الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى في كتابه معارج القبول حي وقيوم فلا ينام وجل ان يشبهه الانام لا تبلغ الاوهام كنه ذاته ولا يكيف الحجى صفا ذاته حي لا يموت كما قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت. وقال تعالى وهو الحي لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين. فهو الحي الذي لم تسبق حياته بالعدم. ولم تعقب بالفناء وهو الاول ليس قبله شيء والاخر فليس بعده لم تسبق ولم تعقب لم تسبق حياته بالعدم ولم تعقب بالفناء وهو الاول فليس قبله شيء والاخر فليس بعده شيء وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اعوذ بعزتك الذي لا اله الا انت الذي لا يموت والجن والانس يموتون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد ذكر هنا رحمه الله تعالى اسمي الله. جل وعلا الحي والقيوم وذكر ايضا بعض القواعد المهمة العظيمة في باب اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته والحي اسم الله جل وعلا دال على ثبوت الحياة الكاملة لله عز وجل التي لا نقص فيها باي وجه من الوجوه فهي حياة لم تسبق بعدم ولا يعقبها او يلحقها فناء ولا يعتريها نقص او افة بخلاف حياة المخلوق فان مسبوقة بعدم ملحوقة بثناء ويعتريها الافات من النوم والسنة والنقص والضعف والحاجة وغير ذلك اما حياة الله سبحانه وتعالى فهي حياة كاملة حي لا يموت حي لا ينام. حي لا يعتري حياته سبحانه وتعالى اي نقص جل في علاه ومن هذا شأنه جل وعلا فوحده الذي يلجأ اليه ويتوكل عليه ويعبد فان هذه الحياة تعد برهانا من براهين وجوب توحيده واخلاص الدين له سبحانه وتعالى ولهذا قال الله عز وجل وتوكل على الحي الذي لا يموت وقال هو الحي لا اله الا هو تدعوه مخلصين له الدين وفي اية الكرسي قال الله لا اله الا هو الحي القيوم فالحي هذا برهان من براهين توحيده ووجوب اخلاص الدين له وانظر استعمال هذا البرهان في تقرير التوحيد في قول صديق الامة لما مات النبي عليه الصلاة والسلام وقال من كان يعبد فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت فالعبادة للحي الذي لا يموت جل جل وعلا ومن سوى الله اما حي سيموت او حي قد مات او حياة لا جماد له وكل هذه الاصناف الثلاثة لا احقية لها في شيء من العبادة العبادة للحي الذي لا يموت سبحانه انا اورد رحمه الله تعالى ما في الصحيحين من التجاء النبي الى الله سبحانه وتعالى في دعائه وتوسله فاورد هذا الحديث وهو في البخاري اه جاء مختصرا ولعل والله تعالى اعلم ان اللفظ الذي ذكره هنا كأنه لفظ لفظ الامام البخاري لكن جاء في مسلم آآ قال عليه الصلاة والسلام اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اليك جامدة اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني فانت الحي فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون فجعل في جملة توسلاته الى الله سبحانه وتعالى جعل في جملة توسلاته الى الله سبحانه وتعالى التوسل الى الله بحياته فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون فلا يلجأ الا اليك ولا يتوكل الا عليك ولا يصرف شيء من العبادة الا لك وآآ فسبحان الله هذا الحديث واوصي مزيد تأمل له وتفكر في معانيه من اعون ما يكون للمسلم وطالب العلم على الاستقامة على الجادة وطاعة الله سبحانه وتعالى بل انه جمع لك مهمات ما يعينك على الاستقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى وشرح هذه الجملة قد يطول واظن ان لي مسبقا محاضرة او كلمة حول المضامين هذا الحديث العظيم وما فيه من معونة على الثبات على الهداية لان مقصد الدعاء في هذا الحديث الاعادة من الضلال. فذكر في التوسلات وجوامع الالتجاءات الى الله سبحانه وتعالى في هذا الدعاء ما يعين المرء على الثبات والاستقامة على الحق والهدى ان حقق ما تضمنه هذا الحديث من مضامين عظيمة. نعم قال رحمه الله تعالى وقيوم فهو القيوم بنفسه القيم لغيره القيم لغيره فجميع الموجودات مفتقرة اليه وهو غني عنها ولا قوام لها الا به ولا قوام لها بدون امره كما قال تعالى ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره وهو القائم على كل شيء والقائم بجميع امور عباده. والقائم على كل نفس بما كسبت وفي الصحيحين من دعائه صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل اللهم لك الحمد انت رب السماوات والارض ولك الحمد انت قيم السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت نور السماوات والارض الحديث قيوم القيوم هذا الاسم من اسماء الله تبارك وتعالى يدل على امرين يدل على آآ قيامه بنفسه ففيه كمال غناه سبحانه وتعالى ويدل على اقامته لخلقه وقيامه على كل نفس فهو المقيم لخلقه وهذا فيه شدة افتقار الخلق اليه شدة افتقار الخلق اليه وانهم لا غنى لهم عنه طرفة عين فهذان المعنيان يدل عليهما اسمه القيوم كما قال الشيخ رحمه الله فهو القيوم بنفسه القيم لغيره قيوم بنفسه فهو غني جل وعلا عن خلقه من كل وجه والقيم لغيره فغيره فقير اليه من كل وجه فغيره فقير اليه من كل وجه قال فجميع الموجودات مفتقرة اليه وهو غني عنها ولا قوام لها الا به ولا قوام لها بدون امره كما قال الله سبحانه وتعالى ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره وهو القائم على كل شيء والقائم بجميع امور عباده والقائم على كل نفس بما كسبت. هذا معنى هذا الاسم اه العظيم ثم اورد رحمه الله تعالى طرفا من اه حديث ابن عباس فيما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله في افتتاح صلاة الليل يستفتح به صلاة الليل وهو حديث عظيم جدا انتظم جمل كثيرة فيها اه اصول الايمان وقواعد الدين وفيها تجديد اه التوحيد وتقوية الصلة بالله سبحانه وتعالى فهو حديث يعد من الاحاديث العظيمة الجامعة في العقيدة والي فيه رسالة مطبوعة بعنوان المقالة المفيدة في شرح او شرح حديث جامع في العقيدة وهذا الحديث حديث عظيم جدا واذا وفق المسلم للعناية به كل ليلة مستفتحا به صلاته من الليل مستحظرا ما تظمنه من معاني عظيمة كان في ذلك تجديدا لايمانه تجديدا لايمانه وتقوية ليقينه وصلته بربه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وقد جمع تعالى بين هذين الاسمين الحي القيوم في ثلاثة مواضع من كتابه. الاول اية الكرسي من سورة البقرة الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم والثاني اول سورة ال عمران الف لام ميم. الله لا اله الا هو الحي القيوم. الثالث في سورة وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما وروى ابن مردويه عن ابي امامة رضي الله عنه مرفوعا قال اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب في ثلاث سور سورة البقرة وال عمران وطه ولهذا ذهب بعض اهل العلم الى ان هذين الاسمين الحي القيوم هما اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى وقيل في وجه كون هذين الاسمين اسم الله الاعظم على هذا القول لاهل العلم ان جميع اسماء الله تبارك وتعالى ترجع اليهما ان جميع اسماء الله وصفاته ترجع الى هذين الاسمين لان صفات الله اما ذاتية او فعلية الذاتية منها ترجع الى اسمه الحي والفعلية ترجع الى اسمه القيوم نعم قال رحمه الله تعالى فلا ينام اي لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه. فان ذلك نقص في حياته ولهذا اردف هذين الاسمين بنفي السنة والنوم فقال الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. اي لا تغلبه سنة وهو الوسن والنعاس ولا نوم ونفيه من باب اولى لانه اقوى من السنة بل هو قائم على كل نفس بما كسبت شهيد على كل شيء ولا يغيب عنه شيء ولا فعليه خافية وفي الصحيحين عن ابي موسى رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع كلمات فقال ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام. يخفض القسط ويرفعه. يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار عمل الليل حجابه النور او النار لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه قولها رحمه الله تعالى فلا ينام فلا ينام اي منزه سبحانه وتعالى عن النوم. لان فالنوم نقص وآآ وآآ موجبه الحاجة الحاجة الى الراحة بعد النصب التعب فاذا نام الانسان تجدد له نشاطه وعادت له آآ وعاد له نشاطه فالنوم نقص والله سبحانه وتعالى في صفاته كلها لا لا نقصى فيها بوجه من الوجوه. بل له صفات الكمال ونعوت الجلال والعظمة سبحانه وتعالى ولهذا اردف الله سبحانه وتعالى في اية الكرسي هذين الاسمين بنفي السنة والنوم لا تأخذه سنة ولا نوم اي انه تبارك وتعالى اه منزه عن ذلك ثم اورد هذا الحديث العظيم في الصحيحين حديث ابي موسى قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع كلمات وفي بعض الروايات بخمس كلماته ومعنى قام فينا اي خطيبا قام فينا اي اي خطيبا وذكر الكلمات الاربع وكلها كل هذه الكلمات الاربع تعريف بالرب سبحانه وتعالى تعريف بالرب وبعظمته وجلاله وكماله وكبريائه وجلاله وجماله سبحانه وتعالى فيا فهي كلمات كلها تعريف بالرب فيستفاد من هذا الحديث فائدة عظيمة في باب الدعوة الى الله وايضا الخطابة ان الامة بحاجة فعلا ماسة الى ان يقوم فيهم الوعاظ آآ النصح قياما خالصا للتعريف بالله يعرفونهم بالله من هو سبحانه وتعالى لان الناس احوج ما يحتاجون اليه في هذه الحياة ان يعرفوا ربهم سبحانه وتعالى ان يعرفوا خالقهم ان يعرفوه بعظمته وجلاله وكماله ومن عرف الله باسمائه وصفاته وافعاله احبه لا محالة واذا احب العبد ربه عمر قلبه بمحبة ربه جل في علاه اجتهد في التقرب اليه وطلب مرظاته سبحانه وتعالى. فالناس احوج ما يكون في في هذا الباب الى من يقوم فيهم بالتعريف بالله وهذه الكلمات الاربع كلها تعريف بالله كلها تعريف بالله سبحانه وتعالى وهي كلمات اخلصت كلمات اخلصت للتعريف بالرب جل وعلا ولهذا فان المضامين الموجودة في هذا الحديث شبيهة بالمضامين التي في اية الكرسي من حيث التعريب الرب جل وعلا ولهذا قال بعض العلماء رحمهم الله تعالى قال معناه يعني هذا الحديث مسبوق من معنى اية الكرسي قال معناه مسبوق من معنى اية الكرسي فهو سيد الاحاديث كما انها سيدة الاية كما ان سيدة الاية وسيد الاحاديث وهذا يبين لك ان هذا الحديث آآ حديث عظيم وجامع جدا في في آآ آآ مضامينه العظيمة في التعريف بالرب جل في علاه والشاهد من الحديث قوله ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام اذا مما يحتاجه الناس وان يعرفوه ان يعرفوا ربهم به سبحانه وتعالى ان يعرفوه بهذه الصفة انه حي لا ينام ولا ينبغي له ان ينام منزه سبحانه وتعالى عن النوم وكل ما ذكر هنا من صفات لله سبحانه وتعالى وتعريف بالله سبحانه وتعالى له اثره في باب العبودية لله وايضا لي في هذا الحديث محاضرة خاصة من طلبها وجدها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وجل عنان يشبهه الانام اي في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله لان الصفات تابعة لموصوفها فكما ان ذاته لا تشبه الذوات فكذلك صفاته لا تشبه صفات المخلوق صفات المخلوقات ولو اهتدى المتكلمون لهذا المعنى الذي هدى الله اليه اهل السنة والجماعة لما نفوا عن الله تعالى ما وصف به نفسه ووصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما عطلوه عن صفات كماله ونعوت جلاله فرارا بزعمهم من التشبيه فوقعوا في اعظم من ولزمه اضفاد ولزمهم اضداد ما نفوه من الصفات الثابتة بالكتاب والسنة واجماع سلف الامة وسبب ضلالهم انهم تقدموا بين يدي الله ورسوله واتهموا الوحيين فيما نطقا به ووزنوهما بعقولهم السخيفة واذهانهم البعيدة وقوانين وقوانينهم الفاسدة التي هي ليست من الله في شيء ولا من علوم الاسلام في ظل ولا فير. وانما هي اوضاع مختلفة ادخلها الاعادي على اهل الاسلام بقصد اظهار الفساد ولغرس شجرة الالحاد المثمرة تعطيل الباري عز وجل عن صفات كماله وعلوه واعتقاد الحلول والاتحاد جاءوا بها في قالب التنزيه لله كي يغوون كل سفيه قالوا صفاتك ما له منفية عنه مخافة موجب التشبيه تعطيلهم سموه تنزيها له ليروجوا فاعجب لذا التمويه. والوحي قالوا نصه لا يوجب العلم اليقين فاي دين فيه ما الدين الا ما عن اليونان قد جئنا به طوبى لمن يحويه نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم وبقوا ايرى في ضلال التيه فسموا النور الذي انزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم تفصيل كل شيء وتبيانا لكل شيء. ولم يفرط فيه ولم يفرط فيه من شيء وبيان النبي صلى الله عليه وسلم من جوامع كلمه التي اختص الله بها فسموا ذلك كله احادا ظنية لا تفيد اليقين وسموا زخارف اذهانهم ووساوس شيطانهم قواطع عقلية. لا والله ما هي الا خيالات وهمية ووساوس شيطانية هي من الدين بريئة وعن الحق اجنبية. توجب الحيرة وتعقب الحسرة. كثيرة المباني ليلة المعاني كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. ويا ليته اذا جاءه لم يجده شيئا لكن وجده السم النقي والداء العضال فخاخ هلكة نصبها الاعداء لاصطياد الاغبياء وخدعة ماكر في صورة ناصح فعل عدو الله اللعين بقصته مع الابوين عليهما السلام في دلالتهما على الشجرة التي نهاهما ربهما عنها. وقاسمهما اني لك ما لمن الناصحين فدلاهما بغرور الى اخر الايات وكذلك كتب الكلام والمنطق اليوناني ادخله الاعداء علينا وسموه علم التوحيد تلبيسا وتمويها وما هو الا سلم الالحاد والزندقة وجحدوا صفات البار عز وجل وسموا ذلك تنزيها ليغروا الجهال بذلك. وانما هو محض التعطيل وسموا اولياء الله المؤمنين الذين عرفوه باسمائه وصفاته مشبهة لينفروا الناس عنهم مكرا وخديعة. فاصبح المغرور لقولهم المخدوع بمكرهم حائرا مخذولا. لانهم لما عزلوا كتاب الله عن البيان وحكموا عقولهم السخيفة في نصوص في نصوص صفات الديان لم يفهموا منها الا ما يقوم بالمخلوق من الجوارح والادوات التي منحه الله اياها ومتى شاء سلبك ولم ينظروا المتصف بها من هو فلذلك نفوها عن الله عز وجل لئلا يلزم من اثباتها التشبيه. فشبهوا اولا وعطلوا ثانيا فلما نفوا عن الله صفات كماله لزمهم اثبات ظدها وهو النقائص فمن نفى عن الله كونه سميعا بصيرا فقد شبهه بما لا يسمع ولا يبصر. ولا يغني شيئا. وكذلك سائر الصفات وماذا عليهم لو اثبتوا لله عز وجل ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم كما شاء الله تعالى وعلى الوجه الذي اراد فجميع صفاته صفات كمال وجلال تليق بعظمة ذاته ونفيها ضد ذلك ولا يلزم من اتفاق التسمية اتفاق المسميات فان الله تعالى قد سمى نفسه سميعا بصيرا. واخبرنا انه جعل الانسان سميعا بصيرا وسمى نفسه الرؤوف الرحيم واخبر ان نبيه صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم وسمى نفسه الملك فقال ملك يوم الدين ملك الناس وسمى بعض خلقه ملكا فقال وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي وهو العزيز وسمى بعض عباده عزيزا وغير ذلك. فلا يلزم من اتفاق التسمية اتفاق الاسماء ومقتضياتها فليس السمع كالسمع ولا البصر كالبصر ولا الرأفة كالرأفة ولا الرحمة كالرحمة ولا العزة كالعزة كما انه ليس المخلوق كالخالق ولا المحدث الكائن بعد ان لم يكن كن كالاول للاخر الظاهر الباطن. وليس الفقير العاجز عن القيام بنفسه كالحي القيوم الغني عما سواه. وكل ما سواه فقير اليه فصفات الخالق الحي القيوم قائمة به لائقة بجلاله ازلية بازليته دائمة بديموميته. لم يزل متصفا بها ولا يزال كذلك لم تسبق بضد ولم تعقب به بل له تعالى الكمال المطلق اولا وابدا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فمن شبه الله تعالى بخلقه فقد كفر ومن نفى عنه وما وصف به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه نعم هذا هذا كلام عظيم جدا في تقرير المنهج القويم الذي عليه اهل السنة والجماعة وايضا بيان الافة التي اوتي آآ منها من اشتغل بتأويل الصفات من اشتغل بتأويل صفات الله سبحانه وتعالى واذا اعتقد المسلم ان الله جل وعلا لا يشبه الالم كما قال الله عز وجل ليس كمثله شيء وكما قال هل تعلم له سم يا وكما قالوا ولم يكن له كفوا احد ولا يأتوا بها في هذا المعنى كثيرة فمن اعتقد ان الله لا يشبه الانام وهو منزه عن التشبيه ثم اثبت لله ما اثبت لنفسه جل في علاه مع تنزيهه لربه في الوقت نفسه من مشابهة الانام فهذا هو المعتقد. الحق الذي يجب ان يصار اليه على حد قول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اما من وقعوا في التاويل فقد جمعوا لانفسهم بين افتين الافة الاولى التشبيه. لانهم لما قرأوا ايات الصفات توهموا التشبيه توهموا التشبيه فارادوا ان يفروا من هذا التشبيه فوقنوا في التعطيل تجمعوا لانفسهم بين افتين. افة التشبيه وافة التعطيل والسبب بل جرثومة هذه هذا المرض الذي وقع فيه هو التشبيه تلوث نفوسهم بالتشبيه اولا هو الذي جرهم الى تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى اما المسلم وصاحب السنة عندما يقرأ ايات الصفات لا لا يخطر في باله ما يشاهده في المخلوقات واذكر في هذا المقام قصة اذكرها لما فيها من فائدة في توضيح هذا المقام. اذكر في هذا المسجد مرة كان الى جنب احد الزائرين فدار بيني وبينه حوار في مسائل العقيدة فقرأ قول الله سبحانه وتعالى يد الله فوق ايديهم وقال هكذا يد الله فوق ايديهم هذه جارحة يده قدرته الان لما قال يده قدرته حرف الاية لما حرفها لانه لما قرأ الاية ما ما قام في نفسه الا التشبيه يده قدرته قلت له لما تشبه الله بخلقه لما تشبه الله بخلقه؟ التشبيه هو الان يفر منه ولجأ الى التعطيل او التأويل لاجله. قلت له لم تشبه الله سبحانه وتعالى بخلقه تقرأ الاية وتشير الى يدك وتقول هذه جارحة من يكون في قراءته للنصوص على هذا النسق او على هذا الفهم يوقع نفسه في امور عظيمة جدا في الانحراف في باب الاعتقاد وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه كيف يخطر ببال شخص يعظم الله سبحانه وتعالى عندما يقرأ الايات التي فيها اثبات اليد لله اذ يخطر بباله هذه اليد المحدثة المخلوقة الضعيفة الناقصة ثم من اجل ما يخطر في باله من التشبيه يلجأ الى ماذا ادى الى التعطيل فهم شبهوا اولا ثم عطلوا ثانيا فجمعوا لانفسهم بين افتين لكن اهل السنة سلمهم الله من هذا ومن هذا سلمهم الله من التسبيح وسلمهم الله من اه التاويل وهداهم الى سواء السبيل سبحانه وتعالى الحاصل ان هذا كلام عظيم وانصح اه حقيقة ان يقرأ اكثر من مرة مليء بالفوائد مليء بالفوائد انصح ان يقرأ اكثر من مرة نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى لا تبلغوا الاوهام كنها ذاته. اي نهاية حقيقتها كما قال تعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وقال تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وانما نعرفه تعالى بما وصف به نفسه في كتبه المنزلة على رسله بانه احد صمد. لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. الى اخر الاية هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر. سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. الى غير ذلك من ايات الاسماء والصفات قوله رحمه الله تعالى لا تبلغ الاوهام كنها ذاته وكنا صفاته سبحانه وتعالى لا تبلغ الاوهامي العقول العقول مهما آآ اجتهدت في تقدير كمال في اذهانها تعده هو وصف الله فالله اعظم من ذلك مهما قدر الانسان في ذهنه مهما قدر الانسان في في ذهنه من الكمال والجلال والعظمة فالله اكبر من ذلك يكفيك شاهدا على ذلك ودليلا عليه ان تقول الله اكبر جل وعلا مهما قدر الانسان في في ذهنه مهما قدر في ذهنه من جلال وكمال وعظمة وظن ان ذلك هو صفة الله فالله اكبر من ذلك لان العقول مهما اجتهدت لا تبلغهما صفاتك فصفات الله كونوا صفات الله سبحانه وتعالى اعظم واكبر واجل من ان تبلغ كنهها العقول اجل واعظم من ان تبلغ كنها العقول. فلا تبلغ العقول كن صفاته سبحانه وتعالى ولهذا مثل ما قال الشيخ انما نعرف الله بما وصف به نفسه في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا نخوض في شيء من الكيفيات وكنا الصفات لا نخوض بذلك لان الانسان مهما قدر في ذهنه لن يبلغ اه كنها صفاته سبحانه وتعالى واذا كان الانسان عاجز عن ادراك كونه كثير من المخلوقات فلا ان يكون عاجزا عن ادراك كل صفات من خلقها اعظم وقد لقي احد السلف هو عبد الرحمن ابن مهدي غلاما خاض في التكييف فقال له دعنا ننظر في بعض المخلوقات نتأمل في بعض المخلوقات ان ادركنا كيفيتها نظرنا في كيفيات الخالق وان عجزنا فنحن عن ادراك كيفيات الخالق اعجز ثم قال له اخبرني ان ملك من الملائكة له ست مئة جناح كيف هذه الاجنحة؟ وكيف يطير بها قالوا هون عليك اخبرني عن ملك له ثلاث اجنحة ولاجنحة مثنى وثلاث ورباع. ثلاث اجنحة كيف يطير بهذه الاجنحة فسكت الغلام ولم يجد جوابا وتاب من مقالته. الانسان عاجز عن ادراك كن وكيفية صفات كثير من المخلوقات الروح التي بين جنبي الانسان واذا فارقته مات كيف هذه الروح وامرها عظيم جدا الانسان عاجز فكيف يخوض في كنه وكيفية الرب العظيم سبحانه وتعالى؟ وعلى كل لو ان خائضا خاض فيكن هالصفات مقدرا من الجلال والكمال والعظمة ما يظن ان انه هذا هو صفة الرب فالله اعظم من ذلك اعظم من ان تبلغ العقول كن صفاته سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى ولا يكيف الحجا اي العقل صفاته. لانه لا يعلم كيف هو الا هذا التأكيد للمعنى الاول. ولا يكيف الحجى الا عقل العقل صفاته هذا تأكيد للمعنى الاول لا تبلغ الاوهام كنها ذاته نعم لانه لا يعلم كيف هو الا هو فالواجب علينا ايها العبيد الايمان بالله واسمائه وصفاته وامرارها كما جاءت واعتقاد انها حق كما اخبر الله عز وجل واخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وعدم التكييف والتمثيل لان الله عز وجل اخبرنا باسمائه وصفاته وافعاله ولم يبين كيفيتها فنصدق الخبر ونؤمن به الكيفية الى الله عز وجل فصفات ذاته تعالى من الحياة والعلم والسمع والبصر والقدرة والارادة وغيرها. وكذلك صفات افعاله من الاستواء على العرش والنزول الى الدنيا والمجيء لفصل القضاء بين عباده وغير ذلك كلها حق على حقيقتها. علمنا اتصال علمنا اتصافه تعالى بما في كتابه بما علمنا في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. اعد علمنا اتصافه تعالى بها بما علمنا في كتابه بما علمنا وعلمنا علمنا بما علمنا في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وغاب عن جميع المخلوقين كيفيتها ولم يحيطوا بها علما كما قالت ام سلمة رضي الله عنها ما ثبت عنها نعم. وربيعة الرأي ومالك بن انس وغيرهم رحمهم الله تعالى الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان وبه واجب والسؤال عنه بدعة ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم وكذلك القول في جميع صفاته عز وجل وان والله لكالون حائرون في كيفية سرايا الدم في اعضائنا وجريان الطعام والشراب فينا وكيف يدبر الله تعالى قوت كل عضو فيه عضو فيه بحسب حاجته وفي استقرار وفي استقرار الروح التي هي بين جنبينا وكيف يتوفاها الله في منامها وتعرج الى حيث شاء الله عز وجل ويردها اذا شاء وفي كيفية اقعاد الميت في القبر وعذابه ونعيمه وكيفية قيام الاموات من القبور حفاة عراة غرلا وكيفية الملائكة خلقهم فكيف العرش الذي لا يقدر قدره الا الله وكيفية الملائكة هذا المثال الذي اشرت اليه في استعمال احد السلف له في ابطال التكييف احسن الله اليكم فكيف العرش الذي لا يقدر قدره الا الله عز وجل؟ كل ذلك العرش الذي لا يقدر قدره وما قدروا الله حقق به الذي لا يقدر قدره الا الله عز وجل كل ذلك نجهل كيفيته ونحن مؤمنون به كما اخبرنا الله عز وجل عنه على السنة رسله عليهم الصلاة والسلام ايمانا بالغيب وان لم نعلم الكيفية فكيف بالخالق عز وجل واسمائه الحسنى وصفاته العلى؟ يعني هذا من باب اولى اذا كان العجز في كيفيات المخلوقات مثل ما اشار رحمه الله فكيف بالخالق سبحانه احسن الله اليكم قال تعالى وله المثل الاعلى في السماوات والارض. وقال له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون امنا بالله واشهد بانا مسلمون امنا به كل من عند ربنا ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين نعم قال رحمه الله نرجع قليل قبل ان نختم نرجع قليل صفحة ميتين خمسة وستين الذي يختلف طبعا عن طبعتنا قبل الابيات ومع ذا مطلع اليهم قبلها بقليل اقرأ ونحن ونحن نشهد الله تعالى وحملة عرشه وجميع ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه انا نثبت لربنا عز وجل ما اثبته لنفسه في كتابه. انبه هنا فقط الى ان يعني هذا الشهاد فيه نظر خاصة ما يتعلق بإشهادة الانبياء والرسل فمن مات مات لا يشهد ولا يعلم الغيب فهذا الاشهاد فيه نظر وسيأتي نظيرا له آآ لاحقا آآ لعله في حينه آآ اه افيدكم بنقل في هذا الباب عن اه اللجنة الدائمة للافتاء في التعقب على مثل هذا نشهد انه لا يصح نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا بين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا انصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا