الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وهو الغني بذاته سبحانه جل ثناؤه تعالى شانه وكل شيء عليه وكلنا مفتقر اليه وهو الغني بذاته فله الغنى المطلق فلا يحتاج الى شيء سبحانه وبحمده تنزيها له وتحميدا جل ثناؤه تعالى شأنه اي تعظيما له تمجيدا. وكل شيء رزقه عليه لا رازق له سواه ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا الا ما شاء الله وكلنا معشر المخلوقات مفتقر مفتقر اليه. لا غنى لنا عنه طرفة عين. فكما ان جميع المخلوقات مفتقرة اليه تعالى في وجودها فلا وجود لها الا به فهي مفتقرة اليه في قيامها فلا قوام لها الا به. فلا حركة ولا سكون الا باذنه فهو الحي القيوم القائم بنفسه فلا يحتاج الى شيء. القيم لغيره فلا قوام لشيء الا به. فللخالق مطلق الغنى كماله وللمخلوق مطلق الفقر الى الله وكماله قال الله عز وجل نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هنا بيان ليه كمال غنى الرب سبحانه وتعالى فهو الغني بذاته عن مخلوقاته من كل وجه ومخلوقاته فقيرة اليه سبحانه وتعالى من كل وجه لا غنى لها عنه سبحانه وتعالى طرفة عين لانه وحده عز وجل المتفرد بالخلق والرزق والتدبير والعطاء والمنع لا شريك له سبحانه وتعالى وهو جل وعلا غني عن المخلوقات وغناه كامل غناه غنى ذاتي غني عن الا المخلوقات من كل وجه. وغناه من لوازم ذاته سبحانه وتعالى فالخالق لا يكون الا غنيا والمخلوق فقره من لوازم ذاته والمخلوق لا يكون الا فقيرا لمن خلقه واوجد فالله عز وجل الغني والمخلوقات فقراء اليه لا يكونون الا كذلك ولا يكون هو عز وجل الا كذلك غنيا عن مخلوقاته من كل وجه ولهذا مما يجب ان يعرف العباد به ربهم سبحانه وتعالى انه غني انه سبحانه وتعالى غني وان غناه من لوازم ذاته غني عن المخلوقات من كل وجه لا تنفعه طاعتهم ولا تضره سبحانه وتعالى معصيته وانما طاعة المطيع نفعها للمطيع نفسه ومعصية العاصي مضرتها على العاصي نفسه اما الله سبحانه وتعالى لا يزيد في ملكه طاعة الطايعين ولا ينقص من ملكه معصية العاصين ولا يضره عصيانهم ولا كفرهم سبحانه وتعالى شيئا فالله عز وجل عني اه فالله عز وجل غني عن المخلوقات غني عن عباداتهم عن دعائهم عن صلواتهم عن اذكارهم كل ذلك الله سبحانه وتعالى غني عنه ولا ينفعه من ذلك شيء لانه غني وغناه غنا ذاتي اما المخلوق فهو فقير المخلوق فقير الى الله سبحانه وتعالى. العبد فقير الى الله سبحانه وتعالى كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من وجهين فقير الى الله من جهة العبادة فقير الى الله سبحانه وتعالى من جهة العبادة بمعنى انه لا يمكن ان يصلح له امر وتستقيم له حال او يطمئن له قلب او تسكن نفس او تتحقق له سعادة الا بعبادة ربه فهو فقير الى الله عز وجل من جهة العبادة بان يجاهد نفسه على تحقيق العبودية لربه وسيده ومولاه سبحانه وتعالى وايضا فقير في الوقت نفسه الى ربه عز وجل من جهة الاستعانة لانه ضعيف لا يمكن ان يكون عبدا مطيعا لله الا اذا اعانه الله فهو فقير الى الله عز وجل في ان يكون عبدا لله فيسعد في الدنيا والاخرة وفقير الى الله عز وجل في ان يعينه الله. سبحانه وتعالى على هذه العبادة وان يجعله من اهلها ان يجعله عبدا له سبحانه وتعالى وهذا هو التحقيق ما جاء في الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين فالعبد فقير من هذين الوجهين اياك نعبد واياك نستعين من جهة ان يكون عبدا لله فلا سعادة له ولا راحة ولا قرة عين ولا سكون نفس في دنياه ولا اخراه الا بذلك فهو فقير الى ان يكون عبدا لله وفقير الى ان يعينه الله على ذلك واياك نستعين اذ لا يمكن ان يحقق شيئا من ذلك الا اذا اعانه الله فهو فقير الى معونة الله له وتوفيقه وتسديده وتثبيته سبحانه وتعالى قد قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضي الله عنه اه فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك والعبد يجب ان يجب ان يستشعر فقره الى الله. في كل احواله وجميع شؤونه والافتقار ذاته عبودية لله سبحانه وتعالى فالعبد يجب ان يستشعر فقره الى الله عز وجل في كل شؤونه وجميع احواله الدينية والدنيوية والاخروية لانه لا يمكن ان يصلح شيء منها الا اذا اصلحه الله له كما جاء في الدعاء العظيم اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. والموتر راحة لي من كل شر فيجب على العبد ان ان يعرف نفسه بالفقر الفقر التام الى الله عز وجل من كل وجه انه فقير الى الله من كل وجه ولا غنى له عن ربه سبحانه وتعالى لا طرفة عين ولهذا جاء في الدعاء اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين طرفة عين هذا فيه ان الانسان فقير الى الله في اه كل لحظة في كل لحظة في كل ثانية في كل دقيقة في كل نفس في كل طرفة عين هو فقير الى الله سبحانه وتعالى لا يمكن ان يستقيم له امر من آآ امور دينه او دنياه او اخراه الا اه توفيق الله والمعونته وتسديده. ولهذا يجب على العبد ان ان يعرف نفسه الفقر التام الى الله ظنه عبد فقير ويحقق عبودية الافتقار الى الله عز وجل التي تثمر الذل والخضوع والضراعة الى الله سبحانه وتعالى ولهذا لاحظ الدعاء عندما يمد يديه مد اليدين هذه الصفة هي هيئة افتقار الى الله عز وجل هيئة افتقار نفس الرفع لليدين اه فيه اعلان العبد من نفسه فقره الى ربه سبحانه وتعالى تقرأ الى ربي سبحانه وتعالى والعبد عندما يمد يديه الى الله سبحانه وتعالى يسأل كل حاجاته الدينية والدنيوية لانه فقير الى الله وعطائه ومنه وفضله جوده سبحانه وتعالى كما انه يعرف نفسه بالفقر الى الله من كل وجه يعرف ربه بالغنى التام الغنى التام الكامل عن العباد سبحانه وتعالى في من كل وجه وغناه جل في علاه من لوازم ذاته لانه خالق والخالق لا يكون الا غنيا المخلوق فقره من لوازم ذاته فالمخلوق لا يكون الا فقيرا فقيرا فقيرا الى من خلقه ولهذا قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله نعم قال رحمه الله تعالى قال الله عز وجل يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد. وما ذلك على الله عزيز وقال تعالى الم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال امرهم ولهم عذاب اليم. ذلك بانه كانت اتيهم رسلهم بالبينات فقالوا ابشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد تغنى الله اي عنهم سبحانه وتعالى واستغنى الله عنهم فالله عز وجل غني عن العباد غني عن طاعاتهم ولهذا كفر الكافر كفر الكافر لا يضر الله شيئا لان لانه كما في هذه الاية واستغنى الله فالله غني مثل ما في الاية اللي قبلها والله انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. ولهذا قال الله عز عز وجل في سورة ال سورة ال عمران وقال له ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر نعم انهم لن يضروا الله شيئا ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضر الله شيئا وايضا في الاية التي بعدها قال ان الذين اشتروا الكفر بالايمان لن يضروا الله شيئا فالكافر كفره لا يضر الله لان الله غني غني عن طاعة المطيعين وايضا معصية العاصين لا تضره سبحانه وتعالى لكمال غناه ولهذا العبد في عبوديته لله سبحانه وتعالى وهو يعبد الله ينبغي ان يستشعر فقره لهذه العبودية لله عز وجل وايضا آآ في الوقت نفسه يعرف ان ربه غني عن اه عن هذه العبادة وان طاعة المطيعين لا تنفعه مثل ما سيأتي في الحديث القدس قول الله سبحانه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ولو انه ولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. وقال قبلها لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتظروني وهذا كله من كمال غناه. كله من من كمال غناه سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى الم تر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة. ان الله لطيف خبير له ما في السماوات وما في الارض وان الله لهو الغني الحميد له ما في السماوات وما في الارض اي ملكا فهي ملك الله سبحانه وتعالى وهذا الملك كله وهذا الملك كله الله غني عنه الله غني عنه وكما انه غني عنه فهو حميد سبحانه وتعالى ولهذا آآ جل وعلا يحب طاعة الطائعين مع كمال غناه عنهم يحب طاعة الطاعين يثيبهم عليها ويجزيهم عليها عظيم الثواب ويرضى عنهم بطاعتهم لله عز وجل مع كمال غناه ولهذا قال حميد غني حميد غني لا تنفعه الطاعة حميد يحب آآ من عباده الطاعة و يا يثيب عليها يثيب عليها عظيم الثواب سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى قل اغير الله اتخذ ولي من فاطر السماوات والارض وهو يطعم ولا يطعم وقال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليطعم من آآ سواه فقير الى اطعامه له استطعموني اطعمكم كما سيأتي في الحديث فقير اليهم ولا يطعم لانه غني صمد سبحانه وتعالى نعم. وقال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ليعبدون ما اريد منهم من رزق ليعبدون هذا فيه فقرهم الى العبادة ان يعبدوا الله سبحانه وتعالى ما اريد منهم من رزق في غناه عنهم وعن عبادتهم عز وجل وكثيرا ما يجمع بين هذين المعنيين نعم وقال تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله. وان تكفروا فان لله ما في السماوات وما في الارض وكان الله غنيا حميدا وقال تعالى ردا على اليهود لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. سنكتب ما قالوا وقال فرد عليهم ايضا وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء سبحان الله انظر هذا المطر والطغيان من هؤلاء الذين هم احقر الناس وانجسهم واخسهم اليهود انظر مقولتهم في في الله سبحانه وتعالى انظروا الطغيان قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء هؤلاء ما عرفوا انفسهم ولا عرفوا ربهم ما عرفوا انفسهم ونعرف ربهم نعم وقال تعالى ردا على المنافقين هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا. ولله خزائن السماوات سوى الارض ولكن المنافقين لا يفقهون. نعم من كان كذلك هو لا لا يفقه لا يعرف نفسه ولا يعرف ربه سبحانه وتعالى وهذا اشنع الجهل واقبحه نعم وقال تعالى قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي اذا لامسكتم خشية الانفاق. وكان الانسان قتورا. والايات في هذا الباب كثيرة جدا. يخبر اذا امسكتم خشية الانفاق لاحظ يعني الطبع الذي في الانسان كان الانسان قتورا ولا يتهذب هذا الا بالاسلام والدين والتزكية التي يزكي الله سبحانه وتعالى قلوب من شاء عباده بها والا طبع الانسان قتور الى درجة ماذا الى درجة لو كما قال الله قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي لامسكتم خشية الانفاق خشية ماذا ان ينفذ ما في هذه الخزائن بسبب عطائكم مع انه محال ان ينفذ ما عندكم ينفذ وما عند الله باق فلو انتم تملكون خزائن خزائن رحمة ربي لامسكتم خشية النفاق وكان الانسان قتورا هذه صفة وطبع في الانسان لا يذهب عنه ولا يتهذب الا بالتزكية التي تكون من الله سبحانه وتعالى لمن شاء من عباده بل الله يزكي من يشاء. نعم قال رحمه الله تعالى يخبر تعالى بكمال غناه عن بكمال غناه عن خلقه وانه لا يزيد في غناه طاعة من اطاع ولا ينقصه معصية من عصى وانه لم يخلق الخلق لحاجة اليهم وانه لو شاء لم يخلقهم ولو شاء لذهب بهم وجاء بغيرهم. نعم ما خلق الخلق لحاجة اليهم لا ليتكثر بهم من قلة ولا يتعزز بهم من ذلة فالله غني عن عن الخلق سبحانه وتعالى غنى كامل نعم. ويخبر انهم كلهم فقراء اليه لا غنى لهم عنه في نفس من الانفاس. وهم يعلمون ذلك من انفسهم وانهم لم يكونوا وموجودين حتى اوجدهم ولا قدرة لهم على شيء من انفسهم ولا غيرها الا بما اقدرهم عليه الغني الحميد الفعال لما يريد وقال تعالى فيما رواه عنه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعتم فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. قوله فاستهدوني استطعموني فاستكسوني فاستغفروني هذا فيه فقر العباد الى الله عز وجل فقرهم الى الله في هدايتهم في طعامهم في شرابهم في لباسهم في اه آآ توبتهم وانابتهم هم فقراء الى الى الله ان يتوبوا اليه وان يستغفروه وان يسلموا من تبعة الذنوب بالخلاص منها والخلاص من مغبتها فهم فقراء الى الله سبحانه وتعالى من اه من كل وجه. هذا فيه فقرهم الى الله ثم يأتي من بعد ذلك بيان غنى الله عز وجل عنهم نعم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. نعم هذا وما بعده في بيان غنى الله يعني ما تقدم في فقر العبد في كل حاجاته واموره الدينية والدنيوية وما بعد في غنى الله سبحانه وتعالى عن العباد وانهم اه لا يبلغوا نفعه فينفعوه سبحانه ولا يبلغ ضره فيضروه ولا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى نعم يا عبادي لو ان اولكم واخركم انسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما قسى ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا دخل اذا ادخل البحر نعم يعني هذا مثال بين عندما يأتي انسان الى شاطئ بحر وفي يده ابرة صغيرة ويغمس يغمسها في في البحر ويخرجها ماذا نقصت من البحر الاولون والاخرون لو قاموا في صعيد واحد وسألوا الله كل يسأل حاجته ما شاء ان يسأل واعطى الجميع حاجاتهم ما نقص من الا كما ينقص المخيط اذا في البحر. نعم. ولو ان اولكم خزائنه سبحانه وتعالى ملأى لا يغيظها نفقة لا ينقصها لا يغيظها كما في الحديث اي لا ينقصه نفقة مهما كان العطاء نعم ولو ان اولكم واخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم واجتمعوا على اتقى قلب عبد من عبادي ما زاد في ملكي جناح يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه رواه مسلم عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ما زاد في ملكه جناح بعوضة اي ما زاد في ملكه شيئا نعم وفي رواية الترمذي يقول الله عز وجل يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فسلوني الهدى اهدكم. وكلكم فقير الا من اغنيت فسلوني ارزقكم وكلكم مذنب الا من عافيت فمن علم منكم اني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا ابالي اللهم اهدنا اللهم اغفر لنا اللهم تب علينا نعم ولو ان اولكم واخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم واجتمعوا على اشقى قلب عبد من عبادي ما نقص ذلك من ملكي جناح بعوضة ولو ان اولكم واخركم وجنكم وانسكم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم. اجتمعوا في صعيد واحد فسال كل انسان منكم ما بلغت امنيته فاعطيت كل سائل منكم ما سأل ما نقص ذلك من ملكي الا كما لو ان احدكم مر بالبحر فغمس فيه ابرة ثم رفعها اليه ذلك باني جواد واجد ماجد افعل ما اريد. عطائي كلام وعذابي كلام انما امري لشيء اذا اردته ان قول له كن فيكون. نعم شاهد هذا في القرآن انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يد الله ملأى لا تغيظها نفقة سحاء الليل والنهار افرأيتم ما انفق ربكم منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغظ ما في يمينه. يعني لم ينقص وتغيظها نفقة اي لا تنقصها نفقة امام كان العطاء. نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو داوود باسناد جيد من حديث عائشة رضي الله عنها في الاستسقاء وفيه قول رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني من فقه الحديث ان العبد عندما يسأل ربه لا يتعاظم حاجة يسألها ربه سبحانه وتعالى لا يتعاظم حاجة مهما كان المطلوب فالرب سبحانه وتعالى عطاؤه كلام ومنعه كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فلا آآ يتعاظم العبد حاجة يسألها ربه سبحانه وتعالى حتى في باب غفران الذنوب مهما كانت الذنوب لا يتعاظم العبد الذنب بل يا يعظم ربه ويصدق مع الله في طلب الغفران فالله يغفر له مهما كانت ذنوبه ولهذا انظر قول الله عز وجل مع كمال غناه عن توبة التائبين وانابة المنيبين قل يا عبادي الذين اسرفوا انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انظر مسرفين على انفسهم ويناديهم جل وعلا هذا النداء يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم وهم في اسراف على انفسهم اي بالمعاصي والذنوب وكثرتها فهو غني عنهم لكنه يحب سبحانه وتعالى من عباده التوبة ويرضاها لهم ويريدها منهم شرعا ودينا سبحانه وتعالى لا تقنطوا من رحمة الله اي مهما كانت الذنوب. ومهما كانت الاثام لا تقنطوا لا تيأسوا. بل توبوا الى الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ايا كانت كفرا شركا آآ اه عصيانا ايا كانت فالله سبحانه وتعالى لا فالله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا لا يتعاظمه ذنب ان يغفره ولا حاجة يسألها ان يعطيها سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو داوود بإسناد جيد من حديث عائشة رضي الله عنها في الاستسقاء وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا اله الا الله يفعل ما يريد. اللهم انت الله لا اله الا لا انت انت الغني ونحن الفقراء. انزل علينا الغيث واجعل ما انزلت علينا قوة وبلاغا الى حين. ما اجمل ان يكون هذا في التوسل في طلب الغيث ان يتوسل الى الله عز وجل بغناه توسل الى الله بغناه عن عباده ويتوسل الى الله بفقر عباده اليه حاجتهم اليه وهذي من اعظم الوسائل وفي هذا المطلوب من اعظم ما يتوسل به الى الله سبحانه وتعالى ان يتوسل الى الله بكمال غناه عز وجل وايضا كمال فقر العباد اليه من كل وجه انت الغني ونحن الفقراء هذه وسيلة للمطلوب انزل علينا الغيث انزل علينا الغيث. الوسيلة بعد التوحيد والحمد والثناء انت الغني ونحن الفقراء والمطلوب نزول الغيث انزل علينا الغيث واجعله واجعل ما انزلته علينا قوة وبلاغا الى حين. نعم قال رحمه الله تعالى وفي بعض الاسرائيليات يقول الله عز وجل ايأمن غيري للشدائد والشدائد بيدي وانا الحي القيوم ويرجى غيري ويطرق بابه بالبكرات وبيدي مفاتيح الخزائن وبابي مفتوح لمن دعاني من ذا الذي املني لنائبة فقطعت به؟ او من ذا الذي رجاني لعظيم فقطعت به او من ذا الذي طرق بابي فلم افتحه له؟ انا غاية الامال فكيف تنقطع الامال دوني اباخيل انا فيبخلني عبدي؟ اليس الدنيا والاخرة والكرم والفضل كله لي فما يمنع المؤملين ان يأملوني لعله فيبخلني من يصفني بالبخل احسن الله لعلنا كذلك نعم اليس الدنيا والاخرة والكرم والفضل كله لي؟ فما يمنع المؤملين ان يأملوني؟ ولو جمعت اهل السماوات والارض ثم اعطيت كل واحد منهم ما اعطيت الجميع وبلغت كل وبلغت كل واحد منهم امله لم ينقص ذلك من ملكي عضو ذرة كيف ينقص ملك وذرة نعم يعني مقدار عضو من ذرة يعني لا ينقص شيئا كما مر معنا جناح بعوضة صلى الله عليه كيف ينقص ملك انا قيمه؟ فيا بؤسا للقانتين من رحمتي ويا بؤسا لمن عصاني وتوثب على محارمي هذا مثل ما قال الشيخ يعني من من الاسرائيليات مثل هذا العلماء يعني الذي يأتي في معانيه صحيحة في الجملة وموافقة للادلة يذكرونه استئناسا لا اعتمادا مثل اه مثل ذكر اه القصص وبعض الاحاديث الضعيفة او نحو ذلك تذكر للاستئناس لا للاعتماد وهذا الخبر الذي قال في في بعض الاسرائيليات لم اقف له على مصدر لم اقف له على مصدر ولا ادري من اين آآ نقله الشيخ رحمه الله نعم. قال رحمه الله تعالى وجاء في بعض الفاظ حديث النزول من يقرظ غير عديم ولا ظلوم. من يقرض غير عديم ولا ظلوم يعني يقرض الله ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له فمن يقرض غير عديم ولا ظلوم قيل في القرض هنا في الحديث والاية ان عموم الطاعات من صلاة وصيام وعبادة وتقرب الى الله عز وجل وقيل النفقة بانواعها النفقة آآ انواعها. قال من يقرض غير عديم ولا ظلوم غير عديم ولا ظلوم وهذا فيه امر الله عز وجل لعباده بالطاعات و حثه لهم عليها وعن القيام بها مع غناه عنهم سبحانه وتعالى غناه عنهم وايضا عدله كمال عدله جل في علاه. نعم قال رحمه الله تعالى والاحاديث في هذا الباب كثيرة جدا لو اردنا استقصاءها لطال الفصل. وفيما ذكرنا كفاية فسبحان من وسع خلقه بغناه وافتقر كل شيء اليه وافتقر كل شيء اليه وهو الغني عما سواه ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله غني حميد. نعم سبحانه وبحمده اه نسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت نستغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا