الموضوع الاول شيخي الكريم ما يتهاون فيه بعض الناس او ربما يغفل عنه بشأن اه ما يتعلق بالافطار المعنوي او ما يجرح الصوم كما جاء في الحديث الذين نحفظه جميعا المشهور من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. بعض الناس يظن انه اه اذا اغتاب او نم او جهل ان صومه صحيح مائة بالمائة هل هذا التصور صحيح يا شيخ الكريم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد الله سبحانه وتعالى فرض الصيام لعلة عظيمة وحكمة علية وهي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون المقصد من الصيام هو ان يتقي العبد ربه سبحانه وتعالى وان يزداد تقوى. ولذلك في هذه الاية خطاب للمؤمنين وتبيين العلة والحكمة التي لاجلها فرض هذا الصيام فالصوم علامة المتقين والصوم سبب في زيادة التقوى الله يقول لعلكم تتقون ولذلك جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يدع قول الزور العمل به فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه من لم يدع قوله زو العمل به فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه. اذا مقصود الصيام هو ان يزداد العبد تقوى وان يزداد طاعة لله عز وجل اما اذا كان الصوم يزيده بعدا عن الله عز وجل ويزداد فيه معصية وفجورا فهذا وان صام شكلا فان الصوم الذي يؤجر عليه يوم القيامة لم يصمه. ولذلك جاء في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصوم جنة الصوم جنة معنى جنة انه جنة يستجن بها من عذاب الله عز وجل. واعظم ما يستوجب العذاب هي المعاصي والذنوب. فالجنة هي التي تمنعك من الوقوع في المعاصي والذنوب. ولذلك جاء في حديث سعيد الخضري من صام يوما في سبيل الله باعد الله النار عن وجهه سبعين خريفا. وهذا فضل عظيم لمن حقق الصيام. ولما فهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المعنى الحقيقي والمقصد الاسمى من الصيام حفظوا السنتهم وحفظوا سمعهم وحفظوا ابصارهم ان يقعوا فيما حرم الله عز وجل. يقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ليس الصيام ليس الصيام من الطعام والشراب فحسب وانما صياما يصوم سمعك وبصرك عن معصية الله عز وجل. وكذلك قال جابر بالله وقالوا ايضا علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه بل قال ميمون ابن مهران رحمه الله تعالى اهون الصيام الصوم عن الطعام والشراب هذا هو اهون الصيام. اذا الصوم الحقيقي هو ان تزداد طاعة. وان تزداد قربا الله عز وجل ان تزداد تقربا بصيامك اما بحفظ لسانك وتذكر الله عز وجل به تحفظ بصرك فلا تنظر الى ما حرم الله مصيبة حقيقة لاولئك الصائمين الذين امسكوا عما احل الله عز وجل لهم في سائر العام من طعام وشراب ثم اطلقوا اسماعهم ابصارهم فيما حرم الله عز وجل. فالمحرمات محرمة دائمة سواء في رمضان او في غيره. ولكن في رمضان تعظم نسأل الله العافية والسلامة فمصيبة الى ذلك الرجل او لتلك المرأة ان ان تقضي نهارها في النظر الى ما حرم الله او في سماع ما حرم الله او ان تطلق لسانها في الغيبة والنميمة بل ذهب بعض اهل العلم الى ان من عصى الله في نهار رمضان متعمدا ان صومه يبطل ونسب ذلك الى ابراهيم النخعي وقال به بعض اهل فهذه فهذا خطر عظيم على الصائم ان يكون صومه ليس على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ويكون صوم مجرد انه امسك عن الطعام الطعام والشراب وان كان يؤجر على هذا الامساك لكن الصوم الحقيقي والمقصد الحقيقي من الصيام هو ان تحفظ سمعك وبصرك عن معصية الله عز وجل. ولذا قال اذا صمت فليصم سمعك وبصرك عما حرم الله عز وجل. وكان ابو هريرة واصحابه رضي الله تعالى عنه اذا صاموا لزم بيوتهم يحفظون ايامهم وكان طليق بن قيصر اذا صام دخل المسجد ولم يخرج منه الا الى الا الى الافطار من باب ان يحفظ صومه فكذلك كن يا عبد الله احفظ صومك دائما من الغيبة والنميمة ومن النظر لما حرم الله او سماع ما حرم الله عز وجل حتى يكون هذا الصوم جنة لك عند الله عز وجل وحتى يكون صيامك صيام حقيقي وصحيح تؤجر به وتؤجر عليه الاجر العظيم. والله يقول انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب والصائم صائم والصائم صابر لانه صبر عما حرم الله عز وجل عليه من طعام وشراب ومعاصي وذنوب يؤجر الاجر العظيم عند ربه سبحانه وتعالى. احسن الله اليكم