الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فان من شروط لا اله الا الله ان يكون الناطق بهذه الكلمة صادقا في قوله وصادقا في نطقه فان الذي يقولها وهو غير صادق بها فانها لا تنفعه يوم القيامة فلا بد لمن نطق بها ان ينطق بها وهو صادق والا يكون نطقه بها كاذبا والصدق ضده الكذب الصدق ضده الكذب فهناك من يقول لا اله الا الله ويرددها صباح مساء لكنه كاذب وانما يقولها بلسانه وباطنه يخالفها وباطنه يخالفها فلابد اذا قال لا اله الا الله ان يصدق ظاهره باطنه. وان يصدق باطنه ظاهره ايضا ولا يكتفي فقط بنطق بالنطق بها. فالمنافقون لعنهم الله عز وجل يرددون هذه الكلمة صباح ويقولونها ويقولونها بالسنتهم يقولونها بالسنتهم ولا تنفعهم عند الله عز وجل لانهم انما قالوها بالسنتهم ولم تنطوي عليها قلوبهم. فهم بقولهم اياها كاذبون. فلابد للمسلم اذا قالها ان يكون صادقا. قال تعالى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. فهناك كاذب وهناك صادق وايضا جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله صادقا من قلبه دخل الجنة وجاء عند احمد وغيره عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان عندما سئل من احق الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وصدق ظاهره باطنه وصدق ظاهره باطنه. وصدق باطنه ظاهره فهذه النصوص تدل على اشتراط الصدق. ومحو الصدق محل اجماع بين اهل العلم. فاهل العلم مجمعون مجمعون على ان من نطق بكلمة التوحيد لابد ان يكون صادقا لابد ان يكون صادقا. ذكر ذلك ابن بطة رحمه الله تعالى وذكر ذلك ابن رجب وذكر ذلك غير واحد من اهل العلم الاجماع على ان من لوازم لا اله الا الله ان يقولها ان يقولها صادقا. واما اذا قالها كاذبة فانها تنفعه في الدنيا فقط تنفعه في الدنيا فقط اما في الاخرة فانه في الدرك الاسفل من النار. فالمنافقون يكونون يوم القيامة في الدرك الاسم من النار اما في الدنيا فان كلمة التوحيد اذا قالها الكاذب تنفعه بعصمة دمه وماله. فمن قال لا اله الا الله عصم في نفسه وعصم في ماله وعصم في عرضه لان هذه الكلمة حمته واصبح بقوله اياها داخلا في دائرة الاسلام. واما يوم القيامة فلا تنفعه حتى يحققها حققوا شرائطها ويكون قوله اياها صادقا صادقا من قلبه صادقا من قلبه. وضد الصدق ظده الكذب فالمنافق كاذب المنافق كاذب لانه قال لا اله الا الله ولم يوافق باطنه ظاهرة وانما قالها بلسانه وباطنه قد انطوى على تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى تكذيب دين الله سبحانه وتعالى. فلا تنفعوا هذه الكلمة والناس من جهة الصدق ينقسمون الى اقسام الناس من جهة الصدق ينقسمون الى جهة الى عدة اقسام. القسم الاول من ظاهره من يوافق ظاهره باطنه وباطله ظاهرة وهؤلاء هم اهل الايمان هؤلاء هم اهل الايمان فهم يعتقدون بقلوبهم وينطقون بالسنتهم. فهو يقول لا اله الا الله وقلبه قد انطوى على التصديق بها. وعلى تكميل شرائطها القسم الثاني من يقول لا اله الا الله وباطنه مكذبا لها وباطنه مكذبا لها وهذا كحال المنافقين يقول لا اله الا الله بلسانه ويظهر بافعاله. يظهر بافعاله انه متبعا للاسلام. ولكن باطنه قد انطوى على كفر بالله عز وجل وهذا حال المنافقين تعصمهم في الدنيا وتبقيهم في دائرة الاسلام في الدنيا واما في الاخرة فهم في الدرك الاسفل من النار. القسم الثالث ايضا من كذب بظاهره وباطنه. من كذب بظاهره وبباطنه ايضا. وهؤلاء الكفار المشركون الذين كفروا بالله عز وجل واشركوا به فباطنهم قد انطوى على التكذيب وظاهرهم ايضا قد انطوى على التكذيب وهؤلاء هم الكفار المشركون بالله عز وجل. القسم الرابع من كان باطنه صادقا. ولكن ظاهره مكذب معرضا فهو يوقن ويعلم ان الله هو الاله وان الله عز وجل هو المعبود سبحانه وتعالى ويصدق بذلك بقلبه. ولكنه لم ينطق بلسانه ولم يعمل بجوارحه وهذا كفره كفر اي كفر كفر الاعراض كفر الاعراض والتولي وهذا كافر بالله عز وجل والناجي من هؤلاء الاربعة هم القسم الاول الذين صدقوا بقلوبهم وصدقوا بالسنتهم واما الاقسام الباقية فهم خارجون من دائرة الاسلام فالثاني هو منافق منافق اظهر الصدق وابطل الكذب والاخ والثالث ابطل الكذب واظهر الكذب. والرابع ابطل الصدق واظهر واظهر الكذب والمخالفة. وهناك قسم اخر قد يقال انه داخل ايضا في القسم الذي قبله وهم الذين صدقوا بواطنهم وايقنوا ان الله هو الاله وحده سبحانه وتعالى لكن ظواهرهم وظاهر افعالهم انهم مخالفون لدين الله عز وجل مكذبون بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهؤلاء ايضا في قسم الكفار الذين الذين اعرضوا عن دين الله عز وجل كحال المستهزئين بدين الله عز وجل والساخرين به فهم قد فهم يعني قد يكونوا موقنين ببواطن قلوبهم ان ان الله هو الاله وحده وان دين الله هو الحق لكنهم بافعالهم افعالهم يستهزؤون ويسخرون بدين الله عز وجل فهؤلاء ايضا من الكاذبين لان لو صدق لو صدق الايمان في قلوبهم لظهر ذلك على جوارحهم وعلى السنتهم. وكما تعلمون ان هذه الشروط متلازمة. هذه الشروط متلازمة فهو لا يمكن ان ينفك شرط عن شرط فشرط العلم يلزم منه شرط التصديق وشرط اليقين يلزم انه شرط الاخلاص وهكذا كل شرط ينادي الشرط الاخر ولا يمكن ان يكون هناك شرط غير غير مستلزم للشرط الذي الذي الذي يليه او الذي قبله لان الشروط متلازمة متى ما سقط شيء منها فان العبد لا تنفعه كلمة لا تنفعه كلمة التوحيد ولا يسمى مسلما الا اذا حقق الا اذا شروطها الا اذا حقق شروطها. الصدق ايضا يتعلق بالقلب ويتعلق باللسان ويتعلق ايضا بالجوارح. فان التصديق لان هناك صدق صدق في القول وتصديق في العمل صدق في القول وتصديق في العمل والمطالب به المسلم المطالب بالمسلم في هذه الشهادة الصدق والتصديق الصدق والتصديق. فعندما نقول ان يكون صادقا اي ان يقوله وهو صادق غير كاذب. وعندما نقول ان يكون اي مصدقا لخبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وما يلزمه وما يلزمه تصديقه. والصدق يكون باللسان ويكون بالقلب ويكون بالجوارح وليس الصدق محصورا كما يقول المرجئة في باب الايمان على القلب فقط بل نقول ان التصديق متعلق ان التصديق والصدق متعلق بالقلب ومتعلق باللسان ومتعلق بالجوارح. فصدق القلب هو اعتقاده ان يعتقد ان الله والاله وحده يعتقد ان الله هو الرب وحده وله الاسماء الحسنى والصفات العلى وصدق اللسان هو ان ينطق بلسانه صادقا في قوله وصدق الجواب هو ان يعمل جوارحه في اي شيء في طاعة الله عز وجل. فان العبد فان العبد يكون تكون اعماله صادقة. وتكون كما جاء في الصحيحين عن ابن عباس عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عندما ذكر ان العبد مكتوب عليه الزنا مدركا ذلك لا محالة ذكر ان العين تزني وان تزني وان الرجل تزني ثم ختم قوله والفرج يصدق ذلك او يكذبه والفرج يصدق لا تكذبه معناه بمعنى ان الفرج اذا فعل هذه هذه الاماني ووقع في الحرام والزنا. اما قبل ان يقع الفرج في الحرام فان العين زناها النظر واليد زناها البطش. والذي يصدقها حتى يكون الزنا الزنا الحقيقي الذي يعاقب صاحبه عندما يفعل الفرج ويقع الفرج على الفرج فان الفرج عندئذ يصدق ما تمناه اللسان قلب وما تمنته ان العين واليد فها الفرج يصدق فافاد هذا ان الجوارح ايضا ان الجوارح ايضا تصدق وان لها وتصديقها العمل بما تقول. فالعبد اذا قال قولا فان تصديقه ان يعمل بمقتضاه. واذا واذا اعتقد واذا اعتقد فان تصديقه مع اعتقادي بقلبه ان يعمل جوارحه بذلك بذلك الذي اعتقده وصدق وصدق به. فعندما اعتقد ان الله هو الاله وحده فان من تصديق هذا الاعتقاد ان نوحد الله في افعالنا وان نعبده سبحانه وتعالى. وعندما نصدق الله بقلوبنا بأنه الإله فإن تصديقنا بلساننا ان نقول اشهد ان لا اله الا الله صادقين بألسنتنا وصادقين من قلوبنا. اذا هذا الشرط الخامس الشرط الرابع او الشرط الخامس هو الصدق وهو ان يوافق ظاهره باطنه وباطله ظاهره ومن خالف باطنه ظاهره او ظاهره باطنه فانه لا يسمى صادقا فانه لا يسمى صادقا. فهذا الشرط من اعظم الشروط واكدها وهو شرط الصدق عندما يقول المسلم اشهد ان لا اله الا الله