الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسول نبينا محمد عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة حافظ بن احمد الحكم رحمه الله وغفر له وللشارح والسامعين وللمسلمين قال في كتابه معارج القبول بشرح سلم الوصول الى علم الاصول ومن ذلك التصريح باختصاص بعض الاشياء بانها عنده قال الله تبارك وتعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادتي ويسبحونه وله يسجدون. وقال تبارك وتعالى وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. وقال تبارك وتعالى قال فان استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون. وقال تبارك وتعالى ولا تحسبن ان الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. وقال تبارك وتعالى وضرب مثلا للذين امنوا امرأة فرعون اذ قالت ربي ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واصلح لنا شأننا كله. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اما بعد هذا النوع من انواع الادلة على علو الله سبحانه وتعالى الا وهو ذكر الله سبحانه وتعالى بعض مخلوقاته المشرفة بانها عند كما ذكر في غير اية من كتابه سبحانه وتعالى عن الملائكة الكرام قال ومن عنده وهذه العندية تفيد القرب قرب الملائكة من الله سبحانه وتعالى تشريف الله سبحانه وتعالى لهم بذلك واذا كان الله عز وجل قد خص الملائكة بهذا الوصف بانهم عند الله جل وعلا فهذا يفيد قربهم من الله تفيد قربهم من الله سبحانه وتعالى وليس قول الله عز وجل ومن عنده اي تحت قدرته وتدبيره ومشيئته كما يقوله الضلال من النفاة في تفسير الاية وانما ولو كان الامر كما يقولون فالخلق كلهم على هذا المعنى عند الله لانهم تحت مشيئته وانما الذي ذكر في الاية ما معنى خاص خص الله سبحانه وتعالى به الملائكة الكرام قال ومن عنده ثم انظر اثر العقيدة الصحيحة على العبد في تقربه الى الله سبحانه وتعالى فانظر الى هذه المرأة الصالحة المباركة المؤمنة زوجة فرعون الطاغية في دعائها لله ومناجاة مناجاتها لرب العالمين سبحانه وتعالى قالت في دعائها ربي ابن لي عندك بيتا في الجنة وهذا الدعاء مبني على صحة العقيدة والايمان بعلو الله جل في علاه فدعت هذه الدعوة العظيمة المباركة ربي ابن لي عندك بيتا في الجنة لم تقل ابن لي بيتا عندك في الجنة وانما سألت الجار قبل الدار وهذا من فقهها في دعائها لله سبحانه وتعالى ومناجاتها له جل في علاه وهذا يستفاد منه ان صحة العقيدة عقيدة المرء في اصول الايمان وعقائد الدين لها اثر لها اثرها عليه في عباداته مناجاته ودعائه لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه ان رحمتي سبقت غضبي. ولمسلم عن هذا الحديث ايضا من الادلة على هذا المعنى كتاب كتبه الله سبحانه وتعالى وهو عنده فوق العرش وعنده فوق العرش والحديث يدل على علو اللام من جهتين من جهة ذكر هذا الكتاب بانه عنده واختصاص بعض المخلوقات بهذا الوصف عند الله سبحانه وتعالى هذا من الادلة على علو الله سبحانه وتعالى ايضا دل على العلو من جهة قول قوله فوق العرش ففيه اثبات الفوقية وقد مرت نعم ولمسلم عنه في حديث طويل وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده نعم يعني اولى في تمام الحديث وذكرهم الله فيمن عنده اي الملائكة اه الكرام ذكرهم الله فيمن عنده وهذا فيه عظيم شرف مجالس العلم التي يتلى فيها كلام الله واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتدارس فيها معاني القرآن ومعاني سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فذكر في ثواب ذلك ان السكينة تنزل عليهم وان الرحمة تغشاهم وان الملائكة تحفهم وان الله سبحانه وتعالى يذكرهم في من عنده. وهذا موطن الشاهد يذكرهم فيمن عنده اي الملائكة الكرام؟ فافاد ذلك علو الله سبحانه وتعالى بذكر هذا الاختصاص الملائكة بانهم عند الله سبحانه وتعالى اي في قربهم منه جل في علاه. نعم وفيهما عنه رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى انا عند ظن عبدي بي انا معه اذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم. وان الي شبرا تقربت اليه ذراعا وان تقرب الي ذراعا تقربت منه باعا. وان اتاني يمشي اتيته هرولة وفي صحيح وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث الى من قال ثم خرج علينا فقال الا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ فقلنا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها قال يتمون الصفوف الاول ويتراصون في الصف. وله ما عن ابي هريرة رضي الله عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم احتج ادم وموسى عند ربهما عز وجل فحج ادم موسى وذكر الحديث وسيأتي ان شاء الله بتمامه ومن ذلك الرفع والصعود والعروج اليه وهو انواع منها رفعه عيسى عليه السلام. قال الله تعالى وما قتلوه ويقينا بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما. وقال تبارك وتعالى يا عيسى اني متوفيك ورافعك فاليه ومطهرك من الذين كفروا وسيأتي ان شاء الله تعالى ذكر الاحاديث الواردة في نزوله الى الارظ كمن عدلا في اخر هذه الامة بشريعة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم في اشراط الساعة. يقول اه رحمه الله وتعالى ومن ذلك الرفع والعروج والصعود اي ان هذا من الادلة على علو الله سبحانه وتعالى ما جاء في النصوص من اخبار آآ رفع بعض المخلوقات اليه او صعود العمل اليه او عروج الملائكة اليه ومن المعلوم ان الرفع والعروج والصعود كل ذلك انما يكون الى الاعلى فهذا دليل على علو الله تعرج الملائكة اليه اعني الله اليه يصعد الكلم الطيب. تعرج الملائكة والروح اليه خروج والصعود والرفع هذا كله من ادلة على علو الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ومنها صعود الاعمال اليه كما قال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد الى الله الا الطيب فان الله تعالى يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي احدكم حتى تكون مثل الجبل. نعم الشاهد ولا يصعد الى الله الا الطيب والصعود انما يكون الى اعلى نعم. ورواه مسلم ايضا والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن في صحيحه وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يذكرون جلال الله عز وجل من تسبيحه وتكبيره وتحميدي وتهليلي يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرنا باصحابهن. الا يحب ان يذكرنا بصاحبهن الا يحب احدكم الا يزال له عند الله شيء يذكر به رواه احمد وابن ماجه شيء يذكر به شيء شيء يذكر به يذكر يذكر به نعم هذا آآ من فضل الذكر ولا سيما كلمات الاربع التي احب الكلام الى الله كما جاء في الحديث قال من تسبيحه وتكبيره وتحميده وتهليله اذا خص هذه الكلمات الاربعة العظيمة بالذكر ان هذه الكلمات لها دوي كدوي النحل. تذكر بصاحبها هذا فيه فضل العناية بهذه الكلمات الاربع والاكثار منها وهي احب الكلام الى الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا دعوة المظلوم فانها ما تصعد الى السماء الى الله عز وجل كانها شرارة. قال الذهبي غريب واسناده جيد وفي الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعا اتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجاب نور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. وفي ذلك احاديث لا تحصى في الصحيحين وغيرهما. حديث ابي موسى الاشعري آآ رحمه الله تعالى آآ ورضي عنه من اجمع الاحاديث في العقيدة في الله بذكر صفاته ونعوته بيعني عظمة الله سبحانه وتعالى فهو من اجمع الاحاديث حتى ان بعض العلماء ووصف شأنه في السنة كانت الكرسي في القرآن في جمعيته لصفات الرب ونعوته سبحانه وتعالى نعم ومنها صعود الارواح الى الله عز وجل. اعني ارواح المؤمنين. قال الله تبارك وتعالى ان الذين كذبوا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط والامام احمد من حديث من حديث البراء بن عاز بن الطويل في قبض الروح وفيه قال ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه. كأن وجوههم الشمس معهم كفن من اكفانهم الجنة وحانوت من حانوت الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه يقول ايتها النفس الطيبة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان. قال فتخرج فتسيل كما تسيل من في السقاء فيأخذها فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنون ويخرج منها كاطيب نفحة مسك على وجه الارض. قال فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون فلان ابن فلان باحسن اسمائه التي كانوا يسمونه في الدنيا حتى ينتهوا الى السماء الدنيا فيستفتحون له فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتى ينتهوا بها الى السابعة فيقول الله تعالى اكتبوا كتاب عبدي في عليين واعيدوه الى الارظ فاني منها خلقتهم وفيها ومنها اخرجهم تارة اخرى. وذكر الحديث وسيأتي ان شاء الله بطوله. الشاهد من الحديث اه قوله عليه الصلاة والسلام فيصعدون بها وهذا الصعود بالارواح ارواح فالمؤمنين الى العلو تستفتح السماء الاولى والثانية الى السماء السابعة والصعود انما يكون الى اعلى نعم وقد تقدم حديث ابي هريرة في ذلك وفيه احاديث جمة سنذكر منها ما يسره الله تعالى في بابه ان شاء الله ومنها عروج الملائكة والروح اليه. قال الله تبارك وتعالى من الله ذي المعارج. تعرج الملائكة والروح اليه وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو اعلم بهم فيقول كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون واتيناهم وهم يصلون من حديث قوله عليه الصلاة والسلام ثم يعرج الذين باتوا فيكم اي من الملائكة والعروج انما هو لاعلى وفي هذا الحديث فظل هاتين الصلاتين صلاة الفجر وصلاة العصر وان لله ملائكة يتعاقبون في العباد نزولا وصعودا ويكون نزولهم وصعودهم وقت هاتين الصلاتين يجتمعون اي هؤلاء الملائكة في هذين الوقتين الملائكة النازلون والملائكة الصاعدون يجتمعون في هذين الوقتين وقت الفجر ووقت العصر وهذا فيه شرف هاتين الصلاتين وعظم شأنهما فيعرجون اي الى الله صعودا وارتفاعا الى العلو فيسألهم الله سبحانه وتعالى اذا عرجوا وصعدوا اليه يسألهم جل وعلا كيف تركتم عبادي وهو اعلم سبحانه وتعالى بهم فيقولون اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون اتيناهم يعني الذي نزلوا في صلاة الفجر اتوا وهم يصلون الفجر وتركناهم وهم يصلون اي صلاة العصر. والذين نزلوا في العصر اتوهم وهم يصلون العصر وعرجوا او صعدوا منهم. وهم يصلون الفجر وهكذا فانظر هذا الشرف الذي يفوز به من يكرمه الله سبحانه وتعالى بالمحافظة على هاتين الصلاتين اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون النائم في بيته ما يدخل مع هؤلاء النائم في بيته ما يدخل مع هؤلاء ولا يحوز هذا الشرف وهذا الفضل فالعظيم يستفاد من ذلك ان امور الايمان والعقيدة الصحيحة لها اثرها على العبد في محافظته على العبادة والطاعة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى عندما يعلم العبد ان الملائكة كل فجر وكل عصر يتعاقبون في العباد تشتد محافظته وعنايته بهاتين الصلاتين وغيرهما من الصلوات طلبا لثواب الله سبحانه وتعالى ونجاة ايضا من سخطه سبحانه وتعالى وعقابه نعم وفي الصحيحين عن ابي وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله تبارك وتعالى ملائكة يطوفون الطرق يلتمسون اهل الذكر فاذا وجدوا قوما يذكرون الله يذكرون الله تعالى تنادوا هلموا الى حاجتكم. قال فيحفونهم ما لهم حاجة في هذا التطواف في الارض الا البحث وآآ البحث عن حلق الذكر مجالس العلم فاذا وجدوا قالوا هلم الى حاجتكم هلم الى حاجتكم اي طلبتكم وبغيتكم وما تطوفون في الارض من اجل نعم قال فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الدنيا. قال فيسألهم ربهم عز وجل وهو اعلم منهم. يخفونهم باجنحتهم. ماذا نعتقد به وان كان طلاب العلم ومن هم في مجالس العلم لا يرون ملائكة تحفهم باجنحتهم لكنهم مما قال النبي صلى الله عليه وسلم على يقين على يقين فالنبي عليه الصلاة والسلام صادق مصدوق لا ينطق عن الهوى مثل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل طالب العلم وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع وان كانوا طلاب العلم لا يرون ذلك لكنهم يعتقدون ذلك وهذه خاصية المؤمن هدى للمتقين الذين نعم يؤمنون بالغيب اي يؤمنون بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه. نعم قال فيسألهم ربهم عز وجل وهو اعلم منهم ما يقول عبادي. قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمددونك قال فيقول الله فيقول تعالى هل رأوني؟ قال فيقولون لا والله ما رأوك. قال فيقول وكيف لو رأوني؟ قال يقولون لو رأوك كانوا لك اشد عبادة واشد لك تمجيدا واكثر لك تسبيحا قال قال يقول فما يسألوني؟ قال يقولون يسألونك الجنة. قال يقول وهل رأوها؟ قال يقولون لا يا ربي ما رأوها قال يقول فكيف لو انهم رأوها؟ قال يقولون لو انهم رأوها كانوا اشد عليها حرصا واشد لها طلبا واعظم فيها رغبة. قال فمما يتعوذون؟ قال يقولون من النار. قال يقول وهل رأوها؟ قال يقولون لا والله ما رأوها. قال يقول كيف لو رأوها؟ قال يقولون لو رأوها كانوا اشد منها فرارا واشد لها مخافة. قال فيقول فاشهدكم اني غفرت لهم. قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم انما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم متفق عليه لفظ البخاري متفق عليه وهذا لفظ البخاري هذا الحديث جمع اركان التعبد القلبية جمع اركان التعبد القلبية المطلوبة من المسلم في كل عبادة المطلوبة من المسلم في كل عبادة. وقد جمع هذا الحديث هذه الاركان جمعا عظيما عجيبا لمن تفكر وتأمل في هذا الحديث العظيم. واركان التعبد القلبية ثلاثة ويا الحب حب الله سبحانه وتعالى ورجاء ثوابه وخوف عقابه وهذه الاركان الثلاثة ينبغي ان تكون مصاحبة للمسلم في كل في كل عبادة يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها. كما قال الله جل وعلا في سورة الاسراء قال اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا قال يرجون قال يا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوصيلة. هذه المحبة ويرجون الرحمة ترجون رحمته هذا طلب الثواب والنعيم ويخافون عقابه هذا فيه الخوف والبعد بالنفس عن عقاب الله سبحانه وتعالى وما يسخطه جل في علاه هذه اركان التعبد القلبية وهي مجتمعة ايضا في سورة الفاتحة الحمد لله رب العالمين فيها الحب الرحمن الرحيم فيها الرجاء مالك يوم الدين فيها الخوف فهذه الاركان العظيمة اه ينبغي ان تكون مصاحبة المسلم في كل عبادة يتقرب بها الى الله فهو يعبد الله حبا لله عز وجل ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه وذكرت هذه الثلاث في في هذا الحديث قال يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني قال فيقول لا والله ما رأوه. قال فيقول كيف لو رأوني؟ قال يقولون لو رأوك كانوا لك اشد عبادة وهذا فيه التأكيد على المعنى في الوارد في الحديث ان تعبد الله كأنك تراه وهذا ثمرة قوة الحب حب الله سبحانه وتعالى وهذا الحب هو ايضا ثمرة للمعرفة الصحيحة باسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته كما قال ابن القيم من عرف الله باسمائه وصفاته وافعاله احبه لا محالة احبه لا محالة لان المعرفة الصحيحة بالله سبحانه وتعالى تثمر الحب حب الله سبحانه وتعالى وهذا الحب يثمر حسن التقرب الى الله جل وعلا بما يرضيه قال فما يسألوني هذا الركن الثاني من اركان التعبد قال فما يسألوني؟ قال الجنة. وهذا فيه ان العبد اه يعبد الله سبحانه وتعالى يرجو ثواب الله يرجو ما عند الله سبحانه وتعالى منا النعيم المقيم والثواب العظيم الذي اعده او سبحانه وتعالى لعباده المتقين ثم بعد ذلك قال آآ سبحانه وتعالى مما مما يتعوذون فمما يتعوذون قال يتعوذون من النار وهذا فيه ان العبد ينبغي ان يكون في عبادته لله سبحانه وتعالى يرجو بذلك ان يعيده آآ الله سبحانه وتعالى بهذه العبادة وهذا التقرب من النار ولذلك الرجل الذي قال للنبي عليه الصلاة والسلام اما اني لا احسن دندنتك ولا دندنة معاذ قال ما تقول قال اقول اللهم اني اسألك الجنة واعوذ بك من النار قال النبي عليه الصلاة والسلام ونحن حولها ندندن يعني في عبادتنا وتقربنا لله حول الجنة والنار ندندن نرجو الجنة ونخاف من النار هذه عبادة الانبياء عبادة الانبياء ابراهيم الخليل في دعائه قال واجعلني من ورثة جنة النعيم فعبادة الانبياء وعبادة اتباع الانبياء قائمة على هذه الاركان الثلاثة في التعبد يعبدون الله حبا لله سبحانه وتعالى ورجاء لثوابه خوفا اه من عقابه سبحانه وتعالى نعم واما الشاهد من الحديث فواضح نعم وعنه رضي الله عنه قال ايضا قوله في تمام الحديث هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم. هم الجلساء لا يشقى بهم جليس هذا فيه عظيم الفضل في مجالس الذكر وان المسلم لا يحقر لنفسه او يتقال لنفسه مجلس علما يجلسه فان فانه وان لم يكن من اه في في ذلك المجلس من المحصلين الاقوياء في التحصيل فيه. الا ان بركة المجلس تغشاه وفظله يغشاه فهم القوم لا يشقى بهم جليس حتى وان كان يرى من نفسه لا يحصل تحصيل المجدين في مجالس العلم لكن لا يحرم نفسه لا يحرم من نفسه من بركة مجالس العلم المعقودة في بيوت الله سبحانه وتعالى. وما فيها من الثواب العظيم وايضا ما يهيئه الله سبحانه وتعالى من فائدة تلج الى قلبي فينفعه الله سبحانه وتعالى بها في حياته كلها نعم وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ملك الموت يأتي الناس عيانا فاتى موسى عليه السلام فاتى موسى عليه الصلاة والسلام فلطمه فذهب بعينه فعرج الى ربه عز وجل فقال يا رب بعثتني الى موسى فلطمني فذهب بعيني. ولولا ولولا كرامته عليك لشققت عليه. قال ارجع الى عبدي. فقل له يضع يده على ثور فله بكل شعرة وارت كفه سنة يعيشها فاتاه فاتاه فبلغه ما امره فقال ثم ماذا بعد ذلك؟ قال الموت قال الان فشمه شمة قبض فيها روحه ورد الله على ملك الموت وفي لفظ فلطم عينه فرجع فقال ارسلتني الى عبد لا يريد الموت فرد الله عليه عينه وقال ارجع الى فقل له ان كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور وفيه قال يا ربي فالان وقال ربي ادنني من الارض المقدسة رمية بحجر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت ذم لاريتكم قبره الى جانب الطريق عند الكثيب الاحمر. متفق عليه نعم يعني عرج الى ربه عز وجل نعم ومن ذلك مراد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الى سدرة المنتهى والى حيث شاء الله عز وجل كما وتتبيه الاحاديث الصحيحة المشهورة في الصحيحين وغيرهما. نعم ثم ساقها رحمه الله تعالى وهذا يؤجل الى اللقاء القادم. لكن اشير الى فائدة هامة وهي التنبيه على ما من الله سبحانه وتعالى به على اهل السنة خاصة من بين كل الفرق باصنافها وانواعها ان عقيدتهم ودينهم وايمانهم كتاب وسنة قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم والذي نقرأه هذا مثال مما هو موجود في عامة كتب اهل السنة. يقول نعتقد كذا لقول الله تعالى كذا ولقول رسوله صلى الله عليه وسلم هكذا فعقيدتهم كتاب وسنة عقيدتهم قال الله قال رسوله صلوات الله وسلامه عليه بخلاف غيرهم من طوائف الضلال. فانه اذا تحدث عن العقيدة تكلم في باب الاستدلال بالمنطق او علم الكلام او الفلسفة او الاراء او غير ذلك من الامور التي جعلت مصادر للاستدلال عند اقوام فحرفتهم عن سواء السبيل فخاصية اهل السنة من بين الفرق كلها ان عقيدتهم ودينهم عبادتهم قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه ميزة لا يراها المرء ابدا في اه المجالس التي تعقد آآ بيان امور العلم او نحو ذلك لا يراها الا عند اهل السنة خاصة الذين شرفهم الله واكرمهم اه الارتباط بكلامه وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نفعنا الله اجمعين ووفقنا لكل خير انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب. نعم. جزاكم الله خيرا ونفعنا الله بما قلتم وبارك الله فيكم احسن الله اليك هذا سائل يقول ما هي مناسبة تسمية الشيخ رحمه الله؟ الكتاب معارج القبول لهذا الباب العروج والصعود لا ليس له مناسبة لهذا الباب واما مناسبة التسمية فذكرت في اول قراءتنا لهذا الكتاب شيئا عاما حول هذا المعنى ذكرت ان العلم العلم الذي يوفق الله سبحانه وتعالى له عبده المسلم هو يعرج بصاحبه الى الفضل والى الكملات والى الرفعة في الدنيا والاخرة العلم سلم يصل به آآ يصل بصاحبه الى العلو والرفعة في معالي الامور مثل ما قال الله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. فالعلم رفعة نعم احسن الله وايضا كنت اشرت ان الشيخ رحمة الله عليه لما سمى منظومته سلم الا الوصول ناسب ان يسمي شرحها معارج القبول مع رجل القبول فهو اسم موافق ومناسب آآ لاسم المنظومة التي شرحها رحمه الله تعالى. نعم احسن الله اليكم. يقول هل صفة الهرولة من من الصفات الفعلية لله؟ نعم ثابتة في الحديث الذي مر معنا نعم هذا يقول ما هو وجه الاستدلال على علو الله في كون الملائكة عنده وجه الاستدلال في الحديث وكذلك الاية او الايات التي ساق المصنف ان هذا الاختصاص اختصاص بعض المخلوقات بانها عند الله سبحانه وتعالى دل على ان لها تميزا عن سائر المخلوقات وهذا التميز هو قربها من الله سبحانه وتعالى في علوه جل في علاه ولهذا ايضا اهل البدع فرارا من هذا المعنى دلالة الحديث على علو الله قالوا ان المراد بقوله عنده اي تحت مشيئته قالوا عنده اي تحت مشيئته وتدبيره ولو كان الامر كما يقولون لكانت المخلوقات كلها عنده لانها كلها تحت مشيئته فكانت المخلوقات كلها عنده سبحانه وتعالى لانها كلها تحت مشيئته وتدبيره سبحانه وتعالى لكن لما خص الملائكة بذلك دل ذلك على العلو لان لان هذه العندية الثابتة للملائكة هي قرب من الله خصهم به في علوه جل في علاه وآآ مر معنا في الحديث كتب كتابا فهو عنده فوق العرش فهو عنده فوق العرش نعم احسن الله اليكم هذا يقول هل ما ذكر في حديث مجالس الذكر من التسبيح والتحميد ومن سؤال الجنة والتعوذ من النار يقولونه بلسان الحال او بلسان المقال مجالس الذكر مجالس الذكر هي المجالس التي يبين فيها دين الله مثل ما جاء في الحديث اذا مررتم رياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر. قال العلماء حلق الذكر اي مجالس العلم التي يبين فيها دين الله سبحانه وتعالى وثمرة هذه المجالس آآ ذكر الله ثمرة هذه المجالس ذكر الله سبحانه وتعالى ودعوة الناس على الاقبال على ذكره وسؤاله الجنة والتعود به من النار وليس المراد بما جاء في الحديث انهم يجتمعون ويسبحون جماعة ويتعوذون جماعة ويسألون الله الجنة جماعة هذا مما لا اصل له في هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته الكرام بل ثبت عن الصحابة انكار ذلك على من فعله في قصة عبد الله ابن مسعود عندما اتى النفر الذين اجتمعوا في المسجد وعليهم رجل قائم وبين ايديهم حصى فيقول سبحوا مائة فيسبحون مئة جماعة ثم يقول هللوا مئة فيهللون مئة جماعة وهكذا فقال آآ رضي الله عنه وارضاه عدوا سيئاتكم يعني بهذا الحصى فاني ضامن على الله الا يضيع من حسناتكم شيء. قال عدوا سيئاتكم مع ان القوم انما كانوا يقولون سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. لكن لما كانت طريقتهم في الذكر محدثة ومبتدعة قال عدوا سيئاتكم وقال لهم ايضا اما انكم جئتم ببدعة ظلما او فقتم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما اما ان عند اما انه عندكم علم اعظم من علم الصحابة او انكم فتحتم باب ضلالة ولا يمكن ان يقولوا عن انفسهم منا عندنا علم افضل من علم الصحابة فماذا قالوا نعم قالوا والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير وهذا لسانك حال كثير ممن يمارسون مثل هذه الاشياء وما قاربها قالوا ما اردنا الا الخير. قال وهل كل من اراد الخير ادركه يعني لا يدرك الخير الا من يوفقه الله للاتباع اتباع النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نعم احسن الله اليكم هذا سائل يقول امي وزوجتي بخصام دائم والان امي تمنعني من زيارة اهل زوجتي افيدوني مأجورين. انصحك كثيرا ان تدعو زوجتك لان تهذب نفسها في تعامل مع في تعاملها مع الوالدة فان الزوجة اذا وفقت لهذا التهذيب النفس بمقابلة الوالدة بالاحترام والتقدير والصبر عليها الصبر عليها في مثلا شدتها ان كان لها شدة او الفاظها القاسية ان كان لها الفاظ قاسية فالواجب على الزوجة ان تكون مهذبة مع الام وانت تقابلها بالاحترام. فاذا اعملت الزوجة هذا التودد والاحترام والملاطفة وحسن المعاملة واحتمال الاذى ان وجد فان فان هذا هو الذي تتحقق به آآ او يتحقق به زوال هذه المشكلة فالذي انصحك به ان توصي زوجتك كثيرا ان تحسن المعاملة مع الام. وهذا الجانب حقيقة آآ تدخل آآ كثير من النساء الحياة الزوجية وهي لا تفقه حسن التعامل مع ام الزوج فتنشأ المشاكل وبينما الاصل ان تدخل آآ بيت الزوجية محترمة لام زوجها مقدرة لها عارفة بمكانتها واذا كان من اي اه ام الزوج اه شدة او نحو ذلك تحتمل هذا وتصبر عليه احتسابا عند الله سبحانه وتعالى لكن لا تقابل الصوت بالصوت والشدة بالشدة ونحو ذلك لان هذا هو الذي يحدث التفرغ ما ما التفرق الذي يحصل اما انها تبعد الابن عن امه وهذا حصل وهذه مصيبة عظيمة اي حياة تكون لابن ابتعد عن امه وبرها الاحسان اليها حتى ان بعض الابناء بسبب الزوجة هجر امه تماما لا يأتيها ولا يزورها ولا وبعض النساء يكون عندهن ايضا مكيدة في هذا الباب تصف ام زوجها بصفات ليست فيها حتى ينفر الابن من من امه ويقطعها ويهجرها وربما لا يزورها ابدا او ان او ان يحصل الامر الاخر وهو ان يطلق الزوجة ويتركها. فهذه الخصومات ولا خير فيها. الواجب على المرأة وفي هذا المقام ان ان تتهذب وتحسن التعامل مع مع ام الزوج نعم ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا. ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه