الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد انتهينا الى ما علقه الناظم رحمه الله تعالى فيما يتعلق بشهادة ان لا اله الا الله وما يتعلق بشروطها واركانها. وقد مر بنا ان لا اله الا الله هي كلمة التوحيد وهي الحسنى التي من صدق بها نجا وهي كلمة الفوز والفلاح والنجاح وهي الكلمة التي جعلها ابراهيم في عقبه وهي العروة الوثقى التي من تمسك بها نجا وهي اثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة وهي افضل الكلام واحبه الى الله عز وجل وهي العاصمة من الشيطان التي يعصم صاحبها من الشيطان الرجيم اذا رددها وقالها وبينا ان هذه الكلمة لها شروط واركان وبينا معناها فان معنى لا اله كما ذكرنا ان لا هنا هي النافية وانها تعمل عمل انا في النكرات وان اله هو اسمها وان الاله هو اسمها لا اله واله هنا اسم جنس يشمل كل مألوف عبد بغير حق عبد بغير حق فان عبادته منفية وهو معنى لا اله اي كل اله عبد من دون الله عز وجل فعبادته باطلة وذكرنا ان خبر لا هنا انه انه محذوف تقديره بحق. على القول الصحيح من اقوال اهل عند اهل السنة. اما المخالفون فلهم في الخبر هنا تقدير كائن او موجود يقول لا اله موجود الا الله وهذا غير صحيح بل الالهة من جهة الوجود كثيرة التي يزعم انها الهة وتعبد من دون الله عز وجل هي كثيرة فلا اله هنا هو نفي الحقيقة لا الوجود. النفي هنا متعلق بالحقيقة لا بالوجود. اما من جهة الوجود فهناك الهة كثيرة تعبد من دون الله عز وجل. واما من جهة الحقيقة فلا اله يعبد بحق الا الله سبحانه وتعالى ووضحنا ان معناه ومقتضاها هو الا ان لا معبود بحق الا الله. فكل اله يعبد من دون الله فعبادته باطلة. ومن عبد غيره الله عز وجل فقد اشرك بالله عز وجل الشرك الاكبر. وبينا ان لهذه الكلمة لها ركنان ركن النفي وركن الاثبات. وهذان الركنان جاء دليلها في كتاب الله عز وجل في ادلة كثيرة من ذلك قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه ومن ذلك قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وادلة هذه الشهادة كثيرة في كتاب الله وفي سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله. وجاء ايضا من طريق سعد طارق عن ابيه. بمعناه ان من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حر ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل. فهذا هو معنى لا اله الا الله الا معبود بحق الا الله فلما ذكرنا هذين الركنين ذكر الحافظ رحمه الله تعالى ان لهذه الكلمة ايضا شروط ان لهذه الكلمة شروط استقرأها اهل العلم من كتاب الله عز وجل واخذوها من كلام الله ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فقال رحمه الله تعالى وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي قد وردت اولا في هذه الشروط مسائل. المسألة الاولى هذه الشروط ليست مبتدعة من القول ابتدعها الناظم مثلا او ابتدعها من اتى قبله من اهل العلم وانما هي شروط استقرأها اهل العلم استقراء تاما من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم وقد جاء ذكر هذه الشروط او معناها في كلام السلف رحمهم الله تعالى. فقد ذكر عن الحسن كما رواه ابن ابي شيبة رحمه الله تعالى انه رأى الفرزدق الفرزدق الشاعر وهو يدفن احد اقاربي فقال يا فارزق ماذا اعددت لهذا؟ اي ماذا اعددت لهذا القبر؟ وماذا اعددت لهذا الموت؟ ماذا اعددت لهذا الموت قال كلمة التوحيد لا اله الا الله كلمة التوحيد لا اله الا الله. فقال ان لي هذه الكلمة ان لهذه الكلمة عمل ومقتضى فاياك وقذف المحصنات فاياك وقذف المحصنات. وقال ايضا عندما قال عندما قيل له من قال دخل الجنة قال رحمه الله تعالى من قال لا اله الا الله دخل الجنة اذا ادى حقها اذا ادى حقها وفرضها اذا ادى حقها وفرضها. ولا شك ان هذه الكلمة حقوق وفروض يلزم المسلم اذا نطق بها ان يأتي بها. وقد سئل وهم المنبه كما عند البخاري في كتابه العلم. عندما قال قال مفتاح الجنة قال وننبه مفتاح الجنة لا اله الا الله ثم قال ولكن لكل مفتاح لكل مفتاح اسنان. فمن اتى باسنانه فتح له ومن لم يأت باسنانه لم يفتح لم يفتح له. وهذا محل اجماع بين اهل العلم محل اجماع بين اهل العلم انك كلمة التوحيد من قالها ونطق بها وتلفظ بها ولم يحقق مقتضاها ولم يحقق معناها انها الا تنفعه يوم القيامة ولا يخال في هذا احد من المسلمين ولا يخالف في هذا احد من المسلمين فالمنافقون يقولون لا اله الا الله رددونا صباح مساء وهي لا تنفعهم. وكذلك اليهود يشهدون ان لا اله الا الله وهم كفار باجماع باجماع المسلمين فاذا لا بد لمن قال لا اله الا الله ان يحقق شروطها. وهذه الشروط جاءت متفرقة في كلام الائمة كابن جري الطبري ابن بطة العكبري وذكر ايضا ابن رجب رحمه الله تعالى حتى ان ابن رجب في كتابه كلمة التوحيد ذكر في ذلك عندما ذكر احاديث الوعد وان من قال لا اله الا الله دخل الجنة وذكر خلاف اهل العلم فيها ذكر من الخلاف ان هذه الكلمة لا تنفع الا لمن حقق شرائطها من الاخلاص واليقين وقال يحمل المطلق هنا على ما قيد هناك في بشروطها على فقيد هناك بشروطها. المسألة الثانية من اول من من اتى بهذه الشروط وجمعها بهذه الصورة من جمعها بهذه الصورة ذكرت ان شوط وجدت في كلام السلف ووجد في كلام اهل العلم متفرقة يذكر هذا شرط العلم ويذكر هذا شرط الاخلاص ويذكر هذا شرط شرط الصدق ويذكر هذا شرط اليقين اما من جمعها واول من جمعها بعد تفرقها هو الشيخ الامام عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فهو اول من جمع هذه الشروط على هذه الصفة. وجعلها في سبعة في سبعة شروط رحمه الله تعالى. وقد تأتى بعده ابن مال وغيره من اهل العلم فذكروا هذه الشروط ونظمها الحافظ رحمه الله تعالى الحكمي بهذين البيتين في هذين البيتين. المسألة الثالثة هل هذي الشروط محصورة او انها تزيد وتنقص او انها تزيد وتنقص. من اهل العلم من زاد في ذلك شرط القول. ومن منهم من زاد في لذلك شرط الموت على هذا المعتقد وهذه مكملات. ومنهم من زاد الكفر بما يعبى من دون الله عز وجل. ومنهم من زاد شرط الخوف والرجاء وما شابه ذلك والصحيح ان هذه الشروط السبعة التي ذكرها الشيخ عبد الوهاب الحسن رحمه الله تعالى ونظمها الحافظ الحكمي وغيره هي تشمل جميع ما يحتاج وهناك شروط الاخرى هي داخلة في ظل هذه الشروط. اما اساسيات هذه الشروط فهي اساسية وغيرها يدخل تباعا. الخوف والرجاء والخشوع والخشية والانابة وجميع العبادات التي يستحقها ربنا داخل تحت معنى الانقياد وتحت معنى العلم وتحت الصدق تدخل معها تدخل هذه هذه المعاني تحت هذه الشروط تحت هذه الشروط. اذا الصحيح ان هي بالاستقراء وان من جمعها سبع شهور بالحسن وان هناك من زاد ونقص والامر في ذلك واسع والذي يعلنه هنا ان نحفظ هذا المعاني وان نحققها. وهذه مسألة هل يلزم موحد ان يحفظ الشروط فقط او ان يعمل مقتضاها؟ بالاجماع ان الله لا يغني عن صاحبها شيئا الا اذا عمل بمقتضاها. اما اذا كان حافظا لها اما اذا كان حافظا لها مرددا لالفاظها وحروفها وهو لا يعقل معناها فانها لا تنفع عند الله عز وجل ولا ينجيه من عذاب الله سبحانه وتعالى. وعلى هذا نقول ان الموحد الذي يعمل بمقتضاها ويحقق معناها ويحقق شروطها وان لم يعرفها من جهة النظر ومن جهة الاستدلال فانه ينجو يوم القيامة. فالعامي الذي يعرف معنى لا اله الا الله وانه يعبد وحده سبحانه وتعالى ويحقق شروطها في واقعه ويحقق الشروط في واقعه في علم ان الله هو الاله ويوقن انه لا انه انه اله لا شك فيه وكذلك مصدقا وصادقا في قولها قابلا منقادا محبا لهذه الكلمة فانها تنفعه وان لم كن عالما بادلة هذه الشروط وذكرها وحفظها فالمعنى ان يكون الموحد المسلم محققا معاني هذه الشروط محققا لمعاني هذه الشروط وعاملا بمقتضى كلمة التوحيد لا اله الا الله. هذا هي مسألة ومسألة كل هذه الشروط يراد بها ان تحفظ فقط ام ان يعمل بها؟ فنقول الكمال ان تحفظها وان تعرف ادلتها وان تحسن الاستدلال عليها ثم بعد كذلك او او قبل ذلك تحقق معرفة معناها وتحقق العمل بمقتضاها. فان فعلت ذلك نفعتك هذه الكلمة وانجتك عند الله سبحانه وتعالى. قال رحمه الله تعالى وبشروط سبعة قد قيدت. هذه الشروط السبعة ذكرها هنا وفي قوله وفي نصوص الوحي حقا قد وردت اي ان هذه الشروط استقرأها اهل العلم من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي معنا. وان هذه الشروط ليست بدعة من القول او ليس ادعم من القول كما يدعه او كما يدعيه المخالفون المخرفون الذين يقولون ان هذه الشروط لا يعرفها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفها ولا يعرفها سلف هذه الامة ولا يعرفها علماء المسلمين نقول هذا باطل بل هذه الشروط عليها الاجماع بين المسلمين فلا فليس فهناك مسلم يخالف في ان الموحد يلزمه ان يعلم ان الله هو الاله. وان يوقن ان الله هو الاله وان يكون صادقا مصدقا في قوله لا اله الا الله وان ينقاد ويقبل لكلمة التوحيد كما سيأتي ايضاحه. اذا هذه الشروط هي مستقرأة من كتاب الله عز وجل وليست هي محدثة من كلام اهل العلم فقط وانما هي مستقرا من كتاب الله كما سنذكر عند كل عند كل شرط من شروط هذه الكلمة قال ذلك فانه لم ينتفع قائلها بالنطق حيث الا حيث يستكملها اي ان الناطق بكلمة التوحيد الذي يرددها يقول لا اله الا الله لا تنفعه هذه الكلمة الا اذا حقق شروطها وحقق قبل ذلك ركنيها ايضا فان هناك اركان هناك شروط هناك اركان وهناك شروط ومن اهل العلم من يرى ان الاركان والشروط متداخلة وان بعضها داخل في بعض ومنهم من يفرق ومنهم من يفرق فيرى ان الشرط هو ما يسبق ما يسبق النطق والركن ما يكون في ماهية وجزء من من الشهادتين والصحيح ان الشرط وان كان سابقا للشهادة الا ان الناطق بهذه الكلمة يلزمه ان يكون محققا للشرط بعد نطقه وبعد الى الى ان يتوفاه الله عز وجل فلابد ان يحقق هذه الشروط الا ان الفرق بين الركن والشرط ان الركن هو هو الجزء من ماهية الشيء وتأمل الشرط فهو ما يسبق الشيء ما يسبق الشيء ما يسبق الشيء ويتفقان انهما جميعا شرط لصحة توحيد العبد من ترك الركن او ترك الشرط فانه كافر بالله عز وجل فهذا محل الاتفاق ان الركن والشرط ان الركن والشرط هما هما هما دلالة على اسلام العبد وايمانه. وانه متى متى ما اخل بشرط او بركن فان توحيده منتقض وايمان واسلامه غير صحيح فلا بد ان يحقق الشروط ولابد ان يحقق الاركان. وسميت هذه الشروط شروط لان الشرط اصل من العلامة الشرط اصله من العلامة والشرط من جهة من عند اهل الاصطلاح وعند الاصوليين هو ما يفيد ما يفيد عدمه العدم ولا يفيد وجوده وجود ولا عدم لذاته هذا هو الشرط فعند انتفاض الشروط فان قائل كلمة التوحيد لا تنفعه قائلا كلمة التوحيد لا تنفعه فمن يقول مثلا ان من من يكون اهلا بالله عز وجل ولا يعلم ان الله هو الاله فان هذه الكلمة لا تنفعه. كذلك من شك في الهية الله فانها للكلمة لا تنفعه كذلك من كذب او كان كاذبا في قول اهل الله فانها لا تنفعه فاذا لا بد ان يحقق العبد هذه الشروط وان يلتزمها وان تواليت احوال وان يحققها الى ان يلقى الله سبحانه وتعالى. مع هذه الشروط ايضا ان يحقق ركني شهادة ان لا اله الا الله وذلك بان اعتقد ان كل اله يعبد من دون الله فعبادته باطلة وان يثبت العباد لله وحده وان المعبود بحق هو الله سبحانه وتعالى قال فانه لم ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها اي يستكمل هذه يستكمل هذه الشروط. ثم ذكر بقوله العلم واليقين والقبول والانقياد فادر اقول العلم واليقين والقبول والانقياد فدر ما اقول