الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الحافظ العلامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا وللحاضرين ومع ذا مطلع اليهم بعلمه مهيمن عليهم وذكره للقرب والمعية لم ينفي للعلو والفوقية فانه العلي في دنوه وهو القريب جل في علوه ومع ذا الاتصاف بالعلو والاستواء على العرش والمباينة منه لخلقه تبارك وتعالى فهو مطلع سبحانه وتعالى اليهم الواو للاشباع بعلمه المحيط بجميع المعلومات لا تخفى عليه منهم خافية. كما جمع تبارك وتعالى بين ذلك في قوله عز وجل الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى فجمع تعالى بين استوائه على عرشه وبين علمه السر واخفى وكذلك جمع عز وجل بينهما في قوله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وهو الاول فليس قبله شيء والاخر فليس بعده شيء. والظاهر فليس فوقه شيء. والباطن فليس دونه شيء هكذا فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة عند مسلم وكذلك جمع تعالى بينهما في الاية التي تليها فقال عز وجل هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير وكذلك جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين هذين المعنيين في حديث الاوعال اذ يقول والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. وغير ذلك من الايات والاحاديث وهو اجماع المؤمنين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ان واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى بعد ان قرر العلو بادلته ذاكرا انواع الادلة على علو الله جل في علاه وذاكرا اقاويل السلف مرتبة على الطبقات فبعد ان انهى ذلك رحمه الله تعالى بتوسع وحسن بيان وتقرير بين ان بين رحمه الله تعالى انه مع ذلك اي مع ثبوت العلو صفة لله سبحانه وتعالى فانه لا يتنافى مع هذا العلو الثابت لله عز وجل اثبات المعية معيته جل وعلا لخلقه اي بعلمه واطلاعه عليهم وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه من العباد خفية ولهذا جاء في نصوص كثيرة في الكتاب والسنة اشار رحمه الله الى طرف منها الجمع بين العلو والعلم او العلو والمعية التي هي معية العلم والاطلاع جاء ذلك في نصوص كثيرة منها هذه النصوص التي اشار اليها رحمه الله تعالى واشرت سابقا ان ايات الاستواء ان ايات اثبات الاصف واصفة لله عز وجل وهي سبع ايات في القرآن كلها جاء معها ذكر العلم. علم الله سبحانه وتعالى اما في الاية نفسها كما في سورة الحديد او قبلها او بعدها في السياق نفسه وقد وقد يأتي متأخرا بعد بعض ذكر بعض الايات مثل ما جاء في سورة اه الرعد الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش ثم بعدها بايات قال الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد ومثلها ايضا اوائل سورة السجدة لما ذكر سبحانه وتعالى استواءه على العرش اعقبه بعدها بايات قليلة اثبات علمه سبحانه وتعالى وهكذا هي سورة الرحمن. قال الرحمن على العرش استوى. هذا اثبات الاستواء. ثم بعده قال وان تجهر بالقول انه يعلم السر واخفى الحاصل ان الجمع بينهما جاء في ايات كثيرة جدا وفي احاديث عديدة عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولا تنافي بين ثبوت العلو والمعية فالله علي على عرشه المجيد علوا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى وفي الوقت نفسه هو جل وعلا معهم جل في علاه معهم بعلمه اه مطلع عليهم يراهم ليعلموا احوالهم آآ لا تخفى عليه من آآ العباد خافية جل في علاه. نعم مهيمن رقيب عليه بواو الاشباع وذكره تبارك وتعالى للقرب في قوله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان قوله تعالى انه سميع قريب. وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الصحيحين ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وكذلك ذكره المعية العامة في قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. وقوله عز وجل وهو معكم اينما كنتم. والمعية هنا في هاتين الايتين اللتين اشار اليهما رحمه الله تعالى تسمى عند العلماء المعية العامة لانها شاملة لعموم الخلق شاملة عموم الخلق برهم وفاجرهم مسلمهم كافرهم. هو سبحانه وتعالى مع الجميع بالاطلاع. والعلم وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه من الجميع خافية وهذه المعية كما تقدم لا تتنافى مع العلو فالله علي على عرشه وهو مع خلقه بعلمه مطلع عليهم سبحانه وتعالى وقوله جل وعلا في الدلائل الاولى الا هو معهم وفي الثانية وهو معكم باجماع اهل العلم من ائمة السلف اي بعلمه اي بعلمه وهذا هو تفسير الاية من خلال سياقها والنظر الى اول الاية واخرها. فالسياق كله في اثبات العلم. لله سبحانه وتعالى في اية المجادلة واية الحديد فقوله الا هو معهم وقوله وهو معكم اي بعلمه مطلع جل وعلا على الجميع لا تخفى عليه من العباد خافية نعم وكذا المعية الخاصة في قوله عز وجل ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين. وقوله لموسى وهارون انني معكما اسمع وارى. وقوله في قصة نبينا صلى الله الله عليه وسلم مع الصديق رضي الله عنه اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا. تسمى فهذه المعية المعية الخاصة لانها ليست لعموم الخلق كالمتقدمة وانما هي مختصة ببعضهم وهم اولياء الله وعباده المقربون فهي خاصة بهم ليست لكل الخلق هذه المعية الخاصة مقتضاها نصر ومعونة وتأييد وحفظ من خصت به هذه او من خص بهذه المعية فالله سبحانه وتعالى مع الصابرين ومع المحسنين مع عموم عباده المقربين اليه جل في علاه معية خاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والمعونة والتسديد فهي خاصة بهؤلاء دون غيرهم من عموم الخلق وهاتان المعيتان العامة والخاصة لا تتنافيان مع ثبوت العلو صفة لله سبحانه وتعالى فهو مع عموم الخلق بالعلم ومع خواص الخلق بالتأييد والنصر والحفظ نعم كل ذلك لم ينفي العلو المذكور في النصوص السابقة من الكتاب والسنة واجماع الامة من انه تعالى مستو على عرشه بائن من خلقه اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. تعرج الملائكة والروح اليه. يدبر الامر من السماء الى الارض هذه اشارة الى انواع الادلة اشار الى انواع الادلة على العلو والشيخ رحمه الله تعالى بسط هذه الانواع بسطا آآ وافيا كما فقدم فهنا يشير الى انواع الادلة ومراده بذلك ان الادلة على علو الله سبحانه وتعالى اثرة جدا وتندرج تحت انواع كثيرة جدا ولا يتنافى مع هذا العلو الثابت لله جل في علاه كونه سبحانه وتعالى مع خلق آآ علما واطلاع ومع بعض الخلق حفظا وتأييدا نعم والفوقية عطف على العلو وهو رديفه في المعنى اي ولم ينفي قوله عز وجل وهو القاهر فوق عباده وقوله يخافون ربهم من فوقهم. الفوقية مر معنا انها من انواع الادلة على علو الله سبحانه وتعالى ولهذا عبر الشيخ هنا بان رديف العلو في المعنى قوله سبحانه وتعالى من فوقهم فوق عباده اي علي اه سبحانه وتعالى له العلو المطلق. مستو على عرشه بائن من خلقه سبحانه وتعالى فهذه الفوقية وهي علو الثابتة لله سبحانه وتعالى لا تتنافى مع المعية بنوعيها نعم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. نعم هذا فيه جمع بين الفوقية والمعية في جمع بين الفوقية والمعية نعم بل كل ذلك حق على حقيقته ولا منافاة بين قربه عز وجل وبين علوه نعم فانه هو العلي المتصف بجميع معاني العلو ذاتا وقهرا وشأنا في دنوه فيدنو تعالى من خلقه كيف شاء وينزل الى السماء الدنيا في اخر كل ليلة وعشية عرفة وغير ذلك كيف ويأتي لفصل القضاء بين عباده كيف شاء. وليس ذلك منافيا لفوقيته فوق عباده واستوائه على عرشه فانه ليس كمثله شيء في ذاته ولا صفاته ولا افعاله. لابد من استحضار هذا الاصل العظيم. في الصفات الذي دل عليه قول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لابد من استحضاره وابعاد السؤال بكيف عن الذهن وامرار النصوص كما جاءت. والايمان بها كما وردت. نعم ومعيته العامة في قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم. معناها احاطته بهم علما وقدرة. كما يدل عليه كما يدل عليه اول السياق واخره. وهو اجماع الصحابة والتابعين كما تقدم كما تقدم نقل اجماعهم على ذلك. نعم يعني اه مثل ما اوضح رحمه الله اول السياق واخره مثل ما عبر الامام احمد رحمه الله في رده على الجامية قال انظر اول الخبر واخره. انظر اول اية واخرها. اي ان سياق الاية كله آآ كله في آآ اثبات العلم علم الله سبحانه وتعالى المعية باجماع السلف رحمهم الله تعالى وقد حكى اه هذا الاجماع غير واحد من اه اهل العلم منهم ابو عمر الطلمنكي وابن عبدالبر غيرهما من اهل العلم آآ باجماع اهل العلم ان هذه المعية معية العلم ان هذه المعية معية العلم اخذا من سياق الاية. فان مع في مدلولها اللغوي تفيد مطلق المصاحبة وهي في كل موضع بحسبه وهي في كل موضع بحسبه وانما يعلم معناها بمراعاة النظر الى السياق الذي وردت فيه ولا تفهم مجردة عن سياقها ولهذا لما اراد الجهمية الاستدلال بهذه الاية على عقيدتهم الفاسدة انتزعوا هذا الموضع مجردا عن اول السياق واخره فاخذوا هذا الموظع وحده وهو معهم اينما كانوا فجردوه عما قبله وما بعده ثم استدلوا به على عقيدتهم الفاسدة وهذه طريقة اه اهل الضلال والبدع في الاستدلال. ولهذا لما رد عليهم اه اهل العلم ارجعوهم الى اول الخبر واخره. لانه هو الذي يوضح مدلول هذه المعية. والمراد بها فاذا نظر المتأمل في اول الخبر واخره في الايتين اية الحديد واية المجادلة كله في اه اثبات العلم علم الله سبحانه وتعالى المحيط فقوله وهو معكم وقوله الا هو معهم هذا باجماع السلف آآ رحمهم الله تعالى آآ المراد به العلم علم الله سبحانه وتعالى معكم اي بعلمه. نعم. واما معيته الخاصة لاحبابه اوليائه فتلك غير المعية العامة. فهو معهم بالاعانة والرعاية والكفاية والنصر والتأييد والهداية والتوفيق والتسديد وغير ذلك مما تجفوا عبارة المخلوق عنه ويقصر تعريفه دونه. وكفاك قول الله عز وجل فيما رواه عنه نبيه صلى الله الله عليه وسلم اذ يقول ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وفي بعض الروايات وقلبه الذي يعقل به ولسانه الذي ينطق به. وليس معنى ذلك ان يكون جوارح للعبد. تعالى الله وعن ذلك علوا كبيرا وانما المراد ان من اجتهد بالتقرب الى الله عز وجل بالفرائض ثم بالنوافل قربه اليه ورقاه من درجة الايمان الى درجة الاحسان فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة كانه يراه فيمتلئ قلبه بمعرفة الله تعالى ومحبته وعظمته وخوفه ومهابته واجلاله والانس به والشوق اليه حتى يصير هذا الذي في قلبه من المعرفة مشاهدا له بعين البصيرة والى هذا المعنى اشار صلى الله عليه وسلم بقوله احبوا الله من كل قلوبكم. فمتى امتلأ القلب بعظمة الله تعالى محى ذلك من القلب كل ما سواه. ولم يبق للعبد شيء من نفسه وهواه. ولا ارادة الا لما يريد منه مولاه فحين اذ لا ينطق العبد الا بذكره ولا يتحرك الا بامره. فان نطق نطق بالله وان سمع سمع به وان نظر به وان بطش بطش به وفهذا هو المراد بقوله عز وجل كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ومن اشار الى غير هذا فانما يشير الى الالحاد من الحلول والاتحاد والله ورسوله بريئان منه لما ذكر رحمه الله تعالى المعية الخاصة وبين ان معناها آآ انه معهم بالاعانة والرعاية والكفاية والتأييد والحفظ والتسديد اشار رحمه الله تعالى الى ان ما جاء في الحديث القدسي فيما يتعلق باولياء الله لان قوله كنت سمعه الى اخره هذا جاء في الحديث المعروف عند العلماء بحديث الولي وايضا يعرف عندهم بحديث الاوليا لانه جاء مبينا مكانة الاوليا عند الله من جهة ومعرفا بصفاته من جهة اخرى ولهذا اقول في غير مرة ان من اراد ان يعرف مكانة الاولياء ومنزلتهم عند الله وايضا صفات الاولياء صفات الاولياء والفرق بينهم وبين الادعية ادعياء ولاية فليقرأ هذا الحديث القدسي العظيم وفي صحيح البخاري قال الله جل وعلا من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. هذا فيه مكانة الاولياء ومنزلتهم عند الله سبحانه وتعالى وانه معهم حفظا ونصرا ومعونة وتأييدا ودفاعا من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب هذي مكانة الاغنياء. لما بينت مكانتهم في صدر هذا الحديث كانه قيل من هم من هم اوليائك الذين من عاداهم فقد اذنته بالحرب. فجاء الجواب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. هؤلاء اولياء الله هؤلاء اولياء الله واخذ العلماء رحمهم الله تعالى من هذا الحديث ان اولياء الله سبحانه وتعالى على درجتين الدرجة الاولى درجة التقرب الى الله بالفرائض التقرب الى الله بالفرائض ويقال عن اهل هذه الدرجة المقتصدون ومنهم مقتصد يقال لهم المقتصدون لانهم اقتصروا في عبادتهم على الفرائض وترك المحرمات. فمن كان كذلك فهو ولي من اولياء الله فليحافظ على فرائض الاسلام ويتجنب الحرام وان لم ينشط للنوافل والرغائب والمستحبات وهي كثيرة جدا وان لم ينسق لها فهو ولي من اولياء الله بمحافظته على الفرائض واقرأ في هذه الولاية قصة ابن قوقل النعمان ابن قوم قال وهي في صحيح مسلم رضي الله عنه لما جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله ارأيت اذا صليت آآ المكتوبات وصمت رمظان واحللت الحلال وحرمت الحرام اادخل الجنة ادخل الجنة قال له النبي صلى الله عليه وسلم نعم وجاء في رواية في صحيح مسلم ولم ازد على ذلك شيئا. فرائض وبعد عن حرام فقط ولم ازد على ذلك شيئا اادخل جنة؟ قال نعم قال رضي الله عنه والله لا ازيد على ذلك شيئا يحلف بالله قال والله لا ازيد على ذلك شيئا فالذي يحفظ الفرائض ويعتني بها عناية دقيقة ويتجنب المحرمات هذا ولي من اولياء الله هذا ولي من اولياء الله لكن هناك في الولاية من هو اعلى درجة منه وارفع مكانه يشار اليه في الحديث بقوله ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل يتقرب الي بالنوافل اي بعد حفظه للفرائض وعنايته بها اخذ ينافس في النوافل الغائب والمستحبات فارتقى بذلك الى رتبة عالية ورفيعة في الولاية قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه هنا قول الاحبة اي محبة خاصة والا فالاول الذي يتقرب الى الله بالفرائض يحبه الله سبحانه وتعالى ولهذا قال ما تقرب الي عبدي بشيء نعم احب الي مما افترضته عليه لكن هذا الذي زاد بعد النوافل فعل الرغائب والمستحبات والعناية بها هذا له محبة قصة محبة المحسنين محبة المحسنين من عباده والله يحب المحسنين اي محبة خاصة وهو معهم ايضا معية خاصة ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون معهم معية خاصة ومن مقتضيات هذه المعية ما جاء في هذا الحديث. من مقتضيات هذه المعية الخاصة ما جاء في هذا الحديث قال كن سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها والمعنى واضح بين ان الله سبحانه وتعالى يحفظه في سمعه يسدده في سمعه وبصره وسائر حواسه فيكون محفوظا بحفظ الله سبحانه وتعالى محفوظا بحفظ الله مؤيدا بتأييد الله في سمعه بي يسمع بي يبصر بي يمشي اي مؤيدا محفوظا بحفظ الله سبحانه وتعالى وهذا هو معنى الحديث كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به لا انه يكون تعالى الله وتنزه وتقدس عن ذلك جوارح للعبد وهذا لا يمكن ان يفهم من هذا الحديث الا من فسد معتقده بالبدعة الباطلة بدعة الحلول و اه الاتحاد كما قال الشيخ ومن اشار الى غير هذا فانما يشير الى الالحاد من الحلول والاتحاد فمعنى الحديث واظح بين. كنت سمعه كنت بصره كنت يده اي ان الله سبحانه وتعالى يتولاه في يده وسمعه وبصره وجميع حواسه بالحفظ والمعونة والتأييد الحاصل ان الشيخ رحمه الله تعالى لما ذكر المعية الخاصة ثم اتبعها بهذا الحديث حديث الولي كنت سمعه اراد ان يشير الى اشارة لطيفة ونافعة ومفيدة الى طالب العلم وهي ان المعنى الذي جاء في حديث الولي هو نفس المعنى الذي جاء في المعية الخاصة المعنى الذي جاء في حديث الولي كنت سمعه كنت بصره الى اخره هو نفس المعنى الذي جاء في المعية الخاصة اي ان الله سبحانه وتعالى يحفظه في سمعه وبصره فهو معه حفظا وتأييدا وتوفيقا وتسديدا ومعونة الى غير ذلك. نعم وهو القريب جل في علوه فهو سبحانه وتعالى مستو على عرشه عار على جميع خلقه وهو قريب يجيب دعوة الداع اذا دعاه. ويعلم سره ونجواه وهو اقرب الى داعيه من عنق راحلته. ويعلم ما توسوس به نفس الانسان وهو اقرب اليه من حبل الوريد فان الذي عند عنق راحلته او عند حبر وريده لا يعلم ما خفي عليه من كلامه والله عز وجل على عرشه ويعلم السر واخفى ويعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو مع خلقه بعلمه وقدرته لا تخفى عليه منهم خافية وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر. فهو على كل شيء شهيد وبكل شيء محيط فهو سبحانه القريب في علوه العلي في دنوه. وهو وهو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم اه هنا يعني يبين ايضا ما سبق ان بين رحمه الله تعالى ان القرب قرب الله سبحانه وتعالى من من عباده جل في علاه آآ لا يتنافى مع علوه لا يتنافى مع علوه سبحانه وتعالى وهو انه على آآ علي على عرشه المجيد سبحانه وتعالى والقرب قرب الله سبحانه وتعالى جاء في ايات عديدة وفي سياقات ايضا آآ متنوعة وفي كل سياق يستبين معناه من خلال السياق الذي ورد فيه فمثلا فيما يتعلق اه الدعاء جاء ذكر القرب في مواطن مثل قول الله سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة اعي اذا دعان قال ربكم ادعوني استجب لكم قال ربكم ادعوني استجب لكم آآ فهو سبحانه وتعالى قريب من الداعي قريب من الداعي يجيب دعاءه ويحقق رجاءه ويعطيه سؤله ولا يخيبه فيما امله من مولاه وربه سبحانه وتعالى وجاء ايضا آآ ذكر القرب في مثل قوله سبحانه وتعالى اه ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. اذ يتلقى قيام والاصح في المعنى هنا ان القرب هنا بالملائكة ان القربى هنا الملائكة كما هو كما هو اه كما يدل عليه قوله اذ يتلقى المتلقيان عن عن اليمين وعن الشمال قعيد مثلها قوله فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون اي ملائكة الذين جاءوا لقبض روحي هذا الشخص او هذا القريب اه الحاصل ان المعية والقرب ونحو ذلك مما ورد كل لا يتنافى مع اه علو الله سبحانه وتعالى على عرشه وانه علي علي علو يليق بجلاله وكماله و عظمته سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان اه ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله نعم جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. هذا يقول هل العالي من اسماء الله اسماء الله تبارك وتعالى التي فيها اثبات هذه الصفة ثلاثة العلي جاء في ايات عديدة منها آآ اية الكرسي اعظم اية في كتاب الله والاعلى في سورة الاعلى سبح اسم ربك الاعلى والمتعال في سورة الرعد وهو الكبير المتعال نعم. يقول وعليه فما حكم التسمية به هذه الاسماء العالي نحوها مما مما هو صحيح من حيث المعنى وهو دال على العلو والعلو ثابت ثابت لله سبحانه وتعالى لا يسمى به الرجل ابتداء. ان التسمية انما تكون فيما صح وثبت من اسماء الله تبارك وتعالى لكن من اه تسمى به لا لا يغيره وانما يغير من كان في اه اه في اسمه المعاني الفاسدة المنحرفة واما مثل هذا فلا يغيره آآ لهذا السبب وبعض العلماء توسع في عد الاسماء اسماء الله تبارك وتعالى اه لكن الصحيح ان اه اسماء الله تبارك وتعالى انما يؤخذ اه بها بالتنصيص عليها في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نسأل الله ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يلهمنا رشد انفسنا و ان ينفعنا بما علمنا وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخ ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا اجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه