نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى فصل والمخالفون لاهل السنة في القرآن سبع طوائف ذكرهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج وابن القيم في الصواعق. وهذا نصه قال رحمه الله فصل اختلف اهل الارض في كلام الله تعالى فذهب الاتحادية القائلون بوحدة الوجود ان كل كلام في الوجود كلام الله نظمه ونثره وحقه وباطله سحره وكفره والسب والشتم والهجر والفحش واضداده كله عين كلام الله تعالى القائم به. كما قال عارفهم وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره نظامه وهذا المذهب مبني على اصلهم الذي اصلوه وهو ان الله سبحانه هو عين هذا الوجود فصفاته هي صفات الله وكلامه هو كلام الله واصل هذا المذهب انكار مسألة المباينة والعلو فانهم لما اصلوا ان الله تعالى غير مباين لهذا العالم المحسوس صاروا بين امرين لا ثالث لهما الا المكابرة احدهما انه معدوم لا وجود له اذ لو كان موجودا لكان اما داخل العالم واما خارجا عنه وهذا معلوم بالضرورة فانه اذا كان قائما بنفسه فاما ان يكون مباينا للعالم او محايفا له اما داخلا فيه واما خارجا عنه الامر الثاني ان يكون هو عين هذا العالم فانه يصح ان يقال فيه حينئذ انه لا داخل العالم العالم ولا خارجه ولا مباينا له ولا حالا فيه اذ هو عينه والشيء لا يباين نفسه ولا يحايثها فرأوا ان هذا خير من انكار وجوده والحكم عليه بانه معلوم ورأوا ان الفرار من هذا الى اثبات موجود قائم بنفسه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل به ولا منفصل عنه ولا مباين له ولا محايث ولا فوقه ولا عن يمينه ولا عن يساره ولا خلفه ولا امامه فرارا الى ما لا يصيغه عقل ولا تقبله فطرة ولا تأتي به شريعة ولا يمكن ان يقر ولا يمكن ان يقر برب هذا شأنه الا على احد وجهين لا ثالث لهما احدهما ان يكون ساريا فيه حالا فيه فهو في كل مكان بذاته وهو قول جميع الجهمية الاقدمين الوجه الثاني ان يكون وجوده في الذهن لا في الخارج فيكون وجوده سبحانه وجودا عقليا اذ لو كان موجودا في الاعيان لكان اما عين هذا العالم او غيره. ولو كان غيره لكان اما بائنا عنه او حالا فيه وكلاهما نباطل فثبت انه عين هذا العالم فله حينئذ كل اسم حسن وقبيح وكل صفة كمال ونقص وكل كلام حق وباطل نعوذ بالله من ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد سبق ان بين المصنف رحمه الله تعالى واطال في البيان والاستدلال عقيدة اهل السنة في كلام الله سبحانه وتعالى وان الله جل وعلا يتكلم بما شاء متى شاء جل وعلا وان القرآن كلام الله منه بدأ واليه يعود وانه هو سبحانه وتعالى الذي تكلم به سمعه منه جبريل ونزل به الى صلى الله عليه وسلم وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وذكر هناك رحمه الله تعالى الادلة على ذلك وبسط الادلة بسطا وافيا من الكتاب والسنة وايضا اطال في ذكر النقول عن ائمة السلف رحمهم الله تعالى في تقرير ذلك وبيان فساد المذاهب المخالفة لما اه دل عليه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهنا اراد في خاتمة هذا المبحث ان يشير الى الاقوال المخالفة والاقوال المخالفة تعرف ليحذر منها تعرف ليحذر منها تعرف لتتقى ويتقى ما فيها من شر وفساد لا سيما وان لكل قوم وارث ولكل ارض حارث ولكل عقيدة فاسدة متبن لها على مر الايام اذ اهل الباطل لا يزالون يتوارثون باطلهم وينتصر بعضهم لبعض في ضلالهم وباطلهم ولهذا فان العلماء رحمهم الله تعالى يشيرون في كتب العقائد خاصة الموسعة مثل هذا الكتاب الى المذاهب المخالفة من باب التحذير منها وبيان خطرها والتنبيه على ما فيها من فساد وشر وباطل وهذا المذهب الاول الذي ذكره رحمه الله تعالى من المذاهب المخالفة في كلام الله مذهب الاتحادية ومذهب الاتحادية من اخبث المفاسد من من اخبث المذاهب وافسدها واكثرها شرا وايغالا في الخبث والفساد. وينبني على مذهبهم الفاسد هدم الدين كله. باجمعه ومعنى الاتحاد تعالى الله عما يقولون ان الرب جل وعلا متحد في المخلوق فلا يقال ربنا عبد امر ومأمور مطيع ومطاع رب ومربوب عبد ومعبودا لا يوجد عندهم. لان الرب بزعم متحد وبناء على ذلك بناء على ذلك على قولهم هذا ان كل كلام في الوجود كلامه كل كلامه سواء كان الكلام فاسدا باطلا كفرا شرا خبثا ايا كان وهذا المذهب من اخبث المفاسد وافسدها وشرها وينبني عليه هدم هدم الدين برمته نعم قال رحمه الله تعالى المذهب الثاني مذهب الفلاسفة المتأخرين اتباع ارسطو وهم الذين يحكي ابن سينا والفارابي والطوسي قولهم ان كلام الله فيض فاض من العقل الفعال على النفوس الفاضلة الزكية بحسب استعدادها فاوجب لها ذلك الفيض تصورات وتصديقات بحسب ما قبلته منه. ولهذه النفوس عندهم ثلاث قوى. قوة التصور وقوة التخيل وقوة التعبير فتدرك بقوة تصورها من المعاني ما يعجز عنه غيرها وتدرك بقوة تخيلها شكل المعقول في صورة المحسوس فتتصور المعقول صور نورانية تخاطبها وتكلمها بكلام تسمعه الاذان وهو عندهم كلام الله ولا حقيقة قتله في الخارج وانما ذلك كله من القوة الخيالية الوهمية. قالوا وربما قويت هذه القوة على اسماع ذلك الخطاب وتشكيل تلك الصور العقلية لعين الرائي. فيرى الملائكة ويسمع خطابهم. وكل ذلك يرى الملائكة اسمع خطابه ما يتخيلن لا حقيقة والا عندهم ليس هناك ملك نزل بوحي على الانبياء هذا لا يوجد اصلا وانما هذا يعني يقولونه بزعمهم يقوله الانبياء بزعم هؤلاء من قوة التخيل الذي عندهم نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فيرى الملائكة ويسمع خطابهم وكل ذلك من الوهم والخيال لا في الخارج. لا وجود له حقيقة نعم فهذا اصل هؤلاء في اثبات كلام الرب وملائكته ورسله وانبيائه والاصل الذي قادهم الى هذا عدم الاقرار بالرب الذي عرفت به الرسل ودعت اليه وهو القائم بنفسه المباين لخلقه العالي فوق مواته فوق عرشه الفعال لما يريد بقدرته ومشيئته. العالم بجميع المعلومات القادر على كل شيء. فهم انكر وذلك كله. نعم ينكرون ذلك كل الفلاسفة من سماهم المتأخرون منهم اتباع رستو ينكرون ذلك كله وآآ لا يمنون بالرب ووجوده وصفاته سبحانه وتعالى ولا يؤمنون ايضا لا بجنة ولا بنار ولا بدار اخرة كل هذا لا يؤمنون به ثم يقولون ان هذا الذي جاءت به الانبياء من ذكر الرب وصفاته وذكر الجنة وصفاتها وذكر النار وصفاتها وذكر الملائكة وصفاتهم الى غير ذلك هذه كلها لا حقائق لها ولا وجود وانما هي تخيلات من قوة التخيل والتصور والا هي لا وجود لها في الخارج لا وجود لها اصلا وقالوا ايضا ان الانبياء جاءوا بهذه التخيلات من اجل تهذيب الناس ولابد في التهديد من آآ زجر وعقاب وترغيب واشياء من هذا القبيل فتخيلوا هذه الاشياء وذكروها الناس من اجل تهذيبهم وحملهم على العبادة وحملهم على ما جاءوا به من اعمال فجاؤوا بهذه التخيلات والا هي لا اصل لها ولا وجود وهذا مبني على مذهب هؤلاء الفاسد في انكار الرب سبحانه وتعالى وانكار صفاته وانكار ما دعا عباده سبحانه وتعالى للايمان به من اليوم الاخر والملائكة وغير ذلك من اه اصول الايمان العظيمة نعم قال رحمه الله تعالى المذهب الثالث مذهب الجهمية النفاة لصفات الرب تعالى القائلين ان كلامه مخلوق ومن بعض فلم يقم بذاته سبحانه فاتفقوا على هذا الاصل واختلفوا في فروعه قال الاشعري رحمه الله في كتاب المقالات اختلفت المعتزلة في كلام الله تعالى هل هو جسم او ليس بجسم وفي خلقه على ستة اقاويل. فالفرقة الاولى منهم يزعمون ان كلام الله جسم وانه مخلوق وانه لا شيء الا جسم والفرقة الثانية زعموا ان كلام الخلق يا عرب نعم ان كلام الخلق عرض وهو حركة لانه لا عرظ عندهم الا الحركة وان كلام الخالق جسم وان ذلك الجسم صوت منقطع مؤلف مؤلف مسموع. وهو فعل الله وخلقه. وهذا قول ابي اذيل واصحابه واحال النظام ان يكون كلام الله تعالى ان يكون كلام الله تعالى في اماكن كثيرة او او مكانين في وقت واحد وزعم انه في المكان الذي خلق فيه والفرقة الثالثة من من المعتزلة تزعم ان القرآن مخلوق لله وانه عرض وانه يوجد في اماكن كثيرة في وقت واحد اذا تلاه تال فهو يوجد مع تلاوته. واذا كتبه وجد مع كتابته واذا حفظه وجد مع حفظه وهو يوجد في الاماكن بالتلاوة والحفظ والكتابة ولا يجوز عليه الانتقال والزوال والفرقة الرابعة يزعمون ان كلام الله عز وجل عرض وانه مخلوق واحالوا ان يوجد في مكانين في وقت واحد وزعموا ان المكان الذي خلقه الله تعالى فيه محال انتقاله وزواله منه ووجوده في غيره وهذا قول جعفر ابن حرب واكثر البغداديين الفرقة الخامسة اصحاب معمر يزعمون ان القرآن عرض والاعراض عندهم قسمان. قسم منهما يفعله الاحياء وقسم منهما يفعله الاموات ومحال ان يكون ما يفعله الاموات فعلا للاحياء. والقرآن مفعول وهو عرظ ومحال ان يكون الله فعله في الحقيقة لانهم يحيلون ان تكون الاعراض فعلا لله وزعموا ان القرآن فعل للمحل الذي يسمع منه اذا سمع من الشجرة فهو فعل لها وحيث سمع فهو فعل المحل الذي حل فيه والفرقة السادسة يزعمون ان كلام الله عرظ مخلوق وانه يوجد في اماكن كثيرة في وقت واحد وهذا قول الاسكافي واختلفت المعتزلة في كلام الله هل يبقى؟ فقالت فرقة منهم يبقى بعد خلقه وقالت فرقة اخرى لا يبقى وانما يوجد في الوقت الذي الله ثم يعدم بعد ذلك. وهذا المذهب هو من فروع ذلك الاصل الباطن المخالف لجميع كتب الله ورسله ولصريح المعقول والفطر من جحد صفات الرب وتعطيل حقائق اسمائه وصفاته ونفي قيام الافعال به. فلما اصلوا انه لا يقوم به وصف ولا فعل كان من فروع هذا الاصل انه لم يتكلم بالقرآن ولا بغيره. وان القرآن مخلوق وفرض ذلك انكار ربوبيته الهيته فان ربوبيته سبحانه انما تتحقق بكونه فعالا مدبرا متصرفا في خلقه يعلم ويقرر ويريد ويسمع ويبصر فاذا انتفت عنه صفة الكلام انتفى الامر والنهي ولوازمهما وذلك ينفي حقيقة الالهية فطرد ماء الصلوه ان الله سبحانه ليس برب العالمين ولا اله فضلا عن ان يكون لا رب غيره ولا اله سواه نعم المذهب الرابع مذهب الكلابية اتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب ان القرآن معنى قائم بالنفس لا يتعلق بالقدرة والمشيئة. وانه لازم لذات الرب كلزوم الحياة والعلم وانه لا يسمع على الحقيقة والحروف والاصوات حكاية له دالة عليه. وهي مخلوقة وهي اربعة معان في نفسه الامر والنهي والخبر والاستفهام. فهي انواع لذلك المعنى القائم فهي انواع لذلك المعنى القديم الذي لا يسمع وذلك المعنى هو المتلو والمقروء وهو غير مخلوق. والاصوات والحروف هي تلاوة العباد وهي مخلوقة وهذا المذهب اول من يعرف انه قال به ابن كلاب وبناه على ان الكلام لابد ان يقوم بالمتكلم والحروف والاصوات حادثة فلا يمكن ان تقوم بذات الرب تعالى لانه ليس محلا للحوادث فهي مخلوقة منفصلة عن الرب والقرآن اسم لذلك المعنى وهو غير مخلوق. نعم هذا المذهب يرجع في الجملة الى مذهب الجهمية ولا يختلف عنهم الا في طريقة التقرير فقط والا هو راجع اليه حاصله ان هذا القرآن المقروء المحفوظ المكتوب ليس كلام الله وانما هو حكاية عنه او عبارة عنه. واما هو فليس كلام الله سبحانه وتعالى وهذا هو مؤدى قول الجهمية نعم قال رحمه الله تعالى المذهب الخامس مذهب الاشعري ومن وافقه انه معنى واحد قائم بذات الرب بذات الرب تعالى لانه ليس بحرف ولا صوت ولا ينقسم ولا له اعاظ ولا له اجزاء وهو عين الامر وعين النهي وعين الخبر وعين الاستخبار. الكل واحد وهو عين التوراة وعين الانجيل والقرآن والزبور وكونه امرا ونهيا وخبرا واستخبارا صفات لذلك المعنى الواحد لا انواع له. فانه لا ينقسم بنوع ولا جزء. وكونه قرآن وتوراة وانجيلا تقسيم للعبارات عنه لا لذاته. بل اذا عبر عن ذلك المعنى بالعربية كان قرآنا واذا عبر عنه بالعبرانية كان توراة وان عبر عنه بالسريانية كان انجيل والمعنى واحد وهذه الالفاظ عبارة عنه ولا يسميها حكاية وهي خلق من المخلوقات وهي عند وعنده لم يتكلم الله بهذا الكلام العربي ولا سمع من الله وعنده ذلك المعنى سمع فمن الله حقيقة ويجوز ان يرى ويشم ويذاق ويلمس ويدرك بالحواس الخمس. اذ المصحح عنده لادراك الحواس هو الوجود. فكل وجود يصح او تعلق الادراكات كلها به كما قرره في مسألة الرؤية في مسألة رؤية من ليس في جهة الرائي وانه يرى حقيقة وليس مقابلا للرائي هذا قولهم في الرؤية وذلك قولهم في الكلام والبلية العظمى نسبة ذلك الى الرسول صلى الله عليه وسلم وانه جاء بهذا ودعا اليه الامة وانهم اهل الحق ومن عاداهم اهل الباطل وجمهور العقلاء يقولون ان تصور هذا المذهب ابي كاف في الجزم ببطلانه. نعم حتى الاشعري رحمه الله رجع عن هذا كما سيأتي عند المصنف رحمهم الله رحمه الله ومن ينتسبون اليه في هذا المذهب ينتسبون اليه في مذهب تاب منه رجع عنه الف في انكاره رحمه الله تعالى وعاد الى مذهب اهل السنة وسيأتي تقرير ذلك عند المؤلف رحمه الله وهذا المذهب مذهب الاشعري هنا الذي ذكره وان القرآن عبارة هو قريب من المذهب الذي قبله هو قريب من المذهب الذي قبله بل هو متلقن عنه. نعم قال رحمه الله تعالى وجمهور العقلاء يقولون ان تصور هذا المذهب كاف في الجزم ببطلانه ولا وهو لا يتصور الا كما تتصور المستحيلات الممتنعات وهذا المذهب مبني على مسألة انكار قيام الافعال والامور الاختيارية بالرب تعالى ويسمونها مسألة مسألة حلول الحوادث وحقيقتها انكار افعاله وربوبيته وارادته ومشيئته واقول والحق يقال لا نشك ان ابن القيم ان ابن القيم هذا وشيخه ابن تيمية رحمهم الله تعالى من اعلم من صنف في المقالات والملل والنحل وادراهم بمواردها ومصادرها وابصارهم برد الباطل منها وادحاضه. واوفاهم تقريرا لمذهب السلف اهل السنة والجماعة شدهم تمسكا به ونصرة له واكملهم تحريرا لبراهينه عقلا ونقلا واكثرهم اشتغالا بهذا الباب وتنقيبا عن عامل البدع فيه واشتفافا لاصولها. ولكن هذا الذي ذكره رحمه الله تعالى عن الاشعري في مسألة القرآن هو الذي وجد ادناه عمن ينتسب الى الاشعري ويسمون انفسهم اهل الحق ويقرون ذلك ويكررونه في كتبهم ويناظرون عليه واما ابو الحسن الاشعري نفسه رحمه الله تعالى فالذي قرره في كتاب الابانة الذي هو من اخر ما صنف هو قول اهل الحديث ساقه بحروفه وجاء به برمته. واحتج فيه ببراهينهم العقلية والنقلية. ثم نقل اقوال الائمة في ذلك. كاحمد بن حنبل بل ومالك بن انس والشافعي واصحابه والحمادين والسفيانين وعبدالعزيز بن الماجشون والليث ابن سعد وهشام وعيسى ابن يونس تبن غياف وسعد بن عامر وعبدالرحمن بن مهدي وابي بكر ابن عياش وركيع ابن واواكيع وابي عاصم النبيل ويعلى بن عبيد ومحمد بن يوسف وبشر بن المفضل وعبدالله بن داود وسلام ابن ابي مطيع وابن المبارك وعلي ابن وعلي ابن عاصم واحمد بن يونس وابي نعيم وقبيصة ابن عقبة وسليمان ابن داود وابي عبيد القاسم ابن سلام وغيرهم ولولا خوف الاطالة لسقنا فصول كلامه بحروفه. يعني من كتابه الابانة ان اطال في نقل اه كلام السلف قال فيه انها بكل ما يقولون يقول وبما يدينون الله سبحانه وتعالى به يدين نعم فكلامه يدله على ان فكلامه يدل على انه مخالف للمنتسب للمنتسبين اليه من المتكلمين في في مسألة القرآن كما هو مخالف لهم في اثباته الاستواء والنزول والرؤية والوجه واليدين والغضب والرضا وغير ذلك ولهذا يستطيع الباحث المنصف ان يكتب في رد الاشعري على الاشاعرة يستطيع لان كتبه التي رجع فيها الى الحق وقرره مشتملة على ردود على من ينتسبون الى مذهبه نعم قال رحمه الله تعالى وقد صرح في مقالاته بانه قائل بما قال بما قال الامام احمد بن حنبل وائمة الحديث معتقد وائمة حديث معتقد معتقد ما هم عليه مثبت لما اثبتوه محرموا محرم ما احدثه المتكلمون من تحريف الكلم عن مواضعه وصرف اللفظ عن ظاهره واخراجه عن حقيقته وبالجملة فبينه وبين المنتسبين اليه بون بعيد. بل هو بريء منهم وهم منه براء. والموعد الله وكفى بالله طيبا نعم هذا حق لان المنتسبين اليه ينتسبون اليه في مذهب تاب منه ورجع عنه فهو بريء منهم وهم منه براء نعم قال والموعد الله وكفى بالله حسيبا وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله قال ابن القيم رحمه الله تعالى المذهب السادس مذهب الكرامية وهو انه متعلق بالمشيئة والقدرة قائم بذات الرب تعالى وهو حروف اصوات مسموعة وهو حادث بعد ان لم يكن فهو عندهم متكلم بقدرته ومشيئته بعد ان لم يكن متكلما كما يقول سائر فرق المتكلمين انه فعل بقدرته ومشيئته بعد ان لم يكن فاعلا كما الزموا به الكرامية في مسألة الكلام فهو لازم لهم في مسألة الفعل والكرامية اقرب الى الصواب منهم فانهم اثبتوا كلاما وفعلا حقيقة قائمين بذات المتكلم الفاعل. وجعلوا لها اولا من القول بحوادث لا اول لها ومنازعوهم ابطلوا حقيقة الكلام والفعل. وقالوا لم يقم به فعل ولا كلام البتة. واما من اثبت منهم معنى قائما بنفسه سبحانه فلو كان ما اثبته مفعولا لكان من جنس الارادة والعلم لم يكن شيئا خارجا عنهما فهم لم يثبتوا لله كلاما ولا فعلا. واما الكرامية فانهم جعلوه متكلما بعد ان لم يكن متكلما كما فعله خصومه فاعلا بعد ان لم يكن فاعلا المذهب السابع مذهب السالمية ومن وافقهم من اتباع الائمة الاربعة واهل الحديث انه صفة قديمة قائمة بذات الرب تعالى لم يزل ولا يزال قالوا لا يتعلق بقدرته ومشيئته ومع ذلك هو حروف واصوات وسور وايات سمعه جبريل منه وسمعه موسى بلا واسطة ويسمعه سبحانه من يشاء واسماعه نوعان بواسطة وبلا واسطة ومع ذلك فحروفه وكلماته لا يسبق بعضها بعضا بل هي مقترنة الباء مع السين مع الميم في ان واحد ثم لم تكن معدومة في وقت من الاوقات ولا تعدم بل لم تزل قائمة بذاته سبحانه قيام صفة الحياة والسمع والبصر وجمهور العقلاء قالوا ان تصور هذا المذهب كان في الجزم كاف في الجزم ببطلانه والبراهين العقلية والادلة القطعية شاهدة ببطلان هذا هذه المذاهب كلها وانها مخالفة لصريح العقل والنقل والعجب انها هي الدائرة بين فضلاء العالم لا يكادون يعرفون غيرها ثم ذكر رحمه الله تعالى قول اتباع الرسل واطال على ذلك ثم مسألة تكلم العباد بالقرآن وساق فيه ثم ذكر اي ابن القيم نعم احسن الله اليكم ثم ذكر رحمه الله تعالى قول اتباع الرسل واطال على ذلك ثم مسألة تكلم العباد بالقرآن في كتابه الصواعق كما تقدم نعم سلام عليكم ثم مسألة تكلم العباد بالقرآن وساق فيه كثيرا من كلام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه وفي كتاب خلق افعال العباد انه من احسن الائمة توظيحا وتفصيلا في هذه المسألة لما جرى عليه من المحنة في شأنها ثم ذكر الكلام على حروف المعجم وساق فيه اقوال الائمة ثم ذكر اللفظية في اثناء ذلك والواقفة. ثم ذكر فصلا في الكتابة له وفرق في الرق وغيره ثم فصلا في السماع ثم في كتابة له يعني للقرآن في الرق يعني الكتابة والجلد او والقرآن كما تقدم معنا اينما كلام الله نعم. احسن الله اليك. ثم ذكر فصلا في الكتابة له في الرق وغيره. ثم فصلا في السماع ثم فصلا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في اول من اظهر انكار ان الله سبحانه يتكلم بصوت في اثناء المئة الثالثة ابن كلاب وانكر عليه ذلك ائمة الحديث كاحمد والبخاري وغيرهما وفي غضون هذه الفصول ابحاث نفيسة لا يستغنى عنها فلتراجع منه ثم قال رحمه الله تعالى فصل منشأ النزاع منشأ النزاع بين الطوائف ان الرب تعالى هل يتكلم بمشيئته؟ ام كلامه بغير مشيئة على قولين فقالت طائفة كلامه بغير مشيئته واختياره ثم انقسم هؤلاء اربع فرق قالت فرقة هو فيض فاض منه بواسطة العقل الفعال على نفس شريفة فتكلمت به كما يقول ابن سينا واتباعه وينسبونه الى ارسطو وفرقة قالت بل هو معنى قائم بذات الرب تعالى هو به متكلم. وهو قول الكلابية ومن تبعهم. وانقسم هؤلاء فرقتين الفرقة قالت هو معان متعددة في انفسها. امر ونهي وخبر واستخبار ومعنى جامع لهذه الاربعة. وفرقة قالت بل هو معنى واحد بالعين لا ينقسم ولا يتبعظ. الاتي كله اعادة لما سبق بتلخيص. نعم وفرقة قالت كلامه هو هذه الحروف والاصوات خلقها خارجة عن ذاته فصار بها متكلما. وهذا قول المعتزلة وهو في الاصل قول الجهمية تلقاه عنهم اهل الاعتزال فنسب اليهم وفرقة قالت يتكلم بقدرته ومشيئته كلاما قائما بذاته سبحانه كما يقوم به سائر افعاله لكنه حادث النوع وعندهم انه صار متكلما بعد ان لم يكن متكلما كما قاله من لم من لم نصفه من من المتكلمين كما قاله من لم نصفهم من المتكلمين انه صار فاعلا بعد ان لم يكن فاعلا. فقول هؤلاء في الفعل المتصل كقول اولئك في فعل المنفصل وهذا قول وهذا قول الكرامية وفرقة قالت يتكلم بمشيئته وكلامه سبحانه وهو الذي يتكلم به الناس وهو الذي يتكلم به الناس كله حقه كله حقه وباطنه وصدقه وكذبه كما يقوله طوائف الاتحادية وقال اهل الحديث والسنة انه لم يزل سبحانه متكلما اذا شاء يتكلم بمشيئته ولم تتجدد له هذه الصفة بل كونه متكلما بمشيئته هو من لوازم ذاته المقدسة وهو بائن عن خلقه بذاته وصفاته وكلامه ليس متحدا بهم ولا حالا فيهم واختلفت الفرق هل يسمع كلام الله على الحقيقة؟ فقالت فرقة لا يسمع كلامه عن الحقيقة. انما تسمع حكايته والعبارة عنه. وهذا قول الكلابية ومن تبعهم ومن تبعهم الاشاعرة لان كل متقارب مثل ما شرحه قريبا طلابية يقولون حكاية وهؤلاء يقولون عبارة نعم الله عليك قال رحمه الله وقالت بقية الطوائف بل يسمع كلامه حقيقة ثم اختلفوا فقالت فرقة يسمعه كل احد من الله تعالى وهذا قول الاتحادية وقالت فرقة بل لا يسمع الا من غيره وعندهم ان موسى لم يسمع كلام الله منه فهذا قول الجهمية والمعتزلة وقال اهل السنة والحديث يسمع كلامه سبحانه منه تارة بلا واسطة كما سمعه موسى وجبريل وغيرهما وكما يكلم عباده يوم القيامة ويكلم اهل الجنة ويكلم الانبياء في الموقف ويسمع من المبلغ عنه كما سمع الانبياء الوحي من جبريل تبليغا عنه وكما سمع الصحابة القرآن من الرسول صلى الله عليه عليه وسلم عن الله فسمعوا كلام الله بواسطة المبلغ وكذلك نسمع نحن بواسطة التالي فاذا قيل احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله نسمع من المبلغ او التالي نعم احسن الله اليك قال فاذا قيل المسموع مخلوق او غير مخلوق؟ قيل له ان اردت المسموع عن الله تعالى فهو كلامه غير مخلوق وان اردت المسموع من المبلغ ففيه تفصيل ان سألت عن الصوت الذي روي به كلام الله فهو مخلوق. وان سألت عن الكلام المؤدى بذلك الصوت فهو غير مخلوق. كما قال السلف قديما الصوت صوت القارئ والكلام كلام البالغ نعم قال رحمه الله تعالى والذين قالوا ان الله يتكلم بصوت اربع فرق فرقة قالت يتكلم بصوت مخلوق منفصل عنه وهم المعتزلة وفرقة قالت يتكلم بصوت قديم لم يزل ولا يزال الا وهو وهم السالمية والاقترانية وفرقة قالت يتكلم بصوت حادث في ذاته بعد ان لم يكن وهو ملك الرامية وقول وقال اهل السنة والحديث لم يزل الله تعالى متكلما بصوت اذا شاء. والذين قالوا لا يتكلموا بصوت فرقتان اصحاب الفيض والقائلون ان الكلام معنى قائم بالنفس انتهى ما اردنا ايراده من كلامه رحمه الله تعالى وقد اودع هذه الاقوال وغيرها في مسألة القرآن وغيرها في نونيته الشافية واما مذهب اتباع الرسل فقد قدمنا فيه الشفاء الكافي من نصوص الكتاب والسنة واقوال سلف الامة بما لا يحتاج معه الى غيره وبالله التوفيق. نعم قدم رحمه الله بما فيه الكفاية. قول آآ اهل السنة بادلته من الكتاب والسنة واطال في نقلها لكنه اراد ان يختم رحمه الله تعالى بهذه الخاتمة حتى يعرف او تعرف هذه المذاهب المخالفة لتحذر وتتقى لا سيما وان لها وجودا ولها دعاة ولها مصنفات تنتصر او انتصر فيها لمثلي هذه المذاهب ومن عافاه الله سبحانه وتعالى فليحمد الله وليسأله الثبات على الحق والهدى وان يعيذه من الزيغ والضلال وان يثبته على الحق الى ان يلقى الله سبحانه وتعالى وهو راض عنه وان يهديه لما اختلف فيه من الحق باذنه فانه سبحانه وتعالى يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ثم بعد ذلك انتقل في فصل مطول للكلام على توحيد العبادة وهو فصل عظيم جدا وفيه تفصيلات وتقريرات وحشد للادلة وجمع البراهين بالطريقة التي عهدناها منه رحمه الله تعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا انا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا