الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى في كتابه معارج القبول يستوجب ان يستحق الحمد على اقتضاها الضمير للحكمة فله الحمد على مقتضى حكمته في جميع خلقه وامره. فجميع ما يفعله ويأمر به هو موجب ربوبيته. ومقتضى اسمائه وصفاته وله الحمد على جميع افعاله وله الحمد على خلقه وامره وهو المحمود على طاعة العباد ومعاصيهم وايمانهم وكفرهم وهو المحمود على خلقه الابرار والفجار وعلى خلق الملائكة والشياطين وعلى خلقه الرسل واعدائهم. وهو المحمود على عدله وحكمته في اعدائه كما هو المحمود على فضله ورحمته على اوليائه. وعلى خلقه الرسل نعم. وعلى خلقه الرسل واعدائهم وهو المحمود على عدله وحكمته في اعدائه كما هو المحمود على فضله ورحمته على اوليائه. وكل ذرة من ذرات الكون شاهدة بحكمته وحمده كما قال تعالى تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من شيء الا يسبح بحمده وقال يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وقال تعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون وقال وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون. وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الاولى اخرة وله الحكم واليه ترجعون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. واصلح لنا لساننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قول المصنف رحمه الله في النظم يستوجب الحمد على اقتظاها هذا بيان لما يستوجب حمد الله سبحانه وتعالى ومن حيث الجملة الذي يستوجب فحمد الله عز وجل امران اسماؤه تبارك وتعالى الحسنى وصفاته العليا فهو جل وعلا يحمد على الاسماء ويحمد على الصفات ولهذا النوع امثلة كثيرة جدا في الكتاب والسنة والنوع الثاني انه سبحانه وتعالى يحمد على نعمه ومننه وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى وحمد الله عز وجل على حكمته كما بين رحمه الله تعالى هو من حمده على ما هي الصفات لان الحكيم اسم من اسمائه والحكمة صفة من صفاته فالله عز وجل يحمد جل في علاه على ان افعاله كلها صادرة عن حكمة ليس فيها فعل ليس كذلك بل افعاله كلها عن حكمة فهو حكيم في خلقه حكيم في تدبيره حكيم في افعاله حكيم في شرعه حكيم فيما يأمر به حكيم فيما ينهى عنه. كل افعاله تبارك وتعالى صادرة عن حكمة. ليس في فعل في افعاله ولا في احكامه شيء ليس كذلك فيحمد جل وعلا على ذلك ومن ذلك خلق المخلوقات فهو حكيم في خلقها خلقه لها سبحانه وتعالى ليس هناك شيء منها لم يخلق لحكمة فالرب سبحانه وتعالى حكيم من امور الايمان العظيمة ان يعرف المسلم ربه بانه حكيم وان افعاله سبحانه وتعالى صادرة عن من حكمة ويحمد ربه جل وعلا على حكمته. وان افعاله كلها عن حكمة. نعم قال رحمه الله تعالى وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر الاعتدال من الركوع ربنا لك الحمد ملء السماوات والارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد وفي الذكر عقب الحمد العظيم يوصف معنى ظاهر له في الاذكار والدعوات المأثورة بانه حمد مظعف حمد مظعف التضعيف في هذا الحمد في قول النبي صلى الله عليه وسلم ملء كذا وملء كذا وملئ كذا فهو حمد حمد يحمد العبد به ربه وسبحانه وتعالى وهو حمد مضاعف مثله ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في التسبيح سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته هذا تسبيح مظعف نعم ولعل ايراد الشيخ رحمة الله عليه اه لعل والله تعالى اعلم اراد الشيخ لهذا الحمد المظعف في هذا الموطن الذي هو حمد الله على الحكمة ان كل هذا الكون من سماوات وارض وما بينهما وما شاء الله من شيء بعد كله صادر عن حكمة فالعبد يحمد ربه سبحانه وتعالى حمدا يملأ هذا الكون الذي خلقه الله سبحانه وتعالى واوجده عن حكمة نعم قال رحمه الله تعالى وفي زكري عقب الصلوات لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وفي التلبية لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وفي الدعاء المأثور اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله واليك يرجع الامر كله اسألك الخير كله واعوذ بك من الشر كله وفي دعاء الافتتاح من صلاة الليل اللهم لك الحمد انت رب السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيوم السماوات والارض فيهن ولك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والساعة حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق. الحديث. هذا الحديث تقدم اكثر من مرة وسيأتي ايضا والسبب انه من الاحاديث الجوامع من اجمع الاحاديث في باب العقيدة ولهذا لكل باب من ابواب العقيدة مجال للاستدلال بهذا الحديث والاحتجاج به ولعل الاخوة او بعض الاخوة ينظرون في هذا الكتاب ويفيدون كم مرة اورده الشيخ رحمه الله في كل موطن احيانا يورد يعني موضع الشاهد مثلا يعني آآ قد قد يورد مثلا في باب الانبياء والنبيون حق فقط ففي كل موطن قد يورد جزءا او طرفا الذي هو موضع الشاهد من حديث فينظر كم مرة اورده وكما قدمت هذا الحديث من اجمع الاحاديث باب باب العقيدة حديث جامع وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يستفتح به صلاة الليل استفتح به صلاة الليل سبحان الله كم هو جميل وعظيم جدا اذا قام العبد في جوف الليل في هدوء الكون وهجعت الناس والسكون العظيم ثم يتوضأ ويتطهر ويقف بين يدي الله سبحانه وتعالى ويحمده هذا الحمد اللهم لك الحمد انت قيم السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت نور السماوات والارض وما فيهن ولك الحمد انت ملك السماوات والارض فيهن ولك الحمد انت الحق وعدك الحق وقولك الحق. الى اخر ما جاء في هذا الحنبل العظيم الذي كان عليه الصلاة والسلام يستفتح به صلاته من الليل وفي هذا الحمد المتكرر كل ليلة مبسوطا فيه المعتقد مفصلا فيه اصول الايمان في تجنيد للعقيدة وتقوية للايمان وتمتين له في القلب والامام يحتاج من العبد الى تجديد والاذكار المأثورة والدعوات المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام فيها تحقيق هذا المطلب العظيم ولا سيما من اه اكرمه الله سبحانه وتعالى ووفقه التأمل والتدبر في معاني الاذكار المأثورة عن نبي الكريم عليه الصلاة والسلام وفي شرح هذا الحديث رسالة مطبوعة بعنوان المقالة المفيدة شرح حديث جامع في العقيدة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى والايات والاحاديث في هذا الباب كثيرة. والمقصود ان الرب عز وجل لا يكون الا محمودا ما لا يكون الا ربا والها. فله الحمد كله وله الملك كله لا شريك له في حمده كما لا شريك له في ملكه وان كان بعض خلقه محمودا كالرسل والعلماء فمرجع ذلك الحمد اليه. كما ان مصدره وموجبه منه تعالى وهو الذي جعلهم كذلك نعم يعني مرجع الحمد اليه لان اه ما حصل منهم من خير ونفع وافادة انما هو بتوفيق الله وفضله ومنه فهو سبحانه وتعالى الذي بيده الفضل يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. نعم قال رحمه الله تعالى وهذا كما ان الملء كما ان الملك لا شريك له ذاك وهذا كما انه الملك لا شريك له في ملكه ويرزق بعض عباده اذا شاء ملكا وهو مالكه وكما انه العليم يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء فيعلم بعض عباده من علمه ما شاء كما قال في ذكر عبده يعقوب وانه لذو علم لما علمناه. نعم يعني كذلك الحمد كذلك الحمد وان حصل من بعض الخلق اما ياه يجمل ان يشكر عليه. وفي الحديث من لا يشكر الله من لا يشكر الناس لكن الحمد في ذلك كله عائد لله لان الله عز وجل هو الذي هيأ لهم ووفقهم واعانهم حتى بذلوا تلك الاسباب التي آآ نال شكر الناس عليها او شكرهم الناس عليها انما حصل منهم ذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ومن منه وحده؟ نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك ما من محمود في السماوات ولا في الارض الا وذلك راجع الى الله عز وجل في الحقيقة فحمد كل محمود داخل في حمده. كما ان كل ملك داخل في ملكه وكل شيء فمنه وله واليه. فله الحمد رب السماوات والارض رب العالمين وله الكبرياء في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم قال رحمه الله تعالى مسألة فان قيل قد اخبرنا الله عز وجل في كتابه وعلى لسان رسوله انبه الى ان العناوين التي بين الاقواس او المعكوفتين ليست من مصنف ولهذا لا تقرأ مثل ما صنع اخونا القارئ لا تقرأ اه وهي في الوقت نفسه ايضا ليست اه بتلك الدقة في وصف المقصود في المسألة ليست بتلك الدقة فقد يقرأ العنوان فلا يهديه العنوان الى دقيق ما في الكتاب من اه معاني او المسألة التي اه قصد بيانها الشيخ رحمه الله تعالى بخلاف العناوين التي لم يجعل عليها معكوفات وهي من صنيع الشيخ رحمه الله تعالى فهذه تقرأ وهي ايضا من ما فيها دقة في في باني المقصود نعم قال رحمه الله تعالى مسألة فان قيل قد اخبرنا الله عز وجل في كتابه وعلى لسان رسوله وبما علمنا من صفاته انه يحب محسنين ويحب المتقين ويحب الصابرين. ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يحب الظالمين ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد مع كون ذلك بمشيئته وارادته. وانه لو شاء لم يكن ذلك فانه يكون في ملكه ما لا يريد فما الجواب نعم يعني ما الجواب على وجود هذه الاشياء في خلقه وهو لا يحبها. وهو لا يحبها ولا يرضاها لا يحب الكافرين ولا يحب الفساد ولا يحب الظالمين ولا يرضى لعباده الكفر فما الحكمة في في ذلك ما ما الحكمة في ذلك؟ ومثل هذه الاسئلة اه طرحها يكون على نوعين نوع على وجه الاعتراظ والانتقاد وهذا محرم وهو من افسد الاسئلة واقبحها قد قال الله سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ومثل هذه الاسئلة هي ما عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث اذا ذكر القدر فامسكوا ايمسك عنا الخوض في اه القدر كمثل هذا الخوف اعتراضا او انتقادا وكمان الله سبحانه وتعالى لا يقال في صفاته كيف فلا يقال في افعاله لم فلا يقال في افعاله لما لما فعل كذا ولمن لم يفعل كذا ولهذا قال بعض الموفقين من المتقدمين لا تقل لم فعل الله ولم امر الله ولكن قل بما امر الله لانك عبد عبد لله سبحانه وتعالى مطلوب منك ان تعلم ما امرك الله به لتفعله فالسؤال القويم بما امر الله حتى يعرف العبد ما امره الله سبحانه وتعالى ليفعله. اما ان يقول لم امر الله لما خلق الله لما كذا معترظا اه منتقدا فهذا من افسد الاسئلة وابطلها. واشدها بطلانا والنوع الثاني سؤال على وجه التفقه في ضوء الادلة في ضوء الادلة والنظر في النصوص وتلمس الحكم من خلال كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا موطنه كتب اهل العلم ويبين بحسب الحاجة نعم قال رحمه الله تعالى قلنا ان الارادة والقضاء والامر كل منها ينقسم الى كوني وشرعي ولفظ المشيئة لم يرد الا في الكون. كقوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ومثال الارادة الكونية قوله تعالى واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له. وقوله تعالى انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون ومثال القضاء الكوني قوله تعالى واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون. ومثال الامر الكوني قوله تعالى واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا نعم يعني آآ ايضا اشياء كثيرة جاءت في النصوص آآ الفاظ منقسمة الى كونية قدرية او شرعية دينية بحسب ورودها في النصوص ويفهم المراد بها من خلال سياقاتها مثل الاذن في كوني وفي شرعي مثل الكتابة ايضا فيها كوني وفيها شرعي والفاظ كثيرة جدا جمعها ابن القيم رحمه الله تعالى في فصل خاص نافع جدا في كتابه شفاء العليم. نعم قال رحمه الله تعالى فهذا القسم من الارادة والقضاء والامر هو مشيئته الشاملة وقدرته النافذة نعم نبات سابقا ان الاولى ان يقال مشيئته النافذة وقدرته اه الشاملة نعم وليس لاحد خروج منها ولا محيد عنها عنها ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا. بل يدخل فيها الكفر والايمان والسيئات والطاعات والمحبوب المرضي له والمكروه المبغض. كل ذلك بمشيئته وقدره وخلقه وتكوينه. ولا سبيل الى مخالفتها ولا يخرج عنها مثقال ذرة ومثال الارادة الشرعية قوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. نعم يعني هذه الاية اه تتعلق او تعلقها بالارادة الشرعية. ولعلكم تذكرون يعني سبق ان الشيخ رحمه الله ساق ايات كثيرة اه في الارادة الكونية واورد معها هذه الاية ونبهت هناك انها ليست من الايات المتعلقة بالارادة الكونية وانما هي في الارادة الشرعية. وهنا اوردها رحمه الله تعالى في موطنها والصواب في الارادة الشرعية نعم قال رحمه الله تعالى وقوله تعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم المكان الذي اه من تقدم في صفحة كم حتى يحال اليه هنا احسن مئتين وسبعة وسبعين نعم وقوله تعالى والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما ومثال القضاء الشرعي قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. ولهذا قالوا في معناه وقضى وصفة او امر آآ قضى اي شرعا بخلاف قوله فقضهن سبع سماوات هذا كوني. اما هنا قضى اي امر وشرع ووصى. نعم قال رحمه الله تعالى ومثال الامر هذا القضاء كوني لكان الكل عباد والكل بار لكنه قضاء شرعي. نعم قال رحمه الله تعالى ومثال الامر الشرعي قوله تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء المنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وهذه الارادة والقضاء والامر الكوني القدري هو المستلزم لمحبة الله تعالى ورضاه فلا يأمر الا بما يحبه ويرضاه ولا ينهى عما الا عما يكرهه ويأباه ولا ملازمة بين هذا القسم وما قبله الا في حق المؤمن المطيع. واما الكافر فينفرد في حقه الارادة والقضاء والامر الكوني القدري قولها رحمه الله تعالى ولا ملازمة بين هذا القسم وما قبله هذا القسم اي الشرعي الديني وما قبله اي الكون القدري لا ملازمة بينهما الا في حق المؤمن المطيع المعنى في قوله لا ملازمة بينهما اي لا يجتمعان او لا تجتمع الارادتان الا في حق المؤمن المطيع فالمؤمن المطيع اجتمعت في حقه الارادتان. اي ان الله سبحانه وتعالى اراد كونا وقدرا ان يكون مطيعا واراد منه شرعا ودينا ان يكون مطيعا فاجتمعت في حقه الارادتان واما الكافر فينفرد في حقه الارادة والقضاء والامر الكوني القدري فالله سبحانه وتعالى اراد كونا وقدرا ان يكون كافرا لكنه لم يرد ذلك شرعا ودينا لا لم يرد ذلك منه شرعا ودينا بل نهاه وارسل رسل لنهيه وبيان عقوبة الكفر والكافرين فلم يرد منه شرعا ودينا. ولهذا قال الله سبحانه ولا يرضى لعباده الكفر ولا يرضى لعباده الكفر قال لا والله لا يحب الفساد لا يحب الكافرين لا يحب الظالمين هذه الارادة اه الكونية هي يعني في حق الكافر اما الارادة الشرعية فان الله سبحانه وتعالى شرع اه امره شرعا ان يؤمن وان يترك الكفر الذي عليه فابى الا الكفر فابى الا الكفر نعم قال رحمه الله تعالى واما الكافر فينفرد في حقه الارادة والقضاء والامر الكوني القدري فالله سبحانه وتعالى يدعو عباده الى طاعته ومرضاته وجنته. ويهدي لذلك من يشاء في الكون والقدر هدايته ولهذا قال تعالى والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فعمم الدعوة قوله يدعو بعد اي جميعا الدعوة للجميع الدعوة للاسلام ولدين الله هذي للجميع واما الهداية فلمن وفقه الله وهداه واراد كونا وقدرا ان يهتدي. ولهذا قال والله يدعو الى دار السلام الدعوة للجميع الدعوة الى دار السلام للجميع واما الهداية فليست الجميع. قال ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. نعم قال رحمه الله تعالى فعمم الدعوة الى جنته التي هي دار التي هي دار السلام وان يدعوا الى ذلك جميع عباده وهو اعلم بمن يستجيب ممن لا يستجيب وخص الهداية بمن يشاء هدايته كما قال تعالى يهدي الله لنوره من يشاء يختص بفظله من يشاء. نعم مسألة فان قيل اليس بممكن في قدرته تعالى ان يجعلهم كلهم طائعين مؤمنين مهتدين؟ قلنا بلى قد قدمنا لك كجملة وافية من الايات والاحاديث في والاحاديث في ذلك ولكن قدمنا لك ايضا ان هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته واسمائه وصفاته وموجب ربوبيته والهيته وهو واعلم بمواقع فضله وعدله. فحينئذ قول القائل لما كان من عباده الطائع والعاصي كقول من قال لما كان من اسمائه الضار النافع والمعطي المانع والمعطي المانع والخافض الرافع والمنعم والمنتقم ونحو ذلك اذ افعاله تعالى هي مقتضى اسمائه واثار صفاته فالاعترظ عليه في افعاله اعتراض على اسمائه وصفاته بل وعلى الهيته وربوبيته. فسبحان رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. هذا تنبيه من المصنف رحمه الله ان كان مثل هذه آآ الاسئلة صادرة عن وجه الاعتراظ فهي من اقبح ما يكون في الاسئلة لان الله سبحانه وتعالى لا يسأل وهذه الافعال كلها يقينا صادرة عن حكمة وهي مقتضى اسمائه فالسؤال عنها هو كالسؤال عن اسمائه مثل ما نبه وهذا تنبيه عظيم جدا قول القائل لما وجد في الخلق كذا وكذا كقول القائل لما في اسماء الله عز وجل وصفاته الضار النافع المعطي المانع القابض الباسط المعز المذل يعني من يقول لم في الخلق فقير وغني؟ لماذا لم يكونوا اغنياء مثلا كلهم؟ كقول القائل لما في صفات الله يبسط الرزق رزقا لمن يشاء او يبسط ويقبض لما في صفاته كذا هذا اعتراض على صفات الله سبحانه وتعالى نفسها لان افعاله صادرة من صفاته واسمائه تبارك وتعالى فالاعترظ على الافعال اعتراظ على الاسماء والصفات نعم احسن الله اليكم قوله احسن الله اليكم وهذه الارادة والقضاء والامر الكوني القدري. هم هو المستلزم لمحبة الله تعالى ورضاه وقد ذكر قبله الارادة الشرعية والقضاء الشرعي والامر الشرعي. اين هي هذه السطر الرابع احسن الله اليك فوق اي نعم وهذه الارادة والقضاء والامر الكوني القدري هو المستلزم لمحبة الله ورضاه لقى الارادة الشرعية الارادة الشرعية ان المذكور هو الارادة الشرعية وهي المستلزمة لمحبة الله وقضاه وهذه الارادة والقضاء والامر آآ الديني الشرعي هو المستلزم لمحبة الله ورضاه فلا يأمر الا بما يحب ولا ينهى الا عما يكره. ويأبى ويشكر السائل على هذا التنبيه. نعم قال رحمه الله تعالى مسألة واعلم انه قد يوسوس الشيطان لبعض الناس فيقول ما الحكمة في تقدير السيئات مع كراهة الله تعالى فاياها وان يأتي المكروه بمحبوب. فنقول الحمد لله ايمانا بالهيته وربوبيته واسمائه وصفاته واستسلاما لاقداره وارادته وتسليما لعدله وحكمته اعلم اخي وفقنا الله واياك ان الواجب على العبد امر اهم من ذلك البحث وهو الايمان بالله واسمائه وصفاته والتسليم لاقداره واليقين بعدله وحكمته والفرح بفضله ورحمته ونحن لا نعلم من حكمة الله وسائر اسمائه وصفاته الا ما علمناه ولا يحيط بكنهه شيء منها ونهايته الا الذي اتصف بها وهو الله الذي لا اله الا هو ومما علمناه من ذلك بما علمنا الله تبارك وتعالى ان السيئة لذاتها ليست محبوبة لله ولا مرضية كما قال تعالى بعد ان نهى عباده عن الكبائر المذكورة في سورة الاسراء كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروه ولكن يترتب عليها من محابه ومرضاته ما هو ما هو اعلم به. اما في حق فاعلها من التوبة والانابة والاعتراف بقدرة الله عليها والخوف من عقابه. ورجاء مغفرته او رجاء مغفرته. احيانا بعض الذنوب تكون على بعظ العباد سبب من اسباب رفعته عند الله يقع في الذنب يقع في الذنب ثم يندم ندامة شديدة على هذا الذنب الذي وقع فيه فيتوب توبة الى الله سبحانه وتعالى يجاهد نفسه فيها على العمل الصالح والانابة الى الله والاكثار من الصالحات وكثرة الندم والاقبال على الله وسؤال الله المغفرة والتوبة حتى ان بعض العباد يبقى في نفسه ذلك الذنب الى ان يموت وهو يندم ويتوب ويقبل ويستغفر ويدعو ويلح على الله سبحانه وتعالى واحيانا عكس ذلك يعني بعظ الطاعات يغتر بها الانسان يغتر بها الانسان وتكون ويكون هذا الاغترار الذي حصل بسبب الطاعة موجبا لسخط الله عز وجل والعجب امره خطير على العبد. كما قال نفس الشارح رحمه الله في منظومته قال والعجب فاحذره ان العجب باء مجترف اعمال صاحبه في سيله العرم. فقد يوفق مثلا لطاعة او عبادة او حفظ شيء من العلم ثم يغتر ويعجب بنفسه ويكون عجبه بنفسه موجبا لسخط الله موجبا لسخط الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى ونفي العجب المحبط للحسنات عنه ودوام الذل والانكسار وتمحض الافتقار وملازمة الاستغفار وغير ذلك من الفرائض والطاعات المحبوبة لرب عز وجل التي اثنى في كتابه على المتصفين بها غاية الثناء في الصحيحين والله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلات فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه. فايس منها فاتى شجرة فاضطجع في ظلها قد ايس من راحلته فبينما هو كذلك اذ هو بها قائمة فاخذ بخطامها فقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح اخرجاه عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فالواجب على العبد كراهة ما يكرهه ربه والهه وسيده ومولاه من السيئات. وعدم محبتها والنفرة منها والنفرة منها والاجتهاد في كف النفس عنها واطرها على محاب الله. والا يصدر عنها شيء يكرهه الله عز وجل فان غلبته نفسه بجهلها وشرارتها فصدر عن ما فيها من شر احسن الله اليكم فصدر عنه شيء من ذلك المكروه فليبادر الى دواء ذلك وليتداركه بمحاب الله عز وجل ومرضاته من التوبة والانابة والاستغفار والادكار وعدم الاصرار فان الله تعالى قد ارشد الى ذلك واثنى على من اتصف به. قال الله تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله. فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. نعم يعني انظر الذنب الذي وقع فيه ماذا ترتب عليه من احسان وايضا ماذا ترتب عليه من مثوبة احسان في التوبة والانابة والرجوع الى الله والندم والاقبال على الصالحات والمسارعة في الخيرات واما المثوبة اولئك اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنة تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها ونعم اجر العاملين وغير ذلك من الايات وفي الحديث لو لم تذنبوا لاتى الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم. او كما قال فان ترتب فان ترتب على ففعل السيئة من فاعلها هذه الامور المحبوبة للرب عز وجل فذلك غاية مصلحة العبد وسعادته وفلاحه وان لم يقع منه فلخبث نفسه وعدم صلاحيتها للملأ الاعلى ومجاورة المولى والله اعلم بالمهتدين. بل انظر عظيم فضل الله سبحانه وتعالى في هذا الباب الذي يشير اليه رحمه الله فيما جاء في قول الله عز وجل في سورة الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق فيزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. نعم قال رحمه الله تعالى وحينئذ يترتب عليها فرائض الله عز وجل على اوليائه المؤمنين من الدعوة الى الله عز وجل التي هي من وظائف عليهم السلام يترتب عليها وجود هذه الاشياء المعاصي الكفر والسيئات ترتب عليها فرائض الله على اولياءه المؤمنين من الدعوة الى الله ويفوزون بالفوز العظيم اه لقيامهم بالدعوة والنصح والتعليم وتحذير الناس من مثل هذه الاعمال والسيئات نعم وحينئذ يترتب عليها فرائض الله عز وجل على اوليائه المؤمنين من الدعوة الى الله عز وجل التي هي من وظائف الرسل عليهم السلام. والامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو اعظم فرائض فرائض الله تعالى والجهاد في سبيله الذي هو ذروة سنام الاسلام وعليه يترتب اوليائه الفتح او الشهادة ويكفيك في فضل ذلك قول الله عز وجل ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن وما من اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به. وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون. الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ولو سردنا ما في هذا الباب من الايات والاحاديث لطال الفصل ونحن نستغفر الله العظيم من الخوض في هذا الباب ولسنا من الراسخين في العلم. وسيأتي ان شاء الله مزيد بحث في هذا في باب الايمان قدر وهناك نذكر مراتبه ومذاهب من خالف فيه اهل السنة والجماعة ان شاء الله. والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم رحمه الله وغفر له وجزاه خيرا ونفعنا اجمعين واصلح لنا شأننا كله. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا