الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وانه يجيء يوم الفصل كما يشاء للقضاء عدلي قال الله تبارك وتعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر والى الله ترجع الامور. وقال تبارك وتعالى هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ربك وقال تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا. وقال تعالى كلا ااذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا. وقال تعالى واشرقت ارض بنور ربها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد في هذا البيت وما تحته من شرح وبيان يتحدث الشيخ رحمه الله تعالى عن صفة المجيء وهي من صفات الله سبحانه وتعالى الفعلية الثابتة في الكتاب والسنة فان الله عز وجل اخبر عن نفسه في كتابه واخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته انه يجيء يوم القيامة للفصل بين العباد مجيئا يليق بجلاله وكماله فهذا المجيء حق ثابت في كتاب الرب سبحانه وتعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فوجب اعتقاد ذلك والايمان به هذا المجيء مجيء للفصل بين العباد لان العباد يطول وقوفهم يعظم خطبهم ويشتد كربهم ثم يفزعون الى الانبياء يطلبون منهم ان يشفعوا عند الله سبحانه وتعالى في ان يبدأ بالفصل بين العباد والقضاء فاه يعتذر كل نبي الى ان يأتوا الى محمد عليه الصلاة والسلام فيقول انا لها فيشفع عند الله سبحانه وتعالى فيجيء الرب سبحانه وتعالى للفصل بين العباد. وجاء ربك والملك صفا صفا قال عز وجل هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك انظروا انظر في هذه الاية هذا التقسيم والتنويع في الاتيان تهديدا لمن صدف عن ايات الله سبحانه وتعالى واعرظ عنها فجاء التهديد له بهذه الا انواع الثلاثة من الاتيان اتيان الملائكة اي لقبض روحه وهذا مما يحذر ويخوف به واتيان الرب اي يوم القيامة الفصل بين العباد اوتيان بعض ايات الله سبحانه وتعالى التي لا ينفع بعدها ايمان وهي اشراط الساعة الكبار وعلاماتها الكبار يوم يأتي بعض ايات في ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل فهذا كله تهديد اتيان الملائكة اتيان الرب اتيان بعض ايات الرب وهذا التنويع كما بين العلماء رحمهم الله تعالى في ذكر الاتيان فيه رد على من يتأول اتيان الرب باتيان الملائكة لان ال التأويل يقولون وجاء ربك فيه محذوف مقدر. اي وجاء ملك ربك يأتيهم الله ان يأتيهم ملك الله فهذا التقسيم الذي في الاية يرد تأويلهم ويبطله لان اذا قيل وجاء ملك ربك او اتى ملك ربك يصبح الكلام مكرر وهل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ملك ربك ما اصبح الكلام معنى فالتقسيم والتنويع الذي في الاية يبطل التأويل. الحاصل ان الاتيان جاء اثباته في ايات كثيرة في القرآن وجاي اثباته في احاديث عديدة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فهو حق هو مجيء يليق بجلال الله وكماله وعظمته والشأن فيه كالشأن في جميع صفات الله سبحانه وتعالى الفعلية نعم قال رحمه الله تعالى وفي حديث الصور المشهور الذي ساقه غير واحد من اصحاب المسانيد وغيرهم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ان الناس اذا اهتموا لموقفهم في العرصات تشفعوا الى ربهم بالانبياء واحدا من ادم فمن بعده فكلهم يحيد عنها حتى ينتهوا الى محمد صلى الله عليه وسلم. فاذا جاءوا اليه قال انا لها انا لها. فيذهب فيسجد لله تعالى تحت العرش ويشفع عند الله في ان يأتي لفصل القضاء بين فيشفعه الله تعالى ويأتي في ظلل من الغمام بعد ما تنشق السماء الدنيا وينزل من فيها من الملائكة ثم الثانية ثم الثالثة ثم السابعة وينزل حملة العرش والكروبيون قال وينزل الجبار عز وجل في ظلل من الغمام ولهم زجل من تسبيحهم يقولون صوت رفيع. الزجل الصوت وفي امام احسن الله اليك والكروبيون هم افضل الملائكة. نعم قال وينزل الجبار عز وجل في ظلل من الغمام ولهم زجل من تسبيحهم يقولون سبحان ذي الملك سبحان ذي الملك والملك سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت. سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت. سبوح قدوة دوس رب الملائكة والروح سبوح قدوس سبحان ربنا الاعلى سبحان ذي السلطان والعظمة سبحانه انه ابدا ابدا نعم هذا الحديث حديث الصور مشهور بهذا وهو حديث آآ طويل لكن المصنف رحمه الله لخص بعضه هنا وسيأتي مطولا عند المصنف لاحقا لكن الحديث كما بين العلماء اسناده ضعيف. منهم الحافظ ابن حجر في المطالب العالية وغيره من اهل العلم نعم ذكروا ان سنده ضعيف نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله الاولين والاخرين لميقات في يوم معلوم اربعين سنة شاخصة ابصارهم الى السماء ينتظرون فصل القضاء وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش الى الكرسي. رواه ابن منده وقال الذهبي اسناده حسن نعم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان يوم القيامة نزل الرب الى العباد مسلم نعم حديث ابي هريرة هذا اه عزاه المصنف رحمه الله تعالى الى مسلم اي في صحيحه وليس هذا الحديث في صحيح مسلم وعند الترمذي والنسائي في السنن الكبرى وبن حبان في صحيحه من حديث ابي هريرة بلفظ اذا كان يوم القيامة ينزل الله الى العباد ليقضي بينهم الى اخر الحديث نعم قال رحمه الله تعالى وعن اسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يهبط الرب تعالى من السابعة الى المقام الذي هو قائمه. ثم يخرج عنق من النار فيضل الخلائق كلهم فيقول امرت بكل جبار عنيد. ومن زعم انه عزيز كريم. ومن دعا مع الله الها اخر. رواه ابو احمد العسال في كتاب السنة نعم لكن آآ سند ضعيف في فيه من هو متروك وصح في الترمذي وغيره خروج عنق يوم القيامة من النار يخرج عنق من النار يوم القيامة يقول امرت بكل جبار عنيد ومن دعا مع الله الها اخر وللمصورين ذكر هؤلاء الثلاثة وهو ثابت نعم لكن هذا الحديث اه في اسناده من هو متروك؟ نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين من حديث الشفاعة عن ابي هريرة رضي الله عنه وفيه يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع ويتبع من كان يتبع الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الامة فيها شافعوها او منافقوها شك ابراهيم يعني ابن سعد الراوي عن ابن شهاب فيأتيهم الله تعالى فيقول انا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا. فاذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول انا ربكم فيقولون انت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم. وذكر الحديث بطوله قوله في الحديث من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ومن يعبد القمر القمر ومن يعبد الطاغوت الطاغوت الطاغوت من عبد من دون الله وهو راض يعني هناك معبودات عبدت ليست راضية بذلك وهناك معبودات عبدت وهي لا تعلم بذلك ولا تشعر غافلة عن من يعبدها وهناك من عبد من دون الله وهو ليس راب. فالطاغوت هو من عبد من دون الله وهو راض اي راض بعبادة هؤلاء له ويوم القيامة يقال لكل من عبد شيئا يتبعه يتبعه اي الى النار لا يستثنى من ذلك الا من عبد من دون الله وهو غير راض الا من عبد آآ من آآ عبد من دون الله وهو غير راض كالملائكة والانبياء والصالحين من عباد الله لان من الانبياء والصالحين من اتخذ معبودا من دون الله بعد موته لكنه لا يرضى بذلك فيوم القيامة يقال كل عابد يتبع معبوده ويزج بهم اجمعين في نار جهنم كما قال الله سبحانه وتعالى انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون نعم قال رحمه الله تعالى ولهما نحوه من حديث ابي سعيد رضي الله عنه وفيه حتى يبقى من كان يعبد الله من من بر او فاجر فيقال لهم ما يحبسكم وقد ذهب الناس فيقولون فارقناهم ونحن احوج منا اليهم اليوم. وانا سمعنا مناديا ينادي ليلحق وكل قوم بما كانوا يعبدون وانما ننتظر ربنا. قال فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها اول لمرة فيقول انا ربكم فيقولون انت ربنا فلا يكلمه الا الانبياء فيقول هل بينكم وبينه اية تعرفونه فيقولون الساق في كشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد لله رياء فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا وذكر الحديث والاحاديث في هذا كثيرة. نعم يعني هنا في هذا الحديث التصريح بثبوت الساق صفة لله سبحانه وتعالى بخلاف الاية قال يوم يكشف عن ساق يعني جاءت جاء ذكر الساق في الاية نكرة لكن هنا جاءت الساق مضافة الى الله سبحانه وتعالى اضافة الصفة الى الموصوف ولهذا تعدى ايعد هذا الحديث وهو في الصحيحين مفسرا للاية مفسرا للاية ويذكره ائمة السلف رحمهم الله تعالى تحت هذه الاية لانه مفسر لها. ومبين لمعناها وان الساق هنا صفة الله سبحانه وتعالى قال فيكشف عن ساقيه فيسجد له كل مؤمن نعم قال رحمه الله تعالى قال الذهبي رحمه الله تعالى احاديث نزول الباري متواترة قد سقت طرقها وتكلمت عليها بما عنه يوم القيامة غدا من نصحه رحمه الله في جمعه وتحريه دقته يعني يقول انه جمع اي بتحري ودقة بما يسأل عنه يوم آآ القيامة يعني كتب رحمه الله ما كتب وجمع وما جمع وبين عينيه انه يسأل عن هذا يوم القيامة وهذا فعل ناصح وهو الواجب على كل من يكتب كتابا او يلقي علما او يخطب خطبة او غير ذلك يذكر نفسه بان كلامه هذا يسأل عنه مكتوبا او منطوقا يسأل عنه يوم القيامة وهذا التذكر لهذا المعنى العظيم يعين العبد على الدقة فيما يقول او يكتب او يبين اذا تذكر ان ان كلامه هذا الذي يكتبه او يقول يسأله الله سبحانه وتعالى عنه يوم القيامة وهذا الذي ذكره الذهبي رحمه الله تعالى ذكره في كتابه العلو بعد ان ساق آآ احاديث كثيرة في النزول وفيما يظهر لي ان هذه الجملة التي نقلها المصنف رحمه الله تعالى هنا عن الذهبي ليس هذا موضعها وان وانما موضعها في الفصل الذي قبله لما ساق رحمه الله تعالى احاديث النزول واطال في رحمه الله في في ذكر الاحاديث فمحل محل ذلك عقب سوقه لاحاديث النزول اما هنا فالفصل هذا في المجيء مجيء الرب تبارك وتعالى فحق هذه الجملة احاديث نزول الباري متواترة حقها ان تكون قبل ذكر المجيء وبعد الانتهاء من ذكر اه النزول ونكتفي بهذا نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك اتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا