحانه وتعالى نثبت ما اخبرنا به ولا نخوض في شيء لم يخبرنا به فمن خاض في شيء لم يخبر الله به عن نفسه فهو قائل على الله سبحانه وتعالى بلا علم وهذا من اشد المحرمات وليعلم في هذا المقام ان العبد مهما تخيل من الجمال والعظمة في الصفة معتقدا ان مبلغ صفة الله هو هذا الذي تخيله هذا هو التكييف فالله اعظم من ذلك واجل ان ربنا سبحانه وتعالى اكبر واعظم من ان يبلغ كنها صفاته وكيفيتها عقول آآ الناس اعظم من ذلك مهما بلغ الانسان في تفكيره في تقدير جمال وعظمة لصفة الله سبحانه وتعالى فالله اعظم من ذلك واجل يكفيك في هذا الباب ان تقول الله اكبر يكفي في هذا اكبر من كل ما ياتي في الاذهان او يدور في الخيال واعظم واجل سبحانه وتعالى. اعظم من ذلك كله فالتكييف باطل التكييف باطل خوض في اسماء الله تبارك وتعالى في واسمائه بلا علم وهو من الالحاد وبهذا الذي ذكر رحمه الله تعالى يعلن ان من الالحاد في اسماء الله وصفاته التكييف وكذلك التشبيه وهما نوعان التكييف والتشبيه وهما نوعان من انواع الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته اورد ايتين اورد رحمه الله تعالى ايتين الاولى قوله ليس كمثله شيء وهذه فيها نفي التشبيه والاخرى قوله ولا يحيطون به علما وهذا فيه نفي التكييف وكل منهما الحاد اه في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته قال وهو مقابل لالحاد المشركين وهو مقابل مقابل اي مضاد له وهذا يبين لنا ان قوله في ما تقدم انه متقاربا ليس المراد به انها ان معانيها متقاربة وانما متقاربة من جهة ان كلها كلها من ركام الباطل وكل وكلها من الالحاد باسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته. قال وهو مقابل لالحاد المشركين. فاولئك جعلوا المخلوق بمنزلة الخالق وسووه به وهؤلاء جعلوا الخالق بمنزلة الاجسام المخلوقة يعني المشبهة وشبهوه بها تعالى وتقدس عن افكهم ولهذا ايضا قال العلماء رحمهم الله اشارة الى هذين المعنيين قالوا ان التمثيل والتشبيه نوعان تمثيل للمخلوق بالخالق وتمثيل للخالق للمخلوق تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. نعم الثالث الحاد النفاة وهم قسمان قسم اثبتوا الفاظ اسمائه تعالى دون ما تظمنته من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة. عليم بلا علم. حكيم بلا حكمة. قدير بلا قدرة. سميع بلا سمع بصير بلا بصر واضطردوا بقية الاسماء الحسنى هكذا. وعطلوها عن معانيها وما تقتضيه وتتضمنه من صفات الكمال لله تعالى وهم في الحقيقة كمن بعدهم. وانما اثبتوا الالفاظ دون المعاني تسترا. وهو لا ينفعهم وقسم لم يتستروا بما تستر به اخوانهم بل صرحوا بنفي الاسماء وما تدل عليه من المعاني واستراحوا من تكلف اولئك وصفوا الله تعالى بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة. وهم في الحقيقة جاحدون لوجود ذاته تعالى مكذبون بالكتاب ما ارسل الله به رسله وكل هذه الارض؟ نعم الاولون المعتزلة ومن اه سلك مسلكهم والاخرون الجهمية وهذا يسمى الحاد النفاة لان من آآ الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى التعطيل تعطيل الذي هو الجحد والنفي وقد مر معنا في تفسيرات السلف رحمه الله رحمهم الله تعالى للالحاد انه التكذيب من الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته التكذيب تكذيب الذي هو التعطيل والجحد وعدم الاثبات من اثبت اه من من جحد ما اثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه من الاسماء او جحد ايضا ما دلت عليه الاسماء من المعاني والصفات فهذا ملحد فهذا ملحد ونخص القول رحمه الله تعالى ان الحاد النفاة آآ قسمان قسم اثبت الفاظ الاسماء قسم اثبت الفاظ الاسماء آآ فجعلها الفاظ محضة لا تدل على معاني صرفة مجردة لا تدل على معنى واهل هذا النوع من الالحاد اهل هذا النوع من الالحاد يقولون في وصفهم للرب تعالى سميع بلا سمع بصير بنا بصر عليم بلا علم فيثبتون الاسم علما محضا لا يدل على على معنى فيجحدون ما دلت عليه ويكذبون بما دلت عليه اسماء الله من الصفات العظيمة لان اسمه السميع دل على ثبوت السمع قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله نعم يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير فالله السميع بسمع ولهذا قال سمع يسمع ولما نزلت الاية قالت عائشة سبحان الذي وسع سمعه الاصوات فالله سبحانه وتعالى سميع بسميع يسمع الاصوات كلها فمن قال ان الله عز وجل سميع هكذا اسم مجرد بلا سم هذا ملحد ملحد جاحد مكدب بصفات الله تبارك وتعالى التي اه دلت عليها آآ اسمائه الحسنى ولهذا ينبغي ان يعلم في هذا الباب ان كل اسماء الله جل وعلا دالة على صفات كمال ما من صفة من صفاته الا وهي دالة على ثبوت صفة كمال اه لله سبحانه وتعالى. ولهذا قال الله ولله الاسماء الحسنى فهي انما كانت حسنى لكونها دالة على ثبوت صفات كمال وجلال لله سبحانه وتعالى اه اذا هذا قسم من اه الحاد النفاة من يثبت الاسماء وينفي ما تظمنته من صفات الكمال و نعوت الجلال لله سبحانه وتعالى الشيخ لما ذكر هؤلاء قال وهم في الحقيقة كمن بعدهم وهم في الحقيقة كمن بعدهم لان حاصل القولين واحد هو تعطيل الله عن كماله ونعوته سبحانه وتعالى وانما اثبتوا الالفاظ دون المعاني تسترا وهو لا ينفعهم اثبتوا الالفاظ دون المعاني وسبحان الله اثبات الالفاظ الدالة على الصفات دون المعاني لا يرتضيه الانسان لنفسه. فكيف ارتظى هؤلاء لربهم؟ في اسمائه جل وعلا. ولهذا لو قيل في حق احدهم انه آآ عاقل بلا عقل لو قيل لاحدهم عاقل بلا عقل جميل بلا جمال حسن بلا حسن وهكذا ويرضى ذلك لان اسماء هكذا بدون معاني بدون اه حقائقها اثباتها او عدمه سواء ولهذا قال رحمه الله تعالى وهم في الحقيقة كمن بعدهم وهم في الحقيقة كمم كمن بعدهم لان من يثبت الاسم وينفي المعنى الذي دل عليه كأنه ما اثبت كأنه ما اثبت الاسم ولهذا من آآ اثبتوه ولم يثبتوا ما دل عليه المعنى من معنى ومن نفوه هم في الحقيقة يعني سواء قال وقسم لم يتستر بما تستر به اخوانهم بل صرحوا بنفي الاسماء بل صرحوا بنفي الاسماء وهؤلاء الجهمية وهؤلاء الجهمية آآ صرحوا بنفي الاسماء وما تدل عليه من المعاني واستراحوا من تكلف اولئك استراحوا من تكلف اولئك لان صنيع الاولين تكلف اسماء بلا معاني ووصفوا الله بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة وهم في الحقيقة جاحدون لوجود ذاته تعالى مكذبون بالكتاب ومما ارسل الله به رسله ولهذا ايضا السلف قديما قالوا والمعطل يعبد عدما والمعطل يعبد عدما لان من كانت عقيدته في الله سبحانه وتعالى التعطيل الذي هو النفي النفي للصفات فهذا عبادة للعدم هذا مؤداه عبادة العدم والمعطل يعبد عدما احد السلف ضرب لهؤلاء مثلا يوضح حقيقة قولهم قال لو لو ان قائلا قال في دارنا نخلة في دارنا نخلة قيل لها سعف؟ قال لا انها خوص؟ قال لا. قيل لها جذع قال لا لها جذور قال لا اؤتي له بصفات النخلة كلها فنفاها فقيل له وما في داركم نخلة ما في داركم نخلة وهكذا من يقول ان له ربا ثم يجرده من الصفات يجرده من الصفات لا يثبت له صفاته فهذا هو العدم بل لو اراد الانسان ان يصف العدم بصفة لن يجد ابلغ ما يكون في وصف العدم مما وصف به الجامية ربهم لن يجد ابلغ منه لن يجد ابلغ في وصف العدم مما وصف به الجهمية ربهم لان اذا قرأ القارئ وصفهم لربهم في كتبهم وتقريراتهم يقول لا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه ولا مباين له ولا محايثا له ولا ولا اشياء كثيرة في النفي تجد ان وصف العدم هو هذا بل ان هذا ابلغ اوصاف العدم وجعلوه وصف للرب تعالى الله عما يقولون وهذا من اشنع الالحاد و اشده وهو التعطيل الجحد لاسماء الرب سبحانه وتعالى وصفاته الحاصل ان هذه اقوال اه في معنى آآ الالحاد الذي حذر منه الله سبحانه وتعالى والمسلم كما قدمت مطلوب منه ان يعرف ذلك ليحذر من من هذه المسالك اشد الحذر نعم قال وكل هذه الاربعة الاقسام كل فريق كل فريق منهم يكفر مقابله وهم كما قالوا كلهم كفار بشهادة الله وملائكته وكتبه ورسله والناس اجمعين من اهل الايمان والاثبات الواقفين مع كلام الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واله وصحبه اجمعين. نعم قال رحمه الله تعالى صفاته العلا اي واثبات صفاته العلا التي وصف بها نفسه تعالى ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونعوت الجلال من صفات الذات وصفات الافعال مما تضمنته اسماؤه بالاشتقاق كالعلم والقدرة والسمع والبصر والحكمة والرحمة والعزة والعلو وغيرها ومما اخبر به عن نفسه واخبر بها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ولما اشتق منها اسما ولم يشتق منه أسما كحبه المؤمنين والمتقين والمحسنين ورضائه عن عباده المؤمنين ورضاه لهم الاسلام دينا وكراهتهم منافقين وسخطه على الكافرين وغضبه عليهم واثبات وجهه ذي الجلال والاكرام ويديه المبسوطتين بالانفاق وغير ذلك مما هو ثابت في الكتاب والسنة والفطر سليمة وسيأتي الكلام على ما ذكر من ذلك في المتن في محله وما لم يذكر في المتن ففي خاتمة الباب ان شاء الله تبارك وتعالى قال رحمه الله تعالى صفاته العلا اي واثبات صفاته العلى اي ان ما تقدم في اثبات الاسماء. اسمائه تبارك وتعالى الحسنى وما يتعلق بها من مباحث وصفاته العلا اي واثبات صفاته العلا التي وصف بها نفسه تعالى ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم من اه صفات الكمال ونعوت الجلال ثم ذكر رحمه الله تعالى جملة من اه صفات الله تبارك وتعالى الثابتة في كتابه سبحانه وتعالى وسنة نبيه واشار الى انه سيأتي اه الكلام على ذلك في آآ مبحث آآ لاحق ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وهدى وتوفيق وان يصلح لنا شأننا كله والا يكيلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. نعم. جزاكم الله خيرا. هذا يقول قال الله تعالى يوم تطوى السماء كطي السجل للكتاب هل يعتبر هذا بالتشبيه والتمثيل؟ وبارك الله فيكم ليس من التشبيه و التمثيل في شيء وانما هذا لبيان الحقيقة وثبوت الوصف وان السماوات تطوى حقيقة تطوى حقيقة فهذا ليس على وجه المماثلة ليس طي الله سبحانه وتعالى كطي المخلوق للكتاب مماثلا له تعالى الله سبحانه وتعالى عن ذلك وانما هذا فيه اثبات آآ حقيقة الطي وانها تطوى حقيقة ولهذا نظائر في اه ما ذكره الله او ما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام من اه اوصاف الرب سبحانه وتعالى فتذكر مثل هذه المعاني بالتأكيد الوصف واثبات حقيقته نعم قال يقول بعض اهل العلم بانه يفرق بين الشبه والمثلية والمثلية وان المثلية لا تجوز للاية ولكن شبه جائز لحديث ان الله خلقه على شبهه اهل العلم يفرقون ولهذا الشيخ اسلام بن تيمية اه رحمه الله تعالى في كتابه الواسطية عندما ذكر المناظرة التي دارت بينه وبين خصومه من اهل الكلام حول كتابه الواسطية فكان مما قال رحمه الله اه انه التزم في الالفاظ التي كتبها في الواسطية بالفاظ القرآن وظرب على ذلك امثلة وذكر منها انه قال بلا تمثيل قال قلت بلا تمثيل ولم اقل بلا تشبيه ثم ذكر رحمه الله تعالى ثلاث فروقات بين التمثيل و آآ التشبيه التمثيل والتشبيه لكن مهما يكن من شيء فان اه اهل العلم رحمه الله رحمهم الله تعالى حتى شيخ الاسلام ايضا في بعض بتصانيفه يطلقون لفظ التشبيه نفي التشبيه مرادا بذلك نفي التمثيل مرادا بذلك نفي التمثيل وهذا لا اشكال فيه. نعم قال ما هو السبب الذي جعل الجهمية يقعون في العدم هل هو التنزيه ام له سبب اخر؟ الجهمية امرهم اخر. يختلف عن الجامية امر اخر يختلف عن الفرق التي اه نشأت بعد لان الجهمية فيما يظهر والله اعلم دسيسة شر لافساد عقيدة الامة ولهذا من مبدأها لم يكن فيها ملحظ من هذه الملاحظ التي ادت لبعض الناس للوقوع في جوانب من الانحراف ولهذا اذا نظرت الى عقيدتهم في الله تجد انها عقيدة جحد وتكذيب وايضا عقيدتهم في الايمان وحقيقة الايمان تجد انها اه ان عقيدتهم حقيقة والغاء الايمان الذي بعث به اه النبيين وارسل الله سبحانه وتعالى به الرسل فالقول في الجهمية في فيما يظهر يختلف عن من وقعوا في بدع بسبب الالتباس والتشبيه اه بسبب الالتباس والفرار مثلا من التشبيه او اه اه اشتباه الامر او نحو ذلك فالجاهمية امرها مختلف نعم يقول حديث معاوية في في صحيح مسلم الله هو المعطي وانا قاسم هل هذا دليل ان المعطي من اسماء الله بدون مقابلة المعطي بهذا السياق المعطي في هذا السياق في هذا الحديث يظهر والله اعلم ان آآ انه اثبات للوصف اثبات لي الوصف الذي هو العطاء وان الله سبحانه وتعالى وحده بيده اه العطاء في ظهر والله تعالى اعلم ان ما يفيده الحديث في من خلال سياقه ومدلول سياق اثبات وصف الله سبحانه وتعالى العطاء اللهم اعطي وانا قاسم؟ نعم. هل كل تعطيل شرك التعطيل تكذيب التعطيل تكذيب وجحد لاسماء الله وصفاته وهو جملة كما تقدم فيك كلام السلف جملة عقائد المشركين ولهذا قال الله عن التكذيب الذي كان من المشركين بسم الله الرحمن قال اه وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا اله الا هو علي توكلت واليه ما تاب تكذيبهم بالرحمن سماه الله كفرا سماه الله تبارك وتعالى كفرا قال وهم يكفرون بالرحمن. ولهذا يقال التكذيب او التعطيل كفر تكذيب والتعطيل لاسماء الله تبارك وتعالى وصفاته كفر بالله نعم يسرا الحديث خلق الله ادم على صورته ما به حديث صحيح ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام ومعناه واضح بين عند اهل العلم وانما يشكل على من لما يفهم الحديث على بابه او فهمه مع شيء من التلوث بالتشبيه والا الحديث واظح واضح آآ بين في قول نبينا عليه الصلاة والسلام ان الله خلق ادم على صورته اقرأ الحديث واقرأ معه الاية الكريمة ليس كمثله شيء ولا اشكال ان الله خلق ادم على صورته واقرأ معه الاية الكريمة ليس كمثله شيء فالله خلق ادم على صورته اي خلق ادم له وجه وله سمع وله بصر ونحو ذلك لكن ليس الوجه كالوجه ولا السمع كالسمع ولا البصر كالبصر لان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء ولما قال النبي عليه الصلاة والسلام عن اهل الجنة في دخولهم الجنة قال قال آآ عليه الصلاة والسلام يدخلونها على صورة القمر نعم ليلة البدر قال على صورة القمر ليلة البدر هل يفهم من ذلك ان دخول الجنة اهل الجنة الجنة على صوت القمر مثلا في الاستدارة ما احد يفهم ذلك لكن المعنى المراد واضح يعني مثل القمر في الاضاءة والنور والبهاء والجمال الحصن المعنى واضح فالحاصل ان الحديث لا لا اشتباه فيه ومعناه واضح ولا اشكال فيهم. نعم نسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه