نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى لشرح ما نظمه بقوله والقول في كتابه المفصل بانه كلامه المنزل على الرسول المصطفى خير الورى ليس بمخلوق ولا بمفترى قال المنزل من عند الله عز وجل على الرسول المصطفى خير الورى محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب بعض وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون وقال تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وقال تعالى انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله وقال تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فان من عقيدة اهل السنة والجماعة في كلام الله عز وجل الذي هو القرآن انه منزل من الله عز وجل وانه تنزيل من رب العالمين وان الذي تكلم به هو الله جل وعلا وانه كلامه الله عز وجل علي اعلى سبحانه وتعالى فتكلم به وسمعه منه جبريل عليه السلام ونزل به نزل به الروح الامين منزل اي نزل به جبريل على النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فمما يجب اعتقاده في القرآن انه منزل من الله عز وجل وانه تنزيل رب العالمين وانه تنزيل من رب العالمين اي انه هو جل وعلا الذي تكلم به وسمعه منه جبريل ونزل به الى النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهكذا جميع الكتب السابقة كلها منزلة كما في الاية التي صدر بها المصنف رحمه الله تعالى اه اه ايات هذا الموضع فالانبياء ما اوتوه من الله عز وجل كله وحي منزل كله وحي منزل من رب العالمين وقل امنت بما انزل الله من كتاب وقل امنت بما انزل الله من كتاب اي على اي رسول. الوحي الذي فبلغ الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه هذا كله منزل من الله سبحانه وتعالى وفي هذه الاية قال عز وجل قولوا امنا بالله وما انزل الينا اي القرآن وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم هذه الايات هنا هذه الايات ونظائرها استفادوا منها فائدة عظيمة جدا في باب الاعتقاد ان الدين الحق هو الدين المنزل ليس الا واما الاديان التي نشأت ونبتت واخترعت ووجدت في الارض فهي باطل فلا يكون الدين حقا الا اذا كان منزلا من الله سبحانه وتعالى ولهذا فان الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه قالوا في ابطال ما قرروا هذا الدليل في ابطال ما عليه اقوامهم من الضلال قال يوسف عليه السلام ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها ما انزل الله بها من سلطان وفي سورة النجم ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان فالحق لا يكون الا الوحي المنزل من الله سبحانه وتعالى وبهذا يعلم ان ان العقائد التي آآ بين الناس العقائد التي بين الناس وعندهم على نوعين عقيدة منزلة وعقيدة نابتة عقيدة منزلة وعقيدة نابتة ولا يكون حقا من هذه العقائد الا المنزل من الله لان الدين دين الله ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله فالدين دينه والشرع شرعه سبحانه وتعالى. ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فلا يكون الدين حقا الا اذا كان منزلا من الله ولهذا يطالب كل من يقول قولا او يدين دينا ان يأتي بشاهد عليه ودليلا عليه منزل من الله لان الدين لله عز وجل والخلق عباد عباد لله ليس لاي واحد منهم من يخترع ما شاء او ينسى ما اراد وانما الدين دين الله عز وجل والعبيد عبيد الله سبحانه وتعالى فما بين الناس من اديان اما دين منزل او دين نابت والمنزل هو الحق وكل دين نابت في الارض فهو باطل لا يقبله الله كل دين نابت في الارض مهما استحسنه اربابه ورأوه حسنا فهو باطل لا يقبله الله سبحانه وتعالى بل لا يقبل الله عز وجل الا ما انزل به وحيه الحكيم وذكره العظيم سبحانه وتعالى والاية الثانية فيها ايضا تقرير آآ هذا الامر وان اه القرآن منزل من الله هو الذي انزل عليك الكتاب اي القرآن منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات واخرو متشابهات محكمات اي بينوا معناها ظاهر ومتشابهات اي في معناها شيء من الخفاء وطريقة العلماء الراسخين الايمان بالقرآن كله محكمه ومتشابهه وما اشكل عليهم منه وتشابه ردوه الى المحكم فاستبان لهم وهذه طريقة الراسخون اما اهل الزيغ فشأنهم وحالهم كما ذكر الله. يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا. نعم في الاية امر اؤمن بالايمان يا ايها الذين امنوا امنوا مثلها قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته الامر بالشيء لمن هو داخل فيه امر بالثبات عليه والزيادة منه والقوة فيه والمحافظة عليه والامر بالشيء لمن لم يكن داخلا فيه هو امر بالدخول فيه وعليه فان امر المؤمن بالايمان هو امر بالزيادة في الايمان والثبات عليه ولهذا عد العلماء رحمه الله تعالى هذه الاية دليلا على ان الايمان يزيد ونظروا لذلك يتنظروا لذلك عندما تكون تمشي انت وصاحبك ثم تقول له وهو يمشي الى جوارك امشي يا فلان المعنى واضح المعنى واضح اي زد في مشك مثل عندما تكون تأكل انت وزميلك وهو يأكل مستمر في الاكل تقول كل يا فلان تقصد زد في ذلك فالامر بالسير منه هو داخل فيه امر بالزيادة فيه بالزيادة فيه ولهذا عدت الاية من الادلة على ان الايمان يزيد ان الايمان يزيد. يا ايها الذين امنوا والشاهد منها ان الكتب وكلها منزلة امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله اه يعني الهنا للعهد الذي هو الكتاب المعهود القرآن والكتاب الذي انزل من قبل والهنا للجنس اي جميع الكتب المنزلة من قبل ففيه ان كتب الله عز وجل كلها اه منزلة منه منزلة منه تبارك وتعالى على انبيائه الكرام عليهم صلوات الله وسلامهم وفيه ان الكفر بالكتب المنزلة آآ او شيء منها اه هو منتهى الضلال منتهى الظلال وانه كفر بالله رب العالمين سبحانه وتعالى لانه لا يؤمن بالله الا من امن بكتبه ووحيه سبحانه وتعالى فالكافر بها او بشيء منها هو كافر بالله نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله تقول ايه؟ لا نفرق بين احد من رسله. هذه اصول الاعتقاد اجتمعت في هذه الاية العظيمة الى تمامها اصول الاعتقاد اجتمعت فيها وجاء في هدي النبي عليه الصلاة والسلام مشروعية يقولها المسلم كل ليلة ومن الحكمة في ذلك انه ينبغي على المسلم كل ليلة ان يستذكر هذه الاصول العظيمة وان يجدد الايمان بها. وهذه فائدة الاذكار تجديد الايمان وتقويته وتمتينه في آآ القلوب قال من قرأ بالايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه من الحكمة في القراءة لهاتين الايتين ان فيهما تجديد للايمان. تجديد للايمان وتقوية له وانا اصول الايمان يحتاج العبد ان يعمل دوما وابدا على تجديدها تجديدا مستمرا والا فانها تضعف حتى هذه الاصول حتى هذه الاصول التي في القلب ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين نزله على قلبك مثل نزل به الروح الامين. نعم وقال تعالى يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فنردها على ادبارها وقال تعالى وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله الاية وقال تعالى لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وقال تعالى لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا وقال تعالى يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا وقال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به وقال تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه وقال تعالى قل يا اهل الكتاب هل تنقمون منا الا ان الا ان امنا بالله وما انزل الينا وما انزل من قبل وقال تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس وقال تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر ام القرى ومن حولها وقال تعالى افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا. والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين وقال تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه وقال تعالى الف لام ميم صاد كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون وقال تعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وقال تعالى واذا انزلت سورة ان امنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك اولوا الطول منهم وقال تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وقال تعالى واذا ما انزلت سورة نظر بعضهم الى بعض هل هل يراكم من احد ثم انصرفوا وقال تعالى فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا ان ما انزل بعلم الله وقال تعالى الف لام راء كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد وقال تعالى الف لام راء تلك ايات الكتاب المبين انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقال تعالى الف لام ميم راء تلك ايات الكتاب والذي انزل اليك من ربك الحق وقال تعالى وكذلك انزلناه حكما عربيا وقال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. وقال تعالى ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاتقون. وقال تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء قال تعالى وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه. وقال تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم وقال تعالى واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر. بل اكثرهم لا يعلمون نزله رح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين وقال تعالى وبالحق انزلناه وبالحق نزل وما ارسلناك الا مبشرا ونذيرا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا وقال تعالى الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. وقال تعالى لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم افلا تعقلون وقال تعالى وهذا ذكر مبارك انزلناه افأنتم له منكرون؟ وقال تعالى وكذلك انزلناه ايات بينات وان الله يهدي من يريد وقال وكذلك انزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد. وقال تعالى ولقد انزلنا اليكم ايات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم ولقد ولقد انزلنا اليكم ايات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين. وقال تعالى لقد انزلنا ايات مبينات والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وقال تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. وقال تعالى قل انزله الذي يعلم السر في في السماوات والارض انه كان غفورا رحيما. وقال تعالى وانه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. اية النور العظيمة في سورة النور قال الله عز وجل قبلها ولقد انزلنا اليكم ايات مبينات وبعدها بآيات قال لقد انزلنا اليكم ولقد انزلنا ايات مبينات نعم وقال تعالى وانك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم وقال ط س ميم تلك ايات الكتاب المبين نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون وقال تعالى واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا وقال تعالى الف لام ميم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ام يقولون افتراه؟ بل هو الحق من رب وقال تعالى واتبع ما يوحى اليك من ربك. وقال تعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق وقال تعالى تنزيل العزيز الرحيم وقال تعالى تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. انا انزلنا اليك الكتاب بالحق وقال تعالى انا انزلنا عليك الكتاب للناس انا انزلنا عليك الكتاب للناس بالحق وقال تعالى واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم وقالت هذه تقدمت ها نعم انا انزلنا عليك الكتاب للناس بالحق تقدمت نعم وقال تعالى واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم وقال تعالى حا ميم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم. الشيخ رحمة الله عليه يكتب بما يظهر لي من حفظه والنسخة التي طبعت اه يعني اولا قبل طباع هذه التي هي تنزيل الايات من المصحف اه فيها بعض الاخطاء التي اه تشير الى هذا المعنى انه كان يكتب من حفظه رحمه الله تعالى ولا اعلم كتابا وفيما الف في الاعتقاد عموما مثل هذا الكتاب في بسط الادلة وحشدها وجمعها على هذا النسق لا اعلم كتابا نظيرا لهذا الكتاب المبارك معارج القبول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى ولا ينقضي عجبك اذا علمت انه قد كتبه عمره اربع وعشرين سنة رحمها الله ولكنك في هذا ومثله اه لا تذكر الا قول الله عز وجل وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. نعم السلام عليكم. قال رحمه الله تعالى وقال تعالى حميم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت اياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون. وقال تعالى ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وقال تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه وقال تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب وقال تعالى حا ميم والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة وقال تعالى تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. وقال تعالى فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون تنزيل من رب العالمين قول الله عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب فيها ان القرآن لم لم ينزل من اجل ان يقرأ فقط او ان تحفظ حروفه فقط وانما انزل لتتدبر اياته وتفهم معانيه وتعقل دلالاته ويعمل به لاجل هذا انزل كتاب الله سبحانه وتعالى ولا يكون العبد من اهل القرآن الا بذلك بالقراءة والتدبر والعمل وهم المعنيون بقوله الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته معنا يتلونه حق تلاوته ان يعملون به يعملون به عن فهم وفقه ودراية بكلام الله عز وجل ولهذا جاء في الحديث قال يؤتى بالقرآن واهله الذين يعملون به فلا يكون المرء من اهل القرآن الا بذلك نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس وقال تعالى هو الذي ينزل على عبده ايات بينات. وقال تعالى فامنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا وقال تعالى وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وما هو الا ذكر للعالمين وقال تعالى فلا اقسم بما تبصرون وما لا تبصرون. انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر اي لما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين وقال تعالى وقوله تعالى في هذه الاية انه لقول رسول كريم يعني به محمد صلى الله عليه وسلم. وفي سورة التكوير يعني به جبريل ومعنى الاظافة في كل الاية في كلا الايتين انما هو التبليغ. لان من حق الرسول ان يبلغ عن المرسل عن المرسل لا ان القرآن كلام الرسول الملكي ولا البشري كما بين تعالى ذلك بقوله تنزيل من رب العالمين. كما بين ذلك الا بقوله يعني في السياق نفسه تنزيل من رب العالمين قبلها قال انه لقول رسول وفي السياق نفسه يقال تنزيل من رب العالمين اي ان الله هو الذي تكلم به وعليه فالمعنى في قوله انه لقول رسول اي بلاغا قوله بلاغا وهذا ايضا مستفاد من اضافة القول له مذكورا عليه الصلاة والسلام بوصف الرسالة ومن المعلوم ان المرسل ليس له الا ان يبلغ كلام من ارسله فقوله لقول رسول اظاف القول اليه من جهة انه المبلغ له مثل ما يضاف الدين الى الرسول دين الرسول عليه الصلاة والسلام هو دين الله لكن يضاف الى الرسول من جهة البلاغ انه مبلغ له عليه الصلاة والسلام فهنا قوله آآ انه لقول رسول اه اي بلاغا قوله بلاغا لان هذي مهمة المرسل كما قال الله تعالى وما على الرسول الا البلاغ وما على الرسول الا البلاغ قال الشيخ رحمه الله انه لقول رسول لقول رسول كريم يعني به محمدا صلى الله عليه وسلم في هذه الاية في هذه الاية يعني به محمدا عليه الصلاة والسلام لانه قال بعدها وما هو بقول شاعر وما هو بقول الشاعر قليلا ما تؤمنون واما في سورة التكوير انه لقول رسول كريم فالمراد به جبريل يوضحه ما بعدها ايضا لانه قال ذي قوة عند ذا العرش مكين مطاع ثم امين. هذا جبريل عليه السلام فالاية الاولى المراد بالرسول اي البشري محمد عليه الصلاة والسلام والمراد بالاية الثانية بالرسول اي الملكي جبريل عليه السلام والسياق هو الذي بين ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى قول الشيخ لان من حق الرسول ان ان يبلغ قال ومعنى الاظافة في كلا الايتين ان ما هو التبليغ لان من حق الرسول ان ان يبلغ عن المرسل اه لو قيل لكان ادق لان الرسول ليس عليه الا البلاغ وما على الرسول الا البلاغ نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى انا انزلناه في ليلة القدر وقال تعالى الرحمن علم القرآن وقال تعالى نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. هذه الايات الثلاث علم القرآن نحن نقص اوحينا اليك ليس فيها التنصيص على التنزيل لكن فيها المعنى وفيها المعنى ان ان انها وحي منزل من الله. وانها كلام الله عز وجل هو الذي علم وهو الذي قصفه والذي اوحى بهذا الوحي المنزل نعم قال رحمه الله تعالى والايات في هذا الباب كثيرة جدا بل القرآن كله من فاتحته الى خاتمته يشهد لانه كلام الله وتنزيله وقصصه وتعليمه والفاظه ومعانيه وايجازه واعجازه يرشد الى انه كلام الخالق عز وجل وصفته وانه لا يستطيع البشر الاتيان بصورة من مثله. وقد اقر بذلك كل عاقل حتى المشركون كما قال كفر قريش الوليد بن المغيرة لما قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فرجع الى قومه فقال ابو جهل قل فيه قولا يبلغ قومك انك منكر له قال وماذا اقول فيه؟ فوالله ما منكم رجل اعرف بالاشعار مني ولا اعلم برجزه ولا بقصيده مني ولا باشعار الجن والله ما يشبه هذا ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله ان لقوله الذي يقوله حلاوة ان عليه لطلاوة وانه لمثمر اعلاه مغدق اسفله. وانه ليعلو ولا يعلى وانه ليحطم ما تحته قال لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه قال قف حتى افكر فيه فلما فكر قال ان هذا الا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت ظني ومن خلقته وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا الايات رواه البيهقي وغيره وسبحان الله يعني خلقه الله وحيدا يعني لا اهل الاعمال ولا لا ولد ولا ومن الله عليه بالمال ومن عليه بالولد واعطاه المكانة في في قومه والدراية بالشعر والكلام ثم سمع القرآن وايقن انه ليس من الشعر لكن لما يعني اتاه قومه من من هذه الجهة وقالوا له ان ان محمدا آآ ان شئت نعطيك من المال انت يعني قالوا اعطاك محمد من المال ما جعلك يعني تتأثر بقوله وكلامه فان شئت ان اعطيك من المال ما اردت فدخلوا علي من هذه الجهة واثروا عليه حتى كما حتى كان شأنه كما ذكر الله عنه فكر وقدر ثم نعم ثم قتل ثم فقتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبصر ثم ادبر واستغفر فقال ان هذا الا سحر نسأل الله العافية نعم قال رحمه الله تعالى ويروى عن عتبة حين قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حميم السجدة نحو ذلك. وكذا ابو جهل قبحهم الله فتبين بهذا ان قولهم فيه سحر شعر كهانة وغير ذلك من مفترياتهم انما قالوه عنادا ومكابرة عنادا ومكابرة يعني لا عن قناعة ان ان السحر وانه كاهن وانه لا ليس عن قناعة بذلك وانما للصد عن دينه الذي جاء به والا فقد استيقنوا انه لا يدخل تحت طوق احد من البشر ونحن وجميع اهل السنة والجماعة نشهد الله الذي انزله بعلمه وشهد به ونشهد ملائكته الذين شهدوا بذلك ونشهد رسوله الذي انزل عليه وبلغه الى الامة ونشهد جميع المؤمنين الذين صدقوه وامنوا به انا مؤمنون مصدقون شاهدون بانه كلام الله عز وجل وتنزيله وانه تكلم به قولا وانزله على رسوله وحيا ولا نقول انه نعم يعني هنا في قوله رحمه الله ونشهد رسوله ونشهد رسوله سبق التنبيه على نظير ذلك في موضع سبق وجاء في آآ فتاوى اللجنة الدائمة سئلوا عن هذه العبارة احد السائلين يعني بعث هذه العبارة وسألهم عن صحة ذلك جاء في فتاوى مشايخنا الكرام قالوا هذه العبارة غلط من الشيخ عفا الله عنه ورحمه قالوا هذه العبارة غلط من الشيخ عفا الله عنه ورحمه ولا يجوز ولا يجوز لاحد ان يشهد الرسول صلى الله عليه وسلم على شيء من عمله بعد وفاته صلى الله عليه وسلم. لانه لا يعلم الغيب ولا يدري ما فعلته امته بعده ثم ذكروا الحديث انك لا تدري ما احدثوا بعدك. نعم قال رحمه الله تعالى ولا نقول انه حكاية عن كلام الله عز وجل او عبارة بل هو عين كلام الله حروفه ومعانيه نزل به من عنده الروح الامين على محمد خاتم المرسلين وكل منهما مبلغ عن الله عز وجل. هذا قول الشاعرة هذا قول شاعر هو الكلابية ومن كان على طريقهم اه هذا قولهم وحاصل قولهم انه ليس وحي منزل وجميع الايات التي تقدمت كلها رد عليهم نعم قال رحمه الله تعالى والكلام انما يضاف حقيقة الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا. هذا معروف متقرر عندما تنقل مثلا بيت من الشعر لاحد المتقدمين وترويه في في احد المجالس لا يكون قولا لك ومن يسمعه منك يقول هذا آآ وهو يعرف آآ الشعر يقول هذا قول فلان ما ينسب الى الناقل الكلام لا ينسب الى الناقل وانما ينسب الى من قاله ابتداء الى من قاله ابتداء لا ينسب الى الناقل وانما يضاف الى من قاله ابتداء فالكلام من قاله فالكلام كلام من قاله ابتداء لا من نقله اداء كلام من قاله ابتداء لا من نقله اداء قد مر معنا في الايات تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين من رب العالمين من رب العالمين اي منه بدأ هو الذي تكلم به من رب العالمين اي منه بدا. هو الذي تكلم به سبحانه وتعالى نعم قال الله تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس قال تعالى واطيعوا الله واطيعوا الرسول فان توليتم فانما على رسولنا البلاغ المبين وقال تعالى فان تولوا فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا. وما على الرسول الا البلاغ المبين وقال تعالى فان اعرضوا فما ارسلناك عليهم حفيظا. ان عليك الا البلاغ. وقال تعالى قل اني لن يجيرني من الله لاحد ولن اجد احد ولن اجد من دونه ملتحدا الا بلاغا من الله ورسالاته والايات في هذا كثيرة جدا يخبر تعالى عن رسوله انه مبلغ عنه مؤذن لما ارسله به. وهذا يعرفه كل احد يعقل لفظة رسول. فان الرسول لابد له مرسل برسالته فالمرسل الله عز وجل والرسالة هي القرآن والمرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم المبلغ رسالة ربه وقال انس بعث النبي صلى الله عليه وسلم خاله حراما الى قومه حراما ها؟ حراما؟ حراما الى قومه وقال اتأمنوني ابلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يحدثهم وقال المغيرة اخبرنا نبينا عن اخبرنا نبينا عن رسالة ربنا انه من قتل منا صار الى الجنة وعن عائشة رضي الله عنها قالت من حدثك ان النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي فلا تصدقه. ان الله تعالى يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته وفي خطبته في موقف الحج الاكبر قال صلى الله عليه وسلم وانتم تسألون عني فما انتم قائلون؟ قالوا نشهد انك قد بلغت واديت ونصحت وفيها اشارته صلى الله عليه وسلم بيده الى السماء قائلا اللهم هل بلغت؟ اللهم اشهد قالها مرارا وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم امره امره وعظم امره ثم قال لا لا الفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء. يقول يا رسول الله اغثني لا املك لك شيئا قد ابلغتك لالفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك لالفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء. يقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغت لا الفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس له صياح فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك لالفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله اغثني. فاقول لا املك لك من الله شيئا قد ابلغتك لا الفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت صامت يقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك من الله شيئا قد ابلغتك متفق عليه. العرب يقسمون المال الى قسمين. صامت وناطق صامت وناطق الصامت مثل الذهب والفضة والناطق ما كان له صوت من المال مثل البهائم فالذي تقدم في الحديث البعير وحمحمة الفرس وبغاء الشاة آآ هذه كلها من الاموال الناطقة من الاموال الناطقة يعني ما كان من المال له صوت يسمى ناطق وما ليس له صوت يسمى صامت مثل الذهب والفضة لا الفين احدكم يجي يوم القيامة على رقبته صامت. يعني اموال من الذهب والفضة ونحوها حقوق للناس اخذها منهم بغير حق نعم قال رحمه الله تعالى وكان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في المواسم ويقول سبحان الله الذي آآ استلب هذه الاموال خزي والعياذ بالله يوم القيامة ان كانت اباعر وان كانت غنم وان كانت بقر وان كانت اموال صامتة يحملها على رقبته يحملها على رقبته يوم القيامة نعم قال رحمه الله تعالى وكان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في المواسم ويقول اني رسول الله واتيكم لتمنعوني حتى ابلغ رسالة ربي وغير ذلك من الاحاديث يخبر صلى الله عليه وسلم انه مخبر عن الله ومبلغ رسالته وان ما امر به ونهى عنه واخبر به هو تبليغ لامر الله ونهيه وخبره وانه لم يقل شيئا من عند نفسه فيقول هو من عند الله. ومن اعتقد ذلك فهو كافر من حزب ابي جهل والوليد ابن المغيرة وملأهم قال الله عز وجل ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين وانه لتذكرة للمتقين. وانا لنعلم ان منكم مكذبين وانه لحسرة على الكافرين وانه لحق اليقين فسبح باسم ربك العظيم. مثلها قول الله عز وجل يقولون افترى على الله كذب فان يشاء الله يختم على قلبك ويمحو الباطل ويحق الحق بكلماته. انه عليم بذات الصدور اه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين معين