نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى في كتابه معارج القبول تحت قوله منفرد بالخلق وحاكم جلى بما اراده. قال منفرد ربنا عز وجل بالخلق. فما من مخلوق في السماوات والارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه فهو خالق كل صانع وصنعته وخالق الكافر وكفره. والمؤمن وايمانه والمتحرك وحركته والساكن وسكونه. كما قال تعالى الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل وقال تعالى هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فانا تؤفكون. وقال تعالى هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن. والله بما تعملون بصير وقال تعالى خلق السماوات والارض بالحق وصوركم فاحسن صوركم واليه المصير وقال تعالى والله خلقكم وما تعملون. وقال تعالى الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء وقال تعالى والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين. والله جعل لكم مما خلق ظلالا لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر والسرابيل تقيكم بئسكم وقال تعالى افرأيتم ما تمنون اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون؟ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسروقين على ان نبدل امثالكم وننشأكم فيما لا تعلمون. ولقد علمتم النشأة الاولى فلولا تذكرون افرأيتم ايتم ما تحرثون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون؟ لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون انا لمغرمون بل نحن محرومون. افرأيتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون لو نشاءوا جعلناه اجاجا فلولا تشكرون. افرأيتم النار التي تورون اانتم انشأتم شجرتها ام نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين. فسبح باسم ربك العظيم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى على اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد اثبات آآ تفرد الله سبحانه وتعالى بالخلق بذكر البراهين والدلائل كما ساق ذلك المصنف رحمه الله تعالى فيه برهان على وحدانية الله ووجوب افراده سبحانه وتعالى بالعبادة فان تفرده وحده جل وعلا بالخلق هذا برهان من براهين التوحيد ووجوب اخلاص الله بالعبادة وافراده سبحانه وتعالى بها مثل ما قال الياس لقومه عليه السلام اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين؟ الله ربكم مربى ابائكم هم الاولين فتفرد الله بالخلق جل وعلا هذا من براهين وجوب توحيده واخلاص الدين له وتعالى وايضا في اثبات تفرد الله بالخلق في ضوء ما ساق المصنف رحمه الله تعالى من ادلة فيه رد على من آآ يخرج افعال العباد من ان تكون مخلوقة لله سبحانه وتعالى وان الخالق لها بزعمهم هو الانسان نفسه وهي عقيدة المعتزلة الضلال والذين سموا مجوس هذه الامة من اجل هذه العقيدة لاثباتهم وجود خالق مع الله سبحانه وتعالى وهو الانسان جعلوه خالقا لفعل نفسه فاذا هذه الايات العظيمة التي فيها تفرد الله بالخلق وانه وحده الخالق لكل شيء وانه ليس هناك خالق الا الله سبحانه انا فيها الرد على هؤلاء المبطنة وفيها الاقامة برهان برهان عظيم من براهين التوحيد وجوب افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيح من حديث الاشعريين ما انا احملكم ولكن الله حملكم. نعم يعني آآ النبي عليه الصلاة والسلام لما تيسرت له النياق واعطاهم وحملهم عليها قال ما انا احملهم ولكن الله حملكم يقصد بقوله ولكن الله حملكم اي الله يسر هذا الذي آآ حملتكم عليه الله الذي يسر ذلك وما انا احملكم اي ولكن الله حملكم وهذا فيه ان الله سبحانه وتعالى متفرد جل وعلا العطاء والمنع والتدبير والتيسير نعم قال رحمه الله تعالى وفيه من حديث المصورين ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا نعم المعنى انه متفرد بذلك. المعنى انه متفرد بذلك فليخلقوا فليخلقوا اي هذا شيء تفرد الله سبحانه وتعالى بخلقه نعم قال رحمه الله تعالى وفيه من صور صورة كلف ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ. نعم. وغير ذلك من الاحاديث الثابتة الصحيحة فالله الخلق والامر وله الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والارادة اي منفرد بالارادة فلا مراد لاحد معه ولا ولا ارادة لاحد الا بعد ارادته عز وجل ومشيئته كما قال تعالى كلا انه تذكرة فمن شاء ذكره وما يذكرون الا ان يشاء الله هو اهل التقوى واهل المغفرة. وقال تعالى ان هو الا ذكر للعالمين لمن شاء منكم ان يستقيم. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وقال تعالى ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين اعد لهم عذابا اليما فللعباد قدرة على اعمالهم ولهم مشيئة والله خالقهم وخالق قدرتهم ومشيئتهم. ولا قدرة لهم ولا مشيئة الاقدام الله عز وجل لهم اذا شاء واراد نعم يعني ان العبد له مشيئة ادلة النصوص على ثبوتها للعبد وله ارادة ويختار طريق الخير وطريق الشر لكن مشيئته تبع لمشيئة الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله ولهذا امر العبد ان يجتهد في العمل الصالح ويجاهد نفسه على العمل الصالح وفي الوقت نفسه امر الا يركن الى همته ولا ارادته ولا عزيمته بل ان يبرأ من حول نفسه وقوته ويتوكل على ربه ومولاه ويستعين به لان الامر بيده لان الامر بيده ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله. احرص على ما ينفعك لان عندك مشيئة وارادة ولهذا امرت بالعمل واستعن بالله لانه لا حول لك ولا قوة الا بالله لا حول لك ولا قوة الا بالله فتطلب العون منه والمد والتوفيق والتيسير فالامر كله بيده جل في علاه نعم قال رحمه الله تعالى وحاكم جل بما اراده فلا معقب لحكمه ولا راد لارادته ولا مناقض لقضائه وقدره وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض بل هو فعال لما يريد. وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة. بديع السماوات والارض واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. ان الله يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء ويخلق ما يشاء لا ناقض لما ابرم ولا معارض لما حكم ولا يقال لما فعل كذا وهلا كان كذا بان انه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. نعم ويفعل ما يشاء ويخلق ما يشاء في سورة ال عمران في قصة زكريا ثم من بعدها قصة مريم في قصة زكريا قال كذلك كذلك الله يفعل ما يشاء ثم بعدها بقليل في قصة مريم قال كذلك كذلك الله يخلق ما يشاء اذا قظى امرا فانما يقول له كن فيكون. نعم قال رحمه الله تعالى وفي حديث ابي ذر رضي الله عنه عند الترمذي وغيره وفي اخره قال ذلك باني جواد واجب ماجد افعل ما اريد. عطائي كلام وعذابي كلام. انما امري لشيء اذا اردته ان اقول له كن فيكون. نعم تقدم وان الحديث ضعيف لكن المعنى حق فان قوله عطائي كلام ومنعي كلام المراد بالكلام هنا اي كلمة كن فعطاء الله سبحانه وتعالى كلام ومنعه كلام. كما في الاية الكريمة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. نعم قال رحمه الله تعالى فمن يشأ وفقه بفضله ومن يشاء ظله بعدله فمنهم الشقي والسعيد وذا مقرب وذا طريد. نعم نحو هذا قول الشافعي رحمه الله ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العبادة على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن. على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا الم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن. نعم قال رحمه الله تعالى قال الله عز وجل من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم. وقال تعالى من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون. وقال تعالى من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون وقال تعالى ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم اولياء من دونه. وقال تعالى من يهدي الا هو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وقال تعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يريد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء. وقال عز وجل قل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب وقال تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين. وقال تعالى ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. مثل هاتين الايتين قوله آآ ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل. نعم صلوا عليه وقال تعالى قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق؟ قل الله يهدي للحق افمن يهدي افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى. فما لكم كيف تحكمون؟ وقال تعالى قل ان هدى الله هو الهدى. وقال تعالى قل ان الهدى هدى الله. وقال تعالى ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها وقال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وقال صلى الله عليه في خطبة الحاجة وسبحان الله هذه الخطبة تضمنت معاني من اعظمها ترسيخ المعتقد وتجديده في القلوب وذكر هذه القواعد والاصول العظيمة الجامعة فالخطبة خطبة الحاجة فيها التوحيد فيها الايمان فيها التوكل فيها اه التفويض تفويض الامر الى الله سبحانه وتعالى جمعت قواعد من اصول الشريعة عظيمة جدا نعم قال رحمه الله تعالى وقال صلى الله عليه وسلم اللهم اتي نفسي تقواها زكها انت خير من زكاها انك انت وليها ومولاها. نعم فيه ان النفس لا الا ان زكاها الله فلا تطلب تزكية النفوس الا من الله سبحانه وتعالى بل الله يزكي من يشاء نعم قال رحمه الله تعالى فمنهم اي من عباده الشقي وهو من اضله بعدله. ومنهم السعيد وهو من وفقه وهداه بفضله. فالسعيد من سعد بقضاء الله هو الشقي من شقي بقضاء الله. فلله الحمد على فضله وعدله وذا مقرب اي بتقريب الله اياه اليه وهو السعيد. وذا طريد اي بابعاد الله اياه وهو الشقي البعيد. فبيده الهداية والاضلال والاشقاء والاسعاد فهدايته العبد واسعاده فضل ورحمة واضلاله وابعاده عدل منه وحكمة وهو اعلم بمواقع فضله وعدله وهو الحكيم العليم الذي يضع الاشياء مواضعها وهو اعلم بمن هو محل الهداية فيهديه. فيهديه ومن هو محل الاضلال فيضله وهو احكم الحاكمين وهو عليم بالمتقين وعليم بالظالمين وعليم بالمهتدين. وهو اعلم بالشاكرين واعلم بما في بصدور العالمين وهو اعلم حيث يجعل رسالته. وهو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى وله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة. ولذا نقول لحكمة بالغة قضاها يستوجب الحمد على اقتضاها اي ان جميع افعاله من هدايته من يشاء واظلاله من يشاء واسعاد من يشاء واشقاء من يشاء وجعله ائمة الهدى يهدون الى الحق بامره وائمة الضلالة يهدون الى النار والهامه كل نفس فجورها وتقواها وجعله المؤمن مؤمنا الكافر كافر عاصيا مع قدرته التامة الشاملة. وانه لو شاء لجعل الناس امة واحدة ولو شاء لجمعهم على الهدى ولو شاء لامن من في الارض كلهم جميعا. ولكن هذا الذي فعله بهم من قسمتهم الى ضال ومهتد. وشقي وسعيد ومقرب وطريد وطائع وعاص ومؤمن وكافر وغير ذلك هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته الشيخ هنا رحمه الله اشار الى ان الامور آآ الحاصلة والواقعة والكائنة انما هي بجعل الله فهو الذي جعل المهتدي مهتديا والضال ضالا هو الذي يجعل قلوب من شاء من عباده قلوبا زكية فالامر بيده سبحانه وتعالى والشيخ اشار رحمه الله الى معاني من هذا عديدة وجعل ائمة الهدى يهدون الى الحق بامره واجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. فهذا بجعل الله سبحانه وتعالى لهم كذلك وآآ وائمة الضلالة يهدون الى النار آآ هذا ايضا بجعله بجعله سبحانه وتعالى الامور كلها بيده وما يكون في القلوب كله بيد الله سبحانه وتعالى ولهذا يؤثر عن احد ائمة التابعين مقالة جميلة جدا في هذا الباب ما يتعلق بالجعل جعل الله سبحانه وتعالى يقول اه لو ان قلبي تخرج من موضعه وجعل في يدي اليسرى وجيء بالخيرات كلها ووضعت في يدي اليمنى لم استطع ان ان اضع شيئا منها في قلبي الا ان يكون الله هو الذي يضعه الا ان يكون الله هو الذي يضعه وهذا معنى عظيم جدا لان كم من الخيرات التي يتمنى المرء ان ان يكون ان يكون قلبه عامرا بها قرأها وسمعها ورأى فضلها ويرى قصور قلبه في تحقيقها فهذه الامور لا يمكن ان تكون في القلب وان يكون العبد من اهلها الا ان يجعلها الله سبحانه وتعالى في في قلب وهذا من فوائد هذا الايمان بان الامر لله وبيده سبحانه وتعالى ان يكثر العبد من اللجوء الى الله سبحانه وتعالى ان يزكي قلبه ان يصلحه ان يثبته على الحق والهدى نعم قال رحمه الله تعالى وحكمته حكمة حق وهي صفته القائمة به كسائر الصفات وهي متضمن اسمه الحكيم وهي الغاية المحبوبة له وهي الغاية المحبوبة له ولاجلها خلق فسوى وقدر فهدى واسعد قال ومنع واعطى وخلق السماوات والارض والاخرة والاولى فهو سبحانه الحكيم في خلقه وتكوينه. الحكيم في قضائه وقدره. الحكيم في امره ونهيه وجميع شرعه. فان اسمائه وصفاته هاته صفات كمال وجلال وافعاله كلها عدل وحكمة. والفعل لغير حكمة عبث. والعبث من صفات النقص. والله تعالى منزه بجميع اسمائه صفاته وافعاله عن جميع النقائص. فجميع ما خلقه وقضاه وقدره خير وحكمة من جهة اضافته اليه سبحانه على وكذلك جميع ما شرعه وامر به كله حكمة وعدل. وما كان من شر في قضائه وقدره فمن جهة اضافته الى فعل العبد بانها معصية مذمومة مكروهة للرب غير محبوبة نعم. واما من جهة اضافته الى الرب عز وجل. في في ما تقدم قال وجعل وجعله ائمة الهدى يهدون الى الحق بامره وائمة الضلالة يهدون الى النار في في سورة القصص لما ذكر الله سبحانه وتعالى فرعون واغراقه وقومه قال وجعلنا وجعلنا انهم اه وجعلناهم ائمة يدعون الى النار وجعلناهم ائمة يدعون الى النار فمن يدعو الى الحق او يدعو الى الضلالة كل ذلك الامر آآ كل ذلك الامر بقدر الله سبحانه وتعالى كل ذلك بقدر الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى واما من جهة اضافته الى الرب عز وجل فخير محض ولحكمة بالغة وعدل تام وغاية محمودة لا شر فيها البتة ولهذا قال تعالى فيما قصه عن الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا فبنى الفعل في ارادة الشر للمفعول لانه لا شر في حقه تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح من صلاة الليل لبيك اللهم وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس اليك فنفى ان يضاف الشر الى الله بوجه من الوجوه وان كان هو خالقه لان ليس شرا من لانه ليس شرا من جهة اظافته اليه عز وجل. وانما كان شرا من جهة اظافته الى العبد وذلك لان الشر ليس الا السيئات قالوا يدخل في مفعوله لا في فعله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وذلك لان الشر ليس الا السيئات وعقوبتها وموجب السيئات شر النفس وجهلها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وقال صلى الله عليه وسلم في سيد الاستغفار الذي علمه امته اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا عبد على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت وقال تعالى في حكايته استغفار في حكايته استغفار الملائكة للمؤمنين وقهم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحم وذلك هو الفوز العظيم. ومن وقاه الله السيئات واعاذه منها فقد وقاه عقوباتها من باب الاستلزام. فاذا علم ان السيئات هو الظلم والجهل وذلك من نفس العبد وهي امور ذاتية لها. وان السيئات هي وان السيئات وان السيئات هي موجب العقوبة والعقوبة من الله عدل محض وانما تكون شرا في حق العبد لما يلحقه من المها وذلك بما كسبت يداه جزاء وفاقا. كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير وقال وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين. وقال تعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون فافعال الله عز وجل كلها خير بصدورها عن علمه وحكمته وعدله وغناه التي هي من صفات ذاته. فاذا اراد بعبده الخير اعطاه من فضله علما وعدلا وحكمة. فيصدر منه الاحسان والطاعة والبر والخير واذا اراد به شرا امسكه عنه وخلى دواعي نفسه وخلاه ودواعي نفسه وطبعه وموجبها. فصدر منه موجب الجهل والظلم من كل شر وقبيح وليس منعه لذلك ظلما منه سبحانه فان فضله يؤتيه من يشاء وليس من منع فضله ظالما. ولا سيما اذا منعه عن محل لا يستحقه ولا يليق به وايضا فان هذا الفضل هو توفيقه وارادته تعالى ان يلطف بعبده ويعينه ويوفقه ولا يخلي بينه وبين نفسه. وهذا محض فعل وفضله وهو اعلم بمن يصلح لذلك ولهذا قال تعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا اليس الله باعلم بالشاكرين؟ وقال تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله على فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم اوليس الله باعلم بما في العالمين وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين وقال تعالى واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله. الله اعلم حيث يجعل رسالته وقال تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرسون. ان ربك هو اعلموا من يضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين. وقال تعالى ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وما من ناصرين. وقال عز وجل فاعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحياة الدنيا. ذلك مبلغهم من العلم ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى. وقال تعالى ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا مشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم. والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وقال تعالى فما يكذب بعد بالدين اليس الله باحكم الحاكمين؟ بلى ونحن على ذلك من الشاهدين. وقال تعالى قل ان الهدى الله ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم او يحاجكم به عند ربكم او يحاجوكم عند ربكم قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من شاء والله واسع عليم يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وقال تعالى هو اعلم بكم اذ انشأ من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته. ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم. والله غفور الرحيم لان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله. وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم اللهم انا نسألك من فضلك العظيم ان تهدينا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين امين هذا من ثمرة الايمان مثل هذا الدعاء والتعلق بالله وحسن الالتجاء اليه من ثمرة هذا الايمان ان الهداية بيد الله والضلال بيد الله والثبات بيد الله قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الله يقلبها كيف يشاء. ان شاء قامه وان شاء ازاغه فهذه العقيدة من ثمارها اه حسن اللجوء الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والفزع اليه بالسؤال والالحاح ان يثبت القلب وان يهديهم والا يزيغه. نعم. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا بديع السماوات والارض برحمتك نستغيث. اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا الى انفسنا ولا الى احد من خلقك طرفة عين. واصلح لنا شأننا كله لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. نعم اه شأن العبد كله لا يصلح الا اذا اصلحه الله له والشأن كله اي في الدين والدنيا والاخرة كما فصل ذلك النبي عليه الصلاة والسلام في الدعاء الذي في صحيح مسلم اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي. التي فيها معادي فلا تصلح دنيا العبد ولا يصلح دينه ولا تصلح اخرته الا اذا اصلح الله له ذلك. اصلح الله لنا اجمعين شأننا كله هدانا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله تمنا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر وهمنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا