نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى لا تتبع اقوال كل مارد غاو مضل مارق معاند فليس بعده فليس بعد رد ذا التبيان اثقالوا ذرة من الايمان قوله لا تتبع ايها العبد اقوال كل مارد على بدعته وزندقته واتباع هواه غاو اي زائغ في دينهم مفتون في عقيدته مضل لغيره مارق من الاسلام معاند لنصوص الكتاب والسنة وما دلت عليه مكذب بالكتاب وبما ارسل اليه به رسله فليس يبقى بعد رد ذا التبيان الذي جاء في الكتاب والسنة من الايات المحكمة الصريحة والاحاديث الثابتة الصحيحة مثقال ذرة من الايمان في قلب من رد ذلك لان الله تعالى هو الحق وقوله الحق. فماذا بعد الحق الا الضلال وقال تعالى وما نرسل المرسلين الا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا ايات وما انذروا هزوا وقال تعالى ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد وقال تعالى ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا وقال تعالى ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون حتى اذا جاءوا قال اكذبتم باياتي ولم تحيطوا بها علما ام ماذا كنتم ام ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون وهذه الايات يدخل فيها كل مكذب باي شيء من الكتاب فكيف اذا كذب بصفات منزل الكتاب؟ بل جحد ان يكون الله تعالى تكلم بالكتاب الا لعنة الله على الظالمين؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى في هذه الخاتمة للفصل المتعلق باسماء الله وصفاته اراد آآ رحمه الله ان تكون الخاتمة في التحذير من المسالك المنحرفة في هذا الباب لانه بين اولا الحق في القول الحق في اسماء الله وصفاته ذاكرا على ذلك الشواهد الادلة ونوع ايضا في بيان آآ اسماء الله وصفاته ذاكرا ان نقول الكثيرة عن ائمة السلف رحمهم الله في بيان الحق الذي يجب ان يكون عليه المسلم في هذا الباب لما انهى ذلك عقد هذا الفصل ليحذر من المسالك المنحرفة المخالفة النهج الصواب الذي ينبغي على المسلم تجاه اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته وهذا التحذير يحتاج اليه المسلم وطالب العلم لانه كما ان الحق مطلوب معرفته ليفعل فان ضده يعرف ليتقى فان ضده يعرف ليتقى وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين اذا استبانت يتقيها المرء ويحذر من الوقوع فيها واما اذا كان على غير معرفة بها فلربما دخل عليه شيء من ضلال هؤلاء من حيث لا يشعر ولهذا يحتاج المسلم ان يكون عنده هذه المعرفة ولو في الجملة ان هناك مسالك منحرفة في هذا الباب العظيم اه ادت باهلها الى الى الهلكة والعياذ بالله لان الخطأ في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته ليس كالخطأ في اي اسم اخر ولو في ولو كان الخطأ في اسم واحد من اسماء الله او صفة واحدة من صفاته سبحانه وتعالى ولهذا قال الله عز وجل في في هذا المقام وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم عندما ظنوا ان الله لا يعلم كثيرا مما يعملون وهذا خطأ في خطأ فادح في صفات الله سبحانه وتعالى اردى اهله اي اوقعهم في الهلكة ولهذا جاء القرآن وكذلك جاءت السنة بذكر بعض هذه الاشياء تحذيرا منها ولهذا وجب على المسلم ان يكون عالما بالحق مستمسكا به وعارفا ايضا بضده ولو جملة ليتقيه ويحذره اذ كيف يتقي من لا يدري ما يتقي كما قال ذلك اهل العلم قديما الحاصل ان المصنف رحمه الله تعالى عقد ذلك هذا الفصل للتحذير من ذلك للتحذير من هذه المسالك المنحرفة نعم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كما في صحيح البخاري كان يقول كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني مخافة ان يدركني نعم قال رحمه الله تعالى فصل والملاحدة في توحيد المعرفة والاثبات فرق كثيرة واشياء متفرقة ولكن رؤوسهم خمس طوائف الملاحدة في توحيد المعرفة والاثبات يعني في باب اسماء الله وصفاته فرق كثيرة لكن تجمعهم خمس طوائف او رؤوسهم خمسة الالحاد او الميل والعدول عن الحق عندما يقال في اللغة الحد السهم عن الرمية اي مال عنها الالحاد الميل عن الحق والملحد هو المائل الحق. المائل عن الحق المنحرف عنه ومعروف ان الميل على الحق ليس صنفا واحدا بل اصناف ولا نوعا واحدا بل انواع لكن هذه الانواع يجمعها هذا الوصف مثل ما عبر ابن القيم رحمه الله في مثل هذا المقام قال جمعهم الالحاد وتفرقت بهم طرق كل له مسلك لكن كلهم منحرفون عن الحق مائلون عنه الحدوا اي مالوا عن سواء السبيل نعم قال رحمه الله تعالى الاولى سلبية محضا يثبتون اثباتا هو عين النفي ويصفون الباب الاولى سلبية يعني نهجهم في هذا الباب النفي المحض الخالص الذي لا يتضمن اثبات عندما يقال السلب المحض يعني السلب الخالص الذي لا يتضمن اثبات وهو جحود وتعطيل الرب سبحانه وتعالى عن صفات كماله ونعوت جلاله. نعم قال رحمه الله تعالى ويصفون الباري تعالى بصفات العدم المحض الذي ليس هو بشيء البتة وليس له عندهم السلف قديما قالوا المعطل يعبد عدما ولهذا يقول الشيخ هنا يصفونه بصفات العدم المحض وهذا الشأن المعطلة في باب الاسماء والصفات سلب محض اي نفي خالص اه الصفات عندهم هي الصفات عندهم نفي الصفات عندهم وهذا الباب باب الصفات عندهم هو باب نفي نفي وجحود وتعطيل للرب عن صفات كماله سبحانه انا فوصفوه بصفة العدم ولهذا قيل ايظا لو اراد انسان ان يصف العدم لم يجد ابلغ وصفا للعدم مما وصف به الجامية ربهم نعم قال رحمه الله تعالى وليس له عندهم حقيقة غير انهم يقولون هو موجود لا داخل العالم ولا خارجا عنه. ولا مباينا له ولا محايفا وليس على العرش ولا غيره ولا يثبتون له ذاتا ولا اسما ولا صفة ولا فعلا بل ذلك عندهم هو عين الشرك. نعم يعني هذا النفي الذي اشار المصنف رحمه الله الى طرف منه والا في كتبهم تعجب تقرأ الصفحات كلها نفي ليس بكذا وليس بكذا الى اخره. صفحات كلها كلها نفي وحاصل هذا النفي وصف الله بالعدم هذا حاصله وانه ليس فوق العرش رب يعبد ولا يصلى له ويسجن هذا حاصل قول الجامية نعم قال رحمه الله تعالى وهذا هو الذي صرح به غلاة الجهمية وقد كان قدماؤهم يتحاشون عنه ويتسترون منه وكان السلف من ائمة الحديث يتفرسون فيهم ذلك وانهم يبطنونه ولا يبوحون به وقد قدمنا عن جماعة من السلف قولهم في الجهمية انهم يحاولون ان يقولوا ليس في السماء اله يعبد. انما يحاولون. انما يحاولون ان يقولوا ليس في السماء اله يعبد ويقول بعضهم انهم يزعمون ان الهك الذي في السماء ليس بشيء ولكنه لم يصرح بذلك ويظهره الا ابن سينا صاحب الاشارات تلميذ تلميذ الفارابي وهو منسوب الى ارسطو اليوناني وهو يرجع الى مذهب الدهرية الطبيعية في المعنى وهو الذي نصره الملحد الكبير نصير الشرك الطوسي واشباهه قبحهم الله تعالى نعم الطائفة الثانية الحلولية الذين يزعمون ان معبودهم في كل مكان بذاته وينزهونه عن استوائه على عرش وعلوه على خلقه ولم يصونوه عن اقبح الاماكن واقذرها وهؤلاء هم قدماء الجهمية الذين تصدى للرد عليهم ائمة الحديث كاحمد ابن حنبل وغيره ولهذا قال جهم بن صفوان لما ناظره السومانية في ربه وحار في ذلك ففكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر فقال هو هذا الهواء الذي هو في كل مكان وكذلك كان يقول كثير من اتباعه ولم يكن هو ولا هم يريدون ذلك وانما كانوا يتوسلون به الى السلب المحض والتعطيل الصرف كما فهمه منهم ائمة الاسلام رحمهم الله تعالى كلما افصح به من نفي اسماء الباري وصفاته ورؤيته في الدنيا والاخرة وافعاله وحكمته وغير ذلك. كما تقدم حكايته عنهم قريبا ورد شبهاتهم الضاحضة نعم قالت طائفة الثالثة الاتحادية وهم القائلون ان الوجود باسره هو الحق. وان الكثرة وهم. بل جميع الاضداد المتقابلة والاشياء عارضة الكل شيء واحد هو معبودهم في زعمهم. وهم طائفة ابن عربي الطائي صاحب الفتوحات المكية وفصوص الحكم وغيرهم مما حرف فيه الكلمة عن مواضعه وتلاعب فيه بمعاني الايات واتى بكفر لا يشبه كفر اليهود الذين قالوا عزير ابن الله وللنصارى الذين قالوا المسيح ابن الله وقالوا هو الله وقالوا ثالث ثلاثة فان النصارى واشباههم خصوا الحلول والاتحاد بشخص معين. وهؤلاء جعلوا الوجود باسره على اختلاف انواعه وتقابل او مما لا يسوغ التلفظ بحكايته والمعبود فلم يكفر هذا الكفر احد من الناس وكان هذا المذهب الذي انتحله ابن عربي ونظمه ابن الفارغ في تائيته نظم السلوك واصل وهذا المذهب الملعون انتحله ابن سبعين عبد الحق ابن ابراهيم ابن محمد ابن نصر ابن محمد ابن نصر ابن محمد ابن قطب الدين ابو محمد المقدسي الرقوطي نسبة او الرقوطي نسبة الى بلدة قريبة من مرسية ولد سنة اربعة عشرة وست مئة واشتغل بعلم الاوائل والفلسفة فتولد له الالحاد من ذلك وصنف فيه. وكان يعرف ويلبس بذلك على الاغبياء من الامراء. السحر السحر التخييل نعم وكان يلبس بذلك على الاغبياء من الامراء والاغنياء ويزعم انه حال من احوال القوم وله من المصنفات كتاب البدو وكتاب اللهو وكتاب الهو وكتاب الهوء وقد اقام بمكة واستحوذ على عقل صاحبها ابي نمي وجاور في بعض الاوقات بغار حراء يرتجي فيه الوحي ان ينزل عليه كما اتى النبي صلى الله عليه وسلم بناء على ما يعتقده من العقيدة الفاسدة من ان النبوة مكتسبة وانها فيض يفيض على العقل اذا صفا فما حصل الا الخزي في الدنيا والاخرة ان كان مات على ذلك وكان اذا رأى الطائفين حول البيت يقول عنهم كأنهم الحمير حول المدار وانهم لو طافوا به كان افضل من طوافهم بالبيت. فالله يحكم في وفي امثاله وقد نقلت عنه وقد نقلت عنه عظائم من الاقوال والافعال توفي يوم ثمانية وعشرين من شوال سنة تسع وستين هذه الكتب هؤلاء ايضا المؤلفين لها لا تزال الى زماننا من ورائها من ينشرها ينشرها يعمل على نشرها بين الناس هدما لعقائدهم واديانهم وبعض الجامعات التي في في اوروبا فرنسا وغيرها من المناطق التي خصصوا فيها اقساما الشريعة وتدريس الاسلام انما يدرسون هذه الكتب ويعملون على تحقيقها ونشرها لانهم يدركون اعداء دين الله سبحانه وتعالى يدركون ان هذه الكتب هي التي تهدم الاسلام لما عجزوا هم عن هدمه والدخول على اهله عملوا على الدخول عليهم من خلال هذه الكتب الضالة المنحرفة التي هي هدم لدين الله المعتقد الحق المتلقى من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتحويل الناس عن هذا الدين الى الخرافة المحضة والضلال المبين. نعم قال رحمه الله تعالى الطائفة الرابعة نفاة القدر وهم فرقتان فرقة نفت تقدير الخير والشر بالكلية وجعلت العباد هم الخالقين رأيت مرة قديما شخص يدرس هناك قلت الشريعة تدرسها عند امك؟ قال نعم فسألته ماذا آآ ماذا تدرس؟ ما ما الكتب فذكر هذه الكتب ذكر هذه الكتب فهي التي تدرس وهي التي تحقق لنيل الدرجات العالية وهي التي يعملون على نشرها وليس لهؤلاء الاعداء هدف الا هدم عقائد المسلمين بادخال هذه العقائد الفاسدة حتى انهم ليدعمون من يعمل على نشرها بالاموال الكثيرة حتى تنتشر بين الناس وتهدم عقائدهم نعم قال رحمه الله تعالى الطائفة الرابعة نفاة القدر وهم فرقتان فرقة نفت تقدير الخير والشر بالكلية وجعلت العبادة هم الخالقين لافعالهم خيرها وشرها ولازموا هذا القول انهم هم الخالقون لانفسهم لان في قولهم نفي تصرف الله في عباده واخراج افعالهم عن خلقه وتقديره فيكون تكونهم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضى لان في قولهم لان في قولهم نفي تصرف الله في عباده واخراج افعالهم عن خلقه وتقديره. نعم يعني اه ولهذا السم قديم من مجوس هذه الامة لان عندما نفوا عن الله افعاله سبحانه وتعالى وجعل الانسان هو الخالق لفعل نفسه اثبتوا خالقا مع الله فاشبه المجوس نعم قال رحمه الله تعالى فيكون تكونهم من التراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة الى اخر اطوار التخليق هم بانفسهم تطوروا وبطبيعتهم تخلقوا وهذا راجع الى مذهب الطبيعية الدهرية الذين لم يثبتوا خالقا اصلا كما قدمنا مناظرة ابي حنيفة لبعضهم فاسلموا على يديه وفرقة النفد تقدير الشر دون الخير فجعلوا المناظرة ذكرها في اول كتاب نقلا عن ابن كثير نقلا عن ابن كثير في في تفسيره لانه دعي الى المناظرة مع بعظ الملاحدة فتأخر قليلا ثم لما سئل عن سبب التأخر قال كنت على شط النهر فانتظر قارئ قاربا اتي فاذا بالاخشاب تجتمع والمسامير ايضا وقامت تلتصق ببعضها حتى تكونت امامي سفينة وركبت قالوا هذا الذي يناظرنا هم يقولون العالم كله تكون هكذا فدخل عليهم من هذا المدخل فالجمهم ما قبلوا ما قبلوا ان تتكون سفينة صغيرة بالشيء الذي هم يقررونه فالجمهم بذلك وكان ذلك كما يروى في هذه القصة سببا لاسلامهم وخروجه من ذاك المذهب نعم قال رحمه الله تعالى وفرقة نفت تقدير الشر دون الخير فجعلوا الخير من الله وجعلوا الشر من العبد ثم منهم من ينفي تقدير الشر من اعمال العباد دون تقديره في المصائب ومنهم من غلى فنفى تقدير الشر من المصائب والمعائب وعلى كل حال فقد اثبتوا مع الله تعالى خالقا. بل جعلوا العباد معه خالقين كلهم كل واحد من العباد خالق بفعل نفسه فاثبتوا خالقين العباد كلهم اثبتوهم بعقيدتهم هذه خالقين مع الله تعالى الله عما يقولون نعم ونفوا ان يكون الله هو المتفرد بالتصرف في ملكوته. وهذا راجع الى مذهب المجوس الثانوية الذين اثبتوا خالقين خالقا للخير وخالقا للشر قبحهم الله تعالى الطائفة الخامسة الجبرية الذين يعتقدون ان العبد مشهور على افعاله قصرا. ولا ولا فعل له اصلا بل اثبات الفعل للعبد هو عين عندهم بل هو كالهاوي من اعلى الى اسفل وكالسعفة تحركها الريح. لم يعمل باختياره طاعة ولا معصية ولم وكالور قديمة هب الريح يعني ليس له اي اختيار ولا له مشيئة نعم ولم يكلفه الله وسعه بل حمله ما بل حمله ما لا طاقة له به ولم يخلق فيه اختيارا لافعاله ولا قدرة له عليها بل الطاعة والعصيان من الاقوال والاعمال هي عندهم عين فعل الله عز وجل فرفعوا اللوم عن كل كافر وفاسق وعاص وانه يعذبهم على نفس فعله لا على اعمالهم القبيحة ثم اعتقدوا ان المعاصي التي نهى الله عنها في كتبه وعلى السنة رسله اذا عملوها صارت طاعات لانهم يقولون اطعنا مشيئة الله فينا بل لم يثبتوا الارادة الشرعية البتة ومن يثبتها منهم يقول في الطاعات اطعنا الارادة الشرعية وفي المعاصي التي سماها الله معاصي اطعنا الارادة الكونية واما هم فلم يثبتوا معصية اصلا بل افعالهم جميعها حسنها وقبيحها حسنها وقبيحها كلها عندهم طاعات على اصلهم هذا الفاسد وفي ذلك رد منهم على الله تعالى امره ونهيه ووعده ووعيده وفرظه على عباده جهاد الكفار واقامة الحدود بل في ارساله الرسل وانزاله الكتب فيجب عندهم تعطيل الشرائع بالكلية والاحتجاج على نفيها بالقدر الكوني ومحاربتها واثبات الحجة على الله لكل كافر وفاسق وعاصيه واثبات الحجة على الله لكل كافر وفاسق وعاص وهذا كفر لم يسبقه اليهم غيره غير امامهم ابليس اللعين. اذ يحتج على الله تعالى بحجتهم هذه فقال فبما اغويتني والعجب ان هذا المذهب المخذول موروث عن جهمة ابن عن جهم ابن صفوان مع تناقضه في اثبات افعال الله عز وجل. فانه لا يثبت لله تعالى فعلا يقوم بذاته اصلا بل افعاله خارجة عنه قائمة بغيره من المخلوقات ثم ينقض ذلك بجعله افعال العباد افعال الله وهذا تناقض بين لكل عاقل فان الفعل انما يضاف الى من قام به والقول الى من قاله وكذا السمع والبصر والقدرة وغيرها محال ان تضاف الى كغير من قامت به ومحال ان يسمى فاعلا بدون فعل يقوم به ولو ذهبنا نعد تشعب الفرق من هذه الطوائف ولوازم كل قول مما انتحلوه لاحتاج الى كتاب مفرد وقد افرد ذلك بالتصنيف غير واحد من الائمة. وقد قدمنا البعض من ذلك وذكرنا امثلة من تحريفهم النصوص. وسيأتي الكلام على في الايمان بالبعث وعلى نفاة القدر والغولات فيه في باب القدر والكلام عن الخوارج والمرجئة والمعتزلة واشواههم في باب الايمان والدين. والكلام على الروافض والنواصب في باب ذكر الصحابة رضي الله عنهم وهذه الطوائف التي خالفت في توحيد المعرفة والاثبات مرجعها الى ثلاث فالحلولية والاتحادية والسلبية ومن في معناهم مرجعهم الى الطبائعية الدهرية والقدرية النفاة بجميع فرقهم مرجعهم الى المجوس الثانوية والجبرية والجبرية الغلاة مرجعهم الى النزعة الجهمية الابليسية وقد قدمنا قول المؤمنين اتباع الرسل مبسوطا بما فيه كفاية. الشيخ رحمه الله لما ذكر هذه الاصناف المخالفة اه لم يخصها في باب الاسماء والصفات وانما في باب المعرفة والاثبات الذي توحيد المعرفة والاثبات وهذا كما عرفنا يشمل النوعين الربوبية والاسماء والصفات لان كلا منهما آآ لان كلا منهما آآ متعلق آآ بالمعرفة والاثبات والمطلوب فيه معرفة ولهذا ايضا يسمى التوحيد العملي ولهذا بعض هذه المخالفات تتعلق بالاسماء والصفات وبعضها يتعلق بتوحيد الربوبية بعضها يتعلق بتوحيد الربوبية ونكتفي بهذا ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا